إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (617)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    صفة الأذان

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع عبد الله حسان الطاهر سوداني ويعمل في الخرج، الأخ عبد الله يسأل عن الكيفية الصحيحة للأذان إذ أنه سمع أن هناك طرقاً متعددة وقرأ عنها أيضاً ويرجو من سماحة الشيخ التوجيه جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الأذان على أنواع أفضلها ما كان يفعله بلال بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام حتى توفاه الله وهو الأذان المعروف اليوم بين الناس وهو خمسة عشر جملة: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله ، هذا هو الأذان الذي كان يؤذن به بلال بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام.

    وثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله تعالى عنه قال: (أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة) يشفع الأذان: يعني ثنتين ثنتين هذا شفع الأذان ما عدا التكبير الأول فإنه أربع كما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه علم بلالاً ذلك بعدما رأى الرؤيا الصالحة المعروفة عبد الله بن زيد رضي الله عنه لكن في أذان الفجر يزيد جملتين: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، فيكون الأذان في الفجر سبعة عشر جملة، الأذان عند طلوع الفجر يقول فيه: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، بعد الحيعلة ثم بعدها يقول: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والأفضل أن يكون في الأذان الأخير ويسمى الأذان الأول بالنسبة إلى الإقامة، وأما الأذان الأول الذي يكون في آخر الليل هذاك ليس فيه الصلاة خير من النوم على الراجح، والأفضل يكون في الأخير وهذا الأخير يسمى الأذان الأول بالنسبة للإقامة؛ لأن الإقامة أذان ثاني والأذان بعد طلوع الفجر هو الأذان الأول وهو الذي جاء في الأحاديث أنه يقال فيه: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، كما في حديث بلال وحديث أبي محذورة ، وقد ظن بعض الناس أن تسميته الأول أنه يراد به الأذان الذي في آخر الليل وليس كذلك، سمي أولاً؛ لأنه يكون قبل الإقامة، والإقامة هي الأذان الثاني كما في الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام: (بين كل أذانين صلاة)، الأذانين يعني: الأذان والإقامة، وجاء في حديث أبي محذورة نوع آخر وهو تكرار الشهادتين مرة أخرى فيكون تسعة عشر جملة، يأتي بالشهادتين ثم يعيدها يأتي بها بصوت منخفض: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، ثم يعيدها بصوت أرفع حتى تكون الجمل تسعة عشر وهذا صحيح لا بأس به، علمه النبي صلى الله عليه وسلم أبا محذورة وأذن به في مكة فلا حرج في ذلك لكن الأفضل ما عليه العمل اليوم وهو الذي كان يؤذن به بلال بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام وهكذا الإقامة أفراد كما في حديث أنس المتقدم: (أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة) يوتر أي: يفرد الإقامة إلا التكبير فإنه مثنى فيها كما في حديث عبد الله بن زيد وحديث بلال يقول في أول الإقامة: الله أكبر الله أكبر، وفي آخرها: الله أكبر الله أكبر، والبقية إفراد: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة حي على الفلاح؛ أفراد، والإقامة يكررها: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، يثنيها في الإقامة كالتكبير في أولها وفي آخرها في المثنى التكبير مرتان في أولها وفي آخرها كذلك وهكذا قوله: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، يقولها مرتين، أما الشهادتان والحيعلة مرة مرة، وجاء في حديث أبي محذورة التكرار الشهادتين مرتين كالأذان ولا حرج في ذلك إنما هو أفضلية فقط وهذا يقال له: اختلاف التنوع ولكن الأفضل مثلما تقدم ما في حديث بلال.

    1.   

    صفة التيمم

    السؤال: يسأل الأخ عبد الله من السودان عن الطريقة الصحيحة للتيمم وبالذات عن حكم مسح اليد إلى المرفق؟

    الجواب: التيمم الشرعي المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم ضربة واحدة كما في الصحيحين من حديث عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما علمه التيمم قال: (أن تقول بيديك هكذا ثم ضرب بيده ضربة واحدة فمسح بهما وجهه وكفيه)، هكذا التيمم الشرعي ضربة واحدة في التراب يمسح بهما وجهه وكفيه، يبدأ بوجهه ثم كفيه ويكفي ذلك ولا حاجة إلى الذراعين، وجاء في بعض الروايات مسح الذراعين وهكذا إلى الآباط ولكنه كان هذا من اجتهاد بعض الصحابة قبل أن يعلموا الحكم الشرعي، فلما علموا الحكم الشرعي اكتفوا فيه وهو مسح الوجه والكفين، وجاء عن ابن عمر أنه كان يضرب ضربتين ويمسح إلى مرفقيه، ولكن الصواب ضربة واحدة كما في حديث عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنهما ويكفي هذا وهو الذي نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعلمه أمته عليه الصلاة والسلام فهو الأفضل ضربة واحدة يمسح بذلك وجهه وكفيه كما علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته ذلك من حديث عمار رضي الله تعالى عنهما.

    1.   

    حكم بناء المساجد على القبور

    السؤال: المستمع (أ. م. العبادي ) من يافع ومقيم في جدة بعث بسؤال يقول فيه: هل تجوز الصلاة في مسجد بني محرابه فوق قبرين قديمين؟

    الجواب: لا يجوز بناء المسجد على القبور لا محرابه ولا غيره، يجب أن يفصل القبران عن المسجد وأن يكونا خارج المسجد وأن يكون محل الإمام داخل المسجد، ولا يجوز الصلاة في هذا المحراب بل يجب أن يهدم هذا المحراب ويزال ويكون القبران خارج المسجد؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن اليهود والنصارى قال: (اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)، فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن اتخاذ المساجد على القبور ونهى أن يصلى عندها، الصلاة عندها اتخاذ لها مساجد فهذا المسجد مثلاً إذا ثبت أن محرابه على القبرين يهدم المحراب ويكون القبران خارج المسجد أو ينبش القبران وتنقل رفاتهما إلى المقبرة فإذا نبشا وأزيلا وصار المحراب في محلهما فلا حرج في ذلك، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بنى مسجده في محل قبور وخرب ونخل، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقبور من قبور المشركين أن تنبش وبالخرب أن تسوى وبالنخل أن يقطع ثم بنى مسجده عليه الصلاة والسلام، فإذا دعت الحاجة إلى محل فيه قبور نبشت القبور ونقل رفاتها إلى المقبرة العامة وإلى محل آخر وبني المسجد عند الحاجة إلى نبش القبور ولاسيما إذا كانت قبور غير مسلمة قبور المشركين تنبش، أما قبور المسلمين فلا تنبش يلتمس مكاناً مناسب ليس فيه قبور ويبنى فيه المسجد لكن لو دعت الحاجة إلى نبش بعض القبور لتوسعة المسجد لأن مكانه مناسب وليس هناك مكان أنسب منه ودعت الحاجة إلى نبش بعض القبور فلا مانع من أن تنبش وتنقل رفاتها إلى محل مناسب إلى مقبرة عامة لتوسعة المسجد.

    1.   

    حكم جعل سرير عليه نائم سترة للمصلي

    السؤال: مستمعة رمزت لاسمها بالحرف (ح) تسأل وتقول: هل يجوز أن أصلي أمام سرير مرتفع يكون نائماً عليه أحد؟ وهل المقصود بالسترة في الصلاة هو وضع حاجز ولو بسيط ولا يبطل الصلاة ما وراءه سواء كان ماشياً أم نائماً؟

    الجواب: الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها)، وكان عليه الصلاة والسلام يصلي إلى عنزة تنصب أمامه، عصا صغيرة فيها حربة تركز أمامه في الأسفار عليه الصلاة والسلام، وقال عليه الصلاة والسلام: (إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس وأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان)، وقال عليه الصلاة والسلام: يكفي المرء مثل مؤخرة الرحل إذا مر من ورائه امرأة أو كلب أو حمار فإنه لا يقطعها عليه وما هذا معناه بل لفظه عليه الصلاة والسلام: (يقطع صلاة المرء المسلم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل المرأة والحمار والكلب الأسود، قيل: يا رسول الله! ما بال الأسود من غيره؟ قال: الأسود شيطان)، فبين صلى الله عليه وسلم أن السترة مثل مؤخرة الرحل ومؤخرة الرحل العود الذي يكون خلف الراكب ما يسمى بالشداد أو المسامة التي يركب عليها الراكب وهي تقارب ثلثي ذراع أو ما يقارب الذراع، فإذا ركز أمامه عصا ولو دقيقة حول الذراع أو ثلثي الذراع كفت في السترة، أو كان أمامه سارية أو عمود أو جدار أو سرير أو كرسي كفى ذلك، فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم وأمامه عائشة على السرير مضطجعة فلم يضر ذلك، إذا صلى الإنسان وأمامه سرير ولو كان فيه نائم فلا بأس يجزئه ذلك كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم.

    1.   

    حكم قضاء الحائض للصلاة التي دخل وقتها أثناء مجيء الدورة الشهرية

    السؤال: تسأل وتقول: إذا ذهبت مثلاً لأداء صلاة الظهر في الساعة الواحدة وعند الوضوء اكتشفت أن الدورة قد أتت، فهل يجب علي أن أصلي الظهر عند تطهري مع أنني لا أعلم هل هي قد أتت قبل دخول الوقت أم بعده؟

    الجواب: لا يلزمك القضاء وإن قضيت فلا بأس، بعض أهل العلم يرى أنها إذا أدركت الحيض في وقت تقضي ولكن ليس عليه دليل؛ لأنها لم تفرط، فإن قضيت فلا حرج وإلا فلا قضاء عليك لكن لو طهرت في وقت الظهر أو وقت العصر تصلين الظهر والعصر عند الطهارة أو طهرت في الليل تصلين المغرب والعشاء، أما إذا هجمت عليك العادة وقت الظهر فليس عليك القضاء وإن قضيت فلا حرج، أو هجمت عليك بعد الغروب فليس عليك قضاء المغرب وإن قضيت فلا حرج.

    1.   

    حكم تأخير صلاة العشاء والنوم بعد المغرب

    السؤال: أختنا تقول: أنا طالبة في الكلية ودائماً لا نخرج منها إلا بعد الساعة الثانية وأكون منهكة وأحاول الصبر إلى أن تحين صلاة العصر ثم المغرب وبعد ذلك أنام ولا أستيقظ إلا في الحادية عشرة ليلاً ثم أصلي العشاء، فهل علي إثم في تأخير صلاة العشاء إلى الحادي عشرة؟

    الجواب: النوم بين المغرب والعشاء مكروه، كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبلها والحديث بعدها، فينبغي الصبر حتى تصلي العشاء إذا غاب الشفق ولكن لو أخرت العشاء وصليتيها قبل نصف الليل فلا بأس، فالمعول عليه نصف الليل لابد أن تصليها قبل نصف الليل والليل يختلف، فلابد أن تصلي العشاء قبل نصف الليل ولكن يكره لك النوم بين المغرب والعشاء إذا استطعت ذلك، وإذا استرحت بين العصر وبين المغرب، بين صلاة العصر وبين المغرب كان أولى من النوم بعد المغرب؛ لأن النوم بعد المغرب مكروه (كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبلها والحديث بعدها) يعني بعد العشاء لكن لو استرحت ونمت بعد العصر، بعد صلاة العصر وقبل المغرب كان هذا أولى من النوم بعد المغرب حتى تصلي المغرب والعشاء في أوقاتهما.

    1.   

    حكم ترك الأخذ بالأسباب لقوة اليقين بالله

    السؤال: من المملكة الأردنية الهاشمية هذه رسالة بعث بها مستمع من هناك يقول: محمد محمود السواعدة ، أخونا يسأل ويقول: أمن الممكن ألا يأخذ المؤمن بالأسباب إذا وصل إلى درجة معينة من الإيمان لقوة يقينه؟

    الجواب: ليس كذلك، لابد من الأخذ بالأسباب مهما كان المؤمن حتى الرسل عليهم الصلاة والسلام وهم أفضل الخلق وأرفع الناس درجة في الإيمان كانوا يأخذون بالأسباب وهم أكمل الناس إيماناً وأرجحهم ميزاناً وأكملهم عقولاً ومع هذا يأخذون بالأسباب، النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد أخذ بالأسباب وحمل السلاح وجعل على رأسه البيضة تقيه السلاح وظاهر بين درعين عليه الصلاة والسلام يوم أحد، لبس الدرعين وجعل البيضة على رأسه وحمل السلاح وهو صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم وأفضل الخلق وأكملهم إيماناً وأكملهم توكلاً عليه الصلاة والسلام بل كان يأكل ويشرب ويجامع النساء ويأخذ بالأسباب، فلا يجوز تعطيل الأسباب لأي أحد من الناس مع القدرة، بل على كل أحد وإن بلغ في الإيمان القمة فإنه يأخذ بالأسباب كما أن الرسل وهم أفضل الناس وأكمل الناس إيماناً وهم القمة في كل شيء يأخذون بالأسباب عليهم الصلاة والسلام.

    1.   

    كيفية جمع عثمان رضي الله عنه للمصحف

    السؤال: أخونا يسأل عن جمع الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه للقرآن الكريم، ويسأل أخونا يقول: هل فعل عثمان أن حذف بعض الأحرف أم أثبت بعض القراءات دون بعض.. ويسترسل حول هذا الموضوع لو تكرمتم شيخ عبد العزيز؟

    الجواب: ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه)، قال المحققون من أهل العلم: إنها متقاربة في المعنى مختلفة في الألفاظ فـعثمان رضي الله عنه لما بلغه اختلاف الناس وجاءه حذيفة وقال: أدرك الناس، استشار الصحابة الموجودين في زمانه كـعلي وطلحة والزبير وغيرهم ممن كان في زمانه فأشاروا بجمع القرآن على حرف واحد حتى لا يختلف الناس فجمعه رضي الله عنه، وكون لهذا لجنة رباعية مثل زيد بن ثابت رضي الله عنه فجمعوا القرآن على حرف واحد وكتبه ووزعه في الأقاليم حتى يعتمده الناس وحتى ينقطع النزاع.

    أما القراءات السبع والقراءات العشر فهي في نفس ما جمعه عثمان رضي الله عنه التي عليها القراء المعروفون في نفس ما جمعه عثمان من زيادة حرف أو نقص حرف أو مد أو شكل في القرآن أو نحو هذا كله داخل في الحرف الواحد الذي جمعه عثمان رضي الله عنه وأرضاه.

    والمقصود من ذلك حفظ كلام الله ومنع الناس من الاختلاف الذي قد يضرهم ويسبب الفتنة بينهم، الله جل وعلا لم يوجب القراءة بالأحرف السبعة بل قال: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ [المزمل:20]، فجمع الناس على حرف واحد عمل طيب ويشكر عليه عثمان والصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم لما فيه من التيسير والتسهيل وحسم مادة الخلاف بين المسلمين.

    1.   

    مراجع في جمع القرآن والقراءات

    السؤال: أخونا ذيل رسالته برجاء يقول: أرجو أن ترشدوني إلى كتاب جامع نافع يبحث في جمع القرآن الكريم وتدوينه وعلم القراءات، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: لا أذكر في هذا الباب أحسن من كتاب الإتقان للسيوطي في علوم القرآن وقد ذكر ابن كثير رحمه الله في ترجمة عثمان شيئاً من ذلك فيما يتعلق بجمع القرآن وذكره الأئمة رحمة الله عليهم كـالبخاري وغيره، فكتاب الإتقان من أحسن ما علمت في هذا الباب؛ لأنه جمع علوم القرآن وروى ما عندهم بما تيسر لهم في ذلك فهو كتاب جيد مفيد ولا أتذكر الآن شيئاً أحسن منه في هذا الباب.

    1.   

    حكم من وكل غيره في رمي الجمار خوفاً من الزحام

    السؤال: المستمع موسى أحمد من المخواة بعث يقول: إنه في العام الماضي أدى فريضة الحج مع عائلته فقام برمي الجمرات وكالة عن زوجته وهي امرأة في منتصف العمر وليس هناك ما يعوقها عن أداء ذلك بنفسها سوى الخوف من الزحام -يقصد مزاحمة الرجال- ولكنه سمع في إحدى حلقات هذا البرنامج أن الذي يوكل وهو قادر على رمي الجمرات يجب عليه ذبح شاة، ويسأل: هل الحج تام أم يجب ذبح شاة، وإذا كان يجب الذبح فهل يجوز إرسالها إلى منى لذبحها في العام القادم أم يذبحها في بلدته ويتصدق بها وجزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كانت ليس بها مانع إلا مجرد خوف الزحام فإنه يفدي عنها بدم شاة تذبح في مكة في الوقت الحاضر ولا حاجة إلى ذبحها في منى بل يبعث بها إلى مكة يوكل من يذبحها هناك في مكة ويوزع على الفقراء ويكفي ذلك والحمد لله، أما إن كان بها علة؛ لأنها ثقيلة تخشى على نفسها أو مريضة أو ما أشبه ذلك من العلل التي يخشى عليها منها فإنه لا شيء في ذلك والحج صحيح بكل حال، الحج صحيح بكل حال وإنما هل فيه نقص بسبب عدم الرمي أم لا؟ فإذا كان ليس بها مانع شرعي فإن فيه نقص يجبر بالدم الذي يذبح في مكة ويوزع على الفقراء وهذا جبران للنقص الذي حصل بالتوكيل الذي ليس له مسوغ شرعي.

    1.   

    حكم الحنث في يمين الطلاق

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين هو عبيد زهيد الظفيري أخونا يقول: إنه حلف بالطلاق ذات مرة على شيء على أن لا يفعله لكنه فعل ذلك الشيء وصام ثلاثة أيام متتابعات ويسأل: هل ما فعل صحيح أو لا؟

    الجواب: إذا كان الطلاق بصفة اليمين لم يقصد إيقاع الطلاق كأن يقول: علي الطلاق ما أكلم فلان أو علي الطلاق ما تخرجين إلى بيت فلان أو علي الطلاق ما تكلمين فلاناً يقصد منعها من ذلك، أو علي الطلاق لا أزور فلان يقصد منع نفسه من ذلك ليس قصده إيقاع الطلاق، فهذا حكمه حكم اليمين والواجب فيه الكفارة في أصح قولي العلماء وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة، فمن عجز عن ذلك فإنه يصوم ثلاثة أيام، فالصيام لا يجزيه إلا عند العجز عند الإطعام والكسوة والعتق، فالذي يصوم وهو ليس بعاجز لا يجزئه الصيام بل لابد من إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة مؤمنة، والإطعام يكون نصف صاع لكل واحد من قوت البلد من تمر أو أرز أو حنطة ومقداره كيلو ونصف تقريباً، أو كسوة لكل واحد إزار ورداء أو قميص، أو عتق رقبة مؤمنة، فإذا عجز عن هذه الثلاث ولم يستطع ذلك فإنه يصوم ثلاثة أيام والأولى أن تكون متتابعة.

    1.   

    حكم الطلاق كتابة دون اللفظ

    السؤال: المستمع (م. ر. س) يذكر في رسالة مطولة أنه طلق زوجته كتابياً بثلاث طلقات بدون تلفظ، ثم طلقها بعد فترة بطلقة واحدة وهي إلى الآن معه وله منها ستة أولاد أربعة قبل كتابة الطلاق واثنان بعده ويسأل: هل الطلاق وقع؟ وما حكم معاشرته لها طوال هذه الفترة؟ وهل يتركها؟ وكم بقي له من الطلقات؛ لأن هذا الأمر يقض مضجعه ويقلق راحته بعد أن هداه الله إلى الطريق المستقيم؟

    الجواب: على السائل أن يراجع المحكمة مع ولي المرأة حتى ترشده المحكمة إلى ما يلزمه أو يكتب لنا حتى ننظر في الموضوع بواسطة المحكمة.

    المقصود أن هذا يحتاج إلى مراجعة المحكمة أو الكتابة إلينا حتى نسأل المرأة ونسأل وليها عما لديهما فيما ذكره السائل، نسأل الله للجميع الهداية، وكان الواجب عليه التوقف حتى يستفتي ويسأل، نسأل الله لنا وله الهداية.

    1.   

    كتب ينصح بقراءتها

    السؤال: من الجمهورية العراقية ذي قار رسالة بعث بها مستمع من هناك هو (ع. ع. ناصر منصور الخلاوي ) أخونا له جمع من الأسئلة فيسأل مثلاً ويقول: أرجو أن تنصحوني لقراءة بعض الكتب بعد كتاب الله وبعد كتب السنة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟

    الجواب: اللهم صل عليه وآله، ننصحك بقراءة الكتب المعتمدة المعروفة لأهل العلم والبصيرة والسنة والعقيدة الصالحة مثل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية كتب ابن القيم رحمه الله كتب الحافظ ابن رجب كتب ابن كثير وأشباههم من أهل العلم والبصيرة، فإذا راجعت مثل كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية ، زاد المعاد في هدي خير العباد لـابن القيم ، جامع العلوم والحكم في شرح الأربعين النووية للحافظ ابن رجب ، تفسير ابن كثير تفسير البغوي تفسير ابن جرير تفسير الشوكاني فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن المجموعة النجدية في التوحيد ومسائل الدين والعقيدة، كل هذه كتب عظيمة ومفيدة، رياض الصالحين من كتب السنة كتاب مفيد، الوابل الصيب لـابن القيم في الكلم الطيب.

    1.   

    وصايا لحديث عهد بتوبة

    السؤال: أخونا يقول: إني طالب في معهد وأبلغ الآن واحداً وعشرين عاماً، وقد من الله علي بنعمة الإيمان والحمد لله قررت أن أكفر عما كنت عليه بأن أتزهد وأستغفر الله، ما هو أحسن طريق ترشدوني إليه جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: نرشدك إلى لزوم التوبة عما سلف من سيئاتك، أن تلزم التوبة بالندم عما مضى من سيئاتك والاستقامة على طاعة الله ورسوله والعزم الصادق أن لا تعود إلى الذنوب والمعاصي، ونوصيك بالإكثار من قراءة كتاب الله القرآن وتدبر معانيه، والإكثار أيضاً من حفظ الحديث النبوي مثل بلوغ المرام للحافظ ابن حجر وعمدة الحديث للحافظ عبد الغني المقدسي ، الأربعين النووية وتتمتها لـابن رجب هذه كتب مفيدة ونافعة، كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية ، كشف الشبهات للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، هذه كتب عظيمة ومفيدة تنفعك فنوصيك بها وبأمثالها ومراجعة كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لـابن القيم كتاب مفيد عظيم الفائدة، فتح المجيد شرح كتاب التوحيد كذلك كتاب عظيم في العقيدة.

    المقدم: جزاكم الله خيراً.

    سماحة الشيخ! في الختام أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نسأل الله ذلك، اللهم آمين.

    المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لمتابعتكم وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768033048