إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (854)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم من يقول: أشهد أن محمداً يا رسول الله

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة من رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====

    السؤال: بماذا تنصحون من يقول: أشهد أن محمداً يا رسول الله؟ وهل عبارة يا رسول الله صحيحة أم لا؟ وهل توقع الإنسان في الشرك؟ والبعض أيضاً يقولون: عليك بالنبي، هل تعتبر حلفاً؟

    الجواب: هذا المقام فيه تفصيل إذا قال المسلم: السلام عليك يا رسول الله، أو عليك السلام يا رسول الله، أو صلى الله عليك يا رسول الله وسلم، أو جزاك الله يا نبينا خيراً عما قمت به من البلاغ والبيان والنصح للأمة، فهذا ليس بدعاء للرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو إخبار بالصلاة والسلام عليه، ودعاء له عليه الصلاة والسلام، مثلما نقرأ في التحيات: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، تدعو له بالسلامة والرحمة والبركة، تخصه بهذا وتستحضره في قلبك، تقول: السلام عليك يعني: أدعو لك يا رسول الله بالسلامة والرحمة والبركة.

    وهكذا كما يقول المسلم عند القبور، عند قبره صلى الله عليه وسلم أو غيره: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليكم يا أهل القبور معناه استحضارهم وأنه يدعو لهم بالسلامة والرحمة والبركة، هذا ليس من الشرك بل هذا جائز ولا شيء فيه.

    أما إذا قال: يا رسول الله! انصرنا على أعدائنا، يا رسول الله! أنا في جوارك، الغوث الغوث، المدد المدد.

    أو قال: عليك بالنبي، يعني: ادعه من دون الله واستغث به، هذا أمر بالشرك.

    أما إذا قال: بالنبي ما أفعل كذا، أو بالرسول ما أزورك أو بالنبي ما أكلمك، هذا يعتبر حلفاً بغير الله، وهو شرك أصغر، كما لو قال: بالأمانة لا أفعل كذا، أو بجاه النبي أو بحرمة النبي أو بحرمة أبيك لا أفعل كذا، أو ما أشبه ذلك؛ هذا كله يسمى حلفاً بغير الله، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: (لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت) وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله أو ليصمت) وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (من حلف بشيء دون الله فقد أشرك) وفي لفظ: (فقد أشرك أو كفر) كلها أحاديث صحيحة عن النبي عليه الصلاة والسلام.

    فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة أن يحفظ لسانه عما حرم الله عليه من الحلف بغير الله كائناً من كان، فالحلف يكون بالله وحده سبحانه وتعالى.

    كما يجب أن يصون لسانه عن دعاء غير الله، من الأموات أو الأصنام أو الكواكب أو الأشجار أو الجن فلا يقول: يا سيدي يا رسول الله! أغثني، أو المدد المدد، أو يا ملائكة الله، أو يا معشر الجن أغيثونا انصرونا، أو يا سيدي البدوي أو يا سيدي علي أو الحسين أو فلان أو فلان أو يا سيدي عبد القادر أغثنا أو انصرنا كل هذا من الشرك بالله، بإجماع أهل العلم والإيمان، أن هذه أمور شركية كما قال الله عز وجل: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] قال سبحانه وتعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا [الأعراف:55-56] قال سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] قال عز وجل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186] قال سبحانه: وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ [يونس:106]، وقال عز وجل: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117]، فسمى دعاة غير الله كافرين، وقال عز وجل: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [فاطر:13-14] يعني: نفسه سبحانه وتعالى.

    فأخبر سبحانه أن المدعوين من دون الله من الأموات وغيرهم لا يسمعون دعاء داعيهم إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ [فاطر:14] ما بين ميت وجماد ومشغول بما أمره الله به، كالملائكة والجن، أو مشغولين بحاجاتهم كالجن -بعض الجن- أو غائبين لا يسمعون ليسوا عند الداعي ولا يسمعون دعاءه، ثم بين سبحانه أنه لو سمعوا: لو كانوا حاضرين، لم يستجيبوا لم يقدروا على طلبات الطالبين؛ كلهم مربوبون مخلوقون أمرهم بيد الله سبحانه وتعالى، إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ [فاطر:14] ثم قال: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر:14] هؤلاء المدعوون من دون الله من الأموات والجمادات والأصنام والأشجار والأحجار والملائكة والجن كلهم يوم القيامة يكفرون بشرك المشرك، ويتبرءون منه.

    فالواجب على جميع المسلمين بل على جميع المكلفين في جميع الأرض الواجب عليهم أن يعبدوا الله وحده ويدعوه وحده سبحانه وتعالى وأن يتبعوا رسوله محمداً عليه الصلاة والسلام فيما جاء به لأنهم خلقوا لهذا، يقول سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] وأمرهم بهذا فقال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة:21] وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5]، فليس لأحد أن يدعو غير الله من الجن أو الملائكة أو الأموات أو الأصنام أو الكواكب أو غير ذلك، بل يجب أن تكون الدعوة لله وحده والعبادة لله وحده، كما قال سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ [الزمر:2]، وقال عز وجل: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36].

    لكن يجوز دعاء الحي الحاضر القادر فيما يقدر عليه سواء كان هذا مشافهة أو من طريق المكاتبة أو من طريق الإبراق، أو من طريق الهاتف.. أو نحو ذلك من الاتصالات الجديدة التي تمكن الإنسان من الاتصال بمن يريد مشافهة في طلب الحاجة التي يريد كأن يقول: يا أخي فلان! أقرضني كذا وكذا، أو أعني على تعمير بيتي أو على إصلاح سيارتي؛ يخاطبه هذا لا بأس به كما قال الله عز وجل: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ [القصص:15] في قصة موسى فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ [القصص:15] وكان موسى عندها حاضراً قادراً على أن يغيث هذا الإسرائيلي.

    وكما قال سبحانه: فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ [القصص:21] يعني: خرج موسى من مصر خائفاً يترقب.. خائفاً من شر فرعون، خوف الإنسان من اللصوص حتى يغلق بابه ويتحرز من شرهم، أو من قطاع الطريق حتى يحمل السلاح، هذا جائز لا بأس به؛ لأنه خوف في محله من المؤذيات طبعاً أو المؤذيات بما يستطيعون كإيذاء الظالم وإيذاء السارق، وإيذاء المتعدي عليك، فتحرزوا من شر الناس حتى لا يتعدوا عليك، أو من شر السباع، أو من شر الحيات ونحوها أو اللصوص، كل هذا مما شرع الله التحرز منه، وهو جائز شرعاً وعقلاً.

    كذلك اقتراضك ممن يسمع كلامك تقول: أقرضني كذا وكذا فلوس أو طعام لحاجتك ثم ترد عليه ما أقرضك إياه هذا جائز من المسلمين ليس فيه شيء، مثلما سمعت في قوله تعالى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ [القصص:15]، وهذا جائز بين المسلمين سواءً كان ذلك مشافهة للشخص الحاضر أو بواسطة الاتصالات المعروفة من هاتف وكتابة وغير ذلك، وإنما الشرك أن تدعو ميتاً أو غائباً بغير الاتصالات المعروفة بل تعتقد فيه السر وأنه يسمع كلامك وينفعك وإن غاب عنك، وإن كان ليس بينك وبينه اتصال حسي معروف لا من طريق الكتابة، ولا من طريق الهاتف، ولا من طريق التلكس مثلاً بل تعتقد أن له سراً كما يعتقد عباد القبور وعباد الأوثان والأصنام هذا هو الشرك الأكبر، وهذا الذي منعه الله ورسوله.

    أما الأشياء العادية بين الناس في تعاونهم بينهم فالله يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2] ويقول سبحانه: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) ويقول صلى الله عليه وسلم: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) فالرسول صلى الله عليه وسلم وضح لنا أن التعاون مطلوب كما وضحه الله في قوله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، والنبي صلى الله عليه وسلم وضح ذلك أيضاً فيما تقدم من الحديث: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) ، (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) فالتعاون بين المسلمين جائز بشرط أن يكون ذلك مع حاضرين يسمعون أو بالوسائل المعروفة التي توصل كلامك ومرادك كتابة أو إبراقاً أو من طريق الهاتف.. ونحو ذلك.

    أما دعاء الأموات ودعاء الأصنام ودعاء الغائبين باعتقاد السر فيهم، كدعاء الملائكة أو دعاء الجن فهذا هو الذي نص عليه أهل العلم وبينوا أنه شرك وضلال كما دل عليه كتاب الله ودلت عليه سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، والله ولي التوفيق.

    1.   

    حكم امرأة طلقها زوجها خمس مرات

    السؤال: الرسالة التالية وصلت إلى البرنامج من الأنبار في العراق وباعثتها إحدى الأخوات المستمعات من هناك تقول (أ. ب. م) أختنا كتبت رسالتها بلهجتها العامية وفهمت منها أن حال زوجها تغير، وقد طلقها خمس مرات، وترجو من سماحتكم التوجيه كيف تتصرف هذه المرأة؟

    الجواب: على زوجك أن يرجع إلى أهل العلم في بلده ويسألهم عما جرى وأنت حاضرة، حتى يعرف العالم ما لديك وما لدى زوجك ثم يفتي على ما عرفه من شرع الله سبحانه وتعالى، هذا هو الذي ينبغي أن يحضر الزوج معك عند العالم المعروف في بلدك حتى يفتيه بما يعلمه من الشرع المطهر، أو يكتب الزوج إلى أهل العلم في أي بلد ليسألهم إذا كان ما عنده في بلده علماء يكتب إلى أهل العلم في البلدان الأخرى ويسألهم كتابة عما جرى منه حتى يرشدوه إلى ما يجوز شرعاً.

    1.   

    حكم ركوب المرأة في وسائل المواصلات العامة مع الرجال

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من جمهورية السودان الديمقراطية - الخرطوم وباعثتها إحدى الأخوات من هناك تقول مستمعة البرنامج زهرة الطاهر محمد أختنا تقول في أحد أسئلتها في هذه الرسالة: سمعت في إحدى حلقات برنامجكم بأنه لا يجوز أن تركب النساء بجانب الرجال في المركبات العامة، وحيث أنه لا يمكن تخصيص مركبات خاصة عندنا، وبحكم عملي أضطر لركوب هذه المركبات يومياً ما رأيكم وبم توجهونني؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: إذا كان ولابد من الركوب في الحافلات العامة فليكن مركب النساء على حدة وراء الرجال والرجال أمامهم على حدة، حتى لا تمس المرأة الرجل وحتى لا يحصل تماس وتقارب يخشى منه الفتنة، ينبغي أن تكون مراكب النساء خلف الرجال والرجال أمامهم يخصص لهؤلاء مراكب ولهؤلاء مراكب.

    فإذا اضطرت إلى خلاف ذلك فلتحرص على التحجب والتستر والبعد عن مماسة الرجل فيما يسبب الفتنة حتى تصل إلى جهتها إذا كانت قريبة لا تعد سفراً.

    أما إن كانت المسافة تعتبر سفراً فلابد من المحرم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم) وعلى كل حال الواجب على النساء والرجال أن يتقوا الله جميعاً وأن يحرصوا على البعد عن أسباب الفتنة.

    وإذا دعت الحاجة إلى المراكب العامة فليجتهد المسئولون عنها أن يجعلوا مراكب النساء على حدة، ومراكب الرجال على حدة، إبعاداً لأسباب الفتنة، وينبغي للركاب المعروفين أن يفعلوا ذلك وأن يطلبوا من المسئولين عن الحافلات أن يفعلوا هذا حتى تكون الفتنة أقل وحتى يكون الشر أقل إن شاء الله. نعم.

    المقدم: هل تنصحون المرأة بعدم جلوسها في نفس الكرسي الذي يجلس عليه الرجل؟

    الشيخ: نعم أنصحها بألا تجلس معه إذا كان فيه مماسة وتقارب يخشى منه الفتنة فلتبتعد ولتجلس في مركب بعيد عن ذلك ليس فيه مماساة، وإذا تيسر أن تكون مراكب النساء على حدة، ومراكب الرجال على حدة انتهى الموضوع وزالت المشكلة. نعم.

    المقدم: نعم نعم، إذاً النصيحة أيضاً توجه للرجال؟

    الشيخ: نعم للرجال والنساء جميعاً، كلهم عليهم أن يحذروا الفتنة وأن يجتهدوا في أن تكون مراكب الرجال على حدة في الجهة الأمامية، والنساء وراءهم في الجهة الخلفية حتى يحصل المقصود من دون ارتكاب للفتنة مع التحجب من النساء والحرص على الستر والبعد عن أسباب الفتنة وعدم إظهار ما يفتن الرجال من التبرج وإظهار زينة المرأة في وجهها وغيرها بل تكون مستورة الوجه مستورة الشعر ومستورة البدن، بعيدة عن أسباب الفتنة، والله المستعان.

    1.   

    حكم النظر إلى عورة المريض العاجز من أجل تنظيفه

    السؤال: أبي رجل كبير في السن وهو لا يستطيع السيطرة على نفسه وبطبيعة الحال هو يحتاج إلى التنظيف ويكون منا ذلك، وأحياناً نضطر للكشف عنه فكيف توجهوننا؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: إذا تيسر أن تخدمه زوجته هذا هو الواجب؛ لأن الزوجة لها النظر إلى عورته، فإذا تيسر أن تخدمه زوجته هذا هو الواجب أن تقوم بحاجته إذا كان مضطراً لذلك لا يستطيع أن يخدم نفسه، فإن لم يتيسر ذلك فينبغي أن يخدمه رجل في هذا الأمر خادم يتولى هذه الأمور التي يحتاجها ولا يباشر العورة بل يزيل الأذى بواسطة منديل أو خرق يزيل بها الأذى ولا يمس العورة فإن لم يتيسر ذلك خدمه إحدى بناته أو إحدى أخواته إذا تيسر ذلك مع الاجتهاد والحذر مما لا يجوز كمس العورة بل تمس ذلك بخرقة ونحوها لإزالة الأذى إذا كان لا يستطيع أن يزيل الأذى لمرضه أو عجزه أو كبر سنه، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، ومن تولى ذلك فهو مأجور في خدمته سواءً كانت الخادمة بنتاً أو أختاً أو زوجة فهي على خير عظيم، ولكن لا يتولاه غير الزوجة إذا وجدت الزوجة للاستغناء بها.

    فإذا لم توجد الزوجة وتيسر خادم يتولى ذلك ولو بالأجرة إذا كان يستطيع ذلك فهو أولى من تولي النساء لهذا الأمر، فإن لم يتيسر تولاه من أراد احتساب الأجر من بنت أو أخت.. أو غير ذلك.

    مع الحذر من الخلوة إن كانت الخادمة ليست محرماً له أجنبية ويكون ما فيه خلوة بل يكون عندها شخص ثالث من أخت أو بنت أو أم.. أو نحو ذلك، حتى لا تكون الخلوة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم) عليه الصلاة والسلام. نعم.

    المقدم: تقول: إن أمها نصحتها بعد الانتهاء من ذلك أن تطلب من والدها السماح؟

    الشيخ: أيش أيش؟

    المقدم: الأم نصحت ابنتها بعد تنظيف أبيها وتقول: اطلبي من أبيك السماح؟

    الشيخ: الواجب مثلما تقدم الزوجة هي تتولى هذا الأمر إذا استطاعت، فإن كانت المرأة لا تستطيع لكونها عاجزة أيضاً أو ليس عنده زوجة بالكلية فإنه يتولى ذلك خادم؛ لأن الرجل مع الرجل أسلم من وجود المرأة مع الرجل، وإن كانت محرماً له، فإذا تيسر خادم يتولى خدمته وتنظيفه مما يخرج منه فهذا أولى إن تيسر ذلك، فإن لم يتيسر خدمته امرأة من محارمه سواءً كانت بنتاً أو أختاً أو غير ذلك مع الحرص على غض البصر عن بعض الأشياء، ومع الحرص على أن يكون بينها وبين العورة خرقة أو منديل تزيل به الأذى.

    1.   

    فضل زيارة المسلم لجيرانه ونصيحتهم في شأن المنكرات في بيوتهم حتى لو لم يزوره

    السؤال: نعود في هذه الحلقة إلى رسالة إحدى الأخوات المستمعات رمزت إلى اسمها بالحروف (ز. ع. م) أختنا عرضنا بعضاً من أسئلتها في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة تسأل وتقول: إذا ذهبت إلى جيراني وتحدثت معهم بأن ما يفعلونه هذا حرام لا يزوروني بعد ذلك، هل يجب علي أن أزورهم مرة أخرى، أم أنقطع عنهم أيضاً؟ أفيدوني جزاكم الله كل خير.

    الجواب: ينبغي لك أن تزوريهم وأن تحسني إليهم بالنصيحة والتوجيه باللطف والكلام الطيب والأسلوب الحسن عملاً بقول الله سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) وقوله جل وعلا في كتابه العظيم: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2] فإذا قطعوك فلا تقطعيهم، أحسني إليهم أنت ولك الأجر فأحسني وانصحي ووجهي إلى الخير واعملي بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة) ولا يضرك عدم زيارتهم لك أنت تزورينهم وتنصحينهم ما دمت تستطيعين ذلك، ولك الأجر من الله عز وجل وأبشري بالخير العظيم والعاقبة الحميدة.

    1.   

    السن الذي تؤمر فيه البنت بالحجاب

    السؤال: متى نأمر بناتنا بالحجاب؟

    الجواب: يجب أمرهن بالحجاب إذا بلغن الحلم، إذا بلغت الجارية خمسة عشر سنة أو احتلمت -يعني: أنزلت، في النوم أو غير النوم المني- أو أنبتت الشعر الخشن حول القبل -وهو الشعرة-.

    ولكن ينبغي أن يدربن على هذا قبل ذلك إذا بدأ بلوغ التسع السنين؛ لأنها حينئذٍ تشتهى قد قالت عائشة رضي الله عنها: إذا بلغت الجارية تسعاً فهي امرأة، فينبغي أن تدرب على الحجاب وتوصى بالحاجب لكن من غير تشديد حتى إذا بلغت فإذا هي قد اعتادت الحجاب وتمرنت عليه.

    وقد قال عليه الصلاة والسلام: (لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار) فالخمار يلزمها في الصلاة عند بلوغها الحلم، أما فيما يتعلق بالرجال فإن كونها تستتر قبل البلوغ وتعتاد هذا وتؤمر بهذا هذا أولى وأفضل إبعاداً لها عن الخطر، فإذا بلغت الحلم وجب عليها ذلك ووجب إلزامها بذلك.

    1.   

    حكم قضاء الصلاة والصيام بالنسبة لمن تاب من تركهما

    السؤال: كنت من قبل لا أواظب على الصلاة والصوم، ثم تبت إلى الله والحمد لله، وقد سمعت في برنامجكم أن الصلاة لا تقضى، فهل الصوم كذلك، أم أن الصوم يجب قضاؤه؟ علماً بأنني لا أعلم كم صمت وكم أفطرت.

    الجواب: أما الصلاة فمن تركها عمداً لا يقضي بل عليه التوبة إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن تركها ردة عن الإسلام والمرتد لا يقضي ما ترك، فعليه أن يتوب إلى الله وأن يبادر بالصلاة ويسأل الله العفو عما مضى.

    أما إذا كان المؤمن يصلي والمؤمنة تصلي ولكن تتساهل في بعض الصيام فإنه يقضي؛ لأن ترك الصيام ليس بردة عن الإسلام، ولكنه معصية كبيرة فإذا تركت المرأة قضاء الصوم أو الرجل قضاء الصوم فإنه يلزمه التوبة إلى الله مع قضاء الصوم، وعليه مع ذلك إطعام مسكين عن كل يوم إذا تأخر القضاء عن رمضان الذي يلي رمضان الذي تركه منه فإنه يقضي ويطعم مسكين عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد مقداره كيلو ونص تقريباً من جهة الوزن مع الصوم ومع التوبة إلى الله سبحانه وتعالى وقد أفتى بالطعام جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كفارة وتعزيراً للمتخلف في قضاء صومه.

    1.   

    فضل الذكر والحث عليه

    السؤال: حدثوني عن الآيات التي تحث على الذكر؟

    الجواب: الآيات التي تحث على الذكر كثيرة في كتاب الله عز وجل، منها قوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:41-42] الآية من سورة الأحزاب، ومنها قوله تعالى: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:35]، وهذه الآية في سورة الأحزاب فيها وعدهم بالأجر العظيم والمغفرة على ذكرهم لله، وعلى قيامهم بهذه الأعمال الطيبة.

    وهكذا قوله سبحانه: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الجمعة:10] قوله سبحانه: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ [البقرة:152] كل هذه فيها الحث على ذكر الله سبحانه وتعالى.

    فينبغي للمؤمن أن يكثر من ذكر الله، وذكر الله يكون بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار والدعاء.

    وأفضل ذلك: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) ومن ذلك: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل) وقال عليه الصلاة والسلام: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب -يعني: يعتقها- وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرز من الشيطان في يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله) وهذا حديث عظيم صحيح رواه الشيخان في الصحيحين، والأحاديث في الذكر كثيرة جداً.

    ووصيتي ونصيحتي لكل من يسمع هذا الكلام أن يكثر من ذكر الله في جميع الأحوال، وأن يجتهد في ذلك في الطريق في المسجد في البيت في السيارة في الطائرة في القطار في كل مكان يرجو ثواب الله ويخشى عقابه سبحانه وتعالى.

    رزق الله الجميع التوفيق والهداية.

    المقدم: اللهم آمين.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نرجو ذلك.

    المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    من الإذاعة الخارجية سجلها لكم زميلنا فهد العثمان ، شكراً لكم جميعاً.

    وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768250916