إخوتنا الأعزاء!
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وحياكم الله في هذا اللقاء الجديد مع فضيلة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، والذي يسعدنا أن يكون ضيف لقائنا اليوم ليتولى الإجابة عن أسئلتكم في هذه الحلقة، فباسمكم جميعاً نرحب به أجمل ترحيب في بداية هذا اللقاء.
====
السؤال: ونعرض عليه أول سؤال ورد إلينا من المستمع: (ص. خ. ن) مقيم بالمملكة، يقول: هو شاب متزوج وقد أصابه مرض شبيه بالجنون فهو دائم القلق والتشنج وكثير الوساوس، ولسوء الحظ فهو يعيش بين أسرة تؤمن بالتنجيم والتطير؛ ولذلك فقد أشاروا عليه بأن يطلق زوجته فهي السبب في كل ما أصابه؛ لأن نجمها نحس كما يقولون ولا يزول مرضه إلا بفراقها وطمعاً في الشفاء فقد نطق بطلاقها بالثلاث وليس عنده أحد ولا حتى زوجته ولم يخبر أحداً بذلك خوفاً من خروجها من بيته وعدم عودتها إليه، وبقيت مدة عنده إلى أن وضعت مولوداً، يقول: وقد سألت عن هذا فقيل لي: عليها عدة بعد أن تخبرها ثم تسترجعها، ومضى إلى الآن أربع سنين وقد سألت أيضاً آخر فقال: ليس عليك طلاق ولا عليها عدة ولكن تب إلى الله، فأرجو إفادتي عما يترتب على هذا الطلاق فالزوجة لا زالت عندي في البيت وحالتي الصحية كما هي لم أستفد شيئاً من فعل ذلك، وما هي نصيحتكم لمن يعتقد الصحة والنفع في مثل تلك الأعمال؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فإن التنجيم أمر منكر وهو من شعب السحر، وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد)، والتنجيم محرم عند أهل العلم إجماعاً وهو اعتقاد أن النجوم لها أثر في الحوادث من صحة ومرض وفقر وغنى وغير ذلك، بل هذا من أوهام المنجمين، فإن هذه النجوم خلقها الله زينة للسماء، ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها في البر والبحر، وليس لها أثر فيما يتعلق بالحوادث لا في الصحة ولا في المرض ولا في الغناء ولا في الفقر ولا في نزول المطر ولا في غير ذلك، وإنما هي أوهام باطلة من أصحابها لا أساس لها من الصحة، ولا يجوز للمسلم أن يأتيهم ولا أن يسألهم لا المنجمين ولا الرمالين ولا جميع الكهنة والعرافين الذين يدعون بعض علوم الغيب بهذه الأشياء بل يجب هجرهم وتأديبهم والقضاء عليهم من جهة ولاة الأمور حتى لا يضروا الناس ولا يضلوهم ولا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً).
والعراف: هو المنجم والرمال والكاهن ونحوهم ممن يدعي علم بعض المغيبات بالطرق التي سلكها الطرق الشيطانية من تنجيم أو ضرب بالحصى أو أشباه ذلك من طرقهم الفاسدة.
وقال عليه الصلاة والسلام أيضاً: (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) عليه الصلاة والسلام فأخبارهم باطلة ولا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم، وعلى من فعل هذا التوبة إلى الله سبحانه وتعالى والإنابة إليه والندم على ما مضى وعدم العود إلى ذلك.
أما هذا الرجل المطلق فإن كان عقله معه فإنه يقع الطلاق، لكن يكون واحدة؛ لأن الصحيح من أقوال العلماء أن الطلاق بالثلاث بكلمة واحدة كتابياً أو لفظاً لا يقع به إلا واحدة، لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس: (أن الطلاق كان على عهده طلاق الثلاث واحدة، وهكذا على عهد
أما في عهده صلى الله عليه وسلم، فكانت الثلاث بلفظ واحد تعتبر واحدة، قال ابن عباس: كان الطلاق على عهد النبي صلى الله عليه وسلم طلاق الثلاث واحدة.
وهكذا في عهد الصديق وفي أول خلافة عمر رضي الله عنه، لكن إن كان عقله غير مستقيم بسبب ما أصابه وعرف الثقات العارفون به أن مثله يعتبر معتوهاً فإنه لا يقع طلاقه، أما إن كان عقله مضبوط والمرض ما أثر على عقله فإنه يقع عليها طلقة بهذا الطلاق ويكون بقاؤها عنده من غير رجعة غلطاً منه، ويعتبر جماعه لها مراجعة لها إذا كان أراد ذلك.. أراد بمجامعتها مراجعتها وردها إليه فإن الجماع على الصحيح يكون رجعة لها مع النية، أما مع غير النية من غير نية فهذا محل خلاف قوي بين أهل العلم ولعل الصواب أنه يتم بذلك الرجعة لجهله بذلك فيكون راجعها بالجماع حال حملها وتكون زوجة له ويكون مضى عليها طلقة، تعتبر هذه طلقة واحدة ويكون راجعها بالجماع.
أما إن كان ما جامعها ولا اتصل بها حتى الآن فإنها بوضعها الحمل خرجت من عدته ومضى عليها طلقة، وله أن يعود إليها بنكاح جديد ومهر جديد كخاطب من الخطاب كأنه أجنبي، يخطبها من نفسها فإذا وافقت فإنه يتزوجها بزواج جديد ومهر جديد لكونها خرجت من العدة بوضع الحمل، هذا إذا كان ما جامعها بعد الطلاق، أما إن كان جامعها بعد الطلاق فإنه يعتبر رجعة لها وتبقى عنده على طلقتين ومضى عليها طلقة إذا كان ما طلقها قبل ذلك سوى هذه الطلقة، نسأل الله للجميع الهداية. نعم.
المقدم: اللهم آمين. إذاً هؤلاء الذين أفتوه في قضيته هذه ليسوا على حق في كلامهم؟
الشيخ: الذين قالوا: إنه لا يقع الطلاق غلط إلا إذا كان عقله غير مضبوط إذا كان عقله مختلاً كالمعتوه فإنه لا يقع طلاقه، لكن سؤاله هذا يعطي أن له عقلاً، سؤاله هذا مضبوط، فإن كان السؤال منه هذا يدل على ثبات عقله، فإن كان هذا السؤال وضعه له واضع فعلى كل حال ينظر، يسأل أهل الخبرة به من الثقات الذين يعرفونه، فإن كانوا يعرفون عنه اختلال عقله وأنه لا يضبط ما يقول ولا يحسن ما يقول وأن أقواله وأفعاله تدل على اختلال عقله كالمجانين والمعاتيه والسكارى فهذا لا يقع طلاقه. نعم.
المقدم: هل من نصيحة إلى مثل هؤلاء الذين يفتون بغير علم وخاصة في مثل هذه القضايا المهمة؟
الشيخ: ننصح جميع طلبة العلم وجميع من يسأل أن يتقي الله وأن لا يفتي إلا بعلم؛ لأن القول على الله بغير علم من أكبر الكبائر ومن أعظم الضلال، حتى جعله الله سبحانه فوق الشرك، قال عز وجل: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33].
فجعل القول على الله بغير علم فوق الشرك وهذا خطر عظيم، وأخبر في آية أخرى أنه من أمر الشيطان، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة:168-169]، فجعل سبحانه القول على الله بغير علم من أوامر الشيطان نسأل الله العافية، فالواجب على المؤمن أن يحذر ذلك وأن لا يقول إلا بعلم وبصيرة، يعلم حكم الله بالدليل، قال الله وقال رسوله، أو بإجماع أهل العلم.
المقصود لا يفتي إلا على بصيرة.. على علم.. على بينة وإلا فليحذر عاقبة ذلك فإن العاقبة وخيمة لمن قال على الله بغير علم، نسأل الله العافية.
الجواب: هذه مسألة عظيمة ولها شأن خطير؛ سب الدين من أعظم الكبائر والنواقض للإسلام، فإن سب الدين ردة عند جميع أهل العلم، وهو شر من الاستهزاء، قال الله تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66]، وكانت جارية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تسب النبي صلى الله عليه وسلم فقتلها سيدها لما لم تتب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا اشهدوا إن دمها هدر).
سب الدين يوجب الردة عن الإسلام، وسب الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك يوجب الردة عن الإسلام ويكون صاحبه مهدر الدم وماله لبيت المال، لكونه مرتداً أتى بناقض من نواقض الإسلام، لكن إذا كان عن شدة غضب واختلال عقل فله حكم آخر، والغضب عند أهل العلم له ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: أن يشتد غضبه حتى يفقد عقله وحتى لا يبقى معه تمييز من شدة الغضب فهذا حكمه حكم المجانين والمعاتيه لا يترتب على كلامه حكم لا طلاقه ولا سبه ولا غير ذلك، يكون كالمجنون لا يترتب عليه حكم.
القسم الثاني: دون ذلك، اشتد معه الغضب وغلب عليه الغضب جداً حتى غير فكره وحتى لم يضبط نفسه واستولى عليه استيلاء كاملاً حتى صار كالمكره والمدفوع الذي لا يستطيع التخلص مما في نفسه لكنه دون الأول، لم يزل شعوره بالكلية ولم يفقد عقله بالكلية لكن معه شدة غضب بأسباب المسابة والمخاصمة والنزاع الذي بينه وبين بعض الناس، بينه وبين أهله أو زوجته أو أبيه أو أميره أو غير ذلك، فهذا اختلف فيه العلماء:
فمنهم من قال: حكمه حكم الصاحي وحكم العاقل … تجري فيه أحكام يقع طلاقه ويرتد بسبه الدين، ويحكم بقتله وردته، ويفرق بينه وبين أهله بين زوجته، ومنهم من قال: يلحق بالأول الذي فقد عقله؛ لأنه أقرب إليه؛ ولأن مثله مدفوع مكره إلى النطق لا يستطيع التخلص من ذلك لشدة الغضب وهذا القول أظهر وأقرب، وأن حكمه حكم من فقد عقله في هذا المعنى في عدم وقوع طلاقه وفي عدم ردته؛ لأنه يشبه فاقد الشعور بسبب شدة غضبه واستيلاء سلطان الغضب عليه حتى لم يتمكن من التخلص من ذلك، واحتجوا على هذا بقصة موسى عليه الصلاة والسلام فإنه لما وجد قومه على عبادة العجل اشتد غضبه عليهم وجاء وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه، مع شدة غضب فلم يؤاخذه الله لا بإلقاء الألواح ولا بجر أخيه وهو نبي مثله هارون من أجل شدة الغضب، ولو ألقاها تهاوناً بها وهو يعقل الإنسان لكان هذا عظيماً، ولو جر النبي بلحيته أو رأسه وآذاه صار كفراً، لو جره إنسان، لكن لما كان موسى في شدة الغضب العظيم غضباً لله عز وجل على ما جرى من قومه سامحه الله ولم يؤاخذ بإلقاء الألواح ولا بجر أخيه هذه من حجج الذين قالوا: إن طلاق هذا -الذي اشتد به الغضب- لا يقع وهكذا سبه لا تقع به الردة، وهو قول قوي ظاهر وله حجج أخرى كثيرة بسطها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والعلامة ابن القيم واختارا هذا القول.
وهذا القول أرجح عندي وهو الذي أفتي به؛ لأن من اشتد غضبه ينغلق عليه قصده ويشبه المجنون بتصرفاته وكلامه القبيح، فهو أقرب إلى المجنون والمعتوه منه إلى العاقل السليم، فهذا القول أظهر وأقوى ولكن لا مانع من كونه يؤدب بعض الأدب إذا فعل شيئاً من أسباب الردة من وجوه الردة من باب الحيطة، ومن باب الحذر من التساهل بهذا الأمر، أو وقوعه منه مرة أخرى إذا أدب.
المقدم: تعزير مثلاً يعني.
الشيخ: من قبيل الضرب أو السجن أو نحو ذلك، هذا قد يكون فيه مصلحة كبيرة لكن لا يحكم عليه بحكم المرتدين من أجل ما أصابه من شدة الغضب التي تشبه حال الجنون، والله المستعان.
أما المرتبة الثالثة، القسم الثالث: فهو الغضب العادي الذي لا يزال معه العقل ولا يكون معه شدة تضيق عليه الخناق وتفقده ضبط نفسه بل هو دون ذلك غضب عادي يتكدر ويغضب لكنه سليم العقل سليم التصرف، فهذا عند جميع أهل العلم تقع تصرفاته، يقع بيعه وشراؤه وطلاقه وغير ذلك؛ لأن غضبه خفيف لا يغير عليه قصده ولا قلبه، والله أعلم.
الجواب: غسل الميت فرض كفاية؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بغسل الموتى فيغسل كما يغتسل المؤمن الحي يغسل جميع جسده من رأسه إلى قدميه يعم بالغسل مرة واحدة، هذا الواجب، والأفضل أن يبدأ بمواضع الوضوء؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالبدء بمواضع الوضوء، فيمسح أسنانه وأنفه ويغسل وجهه ثلاثاً أفضل، وذراعيه مع المرفقين ثلاثاً، ويمسح رأسه مع أذنيه ويغسل قدميه ذكراً كان أو أنثى، ثم يصب الماء على رأسه ثلاث مرات ويغسله بماء وسدر، ثم يفيض الماء على جسده بادئاً بالشق الأيمن قبل الأيسر حتى يعم البدن مرة واحدة، هذا الواجب، وإذا كرره ثلاثاً يكون أفضل، إذا كرر غسله ثلاثاً أو خمساً يكون أفضل وتراً، هذا هو الأفضل.
وإذا كان به أوساخ أو لصوقات يزيد في الغسل حتى تزول الأوساخ كلها ولو إلى سبع لكن وتراً وتراً أفضل حتى تزول الأوساخ واللصوقات وينقى البدن بالماء والسدر، ويستحب أن يكون فيه كافور في الغسلة الأخيرة شيء من الكافور؛ لأن هذا يطيب الجسد ويصلبه ويقويه ويطيب الرائحة.
ثم يكفن في ثوب يستره جميعاً من رأسه إلى قدميه، قطعة من الثوب تستره، والأفضل في ثلاث ثلاث لفائف كما كفن النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاث لفائف، تبسط واحدة فوق واحدة ثم تلف عليه ويحزم ما فوق رأسه وما تحت رجليه بحزام، وهكذا وسطه، وتربط العقد عليه على رأسه ورجليه ووسطه حتى لا يخرج من الكفن، أطرافه فوق الرأس تربط وأطرافه بعد الرجلين تربط، وهكذا وسطه حتى يستقر، فإذا وضع في اللحد شرع حل هذه العقد تحل وتبقى على حالها، تفك وتبقى على حالها.
وإن كفن في قميص ولفافة ومئزر كفى ذلك، والمرأة تكون في قميص ومئزر وخمار على رأسها ولفافتين هذا الأفضل، خمس قطع: إزار، وقميص مدرعة، وخمار على رأسها، ثم تلف في لفافتين وتحزم..
المقدم: تدرج فيها.
الشيخ: تدرج فيها وتحزم مثلما فوق الرأس وما تحت الرجلين والوسط حتى ينضبط الكفن، هذا هو الأفضل.
المقدم: إنما المجزئ في الغسل هو تعميم الماء على بدنه؟
الشيخ: تعميم الماء، والثوب واحد يكفي في الكفن للمرأة والرجل، إذا غطى البدن كله كفى، لكن الزيادات هذه كلها مستحبة. نعم.
المقدم: المشتركون في غسل الجنازة هل عليهم غسل بعد ذلك أو وضوء؛ إعادة الوضوء؟
الشيخ: واحد هو الذي يتولى هذا الشيء وآخر يصب عليه الماء، والعورة مستورة ما بين السرة والركبة تستر، ويصب الماء عليه حتى ينقى مثلما تقدم، وفي أول غسلة عندما ينجى بالخرقة يرفع قليلاً، يرفع رأسه وظهره حتى يتهيأ إن كان هناك شيء يخرج يخرج، ثم ينظف فرجه بالخرقة، نعم. وينجى بالماء حتى يزول ما كان خرج من شيء ثم يوضأ الوضوء الشرعي جميع أطرافه كما تقدم مواضع الوضوء، يبدأ بمسح الفم والأنف وغسل الوجه، ثم اليدين ثم مسح الرأس والأذنين ثم غسل الرجلين، كما تقدم، ثم يعم بالماء هذا هو المشروع في حقه وهو غسل واجب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اغسلوه بماء وسدر) للذي مات في عرفات، وأمر النساء أن يغسلن ابنته بثلاث أو خمس أو سبع وتراً عليه الصلاة والسلام، وأمر أن يبدأ بميامنها ومواضع الوضوء منها عليه الصلاة والسلام، فدل ذلك على أن هذا هو الأفضل وهو الأكمل، ويكون في الماء سدر، بماء وسدر، وأمرهم أن يجعلوا في الأخيرة كافوراً شيئاً من كافور كما تقدم. نعم.
المقدم: أقصد الذي يغسل الميت؟
الشيخ: والذي يغسله يستحب له الغسل، كان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل من غسل الميت، إذا فرغ يغتسل بعد ذلك غسلاً، هذا هو الأفضل، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يجب عليه الوضوء، تغسيل الميت ينقض الوضوء قاله جمع من أهل العلم وروي عن بعض الصحابة، فإذا توضأ الوضوء الشرعي واغتسل يكون أفضل.
المقدم: أحسن الله إليكم.
أيها الإخوة الكرام! في نهاية لقائنا هذا نتوجه بشكرنا إلى صاحب الفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وقد أجاب جزاه الله خيراً عن أسئلة الإخوة (ص. خ. ن) مقيم بالمملكة، والمستمع محمد أحمد علي من عمان الأردن، والمستمع (أ. ع) من الرياض.
إخوتنا الكرام! لكم شكرنا أيضاً على حسن إصغائكم وإلى أن نلقاكم في حلقة قادمة إن شاء الله نستودعكم الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر