إسلام ويب

وسقط وثن الديمقراطيةللشيخ : طلال الدوسري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بدأ الشيخ مادته ببيان فساد العقائد المعاصرة وعدم مناسبتها للشعوب، ثم تحدث عن قضية الشعب الجزائري، وحاله مع الديمقراطية المزعومة، مبيناً الأحكام الشرعية المترتبة على موالاة الأعداء، ثم بعث برسائل عامة إلى الجزائريين. بعد ذلك وجه خطابه لأبناء الأمة ليحملوا مسئوليتهم.
    الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102] .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71].

    أيها المسلمون!

    عاشت الأرض ردحاً من الزمن في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، وظلام دامس؛ حتى أشرقت الأرض بنور ربها ببعثة خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم، فقوض الله به دعائم الشرك واجتاح الجاهلية بنور الإسلام، وأشرعت رماح، وقعقعت سيوف، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلنها صريحة مدوية في سمع الزمن: (بعثت بالسيف بين يدي الساعة، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [التوبة:33].

    فأقام صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام، وتعاقب عليها الخلفاء والأمراء يحكمون في الناس كتاب الله على مدار ثلاثة عشر قرناً من الزمن، ومع ما عرض لها من شوائب إلا أن السيادة والريادة والقيادة كانت لشرع الله ولدينه وأوليائه، ثم تكالب أعداء الله على هذه الأمة حتى أسقطوا الخلافة الإسلامية التي كانت تمثل رمزاً سياسياً للإسلام، وظهرت حكومات علمانية تحكم بلاد المسلمين بغير ما أنزل الله، ومسخ الأعداء مفهوم الإسلام من عقول المسلمين حتى صوروا لهم الإسلام أنه لا يستغرق إلا مساحة صغيرة في تفكيرهم وأوقاتهم وأماكنهم، حتى أنهم صوروا الإسلام أنه مجرد الصلاة والشعائر التعبدية في المسجد فحسب.

    ثم أذن الله عز وجل بانبثاق هذه الصحوة المباركة التي شملت الأرض، والتي تطرح الإسلام بمفهومه الصحيح الذي غيره الأذناب والمجرمون والمنافقون، تطرحه بديلاً في عالم السياسة، والاقتصاد، والإعلام، والاجتماع، والحكم، وجميع شئون الحياة، وتنامت هذه الصحوة وامتدت حتى أصبحت تشكل خطراً، نعم تشكل خطراً على أعداء الإسلام، وأصبحت أيضاً تشكل تياراً شعبياً ضخماً يريد الإسلام، وتياراً سياسياً يقارع أحزاب الباطل في ميدان السياسة، وتياراً جهادياً يقارع الباطل في ساحات الوغى وميادين الاستشهاد.

    لقد فشلت الطروحات العلمانية وأفلست، نعم. فشلت القومية الناصرية في مصر ، والقومية العربية في سوريا ، والبعثية المجرمة في العراق ، وذلك في أزمة الخليج ، وشعر الأعداء بأن العملاق الذي نام طويلاً بدأ يستيقظ، فرعبوا وأخذوا يمكرون ويكيدون ويجتمعون ويخططون على حرب الإسلام.

    ونحن اليوم نتكلم عن واحدة تشهد بهذا التخطيط؛ ألا وهو ما يدور في بلادنا المسلمة الجزائر ، إنها نموذج لهذه المواجهة، لقد قال الشعب الجزائري الحر كلمة واضحة جلية، بأنه لا يعدل بالإسلام بديلاً، وأنه لا يريد سوى الإسلام، وهذا هو حال الشعوب الإسلامية التي تحكمها أنظمة علمانية، ولكن الشعب الجزائري أتيحت له الفرصة فقال كلمته، وكل الشعوب الإسلامية -بإذن الله- سوف تقول كلمتها، ولكن بالصورة المناسبة وفي الوقت المناسب.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087498030

    عدد مرات الحفظ

    772680830