إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (774)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة المستمعون الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    هذا لقاء طيب مبارك يجمعنا بسماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز .

    مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ، فأهلاً ومرحباً سماحة الشيخ.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: وفيكم.

    ====السؤال: هذا سائل الذي رمز لاسمه بأخوكم (م. خ) يقول: سماحة الشيخ! ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في الداعية إذا أراد أن يدعو إلى الله عز وجل؟ وهل يدعو الإنسان بأقل قدر من العلم أم يجب أن يتعلم بعض العلوم الشرعية؟ وما هي هذه العلوم سماحة الشيخ مأجورين؟

    الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فإن الداعي إلى الله لابد أن يكون على بصيرة؛ لأن الله يقول جل وعلا: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108]، لابد أن يكون عنده علم، لابد أن يكون عنده علم من القرآن العظيم والسنة المطهرة، فإذا كان عنده علم وبصيرة من الأدلة القرآنية والأدلة الحديثية عن الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يدعو إلى الله حسب علمه، سواء كان متخرج من كليات الشريعة أو كليات الدعوة أو كليات الحديث أو كليات في القرآن أو درس في المساجد على العلماء.

    فالمقصود: إذا كان عنده علم بالقرآن والسنة فإنه يدعو إلى الله ويعلم الناس دينهم ويرشدهم إلى توحيد الله وعبادته، ويعلمهم ما أوجب الله عليهم ويحذرهم ما حرم الله عليهم، ويرغب ويرهب كما شرع الله، وإذا كان ما عنده علم فليس له الكلام فيما لا يعلم، لكن الإنسان إذا كان عنده علم في بعض الأشياء دعا إليها، مثلما يدعو المؤمن إخوانه إلى الصلاة وإن كان عامي؛ لأن الصلاة معلومة، يدعوهم إلى الصلاة والمحافظة عليها في الجماعة، يدعوهم إلى بر الوالدين، هذا شيء معروف، يدعوهم إلى أداء الزكاة هذا شيء معروف، يدعوهم إلى صيام رمضان هذا شيء معروف، حتى ولو العامي يجتهد مع أهله ومع إخوانه في العناية بهذه الأمور، كذلك يحذر من الزنا.. من الريبة.. من الربا.. من عقوق الوالدين.. من شرب الخمر، هذه أمور معلومة، لكن الأشياء التي قد تخفى تحتاج إلى علم فلا يتكلم فيها إلا صاحب العلم، أما الأمور الواضحة المعروفة من الدين بالضرورة هذه يتكلم فيها العالم وغير العالم، فالإنسان في أهل بيته ومع جيرانه ينصحهم في الأمور الظاهرة، تحذيرهم مما حرم الله، الحث على أداء الصلاة في الجماعة.. الحث على بر الوالدين في صلة الرحم، هذه أمور معلومة بحمد الله، لكن ليس للداعي إلى الله أن يتكلم فيما لا يعلم بل يجب أن يتحرى ما دل عليه القرآن والسنة حتى يكون في دعوته على بصيرة، كما قال الله سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108]، والله يقول جل وعلا: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33]، فجعل القول عليه بغير علم في القمة فوق الشرك لعظم خطره، وأخبر سبحانه أن الشيطان يأمر بذلك، فقال عن الشيطان: إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة:169]، فالشيطان يدعو الناس إلى الكلام بغير علم والدعوة بالجهل، وهذا منكر عظيم، بل الداعي إلى الله يجب أن يتثبت ويجب أن يتعلم حتى يكون على بينة وعلى بصيرة مما يدعو إليه وفيما ينهى عنه، لكن الأمور الظاهرة المعروفة من الدين بالضرورة فهذه يدعو إليها العالم وغير العالم مثلما تقدم، كالتحذير من الزنا.. التحذير من العقوق.. التحذير من قطيعة الرحم.. التحذير من الربا هذا أمر معلوم، كذلك يدعو إلى الصلاة في الجماعة .. يدعو إخوانه وجيرانه وأهل بيته، يحذرهم من الغيبة والنميمة، كل هذه أمور معروفة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086911433

    عدد مرات الحفظ

    769467258