حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا مروان بن معاوية عن إسماعيل -يعني ابن أبي خالد - عن أبيه عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لايزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة، فسمعت كلاماً من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم أفهمه، قلت لأبي: ما يقول؟ قال: كلهم من قريش) ].
يقول الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى: [ كتاب المهدي ] وأبو داود رحمه الله عقد للمهدي خاصة هذا الكتاب.
وأحاديث المهدي بلغت حد التواتر المعنوي، وهو من علامات الساعة التي تكون في آخر الزمان، وهي متصل بعضها ببعض كـالمهدي والدجال والمسيح .. كلهم في زمان واحد.
أورد أبو داود حديث جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة)، يعني: في مدة هؤلاء الاثنا عشر خليفة يكون الدين قائماً، وقد جاء بألفاظ متعددة في صحيح مسلم وفي غيره: (لا يزال أمر الناس قائماً حتى يليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش).
القول الأول: إنهم متفرقون وليسوا في زمن واحد ولا يلزم التوالي، بل هذه الولاية للاثني عشر يكون الدين في زمنهم وفي عهدهم قائماً، وأبو داود أورد هذا الحديث في كتاب المهدي ، ويفهم من هذا: أنه يرى أن المهدي هو منهم، وأنهم يكونون في أزمان مختلفة، ولا يلزم تواليهم.
وممن جنح إلى ذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره في سورة المائدة عند قول الله عز وجل: وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا [المائدة:12]؛ فإنه عند الكلام على هذه الآية ذكر الحديث الذي فيه الخلفاء، وأن المهدي هو أحدهم، وصنيع أبي داود يشعر بهذا.
القول الثاني: وهو الذي ذكره شارح الطحاوية واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره: أنهم الأربعة الخلفاء الراشدون وثمانية من بني أمية، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال قائماً ما وليهم اثنا عشر خليفة)، ومعنى ذلك: أن الإسلام يكون عزيزاً في زمانهم، وكان الإسلام عزيزاً في القرن الأول وإلى ما قبل نهاية عهد بني أمية، حيث كان في الإسلام قوة وانتشار.
ومن المعلوم أن الجيوش في عهد بني أمية وصلت إلى المحيط الأطلسي، ووصلت إلى الصين والسند والهند، وحصل افتتاح البلاد واتساع رقعة البلاد الإسلامية، وكان الإسلام قوياً، وأهله في قوة وعزة وتفوق على الأعداء.
وقد بين صلى الله عليه وسلم أنهم كلهم من قريش، وقريش هم أولاد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة الأب الحادي عشر للنبي صلى الله عليه وسلم، ونسل فهر بن مالك هم قريش.
جملة: (كلهم من قريش) لم يفهمها، فسأل جابر بن سمرة أباه عن هذه الكلمة التي خفيت عليه، فقال: (كلهم من قريش)، يعني: هؤلاء الاثنا عشر.
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله ملكه من يشاء)، وهذا الحديث يدل على أن هؤلاء يقال لهم خلفاء، ولا تنافي بينه وبين الحديث السابق؛ لأن ذاك يدل على أن الخلافة موصوفة بالرشد، وأما هذه فإنه يقال لها خلافة وفيها قوة وانتشار للإسلام وانتصار للمسلمين وإن لم يكونوا مثلما كان عليه أهل الخلافة الراشدة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين.
ولكن فيه إطلاق اسم الخليفة على هؤلاء الثمانية من هؤلاء الاثنا عشر وهم بعد الخلفاء الراشدين، وفي هذا دليل على أنه لا تنافي بين الملك والخلافة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث سفينة مولى رسول الله عليه الصلاة والسلام قال ( خلافة النبوة بعدي ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء).
ومعلوم أنه في هذه المدة التي كان فيها حصول الملك أن هؤلاء الثمانية أطلق عليهم أنهم خلفاء وهم ملوك، وحصل انتشار وقوة للإسلام في زمانهم، ولم يأت عصر من العصور بعد الخلفاء الراشدين مثل عهد بني أمية في قوة الإسلام وانتصار أهله على أعدائهم، وكثرة الفتوحات، واتساع رقعة البلاد الإسلامية.
هو عمرو بن عثمان الحمصي ، وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجة .
[ حدثنا مروان بن معاوية ].
مروان بن معاوية ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ عن إسماعيل -يعني ابن أبي خالد - ].
إسماعيل بن أبي خالد ثقة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[ عن أبيه ].
أبوه مقبول أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي وابن ماجة .
[ عن جابر بن سمرة ].
جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنهما، وهو صحابي، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
وكذلك أبوه سمرة بن جنادة صحابي أخرج له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي .
وفي الحديث رجل مقبول، ولكنه لا يؤثر، لوروده من طرق أخرى بعده صحيحة؛ فلا يؤثر وجود أبي خالد والد إسماعيل .
أورد أبو داود الحديث من طريق أخرى وهو مثل الذي قبله.
قوله:[ حدثنا موسى بن إسماعيل ].
هو موسى بن إسماعيل التبوذكي ، وهو ثقة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[ حدثنا وهيب ].
هو وهيب بن خالد ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ حدثنا داود ].
هو داود بن أبي هند ، وهو ثقة، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً ومسلم وأصحاب السنن.
[ عن عامر ].
هو عامر بن شراحيل الشعبي ، وهو ثقة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[ عن جابر بن سمرة ].
جابر بن سمرة رضي الله عنه مر ذكره.
أورد أبو داود هذا الحديث من طريق أخرى، وفيه زيادة: (لما رجع إلى منزله أتته قريش، فقالو: ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يكون الهرج)، يعني: ماذا يكون بعد الخلفاء الاثني عشر؟ (قال: ثم يكون الهرج؟)، والهرج هو: اختلاف الأمور وكثرة القتل الذي يحصل بسبب ذلك.
وقد حصل هذا في آخر عهد بني أمية عند خروج العباسيين عليهم، والفتن التي حصلت قبل ذلك للتمهيد لولايتهم، فقد حصل فيها قتل كثير وتحقق ذلك.
ولو نظرنا إلى القول الآخر بأن المهدي هو آخر الخلفاء، فينتج عن ذلك أنه هو الهرج، وهذا لا يستقيم؛ لأن بعد المهدي زمن عيسى، ثم قتل الدجال في زمانه، ثم بعد ذلك يأجوج ومأجوج، لكنه يستقيم مع القول بأنهم من بني أمية.
هو عبد الله بن محمد بن نفيل النفيلي ، وهو ثقة، أخرج له البخاري وأصحاب السنن.
[ حدثنا زهير ].
هو زهير بن معاوية ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ حدثنا زياد بن خيثمة ].
زياد بن خيثمة ثقة، أخرج له مسلم وأصحاب السنن.
[ حدثنا الأسود بن سعيد الهمداني ].
الأسود بن سعيد الهمداني صدوق، أخرج له أبو داود .
[ عن جابر بن سمرة ].
جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنهما مر ذكرهما.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (كلهم من قريش)، فيه إخبار عن أمر سيقع، وقد وقع طبقاً لما أخبر به صلى الله عليه وسلم.
ويمكن الجمع بين هذا الحديث وبين ما حصل من القتل في عهد علي رضي الله عنه في زمن الفتنة: بأن الأمر كان ماضياً والخلافة راشدة وخلافة نبوة، وحصول اقتتال لا ينافي ظهور الإسلام، وأن الأمر الذي كان موجوداً من قبل هو موجود، وإنما حصل الانشقاق بين أهل العراق وأهل الشام.
وقال في حديث سفيان : (لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي) ].
أورد أبو داود حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي؛ يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)، وهذا من أحاديث المهدي .
قوله: [(لو لم يبق من الدنيا إلا يوم)]، معناه: تحقق وجوده وحصوله، وأنه لابد وأن يقع، وفيه إشارة ودلالة على أنه في آخر الزمان؛ لأن قوله: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم)، معنى ذلك: أنه سيكون في آخر الزمان وليس في أول الزمان.
قوله: [ (رجلاً مني أو من أهل بيتي)]، يعني: أنه من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، وأهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم هم نسل عبد المطلب وذريته الذين تحرم عليهم الصدقة، وهم أزواجه وذريته وكل مسلم ومسلمة من نسل عبد المطلب ، ولكن جاء في بعض الأحاديث أنه من نسله صلى الله عليه وسلم، وفيه: أنه يواطئ اسمه اسمه واسم أبيه اسم أبيه يعني اسمه محمد بن عبد الله ، وهو يدل على خلاف ما تقوله الشيعة الرافضة من أنه محمد بن الحسن ؛ لأنه قال: (يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي)، وهو محمد بن عبد الله وليس محمد بن الحسن.
(يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً)، وهذا فيه بيان أن ما قبل زمانه كان فيه الجور والظلم، ثم بعد مجيء زمانه يكون العدل وانتشار الخير وظهوره، وما جاء في هذا الحديث يدل له قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لا يأتي عام إلا والذي بعده شر منه)، وهذا ليس على إطلاقه، فقد يأتي زمن أحسن من الزمن الذي قبله.
ولهذا نقل الحافظ ابن حجر في فتح الباري عن ابن حبان أنه لما ذكر هذا الحديث قال: مخصوص بما جاء في أحاديث المهدي من أنه يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، ولهذا بعض الناس الذين ليس لديهم خبرة بنصوص السنة وفهم لها واطلاع على ألفاضها وأحاديثها تجده يقف على مثل هذا الحديث فيقدح في معناه، ويقول: إن هذا دعوة إلى الهزيمة، وما إلى ذلك من الكلام الساقط.
ولكن أهل العلم المحققين يجمعون بين النصوص ويفهمونها، ومن ذلك ما ذكره الحافظ عن ابن حبان في قوله: إن هذا الحديث مخصوص بما جاء في أحاديث المهدي فليس على إطلاقه بل قد يأتي عام أحسن من الذي قبله، وهكذا في مختلف البلاد والمناطق قد يأتي زمان أحسن مما تقدمه وسبقه.
هذا اللفظ الثاني هو مثل الأول.
هو مسدد بن مسرهد ، وهو ثقة، أخرج له البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي .
[ أن عمر بن عبيد ].
عمر بن عبيد صدوق، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ ح وحدثنا محمد بن العلاء ].
هو محمد بن العلاء بن كريب أبو كريب ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا أبو بكر -يعني ابن عياش - ].
أبو بكر بن عياش ثقة، أخرج له البخاري ومسلم في المقدمة وأصحاب السنن.
مسدد مر ذكره، ويحيى القطان ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن سفيان ].
سفيان هو الثوري ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ ح وحدثنا أحمد بن إبراهيم ].
هو أحمد بن إبراهيم الدروقي ، وهو ثقة، أخرج له مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة .
[ حدثنا عبيد الله بن موسى ].
هو عبيد الله بن موسى ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ أخبرنا زائدة ].
هو زائدة بن قدامة ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ ح وحدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا عبيد الله بن موسى عن فطر ].
فطر بن خليفة صدوق، أخرج له البخاري وأصحاب السنن.
[ المعنى واحد كلهم عن عاصم ].
عاصم هو ابن بهدلة وهو ابن أبي النجود ، وهو صدوق له أوهام، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة وروايته في الصحيحين مقرونة.
[ عن زر ].
هو زر بن حبيش ، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[ عن عبد الله ].
هو عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد فقهاء الصحابة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[ قال أبو داود : لفظ عمر وأبي بكر بمعنى سفيان ].
عمر بن عبيد وأبو بكر بن عياش بمعنى سفيان الثوري .
يعني: أن المعنى واحد عن هؤلاء كلهم، ولكن يمكن أن يكون حديث هؤلاء متقارب أكثر.
قوله: [ وقال في حديث سفيان : (لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي) ].
المقصود بهذه الجملة الأخيرة: أن الدنيا لا تنقضي حتى يملك العرب هذا الرجل.
أورد أبو داود حديث علي رضي الله عنه وهو بمعنى حديث ابن مسعود فهو شاهد له، وهو يتعلق بـالمهدي ، وهو مطابق في الجملة لما جاء في حديث ابن مسعود المتقدم.
قوله: [ حدثنا عثمان بن أبي شيبة ].
عثمان بن أبي شيبة ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، إلا الترمذي وإلا النسائي فقد أخرج له في عمل اليوم والليلة.
[ حدثنا الفضل بن دكين ].
الفضل بن دكين هو أبو نعيم يذكر بكنيته أحياناً ويذكر باسمه كما هنا، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ حدثنا فطر عن القاسم بن أبي بزة ].
فطر مر ذكره، والقاسم بن أبي بزة ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن أبي الطفيل ].
أبو الطفيل هو عامر بن واثلة رضي الله عنه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[ عن علي ].
هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين الهادين المهديين، صاحب المناقب الجمة والفضائل الكثيرة رضي الله عنه وأرضاه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
أورد أبو داود حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المهدي من عترتي من ولد فاطمة)، والعترة: هم القرابة، والمقصود بهم النسل والذرية، وقيل: مطلق القرابة.
قوله: [(من ولد
عبد الله بن جعفر الرقي ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ حدثنا أبو المليح الحسن بن عمر ].
حدثنا أبو المليح الحسن بن عمر ثقة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والنسائي وابن ماجة .
[ عن زياد بن بيان ].
زياد بن بيان صدوق، أخرج له أبو داود وابن ماجة .
[ عن علي بن نفيل ].
علي بن نفيل لا بأس به، حديثه أخرجه أبو داود وابن ماجة ، ولا بأس به بمعنى: صدوق .
[ عن سعيد بن المسيب ].
سعيد بن المسيب ثقة فقيه، أحد فقهاء المدينة في عصر التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أم سلمة ].
أم سلمة أم المؤمنين هند بنت أبي أمية رضي الله عنها، وحديثها أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[ قال عبد الله بن جعفر : وسمعت أبا المليح يثني على علي بن نفيل ويذكر منه صلاحاً ].
وهذا التعليق فيه الثناء على علي بن نفيل وأنه رجل صالح.
أورد أبو داود حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وفيه وصف المهدي بأنه أجلى الجبهة، وفسر بانحسار شعر مقدم الرأس، وبأنه عريض الجبهة، وأقنى الأنف، فسر بأنه طويل الأنف، دقيق الأرنبة، محدودب ظهر الأنف.
قوله: (يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً)، وهذا كما مر في حديث علي وحديث ابن مسعود .
قوله: (ويملك سبع سنين) يعني: أن مدة بقاء ملكه سبع سنين.
سهل بن تمام بن بزيع صدوق يخطئ، أخرج له أبو داود .
[ حدثنا عمران القطان ].
عمران القطان صدوق يهم، أخرج له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن .
[ عن قتادة ].
هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن أبي نضرة ].
أبو نضرة هو المنذر بن مالك بن قطعة ، وهو ثقة، أخرج له البخاري تعليقاًو مسلم وأصحاب السنن.
[ عن أبي سعيد الخدري ].
أبو سعيد الخدري هو سعد بن مالك بن سنان رضي الله عنه أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو داود : قال بعضهم عن هشام : (تسع سنين)، وقال بعضهم: (سبع سنين).
أورد أبو داود حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: (يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من أهل الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام، وعصائب أهل العراق فيبايعونه) .
فإذا رأى الناس الخسف الذي حصل لهؤلاء الجيش الذين أرسلوا من الشام يأتيه أبدال أهل الشام وعصائب العراق فيبايعونه.
الأبدال: فسروا بأنهم الذين يخلف بعضهم بعضاً في نصرة وإظهار الدين، وهم بمعنى الذين يجددون الدين، ولكن الحديث ضعيف، ولم يثبت في الأبدال شيء، لكن التجديد وكونه يبعث الله لهذه الأمة ما يجدد دينها ثابت.
قوله: [ (أخواله كلب)]، يعني: هو أبوه قرشي وأمه كلبية.
قوله: [ (فيبعث إليهم بعثاً) ] يعني: هذا الذي أخواله كلب. فيظهرون عليهم.
قوله: [ (ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض)، معناه: أنه انتشر وانتصر واستقر وثبت كما أن البعير إذا كان باركاً في معطنه وقد استراح واطمأن فإنه يمد جرانه -وهي رقبته- على الأرض.
قوله: [ (فيلبث سبع سنين، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون) ].
يعني: ذلك الرجل الذي يبايع يلبث سبع سنين، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون، والحديث ضعيف؛ لأن فيه ذلك الرجل المبهم، وهو عبد الله بن الحارث .
محمد بن المثنى هو أبو موسى الزمن ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو شيخ لأصحاب الكتب.
[ حدثنا معاذ بن هشام ].
معاذ بن هشام صدوق ربما وهم، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ حدثني أبي ].
هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن قتادة عن صالح أبي الخليل ].
قتادة مر ذكره، وصالح أبو الخليل وثقه ابن معين والنسائي أخرج له أصحاب الكتب الستة.
عن صاحب له عن أم سلمة ].
أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها وقد مر ذكرها.
[ قال أبو داود : قال بعضهم عن هشام : (تسع سنين)، وقال بعضهم: (سبع سنين) ].
هذا اختلاف في المدة لكن اللفظ الأول يطابق الحديث الذي مر عند أبي سعيد وهو سبع.
قوله في الحديث: (ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد) لا يتعارض مع إخباره عنه بأنه يملك سبع سنين؛ لأن المقصود به الإخبار بتحقق وجوده وليس فيه بيان أن مدته بعض يوم، وإنما المقصود بيان أن هذا أمر لابد وأن يوجد وأنه لو كان آخر يوم لطول الله ذلك اليوم، وقد جاء أنه يمكث سبع سنين.
قال أبو داود : قال غير معاذ عن هشام : (تسع سنين) ].
قوله: [ حدثنا هارون بن عبد الله ].
هو هارون بن عبد الله الحمال البغدادي ، وهو ثقة، أخرج له مسلم وأصحاب السنن.
[ حدثنا عبد الصمد ].
هو عبد الصمد بن عبد الوارث ، وهو صدوق، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن همام ].
هو همام بن يحيى العوذي وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن قتادة بهذا الحديث ].
قتادة مر ذكره.
أورد أبو داود الحديث من طريق أخرى وأحال على الطريق السابقة، وأن الطريق السابقة أتم من هذه الطريق التي ذكر إسنادها ولم يذكر لفظها.
قوله: [ حدثنا ابن المثنى عن عمرو بن عاصم ].
عمرو بن عاصم صدوق في حفظه شيء، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ حدثنا أبو العوام ].
أبو العوام هو عمران القطان ، وهو صدوق يهم.
[ حدثنا قتادة ].
مر ذكره.
[ عن قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة ].
عبد الله بن الحارث بن نوفل له رؤية، وقيل: إنه من كبار التابعين، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
وأبو العوام هو الذي انفرد بذكر عبد الله بن الحارث .
أورد أبو داود حديث أم سلمة في قصة جيش الخسف الذي مر من طريق ضعيف، وأنه يخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة، وجاء في هذا الإسناد كيف بمن هو فيهم ولكنه كاره؟ قال: (يخسف بهم ثم يبعثون على نياتهم)، يعني: أن العبرة بالنية، وأن الإنسان إذا كان مكرهاً فإنه يكون معذوراً، ويبعث على نيته.
جرير بن عبد الحميد الضبي الكوفي ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن عبد العزيز بن رفيع ].
عبد العزيز بن رفيع ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن عبيد الله بن القبطية ].
عبيد الله بن القبطية ثقة، أخرج له البخاري في رفع اليدين ومسلم وأبو داود والنسائي .
[ عن أم سلمة ].
أم سلمة مر ذكرها.
هذا هو الكلام الثابت فيما يتعلق بالخسف، وله شاهد فيما يتعلق بالخسف، وليس له شاهد فيما يتعلق بالأمور الأخرى.
أورد أبو داود حديث علي رضي الله عنه أنه قال عن ابنه الحسن : (إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم) وذلك أنه جاء في الحديث أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وقد حمله، وكان ينظر إليه وينظر إلى الناس ويقول: (إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) ؛ فـعلي رضي الله عنه يشير إلى هذا الحديث.
قوله: [ (وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم) ]، يعني: أن المهدي يكون من ولد الحسن ، (ثم ذكر قصة يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً).
والحديث فيه انقطاع من جهتين في أعلاه وفي أسفله: أما في أسفله فعدم وجود شيخ أبي داود ؛ لأنه قال: حدثت. وهو منقطع، والأمر الثاني في أعلاه : أبو إسحاق لم يدرك علياً رضي الله عنه، فهو منقطع في أسفله وفي أعلاه وهو غير ثابت.
ويمكن أن نسمي الأول: معلقاً.
هارون بن المغيرة ثقة، أخرج له أبو داود والترمذي .
[ قال: حدثنا عمرو بن أبي قيس ].
عمرو بن أبي قيس صدوق له أوهام، أخرج له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن.
[عن شعيب بن خالد ].
شعيب بن خالد ليس به بأس، أخرج له أبو داود .
[ عن أبي إسحاق ].
هو أبو إسحاق عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن علي ].
علي رضي الله عنه مر ذكره.
أورد أبو داود حديث علي رضي الله عنه أنه قال: (يخرج رجل من وراء النهر)، المقصود من جهة الشرق. (يقال له:
أي: يمهد لآل محمد الملك والولاية كما مهدت قريش للرسول صلى الله عليه وسلم. (وجب على كل مؤمن نصره)، أو قال: (إجابته) .
والحديث ضعيف؛ لأن في إسناده من هو متكلم فيه.
إذاً: الحديث فيه انقطاع، بالإضافة إلى المجهولين .
[ وقال هارون : حدثنا عمرو بن أبي قيس عن مطرف بن طريف ].
مطرف بن طريف ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن أبي الحسن ].
أبو الحسن مجهول، أخرج له أبو داود .
[ عن هلال بن عمرو ].
هلال بن عمرو مجهول. أخرج له أبو داود .
[ عن علي ].
علي رضي الله عنه مر ذكره.
والحديث فيه مجهولان، وفيه انقطاع في الأول، وهو غير ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الجواب: هذا شيء قاله في عدة كتب قبل هذا الكتاب، يعني: ذكر أول الكتاب كذا، ومعنى ذلك: أن الأحاديث الواردة في الكتاب كلها تتعلق به، والتعبير بقوله: (أول)، عبر بهذا هنا وفي غيره من الكتب التي قبله.
الجواب: لا شك أنه منهم، لكن لا يقال بأنه خامس الخلفاء الراشدين؛ لأن معاوية رضي الله عنه أفضل منه، ومعاوية صحابي، وعمر تابعي، ومعلوم أن الصحابة أفضل من التابعين.
الجواب: باعتبار أن مدته وجيزة.
الجواب: خلافة النبوة حددها بقوله: (خلافة النبوة بعدي ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء)، فالمقصود بذلك خلافة الخلفاء الراشدين والمهدي في آخر الزمان.
ولكن صنيع أبي داود في إيراد الحديث تحت كتاب المهدي كأنه يشير إلى أن المهدي واحد من الاثني عشر، وهذا هو الذي ذكره ابن كثير في تفسيره.
لكن الأظهر هو القول الثاني وأن المقصود به الخلفاء الراشدون وثمانية من بني أمية.
الجواب: لم يذكروه؛ لأن الخلافة كانت بالشام، وكان كل واحد يعهد إلى الذي بعده، وابن الزبير رضي الله عنه أنكر عليه بعض الصحابة ما حصل منه من الولاية، ولا شك أنه رضي الله عنه اجتهد، ولكن لم يذكروه في جملة الخلفاء؛ لأن الخلافة كانت في الشام.
الجواب: أسقط يزيد وذكر مكانه الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، وبعض العلماء ذكروا يزيد مثل شارح الطحاوية.
الجواب: هذا غير صحيح أبداً، لا ينفى ذلك أن يكون هناك خلافة وعدل قبل ذلك.
الجواب: الناس هم من يظهرون أمره، ويكون معروفاً لديهم، لكن كونه يعرفهم بنفسه لا أدري.
الجواب: قضية نقصان العلم قد يكون في بعض الأوقات، ثم يأتي بعده زمان يكون أكثر وأعم، فليس معناه أنه على مختلف العصور كل عام يكون أنقص من الذي قبله في العلم، بل قد يكون بعض الأعوام أحسن من الذي قبله.
الجواب: ادعاء المهدية ضلال بلا شك، وسفه وتشبع بما لم يعط.
الجواب: لا، بل غيرهم تبع لهم.
الجواب: قد يأتي في بعض الأزمان علماء أحسن ممن كان قبلهم، وليس بلازم أن يكون كل علماء قرن أحسن من علماء الذي بعده.
الجواب: لا شك أنه ضلال وأمر خطير؛ لأن الأحاديث فيه كثيرة.
الجواب: الخلاصة: أن الأحاديث التي وردت فيه كثيرة، ومنها صحيح وضعيف وثابت، ومجملها فيه رد على من ينكر أو يضعف الأحاديث التي وردت فيه، وهو تضعيف مبني على غير علم، وإنما مبني على العقل وعلى متابعة المتأخرين من أولئك الذين يتكلمون على الأحاديث بعقولهم وبآرائهم وليس مبنياً على الرواية والدراية.
الجواب: المشهور عند أهل السنة أنه من أولاد الحسن ، وقيل : إن هذا شبيه بابني إبراهيم إسماعيل وإسحاق فإن الأنبياء من ذرية إسحاق، وأما نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فهو من ذرية إسماعيل؛ فصار له بقاء هذه الشريعة، يعني: الأنبياء والرسل من أولاد إسحاق كثر، لكن خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم من ولد إسماعيل، وكانت ولايته ورسالته مستمرة إلى نهاية الدنيا، فكذلك أيضاً سبطي الرسول صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين ، جعل الله الولاية أو الإمارة أو الخلافة التي تكون في آخر الزمان من نسل الحسن ؛ لأن أولاد الحسين اشتهروا بالعلم وبأمور كثيرة بخلاف أولاد الحسن ؛ فجعل الله من ذريته ذلك الرجل الذي يكون في آخر الزمان وهو المهدي .
والحديث الذي مر فيه التصريح بأنه من أولاد الحسن ضعيف، ولكن المشهور عند أهل السنة هو هذا.
الجواب: الذي أذكر أنه ضعيف.
الجواب: كونه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً لا شك أنه مبني على علم.
الجواب: الحديث صحيح.
ومعناه: أن الله تعالى يجعل فيه الصلاح فيقوم بنشر وإظهار الدين، والحكم بين الناس بالقسط والعدل ورفع الجور والظلم، وهذا الحديث صحيح ولكن ليس بغريب، ومعلوم أن من الناس من كان شديد العداوة للمسلمين ولكن أصلحه الله عز وجل وقذف الإيمان في قلبه في يوم من الأيام، ثم أصبح من أشد الناس على الكافرين، مثل عمر رضي الله عنه.
الجواب: لا شك أن المسلمين متفرقون ومتشتتون وأكثرهم ليسوا على صلة بكتاب الله ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحكمون قوانين وضعية، ولا شك أن هذا ظلم وجور؛ لأن تحكيم غير شرع الله هو ظلم وجور.
الجواب: يصح؛ لأن الذي يحكم عقله ويجعل النصوص تابعة للعقول، ويلوي أعناق النصوص حتى توافق ما يراه، لا شك أن هذه طريقة المعتزلة، وهؤلاء ورثتهم، ولكل قوم وارث.
الجواب: هو غير موجود ولا يوجد ما يدل على وجوده، وإنما يولد كما يولد غيره في زمانه، وبعد ذلك يحصل له الولاية، وهو ليس مثل الدجال الذي جاء خبر وجوده في حديث الجساسة.
الجواب: هذا لا شك أنه من جملة ما يكون تحت الحديث، لكن لا يقصر الحديث عليه، ولكن كما هو معلوم أنه يأتي في بعض الأزمان عدم ظهور العلم وعدم وجود علماء، ثم بعد ذلك يأتي أناس يبرزون في العلم فيكون العهد الذي هم فيه أحسن من الذي قبله.
الجواب: ويكون غيره أيضاً، ولم يذكر ملوك المسلمين في الحديث. ويفهم أيضاً أنه خليفة من خلفاء المسلمين، وأنه يلي الأمر فهو مسلم ويلي المسلمين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر