مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ: عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: في بداية هذه الحلقة نعود إلى رسالة أحد الإخوة المستمعين يقول: صالح أحمد عالي الغامدي أخونا عرضنا جزءاً من أسئلته في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة بقي له عدد آخر من الأسئلة، فيقول في أحد أسئلته: حججت العام الماضي والحمد لله، وعندما أخذت طواف الوداع قبل المغرب بساعة بعد صلاة العشاء خرجت ولظرف غير مقصود تأخرت، فهل يلزمني شيء؟ أرجو التوجيه جزاكم الله خيراً.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال عن الحجاج: (لا ينفر أحد منكم حتى يكون آخر عهده بالبيت) خرجه مسلم في صحيحه ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف عن المرأة الحائض) متفق عليه. ومعنى: أمر الناس يعني: أمرهم النبي عليه الصلاة والسلام.
فلا يجوز للحاج أن يخرج من مكة إلا بعد طواف الوداع، إذا أراد السفر إلى بلاده، أو إلى بلاد أخرى، وإذا ودع قبل الغروب ثم جلس بعد العشاء لحاجة أو لسماع الدرس أو ليصلي العشاء فلا حرج في ذلك، المدة اليسيرة يعفى عنها.
قد طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، طواف الوداع في آخر الليل، ثم صلى بالناس الفجر، ثم سافر بعد ذلك عليه الصلاة والسلام.
فالأمر اليسير يعفى عنه، فإذا كنت سافرت بعد العشاء فلا حرج في ذلك، أما إن كنت أقمت إقامة طويلة أصبحت فينبغي لك أن تعيد طواف الوداع، فإن كنت لم تعد طواف الوداع فلا حرج عليك إن شاء الله؛ لأن المدة وإن كانت فيها بعض الطول لكنها مغتفرة إن شاء الله من أجل الجهل بواجب المبادرة والمسارعة إلى الخروج بعد طواف الوداع.
الجواب: السؤال فيه إجمال:
فإذا كان مراد السائل أن الميت الجديد يدفن مع الميت القديم سنة ثم ينقل هذا لا يجوز، بل يدفن في قبر مستقل، ولا يجوز أن يدفن مع الموتى السابقين إلا للضرورة، إذا كان ضرورة قصوى ما عندهم أرض أو في خوف أو أموات كثيرين كثر عليهم الأموات فلا مانع من دفن اثنين والثلاثة جميعاً كما فعل النبي يوم أحد عليه الصلاة والسلام.
وإلا فالواجب أن يكون كل واحد على حدة، يقبر على حدة يحفر له على حدة ويدفن على حدة.
كما هو السنة المتبعة في موتى المسلمين من عهد النبي عليه الصلاة والسلام.
أما إن كان قصد السائل أنه يحفر لقريب له قبر ثم إذا مات بعض الأقرباء دفن في هذا القبر الذي ما مات قريبه بل معد لقريبه ولكنه لم يمت القريب ودفن هذا في قبره إذا سمحوا بذلك فلا بأس به.
إذا كان معداً لزيد ثم مات قريبه قبل أن يموت زيد فدفن في قبر زيد المعد له بإذن أهله فلا حرج في ذلك.
الجواب: نعم إذا كنتم في بيت واحد مشتركين في السكن، وأكلكم واحد، وطعامكم واحد، يكفيكم الضحية الواحدة، أما إذا كان البيت شققاً مختلفة، كل ناس في شقة مستقلين بأنفسهم، فالسنة لكل أهل شقة، أو لكل أهل دور من الأدوار أن يضحوا عن أنفسهم، هذا هو السنة.
أما إذا كنتم مجتمعين حالكم واحد، وطعامكم واحد ومشتركين في بيت سواء دور أو أدوار، فالضحية الواحدة تكفي، وإن ضحيتم بأكثر فلا حرج في ذلك.
الجواب: لا يجوز بناء القبور، بل تحفر ولا تبنى، لأنه ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه نهى عن بناء القبور، نهى عن تجصيصها وعن البناء عليها.
ولكن يحفر في الأرض، ويدفن الميت فيه يجعل فيه لحد في جهة القبلة بقدر الميت، ويكون القبر عميقاً بقدر نصف الرجل، حتى يكون بعيداً عن السباع والكلاب، ويكون أبعد عن الروائح الكريهة التي قد تخرج من القبر، وإذا دعت الضرورة إلى بناء، إذا دعت الضرورة بأن كانت الأرض صلبة ولا يستطيعون الحفر وليس عندهم أرض يحفرون فيها، فلا مانع من جعله بين الأحجار يجمع له أحجار، ويجمع بينها ثم يوضع فوقه ألواح أو غيرها حتى تستره عن السباع وعن الكلاب ونحو ذلك، ويوضع عليها أحجار تستره عن ذلك حسب الطاقة، من دون حاجة إلى بناء، إنما أحجار تضبط بالطين أو بالجص أو بغير ذلك، حتى لا يتصل به الكلاب ونحو ذلك، عند الضرورة.
الجواب: إذا كنتم تسمعون النداء بالصوت المجرد من دون مكبر لقربه منكم، فإنه يلزمكم الذهاب والصلاة معهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر) (وجاءه رجل أعمى فقال: يا رسول الله! ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال عليه الصلاة والسلام: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب).
فالواجب عليكم أن تصلوا مع الجماعة في المسجد إذا كنتم تسمعون النداء، وتستطيعون الذهاب إليه، أما إذا كان بعيداً منكم يشق عليكم الذهاب إليه ولبعده أو لأن أهل محلكم مرضى أو عاجزون لكبر السن ونحو ذلك فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
فالحاصل أن الواجب عليكم الصلاة مع الجماعة، ما دمتم تسمعون النداء العادي عند هدوء الأصوات تسمعون النداء فعليكم السعي.
أما إذا كان بعيداً عنكم عرفاً يشق عليكم السعي إليه ولا تسمعون النداء فلا مانع أن تصلوا في محلكم ولا حرج في ذلك.
القضية الأولى: تقول فيها: امرأة أصابها مرض فقالت: صدقة لوجه الله إن عافاني فلن أترك الصلاة، فشفيت ولم تحقق ما قالت، ولا تدري صدقة لوجه الله ما معناها؟ هل هو قسم أو نذر؟ وبعد مدة تابت وتتساءل ما كفارة ذلك؟
الجواب: ما دامت تابت فالحمد لله، لأن الصلاة فرض عليها ولو لم تنذر، والنذر يزيد المقام تأكيداً، فإذا كانت تركت الصلاة ثم تابت فالتوبة تمحو ما قبلها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (التوبة تجب ما قبلها) .
فعليها أن تستقيم وأن تستمر على طاعة الله، وأن تحافظ على الصلاة التي أوجب الله عليها، وأن تحذر نزغات الشيطان وجلساء السوء، ونسأل الله لنا ولها الثبات على الحق. وليس عليها قضاء ما فات.
الجواب: التدخين ثبت عندنا أنه محرم، وقد علمنا أسباباً كثيرة لتحريمه من أضراره المتعددة، فهو محرم بلا شك؛ لأنه يشتمل على أضرار كثيرة بينها الأطباء وبينها من استعمله.
فالواجب على كل مسلم تركه والحذر منه؛ لأن الله حرم على المؤمن أن يضر نفسه، فهو يقول سبحانه: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة:195] ويقول جل علا: وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا [النساء:29] .
فالواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة الحذر من كل ما حرم الله، والحذر من كل ما يضر دين العبد وبدنه ودنياه.
فالله أرحم بعباده منهم بأنفسهم، قد حرم عليهم ما يضرهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار) وهذا التدخين ضار ضرراً بيناً، بإجماع أهل المعرفة من أهل الطب، وبإجماع من عرفه وجربه، وما فيه من الضرر العظيم.
فنصيحتي لخالك أن يتقي الله وأن يحذر هذا الخبيث، وأن يتوب إلى الله منه، حتى تعود له صحته، وحتى يسلم من غضب الله، وحتى يحفظ ماله أيضاً، والله المستعان.
وأنا الآن في ضيق شديد، أريد أن يطمئن قلبي بالإيمان واليقين، وأنال خشية الله، وأن يشرح صدري، وأريد أن يكون حب الله ورسوله أحب إلي من الدنيا وما فيها، ويجعل الدنيا بيدي، ولا يجعلها في قلبي، وأقصر الأمل، وأريد أن أتلذذ بطاعة الله ويجعل الله قرة عيني الصلاة، ولكن لم أستطع، قرأت القرآن ولم يحدث في قلبي خشية إلا قليل، وأنا خائفة أن يدركني الموت ولم أنل تقوى الله حق التقوى، وخشيته حق الخشية.
كيف أرشدوني فإني - تقول كلمة ليتها لم تصف بها نفسها- في حيرة، وهذا السؤال مهم جداً في حياتي، بل هو حياتي كلها، لأني لم أخلق إلا لعبادة الله! هذه هي الرسالة، بل هذه هي القضية شيخ عبد العزيز ، أرجو أن تلقى عنايتكم جزاكم الله خيرا؟
الجواب: أيتها الأخت في الله! أبشري بالخير العظيم.
ما دمت بهذه المثابة والحرص على الخير ومحبة السلف الصالح، وتمنيك أن تكوني في زمانهم وعلى طريقتهم فاحمدي الله على هذا الخير، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل: (قال له رجل: يا رسول الله! المرء يحب القوم ولما يلحق بهم، قال عليه الصلاة والسلام: المرء مع من أحب).
فأنت مع من أحببت وعليك أن تجتهدي في طاعة الله وترك معصيته، والإكثار من ذكره سبحانه والاستغفار والدعاء، وقراءة القرآن الكريم بتدبر والتعقل في الأوقات المناسبة من الليل أو النهار وأبشري بالخير، أبشري بالخير والعاقبة الحميدة، فالله جل وعلا رءوف رحيم وقريب مجيب سبحانه وتعالى، وهو يحب من عباده أن يسألوه ويضرعوا إليه، كما في الحديث الصحيح والسلام: يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني.
فعليك بحسن الظن بالله، وعليك بالإكثار من دعائه وسؤاله أن يهديك وأن يصلح قلبك وعملك، وأن يميتك على الإسلام، وأن يمنحك خشيته ومراقبته وتعظيم أمره ونهيه، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2] وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186] وهو القائل: سبحانه:ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60].
فإياك والقنوط، وإياك والشك في فضل الله وكرمه، وعليك بحسن الظن بالله، أحسني الظن بالله، وأبشري بالخير، وعليك ببذل المستطاع في طاعة الله ورسوله، وفي حب الله ورسوله، وفي إيثار محاب الله ورسوله، وفي ترك ما نهى الله عنه ورسوله.
ولك العقبى الحميدة كما قال تعالى: فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ [هود:49] ، جعلنا الله وإياكم من المتقين.
المقدم: اللهم آمين. ترجو دعاءكم شيخ عبد العزيز.
الشيخ: أصلح الله قلبها وعملها، أصلح الله قلبها وعملها، ورزقها الخشية العظيمة لله، والاستقامة على أمره.
المقدم: اللهم آمين.
الشيخ: نعم.
المقدم: وصفت نفسها بوصف لم أقرأه في ثنايا الرسالة شيخ عبد العزيز والآن أعرضه وأستشير سماحتكم فيه، تقول عن نفسها: إنها في ضلال، هل يجوز للمسلم وإن كان ضميره يؤنبه، هل يجوز له أن يصف نفسه بهذا الوصف؟
الشيخ: لا ما يصلح هذا، ولكن يقول: إني ظلمت نفسي مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم للصديق (لما سأله قال: علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ..)الحديث، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره) وما أشبه ذلك من الدعاء، فهي تدعو ربها أن الله يغفر لها ذنوبها وظلمها لنفسها، وهكذا تسأل ربها دائماً أن يهديها صراطه المستقيم، وأن يغفر لها ذنوبها. هذه وصيتي للأخت في الله. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرا. أيضاً ترجو من سماحتكم الدعاء في ظهر الغيب، وتقول: إنه دعاء مستجاب.
الشيخ: وهذا دعاء في ظهر الغيب، هذا الدعاء الذي حصل هو دعاء في ظهر الغيب، لأنها ليست حاضرة.
نسأل الله أن يتقبل منا ومنها، ونسأل الله أن يصلح قلوبنا جميعاً.
الجواب: ليس في هذا حرج والحمد لله، يجوز أن يتولى الأذان الأول واحد، والثاني آخر، والخطبة شخص، والإمامة شخص، كل هذا لا حرج فيه، والحمد لله.
لكن الأفضل أن يتولى الخطبة من يتولى الصلاة، ويتولى الصلاة من يتولى الخطبة إذا تيسر ذلك، إذا تيسر ذلك فالأفضل أن الإمام هو الخطيب، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون وغيرهم، هذا هو الأفضل.
لكن لو خطب إنسان وصلى آخر فلا حرج.
الجواب: لا يجوز ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (والبكر يستأذنها أبوها، وإذنها سكوتها) .
فليس له أن يرغمها على شخص ولو كان تقياً، ولو كان أتقى الناس ليس له إرغامها، وإنما ينصح لها ويشير عليها بما يراه خيراً لها، وعليها أن تطيع والدها في الخير والمعروف إذا كان الزوج صالحاً عليها أن تطيعه، وعليها أن تقدر عطفه وحنوه عليها، وإحسانه إليها.
لكن لا يلزمها طاعته إذا كان قلبها لا يرضى هذا الزوج ولا يميل إليه، لا بأس عليها أن تعتذر إلى أبيها، ولا يجوز لأبيها أن يرغمها.
ولكن متى استطاعت أن تطيع والدها في زوج صالح يناسبها فإنه خير لها وأفضل لها، طاعة الوالد من أفضل الطاعات في طاعة الله جل وعلا.
الجواب: كتب السنة كثيرة والحمد لله، منها الكتب الستة الصحيحين، وأبو داود ، والترمذي، والنسائي ، وابن ماجه ، وموطأ مالك رحمه الله، ومسند أحمد ، هذه كتب الحديث المعروفة، وهناك كتب أخرى معروفة.
ومن كتب السنة ما ألفه أهل العلم المعروفون مثل: ما ألفه الشافعي رحمه الله كتاب الأم للشافعي ، والموطأ لـمالك رحمه الله، ومنها ما ألفه الفقهاء بعد ذلك في أحكام الشرع المطهر، ومن أحسن ما ألف في ذلك مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وابن القيم رحمه الله، فإنها كتب مفيدة تعتني بالدليل وترجح الراجح في مسائل الخلاف، فهي كتب عظيمة.
وهكذا كتب أئمة الدعوة الذين نشطوا في الدعوة ونشروها في أرض الجزيرة في القرن الثاني عشر، في النصف الثاني من القرن الثاني عشر وما بعده، وهم الشيخ: محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وأحفاده وأولاده وأنصاره من دعاة السنة، فإن كتبهم مفيدة وعظيمة، مثل: الدرر السنية في الفتاوى النجدية، ومثل: فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، ومثل كتاب التوحيد، كشف الشبهات، مثل آداب المشي إلى الصلاة، وهكذا في العقيدة: العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية ، والتدمرية له أيضاً، والحموية كل هذه كتب عظيمة ومفيدة.
الجواب: إذا كنت أخرته من أجل المرض كفاك القضاء فقط، إذا كان المرض استمر معك إلى رمضان الآخر، فإنه يكفيك القضاء والحمد لله ولا شيء عليك.
أما إذا كنت تساهلت وأنت طيب فلم تقض إلا بعد رمضان، فإنك تجمع بين الأمرين، تقضي الأيام التي أفطرتها وتطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع بصاع النبي عليه الصلاة والسلام، ومقداره كيلو ونص تقريباً من قوت البلد من تمر أو أرز أو حنطة ونحو ذلك، يعطاها بعض الفقراء، تجمع ويعطاها بعض الفقراء.
الجواب: إذا قطع الحلقوم والمريء ولو فصل الخرزة فلا بأس، إذا قطع الحلقوم والمريء فذبيحته صحيحة، وإن قطع الأربعة الحلقوم والمريء والودجين كان أكمل وأكمل سواء بقيت الخرزة أو قطعها معه، الأمر في هذا واسع.
الجواب: الصلاة على الغائب فيها تفصيل:
بعض أهل العلم يرى أنه لا يصلى على الغائب، وبعضهم يرى الصلاة عليه، لكن إذا كان الغائب له شأن في الإسلام. كـالنجاشي رحمه الله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي لما مات في بلاده أخبر به الصحابة وصلى عليه صلاة الغائب، ولم يثبت عنه في الصلاة على الغائب إلا هذا الحديث، فإذا كان الغائب إمام عدل، وإمام خير صلي عليه صلاة الغائب، ولي الأمر يأمر بالصلاة عليه صلاة الغائب.
وهكذا علماء الحق ودعاة الهدى، إذا صلي عليهم صلاة الغائب فهذا حسن، كما صلى النبي عليه الصلاة والسلام على النجاشي.
أما أفراد الناس فلا تشرع الصلاة عليهم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما صلى على كل غائب، إنما صلى على شخص واحد، له قدم في الإسلام، لأنه آوى المهاجرين من الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة آواهم ونصرهم وحماهم وأحسن إليهم، فكانت له يد عظيمة في الإسلام، فلهذا صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم لما مات، وصلى عليه الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
فمن كان بهذه المثابة له قدم في الإسلام مثلما صلى المسلمون في هذه البلاد على ضياء الحق ، رئيس جمهورية الباكستان رحمه الله، لما كانت له مواقف طيبة إسلامية، أمر ولي الأمر أن يصلى عليه في الحرمين فصلي عليه؛ لأنه أهل لذلك لمواقفه الكريمة، وعنايته بتحكيم الشريعة، وأمره بها وحرصه على ذلك، نسأل الله لنا وله العفو والمغفرة.
والمقصود أن من كان بهذه المثابة من حكام المسلمين وعلماء المسلمين إذا مات في بلاد الغربة أو في بلاده أيضاً جاز أن يصلي عليه من يصلي عليه من المسلمين في البلاد الأخرى، نعم.
المقدم: أخونا يسأل جزئية أخرى لو تكرمتم سماحة الشيخ عن الصلاة قبل الدفن؟
الشيخ: يجوز أن يصلى عليه قبل الدفن. نعم قبل الدفن وبعده.
المقدم: قبل الدفن وبعده؟
الشيخ: نعم.
المقدم: الغائب والحاضر سواء شيخ عبد العزيز ؟
الشيخ: نعم.
المقدم: الغائب والحاضر سواء؟
الشيخ: نعم، يصلي على الحاضر هذا معروف يصلون عليه قبل أن يدفنوه، السنة أن يصلى عليه قبل الدفن، والغائبون إذا علموا أنه مات صلوا عليه ولو قبل الدفن.
المقدم: ولو قبل الدفن؟
الشيخ: نعم.
الجواب: هذا فيه تفصيل: إذا كانت اليمين على فعل واحد ولو كررها تكفيه كفارة واحدة، كأن يقول: والله لا أزور فلان، والله لا أزور فلان، والله لا أزور فلان، يكررها عشر مرات أو أكثر أو أقل ثم زاره عليه كفارة واحدة، لأنه فعل واحد.
أما إذا كان على أفعال مثل والله لا أزور فلان، والله لا آكل طعام فلان، والله لا أصلي خلف فلان، هذه أيمان متعددة على أفعال كل واحدة لها كفارتها إذا خالفها إذا حنث كل واحدة لها كفارتها.
الجواب: لا أعرف حال هذا الحديث ولا أعرف صحته، والذي يغلب على ظني أنه ليس بصحيح، ولكن الفاجر فيه تفصيل: ذكر العلماء أنه إذا أظهر منكر جاز الكلام فيه، وأبيحت غيبته في هذه الحال؛ لأنه قد أظهر المنكر، فإذا أظهر المنكر جاز أن يغتاب في المنكر الذي أظهر، أما سيئاته الخفية فلا، وقد جاء في السنة ما يدل على ذلك من وجوه كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن الفاسق المعلن لا غيبة له فيما أعلن، وقد دل على هذا وقائع من فعل النبي عليه الصلاة والسلام، منها: (أنه مر عليه بجنازة فأثنى عليها المسلمون خيراً، فقال: وجبت، ومر عليه بجنازة أخرى فأثنوا عليها شراً فقال: وجبت، فسئل عن ذلك، قيل: يا رسول الله! ما وجبت؟ قال: هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض).
فدل ذلك على أن ذكر السيئين بمعاصيهم الظاهرة لا حرج فيه، لهذا ما أنكر عليهم الشهادة عليه بالشر، بل قال: (وجبت له النار) نسأل الله العافية.
المقدم: نسأل الله السلامة، جزاكم الله خيرا.
سماحة الشيخ في الختام أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك.
المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
من الإذاعة الخارجية سجل هذا اللقاء زميلنا مطر محمد الغامدي، شكراً لكم جميعاً، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر