إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (809)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم الوضوء من الحوض الذي تشرب منه الإبل، والصلاة في معاطنها

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: نعود في بداية هذه الحلقة إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين هو موسى فضل الله سالم ، أخونا موسى عرضنا بعض أسئلته في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة يسأل ويقول: هل يجوز الوضوء في حوض الإبل؟ وهل تجوز الصلاة في مراحها؟ جزاكم الله خيرا.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:

    فلا مانع من الوضوء من حوض الإبل والشرب من حوض الإبل وحوض الغنم وحوض البقر لا بأس بذلك إذا لم يتغير بالنجاسة كونها تشرب منه الإبل أو البقر أو الغنم أو غيرها حتى السباع، فإذا وجد سيلاً تشرب منه الإبل أو الغنم أو السباع فله أن يتوضأ منه ويغتسل منه ويشرب منه والحمد لله، لا حرج في ذلك، وكذلك مراح الغنم والبقر له أن يصلي فيه، أما الإبل لا، معاطنها ما يصلى فيها، معاطنها التي تقيم فيها تعطن فيها لا يصلى فيها، أما مناخ عارض يصلي فيه، لكن إذا كان معطناً لها هذا لا يصلى فيه، الرسول (نهى عن الصلاة في معاطن الإبل) عليه الصلاة والسلام، وهي محلاتها التي تقيم فيها وتعطن فيها عند المياه، أو المحلات التي تقيم فيها في مراح وغيره لأكلها وعلفها ونحو ذلك.

    1.   

    حكم صلاة التسبيح

    السؤال: سماحة الشيخ! كثر السؤال عن صلاة التسبيح، وممن يسأل صاحب هذه الرسالة الأخ موسى ، يقول: في صلاة التسبيح هل هي صلاة رباعية؟ وهل لهذه الصلاة مواعيد معينة تصلى فيها أو يمكن أن تصلى في أي وقت؟ وهل بعد قراءة التشهد الأول أسلم أم آتي بالركعتين الأخيرتين وأسلم؟

    الجواب: صلاة التسبيح غير ثابتة وغير صحيحة وغير مشروعة، هذا هو الصواب، تصلي كما تصلي وكما يصلي المسلمون، أما صلاة التسبيح فهي غير ثابتة وغير مشروعة.

    1.   

    بيان أن (يس) ليس من أسماء النبي وذكر بعض أسمائه عليه الصلاة والسلام

    السؤال: المستمع مجدي عبد الغني السيد من جمهورية مصر العربية يسأل ويقول: هل (يس) اسم من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم أرجو إفادتي وإفادتي عن بقية أسمائه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؟

    الجواب: (يس) ليست من أسمائه صلى الله عليه وسلم على الصحيح، وهكذا (طه) ليست من أسمائه، بعض الناس يظن ذلك وليست من أسمائه لا (طه) ولا (يس) ولا غيرها من فواتح السور عليه الصلاة والسلام، وإنما هي حروف مقطعة مثل: (الم)، ومثل: (حم)، ومثل: (المص) وأشباهها، كلها حروف مقطعة في أوائل السور لله فيها الحكمة العظيمة سبحانه وتعالى، وليست أسماء للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يقال: سورة طه، سورة يس، سورة المص، سور حم كذا لا بأس.

    وأما أسماؤه فهي كثيرة عليه الصلاة والسلام، لكن أشهرها محمد وأحمد عليه الصلاة والسلام، والماحي والحاشر والمقفي كما جاء في الأحاديث، ونبي التوبة ونبي الرحمة ونبي الملحمة؛ كل هذه من أسمائه عليه الصلاة والسلام وأشهرها محمد وأحمد عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    حكم الدعاء في الصلاة وبعدها وحكم رفع اليدين بالدعاء بعد الصلاة

    السؤال: أحد الإخوة المستمعين يسأل سماحتكم ويقول: أخبرونا عن الدعاء بعد الصلاة مع الإمام جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: كل يدعو لنفسه بعد الصلاة وفي الصلاة، يدعو في سجوده وفي آخر التحيات، يدعو لنفسه وللمسلمين ولوالديه المسلمين إلى غير ذلك كلها محل دعاء، السجود محل دعاء، وآخر الصلاة قبل السلام وبعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم محل دعاء، بين السجدتين محل دعاء يسأل ربه المغفرة له ولنفسه ولوالديه، كل هذا محل دعاء، وهو يدعو بما أحب من الدعوات الطيبة، وإذا كانت واردة في الأحاديث كانت أفضل، فيدعو بين السجدتين بطلب المغفرة ويقول: (اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني)، في السجود يدعو بما أحب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) يعني: فحري أن يستجاب لكم.

    وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم في السجود: (اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره) وهذا من أفضل الدعاء.

    وكان يقول صلى الله عليه وسلم لما علمهم التحيات قال: (ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به) يعني: في آخر الصلاة قبل أن يسلم، بعد ما يقرأ التحيات ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، يتعوذ من أربع يقول: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ) النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من هذه الأربع ويأمر بالتعوذ منهن.

    فالسنة للمصلي في الفرض والنفل أن يتعوذ من هذه الأربع، يقول: (أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال )، أو (اللهم إني أعوذ بك ..)، كله جاء في الحديث.

    وكذلك يسأل ربه الجنة ويتعوذ بالله من النار، يقول: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، اللهم اغفر لي ولوالدي إذا كانا مسلمين، (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)، (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)، كله هذا من الدعاء الطيب من جوامع الكلم.

    يقول النبي صلى الله عليه وسلم لـمعاذ رضي الله عنه: (لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).

    و(كان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من التشهد تعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال )، وتدعو يا عبد الله! بما أحببت والمرأة كذلك في سجودك وفي آخر الصلاة وبعد السلام إذا أتيت بالأذكار فادعو بعد السلام أيضاً بينك وبين نفسك بينك وبين ربك بعد الذكر من دون رفع اليدين، ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه بعد الفريضة، لكن إذا رفعتها في الدعاء غير بعد الفريضة في الدعاء الآخر لا بأس، في دعواتك في بيتك وبعد النافلة في بعض الأحيان، رفع اليدين من أسباب الإجابة، لكن الشيء الذي ما رفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم لا ترفع فيه، النبي ما كان يرفع بعد الفريضة عليه الصلاة والسلام يدعو لكن من دون رفع، وهكذا بين السجدتين تدعو من دون رفع، وهكذا قبل السلام تدعو من دون رفع اليدين، وهكذا في خطبة الجمعة إذا دعا الإمام في خطبة الجمعة والعيد يدعو من دون رفع يديه، إلا إذا استسقى طلب الغيث يرفع يديه في الاستسقاء، وفق الله الجميع.

    1.   

    حكم حج الصبي والمملوك

    السؤال: المستمع أحمد محمد ضاحي يسأل ويقول: هذا العام في نيتي أن أحج إن شاء الله تعالى، وسيكون معي ابني البالغ من العمر تسع سنوات ونصف، هل تجزئه هذه الحجة عن حجة الفريضة؟

    الجواب: لا، لا تجزئه حتى يبلغ الحلم، لكن نافلة لك أجر وله أجر، يقول السائب بن يزيد رضي الله عنه: (حج بي مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن سبع سنين).

    ويقول صلى الله عليه وسلم: (أيما صبي حج ثم بلغ الحنث - يعني: الحلم - فعليه أن يحج حجةً أخرى، وأيما عبد حج ثم أعتق فعليه أن يحج حجةً أخرى)، فحج المملوك نافلة وحج الصبي نافلة، فإذا بلغ الحلم واستطاع الحج وجب عليه حج الفريضة، وهكذا العبد إذا أعتق واستطاع الحج وجب عليه حج الفريضة.

    وبلوغ الحلم يكون بأمور ثلاثة:

    أحدها: إكمال خمس عشرة سنة، إذا كمل خمس عشرة سنة صار رجلاً، وهكذا المرأة.

    الثاني: إنبات الشعر الخشن حول القبل، إذا أنبت الشعر حول القبل ويسمى: شعر العانة ويسمى: الشعرة، إذا نبت للرجل أو المرأة هذا الشعر صار الرجل مكلفاً وصارت المرأة مكلفة تجب عليهما الصلاة وصوم رمضان والحج إذا استطاع الحج والمرأة كذلك، بهذا الإنبات يكون مكلفاً والمرأة تكون مكلفة.

    الثالث: إنزال المني، إذا أنزل الرجل المني عن شهوة باحتلام أو تفكير أو ملامسة صار بالغاً صار رجلاً، وهكذا المرأة إذا أنزلت بالتفكير أو بالاحتلام صارت بالغة بهذا الإنزال ولو كانت بنت عشر سنين أو تسع سنين أو إحدى عشرة سنة أو ثلاث عشرة سنة، إذا بلغت تسعاً فهي امرأة تصلح للزواج وقد تحتلم وقد تنبت وقد تحيض أيضاً وهي بنت عشر أو فوق التسع قد كملت التسع قد تحيض، تقول عائشة رضي الله عنها: إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة، والنبي صلى الله عليه وسلم دخل بـعائشة وهي ابنة تسع.

    هذه أمور ثلاثة: الأول: إكمال خمس عشرة سنة للرجل والمرأة، الثاني: إنبات الشعرة وهي الشعر الخشن حول القبل من الرجل والمرأة جميعاً الشعرة، الثالث: إنزال المني عن شهوة من الرجل والمرأة جميعاً باحتلام أو بغير احتلام، وفيه غسل أيضاً ويكون الرجل مكلفاً وتكون المرأة مكلفة بهذا الإنزال.

    وهناك أمر رابع للمرأة يخصها وهو الحيض، إذا حاضت صارت امرأة، وهذا أمر رابع، فإذا حاضت وهي بنت تسع أو عشر أو أكثر تكون امرأة، أما الدم الذي تراه قبل التسع ما يكون عليه عمل، لابد يكون فوق التسع.. تسع فأكثر، إذا رأت الحيض وهي بنت تسع فأكثر فهي امرأة ولا تصلي عند وجود الحيض حتى تطهر.

    1.   

    من تحل ذبيحته ومن لا تحل من أهل الإسلام وغيرهم

    السؤال: من المستمعة (ف. م. ع) من عدن رسالة ضمنتها بعض الأسئلة في أحدها تسأل وتقول: قال الله تعالى: وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ [الأنعام:121]، وسؤالي: إذا قدم لي لحم في عزومة أو هدية أو مشترى من السوق ولا أعلم عن ذبحه شيء، وهل الذي ذبح يصلي أو لا، هل يكفي أن أبسمل وآكل؟

    الجواب: إذا كان ذلك بين المسلمين فكلي والحمد لله؛ لأن الأصل أنها ذبيحة مسلم فلا حرج عليك.

    أما إذا كان البلد بلد كفر يتولى الذبح كفار فهذا فيه تفصيل: إن كانوا من أهل الكتاب يهود أو نصارى فذبيحتهم حلال، إلا إذا علمت أو علم الآكل غيرك إذا علم أنهم ذبحوها لغير الله ذبحوها بسم المسيح أو بسم العزير أو ما أشبه ذلك فلا يؤكل، أما إذا لم يعلم الآكل فالحمد لله، الله أباح طعام أهل الكتاب، قال جل وعلا: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ [المائدة:5]، فطعام أهل الكتاب حل لنا وهم اليهود والنصارى، إلا أن نعلم أنهم ذبحوا ذبحاً غير شرعي، خنقوها ضربوها بالحديد حتى ماتت هذا لا يؤكل حتى ولو فعلها مسلم ما تؤكل.

    أما إذا لم نعلم فذبيحتهم لنا حل كذبيحة المسلم، حتى نعلم أن المسلم أو اليهودي أو النصراني ذبحوها ذبحاً غير شرعي، فإذا لم نعلم فالأصل الحل. وكذلك إذا كانت الذبيحة من وثني يعبد القبور ويستغيث بالأموات ويدعو الأموات ويدعو الجن لا تؤكل ذبيحته، أو لا يصلي لا تؤكل ذبيحته؛ لأن ترك الصلاة على الأصح كفر وإن لم يجحد وجوبها، أما إذا جحد وجوبها كفر عند الجميع عند جميع العلماء، لكن إذا كان لا يصلي ويقول: إنها واجبة هذا يكفر عند جمع من أهل العلم وهو الأصح والأظهر في الدليل.

    وهكذا المسلم لو تعمد ترك التسمية وهو يعلم لا تؤكل ذبيحته، أما إذا كان جاهلاً أو ناسياً فلا حرج، لابد من التسمية عند الذبح يقول: بسم الله والله أكبر، لكن لو تركها المسلم ناسياً أو جاهلاً ما يعرف الحكم الشرعي فذبيحته حلال، أو ذبح الصيد ولم يسم جاهلاً أو ناسياً رمى الصيد فقتله ولكن نسي التسمية أو جهل الحكم فالصيد حلال، أما لو تعمد مسلم وهو يعلم الحكم الشرعي أنه يجب عليه أن يسمي وتساهل.. ما يبالي تكون ذبيحته غير شرعية لا تؤكل.

    أما إذا كان الذين قدموا الطعام حدثاء عهد بالإسلام عندهم بعض الجهل وعندك شك في تسميتهم يكفي أن تسمي تقول: بسم الله، سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوم حدثاء عهد بالإسلام لا يدري المسلم ذكروا الله على ذبيحتهم أم لم يذكروا وقد سألته عائشة عن هذا، قالت: (لا ندري أذكروا اسم الله أم لا؟ قال: سموا الله أنتم وكلوا)، الأصل الإباحة الحمد لله، (سموا الله أنتم وكلوا).

    فالحاصل: أن الذبيحة فيها تفصيل على حسب حال البلد: فإذا كان أهل البلد مسلمين أو أهل كتاب من اليهود والنصارى فالذبيحة حلال الأصل فيها الحل حتى تعلم شيئاً يحرمها عليك.

    أما إذا كانت البلد يتولى الذبح فيها الكفار أو بلاد كفار غير اليهود والنصارى فلا تأكل حتى تعلم أن ذابحها مسلم أو يهودي أو نصراني، وحتى تعلم أن هذا الذابح الذي تولى ذبحها ليس ممن تحرم ذبيحته، بل هو إما يهودي أو نصراني أو مسلم، أما إذا كان الذي يذبحون أناس معروفون عباد أوثان أو لا يصلون من عباد القبور فلا تأكل ذبيحتهم إذا كانوا معروفين بهذا.

    1.   

    حكم قبول هدية من لا يصلي ويجاهر بالمعاصي

    السؤال: لها سؤال قريب في معناه من الأول تقول: إذا أهدى لي شخص طعاما سواءً كان ذلك الشخص جاراً أو قريباً أو صديقاً وهو لا يصلي ولا يصوم ويشرب الخمر، هل يجوز قبول هديته؟

    الجواب: هذا فيه تفصيل: إن كان قبولها يرجى فيه خير وأن الله يهديه ويقبل من المهدى إليه النصيحة ويتأثر فلا مانع من قبولها، لكن إذا كان فيها لحم لا، لا تأكل اللحم إذا كان لا يصلي، إلا إذا كانت شيئاً ما يحتاج إلى ذبح كفاكهة أو شبه فاكهة لا بأس.

    أما إذا كان معانداً ولا يرجى فيه خير فاهجره ولا تقبل هديته لعل الله يهديه، لا تقبل هديته ولا تقبل دعوته، ولا تزره بل يستحق الهجر؛ لتركه الصلاة وإعلانه الخمر والمعاصي الظاهرة، فهذا يستحق الهجر لعله يتوب فيتوب الله عليه.

    أما إذا كان في قبول هديته مصلحة شرعية أو في زيارته مصلحة شرعية للدعوة إلى الله وتوجيهه إلى الخير وإنكار المنكر عليه لعل الله يهديه بأسبابك فهذا لا بأس.

    1.   

    حكم حج الولد إذا كان على أبيه دين

    السؤال: من الأردن المستمع محمد إبراهيم عبد اللطيف من جامعة مؤتة رسالة وضمنها جمعاً من الأسئلة، في أحد أسئلته يقول: أردت الحج أو العمرة، وكان على والدي دين، وأنا ابنه وليس لي مخصص أو دخل لي أنا خاصة، فهل حجي مقبول أو عمرتي؟

    الجواب: إن كان مالك من مال أبيك فقدم دين أبيك واقض دينه، أما إن كان مالك من غير مال أبيك مما كسبته أنت فقدم الحج ولا يلزمك قضاء دين أبيك، قدم الحج وأد الحج؛ لأنه فرض عليك أنت إذا كنت مستطيعاً، فإن يسر الله لك قضاء دين أبيك فهذا بر وإلا فلا يلزمك.

    1.   

    آداب الدعاء

    السؤال: يسأل سماحتكم عن آداب الدعاء في الإسلام جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: الدعاء له آداب في الإسلام عظيمة وهي: الإقبال على الله وحضور القلب في الدعاء أن تحضر قلبك في الدعاء، وأن تستقبل القبلة، وأن ترفع يديك تلح بالدعاء وتكرر الدعاء، تبدأ بحمد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تدعو، كل هذا من آدابه، وإذا كنت على طهارة فهو أكمل.

    ومن آدابه: الحذر من أكل الحرام، تكون حريصاً على أن يكون طعامك طيباً وملبسك طيباً وأكسابك طيبة، فإن أكل الحرام من أسباب حرمان الإجابة، والمعاصي من أسباب حرمان الإجابة.

    فالعناية بطاعة الله والاستقامة على طاعة الله والحذر من المعاصي والحذر من أكل الحرام كل هذا من أسباب الإجابة.

    والتساهل بالمعاصي أو بالكسب المحرم من أسباب منع الإجابة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    1.   

    ما يدفع به الوسواس في الصلاة

    السؤال: عندما أصلي بعض الأحيان يدور في عقلي شيء وأصبح أفكر فيه وأسهو أحياناً، فماذا علي جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: المشروع لك أن تعتني بالصلاة، وأن تقبل عليها بقلبك وقالبك، تجتهد بإحضار قلبك والحذر من الوساوس حتى تكملها، وإذا عرض لك الوسواس فانفث عن يسارك ثلاث مرات ولو في الصلاة، قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات، قال عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه: (اشتكيت للنبي صلى الله عليه وسلم كثرة الوساوس في الصلاة، فأمرني أن أنفث عن يساري ثلاثاً، وأن أتعوذ في الصلاة من الشيطان ثلاثاً، قال: ففعلت فذهب عني ذلك) يعني: أذهب الله عنه تلك الوساوس.

    فأنت أقبل على صلاتك واجتهد في إحضار قلبك، فإذا غلب الوسواس فانفث عن يسارك ثلاث مرات ولو في الصلاة، وتعوذ بالله من الشيطان ثلاث مرات وأبشر بالخير.

    1.   

    حكم المصافحة عقب الانصراف من الصلاة

    السؤال: المستمع حارث عبد المنعم عبد الحميد السعدي بعث برسالة وضمنها جمعاً من الأسئلة في أحدها يقول: يتصافح بعض الناس أو الكثير من الناس بعد الانتهاء من الصلاة، قال لنا أحد المشايخ: إن هذا بدعة، فما هو الصحيح في هذا الأمر جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: ليس في ذلك حرج، المصافحة سنة عند اللقاء في الصلاة وفي غير الصلاة، إذا تلاقيا في الصف سلم على أخيه وصافحه، وإن شغل بالصلاة قبل ذلك سلم عليه بعد الصلاة وصافحه، كان النبي صلى الله عليه وسلم يصافح أصحابه إذا تلاقوا، وكان الصحابة إذا تلاقوا يتصافحون.

    فالذي يقول: إنه بدعة هذا غلط منه، السنة المصافحة عند اللقاء، إذا تلاقيا في الصف قبل الصلاة تصافحا، أو تلاقيا في وقت الصلاة والإمام يصلي إذا فرغ من الصلاة وفرغ من الذكر يصافح أخاه ويدعو كل واحد لأخيه بالخير كل هذا مشروع.

    وهكذا في الطريق إذا تلاقيا إذا سلم على أخيه وصافحه هذه قربة وطاعة.

    1.   

    الحكم على حديث: (المغرب جوهرة فالتقطوها) وحكم صلاة ركعتين بين أذان المغرب وإقامتها

    السؤال: يسأل ويقول: نصلي ركعتين بين أذان المغرب والإقامة، قال البعض لنا: لا تصح؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (المغرب جوهرة فالتقطوها)، ما مدى صحة هذا الحديث؟ وما مدى صحة قول صاحبنا جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: هذا الحديث لا أصل له، (المغرب جوهرة فالتقطوها) هذا لا أصل له، بل هو من وضع الوضاعين وكذب الكذابين.

    والسنة أن تصلي قبل المغرب ركعتين، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب ثم قال في الثالثة: لمن شاء)، فالسنة إذا جئت قبل المغرب تصلي ركعتين بعد الأذان، وإن كنت جالساً في المسجد قم وصل ركعتين بعد الأذان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (بين كل أذانين صلاة.. بين كل أذانين صلاة ثم قال في الثالثة: لمن شاء). فهذا عام ثم خص المغرب فقال: (صلوا قبل المغرب.. صلوا قبل المغرب ثم قال: لمن شاء في الثالثة).

    فالسنة أن تصلي ركعتين قبل المغرب إذا دخلت بعد الأذان قبل الإقامة صل ركعتين تحية المسجد، وإن كنت جالساً قد جئت المسجد قبل المغرب قم فصل ركعتين بعد الأذان، لهذه الأحاديث التي سمعت.

    والذي قال لك: لا يصلى، جاهل ما يعرف الأحكام الشرعية، نسأل الله لنا وله الهداية.

    ومن المصائب العظيمة: الفتيا بغير علم، هذه من المصائب العظيمة ومن المحرمات الكبيرة، يقول الله عز وجل: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33]، جعلها فوق الشرك القول على الله بغير علم، جريمة عظيمة نعوذ بالله.

    وقال جل وعلا في سورة البقرة: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة:168-169]، الشيطان يأمر الناس أن يقولوا على الله بغير علم، ولا سيما من ليس عنده علم وهو ينتسب إلى العلم وينتسب إلى طلب العلم وهو ما عنده علم، فيظن أنه على شيء هذا غلط، يجب عليه أن يسأل أهل العلم، ويجب أن يحفظ لسانه، فلا يتكلم إلا عن علم.

    طلب العلم من أهم المهمات، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، فالإنسان يطلب العلم لا يستحي لا يدعي العلم وهو جاهل، يطلب العلم يحضر حلقات العلم ويسأل أهل العلم حتى يفيد ويستفيد، وليس لأحد أن يقول على الله بغير علم، لا يجوز أبداً لرجل أو امرأة أن يقول على الله بغير علم، حتى يعلم من قول الله وقول رسوله هذا الحكم الذي يقول، أو يسأل أهل العلم ويقول: قال فلان ينسبه للعالم، ينسب المسألة للعالم الفلاني يقول: سألته وأجابني بكذا، وفق الله الجميع.

    1.   

    ما ينصح بقراءته من الكتب الدينية

    السؤال: في سؤال له آخر يقول: تعرفون -بارك الله فيكم- أن الكتب الدينية قد كثرت في هذه الأيام، ونجدنا حائرين عند شراء أي كتاب، خاصةً أن بعض المؤلفين قد أثنى على كتبه ثناءً بالغا لغرض الربح والله أعلم، فأرجو التفضل من سماحتكم بأن تفيدونا عن بعض الكتب الموثوق بها أو الطريقة التي نشتري بها كتبنا التي نرجع إليها في بعض المسائل أو الاطلاع جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: إذا أردت أن تشتري كتاباً تسأل أهل العلم في بلدك، تسأل أهل العلم المعروفين بالاستقامة وحسن السيرة والعلم والفضل، تسألهم عن الكتب التي تريد لعلهم يفيدونك، وأنا أذكر لك بعض الكتب، لكن أهمها وأعظمها العناية بالقرآن هو أفضل كتاب وأصدق كتاب وأشرف كتاب كتاب الله، نوصيك بالقرآن، نوصيك أنت وكل مسلم بالقرآن، ونوصي كل مسلم وكل مسلمة بالعناية بالقرآن والإكثار من تلاوته، وحفظ ما تيسر منه، وتدبر معانيه عند القراءة، فهو كتاب الله العظيم فيه الهدى والنور.. فيه العلم العظيم، يقول الله عز وجل: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9]، قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت:44]، ويقول سبحانه: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [ص:29]، ويقول سبحانه: وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأنعام:155].

    فنوصي جميع المسلمين رجالاً ونساء بالعناية بالقرآن، بالإكثار من تلاوته وتعلمه وسؤال أهل العلم عن معناه، والإكثار من مراجعة كتب التفسير الموثوقة كتفسير ابن كثير والبغوي وابن جرير والشوكاني هذه الكتب العظيمة وأشباهها يجب على المؤمن وطالب العلم يعتني بها، ويكثر من تلاوة القرآن في الأوقات المناسبة، ويتدبر ويتعقل ويراجع كتب التفسير عما أشكل عليه ويسأل أهل العلم.

    ثم كتب الحديث نوصيك بكتب الحديث مثل الصحيحين للبخاري ومسلم مثل رياض الصالحين، مثل المنتقى لـابن تيمية منتقى الأخبار، مثل بلوغ المرام كتب جيدة، عمدة الحديث للشيخ عبد الغني المقدسي كتب جيدة، نوصيك بها والاستفادة منها، مثل زاد المعاد في هدي خير العباد لـابن القيم كتاب عظيم، فيه أحكام وأدلة من الحديث الشريف والآيات فيه خير كثير، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.

    المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرا.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768034741