مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: مع بداية هذه الحلقة نعود إلى رسالة الأخت (نالة . ح. ع) من المملكة، أختنا عرضنا بعض أسئلة لها في حلقة مضت، وبقي لها في هذه الحلقة بعض الأسئلة: في أحد أسئلتها تقول: رضع ابن عم والدتي مع خالي، فأصبح أخاً له من الرضاعة، فهل يصبح ابن عم والدتي خالاً لي من الرضاعة؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فإذا رضع ابن عمك أو ابن عمتك مع خالك من جدتك أم أمك فإنه يكون أخاً لأمك وأخاً لخالك، إذا كان الرضاع خمس رضعات فأكثر، حال كونه في الحولين والرضعة كونه يمسك الثدي ويمتص اللبن ويصل إلى جوفه ثم يطلق الثدي، ثم يعود في المجلس أو في وقت آخر حتى يكمل خمس رضعات، فهذا يكون حينئذ أخاً لأمك وأخاً لجميع أولاد الجدة المرضعة، بشرط أن يكون في الحولين قبل أن يفطم.
الجواب: نعم، ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث: (صوموا تصحوا) ولا بأس به.
الجواب: كذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (النظافة من الإيمان)، لكنه حديث ضعيف، ومعناه صحيح، معناه جاء في أحاديث أخرى، هذا الحديث رواه الترمذي بإسناد ضعيف: (النظافة من الإيمان)، ولكن ليس سنده صحيحاً، ولكن في المعنى جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن من شعب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق)، وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه رأى في أجور أمته لما عرضت عليه أجور أمته: (القذاة يخرجها الرجل من المسجد) ، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال)، وشرع الغسل من الجنابة، وعند الذهاب إلى الجمعة، وتغسيل الميت، كل هذا فيه نظافة وفيه معنى آخر من التطهير.
فالمقصود: أن الأدلة الشرعية دلت على شرعية النظافة من الأوساخ، وأن المؤمن لا يدع الأوساخ في ثيابه وبدنه، بل يزيلها، وهكذا في الطرق، يزيل الأذى عن الطريق لئلا يتأذى المسلمون بذلك.
الجواب: هذا من قول بعض السلف، سئل بعض السلف عن قوم يتعبدون ويجتهدون في رمضان فإذا خرج رمضان تركوا، فقال: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان. وهذا صحيح إذا كانوا يضيعون الفرائض، أما إذا كان لا، إنما يتركون بعض الاجتهاد فالقول هذا ما هو بصحيح، لكن مراده الذين يتركون الفرائض، يعني: يصلي في رمضان ويترك الصلاة فيما سوى رمضان مثلاً، فهذا بئس القوم لأنهم كفروا بهذا، ترك الصلاة كفر نسأل الله العافية، أما لو يعني: ترك بعض المستحبات في غير رمضان فهذا لا يضر، لأن الناس في رمضان يجتهدون في أنواع العبادة المستحبة والصدقات ونحو ذلك، فإذا تساهل في ذلك في بعض.. بعد خروج رمضان في المستحبات ما يقال فيه: بئس القوم.
الجواب: هذا قول أم عطية الأنصارية ما هو قول أم سلمة ، وأم عطية الأنصارية من الصحابة، تقول رضي الله عنها: (كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئاً) ومعنى ذلك: أن المرأة إذا طهرت من عادتها ثم رأت كدرة أو صفرة فإنها لا تعدها حيضاً، بل تصلي وتصوم، وتعتبر هذه الصفرة مثل البول، تستنجي منها وتتوضأ لوقت كل صلاة، مثل البول ليس بحيض.
الجواب: مثلما بين جل وعلا في الآية نفسها قال: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا [التوبة:37] يعني: من طريقة الكفرة أنهم يحرمون النسيء، والنسيء محرم يجعلونه صفر، وصفر يجعلونه محرم، تارة وتارة، فتارة يبقون محرم محرماً وصفر حلاً وتارة يعكسون، فيجعلون محرم صفر ويستحلونه ويؤخرون محرم إلى صفر، يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا وهذا من جهلهم وضلالهم وتبديلهم، ولهذا قال سبحانه: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ [التوبة:37] يقولون: الشهور أربعة: رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم، هذه أربعة، فإذا حرمنا صفر وأحلينا محرم فالشهور أربعة ما غيرنا إلا أنا قدمنا وأخرنا، وهذا ضلال؛ لأنهم خالفوا شرع الله، شرع الله جعل محرم ما جعل صفر، فلهذا قال: يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا [التوبة:37]، وجعله سبحانه زيادة في الكفر، يعني: تغييرهم شرائع الله زيادة في الكفر نسأل الله العافية.
فالواجب بقاء الشهور على حالها محرمة، رجب وحده بين جمادى وشعبان، وثلاثة متوالية: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، هذا هو الواجب، أما أن يؤخر محرم إلى صفر ويقدم صفر إلى محرم هذا باطل هذا من جهلهم وضلالهم.
الجواب: معنى الآية، يعني: الصباح، يقول سبحانه: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا) يعني: أيها الصوام! (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ) يعني: الفجر الصادق، (مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ) يعني: الليل، ولهذا قال بعده: (مِنَ الْفَجْرِ) فسر ذلك بقوله: (مِنَ الْفَجْرِ) يعني: من الصباح.
فالصائم يحل له الأكل والشرب في الليل حتى يتضح له الصبح، فإذا وضح الصبح ترك الأكل والشرب وصام في رمضان وهكذا في أيام الصوم الأخرى.
والفجر فجران: فجر صادق، وفجر كاذب، والمراد في الآية الفجر الصادق المستطير في الأفق الذي ينتشر ويعترض في الأفق ويزداد نوره، هذا هو الفجر الصادق، أما الفجر الكاذب فهو يقف في الشرق منتصب كذنب السرحان، لا يمتد جنوباً وشمالاً، بل يكون مرتكزاً قائماً كذنب السرحان ثم يزول ثم يظلم، هذا يسمى الفجر الكاذب.
الجواب: عند الرفع من الركوع إن كان إماماً أو منفرداً يقول: سمع الله لمن حمده، إذا كان إماماً أو منفرداً، أما إذا كان مأموماً فإنه يقول عند الرفع: ربنا ولك الحمد، أو: اللهم ربنا ولك الحمد، كما جاء في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، والإمام بعد الرفع بعدما يقول: سمع الله لمن حمده، يقول: ربنا ولك الحمد، والمنفرد كذلك بعدما يقول: سمع الله لمن حمده، يقول: ربنا ولك الحمد، أما المأموم فعند الرفع يقول: ربنا ولك الحمد، أو: اللهم ربنا لك الحمد، أربع صفات: ربنا لك الحمد، ربنا ولك الحمد، اللهم ربنا لك الحمد، اللهم ربنا ولك الحمد، كلها صفات جاءت في الأحاديث عند الرفع في حق المأموم، أما الإمام والمنفرد فإنه يقول هذا الكلام بعد الانتصاب، بعدما يقول: سمع الله لمن حمده، يأتي بربنا ولك الحمد.
الجواب: قد يجتمع بعض الناس مع الجن، قد يكون له اختلاط بهم وخدمة لهم في عبادتهم من دون الله أو الذبح لهم أو النذر لهم فيخدمونه، فالمقصود أنه قد يجتمع بالجن، والجن ثقل عظيم خلقهم الله للعبادة، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، فهم مأمورون بعبادة الله وطاعته، كما أن الإنس مأمورون بذلك، وبعض الناس قد يخدمهم ويعبدهم من دون الله ليقضوا له بعض الحوائج، فيكون قد أشرك بالله وعبد معه سواه سبحانه وتعالى، وقد يتراءون لبعض الناس في بيته أو في السفر أو في أي مكان يبرزون للناس، ولكن الغالب أنهم يروننا ولا نراهم، كما قال جل وعلا: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ [الأعراف:27]، وطاعتهم في المعاصي مثل طاعة الإنس محرمة لا يجوز طاعتهم في المعاصي، وعبادتهم شرك بالله عز وجل، فإذا طلبوا من الإنسي أن يضرب أحداً أو يأخذ مال أحد يعطيهم مال أحد فهذا من الظلم، وإذا تقرب إليهم بذلك بالمال أو بالذبح أو بالدعاء صار شركاً أكبر نسأل الله العافية.
وكان أهل الجاهلية يستعيذون بالجن، إذا نزلوا الأودية خافوا منهم وقالوا: نعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه، فأنكر الله عليهم ذلك في قوله سبحانه: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا [الجن:6] في سورة ( قل أوحي إلي ) يقول سبحانه: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا [الجن:6]، فلا يجوز الاستعانة بالجن ولا دعاؤهم ولا الاستغاثة بهم ولا الذبح لهم ولا النذر لهم، كل هذا من الشرك بالله.
أما كونهم قد يسمع أصواتهم أو قد يجتمع بهم أو قد يخدمهم فهذا يقع لبعض الناس، قد يقع لعباد القبور عباد الشياطين، قد يجتمعون بهم ويخدمونهم، كل طائفة تخدم الأخرى، نسأل الله السلامة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً. إذاً لهم تأثير على المؤمن كما يسأل أخونا؟
الجواب: نعم، قد يلتحق الجني بالإنسي فيصرعه، يدخل فيه ويشتمل عليه فيكون مجنوناً بسبب ذلك، ويؤذيه بذلك ويكون ظالماً له وهذا موجود كثيراً، مثلما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) قد يدخل فيه يعني: يلتبس به حتى يتكلم على لسانه، قد يكون رجلاً وقد يكون امرأة، قد يكون مسلماً وقد يكون كافراً، فالمسلم يكون ظالماً متعدياً والكافر معروف ظلمه وشره.
وينبغي علاجه وتذكيره بالله وتحذيره من الظلم، فالمسلم قد يخرج بسهولة، يخاف الله إذا ذكر ويخرج، وبعض المسلمين من الجن قد يكون فيه ظلم وشر كثير لا يخرج إلا بتعب، والكافر كذلك قد لا يخرج لظلمه وكفره، ولكن مع قراءة القرآن والتعوذات الشرعية يخرج بإذن الله في الغالب.
الجواب: المؤمن إذا رغب في استجابة الدعاء فعليه أن يحرص على الإخلاص لله في دعائه والخضوع لله وإحضار القلب بين يدي الله، والحذر من المعاصي ومن أكل الحرام، كل هذه من أسباب الإجابة، كونه يجتهد في أن يكون ملبسه حلال ومشربه حلال ومطعمه حلال وداره استأجرها أو اشتراها من الحلال، يعني: يجتهد في أن تكون جميع تصرفاته على الوجه الذي أباحه الله، ويتباعد عن الأكساب المحرمة، هذا من أسباب الإجابة.
ومن أوقات الإجابة كونه يدعو الله في آخر الليل الثلث الأخير، بين الأذان والإقامة، في جوف الليل، في السجود، كل هذا من أوقات الإجابة، وإذا كان متطهراً مستقبل القبلة رافعاً يديه خاضعاً لله، قد جمع قلبه على الله كان هذا من أسباب الإجابة أيضاً.
فالمؤمن يتحرى الأوقات المناسبة، والحالة المناسبة، والدعوات المناسبة، ويبتعد عما حرم الله من الأكساب والمعاصي هذا من أسباب الإجابة.
أما التلطخ بالمعاصي أو بالحرام من الربا أو سرقة أموال الناس أو الغش في المعاملات أو الخيانة، كل هذه من أسباب حرمان الإجابة نسأل الله العافية، صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون:51]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:172] -والطيبات يعني: الحلال، الشيء الذي أباحه الله لعباده- ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب! يا رب! قال النبي صلى الله عليه وسلم: ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك)، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنى يستجاب لمثل هذا، يعني: بعيد أن يستجاب لمثل هذا! نسأل الله العافية، لكونه قد تلطخ بالحرام.
فالواجب على المسلم الحذر من أكل الحرام، من ظلمه للناس، من سرقته أموال الناس، أكل الربا، الغش في المعاملات، الكذب في المعاملات، إلى غير ذلك من أسباب المكاسب الحرام.
الجواب: العزائم والرقى هي القراءة على المرضى، كونه يقرأ على المريض، يقال: قرأ عليه يعني: عزم عليه. فالعزائم: هي القراءة على المرضى، يقرأ من الآيات ومن الدعوات الطيبة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها من الدعوات الطيبة لها أثر كبير في شفاء المريض، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المريض، وكان الصحابة كذلك، فالرقية للمريض والدعاء له من أسباب الشفاء.
ومن الدعوات التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي من أسباب الشفاء: قوله صلى الله عليه وسلم في رقية المريض: (اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً) هذا الدعاء من أنفع الدعاء، ومن ذلك ما رقى جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم به، حيث رقاه بهذه الرقية: (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك) هذه من الرقية العظيمة، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا آلم أحدكم شيء من جسده فليضع يده على محل الألم وليقل: بسم الله ثلاثاً، أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات)، هذه من أسباب الشفاء، إذا أحس مثلاً مرضاً في يده أو في قدمه أو في رأسه أو في صدره يضع يده عليه، ويقول: بسم الله ثلاث مرات، ويقول: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات، هذا من أسباب الشفاء، وهكذا كونه يقول: اللهم اشفني، اللهم عافني، اللهم من علي بالعافية، اللهم ارزقني العافية، وهكذا الكلمات الطيبة، يدعو ربه بالكلمات الطيبة: اللهم اشفني من هذا المرض، اللهم اشفني من كل داء.
الجواب: لا أعلم في هذا حديثاً صحيحاً، ورد في أحاديث لكن فيها ضعف.
الجواب: إذا قرأ في ماء أو في طعام وأكله لا نعلم فيه بأساً، إذا قرأه في الماء هذا مستعمل معروف، قد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في الماء لـثابت بن قيس وصبه عليه، فإذا قرأ في ماء وشربه أو صبه على المريض هذا من أسباب الشفاء، وإذا قرأه في طعام أو في شراب فاكهة أو ما أشبه ذلك وأكله ما أعلم فيه مانعاً مثل الشراب، لا أعلم مانعاً في ذلك.
الجواب: يكفيه في المرة الأولى، الاستفتاح في الأولى فقط في أول ركعة، في الفريضة والنافلة، بعد تكبيرة الإحرام يستفتح، ولا يشرع أن يعاد في الثانية ولا في الثالثة، لكن إذا شرع في التسليمة الثانية في التراويح أو النافلة يستفتح أيضاً، كلما صلى ركعتين وقام وكبر يستفتح هذا هو السنة، في النافلة والفريضة، مثل صلاة التراويح في رمضان، مثل صلاة الضحى يصلي تسليمتين أو أكثر يستفتح في كل تسليمة هذا هو الأفضل، بعد التكبيرة الأولى يعني، بعد تكبيرة الإحرام، يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك)، أو يأتي بأي نوع من الاستفتاحات الأخرى الصحيحة.
الجواب: إن شاءوا صفوا -إذا كانوا ثلاثة- بحيث يصف الإمام أمامهم ثم يصف الثاني مع الصبي الذي بلغ ثنتي عشرة سنة خلف الإمام، هذا هو السنة، حتى ولو كان أقل من اثنتي عشرة سنة، حتى ولو كان ابن سبع أو ثمان يصف مع الكبير، النبي صلى الله عليه وسلم صلى بـ أنس ومعه اليتيم، فجعلهما خلفه صفاً.
فالمقصود: أنه إذا كان مع الإمام رجلان أو صبيان أو رجل وصبي فإنهم يصفون خلفه، يكون الرجلان خلفه والصبيان خلفه والرجل والصبي خلفه، أما المرأة إذا كان معهم نساء يكن خلف الرجال، وإذا كانت امرأة واحدة تكون خلف الرجال وحدها، لا تصف مع الرجال، هذا هو المشروع، ولو صلوا عن يمينه وشماله صح، لكن السنة أن يكونوا خلفه، لما صف معه صلى الله عليه وسلم جابر وجبار جعلهما خلفه عليه الصلاة والسلام، ولما صلى في بيت أنس بـأنس وأخيه جعلهما خلفه، وكان أخوه أصغر منه.
الجواب: لا يلزمه، حتى حفظ القرآن مستحب، لكن يحفظ من القرآن ما يسر الله له حتى يصلي به، والواجب حفظ الفاتحة ( الحمد لله رب العالمين ) ، وحفظ ما سواها مستحب للمؤمن، يحفظ ما تيسر حتى يقرأ به في الصلاة وفي غير الصلاة، وإذا يسر الله له حفظ الكتاب كله حفظ القرآن العظيم فهذا خير عظيم وفائدة عظيمة.
الجواب: الله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم وقت الآجال جل وعلا، وليس له حد محدود بالنسبة إلى المخلوق ولكن له حد عند الله، كل واحد له أجل محدود متى وصل إليه انتهى، لكن المخلوق ما يعرف هذه الأشياء، وليس له حد محدود بالنسبة للإنسان، قد يبلغ المائة وقد يكون أقل وقد يكون أكثر، فهذا شيء علمه إلى الله جل وعلا، لهم آجال ضربها سبحانه وتعالى لهم إلى أجل مسمى، ثم إذا جاء الأجل انتهى وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا [المنافقون:11]، فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ [الأعراف:34].
فالمقصود: أن الآجال لها حدود عند الله عز وجل، لكن المخلوق لا يعرفها ولا يدري عنها، متى جاء الأجل قبضه الله.
الجواب: الإنسان لا يعلم الغيب ولا يشعر بالأجل، لكن قد يعرف الأمارات إذا رأى المرض الشديد أو الجرح الشديد قد يحس بأن هذا في الغالب سوف يقضي عليه وسوف يحصل بعده الموت، وإلا فالعلم عند الله عز وجل، لكن الإنسان على حسب حال المرض قد يظن الموت من أمراض ظاهرة خطيرة، وقد يظن الموت ولا يحصل الموت، يبرئه الله ويعافيه سبحانه وتعالى، فالأمر بيده جل وعلا وهو الذي عنده العلم بالغيب سبحانه وتعالى، لكن الأمراض تختلف والجروح تختلف فقد يكون المرض خطيراً والجرح خطيراً، ويكون الظن أنه يموت فيه الإنسان، وقد يبطل الظن ولا يموت الإنسان بذلك.
الجواب: إذا وقعت المصيبة تحتسب عند الله والبكاء لا يضر، كونها تبكي بدمع العين، لكن الذي يمنع النياحة ورفع الصوت، فإذا دمعت العين لا يضر، لأن الموت له فجأة وله أثره في النفوس، فإذا بكى الإنسان بدمع العين فلا حرج في ذلك، وإنما المؤاخذة بالنياحة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم : (العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بفراقك يا
المقدم: الحمد لله، جزاكم الله خيراً.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك.
المقدم: اللهم آمين.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر