إسلام ويب

قراءة لمتن طيبة النشر في القراءات العشر لابن الجزري (الأصول) [1]للشيخ : أحمد حطيبة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن من حفظ الله لكتابه العزيز أن سخر له هؤلاء الأساطين من أهل العلم، كالقراء العشرة وهم نافع وابن كثير وأبو عمر وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف، وكذلك غيرهم من الحفاظ الذين حفظ الله بهم هذا الكتاب، بكل أحرفه ولهجاته وأوجهه، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيراً، وهذا الحفظ من أعظم الأدلة على أن كتاب الله منزل من عند حكيم حميد، وأن أهل الباطل لن يستطيعوا تغيير شيء منه مهما فعلوا.
    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء سيد المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

    فهذا متن طيبة النشر في القراءات العشر، تأليف إمام الحفاظ وحجة القراء محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف المعروف بـابن الجزري رحمه الله تعالى يقول فيه:

    قـال محمد هـــــــو ابن الجزري يا ذا الجـلال ارحمـه واستـر واغفـــر

    الحـمـد لله عـلـى مـــا يـســره مـن نشـر منقـول حـروف العشــرة

    ثـم الـصـلاة والـسـلام السـرمـدي علــى النـبـي المصطـفـى محـمــد

    وآلــه وصحـبـه ومـــن تـــلا كتـاب ربـنـا عـلـى مــا أنـــزلا

    وبعد فالإنـسـان لـيــس يـشــرف إلا بـمــا يحـفـظـه ويــعـــرف

    لــذاك كــان حامـــلو الـقـرآن أشـراف الامة أولــي الإحـســــان

    وإنـهـم فــي الـنـاس أهـــل الله وإن ربــنــا بــهــم يـبـاهــي

    وقـال فـي القـرآن عنـهـم وكـفـى بـأنـه أورثــه مـــن اصـطـفــى

    وهـو فـي الاخـرى شافـع مشـفـع فـيـه وقـولــه عـلـيـه يـسـمـع

    يعطـى بـه الملـك مــع الخـلـد إذا تـوجـه تــاج الـكـرامـة كـــذا

    يـقـرا ويـرقــى درج الـجـنـان وأبــــواه مــنــه يـكـسـيـان

    فليحـرص السعيـد فــي تحصيـلـه ولا يـمـل قــط مـــن ترتـيـلـه

    وليجتـهـد فـيـه وفـي تصحيـحـه علـى الـذي نـقـل مــن صحيـحـه

    فـكـل مـا وافــق وجــه نـحـو وكــان للـرسـم احتـمـالاً يـحـوي

    وصــح إســناداً هــو الـقــرآن فـهــذه الـثـلاثــة الأركــــان

    وحيثــمــا يخـتـل ركن أثـبــت شـذوذه لــو أنــه فــي السبـــعة

    فكـن علـى نـهـج سبـيـل السـلف فــي مجـمـع علـيـه أو مختـلـف

    وأصـــل الاخـتــلاف أن ربـنـا أنــزلــه بـسـبـعـة مـهـونــا

    وقيـل فـي الـمـراد منـهـا أوجــه وكـونـه اخـتـلاف لـفـظ أوجـــه

    قـــام بـهــا أئـمــة الـقـرآن ومـحـرزو التحـقـيـق والإتـقـــان

    ومنـهـم عـشـر شـمـوس ظـهـرا ضيـاؤهـم وفــي الأنــام انتـشــرا

    حتـى استـمـد نــور كــل بــدر منـهـم وعنـهـم كــل نـجـم دري

    وهـاهـمـو يذكـرهـمـو بـيـانـي كــل إمـــام عـنــه راويـــان

    فنــافـع بطــيـبــة قــد حظيـا فـعـنـه قالون وورش رويــــــا

    و ابن كثير مــكـة لـــه بلـــد بز وقنبل لــه عـلـى سـنـــــد

    ثــم أبو عمر فـيـحـيـى عـنــه ونـقـل الدوري وسوس مـنـــــه

    ثـم ابـن عـامـر الدمشـقـي بسنـد عنـه هـشـام وابــن ذكــوان ورد

    ثـلاثـة مــن كـوفــة فـعـاصم فعـنـه شعبة وحفـص قـائـــــم

    و حمزة عـنـه سلـيـم فــخـلـف مـنـه وخلاد كلاهـمـا اغـتـــرف

    ثــم الكـسائـي الـفـتـى عـلـي عـنـه أبو الحـــــــارث والدوري

    ثـم أبو جـعـفر الحـبـر الـرضــى فعنـه عيـسى وابـن جمـاز مـــضـى

    تاسـعهـم يعقـوب وهـو الحضـرمـي لــه رويــس ثــم روح ينـتـمــي

    والعـاشـر الـبـزار وهــو خـلـف إسحـاق مـع إدريـس عنـه يـعــرف

    وهــذه الــرواة عنـهـم طـــرق أصـحــها في نــشــرنا يحــقـق

    باثنـيـن فــي اثنـيـن وإلا أربــع فهـي زهـا ألــف طـريـق تجـمـع

    جعلـت رمـزهـم عـلـى الترتـيـب مـن نـافـع كــذا إلــى يعـقـوب

    (أبـج دهـز حطـي كلـم نصـع فضـق رست ثخذ ظغـش) علـى هـذا النســق

    والـواو فـاصــل ولا رمــز يــرد عــن خـلـف لأنــه لــم ينـفـرد

    وحيـث جـا رمـز لــورش فـهـوا لأزرق لــدى الأصــول يــــروى

    و الاصـبـهـانـي كـقــالـون وإن سمـيـت ورشًــا فالطـريـقــان إذن

    فـمـدنــى ثــامـن ونــافــع بصـريـهـم ثالـثـهـم والتــــاسع

    و خلـف فـي الكـوف والرمـز كفــى وهـم بغـيـر عـاصـم لـهـم شـفـا

    وهـم وحفـص صحـب ثـم صحـبـه مــع شعـبـة وخـلـف وشـعـبـه

    صـفـا وحـمـزة وبـــزار فــتى حمـزة مـع عليـيهم رضًــى أتــــى

    و خـلــف مـــع الكـسـائـي روى وثامـن مــع تـاسـع فـقـل ثـــوى

    ومــدن مــدًا وبـصــري حـمــا والمدنـى والمـك والبـصـري سـمـــا

    مــك وبصـر حــق مــك مـدنـي حــرم وعــم شامـهـم والمـدنــي

    وحـبـر ثـالــث ومـــك كـنــز كــوفٍ وشــام ويـجـيء الـرمــز

    قـبـل وبـعــد وبـلـفـظ أغـنــى عـن قيـده عنـد اتـضـاح المعـنـــى

    وأكتـفـي بضـدهـا عــن ضــــد كالـحـذف والـجـزم وهـمـز مــد

    ومطـلـق التحـريـك فـهـو فـتــح وهــو للاسـكـان كــذاك الـفـتـح

    للكسـر والنصب لخـفـض إخــــوة كالـنـون للـيـا ولـضــم فـتـحـه

    كالرفـع للنـصـب اطــرداً وأطلـقــا رفـعًـا وتذكـيـرًا وغيـبًـا حـقـقــا

    وكــل ذا اتبـعـت فـيـه الشاطـبــي ليسهـل استحــضـار كــل طـالـب

    وهـــذه أرجــــوزة وجــيـــزه جمـعـت فيـهـا طـرقـاً عـزيـــزه

    ولا أقــول إنـهـا قــد فـضـلــت (حـرز الأمانـي) بـل بـه قـد كمـلـت

    حـوت لـمـا فـيـه مــع (التيسـيــر) وضعـف ضعفـه ســوى التحـريـــر

    ضمنتـهـا كـتـاب (نـشـر العـشـــر) فـهـي بــه (طيـبـة) فــي النـشــر

    وهـــا أنـــا مـقــدم علـيـهــا فــوائــداً مـهـمــةً لـديــهــا

    كالقــول فــي مـخـارج الـحـروفـ وكيـف يتـلـى الـذكـر والـوقــوف

    (مخـــارج الـحـروف) سبـعـة عـشـر علـى الـذي يختـاره مــن اختـبـــر

    فالجـوف للهـاوي وأختـيـــه وهــي حــروف مــد للـهـواء تنـتـهــي

    وقـل لأقصـى الحلـق هـمـز هــــاء ثــم لـوسـطـه فـعـيـن حــــاء

    أدنــاه غـيـن خـاؤهـا والـقـــاف أقصـى اللسـان فــوق ثــم الـكـاف

    أسفـل والوسـط فجيـم الشـيـن يـــا والـضـاد مــن حافـتـه إذ ولــيــا

    الاضـراس مــن أيـسـر أو يمنـاهـــا والـــلام أدنــاهــا لمنـتـهــاهـا

    والنـون مـن طرفـه تحـت اجعـلـــوا والــرا يدانـيـه لظـهـر أدخــــل

    والطـاء والـدال وتـا مـنـه ومــــن علـيـا الثنـايـا والصفـيـر مستـكـن

    منـه ومـن فـوق الثنـايـا السفـلـــى والـظـاء والــذال وثــا للعـلـيـا

    مـن طرفيهمـا ومـن بـطـن الشـفــة فالفـا مـع اطراف الثـنـايـا المشرفــة

    للشفتـيـن الـــواو بـــاء مـيــم وغـنــة مخـرجـهـا الخـيـشــوم

    (صفاتـهـا) جـهـر ورخــو مستـفــل منفـتـح مصمـتـة والـضـد قـــل

    مهموسهـا فحـثـه شـخـص سـكـت شـديـدهـا لفـظ أجـد قـط بـكـت

    وبيـن رخـو والشديـد لـِـن عـمــر وسبع علـو خـص ضغـط قـظ حصــر

    وصـاد ضـاد طـاء ظــاء مطبـقـــة وفـر مـن لـب الحـروف المـذلـقــة

    صفيـرهـا صـــاد وزاي سـيــــن قلقـلـة قـطــب جـــد والـلـيـن

    واو ويـــاء سـكـنـا وانـفـتـحــا قبلهـمـا والانـحــراف صـحـحــا

    فـي الـلام والـرا وبتكريـر جـعــــل وللتفشـي الشـيـن ضــاداً استـطــل

    ويـقـرأ الـقـرآن بالتحقـيـق مــــع حــدر وتـدويـر وكـــل مـتـبـع

    مـع حسـن صـوت بلحـون العــــرب مـرتــلاً مـجــودًا بـالـعـربــي

    والأخــذ بالتـجـــويـد حـتـم لازم مــن لــم يـجـود الـقـرآن آثــم

    لأنـــه بــــه الإلـــه أنـــزلا وهـكـذا عـنـه إلـيـنـا وصــــلا

    وهــو إعـطـاء الـحـروف حقـهــا مــن صـفـة لـهــا ومستحـقـهـا

    مكمـلاً مــن غـيـر مــا تكـلـف باللطـف فـي النطـق بــلا تعـســف

    فرقـقـن مستـفـلاً مــن أحـــرف وحــاذرن تفخـيـم لـفـظ الألـــف

    كهـمـز الحـمـد أعــوذ اهـدنــا الله ثــــم لام لــلــه لــنـــا

    وليتلـطـف وعـلـى الله ولا الـــض والميـم مـن مخمصـة ومــن مـــرض

    وبــاء بـســم بـاطــل وبـــرق وحــاء حـصحـص أحـطـت الـحـق

    وبيـن الإطبـاق مـن أحـطـت مـــع بسطـت والخـلـف بنخلقـكـم وقــع

    وأظهـر الغنـة مــن نــون ومـــن مـيـم إذا مــا شــددا وأخـفــيـن

    المـيـم إن تسـكـن بغـنـة لـــدى بـاء علـى المـختـار مـن أهــل الأدا

    وأظهرنهـا عـنـد بـاقـي الأحـــرف واحـذر لـدى واو وفــا تختـفـــي

    وأولى مثل وجـنـس إن سـكـــــن أدغـم كـقـل رب وبــل لا وأبــن

    سبحـه فاصفـح عنهـم قالـوا وهـــم فـي يـوم لا تـزغ قلـوب قـل نـعـم

    وبـعـد مــا تحـسـن أن تـجــودا لابــد أن تـعـرف وقـفًـا وابـتـدا

    فالـلـفـظ إن تـــم ولا تـعـلـقـا تـــام وكــاف إن بمعـنىً عـلـقـا

    قـف وابـتـدئ وإن بلـفـظ فحـسـن فقـف ولا تبـدا ســوى الآي يـسـن

    وغـيـر مــا تــم قبـيـح ولـــه يـوقـف مضـطـراً ويـبـدا قـبـلـه

    وليس فـي القـرآن مـن وقـف وجـــب ولا حـرام غيـر مــا لــه سـبــب

    وفيهمـا رعـايـة الـرسـم اشـتـــرط والقطـع كالوقـف وبــالآي شـــرط

    والسكـت مـن دون تنـفـس وخـــص بـذي اتصـال وانفصـال حيـث نــص

    والآن حيـن الأخــذ فــي الـمـــراد والله حسـبـي وهـــو اعـتـمـادي

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087496131

    عدد مرات الحفظ

    772672668