الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً, وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمر منيراً, وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً, والصلاة والسلام على من بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً, وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، بلغ الرسالة, وأدى الأمانة, ونصح الأمة, وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وأشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا النادي أسلم عليه خاصاً وعاماً، فسلام الله عليه وعلى أهله ورحمة الله وبركاته.
وعلى رأسهم الأمير الماجد/ عبد الله بن سعد , الذي يريد أن يرفع مع وسيلته في الرياضة لا إله إلا الله, وليس هذا بغريب عليه؛ فهو من أبناء هذه الجزيرة التي سجدت لله واعترفت بلا إله إلا الله، جزيرة قدرها الإسلام، وماؤها الإسلام، وهواؤها الإسلام، جزيرة فيها صخرة يتحطم عليها رأس كل ملحد ورعديد وزنديق، جزيرة تعلن تفوقها ورسالتها وعبقريتها وإبداعها وروعتها في نشر لا إله إلا الله، جزيرة هبط فيها الوحي، وسرى في هواها محمد صلى الله عليه وسلم.
يا رب! أليست هذه الجزيرة التي سبحت بحمدك وقدستك؟
يا رب! أليست هذه الجزيرة التي سار على ثراها محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي؟!
يا رب! أليست هذه الجزيرة التي قدمت الشهداء والعلماء والأدباء؟!
الله أكبر! كم لهذه الجزيرة من همم ومجد! الله أكبر! كم لها من تاريخ وعلو! الله أكبر! كم لها من حضارة وصدارة. نحن صانعو الفن والجمال والحب، نحن أهل الأيمان والحب والطموح، لا يعرف الناس الحب إلا من جعبتنا وكيسنا ومدرستنا، ولا يدرسون الإيمان إلا في مدارسنا , ولا يغذون بالحب إلا من شجرتنا، فليس بغريب أن يأتي نادي الهلال ليكون هلالاً في سماء المجد والمكرمات، ليحمل مع الرياضة رسالة عظيمة، فالرياضة نعتقد اعتقاداً جازماً أنها وسيلة وليست غاية، فغايتنا في الدنيا أن تسلم المعمورة للا إله إلا الله، لقد ملّت الدنيا والمعمورة الأطروحات التي طرحت على ساحتها من نابليون صاحب الدمار والعار والشنار، وأطروحات هتلر الذي أحرق البشرية بقنابله، وأطروحات تيتو الذي حزب الناس ضد الناس.
نحن نريد أطروحات محمد عليه الصلاة والسلام وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الانبياء:107] رحمة مهداة ونعمة مسداة.
الموضوع هذه الليلة: "الشباب وأزمات العصر" وهو يدور على أربعة عناصر:
العنصر الأول: مدرسة الإلحاد والزندقة.
وهي مدرسة شيخها وأستاذها وعميدها فرعون عليه لعنة الله إلى أن يرث الله ومن عليها.
العنصر الثاني: مرض الشهوات، الذي أصيب به كثير من شباب الإسلام.
العنصر الثالث: تخدير الهمم وتنويم العزائم، ونجاح الاستشراق في ذلك.
العنصر الرابع: الحرب المعنوية وإحباط المساعي.
إن الأزمة الأولى هي: مدرسة الإلحاد والزندقة, والإلحاد مركب قديم وليس بحديث، وليس من صنع
ماركس ولا
لينين ولا
هرتزل بل هو قديم قبله فرعون, وقبل فرعون شيخه وجده إبليس، يقول موسى, وهو رسول التوحيد، ورسول لا إله إلا الله:
قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً
[الإسراء:102] لقد علم أن لا إله إلا الله، وعلم أن الذي رفع السماء وبسط الأرض هو الله:
سبحان الله! السماء تشهد أن لا إله إلا الله، والأرض تشهد أن لا إله إلا الله، والماء والهواء، وكل ذرة على وجه الأرض, ولكن مدرسة الإلحاد أبت ذلك، ومن عتوها وفجورها أنها تريد أن تدخل إلى الجزيرة العربية، تريد مركب الأدب يوم أخفقت في مركب الاقتصاد.
قبل أربعين سنة كان ماركس ولينين , أهل الحديد والنار, أعداء الشعوب، ظلمة الإنسان وأكلة الإنسان.
أرادوا أن يلحد الإنسان وقالوا: لا إله والحياة مادة، فلما أخفقوا في الاقتصاد أتوا بمركب الأدب, وحرام أن تلحد هذه الجزيرة , أو أن يلحد صحفي واحد فيها أو شاعر أو أديب.
إن صحفنا ونوادينا لا بد أن تكون إسلامية، وقصاصنا إسلاميون، لأننا نفضل أن نموت ويحيا الإسلام، نغذيه بدمائنا, ونبني مجده على جماجمنا, فهو السراج والكنز والمصير والقوة والشرف والعمق والأصالة, ويوم نتخلى عن الإسلام نتخلى عن الأصالة والعمق والشرف, ونخسر أوراقنا في الساحة.
إن مركب الإلحاد حاول بشتى الوسائل التشكيك في المعتقد، بكتابة الكتب الرخيصة التي تشكك في الرسالة، وفي الله عز وجل، وفي الرسول صلى الله عليه وسلم, سبحان الله! أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً [ص:5] سبحان الله! لا إله إلا هو: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً [مريم:65] والله إن القلوب لتتفطر, وإن الجبين ليندى, وإن القلب ليرجف؛ يوم يذكر الإلحاد, كل شيء ربما نتفاوض معه، إلا مسألة الإلحاد, إنهم يريدون أن يلحد صحفي، أو أديب، أو شاعر، أو رياضي في جزيرة العرب.
أما علمتم يا أعداء الله! أن هذه الجزيرة حُمِل على أكتاف أبنائها لا إله إلا الله؟ وبعد خمس وعشرين سنة من الإسلام مات أبناؤها على ضفاف نهر اللوار والسند والهند وسمرقند وأسبانيا والأندلس المفقود، أتريدون إدخال الإلحاد هنا؟ أما بحثتم عن بلد غير هذا؟ أما هذه فإنها بلاد محمد عليه الصلاة والسلام.
ومرض التشكيك والإلحاد ورد كذلك في بعض المسرحيات التي تستهتر وتستهزئ بشخص الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم, وايم الله، وتالله، وبالله ما طرق العالم أعظم من الرسول عليه الصلاة والسلام، أيريدون معجزة على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم؟!
يقول شاعر وادي النيل:
كنا قبل لا إله إلا الله رعاة غنم وإبل؛ لا حضارة ولا ثقافة ولا معرفة ولا رقي، فلما جاء الرسول وبعث فينا وبث فينا الروح, فأصبحنا نتكلم بكلام الله, ونمسي أولياء لله على كتاب الله, نحيا لله ونموت على لا إله إلا الله.
من الذي جعل عمير بن الحمام يأتي في معركة بدر وهو يأكل التمر، فيقول عليه الصلاة والسلام قبل المعركة وهو يعلن ساعة الصفر: (يا أهل بدر , إن الله اطلع عليكم فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، والله ما بينكم وبين الجنة إلا أن يقتلكم هؤلاء.فيقول عمير بن الحمام وهو يأكل التمرات: يا رسول الله, ما بيني وبين الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء.
قال: نعم.
فأخذ غمد سيفه فكسره على ركبته، ورمى بالتمرات، وقال: لا إله إلا الله، اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى. ثم رمى بالدرع في الأرض وقاتل حتى قتل
).
أيفعل جنود نابليون وهتلر وتيتو وغاندي هذا الفعل؟!
كذبوا لعمر الله، والله ما يستميتون إلا على إحراق البشر، وأخذهم وامتهانهم. لكن أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام يريدون الله وما عند الله.
والأزمة الثانية التي تعرض لها شبابنا هي: الشهوات, وقى الله شبابنا المحن، وحماهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن. يا رب رحماك! أسلمت لك
الجزيرة، وآمنت بك، لا نقولها والله تعصباً، فـ
كابل هي قطعة منا, ثراها من ثرانا، وترابها من ترابنا، و
الهند و
أسبانيا و
تونس و
العراق، وكل أرض في الأرض وكل سماء في السماء, لكن قلبنا هنا، ومصيرنا هنا، وكعبتنا هنا، وقبر رسولنا هنا, فاللهم احفظ علينا إسلامنا وإيماننا.
أزمة الشهوات قدمها الاستشراق والحزب الرأسمالي الغربي -حزب وارسو - إلى الشرق وأبناء المسلمين في كأس الخمر، وفي امرأة زانية وأغنية رخيصة ومجلة خليعة، هذه الأربع هدموا بها قممنا وشموخنا وعزتنا.
يوم كان العربي ينام على الثرى, وسيفه مصلوت, يستفيق الصباح فيقول: لا إله إلا الله, الحمد الله الذي أحيانا بعد موتنا وإليه النشور. وينام على ذكر الله؛ أصبح اليوم ينام على العزف والناي والأغنية الرخيصة, عجباً! بعد أن كان ينام على القرآن ينام اليوم على الأغنية. من فعل هذا؟ إنه الاستشراق، إنه مؤتمر بلغراد الذي يقول لأبنائه وأعضائه: لقد خسرنا الساحة مع المسلمين يوم أن قاتلناهم بالصواريخ والطائرات والقنابل, وبقي معنا حرب واحدة هي حرب الكأس والمرأة والأغنية والمجلة.
كأس الخمر
لقد نجحوا نجاحاً باهراً يوم أن قدموا كأس الخمر ليضل به كثير من الناس، وإذا ذهب العقل ذهب المجد والعرض والشرف والسؤدد والنبل في الحياة الدنيا وفي الآخرة, وإذا ذهب العقل فلا تسل عن صاحبه، وإذا ذهب العقل فقد وصل الإنسان إلى مستوى البهائم والببغاوات والعجماوات.
المرأة الفاتنة
قدموا المرأة الفاتنة إلى الشرق الأوسط، كوكب الشرق تعزف في الجماهير وتغني فيهم وهم يصفقون لكوكب الشرق، ويرددون كلمات كوكب الشرق, وطائرات إسرائيل غطت علينا شعاع الشمس.
لأن من يرقص مع كوكب الشرق لا يصارع طائرات إسرائيل.
والمرأة المنتفضة في فلسطين -ونسأل الله أن تكون انتفاضتها إسلامية- من المسئول عنها؟ إنهم شباب الجزيرة العربية، يرفع الجهاد من هنا، وتخرج الكتائب من هنا، ويسال الدم من هنا.
فالمرأة تقول: وامعتصماه، والطفل يقول: وإسلاماه.
حضر قطز -وهو مولى- معركة عين جالوت، فأراد المسلمون الانهزام فخلع خوذته وداس بها الأرض, وزأر كالأسد وقال: وإسلاماه, فتحرك المسلمون وعادوا إلى المعركة، فقتلوا التتار في لحظة.
وقفت امرأة في سوق عمورية , غريبة مسلمة تشهد أن لا إله إلا الله وتصلي الصلوات الخمس، وتخاف الله, فأتى إليها رومي فضربها على وجهها، فقالت: وامعتصماه. تنادي الخليفة العباسي في بغداد.
فضحك الرومي وقال لها: انتظري الخليفة المعتصم حتى يأتيك على فرسه الأبلق وينصرك، فذهب رجل مسلم فأخبر المعتصم , فانتفض في قصره وقال: والله لا يغشى رأسي ماء من جنابة حتى أذهب إليها وأنصرها بإذن الله، فخرج بجيش مسلم موحد، جيش يقوم الليل ويردد الأذكار، يقول أبو تمام:
وقد جاء المنجمون إلى المعتصم وقالوا: لا تقاتل هذا الشهر؛ لأن الأنجم السبعة والشهب السبعة تشهد أنك ستهزم في المعركة، فقال: كفرت بكم وبعلمكم، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله, توكلت على الله، حسبي الله ونعم الوكيل، فخرج فدكدك المدن واحدة واحدة، فلما انتصر قال أبو تمام للمنجمين: يا خرافيون يا متخلفون، يا من يعيش على الفكر العفن، أما انتصر؟
وعاد وانتصر لأنه حمل لا إله إلا الله.
المجلة الخليعة
ويتمثل مرض الشهوات في المجلة الخليعة.
إن المجلة الخليعة أخذت وقت القرآن، ووقت الحديث النبوي، ووقت الكتاب الإسلامي، والشريط الإسلامي، وهذا معناه أن الإسلام ينسحب تدريجياً من الساحة, والمجلة الخليعة يوم تنتشر هذا الانتشار؛ معناه أن مرض الجنس العدوى الجنسية سوف تنتشر بين الشباب، والتأخير عن صلاة الجماعة، وعن التلهف لتاريخ الإسلام، والتكاتف لحماية مقدسات الإسلام، وعن كعبة المسلمين، ومسرى الرسول عليه الصلاة والسلام، إن من صالحنا أولاً ومن صالح بلادنا وأمتنا أن نعود إلى القرآن لينقذنا الله عز وجل.
يا أيها الفضلاء! ويا أيها النبلاء! إن هذا ليس بجديد عليكم, إن مسألة المجلة الخليعة لا بد أن يوجد لها بديل، أقولها بصراحة وأنا بين يدي مسئولين وأمراء وعلماء وطلبة علم يتفهمون القضية ويحرصون على خير الإسلام والمسلمين، نصبوا أنفسهم للمسئولية، وألقوا على عواتقهم تبعة لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويوم توجد المجلة الخليعة وأمثالها؛ معناه أن هذا القرآن يؤخذ وقته, ولا يحب ولا يقرأ, وأمة لا تقرأ القرآن عفى عليها الزمن، وأمة لا تتصرف بالقرآن ليست بأمة.
كنا نقاتل الناس والقرآن في يد والسيف في اليد الأخرى، فسلوا عنا الشعوب, لقد فتحناها بالقرآن وبالسيف.
الأغنية الماجنة
-
تخدير الهمم وتنويم العزائم
الأزمة الثالثة التي يتعرض لها شباب الإسلام؛ وهي مطروحة في الساحة وموجودة: تخدير الهمم وتنويم العزائم.
وهذه تروجها الصهيونية العالمية ممثلة في اليهود.
إسرائيل صنفت مع الصهيونية العالمية وهي جزء منها، وهي تنشر مع هيئة الإذاعة البريطانية في حرب التفريق بين الخط المستقيم، خط العلماء والدعاة وطلبة العلم, والخط الآخر وقالوا: إنهم متطرفون. لقد وجد المتطرفون في الساحة لكن ليس بهذه الصورة التي صنفتها إسرائيل، وليس بهذا الانتشار الذي أرادته إسرائيل وأعوانها, وجد التطرف من فجر الإسلام يوم أن قام الخارجي يعترض على الرسول عليه الصلاة والسلام, هذا هو التطرف، لكن أن تجعل الصحوة الإسلامية والدعوة إلى الله تطرفاً, فليس هذا بصحيح.
ونسأل أعداء الإسلام هؤلاء: ما هو التطرف؟
المحافظة على صلاة الجماعة تطرف!
قراءة القرآن وحفظه تطرف!
هجر الغناء وعدم إضاعة الوقت تطرف!
الدعاء وحب الصالحين تطرف!
الدعوة وتفهيم الناس وتوعيتهم تطرف!
لا والله ليس هذا تطرفاً, لكن هذا هو فعل أعداء الإسلام.
وهذا ما انتهجه أعداء الإسلام وأذناب أعداء الإسلام, من جعل رجال دين ورجال دنيا, وهذا غير موجود في الإسلام, هذا من الكنيسة يوم جعلت هناك رجال دين همهم الكنيسة لا يخرجون منها وينزوون فيها، لكن الإسلام يقول لك: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:162].
فحياتنا وموتنا وليلنا ونهارنا لله رب العالمين، ويوم يوجد في أوساطنا أناس يسمون برجال الدين؛ حينها يكون هناك خصام نكد بين الناس، فنحن هنا وفي غير هذه البلاد من بلاد الإسلام، وكل من أشرقت عليه شمس لا إله إلا الله، كلنا نحمل لا إله إلا الله، ملكنا وأميرنا، ومسئولنا وعاملنا، وقاضينا، وكل واحد فينا يحمل لا إله إلا الله، لا نعفى من المسئولية، ولو اختلفت مشاربنا أو سائلنا أو أساليبنا، فمظلتنا لا إله إلا الله، يقول أبو تمام في الإسلام:
من أتى بـبلال الحبشي ليجلسه بجانب أبي بكر القرشي؟
من جاء بـصهيب الرومي ليعانق عمر بن الخطاب الكعبي؟
من أتى بـسلمان الفارسي ليكون أخاً لـعلي؟
إنه الإسلام, وإلا فقبل الإسلام كان أبو طالب وأبو لهب وأبو جهل ينظرون لـبلال على أنه رقيق يباع كما تباع الدابة، لكن لما أتى محمد عليه الصلاة والسلام أعلن حقوق الإنسان، وكذب من قال إنهم يحفظون حقوق الإنسان, لم يحفظ حقوق الإنسان إلا محمد صلى الله عليه وسلم. يموت أحد الأمريكان في غابة من غابات أفريقيا فيحتجون له, ويقيمون الدنيا ويقعدونها، ويجتمع مجلس الأمن، وتنعقد هيئة الأمم , وأما شعب أفغانستان وفلسطين فيدمر ويدكدك ولا احتجاج ولا اجتماع.
فهذه الأمة هي التي أعلنت حقوق الإنسان، وأعلنها محمد عليه الصلاة والسلام، والشاهد من ذلك أن الحرب التي تتعرض لها هذه البلاد هي حرب شعواء, يتعرض لها دعاتها وعلماؤها ومسئولوها؛ حرب لا تزال تنـزف حتى يتنبهوا إلى الخطر من الذي أنتجه؟ ومن الذي عرضه في الساحة؟ ومن المسئول عنه؟ هذه تساؤلات لا بد من الإجابة عليها.
-
الحرب المعنوية وإحباط المساعي
العنصر الرابع من أزمات الشباب: الحرب المعنوية وإحباط المساعي.
تعظيم المستعمر الكافر
الحرب المعنوية تتمثل في رؤية المستعمر برؤية عالية، فالإنسان الآن يتشرف أن يسافر إلى
أمريكا , ونحن لا نقول: إن السفر حرام, فقد تكون له دواعٍ, لكنا نقول: لا تنظر إلى المستعمر هذا النظر الذي هالك وأعجبك وأدهشك وأذهلك، فأنت تسافر من أرض الحضارة.
هذه البلاد هي بلاد الأصالة, فلا يخطئ الإنسان بأن يرى المستعمر قوياً؛ بيده الصاروخ والقنبلة والطائرة؛ لأنهم كما قال الله تعالى: يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [الروم:7].
إحباط الكلمات الغير مسئولة
والإحباط الذي أصيب به ديننا إحباط الكلمات الغير مسئوله: الرجعية، التخلف، الدول النامية، العالم الثالث، كلها من السموم التي ألقيت في الساحة، حتى ننظر إلى أولئك أنهم متحضرون ومتطورون, يقول الأمريكي
كريسي مرسون , في كتاب
الإنسان لا يقوم وحده: أيها المسلمون! قدمنا لكم الطائرة والثلاجة والسخانة والبرادة، وما قدمتم لنا الإسلام.
إنهم يريدون الإسلام, إنهم بحاجة إلى الإسلام, إنهم يعيشون في ظلم, لقد طرحت أوراقهم وأحرقت في الساحة، لقد جربوا الرأسمالية فما أنتجوا شيئاً, وجربوا الشيوعية والاشتراكية , وهي تحت مظلة الشيوعية، وجربوا كل حل وكل شيء فما وجدوا خيراً لهم من الإسلام، وعاد أذكياؤهم وأساطينهم إلى الإسلام, في حين يذهب بلداؤنا وأغبياؤنا ليعلنوا عمق أولئك وأصالتهم.
أيطلب الشفاء من مريض؟!
أيطلب الطعام من جائع؟!
أيطلب الماء من ضامئ؟!
إن الخسارة كل الخسارة يوم أن نحتقر ما عندنا، إننا أمة نسير على أصول، أمة أصيلة وعميقة, يجمعنا جميعاً من الشرق إلى الغرب كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، قبلتنا واحدة، ونصلي في أوقات مرتبة، غنينا وفقيرنا سواء, ليس عندنا ألوان ولا تمييز عنصري، أما تلك البلاد فهي:
يذهب الرجل منا إلى هناك فينظر إلى المستعمر كأنه روح القدس, ويأتي إلى عالم من علمائنا وهو يشرح الروض المربع، فيقول: يا شيخ! الناس صعدوا إلى سطح القمر، وأنت تشرح الروض المربع، فقال له الشيخ: وأنت ما صعدت إلى سطح القمر ولا جلست معنا تقرأ الروض المربع. ليته يوم أخفق في الصعود إلى سطح القمر درس معنا الروض المربع , لكنه من المذبذبين, لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
فيا أخي! أنت لن تصنع لنا صاروخاً ولا طائرة, ولا ثلاجة ولا برادة، فاجلس معنا، واقرأ في فتح الباري ورياض الصالحين وبلوغ المرام، أما أن تبقى لا داخل الحلبة ولا خارجها، فهذه قسمة ضيزى يتركها العقلاء.
ضرورة استخدام الإحباط للمستعمر
-
الاشتغال بالتوافه عن الأصول
تلك بعض أدوائنا وأزماتنا, وأشير إلى البعض الآخر باختصار:
أزمة الاشتغال بالتوافه عن الأصول، أو إشغال الوقت في غير ما خلق له الإنسان، ونحن نؤمن بالوسائل لكن لا نجعلها غايات، فالرياضة في الإسلام وسيلة وليست غاية، ولا مبدأ يوالى ويعادى عليه, ويحب ويبغض من أجله، إنما الذي يوالى ويعادى عليه هو الإسلام, فنحن هنا نعتبر الرياضة وسيلة, هذا هو رأي الإسلام، ويوم أن تجعل غاية معنى هذا أننا حطمنا رسالتها، وألغينا فاعليتها في الأرض؛ لأنها يوم أن تصبح غاية فسوف يوالي هذا هذا؛ لأنه من ناديه، ويلبس لونه ويسير في مسيرته, ويعادي ذاك ولو كان أخاه لأبيه وأمه.
فالمقصود أنها وسيلة ليس إلا، وهي الغاية لنربي أجسادنا على رفع لا إله إلا الله؛ لأننا أمة ينتظر منا أن نفتح العالم كل العالم، ليس الجزيرة فحسب بل العالم كله يتوجه إلى الكعبة خمس مرات في اليوم والليلة. واسمحوا لي إن أكثرت من الشعر فهذا نادي الشعر والحب والأدب:-
فالمقصود أن غايتنا من الرياضة أن نرفع لا إله إلا الله، كان ابن تيمية يصعد وينزل في جبل كسروان عصراً, فقالوا له: ما لك؟ قال: إنني أتقوى على الجهاد في سبيل الله، أما أن نقوي أجسادنا ثم بعد ذلك لا تكون هناك نتيجة ولا غاية فهذا ليس بصحيح.
من غاياتنا أن نتقوى على طاعة الله عز وجل, ومن غاياتنا أن ندخل بالرياضة إلى بلاد العالم وإلى قلوب الناس إذا حملنا الرسالة؛ لأن الناس إذا خرج أحد منا ومن أنديتنا ومنتخباتنا إلى العالم, قالوا: هذا خرج من بلاد مهبط الوحي، من الجزيرة، من مكان يستقبله كل يوم وليلة ألف مليون (مليار) مسلم, فإذا رأى الشاب علم أنه يحمل رسالة فما هي رسالتنا إلى الناس؟ رسالتنا ليست رياضة، رسالتنا لا إله إلا الله محمد رسول الله، لننقذ العالم وندخل بهذه الوسيلة ليعلم بنا العالم، ويجلس معنا ويستمع إلينا.
إن العالم ينتظر من أبنائنا وشبابنا وينظر إليهم نظرة الطموح والإيمان والحب، فهذا محمد إقبالشاعر الباكستان , أتى إلى هذه البلاد وطاف بالبيت العتيق, ورأى شباب الإسلام فما رأى كالذي سمع, كان يتصور أنه يجد شباب الجزيرة قوماً همهم حمل لا إله إلا الله، قوماً يتمنى الواحد منهم أن يموت في سبيل الله، قوماً يتلمظ الواحد منهم كالأسد متى يشرق دين الله تعالى على الأرض كلها، فبكى وأبكى وسجل قصيدته (تاجك مكة) يقول فيها وهي مترجمة:
فمن الذي أطفأ نار المجوس إلا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, يوم انطلقوا من الصحراء, ليس عندهم طائرات ولا دبابات ولا قنابل ولا صواريخ، يدخل ربعي بن عامر -أحد جنود الإسلام في الثلاثين من عمره- على رستم القائد الفارسي المجرم، فيقول له رستم وهو يضحك استهزاءً به, يوم أن رأى فرسه الهزيل وثيابه الممزقة ورمحه المثلم، قال له: يا ربعي , جئتم تفتحون الدنيا بهذا الفرس المعقور والرمح المثلم والثياب الممزقة.
فيقول ربعي كلمة كالقذيفة بل أقوى من القذيفة قال: [[إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام]] وبدأت المعركة, وكان جيش كسرى مائتين وثمانين ألفاً، وكان جيش المسلمين ثلاثين ألفاً، وبعد ثلاثة أيام أخفق الإلحاد والزندقة والتبعية والتخلف وارتفعت لا إله إلا الله، وأصبح الشهداء يقدمون دماءهم إلى الله.
يقول سعد وهو يرى قصر كسرى الذي حكم فيه ألف سنة: الله أكبر, فانصدع القصر، فبكى سعد وقال: كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِين * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِين [الدخان:25-29].
من الأزمات التي أشير إليها باختصار: تضييع الوقت.
الوقت غالٍ لكن عند غير المسلمين في الجملة, يقول صاحب كتاب دع القلق وابدأ الحياة: الأمريكان يقرءون أكثر من اثنتي عشرة ساعة في أربع وعشرين ساعة.
ويقول موشي ديان وزير الحرب الهالك الملعون: العرب قوم لا يقرءون.
فمن يقرأ إذا لم نقرأ نحن؟
ومن يطالع إذا لم نطالع نحن؟
أمه أصيبت بالملل والسأم, يقرأ أحدنا ساعة ثم يقول: إن لعينك عليك حقاً, ولنفسك عليك حقاً, ولأهلك عليك حقاً.
يشعر المسلم بالإجهاض والانهزامية يوم أن يقف أمام تراث من تراث المسلمين, فما لذلك الخواجة يركب الطائرة وهو يقرأ، وفي القطار يقرأ، وهو منتظر في صالة المغادرة يقرأ، فلماذا يقرأ؟
أيريد جنة أم يخشى ناراً؟
لا, ولكن لأنه يعرف قيمة الوقت، يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالى: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيم [المؤمنون:115-116].
أمة تقدر الوقت، أمة تحسب للدقيقة حسابها، أمة ترى أن الليل والنهار يطويان العمر، فحينما نعرف قيمة الوقت يا شباب الإسلام, يا أبناء لا إله إلا الله, يا أحفاد من رفع لا إله إلا الله، إذا عرفنا قيمة الوقت أنتجنا، وعلمنا، وطالعنا، لنكون نحن في مقدمة الأمم، وفي المنزلة الأولى، نحن كما قال أبو فراس الحمداني:
إما أن نكون قادة العالم وعلماءه وأدباءه، وإلا فشهادة في سبيل الله، هذه أغلى الأماني التي يبحث عنها المسلم، أما حياة التبعية، وأن نعيش على هامش الأحداث، وأن يذهب الوقت سُدىً؛ لا مطالعة ولا ذكر ولا قراءة، فهذا ليس بصحيح، وأعظم ما يحفظ هي الصلوات الخمس, ويوم تترك الصلوات الخمس, فاعرف أنه الدمار والعار والشنار في الدنيا والآخرة، ويوم أن نتنازل عن الصلوات الخمس فهو الكفر البواح، ويوم نخل بالصلوات الخمس فاعرف أن رسالتنا قد أحرقت ورقتها في الساحة، وقد انتهت أصالتنا وعمقنا وانتصارنا وإرادتنا.
وما كل شيء يقرأ بل لا بد أن يكون المقروء شيئاً طيباً مثمراً مفيداً، والحمد لله مساجدنا ترحب بمصاحفها وآياتها البينات، ولكن نشترط على الجميع شرط أن يكونوا مؤمنين كما أسلفت، ليتقي الله إذا كتب في صحيفة، أن ينظر إلى نظر الله إليه سُبحَانَهُ وَتَعَالى, وليعلم أن الله يسأله يوم القيامة فيمَ كتب؟ ولماذا كتب؟ وعمن كتب؟ وليعلم أن هذه البلاد كما أسلفت بلاد قداسة، فليتق الله في هذه البلاد؛ فإنها بلاد لا إله إلا الله، أديباً رياضياً، شاعراً، قصصياً، لا نتفاوض معه حتى يؤمن بالله الذي لا إله إلا هو، وأما أن نجعل الدين في جهة, والأدب في جهة, والرياضة في جهة، فليس بصحيح، فهذه أمة مترابطة الأطراف، لابد أن تكون أمة رسالة وأمة معتقد، وأدبنا بالذات, ونسأل الله أن لايستغل مركب الإلحاد الرمزية المغرقة في الرمز، فإن سألنا أصحابها قالوا: إن وراءها أسرار لا تفقهونها أنتم، سبحان الله أنفقه شعر امرؤ القيس والمتنبي وأبي تمام ولا نفقه شعركم، أنعرف عمق إقبال وشوقي وهؤلاء القمم ولا نعرف شعركم، ما هو الشعر الرمزي المغرق في الرمزية الذي تفهمونه ولا نفهمه، فشعر وأدب وكلمة لا تفهمها الأمة ليس بأدب ولا شعر وكلام ولا عمق ولا أصالة، يا أمة الحب والطموح، يا أمة الرسالة الخالدة، أنا عرضت هذه الكلمة عرضاً مختصراً, ويكون في الأسئلة أجوبة على ما سوف يرد.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون, وسلام على المرسلين, والحمد لله رب العالمين, وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
مشاركة الصالحين في النوادي
السؤال: هل تنصحون الشباب الصالحين أن يرتادوا هذه النوادي وأن يشاركوا فيها؟ وما واجبهم نحو ذلك؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أشهدكم أني أحبكم في الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، ونسأل الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى كما جمعنا هنا أن يجمعنا في الجنة، في أرض الرحمة والغفران والسماح والعفو، أما بالنسبة للسؤال الذي تقدم به الأخ وهو قضية هل ينصح الشباب بدخول النوادي؟ فما من شك أنهم ينصحون، والأعمال بالنيات، وتختلف نية من أراد أن يدخل هنا، فإن أراد إصلاحاً وخير لهذه البلاد، ولمسار هذه البلاد، وهذا الوطن الغالي فمعناه أنه سوف يجعل رسالته الإسلام وحمل لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأبناء هذه النوادي أعضاءه ومنتخبه هم إخواننا وأحبابنا وأصدقاؤنا، لا يفرق بيننا وبينهم شيء, وليس بغريب أن نزورهم ويزوروننا, وأن يستقبلوننا ونستقبلهم بحفاوة وإكرام, فعلى من دخل أن يدخل بقصد أن يحمِّل الشباب رسالة، وأن يجعل الرياضة وسيلة لا غاية؛ لنكون مؤمنين منطلقين من أسس ومبادئ, نحمل مبادئ أصيلة وأهدافاً جليلة، وأخلاقاً جميلة، هي أهدافنا ومبادؤنا وأخلاقنا.
السؤال: فضيلة الشيخ: لماذا أهمل طلبة العلم هذه الأندية وتهاونوا بالمشاركة فيها, فهل لكم من كلمة حول هذا؟
الجواب: أولاً: لا يطلب من الناس جميعاً أن يكونوا علماء, ولو طلب منهم أن يكونوا علماء لتعطلت مصالح الناس, ولا يطلب منهم جميعاً أن يكونوا صناعين أو نجارين، أو خبازين، فحينها تتعطل الحياة، والله عز وجل قال: قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ [البقرة:60].
ومن حكمة الله عز وجل أن يجعل للإنسان طاقات, فهذا الشاب يمكن أن يجدي في هذا النادي وأن يقدم شيئاً وذاك يصلح للمسجد أن يكون خطيباً، وذاك يصلح أن يكون مفتياً، وذاك معلم في الفصل، وكل يعرف طاقاته وإمكانياته.
أما تأخر الشباب عن الأندية فما أعلم له إلا بعض الأسباب التي ربما أوافق عليها أو أنازع فيها, منها: بعضهم يشعر بالحرج في بعض مسائل قد تقع في بعض الأندية، وقد سمعت من أمثالهم يوم طرح هذا السؤال نخشى أن تؤخر الصلوات في بعض الأندية إذا حضرت المباراة، أو أن بعض اللباس قد لا يكون لباس شرعياً، أو أن هناك تحزبات وولاء وبراء عند الأندية تحدث الضغينة بين أبناء هذا البلد الواحد وهذا الوطن الواحد الذي يتحاب أبناؤه في لا إله إلا الله, هذه قد تكون مبررات لكن طرحت في الساحة، وسمعت هذا وسمع غيركم كثيراً ولعل القائمين على النادي يسمعون هذا.
الجهاد الأفغاني
السؤال: فضيلة الشيخ: هل من كلمة لكم حول المجاهدين في
أفغانستان لا سيما وأن إدارة النادي قد رأت أن تحدث الإخوة بجمع التبرعات لكي تصل إليهم بإذن الله -جل وعلا- وستكون التبرعات التي ستجمع هذه الليلة، وفي مباراة النادي يوم الخميس القادم، ستكون بإذن الله للمجاهدين في
أفغانستان وللمتضررين من الفيضانات في
السودان وللمجاهدين أصحاب الانتفاضة في
فلسطين؟
الجواب: شكر الله لإدارة هذا النادي على هذه الخطوة الجميلة، المجاهدون الأفغان هم المجاهدون الأفغان، وأكبر تعريف للأعلام أن يسموا بأسمائهم:
المجاهدون الأفغان قوم التحفوا السماء، وافترشوا الأرض, ونازلوا الملحد الرعديد بطائراته وصواريخه ودباباته؛ ليقال له: ها نحن مسلمون نقاتلك بالأسلحة البدائية, فاجمع كيدك وشركاءك وتعال إلى الساحة لتنتصر.
المجاهدون الأفغان حطموا تلك القاعدة التي تقول: لا تغلب أمريكا ولا روسيا , أميثاق من السماء؟! أعهد نزل به جبريل عليه السلام؟! لا. بل تغلب مرة وألف مرة؛ لأن من يحمل لا إله إلا الله محمد رسول الله, والذي يريد الموت ليدخل الجنة ذاك المنتصر, المجاهدون الأفغان الكلام عنهم طويل، ولي مقطوعة في المجاهدين أعرضها في هذه الجلسة:-
وأنا أهيب مع إدارة النادي بالجمع الكريم الحافل إلى التبرع للمجاهدين، فكأنك بدراهمك تقتل شيوعياً -إن شاء الله- أو تنقذ مسلما سودانياً جزاكم الله خيراً, وتقبل الله منكم أحسن ما تقبل من عباده الصالحين.
قصيدة أمريكا التي رأيت والبازية
السؤال: فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد، نرجو منك التكرم بإلقاء أرجوزتكم التي قلتموها في رحلتكم إلى
أمريكا، فهل تجيب الرجاء؟ ونرجو أن تسمعنا شيئاً من قصيدتك المسماة بالبازية، التي هي في والدنا وشيخنا الشيخ:
عبد العزيز بن عبد الله بن باز؟
الجواب: رحلة أمريكا كانت في مؤتمر الشباب العربي المسلم في أكلاهوما، وهذه حضرها ما يقارب خمسة آلاف شاب من أمثالكم، ومن أمثال طلعاتكم، كلهم -إن شاء الله- يحملون رسالة إلى الأمم لينشروا الإسلام في بقاع الأرض، وهذا الأرجوزة هي أشبه بأرجوزة هزلية فيها دعابة، وإلا فالجدية قد ذكرت بعض الأبيات منها أذكر مقطعين من الجدية ثم آتي بالهزلية:
أما الأرجوزة فهي كما تسمعون:
أما قصيدة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز فكلكم يعرف سماحته وهو علم لا يعرف ونحبه ونتقرب إلى الله بحبه، والعلماء يحبون في الله -عز وجل- خاصة أن الله أكسب هذا الرجل من المحاسن والفضائل ما هو جدير بالحب، وقد سبقت من شعراء في العالم الإسلامي بمدحه منهم المجذوب يوم يقول:
وأما تقي الدين عالم المغرب فيقول:
والبازية قلت فيها:
بين الصحيحين تغدو في خمائلها كما غدا الطل في إسراقه الضافي |
إلى آخر القصيدة.
التوبة والاستقامة
التوفيق بين الدعوة والمشاركة في الأندية
السؤال: فضيلة الشيخ: أنا أدعو إلى الله ولاعب في أحد الأندية، فكيف أوفق بين اللعب والدعوة؟
الجواب: للدعوة وقت وللعب وقت هذا أبو الطيب المتنبي أحمد بن الحسين يقول:
قد جعل الله لكل شيء قدراً، والدعوة لها وقت، تعرفه أنت ويعرفه الناس, وللعب وقت لكن بحدوده؛ أن لا يتعارض مع الفرائض ولا تؤخر له فريضة أو لا تعطل أمراً أهم، وأنت تدخل إلى النادي تدخل وفي ضميرك الدعوة إلى الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وقدوتك محمد عليه الصلاة والسلام.
حضر سوق عكاظ وخطب الناس ودعاهم، وحضر ناديهم في عكاظ وتكلم في النادي بخطبة ما سمع الدهر بمثلها، وما أنصت الزمان لخطبة تقرع قرعها، أو تنزل نزولها، محمد عليه الصلاة والسلام أتاه رجل بدين في جسمه، فأتى ينازله بوسائله ويطرح أوراقه معه في ساحة الدعوة, فيقول: لا أؤمن لك حتى تصارعني، أقوى أقوياء العرب, أكبر مصارع في العرب.
فقام له صلى الله عليه وسلم قال: إن صرعتك أتؤمن، قال: نعم، الرسول صلى الله عليه وسلم مستعد إذا كان هذا يخدم لا إله إلا الله وينفع لا إله إلا الله، ويعلي لا إله إلا الله، فله صلى الله عليه وسلم دور في هذا, فقام فأخذ هذا المصارع فحمله على الأرض حملاً ثم أوقعه على الأرض.
وقام الرجل غضباناً متحمساً لينازل رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- فصرعه مره ثانية، فقام ثالثة فأنزله الأرض فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل الإسلام لا يحتاج إلى شعر، لا يحتاج إلى فن ولا جمال لم يقل ذلك، أتى بالمنبر ونصبه في المسجد وقال: {يا حسان اهجهم وروح القدس معك}.
الرسول صلى الله عليه وسلم، استمع إلى الحبيب إلى القلوب يقول لـأنجشه: {أُحْدُ لنا} فلما صدح صوته بلا وتر ولا ناي ولا موسيقا عزفت قلوب النساء، فقال: {رويدا يا أنجشه بالقوارير}.
الرسول صلى الله عليه وسلم حي العاطفة، قوي الإحساس، يتعامل مع كل من وضعته معه، ولذلك شكل من الصحابة جبهة أو جداراً لا يخترقهم الصوت، الإداري يضعه في الإدارة، الشاعر يضعه في الأدب، السياسي في السياسية، الاقتصادي في الاقتصاد، الفرضي في الفرائض، الداعية في الدعوة، هذا تصنيفه عليه الصلاة والسلام.
والذي أريد أن أقوله: لا تتحرج يوم تعلم أن في دخولك إلى نادٍ أو مكان دعوة وخدمة للإسلام، فإن الدعوة إذا مسكت المساجد، فالناس ما أتوا إلا يصلون، لكن أن نقوم على رءوس الناس والشيوخ والشيوبة صلوا صلوا فما جاء بهم إلا الصلاة, لكن قطيع الناس وشباب الأمة، وأجيال الأمة، الذين في الأندية، من يقف أمامهم داعيةً لبيباً كما فعل موسى عليه السلام، موسى يستعد أن ينازل كل من ينازله, لكن فرق بين المدعو هنا والمدعو هناك, فرعون شيخ الطغاة وأستاذ الضلال، وهنا مسلمون مصلون من إخواننا وأحبائنا، موسى ينازله في الديوان فيقول في الأرض، فيقول في الأرض، فيقول في البحر، فيقول في البحر، فنحن ندخل معهم, فيرحبون بنا فنعرض لهم دعوتنا ورسالتنا لنكون جميعاً حملة خير ورسل هداية.
الواجب نحو المجلات الخليعة
السؤال: صاحب الفضيلة: ما هو واجبنا نحو المجلات الخليعة، وما تعليقكم على القرار النجيب الذي صدر من المجلس الأعلى للإعلام بمنع دخول ما يقارب ثلاثين مجلة من المجلات الهابطة الرخيصة؟
الجواب: هذا القرار قرار عصامي، يعني قرار إسلامي وهو يرفع الرأس ويشكر أصحابه, وندعو لهم في أدبار الصلوات: أن الله يهديهم ويسددهم، وليس بغريب على المسئولين أن يفعلوا ذلك، فهي رسالتهم ومهمتهم وتكليفهم أمام الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وهذه المجلات التي كثرت في الساحة وقد أفسدت كثيرًا وأبطلت من الهمم والمساعي ما الله به عليم، والآن وقد أتى وقت سحبها فإلى غير رجعه:
وعندنا من كتبنا وصحفنا ومجلاتنا الإسلامية ما تغطي الساحة والحمد لله.
أما نصيحتي نحو هذا: أن تقوم بواجب الداعية المسلم؛ الذي يريد الخير له ولبلاده ولشعبه ولأمته؛ حينها يسعدك الله في الدنيا والآخرة، ولتعلم أن هذا من الفساد الذي لا يرضاه الله عز وجل, فواجبك أن تنهى عنها وأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، والحمد لله على ما فعل حمد اً كثيراً.
نصيحة لأصحاب الصحافة الرياضية
السؤال: فضيلة الشيخ: هل من كلمة إلى المعنيين بالصحافة الرياضية، حيث قد يبدر من بعضهم أحياناً شيء من الإسفاف تجاه البعض الآخر؟
الجواب: إن شاء الله أنهم على وعي تام، وعلى خلق نبيل ومروءة, وإن حدث هذا فهو من نقص البشر وذنوب العباد، ونصيحتي لهم في صفحتهم الرياضية، أن يدخلوا الإيمان أكثر، وأن يصوروا الغايات, وأن يفصلوا بين الغاية والوسيلة, وألا يجعلوا هنا ولاءً وبراءً على هذه الأمور أو خصاماً نكداً بين هذا وهذا، لأننا نسعى إلى غاية ولنا وسائل, فقضية أن نفرق بين هذا وهذا، هذا ليس بمنهج صحيح، والكلام الجارح لا يثمر شيئاً في عالم الرياضة، ولا عالم الدعوة ولا عالم العلم، إن الكلمة اللينة الحبيبة يوم يبعثها الكاتب والصحفي والأديب يحي الله بها قلوب الناس, وهو ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحيا الشعوب والهمم والقلوب.
مقطوعة رباعية في الثناء عليه صلى الله عليه وسلم، والعجب يتملك كل مسلم حينما يقف أمام عظمته صلى الله عليه وسلم:
وفي أبها كان يشرفنا من أمثالكم، من الرياضي ومن غير الرياضي، ضيوف فجعلناها لهم قصيدة دائمة العضوية, تصلح لأي زمان ومكان هذه القصيدة نقول فيها:
فـأبها من زيارتكم تباهت بثوب الخلد أطلقت الضبابا |
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.