أمَّا بَعْد:
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
وعنوان هذا الدرس "عشر خطط لتدمير الإسلام" وهذا اليوم هو مساء السبت الحادي عشر من شهر محرم عام (1413هـ) وقبل أن أبدأ, أستأذنكم في هذا الهتاف؛ أسأل الله أن يستجيب دعاءنا وأن يكشف كربنا، اللهم أعز الدين وأعز حملته، اللهم أيد عبادك الصالحين واحفظ أولياءك المؤمنين، وثبت أقدام المجاهدين، اللهم اجعلنا في كنفك آمنين، وفي سترك معافين، وفي حمايتك مطمئنين، اللهم آمن روعتنا، واستر عورتنا، وثبت حجتنا، وارفع كلمتنا، وأزل فزعتنا، اللهم إنا نسألك الهداية والسداد والرشد والتوفيق، إنك على كل شيء قدير.
وقبل أن أبدأ, أوجه تحية عامة لمن حضر, وأعلن -كما أعلنت من ذي قبل على هذا المنبر الشريف- حبي لهم في الله عز وجل، فعسى الله أن ينفعنا بهذا الحب الباقي الممتد إلى عرصات القيامة, بل إلى جنة عرضها السماوات والأرض، ثم أوجه تحية خاصة لضيوفنا المصطافين الذين حلوا علينا ضيوفاً كراماً, وأحبة مبجلين, نسأل الله أن ينفعهم بهذه الأيام، وأن يجعلهم مطمئنين سعداء مرتاحين بما رأوا وبما شاهدوا؛ وإنه لشرف عظيم لنا أن نستقبل هذه النماذج الملتزمة المتجهة إلى الله عز وجل المتمسكة بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أيها الأحباب! هذه العشر الخطط, تكلم عنها كثير من المفكرين والعلماء, وهي خطط عشر لا يتجاوزها تخطيط الغرب أو غيره لتدمير هذا الدين، والحمد لله الذي جعل الإسلام الآن حديث الناس، حديث الصديق والعدو، وأصبحت وكالات الأنباء تتحدث عن الإسلام, وأصبح حديث الساعة والمقولات والصحف والدوريات كله عن الإسلام؛ ولكنهم لا يسمونه الإسلام بهذا الاسم الجميل المعروف من ذي قبل؛ وإنما ينسبونه إلى من يحمله؛ بوصم هو عندهم كالأصولية أو كالمتطرفين أو نحو تلك من العبارات، فلا يهمنا ذلك والله يقول: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120] وإنا لنعلم علم اليقين أنهم لن يهدءوا ولن يرتاحوا حتى يدمروا هذا الدين ويدمروا حملته، ولكن عزاؤنا أن الله يقول: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9].
والعالم الغربي الآن بإعلامه يوجه الضربات تلو الضربات، أما الإعلام العربي فهو يأخذ معلوماته من ذاك الإعلام، فهو كالبغبغاء يردد فقط ما ينشر هناك ويذاع ويكتب؛ فلا يأتي بجديد, حتى إنه قد يذاع وقد ينشر ما يكرر هناك من عداء للإسلام لكنه لا يكتشف.
المهم أن هذه الخطط مجملة في عشر خطط لتدمير هذا الدين وإبادة أهله، وقبل أن أبدأ أقول: لا تتشاءموا ولا ينظر أحدكم نظرة سوداوية لما يرى وما يسمع من سجون فتحت في بعض البلدان وضربات موجعة على حملة الدين, ومن قتل وإعدام وحشود عسكرية يصنعها الكافر المستعمر أو أذياله؛ فإن المستقبل لهذا الدين قال تعالى: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [المجادلة:21] والعاقبة للمتقين كا وعد الله: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [غافر:54-52] وأبشركم -وهذا ليس بخافٍ عليكم وليس من الأسرار التي توزع على الجلاس, ولكنه أصبح علناً على مستوى العالم- أن الانتصار في هذا القرن خير من القرون التي مرت قبله بأربعة قرون أو بخمسة، فبشائر النور قد أطلت والحمد لله، فالمستقبل بإذن الله للإسلام، سواء في أفغانستان أو البوسنة والهرسك، أو الجزائر، أو تونس، أو السودان أو اليمن، أو أي مكان, مهما يوجه للإسلام هنا أو هناك من ضربات من الأنظمة أو غيرها، فإن المستقبل -بإذن الله- له والمسيرة خالدة, والاتجاه منضبط على الكتاب والسنة في الجملة، فلا تيئسوا من روح الله، ولا توهن أعضاؤنا أو قلوبنا مما نسمع أو مما نشاهد؛ فإن الله عز وجل أخذ على نفسه أن يتخذ شهداء, وأن يبلي المؤمنين بذنوبهم, وأن يمحصهم بزلازل: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت:2-3].
يقول: دخلت الجيوش الإنجليزية واليونانية, والإيطالية والفرنسية, أراضي الدولة العثمانية, وسيطرت على جميع أراضيها ومنها العاصمة اسطنبول، ولما ابتدأت مفاوضات مؤتمر لوزان لعقد صلح بين المتحاربين, اشترطت انجلترا على تركيا: أنها لن تنسحب من أراضيها إلا بعد تنفيذ الشروط الآتية.
واسمع إلى شروط الاستعمار والغرب على المسلمين يوم أصبحنا ضعفة، نفعل ما يقال لنا، حتى سمعت أحد المفكرين في محاضرة مسجلة بالكاسيت وفي الفيديو وهو محاضر مشهور في العالم ما زال حياً يبلغ الستين من عمره، يقول: أصبح العالم الغربي كما يقال: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا والإل بي سي رابعهم، ولا خمسة إلا والسي إن إن سادسهم، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا وأمريكا معهم أين ماكانوا)؛ فأصبح هذا العالم يُسيطر عليه سيطرة، وأصبح يتجه بغير واجهة, وأصبح مفقود الهوية؛ فليس له مكان ولا كلمة
ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستشهدون وهم شهود |
فلا يسير نفسه في اقتصاده -مع العلم أن العالم الإسلامي أغنى بلاد العالم- ولا يسير نفسه في تعليمه ولا إعلامه ولا رأيه ولا سلاحه، بل هو عالم مستخذٍ في ضعف ومسكنة لا يعلمها إلا الله.
لكننا نأمل من الواحد الأحد أن يعيد لنا عزتنا, كما كنا أعزة يوم كان فاروقنا على المنبر يهتز لصوته كل العالم، وليس على الله بعزيز إذا نحن اتبعنا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم.
أولاً: إلغاء الخلافة الإسلامية، وطرد آخر خليفة من تركيا.
الثاني: أن تتعهد تركيا بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار الخلافة والدعوة الإسلامية، أي: أن تضرب الأصوليين صراحة.
الثالث: أن تقطع تركيا صلتها بالإسلام، فأتوا بـمصطفى كمال أتاتورك -الرجل الصنم وهو صنيعة غربية- ووضعوه بديلاً عن الخليفة، وأقام أول جمهورية علمانية في العالم الإسلامي، وأتى بحجاب المرأة المسلمة فمزقه في الميدان أمام الناس, وداسه بقدمه, وأتى إلى المصحف وهو يلقي خطبة أمام الجماهير وأمام الضباط، فمزق المصحف ثم داسه بجزمته عليه لعنة الله، ثم ألغى المدارس والمساجد واللغة العربية, وشطب على العقلية الإسلامية وصادر الخلافة؛ فتمزق العالم الإسلامي شيعاً وأحزاباً, كل حزب بما لديهم فرحون.
يقول كريزون البريطاني وزير خارجية بريطانيا آنذاك: "لقد قضينا على تركيا التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم؛ لأننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين: الإسلام والخلافة" فصفق له النواب الإنجليز في مجلس النواب وسكتت المعارضة، هذا في كتاب (كيف هدمت الخلافة) صفحة (190).
ومع القضاء على الخلافة أخبر عليه الصلاة والسلام -أيها الإخوة- بشرى أزفها إليكم هذه الليلة: أنها سوف تقوم خلافة راشدة علىمنهاج النبوة تحكم هذا العالم الإسلامي؛ كما كانت في عهد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وطلائعها قد أقبلت, وأنتم طلائعها، أنتم الآن جيل الصحوة الذين صاحت الأمة فيهم من عشر سنوات؛ فإن الأمة كانت غافلة, لا نقول ميتة لكن غافلة, فأنتم الآن وأبناؤكم صحوتم في حين لم تكن للجيل الذي قبل معالم الصحوة ومعالم التدين والسنة كهذا، فكيف أنتم إذا أنتجتم أبناء صالحين, يعيشون مع الكتاب الإسلامي, ومع السنة, ومع الشريط الإسلامي؟ سوف يكون الحال أحسن بإذن الله.
أما الأطروحات التي يطرحها الإعلام الغربي والعربي, أو مسألة ما يبث في بعض مناهج التعليم, أو ما يدخل من الأطروحات فمكتوب عليها: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ [الرعد:17].
ويقول المبشر ويليم بلقراف: "متى تولى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب؛ يمكننا -حينئذٍ- أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد صلى الله عليه وسلم وعن كتابه" يقول: إذا انقطعت صلة الإنسان بـمكة وعن القرآن فسوف نرى العربي ينسى محمداً صلى الله عليه وسلم.
عزتنا تكمن في محمد صلى الله عليه وسلم, أبونا الروحاني -كما يقول ابن تيمية - هو محمد صلى الله عليه وسلم، أما أبونا الجثماني فهو الأب الذي ولدت من صلبه، لكن الأب الروحاني والقرآني هو محمد صلى الله عليه وسلم، ومكة صلتنا بالعمرة وبالقبلة وبالحج، وبالاتجاه إلى الله عز وجل، وإذا فصلت عنا فنحن على خطر عظيم، ولذلك أصبح كثير من الجيل؛ الذي مسخ معتقداً وأخلاقاً وسلوكاً يعتمر ويزور لندن وباريس وبانكوك , ولكن هناك الألوف المؤلفة التي اتجهت إلى الله فلله الحمد، كلام بلقراف في كتاب جذور البلاغ صفحة (201).
ويقول المبشر تاكلي: "يجب أن نستخدم القرآن وهو أمضى سلاح في الإسلام ضد الإسلام نفسه" يقول: نستخدم القرآن في ضرب القرآن, والإسلام في ضرب الإسلام، حتى يقول أحدهم: "اذبحوا الإسلام بسكين الإسلام".
وهذا ألخصه لكم:
أن ينشأ في بلاد الإسلام أناس يتكلمون لغتنا ويشربون ماءنا ويستنشقون هواءنا, ويحاربون الدعوة والعلماء والدعاة، وهذا وهم من أبناء جلدتنا الذين شكا منهم رسول الله عليه الصلاة والسلام.
قال تاكلي: "حتى نقضي عليه تماماً، يحب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديداً وأن الجديد فيه ليس صحيحاً" انظر كتاب التبشير والاستعمار صفحة (40) الطبعة الثانية.
ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها: "يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم حتى ننتصر عليهم" انظر مجلة المنار العدد (9،11) الصادرة عام (1962م) يقول: انتزعوا القرآن من صدورهم، لذلك دخل أحد المستشرقين القاهرة فوجد عالماً من علماء الأزهر، قال: سوف نمحو الإسلام من قلوبكم ومن صدوركم، قال العالم الأزهري: مكانك ثم دعا أطفالاً كانوا في الشارع, وأجلسهم أمامه وقال: اقرأ من سورة كذا فقرأ الطفل, ما يقارب عمره عشر سنوات, اقرأ من سورة كذا، ثم التفت إلى المستشرق وقال: أأطفالكم يحفظون التوراة والإنجيل؟ قال: لا، قال: لن تقضوا علينا أبداً ما دام أطفالنا يحفظون كتاب الله، جيلاً بعد جيل ورسالة بعد رسالة، ولكن على كل حال ففعلهم يظهر في العالم الإسلامي, وفعلهم يؤثر في عقيدتنا؛ إذا استمر وضعهم على هذا واستمر ضعفنا على هذا.
وأثار هذا المعنى كثير من الفرنسيين الذين احتلوا الجزائر , وقد ذكرت مجلة المنار: أن الفرنسيين أخذوا عشر فتيات أو طفلات من الجزائر فمسخوهن في مسألة الحجاب ومسألة التدين، فلما أتى الحفل الرسمي في الجزائر حضرت الفتيات متحجبات، فقالوا: ضيعنا جهدنا.
عشر سنوات يعلموهن ترك الحجاب، فلما أتى الحفل الرسمي وأخرجوهن في الشارع لبست المرأة الحجاب، ولذلك الحجاب الشرعي أصبح في دول الغرب حتى الشرقية -ألمانيا الشرقية - وصل الحجاب الشرعي إلى هناك, وهي لم تنفصل عن الاتجاه الشيوعي إلا قريباً فلله الحمد والشكر.
يقول عبد الحميد كشك أثابه الله: دخل نصراني في مصر في القاهرة فجمع أناساً من العمال والفلاحين وأخذ يفطرهم ويغديهم ويلقي فيهم محاضرات التبشيرية النصرانية: أن الله ثالث ثلاثة، يقولون إن الله ثالث ثلاثة، فاستمروا معه لأجل غدائه وعشائه ودراهمه, يوزع عليهم جنيهات، وظن أنه رسخ في أذهانهم الدين النصراني ومسخ المعتقد الإسلامي, فمر بهم أحد الدعاة المسلمين وقال: وحدوه، قالوا: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فانهار كل هذا الجهد من الصباح إلى المساء في كلمة واحدة.
قيل لوزير المستعمرات الفرنسي لاكوست كما في جريدة الأيام عدد (7780) الصادرة بتاريخ (6/كانون أول/1962م) لماذا ما أثرت في الجزائر وقد مكث الاحتلال فيها (129)؟ قال: "وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا؟!.
يقول باكتول: "إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم الآن بنفس السرعة التي نشروا بها سابقاً بشرط أن يعودوا إلى أخلاقهم في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام" أن يعودوا إلى أخلاق أبي بكر وعمر، هذا ذكره في كتاب (جند الله) صفحة (22).
يقول زويمر رئيس جمعيات التبشير في مؤتمر القدس عام 1935م: "إن مهمتكم -أيها المبشرون0 ليس بإدخال المسلمين في النصرانية؛ فإنهم لن يدخلوا بهذه السرعة، إن مهمتكم أن تفصلوه من الدين" تجعلوه يعيش بلا دين.
أي: صلاة الفجر عنده أمر عادي ثانوي، لا حياة له مع القرآن، ومع الرسول صلى الله عليه وسلم ليس معه اتجاه، قد يصلي أحياناً وبعضهم قد يحضر الجمع، وبعضهم قد يقرأ المصحف، لكنه مفصول التصور ومفصول الفهم عن القرآن والإسلام، ولذلك وجدنا من يقول: الإسلام في المسجد فقط، لا تدخلوا شئون الحياة في الإسلام، لا تدخلوا الاقتصاد في الإسلام ولا السياسة ولا الإعلام في الإسلام، والإسلام أن تصلي في المسجد فقط، وهذا هو الذي يريده المستعمر زويمر رئيس التبشير، كلام زويمر هذا مذكور في (جذور البلاغ) صفحة (275) لمن أراد منكم أن يعود إليه.
قال: "كرسوا جهودكم على أن تملئوا هذا الجيل بالشهوات، قدموا له المرأة العارية والمجلة الخليعة وكأس الخمر".
ولذلك وجدت في العالم الإسلامي طائرات تحمل الزانيات المومسات من العالم الغربي, وتهبط بها في مطارات العالم الإسلامي، ووجدت فنادق في العالم الإسلامي للدعارة والعياذ بالله، ووجد من يسافر من العالم الإسلامي, ويمكث العطل والإجازات يفعل الأفاعيل ويقول: الله فقط في الجزيرة أما هنا فليس موجوداً، وهذه هي الشهوات التي نجح فيها المستعمر، وكان كما يذكر زويمر أن على المبشر أن يذهب ومعه فتاة من أوروبا؛ فإن العربي إذا رأى الفتاة انهارت قواه ونسي محمداً عليه الصلاة والسلام، يقول هو: إذا رأى الفتاه نسي محمد صلى الله عليه وسلم، ويقول محمد صلى الله عليه وسلم: {ما تركت بعدي فتنةً أشد على الرجال من النساء}؛ فنعوذ بالله من فتنتهن؛ فإنهن فتنة لكل مفتون.
ويقول زويمر نفسه في كتاب الغارة على العالم الإسلامي: "إن التبشير بالنسبة للحضارة الغربية له ميزتان: ميزة الهدم وميزة البناء، أن تهدم شخصية المسلم، فتخرجه من المسجد ومن القرآن ومن محمد صلى الله عليه وسلم، وأما البناء فنعني به تنصير المسلم إذا أمكن، ولكن إذا ما أمكن فيكفي أن تخرجه من الإسلام" هذا بمعناه في كتاب الغارة على العالم الإسلامي صفحة (11) فليعاد إليه.
يقول المبشر تاكلي وهو مبشر جاب أفريقيا وتوقف في نيجيريا ينشر المسيحية وانظروا يا إخوة لجلدهم! والله إن الإنسان يعجب، وقد حدثتكم قبل محاضرات: أن امرأة من فرنسا ذهبت تبشر بالدين النصراني في المجاهدين الأفغان، سبحان الله! الذين سحقت رءوسهم كالمجاهدين على لا إله إلا الله على صخور أفغانستان، والذين تقبلوا القنابل, كأنها عقود التفاح من السماء، والذين داسوا روسيا تريد أن تبشرهم بدين باطل، ذهبت بناموسية معها تهبط في الأودية, والبعوض تقرصها من كل جهة, وتنام على الثلج؛ من أجل أن تبشر بالدين، ونحن نقول لشباب الإسلام وخريجي الشريعة وأصول الدين: اذهبوا إلى البادية بسيارات فخمة وبمخيمات وبأكل وشراب, فعلموهم الفاتحة، فانظر إلى الجهدين!
قال عمر كما في مصارع العشاق وقد علقت عليه لمن أراد أن يعود إليه قال: [[اللهم إني أعوذ بك من عجز الثقة ومن جلد الفاجر]].
يقول تاكلي: يجب أن نشجع إنشاء المدارس على النمط الغربي العلماني لأن كثيراً من المسلمين قد زعزع اعتقادهم بالإسلام وبالقرآن, حينما درسوا الكتب المدرسية الغربية وتعلموا اللغات الأجنبية.
وتعلمها قد يكون فريضة أحياناً وقد يكون مستحباً، لكن مقصدهم من تعلمها أن تدخل عليك امرأة تعلمك اللغة، وأن تجلس في النوادي بحجة أن تتعلم اللغة، وأن تسافر الأسرة لتعلم اللغة، وقد وجد بعض الفتيات يسافرن من البلاد الإسلامية بلا محرم، ورأيت في بعض المقابلات, وبعض المراسلات في بعض الصحف أن بنات من الجزيرة العربية أنها تدرس في بروكسل وتهدي سلامها إلى والدها هنا، وذكر محمد الغزالي قال: "من أعجب ما أضحكني وأنا أستمع إلى صوت الإذاعة البريطانية لقاء مع أحد الناس الأعراب وأهله ينامون على أكوام الزبالات في الصحراء، تقول له صوت أمريكا: ماذا تهدي لوالديك -وهو في أمريكا ويريدون أن يهدي لوالديه- قال: أريد أن أهدي لهم أغنية عبد الحليم حافظ , وهم في الصحراء! ربما لا يعرفون ولا يجيدون الفاتحة وهم في خيمة وعلى كومة من زبالة ولا يجدون كسرة الخبز، قال: أهذا جهدنا؟" والغزالي أحياناً له طلعات تعجبني.
يقول في تراثنا الفكري بين العقل والشرع: "أعرف أناساً يسيمون عباد الله العذاب في العالم الإسلامي، ويدخلون عباد الله السجون، ويعدمون الناس وكانوا يطاردون الجحشة في قراهم وأصبحوا الآن ينتقلون بطائرات السمت من مدينة إلى مدينة" هذه من المفارقات، وكلمة تاكلي في كتاب التبشير والاستعمار صفحة (8).
ويقول زويمر أهلكه الله: "ما دام المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية فلا بد أن ننشئ لهم المدارس العلمانية " والعلمانية على قسمين لأن بعض الناس يظن أن الدعاة يكفرون كل من تمسح بـالعلمانية، علمانية في تصورها غموض، قد تجد الواحد منهم يصلي، ويحج، ويعتمر، ويبر والديه ويقول: الإسلام فقط في المسجد، خطبة الجمعة لا يدخل فيها غير الصلاة وغير التيمم ومسح الخفين، لكن لا تتكلم في الحياة، محمد صلى الله عليه وسلم وأنت والمسجد والقرآن في المسجد، لا تخرج الإسلام إلى خارج المسجد، هؤلاء تصورهم ضعيف وهم مخطئون وليسوا بكفرة، أما من رأى أن الأمة يجب أن تعيش عيشة مادية لا دينية منفصلة عن الإسلام، فهذا كافر بإجماع أهل العلم، كلام زويمر هذا موجود في كتاب الغارة على العالم الإسلامي صفحة (82).
ويقول جب: "لقد فقد الإسلام سيطرته على حياة المسلمين الاجتماعية، وأخذت دائرته تضيق شيئاً فشيئاً حتى انحصرت في طقوس محددة" ثم يتوجه بالشكر هو ويقول: "لقد علّمنا المسلمين أن الإسلام لا يمكن أن يحكم الحياة" وقد علموا أبناء المسلمين هذا فحسبنا الله ونعم الوكيل، انظر الاتجاهات الأدبية الجزء الثاني صفحة (204،206) تأليف محمد حسين رحمه الله، وله كتاب اسمه حصوننا مهددة من الداخل، وهو كتاب هذا الأسبوع؛ وأشير عليكم أن تقرؤه، وأرجوكم خاصة أنتم يا طليعة الخير! ويا طلبة العلم!
يقول القس سيمون: "إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية، وتساعد على التملص من السيطرة الأوروبية، والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة، من أجل ذلك يجب أن نحول بالتبشير اتجاه المسلمين على الوحدة الإسلامية" انظر كتاب كيف هدمت الخلافة صفحة (190).
ويقول المبشر براون: "إذا اتحد المسلمون في امبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطراً، أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذٍ بلا وزن ولا تأثير" كتاب جذور البلاغ صفحة (202).
وأنا أنصحكم أن تزيلوا من أذهانكم الإقليمية والوطنية؛ قضية أن فلان وطني أو أنه يحب الوطنية أو أن روح الوطنية مرتفعة عنده، فإن هذا ليس مصطلحاً إسلامياً، ولو أن حب الوطن من الإيمان فمن هو الوطني وما هو الوطن؟ الوطن هو وطن المسلمين، فلا تقل: هذا سوري أو عراقي أو يمني أو جزائري أو إماراتي أو كويتي أو قطري، جنسيتنا جميعاً مسلم، فمن سعى إلى تفريق هؤلاء فرق الله شمله وقصم الله ظهره وأعدمه حياته، نحن كلنا مسلمون إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13] أما أن تنظر أنت لأنك من بلد باعتزاز لمسلم آخر في بلد آخر، فقد أخطأت سواء السبيل وما فهمت الدين وسر الإسلام، هذا أخوك يصلي صلاتك, ويستقبل قبلتك, ويتبع رسولك, ويحمل كتابك, ويتعلم سنة نبيك عليه الصلاة والسلام، قد يعذر العامي الجاهل إذا قام بالتمييز العنصري, وبالوطنية أو الترابية أو الإقليمية, ولكن ما عذرك أنت أمام الله تعالى، قيل لـسلمان الفارسي: من أبوك يا سلمان؟ والعرب يفتخرون عنده، قال:
أبي الإسلام لا أبَ لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم |
كلنا إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:92] ويقول سبحانه: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا [آل عمران:103] ويقول: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10] ويقول: وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا [الأنفال:46] فالحذر -أيها الإخوة- أن ننظر إلى أي صنف من أصناف المسلمين بازدراء؛ فإن هذه قاصمة الظهر.
ثم يكمل براون قائلاً: "يجب أن يبقى العرب والمسلمون متفرقين ليبقوا بلا قوة ولا تأثير".
يقول توينبي -وهو مؤرخ بريطاني شهير- في كتابه الإسلام والغرب والمستقبل صفحة (73) وقد تُرجم هذا الكتاب: "إن الوحدة الإسلامية نائمة، لكن يجب أن نضع في حسابنا أن النائم قد يستيقظ" يقول: هم الآن نائمون، وهم ثمانون دولة، الآن دول عدم الانحياز أكثرها الدول الإسلامية، ودول المؤتمر الأفريقي كثير منها الدول الإسلامية، والمؤتمر الإسلامي كثير ما يقارب أربعين دولة، وفي مجموعها تقارب ثمانين، لكنها لا تشكل خطراً إلا إذا أصبحت دولة واحدة، وتصور أن العالم الإسلامي من أقاصي الهند والسند وشمال تركستان إلى الجمهوريات الإسلامية إلى جنوب أفريقيا إلى طنجة دولة واحدة، أي خطر سيشكله هذا على الغرب وعلى المستعمر!
وقد فرح هنتو وزير خارجية فرنسا حينما انحل رباط تونس الشديد بالبلاد الإسلامية، وتفلت من مكة وماضيه الإسلامي، كما ذكر ذلك في مذكرات هنتو صفحة (21).
أيها الإخوة الكرام: إن الحضارة الأوروبية مهددة بالانحلال والفناء يوم يتوحد المسلمون في دولة واحدة وفي بلد واحد وتحت كيان واحد وتحت كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، لكنهم إذا استمروا على وضعهم وعلى تقهقرهم فإنهم سوف يبقون خامدين مهزومين مقهورين، واعلموا أن بريطانيا وإيطاليا وفرنسا، ما انسحبت من الدول الإسلامية حتى خلفت خلافات في الحدود بين الدول الإسلامية تبقى إلى الآن وإلى غد لتبقى الحزازات في النفوس ويبقى الانقسام والدمار.
يقول المسيحيون في مؤتمر العاملين المسيحيين: "إن المسلمين يدَّعون أن في الإسلام ما يلبي كل حاجة اجتماعية فعلينا نحن المبشرين أن نقاوم الإسلام بالأسلحة الروحية والفكرية" انظر كتاب التبشير والاستعمار صفحة (191) فإذا شككوهم في دينهم؛ أصبح من السهل سحب هذا المسلم عن دينه وتخليه عن مبدئه.
وسائل التشكيك بدين الإسلام:
والتشكيك يكون بأمور:
أولاً: الغمز في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم عسى الله أن يكرم وجهه ويكرم عرضه وأعراضنا لعرضه الفداء، ودماؤنا لدمه الفداء, ووجوهنا لوجهه الفداء، قالوا: إنه شهواني؛ ولذلك تزوج إحدى عشرة امرأة، وقالوا: إنه إرهابي؛ ولذلك أقام الجهاد لكي يقاتل الناس، ولذلك يعدون الجهاد الآن إرهاباً، وغيروا كلمة الجهاد إلى إرهاب، والإعلام العربي يردد وراءهم الإرهابيون، وقالوا: إنه جبى الأموال له صلى الله عليه وسلم فأين أمواله؟ مات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة في ثلاثين صاعاً من شعير، ومات وبيته من طين دفن فيه صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: شككوا في القرآن وقالوا متناقض.
ثالثاً: وشككوا في الإسلام بأنه قديم لا يلبي حاجات الإنسان، وصدقهم كثير من أبناء المسلمين الذين عاشوا في أوروبا أو انحرفوا عن منهج الله، وقد أصدرت مجلة العلوم والثقافة في اليونسكو، وهذه اليونسكو التي يسبح بعض الناس بحمدها صباح مساء، أصدرت وثيقة سوف أقرؤها وهي موجودة في مرجع سوف أخبركم به، اسمع الوثيقة في المجلد الثالث من وثيقة اليونسكو يقول:
أولاًً: الإسلام دين ملفق من اليهودية والمسيحية والوثنية العربية: كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً [الكهف:5].
ثانياً: القرآن كتاب ليس فيه بلاغة، انظر كيف يحكم الأوربيون على أن القرآن ليس فيه بلاغة، والله يقول: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء:88] القرآن هذا الذي نزل بلغة العرب وقال فيه الوليد بن المغيرة: والله إن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإن له لحلاوة, وإن عليه لطلاوة, وإنه يعلو ولا يعلى عليه.
آياته كلما طال المدى جددٌ يزينهن جلال العتق والقدم |
أتى على سفر التوراة فانهدمت فلم يفدها زمان السبق والقدم |
ولم تقم منه للإنجيل قائمة كأنه الطيف زان الجفن في الحلم |
هذا كتاب الله: لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42] ويقول الله عنه: كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ [هود:1]؛ ويتحدى في أول المؤلف من كتاب الله عز وجل, والمؤلفون يعتذرون في أول مؤلفاتهم، ويقولون: سامحونا على التقصير في كتابنا، ومن وجد خطأً فليصلحه أو يتصل بنا، أما الله فيقول في أول كتابه: الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [البقرة:1-2] ويقول الله: وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [النساء:82] وهذا يقولون: ليس فيه بلاغة!
رابعاً: الأحاديث النبوية وضعت من قِبل الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بفترة طويلة ونُسبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهم كذابون دجالون، بل هو كلامه صلى الله عليه وسلم، الكلمة الواحدة يمحصها نقاد الحديث، ويظهرون هل هي صدق أو كذب، وكان ابن المبارك قد أخرج ما يقارب عشرة آلاف حديث موضوعة صفاها، ويلقى الحديث الكذب في يوم واحد، فلا يأتي المساء إلا وقد قام الجهابذة من المحدثين، وقالوا: انتبهوا هذا الحديث كذب، فالحمد لله وصلتنا بالأسانيد، وممن قالها من المتأثرين بالغرب معمر القذافي في كتابه الكتاب الأخضر، وقد كتب عنه محمود شاكر في التاريخ الإسلامي المعاصر كتابة جميلة، وكتب عن رأيه وعن مسيرته وعما فعل.
خامساً: وضع الفقهاء المسلمون الفقه الإسلامي مستندين إلى القانون الروماني والقانون الفارسي والتوراة وقوانين الكنيسة، يقصدون أن أبا حنيفة ومالكاً والشافعي وأحمد أخذوا من التوراة والكنيسة والقانون الروماني، وألفوا الفقه، وهذا من الكذب الذي لا يرقع، يعني بعض الكذب تستطيع أن ترقعه؛ لكن بعضه لا يترقع.
كان أحد الكذابين في مجلس، فقال لزميل معه دائماً يصدقه يُسمى: صح، يقول: كلما أقول قصة قلْ: صدق أنا حضرت، فقال: احذر لا تأتِ بكذبة لا نستطيع لها، قال: سنتوكل على الله -يتوكل على الله في الكذب وهو إنما توكل على الشيطان- فلما جلسوا في المجلس قالوا: يا فلان ما هي الأخبار؟ قال: أنا وجدت بطيخة في السوق وعندي سكين ففتحت البطيخة فطحت أنا والسكين داخل البطيخة، في داخل البطيخة أسواق فيها جن وعفاريت فدخلنا واشترينا ملابس ورجعنا أنت ما حضرت معنا؟ يقول لزميله من أجل أن يقول له: صدق، قال: والله هذه لا ترقع.
سادساً: أن المرأة لا قيمة لها في المجتمع الإسلامي, وكأنهم يريدون بذلك أن قيمة المرأة هي عندهم.
سابعاً: أرهق الإسلام أهل الذمة بالجزية والخراج. هذه مذكرة اليونسكو ذكرتها مجلة التمدن الإسلامي مجلد (44) العدد(7) صفحة (508) تموز (1977م).
أما على العراق فكل قرار يمشي، شعب العراق أصبحت الدجاجة عندهم الآن بمائة ريال لا أقولها مبالغة، قدم عراقي من الدعاة المسلمين من بغداد قال: دجاجة واحدة أصبح قيمتها مائة ريال، وقطمة الرز الصغيرة بسبعمائة ريال، وأصبح لا يجد الناس اللحم بسبب صدام المجرم, فهو الذي أتى بالإجرام وعاقب عشرين مليوناً فيهم المسلم وفيهم المصلي، وفيهم الضعيف وفيهم الفقير, ومجلس الأمن يهددهم صباح مساء من أجل صدام المجرم وهو يأكل الدجاج واللحم هو وطارق عزيز والشعب يموتون, ثم تسمع القرارات وتسمع الإعلام العربي حتى نبرة المذيع بشجاعة، قال: ولقد وصل موفد الأمم المتحدة إلى بغداد وإلى النظام، وقرر عليه الحجر، الحجر على الشعب المسكين المسلم, الحجر على الأرامل وعلى المساكين، وأما صدام فما تضرر, عليه غضب الله, صدام في قصره والشعب يحرسه.
ثم يأتون لـليبيا وسبحان الله ينطبق القرار! ويأتون إلى باكستان وينطبق القرار؛ لأنها مسلمة ويمنعونها من التصنيع، سبحان الله! أي: حرام على باكستان والعراق وليبيا وعلى دول العالم الإسلامي أن ينتجوا أو يصنعوا القنابل النووية والذرية والكيماوية، أما لإسرائيل فجائز: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ [البقرة:85].
واحد من غطفان غشاش كان عنده مكيالان فوق الجمل, صاعان صاع صغير وصاع كبير, فإذا ذهب هو يكتال من الناس أخذ بالكبير، وإذا كال من نفسه كال بالصغير، فأنزل الله: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ [المطففين:1-5].
الديمقراطية تصلح في كل مكان إلا في الجزائر فهي حرام، لأن الأصوليين هؤلاء لا يصلحون للديمقراطية، سبحان الله! ينادون بـالديمقراطية في بولندا وفي كوبا وفي كل مكان ويسعون إليها، وأما يوم وصل صوت الشعب الجزائري للمسلمين وللإسلاميين قالوا: لا. التصويت حرام، هؤلاء الأصوليون لا يصلحون رءوسهم ناشفة، لأنهم يأتون بالكتاب والسنة.. إلى غير ذلك.
يعتقد الغرب أن العرب هم مفتاح الأمة الإسلامية، يقول مورو بيرجد في كتاب العالم العربي: "لقد ثبت تاريخياً أن قوة العرب في الإسلام فليدمروا العرب ليدمر بتدميرهم الإسلام" إذا دمر العرب فقل على الإسلام السلام، هذا ليس تعصباًًًً, أعرف أن في العجم من هم أخيار، وقد يكون من أفرادهم أفضل من أفراد بعض العرب، لكن في العرب قوة الإسلام ودرعه وداره وبالخصوص -ولا يغضب علينا غاضب- جزيرة الإسلام، هذه الجزيرة لما كان الرسول صلى الله عليه وسلم في سكرات الموت، وفي آخر لحظة من لحظات الحياة كان يقول: {أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب} الرسول صلى الله عليه وسلم تصيبه الحمى وتعصره صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فقال: {لا يجتمع دينان في جزيرة العرب} هذه جزيرة الإسلام، جزيرة الوحي، فقضية إبقاء العرب ضعفاء مسألة رهيبة, ومحزنة ومخيفة، ورأيت بعض الناس يفرحون من تطبيق القرارات على الدول العربية, وإسرائيل تكوّن نفسها وجيشها لضرب هذا الدين وهذا الإسلام، فأقول: حسبنا الله ونعم الوكيل.
يقول محمد أحمد الراشد في ثلاثة أشرطة اسمها: (النظام العالمي الجديد) وأنا أوصيكم بسماعها, ألقاها قبل سنة، قال: "الديمقراطيات فرصة لانتشار الإسلام، أما الدكتاتورية في العالم الإسلامي ففرصة لسحق الإسلام" فيبشر يقول: النظام العالمي الجديد فرصة لانتشار الدين، أرادوا هم حرب الدين، لكن النظام العالمي وأمريكا تتبنى الحكم الديمقراطي، وهو حكم الشعب بالشعب، فيقول: هي فرصة لانتشار القرآن والسنة وبشروا من وراءكم بالخير.
الآن سقوط ما يسمى بـالاتحاد السوفييتي فرصة لانتشار الدين والحمد لله، أخبركم بشيء لكن لا تخبروا به أحداً، فهو سر بيني وبينكم، أصبحت المآذن في إحدى عشرة جمهورية إسلامية -الآن- ترفرف ولها صولة وهدير بـ(الله أكبر الله أكبر) إحدى عشرة جمهوريةً تهتز اهتزازاً بالأذان، أصبح القرآن يدخل في كل بيت في الاتحاد السوفييتي الشريط الإسلامي أصبح يصل إلى هناك, الحجاج والمصلون، فهذا انتصار لهذا الدين.
أخبرنا بعض الإخوة من الإغاثة, ركبوا في سيارة من الجمهوريات، ومروا بـأفغانستان , ودخلوا على باكستان , ثم ركبوا وأتوا مكة، فحين وصلوا مكة رأوا رجلاً في الشارع يشرب سيجارة دخان، فيقول هذا الذي من جمهورية أوزبكستان سبحان الله! هذا عربي يشرب الدخان، فهم يحسبون أنهم من الصحابة. أو من العشرة المبشرين بالجنة.
لأول مرة يصل إلى مكة يظن أنه إذا وصل إلى مكة فسيرى ما سمع به في التاريخ، وسيرى أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ويظن أنهم سوف يدلونه على بيت أبي بكر وأن أبناء أبي بكر يلاقونه فأول ما خرج له صاحب سيارة يشرب الدخان.
فنحن لا نقول: إننا الذين نمثل الإسلام في أشخاصنا، لكننا نقول: الإسلام موجود نقدمه للناس, ونسأل الله أن يحمينا في تقصيرنا، أما كلام سميث فانظر إليه في كتاب جند الله صفحة(29).
يقول وزير خارجية فرنسا الأسبق: "إن الخطر لا يزال موجوداً في أفكار المقهورين الذين أتعبتهم النكبات التي أنزلناها بهم لكنها لم تثبط من عزائمهم" انظر الفكر الإسلامي وصلته بالاستعمار صفحة(19).
ولذلك وجدت مذابح من أجل لا إله إلا الله، هل تتصور أن يقع في العالم الغربي أو الشرقي مثل مذبحة حماة التي قتل فيها ما يقارب ثلاثين ألف مسلم موحد قتلوا في يوم واحد؟! هل يقع هذا في أمريكا أو يقع في أي بلد؟ هل تتصور أن حلبجة يقتل فيها ما يقارب ستة عشر ألف في يوم واحد، أين يقع؟ وهل تتصور أن في الجزائر , في الصحراء في شدة الحرارة التي تبلغ خمسين درجة يسجن ثلاثين ألف مسلم؟! وفي تونس يسجن مثلهم؟! ولكن منظمات العفو الدولي وحقوق الإنسان. لا تلتفت إلى المسلمين، أما إذا سجن أحدهم في أمريكا أو في بولندا أو في فنزويلا ناصروه، أما هذا العالم فمسكين يشكو حاله إلى الله!
هذه مسألة إضعاف المسلمين إلى هذه الدرجة التي لا يتصورها إنسان، لذلك المسلمون -الآن- يفخرون بإنتاج البيض والقمح والماء البارد في قوارير ذات أحجام كبيرة وصغيرة, أما السلاح فهذا يهدد الأمن ويهدد المسيرة.
فيقول في كتاب جند الله صفحة (22): "فلنعط هذا العالم ما يشاء من الخبز والانتاج الفني" أي: نرسل له عوداً وكمنجة وطبلاً ودفاً وموسيقى، لكن لا تجعله يصنع سلاحاً، فالسلاح عند أولئك، ولا يرسلون إلا سلاحاً غير صالح للاستخدام.
قرأت في التاريخ الإسلامي المعاصر لـجمال عبد الناصر في العدوان الثلاثي وأنه أرسل له أسياده دبابات قد عفا عليها الزمن, وأصبحت غير صالحة للاستعمال، فلما أنزلها ليقاتل بها تحطمت جميعاً، ولما قاتل هو إسرائيل في حرب (67م) -التي يسمونها نكسة حزيران- أعطوه طائرات قد عفا عليها الزمن، وقد قال الخبراء الروس: إنها لا تصلح للاستعمال، فلما أتى ليرمي سحقت وسحق معها عبد الحكيم عامر، فهذا هو العالم الغربي ووضعه مع المسلمين.
يقول المستشرق البريطاني مونتجمري في جريدة تايمز اللندنية من آذار من عام 1968م: "إذا وجد القائد المناسب الذي يتكلم الكلام المناسب عن الإسلام؛ فإن من الممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم مرة أخرى" انظر كتاب الحلول المستوردة صفحة (11).
ويقول جب: "إن الحركات الإسلامية تتطور بصورة مذهلة تدعو إلى الدهشة، فهي تنفجر انفجاراً مفاجئاً قبل أن يتبين المراقبون من أماراتها ما يدعوهم إلى الاسترابة في أمرها، فالحركات الإسلامية لا ينقصها إلا وجود الزعامة، ولا ينقص المسلمين إلا ظهور صلاح الدين من جديد" انظر الاتجاهات الحديثة في الإسلام صفحة (365) عن الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر الجزء الثاني صفحة (206) يقول: "إذا ظهر عند المسلمين صلاح الدين من جديد فقل على الغرب السلام".
أيا صلاح الدين هل لك عودةٌ فإن جيوش الروم تنهى وتأمر |
رفاقك في الأغوار شدوا سروجهم وجيشك في حطين صلوا وكبروا |
تغني بك الدنيا كأنك طارق على بركات الله يرسو ويُبْحِرُ |
وقد سبق أن ذكرنا في بعض المحاضرات قول بنجوريون رئيس وزراء إسرائيل السابق يقول: "إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد".
خرجوا في مظاهرات في تل أبيب وأطفالهم وطفلاتهم يقولون: محمد مات خلف بنات.
ولما انتصروا وضربوا جمال عبد الناصر، أصبحت إذاعات العرب تسب إسرائيل، وتغتاب إسرائيل وطائرات الميراج تعربد على رءوسهم.
وأطفأت شهب الميراج أنجمنا وشمسنا وتحدت نارها الخطب |
يقول: خطبنا ما شاء الله، تقذفنا إسرائيل بالصواريخ ونحن نرد عليها بالخطب في إذاعة صوت العرب من القاهرة.
وأطفأت شهب الميراج أنجمنا وشمسنا وتحدت نارها الخطب |
وقاتلت دوننا الأبواق صامدة أما الرجال فماتوا ثمّ أو هربوا |
فلم يعد هناك رجال.
ويقول دكتاتور البرتغال: " أخشى أن يظهر من بينهم رجل يوجه خلافاتهم إلينا ويكون كمحمد" عليه الصلاة والسلام، ونحن نقول: أما أن يكون كمحمد فلا، محمد صلى الله عليه وسلم نسخة لا تتكرر؛ لأنه كتب بخط المؤلف، وبقية القادة من بعده صور من تلك النسخة، أما هو صلى الله عليه وسلم فإنه معصوم، قال تعالى: وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً [الإسراء:74] وزكى الله سمعه وبصره وفؤاده وحركاته وسكناته وهداه صراطاً مستقيماً، لكن هذا برتغالي لا يعلم شيئاً، انظر التبشير والاستعمار صفحة(87).
يعنون إخراج المرأة المسلمة من دينها وحجابها واحتشامها بما يسمى اختلاط التعليم، ويدعى -الآن- في بعض البلاد الإسلامية أن يختلط الأطفال الصغار؛ ويقولون في الصف الرابع طفل وطفلة ليس عندهم دوافع جنسية, اتركهم يدرسون جميعاً، وبعضهم يكتب كتابات في ذلك، وقرأت كتابات لبعض الناس في بعض البلدان الإسلامية ممن يشجع هذه الفكرة، ويقول: هي فكرة جديرة بالاعتبار.
فأولاً يقول: هي تخفف علينا النقل, فيصبح الركوب واحد نصفه بنات ونصفه رجال والفصول كذلك والمدرسات، التي تدرس مثلاً التاريخ امرأة والذي يدرس الحساب رجل، وهكذا نكون (حيص بيص) وكأن هذا الرجل الذي يكتب بدون محمد صلى الله عليه وسلم وبلا قرآن وبلا شيء.
يقول جلال العالم في كتاب: قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام أبيدوا أهله: "حكى قادم من الضفة الغربية أن السلطات الصهيونية تدعو الشباب العربي بحملات منظمة هادئة إلى الاختلاط باليهوديات وخصوصاً على شاطئ البحر، وتتعمد هؤلاء اليهوديات دعوة هؤلاء الشباب إلى الزنا بهن، وأن السلطات اليهودية تلاحق جميع الشباب الذين يرفضون هذه العروض بحجة أنهم من المنتمين إلى الحركات الفدائية، رغم أنها لا تدخل للضفة الغربية إلا الأفلام الجنسية الخليعة جداً، وكذلك تفتح في المعامل الكبيرة التي يعمل فيها العمال العرب الفلسطينيون دوراً للدعارة مجانية تقريباً؛ كل ذلك من أجل تدمير أولئك الشباب لضمان عدم انضمامهم إلى حركات المقاومة في الأرض المحتلة" انظر كتاب قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله صفحة(84) وفيه هذا النص بجملته.
بعد معرفتنا بسلاح الأعداء فما هو السلاح الذي نواجه به هؤلاء؟ هل تنجو عند الله غداً يوم القيامة وأنت لا تحمل رسالة هذا الدين؟ هل تستطيع أن تضمن لنفسك السلامة وأنت لم تقم مدافعاً عن دين محمد صلى الله عليه وسلم؟ ماذا تقول لله غداً وأنت لم تنصر دينه ولم تغضب لشرعه، ولم يتمعر وجهك يوماً واحداً من أجل ما ترى وما تسمع.
إذن الوسائل لدحر هذه الخطط ولردها ولتفكيكها هي:
أولاً: اعتصامنا بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153] فيجب أن تكون دراستنا وتعليمنا وفكرنا ورأينا من الكتاب والسنة، وذلك بتكثير مدارس تحفيظ القرآن والجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن، وأن تقوم أنت في بيتك بتحفيظ أبنائك كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنا أقترح أن تحفظ أبناءك كل يوم آيةً وحديثاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: أن نتحد جميعاً نحن المسلمين، وإذا لم نستطع أن نتحد دولاً فلنتحد شعوباً، فكلما رأينا مسلماً من أي بلد إسلامي احتضناه، وأحببناه، وآخيناه، وواليناه، ودارسنا مشكلاته التي تمر به في بلاده، وعشنا قضية الإسلام في كل بلد مسلم كأنها قضيتنا في أنفسنا، المسلمون همهم واحد يسعى بذمتهم أدناهم، المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
فأينما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني |
أحد العلماء الكبار إذا ذكر له قتل في بورما أو في البوسنة والهرسك أو في الفلبين سالت دموعه على لحيته، فهم إخوانك وأطفالك وأبناؤك، فلذلك عليك أن تتابع أخبار هؤلاء بالإذاعة وبما يكتب, واسأل القادمين ما أخبار المسلمين في كل مكان، وأحذركم وأحذر نفسي من التحزب الجاهلي الأعمى والإقليمية والتمييز العنصري؛ فلا تنظر لمسلم من أي بلد كان إلا كأنه أخوك من أمك وأبيك؛ بل أعظم من ذلك قال تعالى: وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [الأنفال:63].
ثالثاً: أن نخبر المسلمين أو أن نخبر الناشئة بتاريخنا الأول الذي عشنا عليه نخبرهم تاريخ الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وننشره في المحاضرات واللقاءات والمجالس ونعمر به أوقاتنا فليس لنا تاريخ إلا هو.
تاريخنا من رسول الله مبدؤه وما عداه فلا ذكر ولا شان |
رابعاً: أن نكون دعاة إلى منهج الله عز جل بما نحمل من سلاح الدعوة، قال صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية) (نضر الله امرأً سمع منا مقالة فأداها كما سمعها؛ فرب مبلغ أوعى من سامع) وإذا لم تستطع أنت أن تتكلم فانشر الكتاب الإسلامي والشريط الإسلامي، وكن داعية إلى منهج الله عز وجل.
خامساً: ألا نصدق ما يبث في وسائل الإعلام الغربية والشرقية من هجوم كاسح على الإسلام، فإني رأيت بعض العوام شُوِّشَتْ أذهانهم لكثرة ما سمعوا في الإذاعات الغربية والشرقية من اتهام الدعاة إلى الله عز وجل بالتطرف والأصولية، حتى يقول بعضهم: ما أتى بهذا الشر إلا الأصوليون، سبحان الخالق! ويعنون بالأصوليين: الدعاة إلى الله عز وجل, الدعاة إلى منهج محمد صلى الله عليه وسلم, وتجد أولئك يهاجمون هؤلاء، فيسمع لهم من الناشئة ومن الجهلة الجمع الكثير.
سادساً: علينا -أيها الإخوة الكرام- أن نسعى جهدنا في جمع الناس تحت مسيرة اتباعه صلى الله عليه وسلم، أن يكون رسولنا ومعلمنا القائد رسولنا صلى الله عليه وسلم فقط، وأن نربط الناس بشخصه وبرسالته، فلا نربطهم بشخص آخر ولا بكيان آخر، بل نجعل له صلى الله عليه وسلم الاتباع ونجرد المتابعة له صلى الله عليه وسلم, ونعلم أنه ناصح وصادق، وأنه أنجانا من الظلمات إلى النور.
سابعاً: أن نقطع طريق الشهوات؛ بمنع المجلة الخليعة والفيديو المهدم والمسلسل المخرب، حتى إذا قطعنا سلسلة الشهوة استطعنا أن ننجو بإذن الله.
ثامناً: من الحلول التي قد لا نستطيع نحن لها أفراداً لكن يستطيع لها غيرنا: أن تكون البلاد الإسلامية منتجة للسلاح، مثلما تنتج البيبسي والصابون, أن تنتج القنبلة والطائرة والصاروخ والدبابة والقاذفة، لماذا يجوز للغرب أن ينتج ولا يجوز لنا؟!
ثم علينا أن نكذب تلك الأطروحات الكاذبة الظالمة الآثمة التي تجعل الحصار على الشعب العراقي المسكين حلالاً, والحصار على إسرائيل حراماً, والتي تحرم أن تصنع باكستان القنبلة النووية وتجوز لدولة اليهود والصهيونية أن تصنع القنبلة النووية، فيا له من ظلم! ويا له من دمار! ويا له من عار! ويا له من شنار! ثم نسعى لوحدة المسلمين, وأن نخبر الناس أن الحدود الإقليمية هذه ما أنزل الله بها من سلطان, وإنما أتى بها المستعمر, وأنها لم تكن في العالم الإسلامي, وكانت الخلافة الراشدة كلها ممتدة -والحمد لله- تسافر أنت إلى الهند وإلى طنجة وإلى ليبيا وإلى أي مكان, آمناً مطمئناً في بلاد المسلمين وهم أحبابك وأقرباؤك وإخوانك.
بلادي كل أرض ضج فيها نداء الحق صداحاً مغنى |
ودوى ثَم بالسبع المثاني شباب كان للإسلام حصنا |
أيها الإخوة: هذه بعض المقتضيات التي لا تغيب عنكم, لكن أحببت أن أعيدها على حضراتكم؛ علَّها أن تفهم وترسخ وتكون أمام العبد معرفةً واعتقاداً وتصوراً، وإني أوصيكم -أيها الإخوة- أن تعودوا إلى الكتبة المسلمين العارفين بالواقع، مثل كتابات سيد قطب رحمه الله، وكتابات أخيه محمد قطب أثابه الله، والأستاذ أبي الأعلى المودودي، والأستاذ أبي الحسن الندوي، وغيرهم من الكتبة الأماجد؛ لتتصوروا التصور الإسلامي الراشد مع ما يكتبه علماؤنا كسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز أثابه الله، وفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين، والشيخ ابن جبرين والشيخ الفوزان وغيرهم من العلماء.
أسأل الله لي ولكم التوفيق والهداية والرشد والسداد, ونسأله سُبحَانَهُ وَتَعَالى ثباتاً وهداية ورشداً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الجواب: لا تجوز (التنكة) للنساء، وإنما يجوز للنساء الدف في الأعراس والأعياد، الدف الذي يضرب بالأيدي فقط، ولا تجوز التنكة للنساء ولا الطبل ولا الزير ولا أدوات الموسيقى والغناء.
الجواب: قال: لا يجوز للرجال وإنما يجوز للنساء فقط، فهل فهمت الفتيا؟ هذه رسالة من سماحة الشيخ أنقلها لكم شفوياً، وقد سألته ومعي ما يقارب أربعة وعشرين من العلماء والدعاة، ومن شك منكم فعليه أن يتصل بسماحة الشيخ ليؤكد له هذه المسألة.
في مجلة سيدتهم، عدد(510) " من عيوب الزوج العربي الغيرة " من عيوب الزوج العربي أنه يغار، ولو أنه يغار ما كان فيه عيب!
وقد قال صلى الله عليه وسلم: {أتعجبون من غيرة
في مجلة كل الناس عدد(58) "ماذا لو قالت امرأة: هذا الرجل صديقي؟!" يقولون: ماذا في ذلك؟! هل فيه حرام أن تقول امرأتك عن رجل أجنبي: هذا صديقي؟! أو يقول رجل لامرأتك: هي صديقتي؟! ليس في ذلك عيب ولا تحريم!
هذه دعوة صريحة إلى أن تتخذ المرأة لها صديقاً وخدناً، والله حرم ذلك ورسوله عليه الصلاة والسلام.
في مجلة الحسناء عدد(81) تقول المجلة: "الفضيلة والكرامة تعترضان مسيرة النجاح" معنى الكلام بمفهوم المخالفة: إذا أردت أن تنجح في الحياة فعليك أن تترك الفضيلة والكرامة وأن تعيش حياة البهائم.
وقد ذكرها عمر الخيام وهو زنديق؛ وأحد الكتبة المصريين له كتاب عمر الخيام بين الكفر والإيمان ولذلك يقول:
لبست ثوب العمر لم أستشر وحرت فيه بين شتى الفكر |
هذا شعر عمر الخيام يقول: لبست ثوب العمر ما استشارني ربي يوم خلقني؟ وكأن الواجب أن يستشيره ربه، يقول: ولدت ما استشارني، وكبرت ما استشارني، ومت ما استشارني.
لبست ثوب العمر لم أستشر وحرت في بين شتى الفكر |
ثم يقول:
هات اسقنيها عذبة حلوة ممزوجة بالدمع وقت السحر |
يقول: هات اسقنيها -يعني: الخمر في رمضان- هذا وهو في الشمال.
فما أطال النوم عمراً وما قصر في الأعمار طول السهر |
يقول: أنت تعصي أو تطيع أنت ستجلس في القبر تجلس أبد الآباد، كل واشرب من ا لحرام هنا قبل أن تموت، نعوذ بالله، ولذلك بعض العوام من المتفسخين المتبذلين إذا قلت له: اتق الله قال: يحلها الحلال، وبعضهم يرتكب المعصية ويقول: الذي عقد رءوس الحبال يحلها. هذا مما قيل.
وذكرتكم بـمصارع العشاق بكلمة ذكرتني بـعادل إمام هذا أحد الرؤساء ذبح العلماء وسجنهم ثم خرج في الإذاعة يقول: أنا إمام عادل كـعمر بن الخطاب، فقال أحد العلماء: نعم عمر إمام عادل وأنت عادل إمام.
يقول الكاتب هنا: "عادل إمام مثل أبي ذر الغفاري يمشي وحده ويموت وحده ويبعث يوم القيامة وحده" مجلة المصور عدد(3507) انظر الهراء والكذب على الله عز وجل وعلى الأمة وعلى الرسالة، وإذا طلب مسلم أو طالب عالم أن ينشر زاوية عن الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا: لا يوجد لدينا مساحة وليس هناك مجال.
وقيل: " أبو هريرة يروي أحاديث تنافي الذوق السليم مثل حديث الذباب " جريدة الشرق الأوسط.
وفي مجلة كل الناس عدد(84) يقولون: "عمر بن عبد العزيز ومالك بن أنس في طبقات المغنين، والسبب نشأتهما في المدينة المنورة حيث يتعانق الدين والفن عناقاً حاراً " بقلم الدكتور نعمات أحمد.
سبحان الله!: يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [الروم:7] عمر بن عبد العزيز ومالك بن أنس في طبقات المغنيين، عمر بن عبد العزيز الذي بكى الليل والنهار حتى وصله العلماء وسألوه بالله أن يكف عن البكاء، قالوا: مالك تبكي؟ -وهو يحكم اثنتين وعشرين دولة- قال: تفكرت في قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [الشورى:7] فأخشى أن أكون ممن قيل فيهم: (وفريق في السعير).
ووصله زياد الفقير عالم المدينة قال: يا عمر بن عبد العزيز، اتق الله في نفسك، تمتع في حياتك؛ لأنه ما استطاع حتى أن يعاشر أهله، وما استطاع أن يأكل الفاكهة, وأصبح جلده على عظمه من خشية الله عز وجل، لا يستطيع النوم تقول امرأته فاطمة بنت عبد الملك وهو حاكم يحكم في دمشق العالم الإسلامي تقول عنه: كان يأوي إلى فراشه فينتفض مثل العصفور؛ فتقول: مالك؟ قال: أخشى أن الله اطلع علي وأنا على معصية فقال: لا رضيت عليك أبداً، وقام مرة يصرخ مع السحر فتوضأ قالوا: مالك؟ قال: تذكرت قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ [العاديات:9-10] هذه النماذج نفخر بها.
عمر بن عبد العزيز الذي ليس له إلا ثوب واحد، ووالله لقد ذكر أهل التاريخ أن صُبر الذهب والفضة كانت تنكت في المسجد وتوزع في الفقراء، وما كان يجد كسرة الخبز، كان يغسل ثوبه ويصعد به على المنبر فإذا أراد أن يتكلم يبكي، حتى يقول رجاء بن حيوة: "انظر إلى جدار المسجد هل يبكي معنا" رحمه الله.
مجلة نصف الدنيا عدد (98) تقول: "قريباً تشدو نجاة الصغيرة لبيك اللهم لبيك" أحدهم يقول:
سرح الليلة وانشق القمر من غزال صاد قلبي ونفر |
هذا كلام ينشد، وذلك يقول:
تبت يدا الحب من صناجة العرب حمالة الورد لا حمالة الحطب |
ما بقي إلا القرآن، وقد أخبرنا بعض العلماء أنه وجد بعض الفسقة والعياذ بالله غنى بسورة تبت يدا أبي لهب وأفتى العلماء بقتله، مجلة نصف الدنيا أنشدوا هذا.
أيها الإخوة هذا بعض ما ينشر، وبعض ما يقال، وأنا أستأذن في عدم المواصلة في هذا لأن هناك مسائل أخرى؛ ولكني أحببت أن أخبرك بهذا.
الجواب: سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز سوف تخرج له فتيا في هذه الأيام يرى وجوب مقاطعة هذه الدشوش وعدم إدخالها في البيوت، وسوف أقرؤها عليكم بتوقيعه إذا وصلت إن شاء الله.
تنبيه آخر: أمانة في أعناقكم أسألكم عنها يوم العرض الأكبر ألا تتركوا علماء الإسلام ولا طلبة العلم ولا الصالحين ولا الدعاة ولا المستضعفين ولا المنكوبين من المسلمين من دعائكم في صلواتكم وفي السحر وفي أدبار الصلوات، وإذا قمتم وإذا قعدتم.
يا أيها الإخوة الكرام: دعاؤكم إن شاء الله مستجاب، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: {يستجاب للعبد ما لم يعجل, يقول: دعوت فلم يستجب لي} فالله الله أن تلحوا على الله.
أتيناك بالجود يا ذا الغنى وأنت المعين فكن عوننا |
فما في الغنى أحدٌ مثلكم وفي الفقر لا أحد مثلنا |
فأكثروا وأبشروا وأملوا ما يسركم يقول المولى جلت قدرته: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186] الله الله في الإلحاح! يقول أبو بكر: [[ألحوا على الله]] ادخل على الله من أي باب من الأبواب الشرعية وأكثر من الدعاء إليه والانطراح بين يديه، فإن علماء العالم الإسلامي ودعاته ومناهجه ومستضعفيه وفقراءه يعيش مأساة لا يعلمها إلا الله، فلعل الله أن يفرج بدعائك هموماً وكروباً وغموماً ويزيل ظلماً عن مظلوم، وينصر مضطهداً وأنت لا تدري.
ثم أنبه على مسألة: لا يستصغر أحد منكم نفسه ولا يحتقر نفسه، فكلنا مذنب، وكلنا يشعر أن عنده ذنوباً فيقول: أنا لو دعوت يمكن ألا يستجاب لي! مع أن دعاءك يمكن أن يكون أفضل من دعاء أعبد العباد، لأنك تشعر بالتقصير وتشعر بالانكسار، فعسى الله أن يجيب!
اللهم يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، اللهم يا أرحم الراحمين, اللهم يا ولي المسلمين!
اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الركن الذي لا يضام, والعزة التي لا ترام, يا من لا ينام, يا من أنزل الإسلام؛ نسألك أن تنصرنا وأن تنصر دينك وأولياءك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأبطل سوءه, وأبطل بأسه, ونكس رأسه, وشرد بالخوف نعاسه, يا رب العالمين!
اللهم احفظنا بحفظك من كل مكروه، اللهم انصرنا على من اعتدى علينا، اللهم تولنا فيمن توليت واهدنا فيمن هديت، اللهم من أراد أولياءك وعبادك والصالحين والمستضعفين والمسلمين بسوء، فاجعل تدميره في تدبيره، واقتله بسيفه ومزقه كل ممزق والعنه كل لعنة.
اللهم اجمع شمل المسلمين, وأصلح ولاة أمورهم, وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على الحق وتحذرهم من الباطل، اللهم إنا نسألك العروة الوثقى, وأن تميتنا على لا إله إلا الله، وأن تدخلنا الجنة بلا إله إلا الله.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون, وسلام على المرسلين, والحمد لله رب العالمين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر