أيها الإخوة والأخوات! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحباً بحضراتكم إلى لقاءٍ طيبٍ مبارك من برنامج نورٌ على الدرب.
ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ، فأهلاً ومرحباً يا سماحة الشيخ.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
السؤال: هذا أخونا من اليمن (ع. م. الضالعي )، يقول: سماحة الشيخ! سمعت حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه: بأنه مر على قبرين فقال: (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير؛ أما أحدهما فكان يمشي بين الناس بالنميمة، وأما الثاني فكان لا يستبرئ من بوله) أو فيما معنى الحديث، سماحة الشيخ! أرجو توضيح هذا الحديث في قوله: (كان لا يستبرئ من بوله) فأنا عندما أسمع هذا الحديث أخاف كوني أعاني من مشكلة، وهو أنني أشعر بعد البول والوضوء التام للصلاة وكأن قطرات تنزل مني ويكون ذلك في الصلاة، وجهوني في ضوء هذا الحديث وشرحه، مأجورين.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه البخاري و مسلم في الصحيحين، قال: (مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنزه من البول -وفي لفظٍ: لا يستتر من البول- فأخذ جريدة رطبة فشقها نصفين ثم غرز على كل قبرٍ واحدة وقال: لعله يخفف عنهما ما لم تيبسا) الحديث المذكور يفيد الحذر من النميمة وأنها من أخبث الكبائر ومن أكبر الكبائر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة نمام) فالمشي بالنميمة من أسباب عذاب القبر ومن أسباب حرمان دخول الجنة، وهي: السعي بين الناس بالكلام الردي، كونه ينقل كلاماً هؤلاء إلى هؤلاء وكلام هذا إلى هذا، مما يسبب البغضاء والعداوة، هذه النميمة؛ القالة بين الناس، كونه ينقل كلاماً ما هو بطيب من زيد إلى عمرو أو من جماعة إلى جماعة فيحصل بهذا من الشر ما يحصل، هذه يقال لها: النميمة، فالواجب الحذر منها.
والذنب الثاني: عدم التنزه من البول، فالواجب على المسلم والمسلمة العناية بالنزاهة من البول والغائط، فإذا قضى حاجته يجب عليه أن يجتهد حتى يتنزه من بوله وغائطه بالماء، إذا تيسر الماء أو بالحجارة بالاستجمار، بهذا أو هذا، إذا استجمر بالحجارة ثلاث مرات أو أكثر حتى تنزه من البول أو من آثار الغائط كفى، وإن استنزه بالماء، غسل فرجه بالماء حتى أنقى المحل كفى، والحمد لله.
وإذا كان الإنسان يخرج منه قطرات بعد البول لا يعجل، لا يعجل منه حتى تنتهي القطرات، فإذا انتهت القطرات استنجى أو استجمر، وليحذر الوساوس، كونه يوسوس في الصلاة أو بعد الوضوء أنه خرج منه شيء لا يلتفت إلى هذا، الوساوس يجب اطراحها، فإذا علم يقيناً أنه خرج منه شيء يعيد الاستنجاء، يستنجي ثم يتوضأ وضوء الصلاة.
أما الوساوس بعد الوضوء أو في الصلاة أو في الطريق هذه يجب اطراحها، لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا رسول الله! الرجل يشكل عليه أنه يجد شيئاً في الصلاة؟ قال صلى الله عليه وسلم: لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً) وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه شيء، أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً).
المقصود: أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن العمل بالوساوس والحذر منها، فلا يجوز له أن يلتفت إليها؛ لأن هذا يضره والشيطان يشغله، لكن إذا جزم وعلم يقين أنه خرج بول أو غائط يستنجي وإلا فالأصل السلامة، فلو شك واحد في المائة أنه خرج منه شيء لا يلزمه شيء حتى يعلم مائة في المائة، يعني: بدون أي شك أنه خرج منه بول أو غائط، وإلا فالأصل السلامة والبراءة والحمد لله.
الجواب: العلاج الاستعاذة بالله من الشيطان، الاستعاذة بالله من الشيطان والعمل بالأصل، وهو السلامة واليقين، هذا هو الأصل، فإن وسوس هو طلق أو ما طلق ما عليه شيء، وسوس هو أحدث أو ما أحدث ما عليه شيء، وسوس هل حرم زوجته، لا ما عليه شيء، هذه كلها من الشيطان يلعب ببني آدم، يقول صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم) فحديث النفس مطرح، هكذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم حتى يعلم الإنسان يقيناً أنه تكلم عامداً لهذا الشيء أو عمل ما يوجب عليه إثماً أو فديةً أو غير ذلك، مادام وساوس فليس عليها عمل، (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم) فإذا وقع له في الصلاة أو في خارج الصلاة وسوسة أنه أحدث أو أنه طلق أو أنه حرم زوجته، أو ما أشبه ذلك فليطرحها وليتعوذ بالله من الشيطان، ينفث عن يساره ثلاث مرات، يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولو في الصلاة، حتى في الصلاة، يستعيذ بالله من الشيطان، (قال رجل: يا رسول الله! إن الشيطان قد لبس علي صلاتي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: انفث عن يسارك ثلاث مرات وتعوذ بالله من الشيطان ثلاث مرات، قال
المقصود الصدق في الاستعاذة بالله من الشيطان، فإذا صدق وتعوذ بالله من الشيطان وأعرض عن الوساوس كفاه الله شرها.
الجواب: لا، ليس بصحيح، عليك أن تصلي أربعاً، لما ذكرت في البلد بعدما عدت عليك أن تصلي الظهر التي نسيتها تصليها أربعاً، أما العصر إذا كنت صليتها في الطريق قصراً ما تعيدها؛ لأنك ناسي، قدمتها على الظهر ناسياً فلا عليك شيء.
أما الظهر فإنك تصليها أربعاً لما ذكرتها، وإذا كنت صليت العصر في البيت ثنتين فعليك أن تعيدها، أما إذا كنت صليتها في الطريق في العودة ثنتين ناسياً الظهر فالصلاة صحيحة والحمد لله.
الجواب: هذا بدعة، الأذان في القبر والإقامة في القبر بدعة لا تجوز، كل هذا لا يجوز، لا بعد الدفن ولا قبل الدفن، كله لا يجوز.
الجواب: إذا بعد الإنسان عن المسجد حيث لا يسمع النداء المعتاد فإنه لا يلزمه، النبي عليه السلام قال: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر) وقال للأعمى: (هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم. قال: فأجب) فإذا كان في محلٍ بعيد لا يسمع النداء المعتاد إلا بمكبرات الصوت فإنه لا يلزمه، لكن إذا احتسب الأجر وصبر وذهب للمسجد فهذا خير له، فيه فضل عظيم.
الجواب: جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (رءوسهن كأسنمة البخت المائلة) يجمعون عليها أشياء حتى تعظم وتكبر، أما هذا يجمعون الشعر ما هو من جنس ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن هذا عليهن أن يمسحنه كله، إذا توضأن للصلاة عليهن أن ينقضنه ويمسحنه، يوخرنه إن كان عليه خرقة وإلا شيء، يزلنها ويمسحن الرأس كله.
أما الذي جاء في الحديث: (رءوسهن كأسنمة البخت المائلة) هذا يجمعن عليها أشياء من لفائف حتى تكون كأسنمة البخت المائلة، وأسنمة البخت كأنها سنامان بينهما شيء.
الجواب: ذكر العلماء في هذا أنهم ليس لهم أعمالٌ صالحة وأن السماء والأرض تبكي إذا فقدت الأعمال الصالحة من أهل الخير. أما هؤلاء لا خير فيهم وليس لهم أعمال تصعد، فلهذا لا تبكي عليهم السماء ولا الأرض لعدم أعمالهم الطيبة، نسأل الله العافية.
الجواب: لا يلزمهم، لكن إذا ضحوا فهم مأجورون، من باب التطوع، كالصدقة عنه، وإلا فلا يلزمهم، إلا إذا أوصى بذلك أوصى في بيت أو مزرعة عليهم أن ينفذوا الوصية في الثلث فأقل.
أما إذا كان ما أوصى فلا يلزمهم، لكن إذا تطوعوا ضحوا عنه أو تصدقوا عنه فلهم أجر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقةٍ جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له) (وسأله رجل قال: يا رسول الله! إن أمي ماتت أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم.) هذا يدل على أنه إذا تصدق عن أمه أو أبيه، أو فلان أو فلان له أجر.
الجواب: السنة أن يقال: استغفروا له، ادعوا له بالمغفرة، ترحموا عليه، أما إذا كان ما بينهم وبينه شيء ما في حاجة للتحليل، أما إذا كان يعرف أن بينهم حسابات ومنازعات، إذا طلب منهم تحليله ومسامحته جزاه الله خيراً.
الجواب: الصواب أن فيها الزكاة، الحلي من الذهب والفضة فيها الزكاة، وبعض أهل العلم لا يرى فيها الزكاة لكن الصواب أنه فيها الزكاة، إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول تزكى من الذهب أو الفضة، ربع العشر، في المائة ريالين ونص، وللذهب إذا كان مائة جنيه جنيهاً ونص يعني ربع العشر، هذا هو الواجب وهذا هو الصواب.
وإذا اختلف العلماء فالواجب الأخذ بالدليل، الذي معه الدليل من القرآن أو السنة هو الذي يجب اتباعه؛ لأن الله يقول سبحانه: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] فإذا تنازع العلماء في شيء فالواجب الرد إلى القرآن والسنة، وقد دلت السنة على أن الحلي فيها الزكاة، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الذهب فيه الزكاة والفضة فيها الزكاة، ورأى امرأةً عليها حلي فقال: (أتؤدين زكاتها؟ قالت: لا، قال: أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار؟) دل على وجوب الزكاة، ولما سألته أم سلمة عن حلي لها: (أهي كنزٌ؟ قال: إذا أديت زكاتها فليست بكنز).
الجواب: نعم، إذا كان يقصر في نفقة البيت لها أن تأخذ من ماله بغير علمه، إذا قصر في نفقتها ونفقة أولاده منها لها أن تأخذ بالمعروف من غير إسراف ولا تبذير لكن بالمعروف؛ لأن هند بنت عتبة؛ امرأة أبي سفيان رضي الله عنهما، قالت: (يا رسول الله، إن
المقدم: إذن يا سماحة الشيخ بعض الأخوات يقلن: هل النفقة محددة مثلاً أو معينة؟
الجواب: غير محددة، حسب الحاجة، تختلف بحسب الغلاء والرخص، حسب حاجة الأولاد وكثرتهم وقلتهم، حسب الحاجة، الوسط، مثلما قال الله جل وعلا في عباده الصالحين: وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [الفرقان:67] وقال جل وعلا: وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا [الإسراء:29] المغلولة: البخيل، والبسط كل البسط: هذا المسرف، المبذر.
الجواب: هذا يختلف؛ إن كان عليها من هذا ضرر بين فلها أن تمسح وتتيمم، فإن كان الضرر خفيف، لا. يلزمها المسح على نفس الشعر، لا تحط شيء، تمسح على نفس الشعر.
لكن لها أن تتخذ خماراً، يعني: تلفه تتحنك به وتضبطه تمسح يوماً وليلة إذا لبسته على طهارة، ثم إذا تمت اليوم والليلة تخلعه وتتطهر ثم تلبسه.. وهكذا، حتى يدفع عنها بعض الضرر، يعني: خمار مربوط، تطويه على رأسها وتحت حنكها، مضبوط، تلبسه على طهارة، تمسح عليه يوماً وليلة مثل: الخفين، فإذا تمت اليوم والليلة نقضته ثم تطهرت ثم لبسته لبساً محكماً لأجل مضرة الرأس. نعم.
المقدم: إذاً هذه ضرورة يا سماحة الشيخ؟
الجواب: نعم، إذا تيسر الخمار هذا ولبسه على طهارة وتمسح على الخمار يوم وليلة ثم تنقضه وتتطهر ثم تعيد لبسه، وهكذا كالخفين، لا بأس، وإن شق عليها هذا ولم يتيسر تتيمم، إذا كان يضره الماء، إذا توضأت وغسلت رجليها تنشفت تضرب التراب بيديها بالنية عن الرأس.
الجواب: نسأل الله له العون، نسأل الله له العون والتوفيق، نسأل الله أن يعينه ويوفقه، ونوصيه بالعناية بحفظ القرآن في الأوقات المناسبة التي قلبه فيها يكون مستعداً للقراءة، مثل بعد صلاة الفجر، مثل في أثناء الليل، في الأوقات التي يراها مناسبة يجتمع فيها قلبه ولسانه، حتى يدرس وحتى يتحفظ. نعم.
الجواب: السجود للسهو قبل السلام، السجود للسهو يكون قبل السلام إلا في حالتين:
إحداهما: إذا سلم المصلي عن نقص ركعة أو أكثر ناسياً فإنه يكمل ثم يسجد للسهو بعد السلام، هذه الحالة الأولى؛ إذا سلم عن نقص ركعة أو أكثر ثم تنبه أو نبه فإنه يكمل صلاته ثم يقرأ التحيات ويكمل التشهد ثم يسلم، ثم يسجد للسهو سجدتين بعد السلام، هذا هو الأفضل، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم لما سلم عن نقص.
الحال الثاني: إذا أشكل عليه وبنى على غالب ظنه في الصلاة، يعني: أشكل هل صلى ثلاثاً أو أربعاً، وغلب على ظنه أنه صلى أربعاً، فإنه يسلم بعد الفراغ ثم يسجد للسهو، أو غلب على ظنه أنه صلى ثلاثاً يبني على ثلاث ثم يكمل الصلاة ثم يسجد للسهو بعد السلام إذا بنى على غالب ظنه، أما إذا بنى على اليقين، عمل باليقين فإن السجود يكون قبل السلام.
فالحاصل أنه في حالتين يسجد بعد السلام:
إحداهما إذا سلم عن نقص، ركعة أو أكثر فإن السجود يكون بعد السلام أفضل، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم.
الحال الثاني: إذا بنى على غالب ظنه، ما هو بعلى اليقين بنى على غالب ظنه، فإنه يؤجل سجود السهو حتى يسلم، ثم يسجد للسهو بعد ذلك.
الجواب: بر الوالدين والأعمال الصالحة من أعظم القربات، والبر من أسباب طول العمر والبركة في العمر، كما في الحديث (لا يزيد في العمر إلا البر) فالبر من أسباب طول العمر وبركته، وفي الحديث الصحيح: (من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه) وبر الوالدين من أعظم صلة الرحم، فبر الوالدين وصلة الرحم من أسباب طول العمر والبركة في العمر.
الجواب: طاعة الله ورسوله، الاستقامة على دين الله، من استقام على دين الله وقاه الله عذاب القبر، إذا استقام على دين الله وحفظ جوارحه من محارم الله وقاه الله عذاب القبر. نعم.
الجواب: إذا قال: قولوا لا إله إلا الله، أو صلوا على رسول الله، نعم، يذكر الله ويصلي على النبي لكن من دون جهر، من دون أن يشغل من حوله، بصوتٍ منخفض يصلي على الرسول، يذكر الله بصوتٍ منخفض ولكن لا يرفع الأيدي، لا الإمام ولا المأموم، لا يرفعون أيديهم، إنما هذا في الاستسقاء، إذا استسقى، طلب السقيا، طلب المطر يرفع يديه، والمأمومون يرفعون أيديهم.
أما الخطبة العادية يوم الجمعة إذا دعا فيها لا يرفع يديه ولا يرفعون أيديهم المأمومون، كلهم لا يرفعون؛ لأن الرسول ما كان يرفع عليه الصلاة والسلام إلا في الاستسقاء.
الجواب: لم ير النبي صلى الله عليه وسلم ربه، ولما سئل قال: (رأيت نوراً) وقال: (نورٌ أنى أراه) وقال عليه الصلاة والسلام: (واعلموا أنه لن يرى منكم أحدٌ ربه حتى يموت) فالله لا يرى في الدنيا، قال تعالى: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ [الأنعام:103] يعني: في الدنيا، ولا تحيط به في الآخرة، يرونه في الآخرة المؤمنون في الجنة وفي القيامة لكن لا يحيطون به.
أما في الدنيا فلا يرى، لا يراه لا الأنبياء ولا غيرهم في الدنيا، الدنيا دار العمل، دار الاجتهاد، دار الابتلاء والامتحان، ما هي بدار النعيم، والرؤية من النعيم، فلا يراه إلا المؤمنون يوم القيامة في عرصات القيامة، ويرونه أيضاً في الجنة سبحانه وتعالى كما يشاء جل وعلا، يرونه كما يرون القمر ليلة البدر، يعني: رؤيةٌ حقيقية كما يرون القمر ليلة البدر، وكما يرون الشمس صحوة ليس دونها سحاب، يعني: أن الله جل وعلا يبدي لهم وجهه الكريم ويرونه في القيامة وفي الجنة رؤيةً حقيقية.
الجواب: إذا علم أنه لا يصلي فهو كافر في أرجح القولين، ولا يدفن مع المسلمين إذا علم أنه لا يصلي.
وقال بعض أهل العلم: إنه إذا كان لم يجحد وجوبها أنه يصلى عليه ويدفن مع المسلمين، ولكن الأرجح أنه إذا علم بالبينة الشرعية أنه يترك الصلاة فإنه يكفر بذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) أخرجه مسلم في صحيحه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) نسأل الله العافية.
الجواب: ما أعرف لهذا أصلاً ولكن يسأل ربه العافية، يقول: اللهم إني أسألك العافية، أما أن يكون من المظلومين لا من الظالمين، لا أعلم وجهاً لهذا الدعاء، لكن الأحسن أن يدعو ربه أن الله يعيذه من الظلم وأن الله يغفر ذنبه وأن الله يستر عورته وأن الله يعيذه من المعاصي.. ونحو ذلك.
الجواب: ورد عنه أدعية كثيرة، من أجمعها: سؤال الجنة والتعوذ بالله من النار، هذا من أجمع الدعاء، قال رجل: (يا رسول الله! إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة
المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة المستمعون الكرام! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
في ختام هذا اللقاء نشكر سماحة الشيخ على تفضله بإجابة السادة المستمعين.
وفي الختام تقبلوا تحيات الزملاء؛ من الإذاعة الخارجية فهد العثمان ، ومن هندسة الصوت سعد عبد العزيز خميس، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر