يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:69-71]
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً [الأحزاب:70] أما بعد:- أيها المسلمون! إن كل إنسان على طهر هذه الأرض قد حمل أمانة عجزت عن حملها السماوات والأرض كما قال تعالى: فأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإنْسَانُ [الأحزاب:70]
والأمانة أمانتان:
فكل إنسان عاقل، رشيد، بالغ، قد حمل أمانة الدين، فعليه أن يقوم بالدين، باعتقاد العقيدة الصحيحة في الله تعالى وألوهيته وربوبيته، وأسمائه، وصفاته، وفي معرفة الإيمان والإسلام، وفي العمل بما أوجب الله تبارك وتعالى والانتهاء عما نهى عنه، فهذه أمانة عامة قد حُمِّلها كل إنسان.
ولقد كان سلف الأمة -رضي الله عنهم وأرضاهم- يدركون قيمة هذه الأمانة وعظمتها، فيشفقون منها، ويتمنون أنهم لم يحملوها، حتى لقد روي عن أبي بكر -رضي الله تعالى عنه- أنه كان يقول: [[وددت لو أني شجرة تعضد]] ونقل عن أبي عبيدة رضي الله عنه أنه تمنى أن يكون شاة يذبحها أهلها فيأكلوها ويستفيدوا من جلدها، وذلك لأنهم عرفوا قيمة هذه الأمانة وعظمتها، وأنهم مسئولون عنها بين يدي الله عز وجل فأشفقوا منها وفزعوا وخافوا، وهذا لا يعارض أنهم يشعرون أحياناً بتكريم الله تعالى لهم، حين جعلهم من البشر الذين اصطفاهم وكرمهم كما قال الله جل وعلا: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً [الإسراء:70].
وشعورهم بأن الله تعالى قد اختارهم حين جعلهم من أتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وتكريم الله لهم حين بشر بعضهم بالجنة كما ثبت عن العشرة، ومنهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وأبو عبيدة، وغيرهم، فكانوا يشعرون بتكريم الله تعالى لهم بإنسانيتهم، وبإسلامهم، وباتباعهم لمحمد صلى الله عليه وسلم، وببشارتهم بالجنة، ومع ذلك ففي بعض الأحيان يتذكر الواحد منهم هول يوم القيامة، والوقوف بين يدي الله جل وعلا، والصراط فيتمنى أنه لم يخلق، أو يتمنى أنه شجرة تعضد، أو يتمنى أنه شاة تذبح.
أيها الإخوة المؤمنون إن هذه هي الأمانة العامة التي هي على كتف كل واحد منا، بل هي على كتف كل إنسان بلغه هذا الدين قال تعالى: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ [الأنعام:19] فالمسلم والكافر والطائع والعاصي مكلفون ومؤتمنون، ويوم القيامة عما عملوا مسئولون قال تعالى: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ [الصافات:24] هذه هي الأمانة الأولى.
فمن مهمات الحاكم أن يعمل على تأمين أموال الناس، بحيث لا يصيب أموالهم ما يضرهم، أو يجتاح هذه الأموال، أو يبخسها أو ينقصها، وهو إن عمل ذلك يكون قد عمل عملاً يرضي الله تعالى عنه، ويكون سبباً في نجاته يوم الحساب.
ولذلك شرع الإسلام الحدود، من قطع يد السارق، وإقامة حد الحرابة على قطاع الطرق، إلى غير ذلك من الحدود كل ذلك لتأمين الناس وردع المجرمين، ومنع من تسول له نفسه بالجريمة، فمنعه من ذلك لأنه يعرف ماذا ينتظره، أما إذا لم تقم هذه الحدود فحينئذ يأتي قول الناس: [[من أمن العقوبة أساء الأدب]].
ومن مهمة الحاكم وأمانته المحافظة على أعراض الناس، بمنع من يعتدي عليهم أو على زوجاتهم أو بناتهم، بالزنى أو باللواط، أو بالقذف، أو بالسب، أو بالشتم، أو بنحو ذلك، ولهذا أيضاً شرعت عقوبات معينة كعقوبة رجم الزاني إن كان محصناً، وجلده إن كان غير محصن، وجلد القاذف، وتعزير المعتدين على الأعراض أو غيرها فيما دون الحدود، لحماية هذه الأعراض.
وكما أن الحاكم مطالب بتأمين الناس على أبدانهم وأموالهم وأعراضهم، فهو مطالب أيضاً بصفة أكبر وأعظم بتأمين الناس على أديانهم، لماذا؟
لأن الإنسان لو اعتدي على بدنه بالقتل مثلاً، وكان شخصاً مؤمناً مسلماً، لكان مصيره إلى الجنة بإذن الله تعالى، لكن لو اعتدي عليه في دينه فصُدَّ عن الإسلام، وأثيرت أمامه الشبهات، حتى شك في الدين والعياذ بالله أو أثيرت أمامه الشهوات حتى وقع في الحرام فإن مصيره إلى النار إن لم يتجاوز الله تعالى عنه، ولذلك يقول الله تعالى: وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ [البقرة:191] يعني أن فتنة الناس عن دينهم بالشهوات أو بالشبهات أعظم من قتلهم، فالمقتول قد يكون شهيداً في سبيل الله، لكن الذي افتتن عن دينه وارتكب ما حرم الله، أو وقع في شبهة، فقد وقع في أمر عظيم لا نجاة له منه إلا بالتوبة، ولذلك كان الحاكم في الإسلام مطالباً بحماية أديان الناس، ومنع الذي يثيرون الشبهات، سواء أكانوا يثيرونها في أجهزة الإعلام: من إذاعة، وتلفزة، وصحافة، وغيرها، أم ينشرونها في كتب، أو يثيرونها في مجلات، أو في بيوتهم، أو في مجالسهم، أو يثيرونها بأي شكل من الأشكال.
فواجب على الحاكم المسلم متى علم أن شخصاً، أو مؤسسة، أو جريدة، أو جهة تقوم بفتنة الناس عن دينهم بإثارة الشبهات في الدين أو بدعوة الناس للشهوات، عن طريق عرض الصور الخليعة، والأغاني الماجنة، وعن طريق الإثارة، وتحريك الغرائز، وعن طريق إتاحة الفرصة للرذيلة، متى علم ذلك كان حقاً عليه أن يقوم بالأمانة التي ائتمنه الله عليها بأن يقوم على هؤلاء بمنعهم وردعهم عما يقومون به.
فقال هأنذا يا أمير المؤمنين، قال: أنشدك بالله من أين لي هذا الثوب؟
قال: هو ثوبي قد أهديته لك يا أمير المؤمنين، فقال ذلك الرجل: أما الآن يا أمير المؤمنين فقل نسمع لك ونطيع).
وهو الذي كان يقول رضي الله عنه وأرضاه: (لو عثرت بغلة في العراق لعلمت أن الله سائلني عنها لم لمْ تسو لها الطريق يا عمر) فمهمة الحاكم إقامة العدالة بين الناس، من غير تمييز بينهم، لا بحسب ألوانهم، فلا فرق بين أبيض وأسود، ولا بحسب أنسابهم، فلا قيمة في الإسلام لكلمة هذا من قبيلة كذا وهذا من عائلة كذا، وهذا من أسرة كذا، وهذا قبيلي وهذا غير قبيلي، كل هذه الأشياء ما أنـزل الله بها من سلطان، قال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13].
إن بلالاً الحبشي، وصهيباً الرومي، وسلمان الفارسي، وأبا بكر القرشي كلهم يقفون على قدم المساواة في الإسلام، بل كان عمر رضي الله عنه يقول: (أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا) يعني بلال بن رباح، فهذه أمانة خاصة.
وإذا حدث من مسئول -كَبُرَ أو صَغُر- خطأ ما، وجب محاسبته وردعه. عندما فتح المسلمون مصر كان الفاتح عمرو بن العاص رضي الله عنه وكان له ولد اسمه محمد، فتسابق محمد بن عمرو بن العاص أمير مصر، تسابق مع رجل من الأقباط فسبقه، فقام محمد بن عمرو بن العاص فضرب القبطي ضربة بيده أو بسوطه، فخرج هذا القبطي من مصر إلى المدينة المنورة حتى دخل على أمير المؤمنين، فشكى له الحال، فأرسل عمر رضي الله عنه إلى عمرو بن العاص وأمره أن يأتي ويأتي ابنه معه وحاكمهم حتى ثبت الحق للقبطي، فأخذ عمر من محمد بن أمير مصر الحق لهذا القبطي، ووبخ عمرو بن العاص وقال له: [[يا بن العاص! متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟!]] لم يمنعه كون أبيه أميراً أن يأخذ الحق منه، فبالعدل والحق قامت السماوات والأرض.
وكذلك من الطرائف والقصص العجيبة، ما ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ولى رجلاً على إحدى مدن العراق، فكان هذا الرجل شاعراً يحب الشعر، ففي أحد الأيام كان يتغنى بأبيات من الشعر ويقول:
ألا هل أتى سلمى بأن حليلها بـنعمان يسقى في زجاج وحنتم |
يعني زوجته، يقول: إن زوجها -وهو يعني نفسه- يُسقى الخمر في كئوس وقوارير.
إذا كنت ندماني فبالأكبر اسقني ولا تسقني بالأصغر المتفلم |
لعل أمير المؤمنين يسوءه تنادمنا بالجوسق المتهدم |
يعني: أنه يتغنى بشرب الخمر ويقول لعل عمر بن الخطاب لو علم بذلك لحزن وساءه ذلك، فوصلت الأبيات إلى عمر رضي الله عنه فهز رأسه وقال: [[نعم والله إنه ليسوئني ذلك، ثم قال للمسلمين: من رأى هذا الرجل فليخبره أني قد عزلته، فعزل الرجل وجاء إلى أمير المؤمنين
لكن كم هو مؤسف -أيها الإخوة- أن بعضكم وأقول بعضكم لأني لا أريد أن تظنوا أن الحديث يتناول أناساً غائبين عنا، فالحديث عنا وعن الغائبين، أن بعضكم قد يعتني بصحة ولده، ويلبسه أجمل الثياب، ويشتري له أجمل الأثاث، ويحمله على السيارة إلى المدرسة، ويطعمه من أحسن الطعام، ويحرص على راحته، لكنه لا يهتم بإصلاح دينه، ولا تربيته على الأخلاق الفاضلة، وإذا رأى من ولده اعوجاجاً أو انحرافاً فإنه يقول: يكبر ويعقل، ولا يدري هذا المسكين أنه قد لا يكبر، وأنه إن كبر فما أكثر الصوارف، وأن الإنسان إذا نشأ على شيء وشب عليه كبر عليه:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه |
فمن الأمانة الملقاة عليك أيها الأب أن تربي ولدك تربية حسنة منذ طفولته، بل أقول: قبل طفولته، بل قبل ولادته، بل قبل وجوده! بأن تختار المرأة الصالحة، فهي المحضن المناسب لتربية الطفل، ثم بعد ولادته فلا يأكل إلا حلالاً، وامنعه من أن يسمع ما يسخط الله، أو يقول الكلام الفاحش البذيء، أو ينظر المناظر المحرمة، ورَبِّه على طاعة الله تعالى، وليست التربية هي الضرب والجلد، وإنما الضرب والجلد عند الحاجة إليه، والأصل في التربية أن تكون بالتعليم، والتفهيم، والقصص، والأخبار، والسلوك الحسن، والقدوة الحسنة.
وأن لا يعتبر أن عمله مجرد إيصال المعلومات إلى أذهانهم، بل يجب أن يربي أخلاقهم ليربطهم بالدين ويخوفهم بالله عز وجل مع إعطائهم المادة التي يجب أن يعطيها لهم.
أيها المسلمون: إنها أمانة عظيمة، وإن كنا لا نعيها اليوم، فإنا قد نعيها في يوم يكون قد فات فيه الأوان، ولات ساعة مندم، أقول قولي هذا وأستغفر الله، لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم، ويتب عليكم إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله حمداً كثيراً، كما يحب ربنا ويرضى، وأصلي وأسلم على خاتم رسله نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعــد:
أيها الإخوة المؤمنون: إن هذا العصر الذي تعيشونه، عصر مليء بالفتن والشهوات، وشبابكم مهدد من جهات عديدة، فالمخدرات تفتك بالشباب، وهناك أجهزة عالمية تسعى إلى نشر المخدرات في العالم كله، وخاصة في هذه البلاد؛ لأنهم يعرفون أنها هي المعقل الأخير للإسلام، وأنهم إذا اقتحموها وقضوا على شبابها، فقد أصابوا المسلمين في عقر دارهم، وشبابكم مهددون بأجهزة الإعلام الفاسدة المنحلة، من أجهزة مسموعة أو مرئية، أو مقروءة، أو غيرها، وهي تبث السموم وأحياناً قد تبث السم في الدسم، وتغري الشباب بالكلمة الجميلة، والصورة الفاتنة، والقصيدة، والأغنية، والمنظر، وغير ذلك.
وشبابكم مهددون بكثير من الكتب، التي تثير الشبهات حول الإسلام، وكثير من الشباب يسافرون إلى بلاد أخرى، من بلاد الرذيلة، خاصة في الإجازات حيث يستمتعون بالحرام، من شراب، وزنا، وفسوق، وكل ما يسخط الله -جل وعلا- وبعضهم يذهبون ويرجعون وقد اصطادتهم أجهزة خبيثة هناك، وجندتهم لخدمتها وتحقيق أغراضها، لنشر الرذيلة والفساد في بلاد المسلمين، فيرجع بعضهم - بل أكثرهم- وقد تحلل من أخلاقه، ويرجع بعضهم وقد حمل أفكاراً معادية للإسلام، وصار يشكك في الدين والعياذ بالله فيجب عليكم أن تنتبهوا إلى هذا الخطر، ولا بد أن تدركوا أن الزمان يتغير.
قبل عشرين سنة كان يحدث من بعض الشباب شيء من الفسوق أو العوج، لكنه سرعان ما يتعدل ويسلك مسيرة آبائه وأقاربه ويهتدي، أما اليوم فالأمر ليس كذلك، لأن المغريات كثيرة، والفتن كثيرة، والشهوات كثيرة، وإذا وقع الشاب في شراك شيء من ذلك فإنه من الصعب أن يخرج منه.
خذ على سبيل المثال: المخدرات، الشاب الذي يقع ضحية المخدرات كيف يخرج منها؟!
إذا أصبح مدمناً أصبح من العسير أن يتخلص منها، حتى أن بعضهم يأكل أو يتعاطى هذه المخدرات وهو يعلم أنه يموت الآن، لأنه اعتاد عليها فأصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياته، وأصبح مدمناً لها فلا يستطيع أن يتخلص منها والعياذ بالله وهذه عقوبة عاجلة لهؤلاء، فانتبهوا -بارك الله فيكم- لأولادكم منذ الصغر، وارعوا الأمانة التي ائتمنكم الله عليها.
وكيف تغفل عن ابنـتك؟!
وهل تدري ماذا يجري في البيت؟!
وهل تدري ماذا تأتي به ابنتك من الصحف والمجلات والأشرطة؟!
وهل تدري ماذا تستمع؟!
وهل تدري كيف تستخدم الهاتف؟!
وهل تدري من صديقاتها؟!
وما هو الحديث الذي يدور بينها وبين صديقاتها؟!
ما الذي يدريك أن ابنتك لا تشاهد أفلاماً محرمة، ولا تسمع أغاني محرمة، ولا تقرأ مجلات محرمةٍ داعرةً تربي البنت على الرذيلة والانحلال؟!
وما الذي يدريك أن تكون ابنتك تتحدث مع بعض صديقات السوء عن صديقي فلان، وأقمت علاقة مع فلان، وهذه صورة علان؟!
وما الذي يدريك أن تكون بنتك تستخدم الهاتف أحياناً لغرض المعاكسة والاتصال، والتعرف على الشباب؟!
إنني أعلم أيها الإخوة من خلال معلومات مؤكدة وصلتني، أن هناك عدداً غير قليل من بناتنا، وآباؤهن من الصالحين الطيبين الحريصين الغيورين، ومع ذلك تقع البنت في مثل ذلك دون أن يعلم والدها، وقد تتوب وهو لم يعلم بشيء من ذلك، وقد جاءتني رسائل في هذا المضمون عديدة تدل على أن كثيراً من البيوت قد خربت دون أن يعلم المسئولون عنها، وأن الذئاب البشرية من هؤلاء الشباب المنحرفين يفتكون بعدد غير قليل من فتياتنا بدون علم أولياء أمورهن، أَمَا إني لا أعممُ هذا الكلام ولست أقول: إن كل البيوت كذلك، ولا كل البنات كذلك، بل فيهن القانتات الصالحات الحافظات للغيب بما حفظ الله، وفيهن الدينات العفيفات وهن كثير -والحمد لله- ولكن مع ذلك يجب أن ننتبه لئلا تتخرب بيوتنا ونحن لا نشعر.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر