مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من بريدة القصيم، باعث الرسالة المستمع حمد بن أحمد العيَّاط ، له جمع من الأسئلة يقول في أحدها: هل الإنسان الذي هو غير مكلف ومختل الشعور، هل له صلاة إذا صلى، وصيام إذا صام، وزكاة إذا زكى؟ وهل عليه حرج إن لم يفعل ذلك؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالذي ليس له شعور، بل قد زال عقله لا يسمى مكلفاً، المكلف هو البالغ العاقل، هذا الذي يسمى مكلفاً، سواء كان رجلاً أو امرأة، أما من كان غير بالغ أو كان قد بلغ الحلم ولكنه زائل العقل بجنون أو غيره من أسباب زوال العقل؛ فإنه لا يكون مكلفاً، وليس عليه صلاة ولا صوم ولا غيرهما من الواجبات، إلا الواجب المالي، فالواجب المالي كالزكاة يجب على وليه أن يخرجه، فإذا حال الحول على مال الصبي أو المجنون؛ وجب على وليه أن يخرج زكاته، وهكذا لو أتلف شيئاً على الناس؛ وجب قيمة المتلف في ماله؛ لأن هذا ليس له نية، فيستوي فيه المكلف وغير المكلف، وفق الله الجميع. نعم.
المقدم: اللهم آمين جزاكم الله خيراً، لا زال أخونا يعقب على نفس الموضوع، فيقول: وهل إذا عق أحد والديه وهو في هذه الحالة مختلاً مثل الشتم أو الضرب، هل يعاقب من الله سبحانه وتعالى، أم ماذا؟ جزاكم الله خيراً.
الشيخ: ليس عليه شيء، فلا ثواب ولا عقاب، لفقد العقل، فما يقع منه من بعض المعاصي ليس فيها إثم عليه؛ لعدم تكليفه لعدم عقله، فلو سب أو شتم أو فعل شيء من المحرمات الأخرى فليس عليه إثم؛ ما دام مسلوب العقل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يفيق)، فالنائم لو سب في النوم أو شتم أو فعل شيئاً غير ذلك من الأمور الأخرى: كالطلاق أو العتاق ما يعتبر، ما يفعله في النوم لا يعتبر لا من إيجاب ولا من سلب، لا من معصية ولا من طاعة؛ لأنه غير مكلف في هذه الحالة، ليس له عقل.
الجواب: لا شك أن هؤلاء جديرون بالرحمة والعطف ممن يتولاهم، فعلى أوليائهم الرفق بهم والرحمة لهم والإحسان إليهم، والتلطف بتوجيههم، قد يستفيدون من بعض التوجيهات؛ لأن عندهم بعض الشيء الذي يستفيد به، فالمجنون قد يستفيد من التأديب، كما أن الصبي وهو غير المكلف يستفيد من التأديب والتوجيه، وهكذا الأطباء نوصيهم بتقوى الله والرفق بهؤلاء والرحمة لهم والإحسان إليهم، والحرص على أسباب الشفاء.
المقدم: جزاكم الله خيراً، هل من كلمة للممرضين أو من يخدم هذا النوع.
الشيخ: وهكذا الممرضون والممرضات، كلهم نوصيهم بتقوى الله في ذلك، والرحمة والعطف والإحسان والرفق.
الجواب: هذا الشك الذي طرأ عليك بعد كمال الحج وانتهائك من الحج هذا من الشيطان، ليس عليه اعتبار، فلا ينبغي لك أن تلتفت إلى ذلك، فالشك بعد العبادات والفراغ منها أمر مطرح وهو من الشيطان، فإذا عرض لك هذا فقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا تلتفت إلى ذلك، وأنت بحمد الله قد أديت الواجب، وخرجت من العهدة، فاحمد الله على ذلك، ودع عنك وساوس الشيطان.
الجواب: هذه الصلاة بدعة لا أصل لها، فلا يجوز فعلها ولا الدعوة إليها، وعليك التوبة إلى الله مما سلف؛ لأن هذه الصلاة التي ذكرت ليس لها أصل في الشرع المطهر، بل هي بدعة مخترعة لا أساس لها، فالواجب تركها.
الجواب: نعم، ورد في ذلك حديث، لكن في سنده مقال، والمحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى عام الفتح صلاة الضحى ثمان ركعات عليه الصلاة والسلام، ومن صلى أكثر فلا بأس، لو صلى عشرين أو أكثر فلا بأس، لكن أقلها ركعتان، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أوصى أبا هريرة بثلاث: منها ركعة الضحى، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، والوتر قبل النوم، فالمقصود أن أقلها ركعتان، وكان صلى الله عليه وسلم يزور قباء صباحاً كل سبت ويصلي فيه ركعتين، مسجد قباء، فالسنة أن يصلي الضحى ركعتين فأكثر، فإذا صلى أربعاً أو ستاً أو ثماناً أو غير ذلك فلا حرج، قالت عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعاً ويزيد ما شاء الله)، وثبت من حديث أم هانئ رضي الله عنها أم هانئ بنت أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الضحى عام الفتح ثمان ركعات، والسنة أن يسلم من كل ثنتين في الليل والنهار، هذا هو الأفضل، يسلم من كل ثنتين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى)، كلما صلى ثنتين قرأ التحيات وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعا بالدعوات المشروعة ثم سلم، وهذا يتأكد بالليل أكثر، وهكذا هو الأفضل في النهار أيضاً، يصلي ركعتين ركعتين، سواء كان في الضحى، وهكذا سنة الظهر أربعاً قبلها أربعاً بتسليمتين سنة الظهر، وسنة الظهر بعدها تسليمة واحدة راتبة، وإن صلى أربعاً بعدها فهو أفضل، لكن بتسليمتين هذا هو الأفضل، وهكذا قبل العصر يستحب أن يصلي قبلها أربعاً على أن يصليها بتسليمتين، نسأل الله للجميع التوفيق.
الجواب: نعم، مثلما ذكرتِ النوح محرم مطلقاً، وهذا القول الذي قاله بعض الناس أنه يجوز ثلاثة أيام هذا باطل ليس له أصل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من ضرب الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة)، و(الصالقة): هي التي ترفع صوتها عند المصيبة، و(الحالقة): هي التي تحلق شعرها عند المصيبة، و(الشاقة): هي التي تشق ثوبها عند المصيبة، ويقول عليه الصلاة والسلام: (أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على الميت)، وقال صلى الله عليه وسلم: (النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب)خرجه مسلم في الصحيح، فهذا يدل على أن النوح محرم مطلقاً، وأن فيه الوعيد الشديد، وأن النائحة تقوم من قبرها يوم القيامة لها سربال من قطران ودرع من جرب، وقال صلى الله عليه وسلم: (اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت) فهذا وعيد شديد، رواه مسلم أيضاً، (اثنتان في الناس هما بهم كفر -سماها كفر، سماها من شعب الكفر هما بهم كفر-: الطعن في النسب -يعني: عيب أنساب الناس تنقص أنساب الناس- والنياحة على الميت)، وقال عليه الصلاة والسلام: (الميت يعذب في قبره بما نيح عليه).
فالواجب الحذر من النياحة، وشق الثياب، ولطم الخدود، والدعاء بدعوى الجاهلية، هذا هو الواجب على أقارب الميت وأصدقائه أن يتقوا الله، وأن يحذروا هذه الأعمال المنكرة، أما البكاء بدمع العين فلا بأس، كونه تدمع العين ويحزن القلب لا حرج، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم قال عليه الصلاة والسلام: (العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بفراقك يا
المقدم: جزاكم الله خيراً، إذا غلب الإنسان سماحة الشيخ وارتفع صوته بالبكاء دون أن يقصد للنياحة، فما هو توجيهكم؟
الشيخ: يجب أن يعالج نفسه وأن يحذر، فإذا غلبه شيء نرجو أن يكون لا شيء عليه، لكن يجب أن يعالج نفسه وأن يحذر رفع الصوت.
الجواب: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه)، ونذر الصوم طاعة، فعليك أن توفي بنذرك، وأن تصومي عشرة.. من رجب وعشرة من شعبان إذا كنت نذرت هذا دائماً كل سنة، وعليك أن تتركي النذر، النذر لا ينبغي، يكره، فعليك مستقبلاً أن تدعي النذر، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تنذروا؛ فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئاً، وإنما يستخرج به من البخيل).
فأنت في المستقبل دعي النذر، لكن الذي وقع منك الآن وتم وقوعه، فهذا عليك الوفاء، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه)، وقد مدح الله الموفين بالنذر، قد امتدح سبحانه الموفوين بالنذر في كتابه العظيم حيث قال عز وجل في سورة الإنسان: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا [الإنسان:7]، هذه من صفات الأبرار ومن صفات المؤمنين، يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا [الإنسان:7] فعليك أن توفي بنذرك وأن تدعي النذر مستقبلاً.
الجواب: الفتوى بغير علم منكر عظيم، وهو مما حرمه الله على عباده، وجعل مرتبته فوق الشرك، قال سبحانه في سورة الأعراف: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33]، فالواجب على طالب العلم أن يتقي الله، وأن يحذر القول على الله بغير علم، وإذا كان هذا في حق طالب العلم فكيف بغيره، لا يجوز لأحد أن يفتي بغير علم لا رجل ولا امرأة ولا طالب علم ولا غيره، يجب على المؤمن أن يتقي الله وأن يخاف الله سبحانه، وألا يتكلم في الحلال والحرام إلا بعلم، قال الله سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108]يعني:على علم، وأخبر سبحانه في سورة البقرة أن الفتوى بغير علم مما يأمر به الشيطان، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة:168-169]، هذا من أمر الشيطان، يأمر الناس أن يقولوا على الله ما لا يعلمون، فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة الحذر من طاعة الشيطان في القول على الله بغير علم، والفتوى بغير علم، لا في العبادات ولا في غيرها، يقول الله سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، فالفتوى تكون من أهل الذكر، يعني: من أهل العلم بالقرآن العظيم والسنة المطهرة، العلماء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهم الذين يفتون الناس وهم الذين يسألون، نسأل الله للجميع الهداية، نسأل الله لنا ولإخواننا جميعاً الهداية.
الجواب: إذا كان السائل لم يطمئن قلبه للفتوى وهو قصده الخير وقصده العلم قصده الورع؛ فلا حرج، يسأل حتى يطمئن قلبه للدليل، وأن هذا هو الحكم الشرعي، أما إذا كان يقصد الهوى هذا لا يجوز، إذا كان يطلب ما يوافق هواه هذا لا يجوز، لكن عليه أن يجتهد في أن يعرف الحق بدليله؛ حتى يطمئن قلبه للفتوى، ويتحرى من يظنهم أقرب إلى الخير وأقرب إلى العلم من أهل الفتوى، يعني: يستفتي من يطمئن قلبه إلى أنه أقرب إلى معرفة الحق، يتحرى في أهل العلم وفي استفتائهم من يظن ويغلب على ظنه أنه أقرب إلى إصابة الحق، فهو يهتم بالطمأنينة وإصابة الحق، لا بما يوافق هواه، فالذي يسأل هذا وهذا لينشرح صدره وليطمئن إلى الفتوى بدليلها؛ نرجو أن لا حرج عليه؛ لأن هذا من باب التثبت في الحق.
الجواب: الواجب عليك أن تقدمي الصلاة على نصف الليل، الصلاة قبل نصف الليل، صلاة العشاء، إذا غاب الشفق الأحمر من جهة المغرب دخل وقت العشاء إلى نصف الليل، فعليك أن تصليها قبل نصف الليل، وأما الدعاء لوالدتك فهذا أمر مطلوب، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)، والولد يشمل الذكر والأنثى، يقال للبنت: ولد وللذكر: ولد، والمعنى: أن دعاء الولد من ذكر وأنثى مطلوب وينفع الوالد، فأنت مأجورة على دعائك لها، لكن لا تنوحي عليها، أما دمع العين فلا يضر، لكن لا تنوحي لا ترفعي الصوت، مجرد دمع العين لا يضر، والواجب عليك الحذر، والمشروع لك الإكثار من الدعاء لها، جزاك الله خيراً.
الجواب: ليس بصحيح، لا حرج تصلي وعليها حلي من الذهب أو الفضة أو سلاسل من معدن أو غيره، لا حرج في ذلك. نعم.
المقدم: حتى ولو كان من النحاس المسئول عنه؟
الشيخ: ولو من النحاس.
الجواب: الواجب على كل امرأة أن تتقي الله، وأن تحذر ما حرم الله عليها من الاختلاط بالرجال على وجه يسبب الفتنة من كشف أو التغنج وخضوع بالقول أو غير هذا من أسباب الفتنة، أما الاختلاط الذي لا يضر: مثل دخولها السوق لشراء حاجة، مثل صلاتها مع الناس خلف الجماعة، هذا ما يسمى اختلاط، ولا حرج فيه مع التستر والبعد عن الفتنة، أما اختلاط بحيث تجلس مع الرجل، أو تكشف بعض محاسنها ومفاتنها حتى يراها الرجال، أو تغازل الرجال، أو تخضع بالقول للرجل، هذا كله من المحرمات..
المقدم: أو تخضع..؟
الشيخ: بالقول؛ لأن الله قال: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32]، يعني: لا تغنج لا تزينه تكسر في القول، فالمقصود أنها تبتعد عن كل ما يسبب الفتنة مع الرجال، سواء كان الرجال بني عم أو أزواج أخوات أو إخوان زوج أو خدام أو غير ذلك، يجب الحذر، وأنت مأجورة في الحذر من هذه الأشياء والحرص على السلامة، أنت مأجورة إن شاء الله بذلك، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
الجواب: هذا لا يجوز، الواجب تشجيع الناس على الخير وحثهم على الخير، والذي يتمسك بالسنة هذا لا يقال له: معقد، يقال له: موفق، الذي مثلاً لا يسبل ثيابه ولا يحلق لحيته ولا يجلس مع أهل الشر بل يبتعد عنهم؛ هذا موفق ما هو بمعقد، المعقد الموسوس الذي لا يعرف يؤدي الحق من وساوسه وشكوكه، هذا يقال له: معقد، أما من عافاه الله من الوساوس والشكوك، واتبع الشرع واستقام عليه، وابتعد عن محارم الله؛ هذا موفق.
الجواب: لا حرج في ذلك أن تصلي في الريف.. في الخيام.. في الصحراء متسترة ولو رآها الناس، ما دامت متسترة فالحمد لله.
الجواب: نعم، يوجد كتاب مختصر كتبناه في مناسك الحج أسميناه (التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة)، تراجع المكتب في الرياض ويعطوك نسخة منه أو أكثر لتستفيد، ولك أن تبدأ بالعمرة فتعتمر في رمضان أو في غيره، والعمرة أن تتوجه إلى مكة، فإذا وصلت الميقات تقول: اللهم لبيك عمرة، تغتسل وتوضأ الوضوء الشرعي وتصلي ركعتين سنة الوضوء، ثم تقول: (اللهم لبيك عمرة) في الميقات، ميقات الرياض إن كنت من طريق الرياض وهو السيل، وإن كنت في المدينة من ميقات المدينة، وإن كنت في الجنوب ميقات اليمن يلملم، الميقات الذي تمر عليه تحرم منه بالعمرة، تقول: اللهم لبيك عمرة تنويها بقلبك، تنوي بقلبك العمرة وتقول: اللهم لبيك عمرة، وتلبس الإزار والرداء قبل الإحرام، قبل أن تقول: لبيك عمرة، قبل النية بالقلب، والأفضل لك أن تغتسل وتوضأ وتصلي ركعتين سنة الوضوء، ثم تستمر، تقول: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)، هذه التلبية الشرعية، وهي التلبية التي لباها النبي عليه الصلاة والسلام، حتى تصل مكة وأنت تلبي، (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)، وإن ذكرت الله وسبحت الله واستغفرت الله بين ذلك كله طيب، أو قرأت القرآن كله طيب، فإذا جئت المسجد الحرام تطوف سبعة أشواط بالكعبة، تبدأ من الحجر الأسود إليه في كل شوط، تذكر الله في أشواطك وتدعوه، ولا بأس أن تقرأ القرآن، كله طيب، تبدأ بالتكبير: الله أكبر، عندما تبدأ الطواف من الحجر وتستلمه بيدك وتقبله، ثم تجعل البيت عن يسارك وتطوف سبعة أشواط، كلما وازنت الحجر قبلته واستلمته وكبرت، وهكذا عند الركن اليماني تستلمه بيمينك، الركن اليماني، وتقول: بسم الله والله أكبر، وتقول في آخر كل شوط: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201]، في آخر كل شوط من السبعة، ثم تصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم أو في أي مكان من المسجد، والأفضل خلف مقام إبراهيم، ركعتين تقرأ فيهما الفاتحة وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] في الأولى، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] في الثانية، هذا هو الأفضل كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام، ثم تسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط.
المقدم: إذاً هذا الموضوع ذو شقين: الأول تفضلتم بتوضيح ما يجب على أخينا أن يفعله إذا ما أرد العمرة، والثاني: إذا أراد أن يستفيد من هذا الكتاب فعليه مراجعة الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في الرياض ليستلم نسخة من هذا الكتاب.
الشيخ: نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل -بعد شكر الله سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك.
المقدم: اللهم آمين.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر