إسلام ويب

مقتل طاغيةللشيخ : عائض القرني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • رئيس رومانيا كان رجلاً مجرماً من المجرمين وظالماً من الظالمين، كان له من الحرس ما يقارب السبعين ألفاً، وقد ظن هذا الطاغية أن قبضة الله لن تدركه، فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر، وقد حكم هذا الطاغية أكثر من ربع قرن، فهل من معتبر!!

    1.   

    مقتل طاغية رومانيا

    الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون.

    الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [فاطر:1]

    أشهد أن الله حق، واليوم الآخر حق، والنبيين حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، والجنة حق، والنار حق، وأشهد أن هذا الدين حق.

    اللهم صل على نبيك وحبيبك محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، لا إله إلا الله: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [القصص:88].. كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:26-27].

    قُل اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [آل عمران:26-27].

    قبل أيام قتل الله مجرماً من المجرمين، ودكتاتوراً عاصياً ظالماً هو رئيس رومانيا حيث ذبح كما تذبح الشاة وذلك بعد خمس وعشرين سنة أو أكثر، من الظلم الأحمر.. ظلم الآمنين.. روَّع الأطفال، وقتل الشيوخ.. استولى على أموال الناس وظن أن قبضة الله لا تدركه، فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر، فطرح في الأرض، وديس هو وزوجته على التراب: فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:45] لقد ظلم وعتا وتجبر واستكبر وذهب بنفسه هو وجنوده، فأخذه الله وجنوده: فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنْ المُنْتَصِرِينَ [القصص:81].. وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأنعام:129] فالناس حين تركوا منهج الله، وعصوه، وكفروا بلا إله إلا الله، وعطلوا القيم، وخرجوا عن المبادئ، وكفروا كفراً بواحاً، وما اتجهوا إلى الله، فسلط الله عليهم هذا الديكتاتور فعتا في الأرض وأفسد، ولكن قبضة الله نالته وانتهى أمره، وأخذت قصوره التي ليست في الدنيا ما يشابهها إلا القليل، وسار لسان الحال يقول: فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [النمل:52].. وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102].

    كم حكم هذا الطاغية؟

    لقد حكم أكثر من ربع قرن، ولكن حلم الله واسع، فمن الناس من يظلم ويتجبر ويسفك الدماء، ويظن أن الله لا يراه، ولكن الله يقول: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ [إبراهيم:42-43].

    ذهب وانتهى، ولذلك قال سبحانه في الطغاة لما قتلهم: فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ [الأعراف:5] وقال سبحانه: فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ [الأنبياء:15].

    وهذا المجرم كان قد أخذ من الحراسة سبعين ألفاً من الشرطة السرية، كان ينام كل ليلة في قصر، وتمتلئ الشوراع بالحراسة إذا خرج، ولكن لا حراسة من الله، لأن الذي لا تحرسه عناية الله وعينه، فلا حامي له ولا حارس.

    وإذا العناية لاحظتك عيونها     نم فالحوادث كلهن أمان

    فهو حرس نفسه، لكنه لم يحرسها من المعاصي والإجرام والظلم فانهارت هذه الألوف المؤلفة كان معه سبعون ألفاً ولكن!

    سبعون ألفاً كآساد الشرى نضجت     جلودهم قبل نضج التين والعنب

    مدججون بالسلاح، يقفون لهذا المجرم بإشارة، ويجلسون بإشارة، ولكنه ما حرس الله فما حرسه الله، لقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام كلمة هي قاعدة في الحياة لكل مخلوق، يقول: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة).

    أيها الدكتاتور المجرم! إن الحراسة ليست بالجنود ولا بالسلاح والعتـاد، إنما الحراسة بالعدل.

    ويا أيها المجرم الظالم! إن الحراسة ليست بالسلاح والرشاش، ولكنها بأن تحرس حدود الله وتراقب حرماته.

    1.   

    رعاية الله لعمر بن الخطاب

    جاء رجل أرسله كسرى من بلاد فارس ليفاوض عمر بن الخطاب - عمر العادل الأمين الصادق، عمر الزاهد العابد-:

    حسبي وحسب القوافي حين أرويها     أني إلى ساحة الفاروق أهديها

    فأتى الهرمزان وبه من الخوف ما لا يعلمه إلا الله، لأنهم سمعوا جلجلة وصيت عمر في الأقاليم، فهو قد فضفض الدنيا ودوخ المعمورة، فأتى الهرمزان فقال: كيف أقابل عمر؟ وكيف أدخل عليه؟ وكيف أستطيع أن أتكلم مع هذا الرجل الذي ضربت جيوشه الدنيا؟ قياداته وكتائبه وصلت إلى المدائن، فقال هو والوفد: أين بيت الخليفة عمر؟ قالوا: تلقاه في تلك السكة، فذهبوا إليه، فوجدوا بيت عمر مطروحاً في سكة من سكك المدينة، قال: أهذا بيته؟ قالوا: نعم. هذا بيته، قال: أين هو؟ قالوا: نطرق عليه الباب، طرقوا فخرج ابن لـعمر فقال: التمسوا أبي في المسجد، فإن من عادته أن ينام في الضحى، فذهبوا إلى المسجد، فبحثوا فلم يجدوه في المسجد، فخرج أطفال المدينة يبحثون عن الخليفة، فوجدوه نائماً تحت شجرة عليه بردة فيها أربع عشرة رقعة، وقد أخذ حجراً مخدة تحت رأسه واستقبل القبلة وبجانبه عصاً اسمها (الدرة) يخرج منها شياطين الجن من رءوس الإنس، فقال الهرمزان: أهذا أمير المؤمنين؟! قالوا: هذا أمير المؤمنين، قال: أهذا عمر؟! قالوا: هذا عمر، قال: أهذا الخليفة؟! قالوا: هذا الخليفة، فأخذ يرتعد ويقول وعمر نائم: حكمت فعدلت فأمنت فنمت.

    سجلها شاعر وادي النيل وتغنى بها للتاريخ، فقال:

    وراع صاحب كسرى أن رأى عمراً     بين الرعية عطلاً وهو راعيها

    فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملاً     ببردة كاد طول العهد يبليها

    رآه مستغرقاً في نومه فرأى     فيه الجلالة في أسمى معانيها

    وعهده بملوك الفرس أن لها      سوراً من الجند والأحراس تحميها

    فقال قولة حقٍ أصبحت مثلاً     وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها

    أمنت لما أقمت العدل بينهم     فنمت نوم قرير العين هانيها

    واستيقظ عمر وفاوضه.

    هذه عظمة الإسلام، وهذه حراسة الله، أن تحفظ الله ليحفظك الله، وإلا فلا عاصم من الله إلا إليه: قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ [الجمعة:8] والعجيب في أسلوب القرآن أنه قال: ملاقيكم، ولم يقل: أمامكم، وإنما تفرون والموت يلاقيكم: قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الجمعة:8].

    وقال سبحانه: أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ [النساء:78].

    يا باني القصر! الله أعظم منك، يا من طغى وبغى وتجبر! الله أقوى منك، يا من افتخر بالغنى! الله أغنى منك، لا إله إلا هو: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [القصص:88].

    وفي قتل هذا الديكتاتور المجرم درس، وهو أن البنيان المهدم ينهار، والله يقول: أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [التوبة:109].

    فهو أسس بنيانه على ظلم وخيانة وجريمة ومعصية فانهار، ولذلك انظر إلى دول الظلم كالدول الشيوعية، بالأمس روسيا وقبلها ألمانيا الشرقية واليوم رومانيا.

    لما رأت أختها بالأمس قد خربت      كان الخراب لها أعدى من الجرب

    لماذا؟ لأنهم ما امتثلوا أمر الله، وما طبقوا منهج الله، وما أتاهم قبس من الإسلام: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ [الأعراف:179].. وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون [الأحقاف:26] وانهارت هذه الخرافة، وكانت للناس آية، ويد الله وراء كل ما حدث في الكون وسبحان من يغير ولا يتغير!: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [القصص:88].. كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:26-27].

    فيا من أراد حراسة الله ورعايته! احفظ الله يحفظك، واعلم أن من ضيع الله ضيعه الله: فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنْ المُنْتَصِرِينَ [القصص:81].

    أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين؛ فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.

    1.   

    مميزات الأمة الإسلامية

    الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.

    نحن نمتاز عن أمم الأرض بأمور:

    أولها: التوحيد، حيث وحدنا الله، ورضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، فنحن موحدون يجري التوحيد في دمائنا ولا نريد إلا الله، ورفعنا بالأمس لا إله إلا الله، ورفعنا اليوم لا إله إلا الله، ونرفع غداً لا إله إلا الله، سجدنا لله عز وجل وسجد غيرنا لشهواته ومطامعه، أحببنا الله وأحب غيرنا الهوى والضياع والهيام.

    فنحن موحدون نرفض كل من يحاول أن يخدش وجه التوحيد، ولذلك أما رأيتنا يوم أن أنكر على أذناب الحداثة يوم حاولوا أن يشوهوا وجه التوحيد، أما رأيت غضبة المسلمين ودماءهم وشجبهم واستنكارهم يوم أراد أذناب أولئك أن ينفثوا سمومهم في أرض التوحيد، لقد غضب الناس وأنكروا، لأن هويتنا لا إله إلا الله محمد رسول الله، نحن مسلمون ولنا تميز على الأمم؛ لأننا أهل شريعة نتعامل بشريعة نعبد الله على شريعة، أخلاقنا بشريعة، وسلوكنا بشريعة، ومعتقدنا بشريعة: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً [المائدة:3].

    شريعتنا من الواحد الأحد: إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى [النجم:4-5].. أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة:50] لا شريعة حمورابي ولا نابليون، ولا قواعد هتلر ولا الكتاب الأخضر، بل كتاب وسنة: لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42].

    نحن المسلمين نمتاز على الناس أن لنا قدوة وهو محمد عليه الصلاة والسلام: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [الأحزاب:21] جعلناه في عيوننا وأبصارنا، وفي قلوبنا.

    نسينا في ودادك كل غالٍ      فأنت اليوم أغلى ما لدينا

    نلام على محبتكم ويكفي     لنا شرفاً نلام وما علينا

    ولما نلقكم لكن شوقاً      يذكرنا فكيف إذا التقينا

    تسلى الناس بالدنيا وإنا      لعمر الله بعدك ما سلينا

    زعيمنا ورمزنا وحبيبنا وإمامنا محمد عليه الصلاة والسلام.

    نحن المسلمين إذا صلينا تذكرنا صلاته، وإذا حججنا تذكرنا حجه، وإذا تعلمنا، تذكرنا تعليمه، وإذا تخلقنا تذكرنا أخلاقه.

    نحن المسلمين أهل أصالة، فنحن لم نولد اليوم، فملة الإسلام لها أكثر من ألف وخمسمائة سنة -خمسة عشر قرناً- وماركس الملعون ما مكثت مذكراته إلا اثنتين وستين سنة، وأخذت تنهار اليوم، يذبح أصحابها وأدعياؤها، ويداسون بأحذية الناس في الشوارع؛ لأنها لعينة قبيحة، أما الإسلام فينتشر كالشمس.. صادقٌ كالفجر.. عميق كالحق.. ثابت كالصدق.

    أين ما يدعى ظلاماً يا رفيق الليل أينا     إن نور الله في قلبي وهذا ما أراه

    قد مشينا في ضياء الوحي حباً واهتدينا     ورسول الله قاد الركب تحدوه خطاه

    قد شربنا من كئوس المجد حقاً وارتوينا     وكتبنا بدماء العز تمجيد الإله

    كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110].. وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً [البقرة:143] فحيا الله تلكم الأمة التي أخرجت أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وصلاح الدين وطارق وأبيَّ ومعاذ وأحمد ومالك وابن تيمية وابن القيم إنها أمة المجد، ومن أراد السعادة فليسلك هذا المسلك، وليدخل في هذه الأمة، وليعلم أن أمم الأرض جميعاً غير المسلمين على ضلالة: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85].

    أيها المسلمون! صلوا وسلموا على رسولنا صلى الله عليه وسلم، وأكثروا من الصلاة عليه وعلى آله وأصحابه، فإن صلاتنا تعرض عليه في هذه الساعة.

    اللهم صلِّ وسلم عليه، وارض اللهم عن أصحابه الأطهار من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

    اللهم اجمع كلمة المسلمين، اللهم وحد صفوفهم، اللهم خذ بأيديهم لما تحبه وترضاه.

    اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور، واهدنا سبل السلام.

    اللهم أصلح شباب المسلمين، اللهم ردهم إليك رداً جميلاً.

    اللهم انصر المجاهدين المسلمين في أفغانستان وفلسطين.

    اللهم ثبت أقدامهم، وأنزل السكينة عليهم، وأيدهم بروح منك.

    ربنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا، لنكونن من الخاسرين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767975760