إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (748)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    شروط الرضاع المحرم

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب. رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله.

    المقدم: حياكم الله.

    ====

    السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين هو: مالك آدم وهب ، أخونا مالك له قضية في الرضاع يقول: لي ابنة خال رضعت مع ابنها فهل يجوز لي أن أتزوج ابنتها علماً بأنها في بادئ الأمر قالت: لا تدري عن عدد الرضعات، وعندما أردت أن أتزوج ابنتها قالت: هي رضعة واحدة، أرجو إفادتي بهذا مأجورين جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه:

    الرضاع الذي يحصل به التحريم لابد أن يكون خمس رضعات أو أكثر، فإذا كانت لم تضبط الرضاع ولم تحفظه فإنه لا يحرم عليك نكاح ابنتها ولا تكون أماً لك، لكن ترك هذا أحسن من باب ترك المشتبه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه)، والنساء كثير الحمد لله، لكن لا تحرم عليك إلا إذا كان الرضاع ثابت خمس رضعات أو أكثر في الحولين وأنت في الحولين، فإن بنتها تكون أختاً لك وهي تكون أماً لك.

    1.   

    حكم الإفطار بسبب شدة الحر

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات تقول المرسلة أم أحمد من الأردن-عمان، تسأل عدة أسئلة في أحد أسئلتها تقول: لقد جاء علينا شهر رمضان في سنة من السنوات في شهر تموز وهو شهر حار جداً، وقد ذهبت لسوء حظي في حفلة زفاف أخي وكنت صائمة فكانت النتيجة أنني لم أتحمل الحر الشديد فأفطرت، هذا الكلام مضى عليه عشر سنوات وما زلت حتى الآن أتعذب بسبب هذا اليوم بالرغم من أنني قمت بإعادته، فماذا أفعل حتى أرضي الله تعالى جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: ليس عليك بحمد الله إلا التوبة، وقد قضيت اليوم وندمت على ما فعلت فهذا كافي والحمد لله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (التوبة تجب ما قبلها)، والحمد لله الذي جعل في قلبك خوف الله ومراقبته وخشيته سبحانه احمدي الله على هذا، فإذا كنت ندمت على ما فعلت وعزمت ألا تعودي لمثله وقضيت اليوم فهذا كافي والحمد لله.

    وإذا كان الفطر من خطر شديد خشيت معه الموت فلا شيء عليك والحمد لله، وأما إن كان حصل فيه تساهل فالتوبة كافية والحمد لله.

    1.   

    وجوب ستر المرأة لوجهها

    السؤال: تسأل وتقول: هل غطاء الوجه فرض لازم على المرأة، مع العلم أنني ألتزم باللباس الشرعي والحمد لله ومتدينة ولكني لا أغطي وجهي، فهل علي إثم في ذلك؟

    الجواب: هذا الموضوع فيه خلاف بين أهل العلم والصواب أن ستر الوجه واجب عند الأجنبي إذا كان في المكان الأجنبي ليس محرماً لك فالواجب غطاء الوجه هذا هو الواجب؛ لأن المرأة عورة فيجب عليها الستر في جميع بدنها عند الأجنبي يعني: غير المحرم كأخي زوجك وابن عمك وغيرهم من الجيران أو غيرهم ممن ليس بمحرم، والحجة في هذا قوله سبحانه وتعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، ولم يقل: إلا الوجه والكفين بل أطلق سبحانه وتعالى وأخبر أن هذا أطهر لقلوب الجميع والفتنة بالوجه أشد من غيره؛ لأنه مظهر الزينة وبه يعلم جمال المرأة وعدم ذلك، وقال في سورة النور: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ [النور:31]، والزينة تشمل الوجه واليد والقدم والساق والرأس وغير ذلك، وأعظم الزينة الوجه؛ لأنه مظهر الجمال وضده، وإذا كان فيه تجميل من الكحل وتخضيب الشفاه وغير ذلك كان أشد وأشد في الفتنة، فالمقصود أن الأصح من قولي العلماء: وجوب ستر الوجه عن الأجنبي، نعم. ولو بالبرقع التي تظهر منه العين أو العينان.

    1.   

    حكم إنفاق البنت على أبويها وأختها

    السؤال: تقول: أنا فتاة أعيش مع أمي وأبي وأخي، مع العلم أن جميع إخوتي وأخواتي قد تزوجوا، وأقوم أنا بالإنفاق على أهلي، فهل تلزمني النفقة عليهم؟ وإذا امتنعت عن ذلك أكون آثمة والعياذ بالله؟

    الجواب: إذا كنت قادرة عندك مال سواء من طريق الوظيفة أو غيرها وأبوك عاجز وأمك عاجزة وأخوك عاجز وجب عليك الإنفاق، وهذا من صلة الرحم ومن بر الوالدين، بشرطين:

    أحدهما: أن تكوني قادرة عندك مال.

    والشرط الثاني: أن يكونوا فقراء عاجزين.

    أما إذا كنت عاجزة فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، أو كانوا أغنياء فإنه لا يلزمك النفقة عليهم، وأبشري بالخير في الإنفاق عليهم إذا أحسنت وصبرت ولو كانوا أغنياء فهذا بر عظيم وخير كبير ولكن لا يلزمك إلا بالشرطين: قدرتك وعجزهم.

    1.   

    حكم قضاء صلاة الليل لمن داوم عليها

    السؤال: تقول: بحمد الله تعالى وشكره أصبحت أصلي الليل، لكن الذي حدث ذات مرة أنني لم أفق في ليلة من الليالي إلا على أذان الفجر فصليت الفجر هل علي قضاء ما كنت أصلي؟

    الجواب: ليس عليك قضاء لكن الأفضل أن تقضي، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فاته ورده من الليل قضاه من النهار عليه الصلاة والسلام لكنه نافلة مستحب، فإذا كنت تصلي من الليل عشر ركعات مع الوتر واحدة إحدى عشرة فالأفضل لك أن تصلي من النهار ثنتا عشرة ركعة مثلما كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام تسلمين من كل ثنتين، وإذا كانت عادتك سبع ركعات تصلي من النهار ثمان، أربع تسليمات، وهكذا لو كانت عادتك ثلاثاً تصلي من النهار تسليمتين، أربع ركعات هذه السنة، تقول عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا شغله عن صلاته بالليل مرض أو نوم صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة) وكان الغالب عليه صلى الله عليه وسلم في الليل أن يصلي إحدى عشرة يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة، فإذا شغله مرض أو نوم صلاها من النهار وزاد ركعة صارت ثنتي عشرة ركعة ويسلم من كل ثنتين، هذا هو السنة.

    1.   

    كيفية التخلص من الوساوس في الصلاة

    السؤال: تقول في سؤال لها: أرجو من الله تعالى أن تجدوا لي حلاً شافياً لحالة السرحان في الصلاة ذلكم أنني أرغب أن أقبل على الله تعالى بحب وخشوع وأترقب موعد الصلاة وأتعوذ من الشيطان كثيراً إلا أنني أسرح كما ذكرت وأتذكر مشاغل الدنيا، فماذا أفعل، أرجوكم إنني أتعذب كثيراً كثيراً؟

    الجواب: ننصحك بالتعوذ بالله من الشيطان، إذا دخلت في الصلاة وحدث عليك هذا السرحان.. يعني هذه الوسوسة والمشاغل فاتفلي عن يسارك ثلاث مرات وقولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات، وتسلمين إن شاء الله، النبي صلى الله عليه وسلم أمر بهذا بعض الصحابة ففعله قال: (فلم يعد لي هذا الأمر) يعني: نجا منه والحمد لله، فأنت عليك بقوة في التعوذ بالله من الشيطان؛ لأن هذا من الشيطان عدو الله، الشيطان عدو لك ولغيرك من المسلمين، فعليك بالقوة إذا دخلت للصلاة كوني قوية ضد عدو الله وأقبلي على الصلاة واحضري بقلبك في القراءة وغيرها، وإذا جد معك الوسوسة جدت معك فاتفلي عن يسارك ثلاث مرات ولو أنك في الصلاة التفتي قليلاً عن اليسار واتفلي وقولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثلاث مرات، وبهذا تسلمي إن شاء الله ولا يعود لك سرحان، هذا فعله عثمان بن أبي العاص الثقفي بأمر النبي صلى الله عليه وسلم قال: فما وجدت بعد ذلك شراً. نعم.

    1.   

    شروط جلوس المرأة مع الأجنبي

    السؤال: تقول: لي زميلة متزوجة وتأتي إلينا هي وزوجها ونجلس سوياً مع أنني ألتزم باللباس الشرعي، فهل علي إثم في ذلك؟

    الجواب: لا حرج إذا جلست مع أهلك وبعض جيرانك وزوج جارتك وأنت مستورة متحجبة في الوجه وغيره للحديث وسماع الحديث فلا بأس، لكن لا يخلو بك لا تجلسي معه وحدك مع غير محرمك لا مع الجار ولا مع غير الجار، أما إذا كانوا جماعة جلست معهم جلسوا يتقهوون معكم يتحدثون معكم فلا حرج في ذلك، المحرم الخلوة أو التكشف، أما إذا كان الحجاب موجود والتستر موجود وليس هناك خلوة فلا حرج لسماع الصوت والكلام والتحية والسلام ونحو ذلك من دون مصافحة. نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، سماحة الشيخ! بعض الناس يعتبرون أن غطاء ما عدا الوجه والكفين يعتبر حجاباً شرعياً فما هو توجيهكم لهم؟

    الشيخ: لابد، مثلما تقدم، لا يكون حجاب إلا بالوجه والكفين، لابد من الكمال تستر الرأس والأيدي والأرجل كل شيء، تكون المرأة مستورة إلا العينين فلا بأس أن تلبس النقاب الذي فيه خرق للعين أو العينين.

    1.   

    حكم إفراد يوم الجمعة بالصوم

    السؤال: تقول: لقد جاء يوم عرفة في يوم جمعة وصمت يوم الجمعة الذي هو يوم عرفة ولم أصم يوم الخميس فهل علي إثم؟

    الجواب: نرجو أن لا إثم عليك؛ لأنك ما قصدت صومه مفرداً وإنما صمتيه لأجل أنه يوم عرفة فقط، ولكن لو صمت معه الخميس يكون أحوط؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن إفراد الجمعة بالصوم في حق المتنفل فأنت متنفلة فإذا صمت معه الخميس يكون أحوط وإن كان قصدك لأجل العرفة لكن كون المؤمن يتحرى موافقة النبي صلى الله عليه وسلم وامتثال ما أمر به أحوط.

    أما صومه مفرداً لقصد فضله هذا لا يجوز؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، لكن إذا صامه من أجل أنه يوم عرفة فنرجو أن يكون لا شيء عليه لكن لو احتاط وصام معه الخميس يكون أسلم.

    1.   

    حكم المتأخر إذا استنيب في الإمامة

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين يقول فيه: أنا رجل مسبوق في صلاة الجماعة بركعة، وحصل للإمام حدث ثم خلفته لكي أكمل الصلاة، ماذا أفعل وأنا مسبوق، سألت أحد الناس فقال: أنت تشير للناس بأن يبقوا في هيأتهم لتأتي بما سبقت به ثم تسلمون جميعاً، هل ما قاله صحيح؟

    الجواب: لا يتابعونك في الزيادة، وتشير إليهم إذا كنت تخشى أن يقوموا تشير إليهم أن يبقوا حتى تكمل ما عليك ثم تسلم ويسلمون معك، والحمد لله.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، نعيد الإجابة مرة أخرى أحسن الله إليكم.

    الشيخ: الواجب عليك إذا كنت صرت الخليفة بعده أن تكمل صلاتك وهم ينتظرونك، فإذا كملت صلاتك سلمت وسلموا معك، وإذا خشيت أن يقوموا أشر لهم بيدك حتى يبقوا لا يقوموا معك.

    1.   

    صفة السعي بين الصفا والمروة

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين يقول: أرجو أن توضحوا لنا توضيحاً كاملاً وشاملاً: كيف تبدأ عملية السعي بين الصفا والمروة، من أين نبدأ ومتى ننتهي؟ هل الشوط الواحد يكون بداية من الصفا والوصول للمروة هذا واحد، أم البداية من الصفا والرجوع مرةً أخرى للصفا يعد واحدة أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: السعي يبدأ من الصفا ويختم من المروة، والسعي شوط واحد من الصفاء للمروة هذا واحد، ومن المروة إلى الصفا شوط ثاني وهكذا، فالمقصود أنها سبعة أشواط، يبدأ الساعي من الصفا ويختم بالمروة، فإذا بدأ من الصفا ووصل المروة هذا واحد، وإذا رجع من المروة إلى الصفا هذا اثنين، وإذا رجع من الصفا للمروة هذا ثلاثة.. وهكذا حتى يكمل السبعة.

    1.   

    حكم مزاولة العمل الذي يترتب عليه ترك الصيام

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد المستمعين يقول: أنا أصوم رمضان في بلدي والحمد لله، ولكن لكثرة العمل وصعوبته أواجه بالإرهاق فهل علي من شيء أم أترك العمل وأبدأ بالصيام جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: عليك أن تصوم كما أمر الله وأن تدع العمل الذي يضرك، تعمل ما تستطيع وتكمل صومك، فإذا كان العمل عشر ساعات ويشق عليك اجعله ست ساعات.. سبع ساعات.. خمس ساعات حتى تستطيع الصيام، ولا تعمل عملاً يضرك أو يسبب فطرك؛ لأن الله أوجب عليك الصيام وأنت صحيح سليم لست مريضاً ولست مسافراً فالواجب عليك أن تصوم وأن تدع العمل الذي يرهقك ويتعبك ويضرك أو تخففه.

    1.   

    الحكم على حديث: ( من شرب الماء قائماً وعمم قاعداً ...)

    السؤال: المستمع عزة يوسف بعث برسالة يسأل فيها ويقول: أرجو أن تتفضلوا لنا ببيان هذا الحديث: (من شرب الماء قائماً وعمم قاعداً ابتلاه الله ببلاء لا دواء له) هل هذا الحديث صحيح؟

    الجواب: هذا لا أصل له بل هو موضوع مكذوب لا أصل له، فالشرب قائماً جائز لكن تركه أفضل، والشرب قاعداً هو السنة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه شرب قائماً وقاعداً عليه الصلاة والسلام، لكن الأفضل القعود إذا تيسر ذلك.

    1.   

    حكم الاتجار في العملة

    السؤال: هل يجوز شراء العملة بثمن رخيص وبيعها بثمن أغلى؟

    الجواب: لا حرج إذا تيسر شراؤها من دون مخادعة ولا ظلم، قد اشتراها من السوق وبقيت عنده ثم باعها بأغلى إذا غليت لا حرج في ذلك، لكن لا يخدع أحد يشتريها شراء شرعي ثم إذا غليت باعها بما يسر الله له لا حرج في ذلك.

    1.   

    حكم ترك الصلاة لأجل الدراسة

    السؤال: من المستمع سلام علي محمد من العراق يقول: إنني طالب ودراستي تبدأ بعد صلاة الظهر وتنتهي بعد صلاة المغرب، وبذلك فإن صلاة العصر تفوتني فأضطر أن أصليها قضاءً بعد عودتي، علماً بأن هذا يتكرر يومياً فهل ما أفعله صحيح؟

    الجواب: ليس لك ذلك بل يجب عليك أن تصلي الصلاة في وقتها، عليك أن تصلي الصلاة العصر في وقتها في محل الدراسة، وليس لك أن تؤخرها إلى المغرب أو إلى أن تصفر الشمس بل عليك أن تصلي الصلاة في وقتها وتدع العمل سواءً كان العمل دراسةً أو غير دراسة.

    1.   

    حكم ترك الصلاة لأجل الاستماع إلى برنامج ديني

    السؤال: يقول: إذا كان هناك برنامج أحب الاستماع إليه لكنه يأتي في وقت الصلاة، فهل أستمع إلى ذلك البرنامج علماً بأنه برنامج ديني أم أبدأ بتأدية الصلاة جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الواجب عليك أن تبدأ بالصلاة في الجماعة، أن تبدأ بالصلاة في الجماعة.

    أما إذا كنت مريض أو مسافر يمكن أن تأخر قليلاً لتسمع الفائدة فلا بأس، أما إذا كان هذا الاستماع يفوتك صلاة الجماعة فلا يجوز لك بل عليك أن تصلي مع الجماعة.

    1.   

    شروط التوبة

    السؤال: المستمع عبد الكريم بعث يسأل ويقول: أريد أن أستفسر عن شروط التوبة وكيف أعرف أن الله عز وجل قد قبل توبتي؟

    الجواب: شروط التوبة ثلاثة:

    الأول منها: الندم على الماضي من سيئتك وعملك السيئ.

    الثاني: الإقلاع عن ذلك وتركه والحذر منه خوفاً من الله وتعظيماً له.

    الثالث: العزم الصادق ألا تعود فيه، فإذا فعلت ذلك فأحسن ظنك بربك وارجو أنه تاب عليك، واسأله أن يمن عليك بالتوبة وأن يرحمك وعليك بحسن الظن بالله، يقول الله عز وجل فيما رواه عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا عند ظن عبدي بي)، فعليك بحسن الظن بالله وأبشر بالخير.

    وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي فلابد من شرط رابع؛ وهو أن ترد عليه حقه كالسرقة والغصب ونحو ذلك، أو تستحله تطلبه أن يبيحك، فإذا أباحك تمت التوبة سواء كان مال أو دم أو عرض تعطيه حقه إن كان قود يقتص منك إن كان مال تعطيه المال إن كان عرض تستحله تقول: ابحني تكلمت في عرضك، فإذا كنت تخشى ألا يسمح وألا يبيحك من جهة العرض فيكفي أن تذكره بالخير الذي تعلمه عنه في المواضع التي ذكرته فيها بالسوء، يعني: تذكر خصاله الحميدة التي تعلمها في الأماكن التي ذكرت فيها خصاله السيئة واغتبته، وهذا يقوم مقام هذا مع الندم والإقلاع والعزم ألا تعود، هذه شروط التوبة نسأل الله للجميع التوفيق.

    1.   

    دلائل قبول التوبة

    السؤال: ذيل سؤاله سماحة الشيخ بقوله: كيف أعرف أن الله سبحانه وتعالى قبل توبتي؟

    الجواب: من دلائل أن الله قبل توبتك استقامتك على الحق وحذرك من العودة إلى السيئات والمعاصي التي تبت منها، فعليك بحسن الظن بالله والحذر من العودة إلى المعاصي.

    1.   

    حكم الصلاة بالنعال

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع سالم محمد يقول في أحد أسئلته: ألاحظ أن بعض الناس يصلون بأحذيتهم، وبعض المحدثين يقولون: إن صلاتهم باطلة، فما هو توجيهكم للطرفين جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم؟

    الجواب: الصلاة في الحذاء لا تبطل بها الصلاة بل هي مستحبة، النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في نعليه عليه الصلاة والسلام، ولما خلع الصحابة في بعض الأيام نعالهم قال: (مالكم خلعتم نعالكم؟ قالوا: رأيناك خلعت نعليك، قال: إن جبريل أتاني فأخبرني أن بها أذى مخلعتهما، فإذا أتى أحدكم المسجد فلينظر في نعليه فإن رأى فيهما أذى فليمسحه ثم ليصلي فيهما)، الصلاة في النعلين ليس فيها بأس بل هي مستحبة، والذين يقولون: لا تصح الصلاة في النعلين جهلة لا وجه لقولهم إذا كانت النعلان طاهرتين ليس منهما بأس، ولكن تركهما إذا كانت المساجد مفروشة والناس يتقذرون من دخوله بنعليه فيجعلها عند الباب أو في محل آخر ويصلي حافياً حتى لا يقذر عليهم فرشهم وحتى لا يقع بينه وبينهم شيء.

    أما إذا كانت المساجد لا تتأثر بذلك لكونها رملية أو بالحصباء وهو ينظر نعليه ويعتني بنعليه تكون نظيفة سليمة عند دخول المسجد فالصلاة تكون فيها أفضل.

    وقد جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا في خفافهم)، لكنه في بعض الأحيان يصلي حافياً عليه الصلاة والسلام، فالأمر واسع.

    1.   

    حكم تسمية الأبناء بأسماء السور

    السؤال: يقول: بعض الناس يسمون أبناءهم على تسمية أسماء السور القرآنية، فبعضهم يسمي فلان مدثر وفلان مزمل وفلان طارق وغير ذلك، ما هو توجيهكم؟

    الجواب: لا حرج في ذلك، ليس فيه حرج والحمد لله.

    1.   

    حكم تعديل الأسنان المشوهة

    السؤال: مستمع بعث برسالة يسأل فيها ويقول: جاء في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لعن الله الواشرة والمستوشرة)، ومنذ أن كنت طفلة وقعت على الأرض وتكسرت بعض أسناني، فإذا أجريت عملية تجميل من أجل ذلك هل أكون ضمن هذا الوعيد المذكور في الحديث جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: هذا الحديث في من يفعل هذا للحسن يوشر الأسنان يفلجها للحسن.

    أما إذا كان فيها عيب لإصلاحها أو قلعها وإبدالها فلا حرج في ذلك، أما إذا كان المقصود توشيرها وتحسينها بالتفليج هذا هو المنهي عنه.

    1.   

    العذر بالجهل في أمور العقيدة

    السؤال: المستمع سعيد رمضان بعث برسالة وضمنها سؤالاً واحداً يقول فيه: هل يوجد عذر بالجهل في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية أم لا؟ وهل العذر بالجهل مسألة قياسية تختلف حسب الزمان والمكان؟

    الجواب: ليس في العقيدة توحيد الربوبية والإلهية والأسماء والصفات ليس فيها عذر بل يجب على المؤمن أن يعتقد العقيدة الصحيحة وأن يوحد الله جل وعلا ويؤمن بأنه رب العالمين وأنه الخلاق العليم، وأنه منفرد بالربوبية ليس هناك خالق سواه، وأنه المستحق للعبادة وحده دون كل ما سواه، وأنه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى لا شبيه له ولا كفء له، عليه أن يؤمن بهذا، وليس له عذر في التساهل في هذا الأمر إلا إذا كان بعيداً عن المسلمين في أرض لا يبلغه فيها الوحي فإنه معذور في هذه الحالة وأمره إلى الله يكون حكمه حكم أهل الفترات أمره إلى الله يوم القيامة، يمتحن فإن أجاب جواباً صحيحاً دخل الجنة وإن أجاب جواباً فاسداً دخل النار.

    المقصود أن هذا يختلف، فإذا كان في محل بعيد لا يسمع القرآن والسنة فهذا حكمه حكم أهل الفترة، وحكمهم عند أهل العلم أنهم يمتحنون يوم القيامة فمن أجاب دخل الجنة ومن عصى دخل النار.

    وأما كونه بين المسلمين يسمع القرآن والسنة ثم يبقى على الشرك وعلى إنكار الصفات فهو غير معذور، نسأل الله العافية. نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.

    المقدم: يسأل في آخر سؤاله سماحة الشيخ ويقول: هل العذر بالجهل مسألة قياسية تختلف من زمان إلى زمان ومكان إلى آخر؟

    الشيخ: لا تختلف، الجهل ليس بعذر بالنسبة للعقيدة إلا إذا كان في محل لم تبلغه الدعوة لا القرآن ولا السنة.

    أما في الأحكام فهو عذر بأن جهل الحكم الشرعي في بعض الأحكام التي قد تخفى أو في دقائق الصفات بعض الصفات التي قد تخفى فهذا عذر، أما في الأمور الواضحة، الأمور التي تعلم بالضرورة كالإيمان بتوحيد الله وأنه الخلاق العليم، وأنه مستحق العبادة، وأنه الكامل في أسمائه وصفاته، والإيمان بما جاء في القرآن العظيم والسنة المطهرة من أسماء الله وصفاته هذا ليس محل العذر إذا كان ممن بلغه القرآن والسنة، نسأل الله السلامة.

    المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نسأل الله ذلك.

    المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768034531