أما بعد:
فإن موضوع حديثي إليكم هو عن (أدب السؤال).
واعني بالسؤال: سؤال أهل العلم عما أشكل من أمور الدين وهو مأمور به كما قال الله عز وجل:
فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43] في موضعين من كتابه تعالى، فأمر الله عز وجل أن نسأل أهل الذكر وهم أهل العلم، العارفون بالكتاب عن ما أشكل علينا من أمور الدين والأحكام ونحوها، فكل من لا يعلم فهو مخاطب بهذه الآية، فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43] أما الذي يعلم فإنه من أهل الذكر الذين يسألون.
الأول: أهل الذكر: وهم أهل العلم والمعرفة المفتون، الذين يُسألون عن الحرام والحلال وباقي الأحكام. والصنف الثاني: هم العوام: الذين لا يعلمون ولا يعرفون، فيحتاجون أن يعلموا ويعرفوا ويسألوا، فمن يسألون؟ يسألون أهل الذكر: فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43] وهذا ماأرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عباس وجابروغيرهما في قصة صاحب الشجة أن رجلاً من الصحابة كان في غزوةٍ فأصابته جراحة (شجة في رأسه) فاحتلم ليلاً وأراد أن يغتسل- احتلم وخاف إن اغتسل أن يتضرر- فسأل فقالوا له: لا نرى لك إلا أن تغتسل، فاغتسل فمات، فلما علم بذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: {قتلوه قتلهم الله، ألا سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العي السؤال} فالذي فيه عي وجهل شفاؤه أن يسأل، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يعلموا أن يسألوا من يعلم، فإن السؤال هو شفاء العي والعجز والجهل.
وهكذا في الحديث الصحيح في قصة الرجل الذي كان له غلام يعمل عند رجل عسيف فزنى بامرأته، فافتدى من زوج المرأة -أخذ الزوج من هذا الرجل مائة شاة ووليدة- مقابل ما فعله ولده بزوجته، يقول أبو الولد: فسألت أهل العلم، فأخبروني أن على ابني جلد مائة، وأن على امرأة هذا الرجم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: {لأقضين بينكم بكتاب الله، الوليدة والغنم رد عليك- التي افتديت بها من زوج المرأة رد عليك- وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، واغدُ يا
أما العامة فحدث ولا حرج، قد انجفلوا إلى العلماء يسألونهم عن كل ما يشكل عليهم، حتى من أمور دنياهم، وأما الخاصة فإنك تجد الطبيب يشكل عليه الأمر من أمر الطب فيسأل العالم والفقيه، وتجد المهندس يشكل عليه الأمر فيسأل العالم، وتجد العالم بالاقتصاد والمال يشكل عليه الأمر فيسأل العالم، وتجد الإداري يشكل عليه الأمر فيسأل العالم، حتى الأمراء والزعماء والملوك يقبلون على العلماء ويسألونهم؛ لأنهم يعلمون أن الأمة لا تقبل بالعلماء بديلاً، ولا ترضى إلا قول العالم، وهذا يدل على أن هذه الأمة قد وجدت طريقها بإذن الله تعالى، هذا أمر نحمد الله عليه، ونقول: إنه أمر يسر في هذه الأمة وإن لم يكن بالأمر الغريب، بل هو الأمر الطبيعي، والغريب غيره، فإن الأمة أصلاً من لدن محمد عليه الصلاة والسلام لا معنى لكونها أمة مسلمة إلا لأنها ترجع إلى العلماء، بحيث إن الإسلام هو الضابط الذي تضبط به كل أمور الأمة من صغيرها إلى كبيرها، ليس هناك شيء لا يحتاج إلى سؤال، اللهم إلا القضايا المفروغ منها المعروفة عند العامة والخاصة أن الدين يبيحها ولا يعترض عليها، أما ما سوى ذلك فإنه لابد من أخذ حكم الدين فيها، وحكم الدين لا يسأل فيه من هب ودب، إنما يسأل فيه أهل الذكر، وأهل العلم، وكما أننا لا نسمح مثلاً للبقال أن يكون طبيباً يعالج الناس ويصف الوصفات الطبية، ولا نسمح مثلاً لمن يشتغل بالتبليط أو التلييس أن يقوم بوضع الحسابات التجارية والمالية للمؤسسات، كذلك لا نسمح لكل من هب ودب؛ من أديب أو شاعر أو عامي أو حتى لو كان مثقفاً وغير عالم بالشرع، لا يسمح له أن يتكلم في القضايا الشرعية.
ومن خلال مجالسة بعض الشيوخ من أساتذتي ومن زملائي وأشياخي الذين يسألهم الناس استقرأت بعض الأخطاء وبالتالي بعض الآداب التي يجب أن يراعيها أولئك الذين يسألون وكلنا سائلون، وكلنا ممن يسألون العلماء، حتى لو كان الواحد منا عنده بعض العلم في الشرع، وبعض المعرفة بالأحكام فهو بالتأكيد محتاج إلى أن يسأل، وعمر رضى الله عنه نفسه كان يسأل، وربما أشكلت عليه المسألة فجمع لها أهل بدر وسألهم عنها.
الاختصار في السؤال:
وهذا أدب مهم؛ فإن الوقت كما تعلمون ثمين، وهو سريع التقضي، أبِيُّ التأتي، بطيء الرجوع، وكثير من الناس قد يكون إحساسه بمشكلته هو أكثر من إحساسه بوقت غيره؛ لذلك إذا أراد أن يتكلم في قضية أطال واستطرد في ذكر تفاصيل لا حاجة لها من قريب أو بعيد.
فمثلاً: إذا كان يريد أن يسأل عن قضية تتعلق بكونه هل يصوم الكفارة عن رجل مات معه وهو في حادث سيارة؟
مثلاً فإنه يبدأ يسرد تفاصيل لا تتعلق بالحكم ولا تؤثر فيه، من كونه في يوم كذا في شهر كذا، سافر من بلد كذا قاصداً بلد كذا ويذكر نوع السيارة، ثم يذكر أموراً كثيرة ليس لها أي تعلق بالسؤال، نعم هناك أشياء تتعلق بالسؤال مثل: هل فرط أم لم يفرط؟ هل يعتني بالسيارة أم لا يعتني؟ هل كان مسرعاً أم غير مسرع؟ هل كان مخطئاً أم غير مخطئ؟ كلها متعلقة بالحكم لا بأس من إيرادها، بل لابد منها لكن هناك أشياء لا تعلق لها بالحكم، فكونه مسافراً مثلاً من بريدة إلى الرياض، هذا لا يؤثر في الحكم، وكون السيارة أمريكية أو يابانية، هذا لا يؤثر في الحكم، إنما من باب الاستطراد، وبعض الناس يحب إيراد القصة على سبيل الرواية والحكاية، مع أن وقت الآخرين قد لا يتسع لسماع هذه التفاصيل التي لا فائدة منها.
وأحياناً يكون السؤال بالهاتف، فتجد السائل قبل أن يطرح سؤاله يسترسل بالسؤال عن الأحوال والحلال والعيال والأمور والصحة، وما أشبه ذلك مما لا جدوى منها، فلو تصورنا بعض مشايخنا مثلاً الذين عندهم أوقات مخصصة للسؤال، كما نجد لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين والشيخ عبد الله بن جبرين أو الشيخ صالح الفوزان أو غيرهم من المشايخ، الذين يخصصون أوقاتاً للفتوى قد يسألهم في اليوم الواحد ربما ألف سائل، فلو تصورت ألف واحد يقول: كيف حالك سماحة الشيخ؟ كيف الأحوال؟ كيف العيال؟ كيف الصحة والجيران؟وكيف أنت مع الصيام؟ لوجدت أنه ضاع مع ذلك وقت ثمين جداً، وليس مثل وقتي أو وقتك، لا، بل هو وقت يعد أثمن من أوقات الآخرين، ولذلك فإن السائل يراعي أن يتكلم بالكلام الطيب مثل السلام مثلاً، وكيف حالكم، أو كيف أصبحتم، وكيف أمسيتم، ثم يطرح سؤاله.
إذاً: القضية الأولى التي لابد منها هي: مراعاة الاختصار والاقتصار على ما يتعلق بالسؤال.
وذلك يعني: أن الإنسان بشر حتى لو كان مفتياً أو عالماً جليلاً أو شيخاً فاضلاً نبيلاً فإنه يبقى بشراً، وكونه بشراً يعني: أنه يعرض له الغضب والرضا، والحزن والسرور، والصحة والمرض، والنوم واليقظة، ويكون في حاجة أهله، وهو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري عندما سئلت عنه عائشة رضي الله عنها قالت: [[كان يكون في مهنة أهله، فإذا أذن المؤذن خرج إلى الصلاة]] ولذلك وضع الشارع حدوداً وآداباً للدخول والخروج، والاستئذان والمحادثة، وغير ذلك، ومن هذا أيضاً ما يتعلق بقضية الهاتف وهي أظهر ما تكون.
فإن الإنسان مثلاً قد يغلق عليه بابه، لكن تأتي قضية الهاتف فتجد في رمضان من الناس من يسهر الليل كله، ولذلك إذا أراد أن يتصل بأحد المشايخ ليسألهم متى يتصل بهم؟ يتصل بهم الساعة الثانية ليلاً! لأن الناس لا ينامون في رمضان هكذا يقيس الناس على نفسه!
وآخر ينام بالليل ولا ينام بالنهار، لذلك يذهب يتصل الساعة الحادية عشرة ضحى لماذا؟ لأنه نام في الليل، فهو يقول: الناس نائمون في الليل، فلا تجد الآن أحداً نائماً، يظن الناس مثله.
و ثالث: ينام بعض الليل وبعض النهار، ولهذا ربما يتصل في الساعة الثالثة بعد الظهر، لماذا؟ لأنه يقول: إن الناس قد شبعوا من النوم الآن فيقيس الناس على نفسه، لذلك تجد كما ذكر لي بعض المشايخ أن جرس الهاتف يرن عنده طيلة أربع وعشرين ساعة؛ لأن كل إنسان يتصل في الوقت الذي يناسبه، دون أن يراعي وقت الآخرين، وهذا نوع من الاستئذان الذي ينبغي أن يراعى فيه الأدب.
الله تعالى أدبنا بالنسبة لطرق الباب والدخول والاستئذان فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ [النور:58] كذلك الأمر بالنسبة لطرقك للإنسان في حمأة الظهيرة، أو في منتصف الليل كونك تطرق عليه الباب في هذه الأوقات غير مناسب، وكذلك بالنسبة للهاتف فكون الإنسان يتصل في أي وقت دون أن يحسب حساباً لمن يتصل به هذا ليس بجيد.
وربما أن بعض الإخوة إذا لم يظفر بطلبه وحاجته، فإنه ربما يلوم ويعتب، لأنه لا يقدر إلا الوضع الذي يعيشه ولا يتصور ظروف الآخرين، ولنفترض أنك تصورت أن الشيخ الذي تريد أن تتصل به يقظاً الآن، فهل يعني أن هذا الشيخ ليس له هم إلا أن يفتي أو يجيب على أسئلتك؟ كلا! بل ستجد عنده قراءة، وستجد أنه بحاجة إلى عبادة، وبحاجة إلى أن يخلو بنفسه، وبحاجة إلى أن يكتب بعض بحوثه، أو يصحح بعض كتبه، أو يكون في مهمة رسمية، أو ما أشبه هذا.
إذاً فحق أن يقدر كل هذه الظروف، ثم يبحث الإنسان عن الوقت المناسب للاتصال.
ولست أقصد بجمال العبارة أننا نطلب من العامي أو شبه العامي أن يكون رفيع الأدب، قوي الأسلوب، فصيح العبارة، يأتي بأجمل ما يوجد من الكلمات، هذا ليس بلازم؛ فنحن نجد الأعرابي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضمام بن ثعلبة وحديثه في الصحيح، جاء والرسول صلى الله عليه وسلم جالس فقال: يابن عبد المطلب، قال: قد أجبتك، نعم، قال: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك.
انظر حتى هذا من الأدب، كون الرجل يقوم لسؤاله قبل ما يأتي بالكلام الشديد فيأتي بهذه الكلمة الممهدة هذا جميل: (إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك).
ولهذا بعض الناس مثلاً يمهد لسؤاله بقوله: إن الله لا يستحي من الحق، لا حياء في الدين، هذا جميل؛ لأنه يوحي بأنه لا مؤاخذة بالكلام الذي قد لا يكون مناسباً، إنما سألت عنه بغرض الاستفسار ومعرفة ما يحل لي وما لا يحل، وهكذا إذا كان الكلام شديداً يمهد له بمثل ما مهد به ضمام بن ثعلبة وهو رجل جاء من البادية، وعادة أهل البادية أن يكون فيهم شيء من الجفاء، لكن مع ذلك فالرجل عرف هذا التمهيد المناسب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإن مما ينبغي على الإنسان في كل حال: أن لا يخاطب من يسأله من الشيوخ بعبارة نابية، أو لفظ غير مناسب، وأضرب لكم بعض الأمثلة:
بعض الناس اعتاد أن يقول إذا تكلم: أفهمت أم لم تفهم؟
فكونك تتكلم مع أخيك أو مع زميلك بهذا فلا بأس، لكن تسأل الشيخ فتقول: أفهمت أم لم تفهم؟
فهذا غير لائق، أو مثلاً: ماذا بك؟
وأنت تسأل الشيخ هذا غير مناسب ولا يصلح.
أو كونك تروي له قصة مشكلة حصلت بينك وبين إنسان فتأتي بضمير المخاطب فتقول مثلاً: فلان قابلني وقال لي: ما فيك خير، فهذا لا يصح أن تقوله؛ لأنه لو سمع إنسان كلمة (ما فيك خير)، ظن أنك تقصد ذلك الشخص نفسه، أو الذي تسأله ظن أنك تخاطبه بذلك؛ ولهذا تكلم فيه الذين ذكروا آداب طالب العلم والمستفتي، فنهوا أن يؤتى بمثل هذه العبارات فتقول: مثلاً: فلان قال لي: أنت ما فيك خير، وأنت فيك كذا؛ وفيك كذا كأنك تخاطبه، وإنما تقول: قال: إنني ما فيَّ خير وإنني كذا وإنني كذا، فتأتي بالكلام على نفسك لا على المخاطب.
مثال آخر: وهذا كثيراً ما يقع وقد سمعت منه أشياء وأنا في مجلس بعض الشيوخ.
أحياناً السائل يريد أن يروي قصة أو سؤالاً، لنفترض أنه يريد أن يسأل عن إنسان كان يسرق المال، وسرق مبالغ طائلة من الأموال ثم تاب الله عليه، فكيف يستطيع أن يتخلص من هذه الأموال.
فيأتي السائل من باب التقريب وإيضاح السؤال، يفترض أن الشيخ المسئول هو الشخص السارق، فيقول مثلاً: وهو يخاطب الشيخ: فرضنا أنك تعملُ في مؤسسة، وبعد ذلك سرقتَ منها أموالاً...!!
هذا غير لائق قطعاً؟!
ولو قال: أنا أعملُ في مؤسسة، وبعد ذلك سرقتُ أموالاً.... لكان الأمر أهون، خاصة لو كانت القضية قد وقعت منه فعلاً.
والأولى أن ينسبها إلى آخر مجهول فيقول: هناك إنسان فعل كذا، ويذكر عن إنسان أنه شرب الخمر ومات وهو في بطنه أو تاب أو غير ذلك.
فلا يصلح أن تفترض أن المسئول هو السائل المستفتي، لا أقول: إنه محرم شرعاً؛ لكنه -أدباً- غير لائق وغير مناسب.
وأحياناً بعض العامة تجد فيهم من التنبه لهذه الأشياء ولطافة العبارة، وحسن التأني، وكثرة الدعاء للمسئول، والترحم عليه والترضي، ما يحتاج لبعضه بعض طلبة العلم.
وذلك لأن فتوى العالم هي كالقضاء لا تحرم حلالاً، ولا تحل حراماً؛ فلو فرضنا أنك تخاصمت مع شخص على أرض، وكنتما أمام القاضي، وكنت أنت ألحن بحجتك وأبلغ في الكلام، فغلبته بالحجة وحكم لك القاضي، والواقع أن الأرض لخصمك، فحكم القاضي لا يجعل الأرض لك عند الله تعالى؛ ولذلك تعاقب يوم القيامة عليها وتحاسب، وفى صحيح البخاري من ظلم شبراً من الأرض طوق به يوم القيامة من سبع أراضين} والرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديث أم سلمة يقول: إنكم تختصمون إليَّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض -(يعني أقوى في التعبير وأبلغ) فأقضي له مما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه، فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليدعها}.
إذاً الفتوى لا تحلل الحرام ولا تحرم الحلال؛ كنت قلبت السؤال وما أعطيت الحقيقة كاملة خلال عرضك للسؤال، لهذا على الإنسان أن يحرص على أن يعرض السؤال عرضاً دقيقاً أميناً، واضحاً للشيخ أو العالم حتى يحظى منه بالجواب المناسب عن سؤاله، أما إذا لبس عليه فلا يلومن إلا نفسه.
وكثير من الناس -رجالاً ونساء- في قضايا المعاشرة الزوجية، تجد الرجل يقول كلاماً، والمرأة تقول كلاماً آخر، ومثله في قضايا الطلاق تجد الرجل يقول كلاماً، والمرأة تقول كلاماً آخر، وكذلك في قضايا الأموال؛ لأن النفوس مجبولة على حب الأموال، فتجد الإنسان لا يعطي الحقيقة كاملة، بل يعطي بعض الحقيقة، أو يلبس أو يغمغم بعض الكلام الذى ليس في مصلحته، لعله يحظى بفتوى فيقول: سألت فلاناً، فقال لي:كذا وكذا، وأحياناً: تكون الفتوى متعلقة بنية السائل، فلا بد من بيان قصدك ومرادك بكلامك، والنية لا يطلع عليها إلا الله عز وجل، وإنما يعرفها المفتي من قبلك أنت، من قبل أخبارك.
ومن هنا تأتي أهمية أن يكون الإنسان واضحاً غير مبهم في سؤاله، وأن يعبر أوضح تعبير عن ما يريد قوله، وأن يذكر ما له تعلق بالسؤال، أو ما يظن أن له تأثيراً بالحكم، حتى يكون الجواب مطابقاً للسؤال.
وذلك لأن العلماء مجتهدون.
وكلهم من رسول الله ملتمس غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم |
وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا حتى والرسول صلى الله عليه وسلم حي بينهم، فلما قال عليه الصلاة والسلام في المتفق عليه: {لا يصلين أحد العصر إلا في بنى قريظة} فبعضهم صلى في الطريق، وبعضهم صلى في بني قريظة، وما عنف أحداً منهم؛ فاختلفوا في حياته عليه الصلاة والسلام ولم يعنف أحداً منهم.
إذاً تأكد -يا أخي الكريم- أن الساعة ستقوم، والناس مختلفون لا شك في هذا، ولا تعتقد أنه سيأتي يوم يرتفع فيه الخلاف ويصبح الناس على رأي واحد، لا،هذا لا يمكن أن يكون إلا في حالة واحدة: إذا عم الجهل، وطم وأصبح الناس كلهم جهال فهذا موضوع آخر، أما ما دام أنه يوجد علماء فلا بد من خلاف، وهذا لا ينقص من قيمة العالم ولا يضر بالشرع، ولا يؤدي إلى اضطراب العامة والناس، لكن بشرط أن يعرف العامة وغير المختصين وغير العلماء كيف يتعاملون مع هذا الخلاف؟ أعني أنك أنت أحد رجلين، فأنت مطالب وباختصار أن تأخذ بالرأي الأقوى والأصح، وستقول لي: كيف أعرف أصح الأقوال؟ هل أنصب نفسي حكماً بين العلماء؟
نقول: لا تنصب نفسك حكماً بين العلماء، إنما أنت تتكلم في مسألة معينة أو فتوى معينة، فإما أن تكون طالب علم عندك معرفة بالأدلة وبعض الأشياء بحيث تستطيع أن تقول: يبدو لي أن هذا الأمر أقوى بسبب كذا وكذا، وأن دليله أقوى أو حجته أكثر أو ما أشبه ذلك، فتأخذ به ولا عليك، وإما أن تقول: أنا عامي بحت، لا أورد الأمور ولا أصدرها، ولا أعرف الأقوال وأميز بعضها من بعض، فحينئذ نقول: انظر من هؤلاء العلماء من تعتقد أنه أعلم وأدين وأورع، فخذ برأيه واترك الباقى، ولا تشتغل بضرب الأقوال بعضها ببعض، فتقول: هذا قال كذا، وهذا قال كذا، وفلان خالفه، وهذا فيه، وهذا ليس فيه، إنما الذي يهمك هو ما تتعبد به أنت لله عز وجل، ثم دع أمر الناس للناس، ثم لا تأخذ هذا القول، وتفتي به الناس، وكأنك أصبحت مالكاً في المدينة، أو أبا حنيفة، لا!! بل خذ القول واعمل به في شأن نفسك واترك أمر الناس للناس، كل واحد منهم يفعل ما فعل.
إذاً أنت أحد رجلين: إما طالب علم تبحث عن الدليل، وإما عامي تنظر أحسن العلماء في ظنك وأعلمهم وأتقاهم وتأخذ بقوله، هذا هو الذي يسعك أمام اختلاف العلماء.
وفي شهر رمضان مثلاً تثور قضايا كثيرة جداً، في موضوع الاختلاف، نذكر منها على سبيل المثال:
1- قراءة الفاتحة خلف الإمام:
موضوع قراءة الفاتحة وراء الإمام في الصلاة، حتى إنه -وربما في المسجد الواحد- يأتي عدد من المشايخ كل واحد منهم يفتي بفتوى مخالفة للآخر، عالم يفتي مثلاً: بأن قراءة الفاتحة وراء الإمام في الصلاة الجهرية خاصة في التراويح والقيام ليست لازمة، فإذا كان الإمام لا يسكت بعد الفاتحة فاسكتوا أنتم ولا تقرءون، وآخر يقول: لا، إن قراءة الفاتحة لا بد منها ولا يسع الإنسان أن يترك قراءة الفاتحة لا في سرية ولا في جهرية، لا في فرض ولا في نفل، وكلاهما قولان معروفان لأهل العلم، وليس أمراً جديداً، بل هذا معروف منذ عهد الصحابة، والصحابة أنفسهم مختلفون في هذه المسألة بالذات، فلا تقل أنت: فلان قال، وفلان قال، وبعض الناس يقولون: تحيرنا ماذا نأخذ وماذا ندع؟ فنقول: خذ من تعتقد بأنه أقوى دليلاً أو من تعتقد بأنه أعلم.
2- زكاة الحلي:
مسألة ثانية: يكثر فيها القيل والقال وهي مسألة زكاة الحلي المستعمل الذى تستعمله المرأة، سواء أكانت تلبسه أم تعده للاستعمال، هل تزكيه أو لا تزكيه؟
بعض العوام يقول أحدهم: أنا سمعت الشيخ ابن حميد رحمه الله يقول: إنه لا زكاة فيه، وآخر يقول: يا أخي أنا سمعت الشيخ ابن باز يقول: فيه زكاة، ومثله الشيخ ابن عثيمين يقول: فيه زكاة، نحن نقول هذا صحيح وهذا صحيح، الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله كان يرى أن لا زكاة فيه، والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله يريان أن فيه زكاة، وليس القضية قضية ابن حميد وابن باز وغيرهما. لا، القضية قضية أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فقد اختلفوا في هذه المسألة، فمنهم من يرى أن فيه زكاة ومنهم من لا يرى، وكذلك الأئمة الأربعة اختلفوا، فـأبو حنيفة يرى أن فيه زكاة، والجمهور لا يرون أن فيها زكاة، وكذلك العلماء الكبار اختلفوا، فـابن تيمية وابن القيم وهم من كبار الأئمة لا يرون فيه زكاة، وهم يوافقون الجمهور على ما ذهبوا إليه وهكذا.
وفى هذه المسألة عدة كتب فقد رأيت خلال ثلاث سنوات -تقريباً- أنه طبع ثلاثة كتب في مسألة زكاة الحلي، إذاً المسألة ليست جديدة - والقضية ليست جديدة، وإنما يبقى دورك أنت وقضيتك أنت من هذا الخلاف، وليس دورك -إن كنت عامياً- أن تضرب الأقوال بعضها ببعض، إنما تأخذ المرأة المسلمة، أو يأخذ الرجل لزوجته الرأي الذي يعتقد أنه أقرب للصواب، فإن كان لا يستطيع أن يميز، فليقلد من يعتقد أنه أعلم، وانتهى الأمر، أما طالب العلم فلا بأس أن يناقش ويبحث ويأخذ ويعطي.
وأيضاً: مما يجب أن يراعى في هذه المسألة، أن نعي أن الخلاف ليس فيه حرج، فبعض الناس- مثلاً: استقر في ذهنه أن الحلي فيه زكاة، فإذا سمع أحداً يفتي بأن الحلي ليس فيه زكاة وجد في نفسه عليه، وقال: فلان هداه الله ليته ما تكلم، لماذا؟ لأنه أفتى أن الحلي لا زكاة فيه، لماذا يا أخي؟! من قال لك: أن القول الذى تعتقده هو الصواب عند الله، قد تكون اعتقدت أن الأمر صواب، والصواب غيره عند الله، نحن نوافقك أنك تأخذ بقول لنفسك، ممن تعتقد أنه عالم دين، أو تعتقد أن دليله أقوى، أما كونك تتحكم وتريد أن يكون الناس وفق الرأي الذى تميل إليه فهذا ليس بلازم.
3- المفطرات في رمضان:
وقل مثل ذلك بالنسبة للمفطرات في رمضان، وكثيراً ما يقع الناس في حيرة من شأنهم، آلكحل يفطر أم لا يفطر؟ آلقطرة تفطر أم لا تفطر؟ آلحجامة بسحب الدم للتحليل أو لإعانة مريض تفطر أم لا تفطر؟
4- طواف الوداع للمعتمر:
وهناك قضية أيضاً تكثر في هذا الشأن: وهي قضية طواف الوداع للمعتمر أهو واجب أم غير واجب؟
قد يقول قائل: عالمان في الحرم المكي أحدهما في شرقه والآخر في غربه، أحدهم يفتي بوجوب طواف الوداع، والآخر يفتي بأنه ليس بواجب، تقول له: نعم، ولو كان أبو بكر وعمرو عثمان وعلي -رضى الله عنهم- في المسجد الحرام لاختلفوا كما اختلف هذان العالمان، والله أعلم.
فالقضية ليس فيها إشكال، القضية فيها رحمة بهذه الأمة، وهذا ما أراد الله أن يكون، وليس فيه حرج، إنسان اجتهد فرأى فيها الوجوب، وآخر اجتهد فرأى عدم الوجوب، فطالب العلم يأخذ بالأدلة، والعامي يقلد من يعتقد بأنه أعلم وأدين، وانتهى الأمر ولا داعي لضرب الأقوال بعضها ببعض.
بعضهم يسأل لمجرد الاستمتاع بمحادثة فلان، محادثة الشيخ مثلاً وأنه يقول: أحياناً قلت لفلان وقال لي فلان، وهذا ليس غرضاً شرعياً، وبعضهم يسأل لأنه يريد معرفة رأي المتكلم وعنده خبر عن المسألة وعنده معرفة وقد ترجح لديه شيء، أو سأل عالماً، لكنه يريد معرفة رأي فلان نفسه، ليس لأنه أدين أو أعلم؛ فيريد أن يتبعه، بل يريد مجرد استطلاع رأيه، وهذا ليس من الأغراض الشرعية، وإضاعة وقت الناس في مثل هذا ليس حسناً ولا لائقاً.
وبعضهم يسأل للإيقاع، يعني: يسأل سؤالاً بقصد إيقاع المفتي أو العالم أو المتكلم بكلام معين، يرى أنه يريد أن يوقعه فيه لغرضٍ أو لآخر، وبعضهم يسأل للإحراج، بقصد أن يحرج العالم أو الشيخ بسؤال قد بحث عنه وتعب في البحث عنه، لأنه سؤال صعب يرى أن كونه يعرضه دليل على أنه طالب علم، وإلا ما عرض مثل هذا السؤال المحرج، فيرى أن هذا من باب إحراج الآخرين، فيسأل مثل هذه الأسئلة التي قد يعجزون هم عن الإجابة عليها، هذا أيضاً من الأغراض غير الشرعية؛ بل إنك -أحياناً- تلحظ أن بعض الأسئلة قد يكون الغرض من ورائها إيذاء إنسان آخر يسمع، فمثلاً: حصلت بيني وبين زميل لي مشكلة واختلفنا فيها، فأردت أن يسمع زميلي رأي الشيخ فقمت وكتبت سؤالاً عن المشكلة نفسها، ما رأيك في إنسان يقول كذا؟ ويفعل كذا، وعرضت المشكلة، ولكن لم أعرضها بأمانة إنما عرضتها بطريقتي الخاصة، وكأنني أملي على الشيخ الجواب.
أحياناً السؤال يفهم منه أن السائل يريد جواباً معيناً- مثل قوله: ما رأيك فيمن يزعم كذا وكذا؟ أو ما رأيك فيمن يدعي كذا وكذا؟ الذي قال: يدعي ويزعم، هو يريد أن تقول: إن هذا الكلام غير صحيح؛ لأنه دعوى، ولأنه زعم ولو كان يريد معرفة الحق بالضبط لقال: ما رأيك فيمن يقول كذا وكذا؟ هل هذا الكلام أصح أم لا؟
أما كونك تسميه زعماً وتسميه دعوى، أو يقول: ما رأيك في بعض الناس الذين انحرفوا عن سواء السبيل فصاروا يفعلون كذا أو يفعلون كذا أو يفعلون كذا؟ إذاً أنت عارف الجواب، وقد بان من سؤالك أنك تعرف الجواب وتريد جواباً موجهاً كما يقولون، فالسؤال موجه وليس سؤالاً بريئاً، وهذه أيضاً يمكن أن تضاف إلى آداب السؤال وهو: أن يكون السؤال غير موجَّه يقصد من ورائه الاسترشاد فقط لا غير، وليس يقصد من ورائه أيَّ هدف أو مقصد من المقاصد التى أشرت إليها.
أسأل الله أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى.
الجواب: في الواقع أن النداء الأول مشروع في كل وقت، وفي رمضان خاصة، لأن الحديث الصحيح الذي فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: {إن
الجواب: الواقع أن السواك مشروع في كل وقت في رمضان وغيره قبل الزوال وبعده، وعلى الإنسان أن يختار لنفسه سواكاً لا يكون فيه طعم ويكون قد تسوك به من قبل.
الجواب: إذا كنت في أول السنة، فأقطعها لأداء الفريضة؛ لأن الفرض أولى، وإدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام أفضل، أما إذا كنت قد أمضيت من السنة كثيراً، بإمكانك أن تتمها كما لو كنت في التشهد الأخير أو في السجود الأخير في الركعة الثانية، بحيث تتمها خفيفة وتدرك الإمام بعد تكبيرة الإحرام بيسير، فلا حرج في ذلك.
الجواب: كثرة الحركة في الصلاة بغير حاجة قد تكون مكروهة، وقد تكون محرمة، بل منها ما يبطل الصلاة إذا كثرت كثرة تخل بصفة المصلي وهيئته، وعلى الإنسان إذا صلى أن يخشع ويسكن لمن صلى له.
الجواب: إذا كان الأذان على الوقت فإنه يجب على الإنسان أن يمسك مع الأذان، لكن إن كان المؤذنون يبكرون، كما هي الحال بالنسبة لبعض المؤذنين اليوم، فإن الدقيق منهم هو من يؤذن على التقويم، والتقويم فيه شيء من الاحتياط، فإذا تأخر الإنسان بعد التقويم دقيقة أو دقيقتين فلا حرج عليه إن شاء الله، وإن احتاط لنفسه فأمسك مع أول ما يسمع النداء فهذا أحسن.
الجواب: ليس فيه زكاة بلا شك، إنما الخلاف إذا كان يبلغ نصاباً، والنصاب إحدى عشر جنيهاً وثلاثة أسباع الجنيه.
الجواب: المستمع إلى القرآن له أجر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح عن عبد الله بن مسعود: {اقرأ علي القرآن، قال: يا رسول الله! أقرأ عليك وعليك أنـزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأ عليه سورة النساء، حتى بلغ قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً [النساء:41-42] قال: حسبك الآن، فالتفت إليه، فإذا عيناه تذرفان}.
الجواب: هذا مثال لما ذكرته قبل قليل في موضوع اختلاف أهل العلم، والمسألة مختلف فيها، فمن أهل العلم من يرى وجوب القراءة، في الفرض والنفل في الجهرية والسرية للمأموم والإمام والمنفرد، ومنهم من يقول: إنه في الصلاة الجهرية لا يجب على المأموم القراءة؛ لأن تأمينه على قراءة الإمام يكفيه، فإذا كان الإمام لا يسكت لم يجب عليه القراءة وإذا قرأ الإمام وجب الإنصات لقول الله عز وجل: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204] وقال صلى الله عليه وسلم: {وإذا قرأ فأنصتوا}.
الجواب: هذا كلام مبهم يجب تفصيله وتوضيحه، فإذا كان يقصد بالشكل صفة الإنسان، مثل: ثيابه أو شيئاً من ارتكابه للمحرمات، فلا بأس لكن ينبغي أن يكون ذلك على التعيين بطريقة أحسن، ومواجهة الناس بما يكرهون هكذا.... ليس لائقاً.
الجواب: الليلة إحدى عشر، فمن لم يعرف قيمة رمضان حتى الآن فمتى يعرف؟!
الجواب: هذا ليس فيما أعلم حديثا، بهذا اللفظ، وإنما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: [[حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله]].
الجواب: نعم يجوز دفع الزكاة إليه ما دام مسلماً، اللهم إلا إن كنت تخشى من الزكاة عليه أن تذهب في معصية، كأن يكون يشرب الخمر مثلاً، فتخشى أن يشتري بالزكاة خمراً فحينئذ من الممكن أن تقول له: إن عندي لك زكاة فإذا كنت تريد شيئاً أشتريه لك، فإذا ذكر لك حاجة يكون وكلك بشرائها.
الجواب: في الواقع ينبغي للنساء إذا صلين في جماعة أن يسوين الصفوف، ويتقاربن في الصف كما هو الحال بالنسبة للرجال.
الجواب: مجرد النية لا ينقض الوضوء، فإذا نوى الإنسان فإنه يكمل وضوءه وخاصة أولئك المبتلون بالوسواس.
الجواب: في الواقع أن المال هذا خرج من والدتك وصار للورثة، والورثة لم يستلموه إلى الآن ولم يخصم عليهم، فالقول بوجوب الزكاة في هذا المال فيه إشكال؛ لأنه سوف يقسم على الورثة، وقد يكون من الورثة من ماله من هذا المال لا يبلغ نصاباً.
الجواب: هذا بعيد جداً، لأنه لو قام يقرأ القرآن كله في ليلة ما أتمه والله تعالى أعلم، خاصة أنه سوف يصلي المغرب والعشاء ويأكل كما هو مأمور بالأكل، ويفطر ويتسحر، هذا فيه بعد، ولو فرض جدلاً أنه صح، فليس مشروعاً ولا يحمد فاعله، ولا يصح عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
الجواب: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {عفي لأمتي ما حدثت به أنفسها، مالم تتكلم أو تعمل} والله تعالى يقول: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] فما يخطر في القلب من خواطر وهواجس فإنها لا تؤثر ولا يحاسب العبد عليها.
الجواب: كلا، غفر الله لك، ليس من هذا أولاً: لأن هذا ليس شد رحل، لأن المقصود من شد الرحل السفر، وذهابك إلى مسجد في بلدك ليس سفراً، ثم إذا فرض أنك سافرت إلى بلد لسماع قراءة الإمام والصلاة وراءه، فهذا لا يدخل في الحديث، فإن المقصود: لا تشد الرحال إلى بقعة إلا إلى ثلاث بقاع أو مساجد، أما شد الرحل لغير ذلك، مثل أن تشد الرحل لزيارة مريض أو لطلب علم أو لصلة رحم، أو لتجارة أو لغير ذلك فهذا لا حرج فيه.
الجواب: نسبة دعاء ختم القرآن لشيخ الإسلام ابن تيمية، فيه نظر.
الجواب: المصلى المقصود به -والله تعالى أعلم- المسجد، المسجد الذي صلى فيه.
الجواب: نعم، هذا خطر كبير، وأنا اتصل بي كثيرٌ من الناس ذكوراً وإناثاً بعضهم في سن الثالثة عشرة والرابعة عشرة يذكرون أنهم وقعوا في شراك هذه المكالمات الهاتفية ثم نجاهم الله تعالى منها، وبعض الفتيات تتصل وتقول: إن والدها من الرجال الطيبين، ومن الأخيار، ومن طلبة العلم، ومع ذلك انجرفت إلى هذا دون علمه، وهذا ينبهنا إلى أمور: ضرورة مراقبة الهاتف جيداً من قبل الوالدين والأهل.
ومنها: أنه من الخطأ أن يضع الوالد عند بنته أو ولده جهازاً خاصاً للهاتف دون أن يكون قد قام بتربيتهم تربية صحيحة، وعلى أولئك وهؤلاء أن يتقوا الله تعالى ويراقبوه؛ فإن العبد قد يبتلى في نفسه أو ولده، فمن أساء إلى الناس ربما يعاقبه الله تعالى في المستقبل في نفسه أو في أولاده، والجزاء من جنس العمل.
الجواب: لم أعلم في ذلك رداً معيناً، إنما وقعت في يدي هذه الرسالة، وقرأت شيئاً منها، كما وقعت في يدي كثيرين من الناس، أما رد أصحاب الفضيلة فلم أعلم عنه شيئاً.
الجواب: لا حرج في ذلك.
الجواب: في الواقع هذا مؤسف جداً، وبعض هؤلاء أغنياء، وبعضهم ليسوا بحاجة، بل بعض هؤلاء كما وقفت بنفسي على ذلك يكونون مبتلين بشرب خمر أو مخدرات، أو غيرها فيتعرضون للمارة في رمضان أو غيره، وظاهرهم غير ملتزمين، بل ظاهرهم فيه بعض الانحرافات، وكذلك ظاهر أحوالهم ميسورة، وعلى الإنسان أن يبحث بصدقته وزكاته عمن يعتقد أنه أحوج.
الجواب: هذا يختلف، إذا كنت تستطيع أن تجد هذه الدراسة في بلدك فلماذا تسافر إلى بلد كافر! يعصى الله تعالى فيه جهاراً نهاراً؟!
الجواب: من جاء ودخل مكة وهو لا يريد العمرة فليس عليه إحرام، فإذا أنشأ نية العمرة داخل مكة، فإنه يحرم من أقرب مكان في الحل كأن يحرم من التنعيم مثلاً.
الجواب: الإيمان يزيد وينقص، وقد يكون الإيمان إذا رأى الإنسان ما يؤمن به أبلغ بلا شك من الإيمان بالخبر، ولذلك قال الله تعالى له: أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي [البقرة:260] فهناك مرحلة فوق مجرد الإيمان، وهي طمأنينة القلب.
الجواب: كلا، زكاة الفطر لا بد أن تكون من الطعام الذي حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والحمد لله رب العـالمين .
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر