مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب. رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الأخ المستمع عنان بن عرار بن حسن العزمي من الخرج، أخونا له سؤالان كتبهما بلهجته العامية، مفهوم السؤال الأول: أنه اشتغل عنده بعض اليمنيين ثم سافر ذلكم اليماني وله ألف ريال عند الأخ عنان، ويسأل كيف يتصرف إذ لم يعد صاحب الحق حتى الآن؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
فإذا كان صاحب الحق غير معروف فإنك تتصدق به عنه، تعطيه بعض الفقراء بالنية عن صاحبه، أما إذا كان معروفاً لديك في إمكانك أن ترسل المبلغ إليه على عنوانه فإنك ترسله إليه، أو كنت تظن أن يرجع إليك فاصبر ولا تعجل حتى يرجع إليك، فإن تصدقت به ثم جاء فهو مخير إن شاء أمضى الصدقة وصار الأجر له، وإن شاء طالب بحقه تعطيه حقه ويكون الأجر لك فيما تصدقت به، والله ولي التوفيق. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، يقول: إن هذا غائب منذ ثمان سنوات سماحة الشيخ؟
الشيخ: مادام هكذا فإنه يشرع لك أن تتصدق به؛ لأن الغالب أنه لا يأتي، وما دمت لا تعرف محله ولا عنوانه تتصدق بالمبلغ للفقراء أو في بعض المشاريع الخيرية بالنية عن صاحبه والله يعطيه أجره سبحانه وتعالى.
الجواب: نعم، إذا وجد حادث غرق أو حرق تخشى منه على أولادك أو على المسلمين تقطعها وتساهم في إنقاذ المسلمين أو إنقاذ أهلك ثم تعود إلى الصلاة وتبدأ فيها من جديد، أما غرق أو حرق لا يضرك ولا يضر المسلمين بل غرق أشياء ما لك فيها حيلة أو حرق أشياء من المتاع الذي لا حيلة فيه أو لا يضر تركه فاستمر في صلاتك.
الحاصل إذا كان قطع الصلاة ينفع المسلمين أو ينفع أهلك فاقطعها لإنقاذ من أصيب بالغرق والحرق ثم تعود إلى الصلاة والحمد لله، نعم؛ لأن هذا يفوت الغرق والحرق يفوت الخطر والصلاة لا تفوت في الإمكان قضاؤها. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، هل يقاس على هذا أشياء أخرى سماحة الشيخ؟
الشيخ: نعم، مثل الأشياء التي يخشى منها، مثل إنسان رأى أعمى حول قليب أو حول حفرة يخشى يسقط فيها أو حوله ذئب أو أسد يخشى عليه منه أو كلب عقور، فيقطع وينقذه ثم يعود إلى صلاته من أولها.
المقدم: أخونا يذكر العقارب والحيات وما أشبه ذلك؟
الشيخ: وما أشبه ذلك إذا كان يخشى على أحد منها فلا بأس.
أما إذا أمكنه قتلها وهو في الصلاة لأنها قريبة يمكن ضربها وهو في الصلاة فلا بأس، يضربها وهو في الصلاة.
المقدم: ولو تقدم بخطوات أو انحرف يميناً أو شمالاً؟
الشيخ: ولو تقدم بخطوات لكن يكون إلى القبلة.
المقدم: إلى القبلة فقط.
الشيخ: لقوله صلى الله عليه وسلم: (اقتلوا الأسودين في الصلاة: الحية والعقرب).
الجواب: يكون مع البنت، إن رضيت الشيخ الكبير مع أبيها فلا بأس، وإن لم ترض تزوج الشاب ولو كان يشرب الدخان، المعصية لا تمنع الزواج ولو كان يشرب الدخان أو حالق لحيته لا تمنع الزواج هذه، لكن إذا تيسر الصالح الطيب السليم الذي لا يشرب الدخان ولا يحلق فهذا أنعم وأكرم، ولكن الجو الآن والمجتمع الآن يقل فيه السليم من كل شيء، لكن من لا يصلي لا يزوج ومن يتعاطى الخمور هذا خطر عظيم، أما التدخين وإن كان محرم التدخين أسهل من شرب الخمر، وإن كان حلق اللحية كانت معصية ظاهرة لكنه أسهل من شرب الخمر نسأل الله العافية، وإذا تيسر من لا يحلق لحيته ولا يدخن فهذا يقدم على غيره.
المقدم: هو أولى.
الشيخ: نعم، فينبغي للبنت أن توافق عليه.
المقدم: جزاكم الله خيراً، الإشكال وقع بين الأب والأم شيخ عبد العزيز ، البنات الآن لم يتدخلن حتى الآن.
الشيخ: ينبغي أن يراعى أمر البنت يشاورها الأب وتشاورها الأم، فإذا رضيت بأحد الشخصين الذي قاله أبوها هي مع أبيها، أو ما قالته أمها فهي مع أمها تحكم هي؛ لأن الرسول عليه السلام قال: (لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن، قالوا: كيف إذنها؟ قال: أن تسكت.) لكن من لا يصلي لا يزوج؛ لأنه كافر نسأل الله السلامة، من ترك الصلاة كفر نسأل الله العافية.
كذلك من يعرف بالتساهل بسب الدين أو بالاستهزاء بالدين هؤلاء كفرة لا يزوجون أبداً ولو رضيت البنت. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، شيخ عبد العزيز لعلها مناسبة أن تتفضلوا بنصح الأسر حتى لا يختلفوا في مسائل مثل هذه ويتركون الجانب المعني جانباً.
الشيخ: لا شك أن نصيحتي للأسر العناية بالبنات والحرص على تزويجهن بالأكفاء حسب الطاقة والإمكان، فإذا لم يتيسر الأكفاء الكمل زوج بالناقص ولو كان عنده شيء من التدخين أو قص اللحية أو حلقها إذا كان يصلي ومستقيم في دينه لولا هذه الخصلة، فهو خير من ترك البنت هكذا خير من تركها بلا زوج، أما من عرف بالكفر كترك الصلاة أو سب الدين أو الاستهزاء بالدين هذا لا يزوج ولو أرادته البنت لا يحل ولا يزوج، فينبغي للوالدين أن يتشاورا وأن لا يتعاكسا، بل ينبغي للوالدين أن يتفقا وأن يتحريا ما فيه مصلحة البنت وعدم تعطيلها.
الجواب: هذا ليس ببعيد، النساء كثير والشباب كثير لكن الزواج قليل لأسباب كثيرة، منها: أن البنت قد تقول: أصبر حتى أتخرج من الجامعة، والشاب قد يقول كذلك، قد يكون عنده فقر وعجز عن مئونة الزواج، قد يكون مبتلى بأشياء أخرى تمنعه من الزواج، فينبغي في مثل هذا التعاون والتكاتف على تسهيل الزواج.
أولاً: بالنصيحة للشباب والفتيات بعدم التشدد.
وثانياً: بتسهيل المهور وعدم التكلف في المهور.
ثالثاً: عدم التكلف في الولائم.
والفتى ينبغي له أن يبادر بالزواج ولو ما عنده فلة ولو ما ملك فلة، ولو أنه في طلب العلم يستعين بالله ويستأجر البيت ولا يتكلف ولو استدان بعض الدين، كل هذا ينبغي فيه التسهيل.
وينبغي لوالدي البنت أن يعيناها وأن يسهلا حاجتها، وأن لا يتكلفا في طلب المهر ولا في مسألة الاحتفالات بالزواج والولائم، ينبغي في هذا الاختصار والتعاون في هذا الأمر حتى يتيسر الزواج لهذا وهذا للفتى وللفتاة، نسأل الله للجميع الهداية.
المقدم: اللهم آمين، أي الأمرين يفضل الشيخ عبد العزيز مواصلة التعليم أو الزواج؟
الشيخ: الذي أرى أن يبادر بالزواج ولا يمنعه مواصلة التعليم، يواصل التعليم ويتزوج، التعليم لا يمنع الزواج، ولو أنك تتعلم إذا تيسر الزواج يبادر بالزواج ويواصل التعليم، والمرأة ما له لزوم إن واصلت فالحمد لله وإلا تقنع بما يسر الله وتمتثل قول زوجها ولا تنتظر للشهادة الجامعية بل تتزوج لأن هذا أحصن لفرجها وأسلم لها وأحصن لفرج الزوج وأقرب إلى الوئام ووجود الذرية وصلاح المجتمع، فليس من شرط الزواج تمام التعليم الجامعي لا، حتى للرجل إذا تعلم الثانوي الحمد لله لكن في إمكان كل منهما أن يواصل بعد الزواج. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، شيخ عبد العزيز للمادة أثرها على حياة الناس عندما يتزوج الإنسان يريد أن يؤثث بيت، يريد أن يعيش حياة معينة، توجيهكم لو تكرمتم؟
الشيخ: هذا مما يعطل الزواج، ينبغي عدم التكلف ولو استأجر شقة، ولو استدان والله يوفي عنه سبحانه وتعالى فينبغي لأهله أن يعينوه وأقاربه أن يعينوه، وينبغي له أن يحسن الظن بالله عز وجل ولا يشدد في الأمور، فينبغي له أن يبادر بالزواج ولو من طريق الاستدانة، ولو من طريق التسامح في الأثاث وفي شقة البيت أو فلة البيت، لا يتشدد في الأمور حتى يفرج الله الأمور.
المقدم: يعني ليس من الضروري أن يعيش حياة الكمال مع بداية حياته الزوجية؟
الشيخ: ما ينبغي لا، ينبغي له أن يتساهل ويتسامح ولا ينبغي له أن يشدد في الأمور، ولكن بعد ذلك يغنيه الله، يسهل الله أمره وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2].
الجواب: أما الأول فصحيح، وأما الثاني فلا أعلمه الآن، والحق أن معناه صحيح حتى لو ما صح سنده، فـالصديق رضي الله عنه هو أكمل الأمة وأفضلها، وهو أفضل الناس بعد الأنبياء، وقد دلت الأحاديث الكثيرة على أنه أفضل الخلق بعد الأنبياء رضي الله عنه وأرضاه، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت
فالحاصل أن الصديق رضي الله عنه هو أفضل الخلق إيماناً وصدقاً وفضلاً وغيرة وإنفاقاً في سبيل الله بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
الجواب: هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وليس من كلام الصحابة إنما هو من كلام بعض السلف، ما فضلكم أبو بكر بكثير صوم ولا صلاة ولكنه شيء وقر في قلبه، هذا من كلام بعض السلف، والصديق رضي الله عنه هو أعلم الصحابة وأفضلهم وأكملهم إيماناً فقد أعطاه الله من العلم والفضل والتقوى والخير ما لم يعط غيره، ومن تأمل سيرته وتأمل أعماله وفتاواه عرف ما عنده من العلم والفضل وقوة الإيمان وكماله، فهو أفضل الصحابة وخيرهم وهو إمامهم رضي الله عنه وأرضاه بإجماع المسلمين، وقد تواتر النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال على المنبر لما سأله ابنه محمد بن علي قال: (يا أبتاه! من خير هذه الأمة؟ قال: أبو بكر، قال: ثم من؟ قال: عمر) هكذا تواتر عن علي رضي الله عنه الذي الرافضة الآن تسب أبا بكر وتسب عمر وترى أن خلافتهما غير صحيحة، هذا علي رضي الله عنه يشهد على رءوس الأشهاد أن الصديق هو أفضل الأمة وأن بعده عمر رضي الله عنه هذا إجماع الأمة، ولكن الرافضة ومن سار في ركابهم خالفوا الإجماع وخالفوا النصوص واتبعوا أهواءهم نسأل الله العافية. نعم.
المقدم: الخمينيون سماحة الشيخ من الرافضة؟
الشيخ: نعم، الخميني من رءوس الرافضة.
المقدم: من رءوسهم؟
الشيخ: نعم، هم وأتباعهم رافضة، وهم الذين يغلون في الأئمة الاثنا عشر، يغلون فيهم ويعظمونهم ويعتقدون فيهم أنهم يعلمون الغيب وأنهم معصومون، ويدعونهم من دون الله ويستغيثون بهم وينذرون لهم، هذا موجود في كتبهم، من راجع الكافي وغير الكافي وجد ذلك، نسأل الله السلامة، نعم، نسأل الله أن يردهم للتوبة، نسأل الله أن يردهم للتوبة ويكفي المسلمين شرهم وشر أمثالهم؛ لأنهم ادعوا الإسلام وهم يخالفون الإسلام، وهم يحاربون الإسلام في الحقيقة. نعم.
المقدم: وقد اتضح هذا ولاشك.
الشيخ: نسأل الله العافية.
المقدم: كيف تنصحون المسلمين بأن يواجهوا هذا الفكر الذي بدأ يمتد في هذه الآونة شيخ عبد العزيز ؟
الشيخ: ننصح المسلمين أن لا يغتروا بدعواتهم فإن دعواتهم التي يقولونها وما يزعمونه من أنهم على الإسلام كله لا أصل له ولا صحة له كله من عمل النفاق، هم أهل النفاق وأهل التقية، ومن طالع كتبهم عرف ذلك، فالذي ينبغي للمؤمنين والمسلمين أن يعرفوا أن هذه الدعاوى ودعوى الجمهورية الإسلامية كله شيء لا حقيقة له وإنما هو مظاهر إسلامية والباطن خلاف الإسلام، الباطن وثنية والعداء للإسلام والعداء لنبي الإسلام وللصحابة جميعاً وعدم الترضي عنهم بل كفروهم وفسقوهم إلا نفراً قليلاً.
فالمقصود أن الخميني وأتباعه هم من أعيان الرافضة ومن المعظمين لعقيدة الرافضة والمتمسكين بها والقائلين بها، وهم الذين يعظمون الأئمة الاثني عشر ويزعمون أنهم هم الأئمة وهم الذين يجب أن تكون لهم الولاية وأن ولاية غيرهم باطلة وعلى رأسهم علي رضي الله عنه، أما علي فقد صدقوا علي هو رجل صالح وهو الرابع بعد الثلاثة وهو أفضلهم بعد الثلاثة، أفضل الصحابة بعد الثلاثة، وهكذا الحسن والحسين من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ولكنهم لم يتولوا شيئاً إلا الحسن تولى قليلاً ثم عزل نفسه وجعل الإمامة والولاية لـمعاوية رضي الله عنه، وأما الحسين ومن بعده فلم يتولوا شيئاً ولكن الرافضة ليس عندهم بصيرة وليس عندهم إلا الدعاوى التي لا أساس لها.
الجواب: هذا اللفظ لا أعرف صحته الآن، ولكن معناه صحيح فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من قال لأخيه يا عدو الله أو قال يا كافر فقد باء بها أحدهما) يعني: إذا لم يكن من قيل له ذلك صالحاً لها رجعت إلى من قالها، فلا يجوز للمسلم أن يكفر أخاه، ولا أن يقول: يا عدو الله ولا يا فاجر إلا بدليل، فإذا رمى أخاه بالكفر وليس كذلك رجع إليه كلامه، والمعنى التحذير ليس معناه أنه كفر أكبر بل معناه التحذير من هذا الكلام السيئ، وأن صاحبه على خطر عظيم إذا قاله لأخيه، فينبغي حفظ اللسان وأن لا يتكلم إلا عن بصيرة.
المقدم: جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم.
الجواب: الدابة بين الله أمرها في قوله: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ [النمل:82]، وقد جاء فيها أحاديث صحيحة أنها تخرج في آخر الزمان قبل طلوع الشمس من مغربها أو بعدها، أيتهما خرجت فالثانية على إثرها.
أما تفصيلها وبيان صفاتها فلا أعلم فيها شيئاً ثابتاً إنما هي أقوال وروايات فيها ضعف وأخبار عن بعض السلف وعن بعض أهل الكتاب، ولكن ليس عليها دليل واضح في صفاتها وتمييز طولها وقوائمها وكبر جسمها، ليس فيها فيما أعلم حديث ثابت، أما خروجها فثابت تخرج في آخر الزمان.
الجواب: لا أعرف له أصلاً لكن سورة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] سورة عظيمة قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (إنها تعدل ثلث القرآن)عليه الصلاة والسلام، فهي سورة عظيمة، وكما سمعت أنها تعدل ثلث القرآن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في ركعتي الفجر في الركعة الثانية من سنة الفجر وفي الركعة الثانية من سنة المغرب وفي الركعة الثانية من سنة الطواف، فهي سورة عظيمة وهي سورة الإخلاص.
الجواب: ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان وسطاً من الرجال ليس بالقصير ولا بالطويل بل بين ذلك، وكان أبيض مشرباً بالحمرة عليه الصلاة والسلام، وكان كث اللحية عليه الصلاة والسلام ضخم الكراديس، إذا مشى كأنما ينحدر من صبب يعني: يمشي قوياً عليه الصلاة والسلام، وكان الغالب عليه أنه لا يلتفت عليه الصلاة والسلام إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك فهذا كله من صفاته عليه الصلاة والسلام.
المقدم: هل تنصحونه بكتب معينة تثقفه..؟
الشيخ: نعم، ننصح لك بأن تقرأ السيرة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في البداية والنهاية لـابن كثير المجلد السادس لـابن كثير، دلائل النبوة للبيهقي رحمه الله كذلك سيرة ابن هشام فيها بيان لكثير من صفاته عليه الصلاة والسلام.
الجواب: هذا ينبني على معرفة حال البنت المخطوبة، إذا كانت على طريقة أهلها فينبغي تركها، أما إذا كانت معروفة بالاستقامة وترك ما عليه أهلها فلا بأس بأخذها، وإذا كان يجهل ذلك فالحيطة له أن لا يتزوج منهم لئلا تكون مثلهم.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
أيضاً عن الصلاة سماحة الشيخ يقول: إنهم لا يصلون.
الشيخ: كذلك ينظر ويسأل فإن ثبت أنها مستقيمة وأنها قد خالفت أهلها وتصلي ولا تشرب الخمر فلا بأس، لا يضرها وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164]، أما إن كانت مثل أهلها أو لا يدري عنها فينبغي له تجنب ذلك حتى يحتاط لدينه وحتى يسلم من تزوج امرأة غير دينة.
المقدم: جزاكم الله خيراً، إذاً يلزم الإنسان والحالة هذه أن يسأل عن الأسرة التي يريد أن يتزوج منها؟
الشيخ: نعم، ينبغي له التبصر وعدم العجلة، يقول صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ولا يمكن أن يعرف ذات الدين إلا بالسؤال، سؤال الثقات العارفين بها.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
سماحة الشيخ! في الختام أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك، الله المستعان.
المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لمتابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر