أما بعد:
عباد الله! فأوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا سراً وجهاراً، وخشيته تبارك وتعالى غيباً وشهادة: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ [النساء:131].
عباد الله! نعت الله هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم في كتابه الكريم بقوله: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا [البقرة:143]، أي: أمة عدلاً خياراً، والمؤمن عظيم المعتقد في صحة الدين الذي يتقرب إلى الله جل وعلا به؛ فالمؤمنون جميعاً يعلمون أن الله لا يقبل ديناً غير دين الإسلام، قال الله جل وعلا: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85]، لكن المرء إذا ازداد تدبراً في هذا الدين ووسطيته، وما عليه الناس قديماً وحديثاً ازداد علماً ويقيناً أنه دين رب العالمين جل جلاله الذي ارتضاه لنفسه تبارك وتعالى وابتغاه لعباده، وتعبدهم به سبحانه جل شأنه.
أيها المؤمنون! أنبياء الله صفوة من الخلق، جعلهم الله جل وعلا رسلاً بينه وبين عباده، اختلف الناس فيهم فلم يلق أنبياء الله من أكثر اليهود إلا الرد والقتل، ووجد من أتباع عيسى من النصارى الغلو متمثلاً في شخص عيسى بن مريم، حتى نسبوه إلى الله ولداً، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً، وجاء القرآن فقبَّح عظيم الفعلين، وشنع الله على ما صنعه اليهود بأنبيائهم، ونبه الله جل وعلا النصارى إلى عظيم جرمهم، قال الله جل وعلا عن اليهود: فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:155]، وبالغ في حق عيسى بن مريم يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا [النساء:171]، ثم بين القرآن المنهج الحق في أنبياء الله جل وعلا ورسله المصطفين الأخيار، الأئمة الأبرار، قال الله لنبيه: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ [الأنعام:90]، ومع ذلك لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم ضراً ولا نفعاً، ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ [الكهف:110]، فصلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، أئمة عدول، معصومون بعصمة الله جل وعلا لهم، بلغوا عن الله رسالاته، ونصحوا له في برياته، فاتباعهم هدي، ومحبتهم دين، والإيمان بهم جملة ركن عظيم من أركان الإيمان كما في حديث جبريل، قال الله جل وعلا عن الرعيل الأول، والجيل الأمثل: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة:285].
وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلا أخانا
وكان من الحضارات القريبة منهم حضارة كسروية تقوم على تأليه الفرد كما هو موجود عند فرعون حين قال: مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى [غافر:29]، وما هو موجود عند النمرود عندما قال: أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ [البقرة:258]، وما هو موجود عند كسرى في الفرس، وقيصر في الروم، ثم جاءت الحضارة المعاصرة الغربية فأخذت الطغيان من الفرد، وأعطت مفاتيحه ومقاليده للمجتمع، فجعلت المجتمع يحكم نفسه بنفسه كما قاله أغلب الناس -ولو كان شاذاً طبعاً وشرعاً-: إذا صوت الناس عليه، وقبلوا به، أصبح لزاماً على الناس أن يقروه، يحفظه الجيش، وتقوم عليه الشرطة، ويحرسه القانون، ولو كان ذلك مخالفاً لشرع الله، فأخذوا الطغيان من الفرد في الحضارة القديمة، وأعطوا الطغيان للجماعة في الحضارة المعاصرة؛ أما دين الله فلا ينظر إلى الحاكم المسلم إلا أنه رجل يسوس الرعية بشرع الله جل وعلا، فلا سلطان مطلق إلا سلطان الرب تبارك وتعالى، فنبينا صلى الله عليه وسلم وهو أعظم البشر على الإطلاق لم يكن له أن يحكم إلا بما أراه الله من الحق الذي نزّله الله جل وعلا عليه في كتابه، وجعل الله جل وعلا لولي الأمر المسلم بيعة في الأعناق وسمعاً وطاعة في المعروف، وأمر الأمة كلها بالاتحاد والاجتماع، والبعد عن الشقاق، وسيء الأخلاق، وما يدعو إلى الفرقة، وينجم عنه الشتات، ومن نعم الله علينا أننا في بلاد لولي أمرها بيعة في الأعناق، ومودة في القلوب، وسمع وطاعة بالمعروف، هذه المدنية الحقيقية التي جاء بها الشرع، جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم عن ربه، وكما عني الإسلام بهذا فقد عني بخاصة المسلم في أهله، قال الله جل وعلا عن أوليائه المتقين في وصفهم: وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [الفرقان:67]، حسنة بين سيئتين، فالمؤمن يعلم أنه مؤتمن على مال الله الذي آتاه، فلا يقع منه الإقتار والبخل والشح؛ لأن ذلك سوء ظن برب العالمين جل جلاله، ولا يقع منه التبذير والإسراف، والمكابرة والخيلاء؛ لأن ذلك -والعياذ بالله- مدعاة للكبر الذي نهى عنه الشرع، بل من قرائنه ودلائله -خاصة إذا صاحب ذلك فقيراً يمنع، أو يتيماً يدفع- كان أعظم جرماً وأشد شناعة، فإن كان ذلك في باب الموائد، فعظم ما فيها وكثر حتى غلب على الظن أنه للمفاخرة والخيلاء، وصاحب ذلك مطعوم أو مشروب حرمه الله ازداد الأمر إثماً، فإن كان على رأسه الأغاني والمعازف وما حرم الله من نظائرها كان ذلك من مجلبات سخط الرب تبارك وتعالى، والمؤمن عليه أن يدرك أن الله جل وعلا وحده خير الرازقين، فليتق الله جل وعلا إن أنعم الله عليه في أن يستعمل نعمة الله جل وعلا فيما يرضيه، وإن كان ممن لم يكتب الله لهم أن يبسط الله لهم الرزق فليعلم أن ذلك لخير أراده الله به، علمه من علمه، وجهله من جهله؛ فخيرة الله لعبده خير من خيرة المرء لنفسه، والمؤمن بين سراء وضراء، فالسراء مطيتها الشكر، والضراء مطيتها الصبر.
جنون منك أن تسعى لرزق ويرزق في غياهبه الجنين
ونسوا أن النبي صلى الله عليه وسلم -وهو إمام المتوكلين- حفر الخندق يوم الأحزاب، وظهر في درعين في يوم أحد، على ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من عظيم التوكل على ربه، لكن الأسباب إذا انقطعت، والأبواب إذا سدت، فإنه حري بالمؤمن -ولو من غير سبب- أن يحسن الظن والتعلق بالواحد الأحد، وكفى بالله وكيلاً، فإن الله قادر على أن يقدّم من يشاء بفضله، ويؤخر من يشاء بعدله، فربنا لا يسأله مخلوق عن علة فعله، ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله.
أيها المؤمنون! الخوف والرجاء جناحا طائر للمؤمن، والوسطية فيهما أن ينظر الإنسان إلى حال نفسه، فإن رأى في نفسه عملاً صالحاً قدمه فليغلب جانب الخوف؛ فإنه لا يدري قبل منه هذا العمل أم لم يقبل: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [المؤمنون:60]، فإذا غلب عليه الذنب واستزلّه الشيطان فوقعت منه الجريرة غلب حسن الظن بربه تبارك وتعالى، والرجاء في رحمته جل وعلا، وليعلم أن الله جل وعلا كما أنه تبارك وتعالى يسمع الأصوات وإن خفيت، فإنه جل وعلا يغفر الذنوب وإن عظمت، بل ليس لنا إلا الله، فإن أذنبنا فليس لنا إلا الله يغفر لنا ذنوبنا، وإن عملنا صالحاً ليس لنا إلا الله يثيبنا على ما قدّمنا، فإذا حانت ساعة الأجل، وشعر المرء بدنو الموت فليغلب حينها حسن الظن بربه تبارك وتعالى كما أوصى رسولنا صلى الله عليه وسلم.
عباد الله! هذه بعض من الأمور الوسطية التي دل عليها الشرع، وليس المقام مقام تفصيل، لكن من رزق عقلاً وإنصافاً وعلماً وهداية قاس الأشباه على النظائر، وألحق الأول بالآخر، وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.
بلغني الله وإياكم من القول والعمل أنفعه، وجعلني الله وإياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم..
عباد الله! وإن مما خلقه الله جل وعلا وجعله أطواراً في بني آدم: أنه جل وعلا كتب عليهم قبل لقائه ساعة ضعف يؤمن فيها الفاجر، ويبصر فيها الكافر، ويعاين فيها المرء الموت، فقد أذل الله بالموت جبروت الأكاسرة، وأذل به عنفوان القياصرة، كتبه الله جل وعلا على كل نفس، قال جل ثناؤه، وتباركت أسماؤه: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ [آل عمران:185]، بل كتبه على سيد خلقه وأشرف رسله: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر:30]، وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ [آل عمران:144]، وهذا النبي الخاتم يسّر الله القرآن على لسانه، قال الله جل وعلا: فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا [مريم:97]، ومع علو فصاحته، وجميل بلاغته صلوات الله وسلامه عليه، فقد عجز في يوم مرض وفاته وهو ينظر إلى السواك وهو سيد الفصحاء وإمام البلغاء أن ينطق بكلمة: هات السواك، فلم يقدر إلا أن ينظر إلى السواك ويحدِّق النظر فيه، لتفهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مراده، فتأخذ السواك فتقضمه وتطيبه، ثم تعطيه إياه صلوات الله وسلامه عليه، وقبل ذلك كان يضع يده في ركوة فيها ماء ويقول: (لا إله إلا الله، اللهم إن للموت لسكرات، فأعني على سكرات الموت)، هذه اللحظات لا مفر منها، ولا محيد عنها، قد تكون ساعات، قد تكون دقائق، قد تكون لحظة لا يعلمها من حولك، قال الله جل وعلا: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ [المؤمنون:99]، وقال جل وعلا قبل ذلك: فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ [الواقعة:83] أي: الروح وَأَنْتُمْ أي: من حول الميت حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ [الواقعة:84] أي: إلى الميت وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ أي: ملائكة الرحمن أَقْرَبُ إِلَيْهِ أي: أقرب إلى الميت وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ على أنكم تلامسونه، لكنكم لا ترون الملائكة وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ [الواقعة:85] أي: لا تُبصرون الملائكة وهي تنزع الروح فَلَوْلا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ [الواقعة:86] أي: تزعمون أنه لا عودة ولا بعث ولا نشور ولا حساب فَلَوْلا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا [الواقعة:86-87] أي: أعيدوا الروح التي قبضناها إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ [الواقعة:87]، وأنى لهم ذلك وقد كتب الله ألا يجعل ذلك بيد أحد منهم؟! هذه اللحظات يمر فيها على الإنسان كل ما مضى من أيامه، عندها عياذاً بالله يتمنى الفاجر، يتمنى الفاسق، يتمنى الكافر أن يعود، قال الله في سورة المؤمنون: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون:99-100] قال الله: كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا [المؤمنون:100] مجرد كلمة، ثم قال الله: وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:100]، فبعضنا ينعّم جعلنا الله جميعاً من أهل ذلك، والآخرون يعذّبون أعاذني الله وإياكم من ذلك، ثم يكون البعث والنشور؛ والمقصود -أيها المؤمنون- من هذه العبارة: أن ينظر الإنسان في صنيعه وأعماله وأقواله، ويتقي الله جل وعلا فيها، فالمؤمن إذا حسنت سريرته، وسلمت نيته، وصدق في توجهه إلى الله جل وعلا، فإن الله جل وعلا كريم لا يهلك عليه إلا هالك، فمن رزق سريرة صالحة، وحسن توجه إلى الله، وكان أعظم ما أهمه في الدنيا وفادة على ربه أحسن الله جل وعلا وفادته عليه، فالقدوم على الله لحظات يختم بها للمرء، وينتقل فيها من حال إلى حال، فنعم العبد عبد أحسن الله جل وعلا وفادته عليه، وختم له بخير، قال صلى الله عليه وسلم: (من كان آخر كلامه من الدنيا: لا إله إلا الله دخل الجنة)، اللهم املأ قلوبنا محبة لك، وتعلقاً بك، وحسن ظن بك يا رب العالمين! اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، اللهم كلنا إلى رحمتك وإحسانك وبرد عفوك يا ذا الجلال والإكرام!
ألا وصلوا وسلموا على خير من ختم له بخير، الزهري أماً، الهاشمي أباً، أطهر الناس بيتاً ونسباً، صلى الله عليه، فإن الله يقول: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض الله عن أصحاب نبيك أجمعين، وخُّص اللهم منهم الأربعة الراشدين، وارحمنا اللهم معهم بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين! اللهم اغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين، اللهم إنا نسألك حسن الوفادة عليك، اللهم إنا نسألك حسن الوفادة عليك، اللهم إنا نسألك حسن الوفادة عليك، اللهم وفق ولي أمرنا بتوفيقك، وأيده بتأييدك، اللهم وفقه لهداك، واجعل عمله في رضاك، اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم.
عباد الله! إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون..
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر