مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: نور على الدرب.
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ, ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين, فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة المستمع (س. س) من الجنوب, أخونا عرضنا بعضاً من أسئلته في حلقة مضت, وفي هذه الحلقة يقول: سمعت أن هناك حديثاً معناه أن الذي يضرب زوجته ظلماً بدون سبب فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون خصمه يوم القيامة!! فهل معنى هذا صحيح, وهل ورد ما يفيد ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فلا أذكر شيئاً في هذا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام, ولكنه صلى الله عليه وسلم أوصى بالنساء خيراً فقال: (استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوان عندكم), يعني: أسيرات عندكم, ونهى عن ظلمهن والتعدي عليهن, وأمر بإحسان العشرة كما أمر الله بهذا في قوله سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19], وقال عز وجل: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:228], وقال عليه الصلاة والسلام لما سأله معاوية بن حيدة القشيري فقال: (يا رسول الله! ما حق زوج أحدنا عليه؟ قال: تطعمها إذا طعمت, وتكسوها إذا اكتسيت, ولا تضرب الوجه, ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت), فالمؤمن يعتني بزوجته ويكرمها ويحسن عشرتها ولا يظلمها. هذا هو الواجب عليه أن لا يظلمها لا في نفسها ولا في مالها ولا في عرضها.
فإذا ظلمها خصمه الله أعظم, أعظم من الرسول صلى الله عليه وسلم, خصم الظالمين الرب عز وجل, هو الذي يجازيهم بما يستحقون كما قال عز وجل: وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا [الفرقان:19], وقال سبحانه: وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ [الشورى:8], وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عز وجل: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر -يعني: عاهد ثم غدر- ورجل باع حراً فأكل ثمنه, ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره), خرجه البخاري في صحيحه, يقول الله عز وجل: (ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة), الله خصمهم (ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر), يعني: أعطى بي العهود ثم غدر, (ورجل باع حراً فأكل ثمنه), كما قد يقع فيما مضى من بعض الناس يسرق بنات الناس أو أولاد الناس ويبيعهم على أنهم عبيد وهو كاذب, (ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره), وهكذا يكون الله خصم من ظلم امرأته بغير حق أو ظلم عبده بغير حق أو خادمه بغير حق أو ولده بغير حق أو جيرانه بغير حق أو غيرهم من المسلمين, فالله خصمه يوم القيامة, ومن كان الله خصمه فهو مخصوم, والله أعظم من رسوله عليه الصلاة والسلام, فالواجب على كل مسلم أن يحذر ظلم زوجته أو ظلم أهل بيته من أولاد ذكور أو إناث.. من أخوات.. من خادمات.. من غير ذلك.
وهكذا ظلم الجيران بالكلام السيئ أو بالأفعال القبيحة أو برفع صوت المذياع حتى يؤذيهم به أو ما أشبه ذلك مما يتأذى به الجيران, يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره), في اللفظ الآخر (فليكرم جاره), وفي اللفظ الثالث: (فليحسن إلى جاره).
وبهذا تعلم أيها السائل أن ظلم الزوجة وظلم غير الزوجة كله أمر محرم, والله خصم الظالمين يوم القيامة, وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة), وقال عليه الصلاة والسلام: (يقول الله عز وجل: يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا), نسأل الله للمسلمين العافية والهداية.
الجواب: الإسبال هو أن ينزل الثوب عن الكعب في حق الرجل, إذا نزل اللباس عن الكعب في حق الرجل فهذا هو الإسبال, سواء كان الثوب قميصاً أو بنطلوناً أو سراويل أو إزاراً أو غير ذلك مما يلبسه الرجل.
فالواجب أن ينتهي عند الكعب, من نصف الساق إلى الكعب, وما دون الركبة كله ليس بعورة, الركبة وما تحتها ليس بعورة, والأفضل أن يكون اللباس إلى نصف الساق فأنزل إلى الكعب, وما زاد على هذا يكون منكراً وإسبالاً.
قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار), رواه البخاري في الصحيح, والإزار مثال يشمل الإزار والسراويل والبشت والقميص والبنطلون وغير ذلك.
الواجب الوقوف عند الحد الذي حده الشرع, فإذا كان مع إرخاء الملابس نية التكبر والخيلاء والتعاظم صار الإثم أعظم, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة), وإن تساهل في هذا ولم يقصد الخيلاء لكن تساهل فهو ممنوع أيضاً؛ لأنه إسراف؛ ولأنه وسيلة إلى الخيلاء؛ والغالب أنه يفعل خيلاء ولأنه يعرض الملابس إلى القاذورات والنجاسات فلا يجوز إرخاؤها تحت الكعب.
أما لو ارتخت من غير قصد منه, بأن انحل حبل قميصه وتعاهده وحرص عليه فهذا لا يضره كما قال الصديق رضي الله عنه لما سمع الحديث قال: (يا رسول الله! إن إزاري يتفلت علي إلا أن أتعاهده, قال: لست ممن يفعله كبراً).
فالمقصود أنه إذا كان انحل عليه إزار أو غيره ثم تعاهده وحرص وتلافاه فهذا لا يضره, أما من يتعمد ذلك ويتركه ويسحبه هذا هو المنكر وهذا هو الجريمة, فلا يجوز ذلك أبداً, نسأل الله للجميع الهداية.
أما المرأة فلا بأس أن ترخي ملابسها حتى تغطي أقدامها؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك فأرخص للنساء شبراً, فقال بعضهن: إنها تنكشف أقدامهن, فرخص في الذراع من دون زيادة.
الجواب: إذا علم أن الشراب من الحرير حرم على الرجل, يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تلبسوا الحرير فإنه من يلبسه في الدنيا لا يلبسه في الآخرة), نسأل الله السلامة, ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (أحل الذهب والحرير لإناث أمتي, وحرم على ذكورهم), وهو حديث جيد له شواهد, وهكذا في الحديث الآخر من حديث علي رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حريراً في يد وذهباً في اليد الأخرى وقال: هذان حلٍ لإناث أمتي, حرام على ذكورهم), فالحرير لا يجوز للرجل لا في الملابس الضافية كالقميص ولا في الشراب ولا في غير ذلك, بل يجب عليه تجنب الحرير إلا موضع إصبعين أو ثلاث أو أربع كالعلم والمزرار وخياطة كف جانب القميص ونحو ذلك من الأشياء الخفيفة التي لا تزيد على موضع أربع أصابع لو جمعت.
أما المرأة فهذا حل لها, والشراب ليس بقدر الأربع أصابع بل هو زائد على ذلك فهو حرام على الرجل إذا كان من الحرير المعروف. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً هل هناك فارق بين الحرير الصناعي والطبيعي سماحة الشيخ؟
الشيخ: المحرم هو الحرير الطبيعي المعروف الذي يستخرج من القز, أما ما يسمى حريراً وهو من أنواع الملابس اللينة وليس من الحرير الطبيعي فالظاهر أنه لا يدخل في ذلك, لكن إذا تجنبه المؤمن احتياطاً وبعداً عن ملابس النساء وبعداً عن الليونة التي لا تليق بالرجل يكون هذا أنسب في حق الرجل, وأبعد عن مشابهة النساء في ملابسهن, وأحوط له؛ لأن بعض الملابس التي تسمى حريراً تشبه الحرير الطبعي, فيخشى على لابسها من أن يصيبه ما يصيب من لبس الحرير المعروف.
فتجنب ذلك والابتعاد عنه والاحتياط للدين والأخذ بالحيطة يكون أحسن في حق الرجل وأولى وأبعد عن الشبهة.
الجواب: نعم. بل يشرع أن يقصدها الدعاة كالقهاوي التي يكون فيها من يتعاطى ما حرم الله أو المجالس التي يكون فيها أخلاط, فإذا قصدهم.. دعاهم إلى الله ورغبهم في الخير وحذرهم من محارم الله كالخمر والتدخين وحلق اللحى واختلاط النساء بالرجال, فإذا فعل هذا يكون قد أحسن؛ لأنه ما قصدها ليتخذها محلاً له أو لمشاركتهم في أعمالهم القبيحة أو لاتخاذهم أصحاباً لا, إنما قصد ذلك ليعظهم ويذكرهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر, فهو محسن وله أجره العظيم.
وقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه توجه ذات يوم إلى سعد بن عبادة سيد الخزرج رضي الله عنه ليعوده وهو مريض, فمر على مجلس فيه أخلاط من اليهود ومن المسلمين ومن عبدة الأوثان وهو على حمار, فنزل عن دابته عليه الصلاة والسلام, ووقف عليهم وتلا عليهم القرآن ودعاهم إلى الإسلام, وذكرهم بالله عز وجل, وهم بهذه الصفة فيهم الأخلاط.. فيهم اليهود وفيهم وثنيون وفيهم مسلمون.
فدل ذلك على أن قصد هذه المجالس التي فيها الأخلاط للدعوة والتوجيه أمر مطلوب وأن فيه خيراً كثيراً ومصالح جمة؛ ولأن كثيراً منهم لا يتحرى مجالس العلم ولا حلقات العلم, بل قد تمر عليه الشهور أو الأعوام ما سمع المواعظ؛ لأنه ليس من أهل الصلاة وليس من أهل حلقات العلم, وقد يكون كافراً ليس من أهل الإسلام, فإذا سمع النصيحة هداه الله وانشرح قلبه, وصار لهذا الداعي مثل أجره, وقد يكون عاصياً فاسقاً فيهديه الله بسبب هذه النصيحة, ويدع ما هو عليه من الباطل, فأنا أرى أن زيارة هذه الأماكن لقصد الدعوة أمر مطلوب. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً, وما أشبه أماكن العزاء بهذا سماحة الشيخ؟
الشيخ: كذلك مكان العزاء إذا زارهم للنصيحة والتوجيه لا بأس بذلك, وهكذا لو أتى احتفالاً بالأعياد.. بالموالد, الناس الذين يحتفلون بالمولد مثلاً.. مولد الرسول صلى الله عليه وسلم أو مولد البدوي أو مولد الحسين أو مولد فاطمة في بعض البلدان التي تقيم هذه الحفلات إذا اختلط بهم لقصد الدعوة والتوجيه فقط, لا لأجل الرضا بعملهم أو تكثير سوادهم, على وجه لا يفهم منه أنه يوافقهم, ولا يظهر منه لأحد أنه موافق على هذه البدعة, ولكن على وجه يعلم منه أنه أراد النصيحة, ويصرح بذلك ويقول: أنا جئتكم للنصيحة فقط, لا لأنني موافق على هذا الاحتفال، بل أنا أنصحكم أن لا تعودوا إليه, وأن تعتاضوا عنه بالاحتفال الشرعي.. بحلقات العلم ودروس العلم والمواعظ.
أما إيجاد احتفالات لم يشرعها الله في هذه الموالد هذا شيء لا أصل له وهو من البدع, فأنا جئتكم ناصحاً ومذكراً, لا موافقاً ولا مؤيداً لهذا العمل الذي يخالف شرع الله, وقد قال الله سبحانه: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21], وقال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد), يعني: فهو مردود, خرجه الإمام مسلم في صحيحه , وخرجه البخاري رحمه الله في صحيحه تعليقاً مجزوماً به, وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام في خطبة يوم الجمعة: (أما بعد.. فإن خير الحديث كتاب الله, وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل بدعة ضلاله), زاد النسائي بإسناد صحيح: (وكل ضلالة في النار), فالنبي في خطبة الجمعة عليه الصلاة والسلام يحذر الناس من هذه البدع؛ لأن البدع متى ظهرت في الناس ضيعوا بأسبابها السنن, وقست قلوبهم, وصاروا بهذا معترضين على شرع الله, كأنه سبحانه لم يكمل هذا الشرع, وكأن رسوله لم يبلغ, والله يقول جل وعلا: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [المائدة:3], فليس لهذه البدع محل, وقد أكمل الله الدين وأتم النعمة, فالاحتفال بالموالد مثلاً أو الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج أو الاحتفال بليلة النصف من شعبان أو ما أشبه هذا من البدع كل ذلك منكر.
فمن حضر عندهم لبيان الحق وإنكار البدعة وإرشادهم إلى الصواب ونصيحتهم يرجو ما عند الله ويوضح ذلك وأنه جاء لهذا الأمر حتى لا يظن أحد لا يعلم أنه جاء مؤيداً أو مشاركاً في هذا الأمر, بل يبين على رءوس الأشهاد أنه جاء للدعوة والإرشاد لا للموافقة والتأييد, وفق الله الجميع.
الجواب: لفقره أو لقرابته وفقره فلا حرج عليك في ذلك, ولعل الله يهديه بأسباب ذلك, ولعله يسمع منك النصيحة بسبب ذلك, قال الله سبحانه في كتابه العظيم: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة:8], فأبان سبحانه أنه لا ينهانا أن نحسن إلى هؤلاء، فهو سبحانه لا ينهانا عن برهم والإحسان إليهم, وفي الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما أخت عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم في وقت الهدنة التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة.. في الصلح, قالت: (يا رسول الله! إن أمي وفدت علي وهي راغبة في المال.. في الصلة, وهي كافرة على دين قومها, قالت: يا رسول الله! أفأصلها؟ فقال عليه الصلاة والسلام: صليها), فأمرها أن تصلها؛ لأنها أمها, وقد جاءت راغبة في الرفد والإحسان, وهي على دين قومها كفار أهل مكة, فدل ذلك أنه لا مانع من صلة الكافر والإحسان إليه إذا كان فقيراً أو قريباً أو لمقصد الدعوة والهداية والإرشاد والترغيب في الخير.
فالله جل وعلا شرع لنا أن نتألف الكفار حتى يدخلوا في الإسلام, وأن نتألف حدثاء العهد بالإسلام حتى يقوى إسلامهم, وبهذا يعلم أن الصدقة على الكافر والفاسق من غير الزكاة لا بأس بها, وتجوز الصدقة على الكافر من الزكاة إذا كان مؤلفاً كرؤساء العشائر وكبار الناس, إذا أعطاهم من الزكاة يتألفهم حتى يدخلوا في الإسلام.. حتى يتأسى بهم غيرهم فلا بأس بذلك, كما قال الله عز وجل: إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ [التوبة:60], (المؤلفة قلوبهم) هم السادة والرؤساء المطاعون في عشائرهم, يعطون من الزكاة ما يقوى به إيمانهم.. ما يرغبون في الدخول في الإسلام.. ما يرغبون به في إسلام نظرائهم.. إلى غير ذلك من المصالح, والله ولي التوفيق.
الجواب: إذا كنت تصلي أنت وهي لا تصلي فالعقد غير صحيح في أصح قولي العلماء؛ لأنها بترك الصلاة تعتبر كافرة, والمسلم ليس له نكاح الكافرة إلا إذا كانت من أهل الكتاب.. من اليهود والنصارى المحصنات خاصة, أما الكافرة من غير النساء المحصنات من أهل الكتاب فلا يجوز نكاحها, فإذا كنت أنت تصلي ومستقيم وهي لا تصلي فالنكاح باطل, وعليك أن تعيد النكاح في الأصح من قولي العلماء.
أما إن كنت لا تصلي مثلها فالنكاح صحيح؛ لأنه يجوز نكاح الكافر بالكافرة كما يجوز نكاح المسلم بالمسلمة, أما إذا كان أحد الزوجين لا يصلي فالنكاح غير صحيح إلا أن تكون كتابية فلا بأس, والكتابية هي اليهودية والنصرانية, فإنه يجوز للمسلم والكافر نكاحها, وفق الله الجميع.
الجواب: ليس لها أن تعود إليه, وليس لكم أن تعينوها على ذلك, والحمد لله الذي هداها ومن عليها بالتوبة, ولو قدر أنه من أسبابه فإنها لا تعود إليه, لا يداوى بالحرام, يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (عباد الله! تداووا ولا تداووا بحرام), ويقول عليه الصلاة والسلام (إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم), فعليها أن تحتسب وتسأل الله العافية, وتجتهد في ذلك ولها البشرى بالخير, نسأل الله لها الشفاء العاجل والعافية مما أصابها.
ونوصيكم بالعناية بعلاجها عند الأطباء المختصين بمثل هذا, والله جل وعلا يشفيها سبحانه, ويمن عليها بالعافية, ولها الأجر العظيم على صبرها في طاعة الله وتقواه سبحانه وتعالى, وأنتم مشكورون أيضاً على تصبيرها وحثها على الثبات والصبر والحرص على ما يسبب شفاءها وعافيتها من هذا الأثر الذي أساء إليها, والله جل وعلا هو الحكيم العليم في ذلك, يمتحن صبرها ويمتحن إيمانها, فعليها أن تصبر وأن تحتسب, والله جل وعلا يعينها ويثبتها, يقول سبحانه وتعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [محمد:31], والله يقول جل وعلا: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [الأنبياء:35], فعليها أن تصبر, وهذا ابتلاء وامتحان, فعليها أن تصبر, وقد يكون هذا المرض ليس من أجل ذلك بل هو مرض جديد, ولكن الشيطان قد يزين لها أنه من أسباب الترك, فلا ينبغي لها ولا يجوز لها أن تطيع الشيطان ولا أن ترجع إلى ما عافاها الله منه وهداها الله فتركته.
ونسأل الله لها مرة أخرى العافية والشفاء مما أصابها, وأن يتقبل توبتها ويثبتها.
الجواب: هذا العمل إن صح فهو من أعمال الشياطين, والشياطين هم الذين رفعوها إلى هذا المكان, وجعلوا يثبتونها فيه؛ ليضلوا الناس ويوهموا الناس أنها ولية لله حتى تدعى من دون الله وحتى يستغاث بها وحتى يتبرك بها, فهذا من الباطل الواضح ومن المنكر الفاضح, والواجب على أوليائها أن ينزلوها من هذه الشجرة, وأن يبقوها في البيت, ويحافظوا عليها ويحسنوا إليها, ويرشدوها إلى الحق والصواب, وأن يحضروا من أهل العلم الشرعي المعروفين من أنصار السنة حتى يعظوها ويذكروها ويعلموها, ولا يجوز لأحد أن يغلو فيها أو يعتقد أن هذه كرامة أو أنها ولية لله, بل هي من أولياء الشيطان بهذا العمل, فالواجب على ذوي العقول وعلى ذوي البصيرة أن يحذروا مثل هذه الخرافات وهذه الترهات وهذه الوسائل الشيطانية التي تضل الناس عن الحق, والشياطين لهم نفوذ في إضلال الناس ولهم أعمال كثيرة في إضلال الناس عن الحق, وكل عاقل يعلم أن هذا العمل ليس عمل امرأة عاقلة مؤمنة, ولكنه عمل امرأة مجنونة قد سلب عقلها أو لعبت بها الشياطين, نسأل الله السلامة, رزق الله الجميع العافية والهداية.
المقدم: أو أنه أسلوب من أساليب أكل الخبز سماحة الشيخ؟
الشيخ: قد يكون كذباً, لكن إذا كانت تشاهد فقد يكون الجن صوروا لهم امرأة, قد تكون معروفة عندهم, فحملها الشياطين, الشياطين قد يحملونها إلى جبال وإلى بلدان كثيرة, قد يفعله الشياطين, نص شيخ الإسلام ابن تيمية على هذا وغيره من أهل العلم, أن الشياطين قد تحمل بعض الناس إلى أماكن كثيرة.
نسأل الله العافية. نسأل الله العافية.
المقدم: اللهم آمين.
سماحة الشيخ! في الختام أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك.
المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لكم مستمعي الكرام, وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر