مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين, فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من السودان, باعثتها إحدى الأخوات المستمعات تقول حياة عبد العزيز ,تقول:عند وفاة أحد الأشخاص نحن النساء يحتضن بعضنا البعض ويبكي بأعلى صوت لمدة عشر دقائق، ويخرج الناس السرائر، ويفرشون الأرض لمدة ثلاثة أيام، ما حكم هذا العمل؟ جزاكم الله خيرا.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه..أما بعد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة), و(الصالقة): التي ترفع صوتها عند المصيبة، و(الحالقة): التي تحلق شعرها عند المصيبة، و(الشاقة): التي تشق ثوبها عند المصيبة، فكون كل واحدة منكن ترفع صوتها بالنياحة هذا منكر, لا يجوز، فالواجب عليكن التوبة من ذلك والحذر وأن تنصحن غيركن في ذلك، أما مجرد البكاء من دون صوت فلا بأس، قد بكى النبي صلى الله عليه وسلم على بعض بناته، وبعض أولاد بناته, لا حرج في ذلك، يقول صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يؤاخذ بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يؤاخذ بهذا أو يرحم وأشار إلى لسانه عليه الصلاة والسلام).
ولما مات ابنه إبراهيم عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وسلم: (العين تدمع والقلب يحزن, ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بفراقك يا
الجواب: ننصحك بمراجعة المفتي لديكم أو القاضي وهو ينظر في الأمر إن شاء الله، تراجع المفتي أو القاضي أنت والمرأة ووليها حتى يسألكم عن الواقع بالتفصيل، ثم يفتيكم إن شاء الله.
الجواب: الصواب أن يكون التيمم ضربة واحدة هذا هو الأفضل، وإن ضرب ضربتين فلا بأس، لكن الصواب والأفضل ضربة واحدة، لما في الصحيحين من حديث عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه أنه سأل النبي عن ذلك عليه الصلاة والسلام, فبين له النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أن تقول هكذا.. ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيديه الأرض ضربة واحدة، ثم مسح بهما وجهه وكفيه), فدل ذلك على أن هذا هو السنة: ضربة واحدة ثم تمسح بالكفين وجهك وكفيك إلى الرسغ, الذراع ما يمسح، ولكن الكف فقط, من أطراف الأصابع إلى الرسغ، هذا هو السنة، ولو ضرب ضربتين واحدة للوجه وواحدة ليديه فلا حرج في ذلك، لكن الأفضل ضربة واحدة، هكذا جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الجواب: السنة بعد صلاة الفريضة أن يقول (أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله)، ثلاث مرات، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، (اللهم أنت السلام ومنك السلام, تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، أول ما يسلم الإمام والمنفرد والمأموم، كل واحد إذا سلم يقول (أستغفر الله.. أستغفر الله ..أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام), هذا أول شيء، بعد هذا ينصرف الإمام إلى الناس ويعطيهم وجهه.
ثم يقول بعد ذلك الإمام والمنفرد والمأموم: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، مرة واحدة أو ثلاث مرات، كله جاءت به السنة، ثم يقول بعدها: (لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه, له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد), يعني: ذا الغنى منك غناه.
هذه السنة للجميع، الإمام والمنفرد والمأموم، بعد قوله: (أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام), يأتي بهذا الذكر، أعيده (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير), وإن شاء زاد: (يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير), أو (يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير), كله جاء في الأحاديث (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير), وإن شاء قال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير), وإن شاء قال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير), وإن شاء قال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, يحيي ويميت وهو حي لا يموت, بيده الخير وهو على كل شيء قدير), كل هذا جاءت به النصوص.
ويقول بعدها: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، ثم يقول: (لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين) -يعني: له العبادة، الدين معنى العبادة, مخلصين له الدين- (ولوكره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد).
كل هذا فعله النبي صلى الله عليه وسلم بعد كل صلاة عليه الصلاة والسلام، فالسنة للإمام والمنفرد والمأموم يقول هذا، تأسياً بالنبي عليه الصلاة والسلام، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر.
ويستحب في المغرب والفجر زيادة عشر مرات (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير), عشر مرات، مع ما ذكر في الفجر والمغرب خاص، لأنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفعل ذلك، عشر مرات يقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير), عشر مرات، يقولها بعد المغرب زيادة وبعد الفجر.
ويستحب بعد هذا كله أن يقول: (سبحان الله والحمد لله والله أكبر), ثلاثة وثلاثين مرة، (سبحان الله والحمد لله والله أكبر), جميع ثلاثة وثلاثين مرة، هذه تسعة وتسعون، ثم يقول بعد ذلك تمام المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير), ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من فعل هذا غفر له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، هذا فضل عظيم، فيستحب للمؤمن والمؤمنة جميعاً أن يأتيا بهذا الذكر الذي تقدم كله، الرجل والمرأة جميعاً، ويستحب للجميع أيضاً أن يقول كل واحد سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، ويقول مع ذلك في آخر ذلك (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير), جاء في الحديث الصحيح (أن العبد إذا قال هذا غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، هذا وعد عظيم وفضل كبير، والمعنى: إذا لم يصر على السيئات، هذه المغفرة جاءت الأحاديث الأخرى تدل على أنها مقيدة بعدم الإصرار على الكبائر.. على المعاصي، لقول الله سبحانه في كتابه العظيم: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31], فالمسلم إذا تجنب الكبائر كالزنا والسرقة والعقوق للوالدين أو أحدهما وشرب الخمر والغيبة والنميمة وأشباهها من الكبائر.. إذا تجنبها غفر الله له خطاياه في صلاته ووضوئه وتسبيحاته وغير ذلك من وجوه الخير.
وهذا معنى قوله سبحانه: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31], ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر) .
ويستحب أيضاً للمؤمن والمؤمنة بعد كل صلاة مع ما تقدم أن يقرأ آية الكرسي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255], سبحانه وتعالى، هذه آية الكرسي, ينبغي حفظها الرجل والمرأة، كل واحد ينبغي عليه حفظها: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ يعني: النعاس وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255], يقرؤها المؤمن والمؤمنة بعد كل صلاة، مؤمناً بما دلت عليه، ومؤمناً بما فيها، ويستحب أيضاً أن يقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين بعد كل صلاة، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:1-4].
بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [الفلق:1-5] .
بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ [الناس:1-6], بعد كل صلاة كل هذا مستحب، لكن يكررها بعد المغرب والفجر ثلاث مرات، بعد المغرب خاصة والفجر ثلاث مرات، يكرر قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] مع التسمية في كل واحدة، ويستحب أن يقرأها عند النوم أيضاً آية الكرسي وهذه الثلاث السور عند النوم، يقرأ آية الكرسي مرة واحدة، ويقرأ هذه السور عند النوم ثلاث مرات، عند النوم هذه من أسباب السلامة والعافية من كل سوء، وفق الله الجميع.
الجواب: هذا يتعلق بالقاضي، فعليك أن تراجع القاضي, وفيما يراه القاضي إن شاء الله البركة، والقاضي ليس بمتهم في حقك ولا في حق غيرك، لعلك نسيت أنت، القاضي أحفظ منك وأثبت، فأنت راجع القاضي وبين له ما عندك, والقاضي فيه البركة والكفاية إن شاء الله.
الجواب: الواجب عليك أن تصلي في الجماعة ولا تصلي وحدك، وعليك كفارة اليمين..عليك أن تكفر عن يمينك بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة، أما أن تصلي وحدك هذا لا يجوز، الجماعة واجبة عليك وعلى غيرك من المسلمين في مساجد الله مع إخوانك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر), (وجاءه رجل أعمى فقال: يا رسول الله! ليس لي قائد يقودني إلى المسجد, فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له المصطفى عليه الصلاة والسلام: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب), فإذا كان رجل أعمى يجب عليه أن يجيب كيف بغيره! وهو ليس عنده قائد أيضاً بل يحتاج إلى طلب الناس ليقودوه, فاتق الله واحذر, وتب إلى الله مما فعلت، وكفر عن يمينك, وصل مع الناس واقتد بالإمام واستغفر ربك مما فعلت سابقاً وتب إليه وعليك كفارة اليمين، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم, كل واحد له نصف الصاع تمر أو رز من قوت بلدك,نصف صاع:كيلو ونصف من قوت بلدك، أو كسوة تجزئه للصلاة كإزار ورداء، أو قميص.
الجواب: عليها القضاء وإطعام مسكين مع القضاء نصف صاع تمر أو رز أو حنطة لبعض الفقراء مع التوبة والاستغفار عما حصل من التأخير وعدم السؤال والاستفتاء.. عليها التوبة إلى الله؛ لأنها قصرت في عدم الاستفتاء, وعليها أن تصوم اليوم وعليها أن تطعم مسكيناً واحداً نصف صاع من قوت بلدها، نسأل الله أن يصلح حال الجميع.
الجواب: هذا غلط, ما سمعته من أنه لا يحج عن الأم قبل الأب هذا غلط، بل يحج عن الأم قبل الأب والأب قبل الأم ولا حرج في ذلك، والأم أحق بالبر، حقها أعظم من حق الأب، فإذا حج الإنسان عن أمه قبل أبيه فلا حرج عليه بل قد أصاب السنة وأصاب الفضل؛ فإن حقها أعظم، سئل النبي صلى الله عليه وسلم ..قال له رجل: (يا رسول الله! من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك), وفي الحديث الآخر يقول صلى الله عليه وسلم لما سأله سائل: (يا رسول الله! من أبر؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أباك، ثم الأقرب فالأقرب), فالأب في الرابعة، فإذا كانا ما حجا جميعاً يبدأ بالأم أفضل، ثم يحج عن الأب إذا كانا ماتا ولم يحجا.
أما إن كان أحدهما قد حج يحج عن الذي لم يحج، وإن حج عنهما مرات كثيرة هذا من البر وجزاه الله خيراً، سواء كان الحاج ابنهما أو بنتهما، أو أخاهما أو أختهما، الأمر واسع والحمد لله.
الجواب: عليك القضاء والتوبة إلى الله من التأخير إذا كان التأخير من غير علة، وعليك إطعام مسكين عن كل يوم من قوت بلدك، من ذرة أو شعير أو حنطة أو رز أو تمر من قوت البلد، نصف صاع، يعني: كيلو ونصف تقريباً لبعض الفقراء عن كل يوم، تجمع ويعطاها فقير واحد، أو بيت فقير، وعليك التوبة إلى الله والندم، وعدم العود لمثل هذا إذا كنت أخرت بدون عذر شرعي، نسأل الله للجميع الهداية.
الجواب: كونه يصلي التراويح في رمضان جماعة كما صلاها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة أفضل، والقراءة تكون جهرية أفضل، وإن أسر فلا حرج، لكن الجهرية هو السنة، النبي صلى الله عليه وسلم جهر والصحابة جهروا، صلاة الليل كلها جهرية، وصلاة النهار سرية، إلا صلاة الفجر فإنها جهرية، وصلاة الجمعة جهرية، وصلاة العيد جهرية، وصلاة الكسوف جهرية، وصلاة الاستسقاء جهرية، وإن كانت في النهار، لكن صلاة الظهر والعصر سرية.
فالمقصود بأن السنة في التراويح أن تصلي مع الجماعة في المساجد, هذا هو الأفضل، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالصحابة رضي الله عنهم، والسنة للإمام أن يجهر بالقراءة، وإن صليت في بيتك فلا بأس، والسنة أن تجهر بالقراءة.
الشيخ: آخر الليل أفضل، في جوف الليل طيب, لكن آخر الليل أفضل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل), رواه مسلم في صحيحه؛ ولقوله صلى الله عليه وسلم : (ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له), وفي لفظ آخر يقول جل وعلا: (هل من سائل فيعطى سؤله؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ هل من تائب فيتاب عليه؟), هذا في الثلث الأخير وهذا أفضل الأوقات للتهجد والعبادة، وهذا النزول يليق بالله لا يشابه نزول المخلوقين، هذا النزول ثابت في الأحاديث الصحيحة المتواترة، وهو نزول يليق بالله مثل الاستواء ومثل الغضب والرضا كلها تليق بالله، لا يشابه خلقه في استوائه على عرشه، ولا يشابه خلقه في غضبه ورضاه، ولا يشابه خلقه في كلامه ومحبته ونحو ذلك وهكذا النزول، نزول يليق بالله, لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى، لكنه لا يشابه خلقه في شيء من الصفات، لقوله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11], ولقوله سبحانه: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ [النحل:74], وقوله عز وجل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:1-4], سبحانه وتعالى, وهذه قاعدة عند أهل السنة والجماعة، قاعدة أن جميع أسماء الرب وصفاته كلها تليق به، وأسماؤه كلها نعوت.. كلها صفات: الرحمن.. الرحيم.. العليم.. الحكيم.. السميع.. البصير, هي أسماء وهي نعوت وصفات، كلها تليق بالله، يجب إثباتها لله إثباتاً بريئاً من التمثيل، ويجب أن ينزه الله سبحانه عن مشابهة خلقه تنزيهاً بريئاً من التعطيل.
فأهل الحق من أهل السنة والجماعة يثبتون صفات الله وأسماءه ويمرونها كما جاءت، مع الإيمان بها واعتقاد أنها حق على الوجه اللائق به سبحانه، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته جل وعلا، هذا هو قول أهل الحق من أهل السنة والجماعة من الصحابة وأتباعهم والتابعين وأتباع التابعين كـمالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة والثوري وغيرهم من أئمة الإسلام، كلهم هذه عقيدتهم تابعين في ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ولأصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم.
المقدم:جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين, وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك.
المقدم: اللهم آمين، مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر