أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم؛ ذلكم الكتاب الحاوي الجامع للشريعة الإسلامية قاطبة: عقائد وآداباً وأخلاقاً وعبادات وأحكاماً، وها نحن مع الأحكام، وقد انتهينا إلى هذين التنبيهين:
[تنبيهان: الأول: في الاستبراء: يجب على من ملك أمة] أيام كان الإماء يوجدن ويملكن [يوطأ مثلها بأي وجه من أوجه الملك ألا يطأها حتى يستبرئها إن كانت تحيض فبحيضة، وإن كانت حاملاً فبوضع حملها، وإن كانت لا تحيض لصغر أو لكبر فبمدة يتأكد منها من عدم الحمل] والدليل [لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا توطأ حامل حتى تضع -أي: حملها- ولا غير ذات حمل حتى تحيض حيضة)].
إذاً: يجب على من ملك أمة يوطأ مثلها -أي: كبيرة وأهلاً لذلك- بأي وجه من أوجه الملك، ألا يطأها حتى يستبرئها إن كانت تحيض فبحيضة؛ ليعرف أن ليس فيها حمل، وإن كانت حاملاً فبوضع حملها، وبعد ذلك يطؤها، وإن كانت لا تحيض لصغر أو لكبر فبمدة يتأكد معها من عدم الحمل، وأنها ليست بحامل؛ وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا توطأ حامل حتى تضع ولا غير ذات حامل حتى تحيض حيضة).
[كما يجب على من وطئت من الحرائر بشبهة أو غصب أو زنا أن تستبرئ بثلاثة أقراء إن كانت تحيض، أو بثلاثة أشهر إن لم تكن تحيض، وبوضع الحمل إن كانت حاملاً؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسق ماءه ولد غيره)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تسق ماءك زرع غيرك)].
فيجب على من وطئت من الحرائر أي: جومعت بشبهة أو غصب أو زنا أن تستبرأ بثلاثة أقراء -ثلاث حيضات- إن كانت تحيض أو بثلاثة أشهر إن لم تكن تحيض، وبوضع حمل إن كانت حاملاً، وبعد ذلك تتزوج وتوطأ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسق ماءه ولد غيره) فإذا كان في بطنها ولد وجامعتها فإنك سقيت بمائك هذا الولد، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تسق ماءك زرع غيرك).
هذا هو الاستبراء للإماء والحرائر، فلابد أن تستبرأ وتعرف أنه ليس في بطنها شيء، وبعد ذلك تتزوجها أو تجامعها إن كانت مملوكة لك.
إذاً: الإحداد هو اجتناب المعتدة ما يدعو إلى جماعها ويرغب فيها، أو في النظر إليها من الزينة والطيب والتحسين، كل هذا تمتنع منه؛ لأنه يرغب فيها.
[فيجب على المتوفى عنها زوجها: أن تحد مدة عدتها فلا تلبس جميلاً، ولا تتخضب بحناء، ولا تكتحل، ولا تمس الطيب، ولا تلبس حلياً؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد فوق ثلاثة أيام إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً)، ولقول أم عطية رضي الله عنها: (كنا ننهى أن نحد على ميتٍ فوق ثلاث ليالٍ إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً، ولا نكتحل ولا نلبس ثوباً مصبوغاً إلا ثوب عصب)] وهو ثوب يماني معروف عندهم فيه خطوط.
[كما يجب على المعتدة ألا تخرج من بيتها، وإن خرجت لحاجة لزمها ألا تبيت إلا في بيتها الذي توفي عنها زوجها فيه وهي به، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (لمن سألته أن تتحول إلى بيت أهلها بعد وفاة زوجها: امكثي في بيتك الذي أتاك فيه نعي زوجك حتى يبلغ الكتاب أجله)] أي: الأربعة الأشهر والعشر ليال [(قالت: فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشراً)].
[أولاً: تعريفها] ما هي النفقة؟ [النفقة: هي ما يقدم من طعام وكسوة وسكن لمن وجب له] النفقة هي ما يقدم من طعام وكسوة وسكن لمن وجب له، هذه النفقة.
فالأبوان تجب النفقة لهما على ولدهما، فهو الذي ينفق عليهما، والدليل قوله تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [البقرة:83]، فيجب الإحسان للوالدين، ولقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: لما سئل عن أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: أمك (ثلاثاً) ثم قال في الرابعة: أبوك.
فمما تجب النفقة عليهما الأبوان -الأم والأب- والنفقة على ولدهما، والدليل قوله تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [البقرة:83]، فأوجب الإحسان إليهما ويكون ذلك بالنفقة وغيرها، ولقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ( لما سئل عن أحق الناس بحسن الصحبة، فقال: أمك (ثلاثاً) ثم أبوك )، فلابد من النفقة على الولد للأبوين.
فالخادم تجب نفقته على سيده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف ) ليس حريراً ولا وذهباً ولكن بالمعروف ( ولا يكلف من العمل ما لا يطيق ).
[ثالثاً: مقدار النفقة الواجبة] كم هو مقدار النفقة الواجبة [كون النفقة ما يلزم لحفظ الحياة من طعام صالح، وشراب طيب، ولباس يقي الحر والبرد، وسكنى للراحة والاستقرار لا خلاف فيه] فالنفقة الواجبة: هي ما يلزم لحفظ الحياة من طعام صالح، ومن شراب طيب، ومن لباس يقي الحر والبرد، وسكنى للراحة والاستقرار، ولا خلاف في هذا أبداً.
[وإنما الخلاف في الكثرة والقلة، والجودة والرداءة؛ لأن هذا يكون بحسب يسار المنفق وإعساره وحال المنفق عليه حضارة وبداوة؛ ولذا كان اللائق أن يترك هذا الأمر لقضاة المسلمين؛ فهم الذين يفرضون ويقدرون بحسب أحوال المسلمين المختلفة، وظروفهم وعاداتهم].
إذاً: النفقة الواجبة هو ما يلزم لحفظ الحياة حتى لا يموت المنفق عليه، من طعام صالح، وشراب طيب، ولباس يقي الحر والبرد، وسكنى للراحة والاستقرار، ولا خلاف في هذا، وإنما الخلاف في الكثرة والقلة، في كمية هذه النفقة، هل تُعطى خمسمائة ريال أم ألف، والجودة والرداءة أيضاً، فهل هذا الطعام جيد أم رديء؛ لأن هذا يكون بحسب يسار المنفق وإعساره، فالذي راتبه ألف ريال، كيف يعطي لخادمه خمسمائة؟ وحال المنفق عليه حضارة وبدواً أيضاً، فالمنفق عليه إن كان حضارياً فلا تعطيه كما يعطى البدوي، فالبدوي تعطيه ما يكفيه وما هو متعود عليه، فهناك فرق بين المتحضر والمتبدي: البدوي؛ ولذا كان اللائق في الشريعة أن يترك هذا الأمر لقضاة المسلمين؛ فهم الذين يفرضون ويقدرون بحسب أحوال المسلمين المختلفة، فإذا طلق رجل امرأته وأولادها معها، فالقاضي هو الذي يقدر كم ينفق عليها بحسب راتبه وبحسب ما عنده.
إذاً: متى تسقط النفقة؟
الجواب: تسقط النفقة في الأحوال الآتية:
أولاً: تسقط على الزوجة إذا نشزت، أي: تكبرت وترفعت، أو لم تمكن الزوج من الدخول بها؛ إذ النفقة في مقابل الاستمتاع بها؛ فلما تعذر ذلك سقطت النفقة.
إذاً: للمطلقة طلاقاً رجعياً نفقة حتى تنتهي عدتها إما ثلاث حيضات أو ثلاثة أشهر؛ لأن طلاقها ليس ببائن، فإذا انقضت عدتها فلا نفقه عليها، تسقط النفقة، فقد كانت واجبة لما كانت في عدتها، فلما انتهت عدتها سقطت النفقة وبطلت.
إذاً: المطلقة الحامل إذا وضعت حملها فلا نفقة لها، غير أنها إذا أرضعت الولد، أو قال أبوه: أرضعيه، حينئذٍ وجبت النفقة لها؛ مقابل الرضاعة، وهي أجرة الرضاعة، لقوله تعالى: فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ [الطلاق:6]، أي: أعطوهن أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ [الطلاق:6].
فالنفقة تسقط على الأبوين إذا استغنيا: فإذا كنت تنفق على أبيك وأمك ثم استغنيا انتهت النفقة الواجبة، أو كان الولد الذي ينفق أصابه فقر، فحينئذٍ تسقط النفقة إذا لم يكن له فضل عن قوت يومه، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
الأول: يجب على المسلم أن يصل رحمه، وهم قرابته من جهة أبيه وأمه، فمن احتاج إلى طعام أو كسوة أو سكن أطعمه أو كساه أو أسكنه، إن كان لديه فضل من ماله، وليبتدئ بالأقرب فالأقرب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( يدُ المعطي العليا وابدأ بمن تعول: أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك فأدناك )] الأقرب فالأقرب.
إذاً: يجب على المسلم أن يصل رحمه، وهم قرابته من جهة أبيه أو من جهة أمه، فمن احتاج إلى طعام أو كسوة أو سكن أطعمه أو كساه أو أسكنه، إن كان لديه فضل من مال، وليبتدئ حينئذٍ بالأقرب فالأقرب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( يد المعطي العليا وابدأ بمن تعول: أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك فأدناك )، أولاً: أمك، ثم أباك، ثم أختك، ثم أخاك؛ لأن الأخت تكون في حاجة بخلاف الأخ، ثم أدانك أي: الأقرب فالأقرب.
فإن امتنع مالك الحيوان -البقر أو الغنم أو غير ذلك حتى القط والكلب- من إطعام بهائمه، تباع عليه تلك الحيوانات أو تذبح، لماذا؟ حتى لا تعذب بالجوع وتعذيبها محرم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (دخلت النار امرأة في هرة حبستها حتى مات جوعاً؛ فلا هي أطعمتها، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض).
نكتفي بهذا القدر، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الجواب: سائل كريم يقول: في بلادنا إذا مات الرجل وترك زوجته فإن الزوجة تعتد بلباس أبيض؟
إذا كان هذا اللباس الأبيض يجلب النظر إليها ويرغب فيها فلا يجوز لا يجوز، وإذا كان عادة لا يلتفت إليه الناس ولا ينظرون إليه فلا بأس؛ إذ المطلوب أن تلبس لباساً لا يلفت النظر إليها.
الجواب: سائل كريم يقول: في بلادنا بعض إخواننا إذا مات الرجل فإنهم يستأجرون نائحة ثلاثة أيام لتنوح مقابل مبلغ من المال، فما حكم هذا؟
والله لا يجوز، وهذا حرام، حرمه الرسول صلى الله عليه وسلم ونهى عنه، ولا يحل أبداً للمؤمنين والمؤمنات، وهذا من عمل الجاهليين.
الجواب: سائل كريم يقول: إذا كانت المرأة المحدة لموت زوجها موظفة في مدرسة، فهل يجوز لها أن تخرج لأداء وظيفتها في المدرسة؟
يجوز ولكن لا تبيت إلا في بيتها كما تقدم، فتخرج للضرورة لكن لا تبيت إلا في بيت زوجها.
الجواب: سائل كريم يقول: لي زوجة موظفة ولها راتب شهري، وأنا صعلوك ليس عندي شيء، وهي تنفق علي، فهل علي إثم؟
الجواب: لا إثم عليك، أما إن قالت لك: لا. هذا مالي! فيجب عليك أن تكشف عن وجهك وتخرج لتعمل ولو كناسة في الشوارع، ولكن إذا رضيت بالإنفاق عليك فلا بأس، لكن إذا لم ترضى فلها الحق، فأنت الذي يجب عليك أن تنفق عليها.
الجواب: سائل يقول: من قال لزوجته: أنت حرام علي كأمي، فهل يعتبر طلاقاً؟
هذا يعتبر ظهاراً، ظاهر منها فلا تحل له إلا أن يعتق رقبة أو يصوم شهرين متتابعين، أو يطعم ستين مسكيناً، وليس بمخير، وإنما إن عجز عن كذا انتقل إلى كذا، فأولاً: عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، ولو جامعها قبل أن ينهي هذه الكفارة فلا بأس، لكن الأفضل أن لا يقربها حتى يكمل كفارته.
الجواب: سائل كريم يقول: إن بعض الناس لا يدعون الله عز وجل ويقولون: حالنا تغني عن سؤالنا؟
هذا لا يقوله مؤمن ولا يفعله مؤمن قط، فـ{الدعاء هو العبادة}، والدعاء مخ العبادة، وهناك عشرات الآيات يأمرنا الله فيها بالدعاء: ادْعُوا رَبَّكُمْ [الأعراف:55]، فالذي يقول: لا أدعوه لأنه يعرفني -والعياذ بالله- قد يكون كفر وخرج من الإسلام، وهذا من تزيين الشيطان وتحسينه، فتجده يعيش سنة أو سنتين أو عشر سنوات ما يرفع يديه إلى الله -والعياذ بالله- لأنه غني.
الجواب: سائل كريم يقول: بعض إخواننا إذا قلت له قصر ثوبك لا تجره عند كعبك، أو اعف لحيتك لا تحلقها، يقول: إن الله لا ينظر لصورنا ولكن ينظر إلى قلوبنا؟
هذا رد باطل، وكان من المفروض أن يقول: أتوب إلى الله، وأسأل الله أن يوفقني لأقصر ثوبي وأعفي لحيتي، أما أن يقول: الله يعلم ذلك مني، فنعم الله يعلم، ولكنه أمره بواسطة رسوله صلى الله عليه وسلم، فحرم النبي الثياب الطويلة تحت الكعبين تحريماً أبدياً كاملاً، وحلق الوجه حرمه كذلك.
الجواب: سائل كريم يقول: ما هي الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء؟
أول وقت: ما بين الأذان والإقامة، وهي فرصة ذهبية.
ثانياً: وأنت ساجد في صلاتك.
ثالثاً: بعد فراغك من صلاتك.
رابعاً: إذا قمت بعبادة وأديت واجباً ودعوت يستجاب لك.
خامساً: الثلث الأخير من الليل؛ لأن {الرب تعالى ينزل في آخر الليل ويقول: هل من داعي فأستجيب له}.
وكذلك توجد ساعة في يوم الجمعة ما يدعو فيها مؤمن إلا يستجاب له، لكن هل هي قبل الصلاة أم بعد الصلاة أم بعد العصر؟ ليس فيها بيان، ولذلك حاول أن تدع الله يوم الجمعة من طلوع الشمس في الضحى إلى أن تصلي الظهر، فلعلها في هذا الوقت، وفي الجمعة الثانية تعال بعد الضحى وابق إلى الظهر وأنت تدعو، وفي الجمعة الأخرى ابق في المسجد من صلاة الجمعة إلى العصر فلعلك تظفر بها، وفي جمعة أخرى من صلاة العصر إلى المغرب فلعلك تحصل عليها.
الجواب: سائل كريم يقول: إذا كانت المؤمنة مريضة فهل يجوز لها أن تكشف للطبيب ليعالجها؟
يجوز على شرط أن يكون معها محرم لها، لا تكون مفردة خالية بالطبيب أبداً.
الجواب: سائل يقول: ما حكم زيارة مدائن صالح للاعتبار؟
إذا كان المقصود هو الاعتبار: يجوز يجوز يجوز، وإذا كان للتفكه والترفيه على النفس فهذا لا يجوز لا يجوز، ومن ذهب يجب ألا يضحك وإن أمكن أن يبكي فليبك، فإن لم يبكي يتباكى، أما أن يضحك ويأكل ويشرب فيها فهذا حرمه الرسول ونهى أصحابه عنه، فعندما مروا في طريقهم إلى تبوك ونزلوا في هذا المكان ونصبوا القدور وفيها اللحم فقال: أهرقوها، وما رضي لهم بذلك، لكن إذا كنت صادقاً تريد أن تطلع على أماكن العذاب، وكيف سخط الله على قوم صالح لكفرهم وعنادهم للعبرة والاعتبار فهو يجوز، أما لمجرد النزهة والنظر والاطلاع فلا يجوز.
الجواب: سائل كريم يقول: هل تجوز مجالسة أصحاب البدع؟
إذا كانوا في بدعة وجلست معهم نبههم وعلمهم بأن هذه بدعة تثاب على ذلك، أما أن تجلس معهم في بدعتهم وهم يبتدعون فلا يجوز لا يجوز، أما إذا كانوا جالسين في غير بدعة فلا بأس أن تجلس معهم، لكن إذا كانت البدعة قائمة وهم يفعلونها فلا تجلس معهم إلا إذا أردت أن تذكرهم وتعلمهم.
الجواب: أصحاب الأعراف أناس حسناتهم قلت وسيئاتهم قلت، فما هم من أول من يدخل الجنة، يبقون حتى ينتهي من يدخلون الجنة، آخر من يدخل هم أصحاب الأعراف.
الجواب: هذا يعود إلى القاضي والمحكمة، فإذا أوجبت عليه المحكمة الدية للخادم فعليه أن يدفع، ما أوجبت لا يدفع.
الجواب: سائل كريم يقول: هل أجر الإمام أفضل من أجر المصلين وراءه؟
الجواب: نعم. له أجر المصلين كاملاً، يفوز بأجرهم جميعاً.
الجواب: غير ما مرة قلت لكم: ما عثرت ولا وجدت في الفقه ولا في الحديث ما يدل على أنه لا يجمع بين الجمعة والعصر، والذي أقوله: هو الجواز؛ لأن الجمعة قائمة مقام الظهر، بدليل: لو فاتته الجمعة صلى الظهر، فلو أدرك أقل من ركعة صلى الظهر، فلهذا ما دام أذن له الشارع بأن يجمع بين الظهر والعصر، فليجمع بين الجمعة والعصر ولا حرج.
الجواب: سائل كريم يقول: هل صيام الأيام البيض -ثلاثة أيام من كل شهر- يجوز تفريقها؟
المهم أن تصوم ثلاثة أيام من كل شهر، إذ اليوم بعشرة أيام، فتكون كصائم الدهر، لكن لو صمتها بالثالث عشر والرابع والخامس عشر فهو أفضل، لكن لو قدر لك أن قدمت أو أخرت فلا حرج.
الجواب: سائل كريم يقول: ما معنى قول الله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10]؟
هذا حكم الله عز وجل والله هو الحكيم العليم، فمن زكى نفسه وطيبها وطهرها من أوضار الشرك والكفر والمعاصي فزكت وطابت وطهرت فقد أفلح والله؛ ونجا من النار ودخل الجنة، ومن دساها فخبثها ولوثها بأوضار الذنوب والآثام والشرك والمعاصي فهذا والله قد خاب وخسر، خسر الآخرة ودخل النار، وهذا حكم الله يدخل فيه كل إنسان من آدم إلى يوم القيامة.
الجواب: هذه النشرة وزعت من أكثر من سبعين سنة، وموزعوها والعياذ بالله تعالى شياطين أحمد التجاني صاحب الحجرة، يكذبون على الله ورسوله والمؤمنين، فهذا من العجب كيف توزع إلى الآن؟! شياطين يفعلون هذا ليسوا بمؤمنين، فقد سمعوا ألف مرة أن هذا لا يجوز، وهو كذب على الله ورسوله والمؤمنين، ويأبون إلا أن يوزعوها في كل عام، فنبرأ إلى الله من صنيعهم ونعوذ بالله منهم.
الجواب: سائل يقول: هل يشرع لسجود التلاوة رفع اليدين حين السجود؟
لا يشرع، وإنما يسجد فقط ولا يرفع يديه إلا في الصلاة.
الجواب: سائل يقول: هل المسافر أن يقصر الصلاة دائماً أو لابد له من مدة معينة؟
إن كان السفر أربع أيام فأقل فإنه يقصر ويجمع، إما إذا زادت المدة عن أربعة أيام فلا قصر ولا جمع، بل يصلي الصلاة في أوقاتها كما هي، اللهم إلا إذا قال: سفري يوم الخميس أو بعد غد مثلاً ثم تعين له بعد يوم الجمعة، ثم تعين بعد ذلك يوم السبت وبقي هكذا لا يدري، فإنه يقصر ما دام لم يتأكد من الوقت ولو شهراً أو أكثر.
اللهم يا أرحم الراحمين! يا أرحم الراحمين! يا ولي المؤمنين! يا متولي الصالحين! هذه أكفنا رفعناها إليك سائلين ضارعين، اللهم اشف مرضانا، اللهم اشف مرضانا، وعافنا واعف عنا.
اللهم أغننا بفضلك عمن سواك، اللهم أغننا بفضلك عمن سواك، اللهم أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، اللهم أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، اللهم آت نفوسنا هداها وتقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
اللهم اجمع كلمة المؤمنين على الحق، اللهم انصر دينك وكتابك وعبادك المؤمنين، وأعلِ كلمتك يا رب العالمين، اللهم احفظ هذه الديار بحفظك يا عليم يا سميع، اللهم احفظنا يا رب العالمين وأنت الحفيظ العليم، واغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين. وارحمنا أجمعين.
وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر