إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (765)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم زواج المرأة من ابن عمتها الذي رضعت أمه من أمها

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج (نور على الدرب).

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات اسمها أنداء كراسا فيما يبدو، تقول في أحد أسئلتها: إن أمي قد أرضعت عمتي شقيقة والدي وعمتي في عمر يناهز السنة والنصف، وبلغت عدد الرضعات المشبعات خمساً فما فوق، فهل يحق لابن عمتي أن يتزوج بي أو لا، جزاكم الله خيراً؟ وإن حصل الزواج فهل الانفصال واجب مؤكد في هذه الحالة، أجيبوني أثابكم الله، وجعلنا جميعاً من عباده الصالحين؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فإذا كان الواقع هو ما ذكرته السائلة، وأن أمها أرضعت عمتها خمس رضعات أو أكثر، فإن ابن العمة يكون ابن أخت، وتكون العمة أختاً لك، ويكون ولدها ابن أختك وأنت خالته؛ فالنكاح باطل حينئذ إن كنت قد أصبت في السؤال، ولا بد من عرض الموضوع على المحكمة لديكم -إذا كانت الوالدة موجودة- حتى يسألها الوالد عن حقيقة الرضاع، أو تحضر عندي إن كانت في الرياض حتى أسألها.

    المقصود أنه إذا كان الواقع هو ما ذكرت أن أمك أرضعت عمتك خمس رضعات فأكثر؛ فإنها تكون أختاً لك، ويكون ولدها ابن أختك وأنت خالته، والنكاح باطل حينئذ لو نكحكِ.

    1.   

    حكم قراءة الولد للقرآن عن والدته التي لا تعرف القراءة

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من الأردن، وباعثها أحد الإخوة المستمعين يقول أبو سيف من الوادي الأخضر، يسأل ويقول: هل يجوز أن أقرأ القرآن عن والدتي التي تعيش معي أو أحد من إخواني، حيث أنها لا تقرأ، ونحن نعيش في منطقة ريفية تكثر فيها أشغال النساء مما لا يعطيها الوقت الكافي إلى الاستماع إلى شريط من القرآن الكريم، أرجو أن توجهونا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: القراءة عن الغير ليس فيها نص يدل على شرعيتها أو جوازها، ومن قال من أهل العلم بأن الإنسان يقرأ عن غيره ويثوب لغيره لا نعلم له دليلاً يحسن الاعتماد عليه، فالأقرب والأظهر في الدليل أنه لا يقرأ أحد عن أحد، لكن يشرع لكم تعليمها وتوجيهها ولو على المدى البعيد كل ليلة أو كل يوم آيتين.. ثلاث تعلمونها، كل هذا طيب، وتدعون لها، وتتصدقون عنها، كل هذا طيب ينفعها.

    كذلك تقرءون عندها وهي تستمع في بعض حالات الراحة، أو تعطونها الشريط الطيب تسمعه وقت راحتها وفراغها، هذا كله مطلوب، أما أن تقرأ أنت عنها أو أحد إخوانك، وتجعلون الثواب لها بدلاً منكم، هذا ما عليه دليل، والذي نرى تركه. نعم.

    1.   

    أساليب نصح الزوجة التي تترك الصلاة

    السؤال: رجل له زوجة ونصحها بالصلاة عدة مرات ولم تجب لنصيحته، علماً بأنها لا تفقه شيئاً من القرآن والسنة فما حكم ذلك في الإسلام جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: عليه أن يستمر في نصيحتها ويعلمها، أقول: عليه الاستمرار في النصيحة والتعليم ولا ييئس، ولكن يكون بالكلام الطيب والأسلوب الحسن والرفق، وشيئاً شيئاً قليلاً قليلاً حتى تتعلم ما أوجب الله عليها وما حرم الله عليها سبحانه.

    المقدم: وموضوع الصلاة؟

    الشيخ: نعم؟

    المقدم: يقول: إنها لا تصلي؟

    الشيخ: التوبة، التوبة تكفي.

    المقدم: إذا أبت أن تتوب كما يقول في السؤال؟ يقول: إنها أبت أن تتوب؟

    الشيخ: في إمكانه إذا كان له قدرة أن يؤدبها على ذلك حتى تستقيم وتصلي: كالزوج والأب والجد ونحو ذلك والأخ الكبير، مع الحرص عليها بالتوجيه والإرشاد والترغيب في الخير والتحذير من النار، وله أن يؤدبها إذا استطاع بضربات تمنعها من الباطل وتعينها على أداء الحق. نعم.

    المقدم: إذاً لو استخدم الضرب والهجر وما إلى ذلك؟

    الشيخ: الذي يرى فيه المصلحة حتى تتم التوبة والعمل الصالح.

    المقدم: جزاكم الله خيراً. إذاً لا يقدم على الطلاق حتى يسلك هذه الطرق.

    الشيخ: نعم.

    1.   

    حكم زواج الرجل من ابنة عم والدته

    السؤال: سؤاله الأخير يقول: هل يجوز الزواج من بنت عم والدتي وما الحكم في ذلك؟

    الشيخ: هل يجوز؟

    المقدم: الزواج من بنت عم والدتي؟

    الجواب: لا بأس بذلك، ولكن بنت عمه أقرب، لا بأس بنكاح بنت العم، بنت عمه وبنت عم أبيه وبنت عم أمه، لا حرج إذا لم يكن بينهما رضاع.

    1.   

    تفسير قول الله تعالى: (أولى لك فأولى)

    السؤال: أحد الإخوة المستمعين وقع في نهاية رسالته يقول: الشمري يسأل عن تفسير جمع من الآيات القرآنية، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قال الله تعالى: أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى [القيامة:34]، ما معنى هذه الآية الكريمة؟

    الجواب: معناها التحثيث والترهيب، والحث على التوبة والرجوع إلى الله، وأن الواجب على المؤمن أن يبادر بالتوبة إلى الله، والرجوع إليه، فإن هذا أولى له من الاستمرار في باطله، نسأل الله السلامة.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (مدهامتان)

    السؤال: قوله تعالى: مُدْهَامَّتَانِ [الرحمن:64]؟

    الجواب: مدهامتان من تمام الخضرة والري، من ريها العظيم وما حصل فيها من تمام الري، مدهامة من شدة الخضرة كمال الخضرة تمام الري، (فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ [الرحمن:66].. قال بعدها: مُدْهَامَّتَانِ [الرحمن:64].

    المقدم: جزاكم الله خيراً.

    الشيخ: (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ [الرحمن:62]، ثم قال: مُدْهَامَّتَانِ [الرحمن:64]، يعني من كمال الري وتمام الري أثر في ورقها وفي أشجارها خضرة تامة عظيمة.

    1.   

    حكم من تعمد قراءة سور لا يتقنها رجاء أجر المشقة

    السؤال: هل يجوز لي تعمد تلاوة سورة محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم، مع العلم أني كثير التعتعة والخطأ في تلاوتها، وأنا أتعمد ذلك احتساباً للأجرين اللذين يثاب بهما من يتلو القرآن وهو يتعتع أو يتتعتع في التلاوة جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا عجز هذا معناه إذا عجز، لكن الإنسان إذا استطاع يقرأ كما ينبغي يقرأ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق ويتتعتع فيه له أجران)، هذا دون الأول، فإذا كنت تستطيع أن تقرأه القراءة الكاملة الطيبة السليمة فهذا أفضل تكون مع السفرة الكرام البررة، لكن إذا عجزت فأنت تتعلم، التعتعة من أجل التعلم والحرص على الفائدة، ما هو معناه أن تتعمدها وأنت تستطيع غيرها، لا، عليك أن تقرأ القرآن على الوجه المرضي الشرعي، وإذا كنت تستطيع ذلك ما يجوز لك أن تتعمد التعتعة فيه أو التحريف أو التغيير، لا، بل عليك أن تسلك في الطريق الأمثل والأحسن؛ حتى تكون مع السفرة الكرام البررة.

    السؤال: إني قد نذرت على نفسي أن أصوم عشرة أيام في شعبان وعشرة أيام في رجب، وقد صمت العام الماضي، وقال لي أحد الأقارب: إنه لا أجر في هذا الصيام، فهل هذا القول صحيح؟ علماً بأني أصوم العاشوراء وأصوم يوم الوقوف بعرفة وأحب الصيام، أفيدوني أفادكم الله؟

    الجواب: يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)، والصوم من طاعة الله جل وعلا، فإذا نذرت عشرة أيام من رجب أو غير رجب، وعشرة من شعبان، فلا بأس، عليك أن توفي بنذرك، إلا إذا كانت العشرة نذرتها بعد النصف من شعبان فلا يجوز؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الصيام بعد النصف للي ما صام قبل قال: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا)؛ فعليك كفارة يمين عند العجز، أما إذا كنت نذرتها لعشرة من شعبان مطلقة أو من النصف الأول؛ تصومها من النصف الأول والحمد لله، ولا حرج في ذلك، بل هذا من نذور الطاعات، وهكذا صيام يوم عرفة سنة، يوم التاسع من ذي الحجة لغير الحجاج سنة، وهكذا صوم عاشوراء -وهو اليوم العاشر من المحرم- سنة، ويستحب أن يصوم قبله يوم أو بعده يوم، أو يصوم الثلاثة جميعاً: التاسع والعاشر والحادي عشر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خالفوا اليهود صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده)، وفي رواية أخرى: (صوموا يوماً قبله ويوماً بعده)، هذا مشروع ومستحب. نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً. سماحة الشيخ: هذا الرجل الذي تصدى لفتيا أخينا وقال: إن هذا الصيام لا أجر فيه، ما هو توجيهكم له ولأمثاله ممن يفتي بغير علم جزاكم الله خيراً؟

    الشيخ: الواجب على كل مسلم وعلى كل طالب علم -بالأخص- أن يتقي الله، وأن لا يفتي إلا بعلم؛ لأن الفتوى بغير علم شرها عظيم وعواقبها وخيمة.

    وذلك مخالف للنص القرآني في قوله جل وعلا: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33]، فجعل القول عليه بغير علم فوق مرتبة الشرك؛ لما يترتب على القول على الله بغير علم من الشر العظيم، والعواقب الوخيمة، وتحليل الحرام وتحريم الحلال، فيجب الحذر، وقال سبحانه وتعالى في سورة البقرة: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة:169]، فجعل القول على الله بغير علم مما يأمر به الشيطان، الشيطان لا يأمر إلا بالشر والفساد، فيجب الحذر، ولا يخفى على كل ذي لب ما يترتب على الفتوى بغير علم من المفاسد الكثيرة، ومن تحليل الحرام وتحريم الحلال، وإيقاع الناس في مشاكل كثيرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    1.   

    الحكم على حديث: (من صلى ثنتي عشرة ركعة بني له قصر في الجنة)

    السؤال: يقول أخونا: إنني قرأت في أحد الكتب أنه من يصلي الضحى ثنتي عشرة ركعة؛ يبنى له قصر في الجنة، فهل هذا الحديث صحيح؟ ومتى تكون صلاة الضحى؟

    الجواب: صلاة الضحى سنة وقربة، من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى قرب الزوال، إلى وقوفها، وإذا اشتد الضحى يكون أفضل، وهي صلاة الأوابين كما في الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الأوابين حين ترمض الفصال) يعني: حين يشتد الضحى أو تحتر الشمس على أولاد الإبل.

    وهي ثنتان فأكثر، أقلها ركعتان، وإن صلى أربعاً أو ستاً أو ثمان أو أكثر كله طيب، ليس فيها حد محدود، وقد ورد في اثنتي عشرة ركعة حديث في سنده ضعف: أن من صلاها بنى الله له قصراً في الجنة، لكن ليس لهذا حد محدود، صلى عشراً أو اثنتي عشرة أو أربع عشرة أو ست عشرة كله بحمد الله خير، ولو صلى مائة ليس فيه حد محدود والحمد لله، لكن مثنى مثنى، الأفضل مثنى مثنى؛ للحديث الصحيح عن يقول صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى)، اللهم صل على محمد.

    1.   

    حكم الصلاة بخواتم الحديد والنحاس

    السؤال: من المستمعة (م. أ. ب. س) من ليبيا رسالة وضمنتها جمعاً من الأسئلة في أحد أسئلتها تقول: هل أنه صحيح لا تجوز الصلاة بخواتم وسلاسل النحاس أفيدونا أفادكم الله وجزاكم الله خيراً؟

    الجواب: ليس بصحيح، ولا حرج في الصلاة بخواتم الذهب بحق المرأة، وخاتم الفضة بحق الجميع، وخاتم الحديد بحق الجميع، لا حرج في ذلك، والحديث فيه التحريم من هذا حديث ضعيف شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة، وقال عليه الصلاة والسلام للذي أراد الزواج وليس عنده شيء، قال له: (التمس ولو خاتماً من حديد) رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين، فدل على جواز لبس الخاتم من الحديد، وأما الحديث الذي فيه أنه رأى على إنسان خاتم من حديد، فقال: (مالي أرى عليك حلة أهل النار)، ورأى آخر عليه خاتم من صفر، قال: (مالي أرى عليك ريح الأصنام) فهو حديث ضعيف شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة.

    1.   

    حكم اختلاط المرأة مع أولاد عمها وخالها

    السؤال: تقول أختنا: أنا لا أحب زيارة بعض الأقارب؛ لأن بناتهم يكثرن الاختلاط مع الرجال، ويكثرن الحكي معهم، ويجلسون معهم، وأنا لا أحب هذه التصرفات، ويقولون: إني معقدة، فهل أنا مذنبة لأني لا أحب الاختلاط مع أولاد الخالة وأولاد الخال ولا أولاد العم؟ أم أنا على صواب لعدم مخالطة الرجال عامة ولست معقدة، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: قد أصبت بارك الله فيك وأحسنت؛ لأن الاختلاط بالرجل الأجنبي فيه خطر عظيم، وابن العم وابن الخال وابن الخالة كلهم يعتبرون أجانب غير محارم، أما الاختلاط الذي معناه رد السلام عليهم في المجلس أو كيف حالكم وكيف أولادكم؟، مع البعد عن أسباب الريبة والكلام الباطل، فلا حرج في ذلك، إذا سلمت على بني عمها أو بني خالها سلاماً ليس فيه ريبة، وليس فيه خلوة، بل سلمت عليه في مجلس أو زاروهم وسلموا عليها من باب صلة الرحم؛ هذا لا بأس به.

    المحرم الخلوة بالرجل أو تعاطي أسباب الريبة والفتنة مع الرجال، بالكلام أو بالفعال، أما سلام نزيه وكلام نزيه بعيد عن الفتنة، فلا حرج أن تسلم على ابن عمها أو ابن خالتها أو ترد عليه السلام أو تسأله عن أهله وأولاده، لا بأس بذلك من دون خلوة.

    1.   

    حكم صلاة المرأة في غير بيتها وأمام الأجانب

    السؤال: آخر سؤال لأختنا تقول فيه: هل يجوز للمرأة الصلاة خارج البيت وأمام بعض الأقارب علماً أنا في الريف ولا يوجد لدينا بيت، مع أنه أيضاً لبسنا غير محتشم، وجهونا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كانت الصلاة في بيت الأقارب أو بيت الناس الذي زارتهم المرأة وحضرت الصلاة تصلي عندهم، ولكن إذا كان حولها رجل تصلي في محل بعيد عن رؤية الرجل؛ حتى لا يرى منها شيئاً، ولاسيما إذا كانت ثيابها غير محتشمة، يجب عليها أن تبتعد عن رؤية الرجال الأجانب، سواءً في بيتها أو في غير بيتها، وإذا كانت محتشمة وصلت في البيت أو عند بعض من زارتهم لما حضرت الصلاة؛ فكل هذا لا بأس به، أما عند الأجنبي ولو ابن خال أو ابن خالة أو ابن عم؛ فلابد أن تكون تامة الستر ولا يوجد خلوة، بل تصلي في البيت من دون خلوة، من دون أي خلوة بها.

    1.   

    ما يلزم من شك في العبادة بعد الفراغ منها

    السؤال: من بريدة في القصيم، المستمع حمد بن أحمد العياف رسالة وضمنها جمعاً من الأسئلة في أحد أسئلته يقول: أديت فريضة الحج وأكملت الحج تماماً ولله الحمد وعند عودتي شعرت بأني لم أكمل الحج في الوجه المطلوب علماً بأني أديت مناسك الحج والعمرة بالشكل المطلوب، وجهوني حول هذه الخواطر جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: هذه الخواطر من الشيطان فلا تلتفت إليها، والشكوك التي تقع بعد الفراغ من العبادة لا يعول عليها ولا يلتفت إليها، وأنت بحمد الله قد أديت ما عليك وقد عرفت ذلك، فهذه الشكوك والأوهام كلها من الشيطان، فالواجب اطراحها وعدم الالتفات إليها، والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

    1.   

    حكم مؤاخذة مختل الشعور على تركه الفرائض والتكليفات

    السؤال: يسأل سؤال شبيه بسؤال في حلقات مضت يقول: هل الإنسان الذي هو غير مكلف والذي هو مختل الشعور هل يؤاخذ على تركه للفرائض والنوافل أم لا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كان مختل الشعور لا يؤاخذ بشيء يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة، عن النائم حتى يستيقظ، والمجنون حتى يفيق، والصغير حتى يبلغ)، فالنائم لو تكلم في نومه بالسب والشتم ما يؤاخذ أو طلق ما يقع طلاقه؛ لعدم العقل هكذا المجنون والمعتوه الذي غير مضبوط العقل، أو تكلم في حال جنونه، في حال حضور الجنون والصرع، كل هذا لا يلتفت إليه، وهكذا إذا كان معتوه ولو ما فيه جنون معتوه العقل لصغر سنه أو لأنه خلقة، أصابه خلل في عقله لا يحسن التصرف، فلا يؤخذ بشيء؛ لأنه مرفوع عنه القلم، وهكذا الصغير قبل أن يبلغ لا يؤاخذ، وإنما يؤاخذ بعد البلوغ، لكنه يعلم ويؤمر وينهى، يؤمر بالصلاة ويؤمر بالصيام إذا استطاع الصيام، وينهى عن الفحش والكلام السيئ ويؤدب على ذلك، لكنه لا يؤاخذ بذلك من جهة الرب عز وجل، وإنما وليه يؤدبه ويعلمه حتى يعتاد الخير، وحتى يتجنب الشر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر) حتى يعتادوا الخير، حتى يتمرنوا عليه، حتى يبتعدوا عن الشر، ولما أخذ الحسن أو الحسين رضي الله عنهما تمرة من الصدقة؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم للحسن : (دعها كخ كخ دعها أما علمت أنها لا تحل لنا الصدقة)، وهو صغير الحسن ابن سبع سنين وأشهر حينما أتى النبي صلى الله عليه وسلم والحسين أقل من ذلك، فالحاصل أن تعليم الصبيان للخير وتحذيرهم من الشر، أمر مطلوب، ولكن لا إثم عليهم لو ماتوا على ذلك.

    المقدم: جزاكم الله خيراً.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل -بعد شكر الله سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نرجو ذلك.

    المقدم: اللهم آمين. مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768251035