والشيخ في هذا الدرس ذكر قصصاً كثيرة مشهورة، متداولة على الألسنة، لكنها مكذوبة.
إخوتي في الله: عنوان هذه المحاضرة: (قصص مكذوبة).
انتشرت في التاريخ قصص، ورواها عامة الناس، وتكلم بها بعض الخطباء على المنابر، وانتشرت بين بعض طلبة العلم، وفيها بعض الآثار التي لا تصح إلى المعصوم عليه الصلاة والسلام، فحاولت هذه الليلة -مستعيناً بالله- أن أبين هذه القصص المكذوبة، ليستقيها طالب العلم، وليكن المسلم على بصيرة منها.
لكن قبل أن أورد هذه القصص، هنا مناسبة وهي من قضايا الساعة في هذه الأيام، وهي: قضية المخدرات، وعندنا في الأدب الإسلامي بديل عن الأدب الحداثي والأدب المغرض والأدب غير الملتزم، فأردت أن أعرض أبياتاً نصرة لله، ودعوة إلى الإسلام، ودعوة إلى الخير، وتحذيراً من هذه، فاسمحوا لي بين يدي هذه المحاضرة أن أورد مقطوعة بعنوان: (الإيمان وحرب المخدرات).
حارب الناس المخدرات، والعالم كل العالم مجمع على حرب المخدرات، لقد حاربوا المخدرات بالحديد والرصاص ونحاربها نحن بالإيمان والإخلاص، حاربوا المخدرات بالتنديد والتهديد ونحن نحاربها بالإيمان والتوحيد.
فما معنا إلا الإيمان، وليس لنا من عطاء إلا الإيمان، يوم نؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً.
كتبنا في ربى أبها عباره وصغنا في مغانيها إشاره |
هلاً بضيوفنا في خير نزلٍ ترحب في قدومكم الحجاره |
من الإيمان قد صرنا صروحاً وتوجنا من التقوى مناره |
وبايعنا الرسول إمام صدق بنبينا في القلوب له مناره |
عليه الصلاة والسلام.
كتبنا بالدموع له خلوداً على الأيام تبقى في جداره |
نعاهد ربنا عهداً وثيقاً لنحمل في سما العليا شعاره |
لشرع محمد سالت نفوس من الإيمان قد عشقت جواره |
أقول له وقلبي غصن حب يقدم في محبته ثماره |
بنورك أدرك التاريخ ثاره ومن جدواك ساق الفتح داره |
وقبلك كانت الدنيا ظلاماً وكان العرب قبلك في حقاره |
نسجت لنا من الصحراء جيلاً سرى في الكون قد رفع الحضاره |
شبابك في ربى الحمراء صلوا وجيشك نظموا في الهند غاره |
وشمسك أشرقت في كل قلب ونورك قد سما في كل حاره |
رمينا يا بن قومي بالدواهي بقوم عاكفين على الشطاره |
زنادقة رضوا بالكفر ديناً حداثيين ضلوا يا خساره |
لهم في موسكو نسب عريق ودين الله قد هتكوا ستاره |
ونجل مبتلى بمخدرات أقام على بصيرته سكاره |
يواري بالثياب سواد فتك يدنس من معاصيه الطهاره |
تغافل عن هدى الإسلام حتى تغير نوره إذ شب ناره |
يقلد في الرذائل أجنبياً لشرب الكأس أو حمل السجاره |
ألسنا في العلا أحفاد سعد وأبناء المثنى وابن واره |
هموا فتحوا بسيف الله الحق في الدنيا نهاره |
فبشرى المجد أنا قد صحونا لننصر دين أحمد في مهاره |
يشرفنا من الأفغان نجب شديد بأسهم يوم الجساره |
ويؤسفنا من الأقصى نداء يعيش يعيش أطفال الحجاره |
السؤال: ما صحة قوله صلى الله عليه وسلم: (لا شفاعة في الحدود)؟
الجواب: روى هذا الحديث البيهقي بسند ضعيف، وقال البيهقي: إسناده منكر، وكل الآثار لا تخلو من مقال، لكن معناه صحيح، فإنه لا شفاعة في الحدود في الإسلام.
السؤال: حديث: (نهى صلى الله عليه وسلم عليه وسلم عن بيع الكالئ بالكالئ) أي: بيع الدين بالدين؟
الجواب: هذا الحديث رواه البزار بسند ضعيف، وله آثار تشهد له، لكنه من هذا الطريق ضعيف.
السؤال: حديث: (نهى صلى الله عليه وسلم عليه وسلم عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة)؟
الجواب: هذا الحديث يقول الترمذي: حديث صحيح، وأخرجه ابن الجارود، لكن ليس بصحيح، فقد رواه الحسن البصري عن سمرة بن جندب ولم يسمع الحسن من سمرة إلا حديث العقيقة، فالحديث هذا ضعيف.
السؤال: حديث: (أبغض الحلال إلى الله الطلاق)؟
الجواب: حديث ضعيف، رواه أبو داود بسند مرسل، وهو مرسل عند أهل العلم، وما علمت أحداً صححه.
السؤال: حديث: (كل قرض جر منفعة فهو ربا)؟
الجواب: هذا الحديث رواه الحارث بن أسامة بسند واهٍ، وفي سنده سوار بن مصعب ولا يصح حديثه، لكن معناه صحيح، بل إنه مجمع على معناه، وأما هو من هذه الرواية فلا يصح مرفوعاً إليه عليه الصلاة والسلام.
وصح عنه عليه الصلاة والسلام في الصحيحين أنه قال: (ثلاث من كن فيه كان منافقاً خالصاً -وذكر منها عليه الصلاة والسلام- وإذا حدث كذب) والله سبحانه وتعالى يقول: ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ [آل عمران:61].
فالكاذب ملعون، ولا يسمح بالكذب ولا يستثنى إلا في ثلاثة صور:
الأولى: كذب الرجل على زوجته، وكذب الزوجة على زوجها في قضايا الحب ونحوه.
الثانية: كذب الرجل في الإصلاح بين الناس.
الثالثة: والكذب في المعركة مع الكفار.
وأما غيرها فمحرم، والكذب من أسوء صفات الرجل، حتى يقول أبو سفيان -وهو مشرك- لما سأله عظيم الروم عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: ولولا أن يأثروا عني الكذب لكذبت؛ مع أنه لا يعرف جنة ولا ناراً ولا يخاف كافراً، لكن خاف أن يسمع عنه العرب أنه كذب في حديثه، فلا يقبلون منه ولا يصدقونه ولا يأتمنونه، وتنزل منزلته في قلوبهم.
هناك قصص كثيرة أنا أستعرضها وأعلق عليها:
ذكر هذه القصة البغوي وأمثاله، وقال ابن تيمية: لا تصح، والبغوي ليس محققاً في الآثار ولا مصححاً في الأسانيد، وقال ابن كثير: الذي يروي هذه القصة كمثل ما قال الأول:
إن كنت أدري فعلي بدنه من كثرة التخليط أني من أنا |
وهذه القصة منتشرة عند طوائف من الناس وهي كذب، فإن الله لم يردها عليه، بل صح عنه عليه الصلاة والسلام أن الله لم يرد الشمس إلا ليوشع، وهو نبي من أنبياء بني إسرائيل عليهم الصلاة والسلام.
فإن يوشع أراد أن يقاتل الكفار، فأوشكت الشمس أن تغيب، وقد وعده الله أن ينصره قبل أن تغيب الشمس، فالتفت إلى الشمس قال: أنت مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها عليّ فحبسها الله، حتى انتصر وفتح الله عليه الفتوح ثم غابت، يقول أحمد شوقي:
قفي يا أخت يوشع حدثينا أحاديث القرون الغابرينا |
يقول: يا شمس يا أخت يوشع.
وأبو تمام كذلك ضل في قصيدة له يثبت فيها أن الشمس ردت على علي، يقول:
فرُدَّت علينا الشمس والليل راغم بشمس بدت من جانب الخدر تطلع |
يتكلم في محبوبته لأنه عاشق ما انضبط مع الكتاب والسنة، يقول: لما ظهرت وطلعت الشمس من الخدر ونحن في الليل.
فو الله ما أدري علي بدا لنا فردت له أم كان في القوم يوشع |
وقد أتى بها ابن كثير فقال: وهو كذلك لا يعرف يمينه من يساره، أو كما قال.
فهذه القصة مكذوبة باطلة، لا يجوز أن يرويها المسلم إلا على وجه التنبيه؛ لأنها باطلة ومكذوبة، فلم يرد الله الشمس لـعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، وما فاتته صلاة العصر وهذه القصة يرويها أهل البدع في كتبهم بأسانيد: ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ [النور:40].
هذه القصة كذب وليست بثابتة، ولم يروها أحد من أهل العلم الموثوق بهم في الكتب المعتمدة، فلا يجوز للمسلم أن يرويها على المنابر، ويكفينا من الأحاديث الصحيحة والآيات الواضحة في القرآن عن بر الوالدين قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً [الإسراء:23]. وفي الصحيحين: {أن رجلاً أتى إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال: يا رسول الله! من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك} وبعض الناس يريد أن يكذب لكن ما عنده خبرة في الكذب، وما درس الكذب دراسة، فلذلك يسميهم ابن الجوزي: كذب الحمقى.
ومن ضمن كذبهم قالوا: أنه قام واعظ كذّاب يعظ الناس بعد صلاة العشاء، فقال من ضمن كلامه: اسم الذئب الذي أكل يوسف: نون. وما علم أن الذئب لم يأكل يوسف، لكن الواعظ نسي فكذب، فقالوا: سامحك الله! الذئب ما أكل يوسف قال: أجل هذا اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف!
وقد مر معنا أن قوماً من المحدثين اختلفوا هل سمع الحسن البصري من أبي هريرة؛ أم لا؟ لأن الحسن البصري تابعي وأبو هريرة صحابي، فتساءل أهل الحديث فقال قوم: سمع، وقال آخرون: ما سمع، فقام أحدهم وقال: حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "سمع الحسن من أبي هريرة"، والرسول صلى الله عليه وسلم مات قبل أن يولد الحسن! وهذا أمر معلوم، فكيف يقوله عليه الصلاة والسلام.
على سبيل هذه الخزعبلات التي يجب أن ينبه عليها -لأن بعض أهل الوعظ لا يملك أحاديث ولا آيات فيأتي بخزعبلات- ما ذكره ابن الجوزي قال: قام أحد الناس فتحدث في الناس في نعيم الجنة، لكنه لا يعرف الأحاديث الصحيحة فأتى بباطلة، قال: في الجنة كل شيء، فقال رجل منهم: كيف إذا اشتهى أهل الجنة العصيدة؟ فقال: صح في الأحاديث أن الله سبحانه وتعالى يرسل جبالاً من دقيق ثم يرسل عليها سيولاً، فتأخذها إلى قيعان الجنة، فتعصدها فيقول الله: يا أهل الجنة كلوا واعذرونا.
والقصة هي: أن ثعلبة قالوا: كان فقيراً، فقال: يا رسول الله! ادع الله أن يرزقني غنماً ومواشي، فدعا له الله، وكان قبل ذلك يسمى حمامة المسجد، من كثرة معاهدته للمسجد، فكثرت غنمه؛ فخرج من المدينة؛ فأصبح لا يصلي إلا بعض الفروض فكثرت فابتعد، فأصبح لا يصلي إلا الجمعة، فكثرت فابتعد فأصبح يترك الجمعة، فأرسل له الرسول عليه الصلاة والسلام يطلب منه الزكاة فرفض -أورد هذه القصة ابن كثير وابن جرير وابن الأثير وهي باطلة- فأرسل له صلى الله عليه وسلم يطلب منه الزكاة قال: لا صدقة لكم عندي، هذا المال ورثته كابراً عن كابر، فلما مات عليه الصلاة والسلام ندم ثعلبة، فأتى بزكاته إلى أبي بكر وقال: خذها فقال أبو بكر: والله لا أقبلها وقد ردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى إلى عمر فقال: والله لا أقبلها، وقد ردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه القصة كذب، فإن إسنادها موضوع وهي تخالف نصوص القرآن والسنة.
يقول الله تعالى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ [التوبة:5] والله يقول: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:135]. والله يقول: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].
من أذنب وتاب؛ تاب الله عليه، المشرك وهو مشرك إذا أذنب وتاب تاب الله عليه، فكيف بمانع الزكاة؟! لهذا فإن هذه قصة باطلة لا يصح أن تروى إلا على وجه التنبيه.
وقد سمعت بهذه القصة في بعض قرى الجنوب، يقول أحدهم -وهو كبير في السن، عمره في الثمانين-: يا بني! تغاضب علي والرسول عليه الصلاة والسلام -ولولا أني سمعتها في مواضع ما نبهت عليها- قلت: كيف تغاضبوا؟ قال: غضب علي رضي الله عنه على فاطمة بنت الرسول فسبها وسب أباها -أستغفر الله، وهذا الشايب الكبير نبه عليه فرفض يقول: لا. هذه صحيحة- فذهبت فاطمة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقالت: غاضبني علي، فأرسل إليه فقال: يا علي! اذهب وخذ هذه العصا وابحث لي في الغابة عن عصا مثل هذه العصا، فذهب، قال: فلما ذهب يبحث في الغابة ما وجد عصا مثل هذه العصا، ووجد شيخاً كبيراً خاف منه علي وفر -وهي قصة طويلة- فلما رجع قال: ما وجدت مثل هذه العصا، قال: أما هذه العصا فـفاطمة لم تجد في النساء مثلها، وأما الرجل الذي رأيته في الغابة ففرت منه فأنا، فلذلك أنا أشجع منك.
هذه لا تصح ولا تروى وقد كثرت من الخزعبلات، فعلى طالب العلم أن ينتبه؛ لأنه ربما كان في بعض النواحي آثار للابتداع والمغالاة في حب علي أكثر مما أنزله أهل السنة منزلته، رضي الله عنه وأرضاه، ونشهد الله على محبته، وأنه أمير المؤمنين، ومن المجاهدين، والصادقين، ومن الزهاد، والعباد، لكن لا نغلو ولا نفتري في سيرته، ولا نحمل سيرته ما لا تتحمل، فقد برأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهاً، وهو رابع الخلفاء، ورابعهم في الفضل، وهو ابن عم محمد عليه الصلاة والسلام، ومنزلته من الرسول عليه الصلاة والسلام كمنزلة هارون من موسى.
هذه قصة مكذوبة، إنما نبهت عليها لأنها موجودة في بعض خطب الجمعة لبعض الناس، هذه لا تصح وهي مخالفة للنصوص، وسندها باطل، ولم يحدث شيء من ذلك أبداً، فلينتبه إليها المسلم، وفيها ملاحظتان:
أولاً: الرجاء مطلوب، وأبو بكر صاحب رجاء.
ثانياً: هذه الصيغة لم ترد، وسندها واه جداً، بل لم يثبتها أحد من أهل الصحاح.
الأمر الأول: أن هذه قصة باطلة وسندها لا يصح.
الأمر الثاني: أن هذا الأمر من الله عز وجل لكل الناس، ولم يستثن به إلا من استثناه برحمة منه.
الأمر الثالث: من أخبر الناس أن عمر قام في قبره؟! قالوا: رئي في المنام، وهذه من تلفيقات بعض القصاص، ولم تصح أبداً ولم يرد ذلك في سند صحيح فليتنبه لها المسلم.
وأتى هذا القصَّاص بالخزعبلات، قال: فأتى معاذ من اليمن فطرق على أبي بكر الباب، قال أبو بكر وهو يبكي فوق الرسول صلى الله عليه وسلم: من بالباب؟
من الذي يذكرنا فقد الأصحاب؟
من الذي أبكانا على الأحباب؟
قال: أنا اخرج، قال: فخرج أبو بكر ثم أنشد أبو بكر قصيدة في وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم رد عليه معاذ بقصيدة، ثم ذهب إلى عمر وكلها قصائد غزل لـمجنون ليلى ولـكثير عزة، وهذا هو العجيب! من ضمنها أبيات لا يصح أن تقال عن الصحابة، يقول:
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا |
وهذه أبيات مجنون ليلى في القرن الثاني، ومنها أيضاً هذه، ومع أنه لم يوردها في الشريط لكن من القصيدة المذكورة:
يقولون ليلى في العراق مريضة فياليتني كنت الطبيب المداويا |
وإني لأستغفي وما بي غفوة لعل خيالاً منك يلقى خياليا |
وهذا الشريط منتشر، وهو كذب، ولا يصح أن يروى ولا أن يستمع إليه؛ لأنه نسب إلى الصحابة ما برأهم الله منه، فهم عدول وأخيار، ويتعاملون بالكتاب والسنة، وفيهم زهد وصدق مع الله.
وما كان أبو بكر مثل العجوز وراء الباب يَبَكِي، بل قام بالسيوف المسلولة على المنبر على أهل الردة، وقال: [[والله الذي لا إله إلا هو! لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه للرسول عليه الصلاة والسلام لقاتلتهم عليه]].
أبو بكر أخذ الراية يوم الجمعة ومكتوب فيها: لا إله إلا الله ونصبها، وأتى بقادة الجيوش خالد بن الوليد، وعكرمة وأسامة، ثم سلمهم الرايات لقتال المرتدين.
أتى أبو بكر يوم مات عليه الصلاة والسلام، وقد كان في مزرعة في العوالي، وأتاه الخبر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأتى وعليه السكينة، عجباً من قلبك الفذ الكبير! تتهادى حاملات للرؤى، أتى يشق الصفوف، ودخل أولاً فسلم على الرسول عليه الصلاة والسلام وهو مسجى، ثم كشف الغطاء عن وجه الرسول صلى الله عليه وسلم وقد فارق الحياة -بأبي هو وأمي- ثم دمعت عينا أبي بكر الصديق على خد المصطفى وقبَّله، وقال: [[ما أطيبك حياً! وما أطيبك ميتاً! أما الموتة التي قد كتبت عليك فقد ذقتها، ولكن والله لا تموت بعدها أبداً]] ثم خرج باتزان والمدينة تثور مثل القِدر إذا استجمع غليانه، كبار الصحابة ومنهم: عمر كان يخر على قدميه في الأرض خوفاً ووجلاً، وأتى أبو بكر وإذا عمر واقف بالسيف يقول: [[يا أيها الناس! ما مات الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن زعم أنه مات ضربت عنقه بهذا السيف، إنما سافر إلى الله مثلما سافر موسى إلى ربه، وسوف يعود إلينا]].
فقام أبو بكر فقال: [[اسكت يا عمر! ثم صعد المنبر فخطب خطبة ما سمع الدهر بمثلها، وقال: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله؛ فإن الله حي لا يموت: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران:144]]]. قال عمر: [[فوالله كأني أول مرة أسمع هذه الآية]].
قام أبو بكر فدعا أسامة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام في مرض موته استدعى أسامة، وكان عمر أسامة سبعة عشر سنة وبعض الناس عمره سبعة عشر سنة وهو لا يعرف إلا لعب البلوت والمراسلة وجمع الطوابع وليس عنده من المقاصد شيء، لكن أسامة يقود الجيش، ويفتح الفتوح.
محمد بن القاسم عمره سبع عشر سنة وفتح السند وقاتل داهر ملك السند، وذبحه كذبح الدجاجة، وهدم الأصنام وفتح ما يقارب عشرين مدينة في جهات أفغانستان، والسند والهند.
إن السماحة والنجابة والندى لـمحمد بن القاسم بن محمد |
قاد الجيوش لسبع عشرة حجة يا قرب ذلك سؤدداً من مولد |
كان ابن عباس يفتي هو صغير، والآن بعضهم لا يعرف كيف يصلي وعمره عشر سنوات، بل بعض الأطفال يتقلبون في السجود ويتمرغون وعمرهم اثنا عشر وعشر سنوات وكأنهم يسبحون في الماء في المسجد.
المقصود هنا: أن أبا بكر أعطى الراية أسامة، قال الصحابة: يا خليفة رسول الله! لو أبقيت الجيش لأننا نخاف على المدينة، يعني: وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كون جرحاً في قلب الأمة، ويخاف على العاصمة أن تهتز، فتحتاج إلى حراسة متينة للخليفة الجديد والحكومة الجديدة، فنرى أن يبقى الجيش هنا هذه الأيام، قال أبو بكر: [[والله! لو أن الطير تخطفنا، والسباع من حول المدينة، ولو أن الكلاب جرت بأرجل أمهات المؤمنين لأنفذن جيش أسامة]].
فخرج أسامة وأبو بكر يكلم أسامة وأسامة على فرسه، وكان أسامة يمسك الفرس بلجامه لئلا لا يعدو ويستمع لكلام الخليفة، فأتى أسامة ليقفز من على الفرس ليركب أبا بكر؛ لأن الخليفة أفضل منه وهو يمشي على الأرض، وأسامة القائد على الفرس.
قال أبو بكر: والله لا تنزل ولا أركب وما عليّ أن أغبر قدمي ساعة في سبيل الله. رضي الله عن سعيك ما اغبرت أقدامك؟! أنت مغبر أقدامك في سبيل الله منذ بدأ الإسلام، غبر قدمه، وأبكى عينه، وسلم دمه وماله في خدمة لا إله إلا الله.
إذاً: فقصة الوفاة التي تروى في هذا الشريط بهذا الأسلوب لا تصح.
أي: ربيعة وهو لا يعرف أنه ابنه، ثم ذهب إلى البيت فوجد امرأته عندها رجل وهو ربيعة وهو لا يعرفه، فقام يقاتله، قالت المرأة: من أنت؟
قال: أنا فروخ، قالت: أنت والده وهذا ابنك.
هذه القصة أبطلها الذهبي، وهي مذكورة في كتاب صور من حياة التابعين، ولو أن مؤلف هذا الكتاب عبد الرحمن رأفت الباشا رحمه الله عالم فيه خير كثير وعجيب، لكن هذه لا تثبت، بإسناد ثابت عن أهل العلم.
يقولون: كان مالك بن دينار في شبابه جندياً وكان سكيراً يشرب الخمر كشرب الماء، وكان يترك الصلاة، ثم ماتت ابنته، فرآها في المنام كأن ثعباناً يطارده فالتجأ إلى ابنته -في قصة طويلة- فقام من النوم وهو يبكي، وهرع فزعاً خائفاً وجلاً، فتاب إلى الله، فهذه القصة باطلة وسندها لا يصح لأمرين:
الأمر الأول: أن مالك بن دينار صالح من صغره.
الأمر الثاني: أن مالك بن دينار لم يتزوج، ولم يكن له بنت، فالقصة هذه إذا سمعتها فلا تصدقها.
أولاً: أين سند الرواية؟
ثانياً: كيف أن الغالب دائماً هو عبد العزيز الكناني وذاك المبتدع هو المغلوب مع أن له حجج.
ثالثاً: من الذي شهد القصة فكتبها فما خرم حرفاً؟
رابعاً: يقول الخليفة: إن كان الحق معك يا عبد العزيز! رجعت إليه، وإن كان مع خصمك عدت معه، وما رجع الخليفة والحق كان مع عبد العزيز الكناني.
أيضاً حديث: {من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر؛ لم يزد من الله إلا بعداً} حديث باطل، بل معناه خطأ، بل الذي يرتكب المعاصي وهو يصلي أقرب إلى الله من الذي يرتكب المعاصي ولا يصلي، والصلاة لا تزيد صاحبها إلا قرباً من الله، ولا تزال الصلاة بصاحبها حتى يكون صديقاً وولياً من أولياء الله، قال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت:45].
فهذه قصة مكذوبة ولا توافق الأصول ولا الأحاديث، ونسبتها إلى الإمام مالك خطأ.
لماذا يكذب الإنسان؟
ما هو الحامل للإنسان على أن يكذب؟
أتوا بعد ما مات أبو جعفر تولى المهدي فوضعوا فيه حديثاً، مات المهدي فأتى الهادي فوضعوا فيه حديثاً، أتى هارون الرشيد فوضعوا فيه حديثاً، فهم مستعدون لكل خليفة.
أحدهم دخل على المهدي وهو يلعب بحمام عنده، فقال: ما رأيك يا فلان في لعب الحمام؟ قال: يقول عليه الصلاة والسلام: لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر أو جناح، الجناح: من كيسه من أجل أن يبرر للخليفة أن يلعب بالحمام.
والرسول صلى الله عليه وسلم صح عنه أنه يقول: {لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر} خف: أي: في الجمال ونحوها، وحافر: الخيل، ونصل: الأسهم، فأتى هذا، فقال: لا سبق إلا خف أو نصل أو حافر أو جناح، فأدخل الحمام.
من ضمنهم كذاب قام في مسجد والإمامان أحمد ويحيى بن معين جالسان في هذا المسجد -في البصرة - وهذا الكذاب تورط وذلك أنه لا يعرف الإمام أحمد ولا يحيى بن معين، والإمام أحمد ويحيى بن معين محدثا الدنيا، فقال هذا الكذاب: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا: حدثنا فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال لا إله إلا الله؛ خلق الله له طائراً منقاره من ذهب، ونونيته من زبرجد وريشه من جوهر...إلخ، فأتى بقصة طويلة، وبعد ذلك وفي آخر الموعظة طلب الناس دراهماً، فاستداعاه الإمام أحمد وقال: تعال فأتى وظن أن الإمام سيعطيه، فاقترب من الإمام أحمد ومد يده أي: اعطني، فأمسكه الإمام أحمد وقال: أنا أحمد بن حنبل وهذا يحيى بن معين، ما حدثناك بهذا الحديث، فماذا يقول هذا الكذاب؟
قال: سبحان الله ما أجهلك! -يقول للإمام أحمد - ما في الدنيا إلا أنتما أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، لقد حدثت عن سبعة عشرة رجلٍ أسماؤهم يحيى بن معين، وعن سبعة عشر رجلٍ أسماؤهم أحمد بن حنبل، أنت فقط في الدنيا؟! هذه جريمة، وهذا سبب من أسباب الكذب.
ورجل لديه باذنجان يريد أن يبيعها ما ابتاعت معه، فوقف في السوق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الباذنجان لما أكل له.
ورجل آخر ذكره أهل العلم أنه كان عنده ديك فنزل في السوق يحرج عليه: من يشتري الديك؟ من يشتري الديك؟ فبقي إلى صلاة الظهر فلم يشتره أحد، فقال: سمعت فلاناً قال: حدثنا عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الديك من حيوان الجنة، ثم أتى بقصة طويلة فاشتُري الديك منه.
أحد الزنادقة، أتى هارون الرشيد ليقتله، فقال لـهارون الرشيد: اقتلني أو لا تقتلني والله لقد وضعت على الأمة وكذبت على أمة محمد أربعة آلاف حديث، قال هارون الرشيد: أقتلك وأتقرب بدمك إلى الله، وأربعة آلاف حديث سوف يقيض الله لها رجالاً يخرجونها ومنهم ابن المبارك، فذبحه هارون الرشيد، ثم نقحت أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم من قبل المحدثين.
ومنها: أن يكون أعطي الزندقة، مثل: أن يأتي بحديث يطعن في الإسلام والعياذ بالله! أو في الرسالة، ومن الأحاديث على سبيل المثال التي تخالف المعتقد والتي لم يأتِ بها الرسول صلى الله عليه وسلم ما قالوا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم أحيا الله له أباه وأمه فكلمهما حتى أسلما ثم عادا ميتين في القبر، وهذا خطأ.
أو أن أبا طالب أسلم قبل أن يموت، وهذا يعارض الأصول الصحيحة التي وردت في الكتاب والسنة.
لك وسائل في كيفية كشف الأحاديث المكذوبة، وسوف أخبركم بكتب الأحاديث الصحيحة وكتب الأحاديث الباطلة.
من الوسائل التي تكشف لك الحديث المكذوب: السند: إذا كان في السند راو كذاب، فاعتبر الحديث واه ومنكر وموضوع.
الأمر الثاني: أن ينبه أحد علماء الإسلام عليه، وهو عالم ثقة، مثل أحمد أو ابن معين، أو ابن أبي حاتم، أو ابن المديني، أو سفيان، أو البخاري وكنحوهم فيقول: هذا حديث كذب، لا يصح عنه عليه الصلاة والسلام.
الأمر الثالث: أن يعارض قواعد الدين، فيطعن في قواعد الدين الكلية وأصوله الثابتة، فهذا يرد.
الأمر الرابع: أن يكون ركيك الأسلوب، فيستحيل أن يتكلم صلى الله عليه وسلم بمثل كلام العجم، أو مثل قول: بطني توجعني، أو غير ذلك من الألفاظ الركيكة، هذا كلام لا يقوله محمد صلى الله عليه وسلم، محمد عليه الصلاة والسلام أفصح الناس، أوتي جوامع الكلم: (إنما الأعمال بالنيات) (مطل الغني ظلم) (احفظ الله يحفظك) مثل: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) وهذا الأحاديث الجميلة التي من كلامه عليه الصلاة والسلام.
أما حديث ثقيل المعاني فإنه لا يقوله عليه الصلاة والسلام، مثل: أن يعلم القلب أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقول ذلك، مثل حديث: إن جبريل نزل فأمرني بالهريسة، وقال: إنها تشد الظهر وتزيد في الجماع، فحديث الهريسة هذا لا يصح، وأحاديث أخرى باطلة.
والأحاديث الواهية تعرف في كتب، مثل: اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، للقارئ، الفوائد المجموعة للشوكاني، كتاب الموضوعات لـابن الجوزي، كتاب المقاصد الحسنة للسخاوي، كتاب: تمييز الطيب من الخبيث لـابن الديبع، وكتاب: كشف الخفاء للعجلوني، هذه تبين لك الأحاديث.
أما كتب الأحاديث الصحيحة: البخاري مسلم، ومثل ما يجمع بين الصحيحين، وصحيح ابن خزيمة في الغالب، وصحيح ابن حبان في الغالب، أما الحاكم فلا يوثق بتصحيحه، ويعاد إلى الكتب المصححة الآن في هذا العصر، مما أجمع أهل العلم على تصحيحها، والله أعلم.
يجتمعون فإذا كان هناك مريض زاروه، وإن كان هناك عاطل وظفوه، وإن كان هناك متخلف عن المسجد نبهوه، وإن كان هناك فقير أعطوه، وإن مات ميت شيعوه، فيكون هذا المجلس يعرف أنباءهم وأخبارهم ويكون بينهم تساعد وتعاون حتى يكونوا سوياً.
من ضمن بنود هذا المجلس: أن يحاولوا أن يجلسوا من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء في المسجد للعبادة، وهذا كان يعمل به في هذه المنطقة وفي غيرها، وبعض العباد لا يزال يعمل به في بعض النواحي، إذا صلى المغرب جلس إلى العشاء، لأن الوقت مختصر، إلا من كان عنده ضرورة أو عمل أو أمر أو ارتباط، والوقت ساعة أو ما يقارب الساعة، تتصل فيه بالله وتخلو بنفسك، لأننا أعطينا أوقاتنا للهاتف والسيارة والأطفال والمنتزهات، ثم نصلي هذه الصلاة خمس دقائق وعشر دقائق فلا نستطيع من قسوة قلوبنا أن نلينها بذكر الله.
فإذا صليت -مثلاً- تجلس مع إخوانك في المسجد وتأخذ مصحفاً أو كتاباً، ولا يلزم أن يكون بينهم طلبة علم، وإذا حضروا فأفضل، لكن يقرءون في القرآن أو في كتاب أو يسبِّحون، أو يتجه الإنسان إلى القبلة ويذكر الله، ويهلل مئات التهليلات، وآلاف التسبيحات فتكتبها الملائكة له، وهذا من المغرب إلى العشاء، ومن استطاع مع هذا من صلاة الفجر إلى طلوع الشمس فهو من أجمل ما يكون!
ويقترح العالم كذلك: أن تكون هناك زيارة للأحبة في الحارة، وأن يكون بينهم تعاون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يقرروا طالباً أن يقرأ عليهم -مثلاً- في رمضان وفي غيره من رياض الصالحين أو من أي كتاب آخر.
ومن أجمل الاقتراحات ما يكون! ما اقترحه هذا العالم يقول: يكون لهذا المجلس صندوق فيه شيء من المال يدفع لمنكوب، أو متزوج، أو فقير، أو محتاج، أو مشروع في صالح الحارة، ويقترح من ضمن هذا الاقتراح وسوف أجمعه في مذكرة صغيرة: إذا كان هناك مشروع للحارة أن يتساعدوا في مراجعة المسئولين -مثل: مشروع ماء للحي والكهرباء إلخ- (يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار) ولعل أهل القرى أن يفعلوا ذلك ويجربوا هذا الفعل، وإذا فعلنا ذلك سوف نسعد جميعاً؛ لأن العاصي سوف ينفرد، وتارك المسجد والجماعة سوف يستحي، لأن أهل الحارة كلهم مجمعون على مجلس وهو يخالفهم، هم ينصحونه وهو يرفض، إذا فيجتمع المجلس اجتماعاً طارئاً، ويقرر بالإجماع أن يهجروه شهراً، تتزوج ابنته لا نساعده، يتزوج ابنه نقاطعه؛ لأنه قطع المسجد بعد نصيحته وبعد إنذاره، فإذا فعل ورجع فبها ونعمت، وإلا فنقاطعه حتى يرتدع، إنسان عاصٍ رأينا عليه ملاحظة، نكتب له رسالة بأسلوب، ولا نجرح مشاعره أمام الناس.
لأن بعض الناس إذا صلَّى بعد صلاة العصر والجماعة مجتمعون، قال: يا عباد الله! فلان بن فلان فعل وفعل. ولكن تكتب له رسالة في ظرف من إمام المسجد أو من اللجنة، تنبهه أنه تخلف عن المسجد، وتهدي له شريطاً إسلامياً، أو كتيباً في بيته، ولا تفضحه أمام الناس، بل تدعوه بأسلوب لعل الله عز وجل أن يهديه سواء السبيل.
هذا الاقتراح، علَّه أن يصادف -إن شاء الله- عندكم قبولاً، ولعلكم تفكرون فيه بتمعن، ومن عنده زيادة واقتراح فليفدنا به مكتوباً فإنه مما يستحسن هذا، لعل الله أن ينفع بهذا الاقتراح الإسلام والمسلمين، تقدم في بنود وفي مسائل وفي اقتراحات، مشذبة ومهذبة، لأن رأي الاثنين أحب إلينا من رأي الواحد، فلعل منكم رجل خير ينفعنا باقتراح، ويسمى مجلس الحارة، لنحيي حياة السلف الصالح التي عاشها محمد عليه الصلاة والسلام.
في كثير من الحارات اليوم لا يعرف الجار جاره، حتى ينتقل وينقل عفشه، يسكن عنده في العمارة ثمان سنوات لا يعرفه، ولا سلم عليه، ولا دخل عنده، ولا قدم له خدمة، ولا زاره يوم مرض، ولا نصحه، ولا واساه، ولا آخاه، ولا أعطاه، فأين الجيران في الإسلام؟ بعضهم عمارته ثلاثة أدوار، فيها شقق كثيرة ومسلمين من كل فج عميق، يصلون في المسجد ولكن لا يتعارفون، حتى بعضهم لا يسلم على بعض! هذا خلاف منهج الإسلام، وهذا هو الضياع بعينه، يقول عليه الصلاة والسلام: (والذي نفسي بيده! لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).
.
الجواب: هذا في الصحيحين: في صحيح البخاري وصحيح مسلم.
الجواب: بحيرى الراهب ذاك الذين يقولون: سافر الرسول صلى الله عليه وسلم إليه، لا تصح، وفي سندها ضعف، لأنهم يقولون: إن بلال كان معه وقد قال الذهبي: يمكن أن يكون بلال لم تلده أمه بعد، فلا تصح هذه القصة.
الجواب: هذا الحديث رواه ابن عساكر عن أنس بسند ضعيف، قال ابن تيمية: سنده ضعيف ومعناه صحيح.
الجواب: ولو أوردها فليس بمعصوم حفظه الله وغفر الله لنا وله.
الجواب: لا يصح هذا، وليس بثابت عن عمر.
الجواب: هذا ليس بصحيح.
الجواب: لا يصح.
الجواب: غالبها أو كلها صحيحة إلا ثلاثة عشر حديثاً فيها ضعف، لكن لا بأس أن تقرأ على الناس ويعمل بها، فليس فيه أحاديث باطلة والحمد لله.
الجواب: نعم فيه بعض الأخطاء، ولكن يستفاد منه، ولكن فيه أخطأ في بعض الأسماء والصفات، ينبه عليها وقد نبه عليها بعض الفضلاء فلينتبه له.
الجواب: بل صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه رجل آخر، وليس أخو موسى، وقال صلى الله عليه وسلم: {كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم} فسموا أخا مريم هارون، على اسم هارون أخي موسى، وليس أخو موسى هو أخو مريم في هذه القصة، فليتنبه لذلك.
الجواب: حديث صحيح عند مسلم.
الجواب: عند الترمذي بسند ضعيف.
الجواب: أولاً: غفر الله له، وعليه أن ينبههم بألا يغتروا بهذه القصص، ويكتفي بالأحاديث الصحيحة، دخل عمر رضي الله عنه وأرضاه وإذا برجل يقص على الناس أحاديثاً باطلة، قال عمر: [[ماهذا؟ قالوا: قصاص، فأتى إليه قال: ماذا تفعل؟ قال: أقص على الناس، فأخذ عمر الدرة وضربه على رأسه، وقال: الله يقول: ((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ)) [يوسف:ة3] وأنت تقص على الناس قصصاً كاذبة]].
الجواب: لا يصح، وقد حولهم الله قبل مبعث الرسول عليه الصلاة والسلام بمئات السنوات، وليس هذا بثابت ومن قال هذا فقد أخطأ، ولم يأت شيء في ذلك بسند صحيح.
الجواب: ضعيفة، ليست ثابتة، ذكر أهل العلم أنه صارع ركانة، لكن يوردونها في السيرة، لأن السيرة يتساهل فيها ما لا يتساهل في الأحكام.
الجواب: ما أعرف ما هي قصة بهران، وأما اليهودي الذي دعا له بالإسلام فأسلم فهي صحيحة.
الجواب: عند الحاكم، عن عبد الله بن جعفر بسند صحيح، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {عورة المسلم من السرة إلى الركبة} وله شاهد عند الدار قطني، وصح عنه عليه الصلاة والسلام عند أحمد وغيره أنه قال: {يا
الجواب: هذا حديث موضوع وباطل، إذا سمعت السبع في السبع، أو السبعين في السبعين فهذه باطلة، مثل حديث يقول: يرزق الله عز وجل الشهيد في الجنة سبعين قصراً في كل قصر سبعون حورية، على كل حورية سبعين حلة، ويبقى في سبعين ساعة، هذا حديث باطل.
الجواب: عليك بالإطعام وقد ورد عن بعض السلف لكن لا أعرف فيه حديثاً مرفوعاً إليه صلى الله عليه وسلم أنك مع القضاء تطعم، لكن نقول: اقض يوماً مكانه.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر