هذا ما ينادي به أهل الفجور والإلحاد، ينادون بهذا الكلام الذي باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب.
والدين الإسلامي يريد من المرأة أن تكون درة مصونة، لا تعبث بها الأيادي القذرة.
وعلى المرأة أن تدعو إلى الله في حدود ما تستطيع وما هو جائز لها، وعليها أن تحافظ على شرفها.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71].
أمَّا بَعْــد:
فسلام الله عليكن ورحمة الله وبركاته، فرصة طيبة، ولقاء سانح أن يتكلم المسلم مع أخواته، مع أمهات الجيل مربيات الأبطال والشهداء والأدباء والعلماء، فالمرأة المسلمة يوم تعي خطاب ربها سُبحَانَهُ وَتَعَالى وما يراد منها في الحياة الدنيا تكون امرأة مثالية، والمرأة المثالية عنوان كلمتي هذا اليوم التي توجه إلى كل أم وأخت وقريبة مسلمة.
المرأة المسلمة في القرآن ذكرها سُبحَانَهُ وَتَعَالى مع الرجل، فهن شقائق الرجال، قال الله عز وجل لما ذكر الصالحين والصالحات: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ [آل عمران:195] وذكر سُبحَانَهُ وَتَعَالى النساء بعد الرجال فقال: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:31] وقال عز من قائل: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات.. الآيات ِ ) [الأحزاب:35].
أول ما يراد هو الإيمان؛ كيف نحمله وكيف نعيش به، وحياة بلا إيمان إنما هي غضب وسحق ولعنة وسخط، قال عز من قائل: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى [طه:124-126] عاشت آسية امرأة فرعون رضي الله عنها وأرضاها ولعن الله فرعون، عاشت في قصره، ومعه الذهب والفضة ومعه ملك الدنيا وتراثها وثراؤها، فلما رأت حياته حياة الكفر والضلال، وحياة الضياع والمعصية، وحياة اللعنة والغضب؛ أعرضت عن هذه الحياة، وملت حياة قصر فرعون وهي زوجته، فأخذت تشهد ألا إله إلا الله وأخذت تسأل الله أن يزيلها من هذا الملك الضيق إلى ملك الآخرة، وهي تقول: رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [التحريم:11] فاستجاب الله دعوتها.
يقول بعض العلماء: انظر إليها عليها السلام كيف طلبت الجار قبل الدار، قالت: رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ [التحريم:11] أي: في جوارك وفي جنتك بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [التحريم:11] فلما سمع أنها آمنت عذبها بكل عذاب، حتى ذكر أهل السير أنه بلغ من تعذيبه أن ينصب عليها الحجارة في شدة الحر، وأن يسمر كفوفها على الجدران، وكانت الملائكة تظلها بأجنحتها عليها السلام، وانتقلت إلى الدار الآخرة لأنها رفضت حياة الضياع؛ الحياة الباطلة الآثمة.
ومما يذكر في هذا الباب كيف ربى صلى الله عليه وسلم بنته المجيدة فاطمة الزهراء، رباها في بيت الحكمة والنبوة، تدرجت معه صلى الله عليه وسلم فأرضعها الإسلام والدين والقرآن، ثم زوجها من علي بن أبي طالب على شيء لا يذكر من المهر، على درع حطمية مكسرة، يقول علي: {وفدت على الرسول صلى الله عليه وسلم لأخطب ابنته، فلما جلست أمامه أتى بي من الخجل ما الله به عليم، فما تكلمت، فقال: يا
يقول محمد إقبال شاعر الباكستان في فاطمة يقول:
هي بنت من؟ هي أم من؟ هي زوج من؟ من ذا يساوي في الأنام علاها |
أما أبوها فهو أشرف مرسل جبريل بالتوحيد قد رباها |
وعلي زوج لا تسل عنه فما أزكى شمائله وما أنداها |
إيوانه كوخ وكنز ثرائه سيف غدا بيمينه تياها |
وعاشت رضي الله عنها وأرضاها في حياة الفقر والمسكنة؛ لكنها تحمل الإيمان والعمل الصالح، تعلم أن ما عند الله خير من الدنيا، قال تعالى: مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ [النحل:96] والله يقول في هذه الحياة: وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ [الزخرف:33-35] إذا علم هذا فإنني أطالب أختي المسلمة التي تسمع هذا الحديث أن تتقي الله في حياتها وفي مستقبلها، وأن تعمر قلبها وبيتها بالإيمان:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحي دينا |
ومن رضي الحياة بغير دين فقد جعل الفناء لها قرينا |
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [الأنبياء:101-103] وقال تعالى: أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [التوبة:109].
أم سليم، وهي أم أنس رضي الله عنها وأرضاها؛ التي يقول فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: {دخلت الجنة البارحة، فرأيت
الخنساء النخعية، ربت أربعة أبناء لها، فلما كبروا حضرت بهم معركة القادسية، وقالت لأبنائها: "يا أبنائي والذي نفسي بيده إنكم أبناء رجل واحد، ما غدرت أباكم، ولا خنت خالكم، فإذا حضرت المعركة فيمموا أبطالها، واحضروا وطيسها وكونوا شهداء ". وقتلوا في آخر النهار، وأتى الخبر إليها فتبسمت وقالت: "الحمد لله الذي أقر عيني بشهادتهم في سبيل الله".
هذه مكارم المرأة المسلمة:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق |
الأم نبت إن تعاهده الحيا بالري أورق أيما إيراق |
إن لينين واستالين وماركس وهرتزل نادوا أن المرأة شيطانة، وهذه مذكراتهم نقرؤها صباح مساء، وإن الهنود كانوا يشكون هل المرأة إنسانة أم لا؟
إن الجاهليين الوثنيين في مكة قبل الإسلام كانوا لا يورثون المرأة ولا يسمعون رأيها، ويعدونها متاعاًً ساقطاً، وإن الأمريكان والألمان زجوا بالمرأة في أتون المعامل والمصانع والحروب، تشارك الرجل فيها فأذهبت جمالها وبهاءها وروعتها.
أما الإسلام فحفظ للمرأة جمالها وأدبها وبهاءها وروعتها،لما أتى صلى الله عليه وسلم سن للمرأة حقها في الإسلام، وجعلها شريكة للرجل، قال البخاري في الصحيح: "باب هل يجعل الرجل للمرأة أو النساء يوماً من نفسه" أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ( يا رسول الله! غلبنا عليك الرجال، يحجون معك ويصلون معك ويجاهدون معك، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فأتى عليه الصلاة والسلام فجعل لهن يوم الإثنين) فكان يحضر ويعلم ويربي ويوجه.
فيا أخواتي المسلمات! أما رأيتن إلى الصور الخليعة من صور النساء الأجنبيات، المعرضات، المنحرفات، فيوم تركت المرأة دينها وعقلها وإيمانها ومراقبة ربها، وخرجت على الحجاب، ضلت سواء السبيل،وخلعت جلباب الحياء، فلذلك تحمل كثير من المجلات صورة المرأة الداعرة، وصورة المرأة التي تعرض نفسها على الأجانب، والتي ما عرفت السجود لله، ولا عرفت الوضوء ولا المصحف، ولا عرفت الاستغفار والتوبة.
ولذلك عانت كثير من الأسر العار والمسبة والدمار وقلة المروءة بسبب امرأة تهتكت ونزعت الحجاب.
إن الحجاب سنة وفريضة، وله كيفية في دين الله عز وجل، الحجاب هو ستر جمال المرأة لئلا تراها العيون، وأما من نادى بأن الوجه والكفين لا يدخله الحجاب فقد أخطأ خطأً بيناً، وغلط غلطاً فاحشاً، لا والله؛ بل الوجه يُستر ويبقى محجباً، وجه الجمال والروعة والحسن، ويوم يهتك الحجاب عن الوجه، فلا يبقى هناك حجاب ولا يسمى حجاباً، ويسمى هذا معارضة لشرع الله تبارك وتعالى.
وأنا أعلم أن هناك -والحمد لله- نساء مستقيمات بدأن في مجالسهن بالدعوة، وقراءة القرآن وذكر الله، وقراءة السيرة والحديث النبوي، والكتاب والشريط الإسلامي، فإلى تلكم الأخوات أهدي باقة من الود والسلام والدعاء أن يثبتهن الله حتى يلقينه، يوم يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء [إبراهيم:27].
نحن أمة حسننا وجمالنا في ديننا، ووالله -مما أعلم من حالة الرجال عموماً- أن جمال المرأة في دينها وفي استقامتها وفي سترها، حتى الفسقة من الرجال لا يريدون المتبرجة، ولا يريدون إلا المحتشمة؛ لأن السلعة المعروضة تنبذها النفوس، يقول العربي في قصيدة له:
إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه |
وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كن الكلاب ولغن فيه |
إن المرأة التي تعرض نفسها على الناس لا تشتهى ولا تراد ولا تحب، لأنها عصت الله وأغضبت المولى تبارك وتعالى، ثم هي لم تعد مرغوبة عند الناس لأنهم لا يريدون إلا دراً مكنوناً، ولا يريدون إلا بضاعة محفوظة مصونة كما أرادها الإسلام.
يا أيتها المسلمة التي جعلت همها في الذهب والحلي! اعلمي أن بنت الرسول صلى الله عليه وسلم فاطمة لم تحمل ذلك، لم تملك من الدنيا إلا ما يقوتها وهي عند الله سيدة نساء العالمين، رضي الله عنها وأرضاها.
ما أحسن التوجيه! إن الذي ينفع العبد في الآخرة إنما هو الذي يبقى في ميزان الحسنات، وإن الخادمة والملبس والحلي، وإن البيت والسيارة الفاخرة بلا إيمان كلها غضب ومحق وانصراف عن هدي الإسلام، وزيادة من النكال الذي يستغله الإنسان على حساب حسناته في الآخرة.
الإسراف أمر معهود، ووجد كثيراً في المجتمعات، لا ترضى المرأة فيها إلا بعشرات الملابس ومئات الأشياء، وكل شيء في تجديد، فتحضر الولائم والأعراس بحلي جديدة، وملبس جديد، وشيء جديد، دائماً وزوجها في كلفة ومشقة وعنت، وتريد أن تحيا معه حياة السعادة، فتنغص عليه حياته، وتضيق عليه مستقبله، وتفقره مالياً، وتدينه مادياً، فيتحمل أموال الناس ديوناً على كاهله، ويعيش في تعاسة من أجل امرأة سفيهة في تصرفها وسفيهة في مستقبلها، وسفيهة في ملبسها؛ تظن أن الجمال وأن الوزن والقيمة في هذه الأشياء، لا والله.
ومن الفتن التي حلت بالمرأة اختلاطها بالأجانب وعدم احتشامها، ونسيانها لرقابة الواحد الأحد:
وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان |
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني |
أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:14].. الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ [الشعراء:218].. ويَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى [طه:7] والذي يعلم ما تكنه الضمائر وما تحويه السرائر.
فامرأة تخرج بسائقها إلى السوق وتضيع عن أهلها ساعات طويلة لا يدرى أين ذهبت، وامرأة تسافر مراحل مع الأجانب، وامرأة تذهب إلى الخياط الأجنبي الذي ليس عنده من الوازع الديني، ولا من الإيمان، ولا من مراقبة الواحد الأحد ولو ذرة، امرأة تذهب إلى الخياط تحمل فستانها وجلبابها ولباسها فتبيع دينها وعرضها، امرأة تذهب فتكلم ذاك وهذا.
ولذلك أنعى إلى أخواتي المسلمات مسألة الهاتف، وما أحدث عند اللواتي لم يحملن إيماناً ولا مراقبة من شر مستطير، وهناك كتيب سوف يصدر قريباً لإحدى المسلمات المؤمنات اسمهأيتها المسلمة احذري التلفون الهاتف ورأيت من بعض التقريرات والاستقراءات مما أحدث هذا الجهاز من مضرة، وما هتك من أعراض، وما ضيع من حشم ما الله به عليم، فنسأل الله أن يصلح الحال، ولكن حذار حذار من الخلوة بالأجنبي. ومن الفقه الأعوج، ومن السفه أن وجد عشرات بل مئات من النساء يحضرن صلاة التراويح يردن الأجر والمثوبة، لكن تركب مع السائق الأجنبي في الخلوة فيجوب بها الشوارع ويذهب بها إلى المسجد، فأي طاعة وأي قربة وأي حسنات وأي درجات هذه، عصت الله في أول الطريق حتى وصلت إلى المسجد وأغضبت المولى تبارك وتعالى حتى وصلت إلى بيت الله تعالى متعطرة متطيبة مع سائق أجنبي في خلوة محرمة ثم دخلت المسجد لتؤدي نافلة.
والله لجلوسها في بيتها أرفع وأولى، ولمقعدها في عقر دارها أحسن عند الله مثوبة وأجراً، إنها هتكت جلباب الحياء، وأفسدت أكثر مما أصلحت، وعادت من المسجد مأزورة لا مأجورة، ومدحورة لا مشكورة، لأنها عرضت نفسها للفتن،وكم تفتن القلوب وكم تحدث في النفوس من فتنة عارمة إذا شم أحد الناس الفاسقين الطيب الذي يفوح من جلباب هذه المرأة، إذا نظر إليها أو خلا بها، فإلى الله نشكو حالنا، وإلى أخواتي المسلمات أنادي نداء حاراً أن اتقين الله في هذه الأمة؛ في مستقبلها وفي أبناء الجيل، وفي بيوت المسلمين والمسلمات.
وإحجام المرأة يوجد له أسباب:
إما والعياذ بالله أن هناك فسقاً وفجوراً فصدها فجورها أو فسقها عن الزواج الشرعي.
ومنها حجج ساقطة كإكمال الدراسة، أو لأجل الوظيفة ومنها أمور أخرى، وهذه مأساة، فإن الوظيفة لا تعطل الزواج ولا تعطل حياة البيت؛ إذا كانت وظيفة طيبة شرعية؛ وكذلك مواصلة الدراسة، وهذه الحجة والذريعة أفسدت كثيراً، وعطلت الكثير من المصالح، وعطلت كثيراً من الطرق، وسدت كثيراً من النوافذ.
ووجد في المسلمات من لا تريد الزواج من رجل ما، إما بذريعة الفقر أو بذريعة عدم الوظيفة أو بأمر آخر، وهذه مأساة، يقول صلى الله عليه وسلم: {إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} إن الإيمان هو المطلوب، وإن الفاجر مغضوب عليه، -والله- لو تقدم بقصور الدنيا، وملايينها، ووالله لو أتى بسيارات الدنيا وهو فاجر لا يزيده فجوره وماله إلا لعنة وغضباً من الواحد الأحد، وقد رأينا من أخواتنا المسلمات من حددت الزواج بصاحب المال ولم تنظر إلى دينه، وإنما نظرت إلى منصبه، أو جاهه أو منزلته في الناس، أو شهرته فتقدمت إليه وأغفلت جانب الإيمان، فحول حياتها من جنة إلى سعير، ومن سعادة إلى شقاوة، ومن نعمة إلى لعنة والعياذ بالله.
أتعسها في دار الدنيا وفي دار الآخرة، حتى أنني سمعت من أخواتي المسلمات عن طريق الهاتف وبعض الكتابات والأسئلة أنها تعيش في جحيم، فزوجها لا يصلي، وهذه زوجها يتناول المخدرات، وهذه زوجها يعاقر الخمر، وتلك يضربها صباح مساء، يمنعها من الصلاة ويعطلها عن زيارة والديها، يدخل عليها الفاحشة والعياذ بالله، صور عجيبة، لماذا؟ هي التي باعت نفسها، وهي التي رضيت بالفاجر، وهي التي دخلت هذا البيت الآثم المظلم، والبيت النير هو بيت (لا إله إلا الله) هو البيت الذي يعبد فيه الواحد الأحد، هو بيت الحجاب والشريط الإسلامي.
أولاً: أنه يغضب المولى تبارك وتعالى.
ثانياً: أن القلب يقسو، فينصرف عن القرآن والحديث والسيرة، فلا يحب الوعظ ولا الدعوة.
ثالثاً: أن الله يحرم من سمع الغناء في الدنيا غناء الحور العين، فعند أحمد في المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن في الجنة جوار يغنين يقلن: نحن الناعمات فلا نبأس، نحن الخالدات فلا نبيد، طوبى لمن كنا له وكان لنا}.
يقول ابن عباس رضي الله عنهما: [[إذا اشتهى أهل الجنة الغناء أرسل الله ريحاً طيبة فهزت أغصان الجنة فسمع صوت ما سمع بصوت أحسن منه]] قال ابن القيم ينظم هذه المعاني:
قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان |
فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الإنسان كالنغمات بالأوزان |
يا خيبة الآذان لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان |
إذا علم هذا فحذار حذار من الغناء فهو محرم قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [لقمان:6] ويقول عليه الصلاة والسلا:م {إني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين؛ صوت عند نعمة وصوت عند مصيبة} فحذار حذار من شريط الغناء، حذار حذار من المسرحية الآثمة، ومن المسلسل المجرم الذي هتك البيوت وهدمها وخرب القلوب، فما عادت تصلح لأن تعي لا إله إلا الله، وما عادت تصلح أن تحمل القرآن، وما عادت تصلح أن تسبح بحمد الله، وما عادت تصلح أن تتوجه إلى الله عز وجل، لأنها خربت والله من الغناء.
ويلحق بالغناء الموسيقى، ومهما تهتك متهتك أو تساهل متساهل فحكمها الحرمة في دين الله عز وجل في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى ذلك يدخل في هذا الباب الفيديو المهدم، وما أحدث من فساد عظيم وشر مستطير، فهو إنتاج صهيوني عالمي المقصود منه تهديم بلاد الإسلام، وتولى هذا الفيديو في أول ما ظهر شركة إيطالية، وهي التي تقدم كثيراً من الأفلام وتغذيها بالمال، ويقول اليهود: إنهم نجحوا في الفيديو أكثر مما نجحوا في المعركة.
نجحوا في خراب بيوتنا وأبنائنا وبناتنا بطريق الفيديو أكثر مما نجحوا بالطائرات والصواريخ، والدبابات والقنابل، يعرضون الجنس والخلاعة، ويعرضون المجون والكفر على شاشاته وفي مسلسلاته وأدواره، فإذا رأت المسلمة هذا المسلسل وهذه الشاشة أصبحت في بعد ومنأى عن الواحد الأحد.
وعليكم بإخراجه -فليس فيه صلاح- وعدم الإنصات له، وعدم ترك البيت مسرحاً لهذا الهدم.
وللأسف الشديد والمأساة الملحة أن المجلة تدخل بيوت كثير من الناس، وكثير من المؤمنات الصادقات، توجد المجلة عند مخدتها وعند رأسها تقرؤها صباحاً ومساءً؛ فلا تعرف تقرأ كتاب الله ولا تخصص وقتاً للحديث، ولا تستمع الشريط الإسلامي، ولا تقرأ الكتاب الإسلامي وسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، بينما القرآن يدعوها صباح مساء إلى أن تتلوه: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ [فاطر:29].. وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ [الأحزاب:35]..الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28].
ويعجبني أن وجد في بناتنا مستقيمات متحجبات ملتزمات، أطهر من حمام الحرم، وأزكى من ماء الغمام، لا تعرف الواحدة منهن إلا مدرستها وبيتها، ومصحفها معها، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته والشريط الإسلامي والجلوس مع الداعيات المسلمات ودعوة أخواتها، ولذلك توفرت أسباب الخير، من كثرة الدعاة وتوفر الكتاب والشريط الإسلامي، وقد استمعت إلى دعوة من التوعية الإسلامية، وقد قامت بالمناداة والدعوة لاستقبال المرأة المسلمة عصر كل يوم خميس في مقر التوعية الإسلامية لرؤية وأخذ وملاحظة الشريط الإسلامي الذي في السوق الإسلامي والحمد لله.
فأقبلن على الخير وانتهين عن الشر، فإن الله سوف يتولاكن في دار الدنيا ودار الآخرة، والله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
وهنيئاً لمن أطاعت زوجها بعد أن أطاعت ربها وصلت خمسها، وصامت شهرها، حينها تدخل جنة ربها،كما صح عنه صلى الله عليه وسلم.
فيا حفيدات زينب وأسماء، وعائشة وفاطمة مزيداً من التقوى، ومزيداًُ من التعقل، ومزيداً من الحرص على العرض والشرف والأسرة.
أفلا تقدر أباها وأمها وإخوانها وخئولتها وأعمامها، ألا تعلم أنها في لحظة واحدة، وفي دقائق معدودة تمارس فيها لذة محرمة أو نظراً محرماً أنها تهدم مستقبلها، وتدخل أباها جحيماً من العار والدمار، ويتمنى أبوها أن يقطع تقطيعاً، حتى إني سمعت أن بعض الآباء يقول: يا ليتني ما عرفت الحياة، وبعضهم كان يرفع يديه إلى السماء ويقول: يا رب! لم خلقتني، سبحان الله!
بلغ من الحالة ومن الأسى واللوعة، والندم والبكاء أن يقول يا ليته ما خلق ويا ليته ما عرف الحياة، لأن مريم عليها السلام لما خافت أن يزور عليها المزورون ويبهتها الباهتون وهي بريئة، وهي طاهرة مطهرة قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً [مريم:23] هكذا يقول بعض الآباء أو بعض الأمهات.
حتى إن بعض الآباء يدعو صباح مساء على ابنته، التي جعلته لا يخرج من بيته فجعلته يتقنع داخل البيت، لا يستطيع أن يدخل مع الجيران، ولا يجلس مع الإخوان والأحباب، أصبحت حياته مظلمة، وأصبح يحمل وصمة في جبينه، فهل قدَّرت البنت والأخت المسلمة هذا؟ ألا جعلت في محسوبها أن هذا فعل شنيع تكاد تنهد منه السماء والأرض، وتكاد تتدكدك منه الجبال.
اللهم أصلح شبابنا وشاباتنا، اللهم أصلح فتياننا وفتياتنا، اللهم أصلح بيوتنا وقلوبنا، اللهم اهدنا سبل السلام، اللهم إنا توجهنا إليك نريد وجهك أن تربي بيوتنا على لا إله إلا الله محمد رسول الله، اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، اللهم إن أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين ولا مفرطين ولا ضائعين ولا مضلين، اللهم إنا نعوذ بك من الفاحشة والسوء والمعصية، اللهم إنا نعوذ بك من الغضب واللعنة، اللهم إنا نسألك الستر والعفاف والرغد، اللهم أدخلنا في جلباب سترك وعفوك ورحمتك، ونسألك من العيش أرغده، ومن العمر أسعده، ومن الوقت أعمه، ومن الزمن أتمه، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
شكر الله لكن استماعكن، وأسأل الله أن تكون هذه الكلمة نافعة مفيدة، تقابل بالعمل وبالتأثر، وأن تكنَّ من اللواتي يستمعن القول فيتبعن أحسنه، أولئكن الراشدات المستقيمات الحافظات للغيب بما حفظ الله، نزلهن الجنة في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
.
الجواب: الأولى والأقرب إلى السنة أن يُقضى ما بقي من الشهر قبل صيام الست من شوال؛ لأن القضاء فريضة والست من شوال نافلة،ولا تقدم النافلة على الفريضة، لكن لو حدث أن أختاَ قدمت الست من شوال فلا بأس بذلك، لكن الأولى والأحسن والأقرب إلى الأصول أن يقدم القضاء قبل الست من شوال.
الجواب: صيام السبت وحده منهي عنه؛ لكنه غير محرم، إنما هو مخالفة للأولى، فالأحسن ألا يفرد يوم السبت ولا الجمعة بصيام، وإنما لها أن تفرد يوم الإثنين ويوم الخميس وما دام أنها صامت عن جهل، فلا بأس إن شاء الله، ولكن لا تفرد يوم السبت من الآن إنما تصوم يوماً قبله أو يوماً بعده.
الجواب: إذا لبستها للزواج فلا بأس بذلك، ولا أعلم فيه نهياً إلا أن يكون مشابهة، فإن كان فيه تشبهاً بالكافرات فهو أمر محرم، فإنه لا يجوز التشبه بالكافرة. أما إذا لبستها هكذا فلا أعرف فيه بأساً، وأما إذا كتب اسم الزوج عليها وأصبح أمراً معهوداً ومتداولاً وأصبح مقنناً فأرى أنه من باب البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، وأنه محرم، وأنا قصدت قبل أنها تلبسها وقت الزواج من ضمن الحلي، لكن ما دام أن لها مراسيم وأصبحت منتشرة وأصبح لها ضبط ومؤقتة ويكتب عليها اسم الزوج فهذا ما أنزل الله به من سلطان، وهي من العادات الجاهلية التي لم يأت بها الإسلام فليعلم ذلك.
والمرأة لا يطلب منها أن تحمل السلاح ولا أن تحضر المعركة ولا أن تشهد الغزوات إلا لمداواة الجرحى وخدمة الجيش، فدورها في الجهاد التبرع ومد اليد بالدرهم والدينار والكسوة والغذاء، ودعوة الأخوات المسلمات إلى التبرع وإلى طاعة الله، وأن تدخل الإسلام على البيوت المجاورة؛ لأن الله إذا هدى بها امرأة مسلمة كان خيراً لها من حمر النعم كما قال ذلك عليه الصلاة والسلام.
الجواب: أقول ما دام أن هذا الزوج معرض ولا يصلي فهو كافر، وقد علمت هذه الفتيا وانتشرت، قال النبي صلى الله عليه وسلم: {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر} وقال: {الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة} إذا علم ذلك فهو كافر على كل حال، فإن استطاعت أن تدعوه وأن يعلن توبته ويدخل في الإسلام من جديد فلها ذلك، وإن رأته معرضاً فلها أن تطلب الفكاك والطلاق، وألا تمكنه أبداً من نفسها فيصبح محرماً عليها لأنه كافر وهي مسلمة، وأما رؤياها في المنام بأن بيتها يحترق فهو بيت العاصي المجرم يحترق بالجريمة والكفر والعياذ بالله، فالحريق هو الكفر والإعراض عن الله عز وجل، وهو شؤم، ولا يدخل الحريق بيتاً في المنام إلا لشؤم هذا البيت، فلتنجُ بنفسها من هذا الوحش المجرم الذي أعرض عن الله عز وجل، وما عليها من الابن فالله عز وجل يتولاه.
أما أن تعيش مع كافر معرض عن الله عز وجل فهذا أمر عظيم لا ينبغي أن يصبر عليه.
الجواب: ما دام أنه يصلي فهو على خير ولا يطلع على النيات إلا الله، لكن إذا كان فاسقاً فلا تطلب الطلاق منه، إنما تحاول أن تؤثر في حاله بالدعوة بالتي هي أحسن بإدخال الشريط والكتاب الإسلامي، بدعوته، بالتأثير عليه، بالدعاء له، فما دام أنه يصلي ولا يترك فريضة فهو مسلم، أما إن ترك ولو فريضة واحدة عامداً متعمداً فقد كفر، ولو صلى في البيت فهو فاسق لكنه مسلم.
الجواب: أقول لها: عليها أولاً أن تخلص العمل لله عز وجل، وعليها أن تترك هذه الوسوسة؛ لأنه لو أخذ كل إنسان رجلاً كان أو امرأة بهذه الوسوسة وأنه إذا دعا يخاف من الرياء والشهرة لما دعا أحد إلى الله، ولا تكلم أحد بكلمة، فعليها أن تترك هذه الوساوس وأن تخلص عملها لوجه الله، وأن تدعو إلى الله عز وجل على بصيرة، وتعلم أنها من ورثة الأنبياء والرسل بدعوتها إلى سبيل الله عز وجل، ولكن عليها أمران:
الأول: ألا تدعو إلا أخواتها من النساء، فإنه ليس للمرأة أن تدعو الرجال أبداً إلا محارمها.
والثاني: عليها أن تدعو بالحكمة والموعظة الحسنة، وألا تكون فظة ولا غليظة، ولا مصدرة لأحكام جارفة جائرة، بل عليها أن تدعو بالتي هي أحسن؛ باللين والهدوء والتحبب والهدايا علًّ الله أن يحببها إلى خلقه، وأن تكون مؤثرة ونافعة ويرفع منزلتها عنده سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر