أما بعد:
فقد انتهى بنا الدرس إلى أحداث بعضها مفرح، وبعضها محزن، وعرفنا أول حدث وها نحن مع الحدث الثاني.
قال: [وفاة كلثوم بن الهدم ] موت الصاحب الكريم، الذي أضاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزله في بيته يوم نزل بقباء مهاجراً [وأسعد بن زرارة رضي الله عنهما] وهما علمان من أعلام الدعوة الإسلامية.
قال: [ومن أحداث هذه السنة المؤلمة المحزنة وفاة كلثوم بن الهدم ، الرجل الذي أسلم قبل مقدم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ولما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً من مكة إلى قباء نزل في منزله، فشرفه الله تعالى بنزول صفيه وخيرته من خلقه في منزله، ولم يلبث كلثوم بن الهدم إلا قليلاً، -وكان رجلاً مسناً- حتى مات، فإلى رحمة الله ورضوانه ابن الهدم ] وقد يقول قائل: ليس بحدث هذا! لكن لو كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لعرف قيمة ذلك.
[ومات بعد كلثوم : أبو أمامة أسعد بن زرارة أحد النقباء، وهو أول من بايع الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة الثانية] التي كان لها أثر وصدى عظيم [وكانت وفاته بسبب ذبحة صدرية] عافانا الله وإياكم من الذبحات والذبح! لأن المسلمون الآن يذبح بعضهم بعضاً [ولما مات أبو أمامة أسعد بن زرارة قال اليهود والمنافقون: لو كان محمد نبياً لما مات صاحبه!] وهذا كلام عجائز! واليهود يهبطون أحياناً ويصبحون كالأطفال [فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (إني لا أملك لنفسي ولا لصاحبي من الله شيئاً)] فأسكتهم وألقمهم الحجر.
[وطلب بنو النجار من النبي صلى الله عليه وسلم -بعد أن مات أبو أمامة نقيبهم- أن يقيم لهم نقيباً آخر] لما مات نقيب بني النجار طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعين لهم نقيباً ويسميه ليتولاهم [فقال لهم: (أنتم أخوالي وأنا بما فيكم وأنا نقيبكم )] لأن تعيين رؤساء ونقباء تفرقة للأمة، فالنقباء يكونون في الجيش، أما في داخل البلد فكيف يعين نقباء؟! معناه: تفرقة!. فأعطاهم خيراً مما طلبوا.
[فكانت هذه منقبة لبني النجار يعتدون بها على قومهم] كيف وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم أنا نقيبكم [وترك النبي صلى الله عليه وسلم تعيين أحد منهم كراهية أن يفضل بعضهم على بعض، فخصهم بفضيلة عامة لهم جميعاً، وهي كونه صلى الله عليه وسلم نقيباً لهم، وهذا من الحكمة المحمدية والرشد والنضج السياسي. اللهم صلِّ على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً].
قال: [وهي متم] والمتم: هي التي تلد قريباً، سواء كانت شاة أو بقرة أو امرأة، فالمتم: هي التي قاربت ولادتها [فما إن نزلت بقباء حتى وضعت عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، فجاءت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فحنكه بأن أخذ تمرة ومضغها ثم أدخلها في فم الطفل] أبت أن ترضعه اللباء، وجاءت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم من مسافة ثلاثة كيلو تقريباً وهي تمشي، فلا يوجد سيارات، وقدمت الطفل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم، فأخذ تمرة من تمر المدينة المبارك، فمضغها حتى أصبحت كالحرير ثم أدخلها في فم عبد الله ؛ ففاز عبد الله بالذكاء والدهاء والعلم والصبر، لا إله إلا الله! وهذا التحنيك كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يقوم به، فهل منا الآن من يحنك؟! لا. نأكل ونشرب كالبهائم، وأعمالنا في الشهوات والأهواء! ولو نجد عبد العزيز بن باز ويقبل، فهذا يرجى منه؛ لأنه عاش عمره كاملاً في عبادة الله وطاعته.
قال: [فكان أول شيء دخل جوفه هو ريقه رسول الله صلى الله عليه وسلم] أول شيء دخل بطن عبد الله بن الزبير ريقة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهي ريقة طيبة، ووالله إن بوله -أيضاً- طيب! ليس ريقه فقط، كان إذا بصق في السفر أو الحضر لا يسقط بصاقه على الأرض! حتى يتلقفونه ويتدلكون به! أما بوله عليه الصلاة والسلام فقد كان عليه الصلاة والسلام في الشتاء يتبول في إناء -قدح- تحت السرير، فعطشت أم أيمن واسمها بركة -مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم- فالتمست ماء فوجدت القدح فيه ماء كثير، فشربته كاملاً، وما شعرت أبداً بشيء، فلما استيقظ -فداه أبي وأمي! والعالم أجمع- وأراد أن يريق ذلك البول كعادته لم يجده، فقال: يا أم أيمن ! أين ما كان في القدح؟ فقالت: شربته. فقال: ( صحة يا
فلهذا أهل المغرب يقولون: صحة، وما عرفوا معناها؟ فإذا شرب أحدهم قال: صحة، وإذا أكل قال: صحة، ونحن نقول: هنيئاً، وهذه حق أهل الجنة. إذاً: هذه كلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم: صحة!
قال: [ودعا له بالبركة] حنكه ودعا له بالبركة، فهنيئاً لك يا عبد الله ، والزبير أبوه ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم وحواريه [وكبّر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحاً بهذا المولود] كبروا ولم يصفقوا! فلم لا زلنا نصفق؟ هل أعلنا الخروج عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم؟ لو تعلمنا وعلمنا والله لا نصفق: ( إنما التصفيق للنساء، والتسبيح للرجال ).
وأظن ما زالوا إلى الآن في اللقاءات العظيمة والاحتفالات يصفقون، وأحياناً يهيجون هيجاناً! وقد حضرنا مؤتمراً منذ عشرين سنة، فقام الزعيم يخطب، فشنف الآذان وحرك القلوب بالهراء! كلام -والله- ما أنبت بصلة! إلا البلاء والخراب، وإذا بالحاضرين يصفقون هيجاناً: طق.. طق! وأنا وزميلاي نتساءل: لم هؤلاء يصفقون؟! وهما مدرسان في المسجد النبوي الشيخ عمر محمد والشيخ عبد المحسن عباد ، وقلنا لهم: هذا من عادة النساء وليس من عادة الرجال! فالتصفيق للنساء، هكذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم. التسبيح للرجال، ولو قلتم: الله أكبر لتحرك الكون! أما أن تصفقوا فهذه عادة من عادات الغرب، سقيناها وشربناها وتاب الله علينا منها!
ولِم كبر الصحابة؟ لمجرد أن دعا الرسول صلى الله عليه وسلم بالبركة لهذا الغلام المهاجر الجديد، فقالوا: الله أكبر! وكلمة الله أكبر تعدل الدنيا وما فيها! [الذي كان أول مولود يولد للمهاجرين في الإسلام، كما كان النعمان بن بشير أول مولود ولد في الإسلام للأنصار] المهاجرون لهم عبد الله، والأنصار لهم النعمان بن بشير [وبذا أخرس الله ألسنة اليهود] وقطعها [إذ ادعوا أن المسلمين قد سحروا، فلذا لم يولد لهم؛ فأكذبهم الله في دعواهم بولادة عبد الله بن الزبير وولادة النعمان بن بشير الأنصاري رضي الله عنهم أجمعين] لما لم يولد للمهاجرين مولوداً وقد جاءوا رجالاً ونساء كثر، قال اليهود: سحروا فلا يولد لهم أبداً؛ لأن اليهود يستعملون السحر، وهي مهنتهم التي لا يفوقهم فيها جيل ولا قبيل من الناس، ولم يقولوا: سحرناهم! بل قالوا: سحروا فلا يولد لهم، فأكذبهم الله عز وجل وأخزاهم بولادة النعمان بن بشير للأنصار وبـعبد الله بن الزبير للمهاجرين، فالحمد لله!
[ثانياً: تقرير أن اليهود يتعاطون السحر وهم أعلم به من غيرهم] ولهذا قلت أنا: أشك أن يكونوا قد سحروا العرب! يعني خواص العرب، وإلا كيف يطأطئون رءوسهم ويسكتون، وهم في استطاعتهم في أربع وعشرين ساعة -والله- أن لا يبقوا يهودياً في فلسطين، فمن الجائز أن يكونوا مسحورين؛ لأننا نعيش مع اليهود في العالم بأسره، في الحفلات واللقاءات والمنظمات، فإذا وضعت قطرة في كأس من الشاي أو القهوة يصبح الرجل يحبهم أو على الأقل لا يسبهم! إنهم أمكر أهل الأرض، لعنهم الله وغضب عليهم! وأنا لا أتشفى فوالله لقد غضب الله عليهم! أما قال تعالى: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7]؟
فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اليهود )؛ ولم غضب الله عليهم؟ أليسوا أبناء الأنبياء وأولاد المرسلين؟! أليسوا أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم؟! والله نعم! أتدرون لم غضب الله عليهم؟ لأنهم استحلوا محارم الله! وأشاعوا الربا! ولبس نساؤهم الكعب العالي! هل تعرفون الكعب العالي؟ لولا التشنيع عليه لكان الآن في الأسواق، لكننا -والحمد لله- شنعنا فما بقي كعب عالٍ. هذا الكعب العالي تلبسه المرأة وتصبح تتمايل! فلا تستقيم في مشيتها، وهو من اليهود، فلما خرجوا عن طاعة الله وقتلوا الأنبياء والعلماء، وأفسدوا في الأرض؛ غضب الله عليهم غضبة لا تزال إلى جهنم، إلا من تاب منهم وأناب إلى الله، ونحن -والله- لولا رحمة الله وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم كنا أصبنا بما أصيب به اليهود؛ إذ ما سلكوه في الحياة سلكناه بكامله وزدنا عليهم، والواقع شاهد! لكن حمى الله الأمة ببركة نبيها، فلا يُسلط عليها المسخ ولا الدمار ولا الخسف.
[ثالثاً: فضيلة أسماء بنت الصديق وولدها عبد الله بتحنيك رسول الله صلى الله عليه وسلم له] هذه فضيلة عظيمة! كون رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل ولدها ويحنكه، ويدخل ريقته في فمه، ووالله ما أسعد منه.
[رابعاً: جواز الفرح بفضل الله والتكبير عند حصول النعمة ورؤية الخير] وكان الحبيب صلى الله عليه وسلم إذا بشر بخير يخر ساجداً. فإذا بشرت بتلفون أو بخطاب أو أُبلغت خبراً طيباً فقل: الله أكبر! وخر ساجداً، وهذه تسمى سجدة الشكر، ولا يعرفها بين المؤمنين أكثر من واحد في الألف! والذين يعرفونها ولا واحد في الألف يفعلها إلا ما ندر! لأننا هبطنا! كنا في علياء السماء علماً ومعرفة وكمالاً، ونزلنا إلى الأرض، وأهل الأرض لا يستطيعون أن يتفوقوا بهذه.
[خامساً: معرفة أول مولود ولد في الإسلام للمهاجرين والأنصار، وهما عبد الله والنعمان ] عبد الله المهاجر والنعمان الأنصاري المدني .
قال: [ومن أحداث هذه السنة الأولى] للهجرة النبوية [المفرحة: بناء النبي صلى الله عليه وسلم بزوجه عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما؛ إذ كان قد عقد عليها صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة] وبنى بها في المدينة.
لما ماتت خديجة حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتألم، فقد كانت تشد من عضده وتسند ظهره، وما حزن ولا كرب ولا تألم إلا وفرجت عنه بكلِمها الطيب وسيرتها الحميدة، فلما توفيت رغبه الصديق وقال: أزوجك عائشة يا رسول الله! تجد فيها الأنس وما يزيل عنك وحشتك.
قال: [وذلك بعد وفاة خديجة رضي الله عنها، وكان عمرها إذ ذاك ست سنوات] قدمها الصديق الحبيب للحبيب صلى الله عليه وسلم، قال له: هذه تؤنسك يا رسول الله! وتجد فيها العوض عن أم المؤمنين خديجة ، وهي طفلة صغيرة يومئذ.
ومن هنا: يجوز للأب أن يزوج ابنته في هذه السن! أو أقل، وقد تزوج البنت في عامها الأول. يقال لك: زوجني إياها يا فلان! فتقول: نعم. قبلنا ورضينا؛ حتى تبلغ. ولا يخون الأب ولا يخلف وعده إلا إذا تغير سلوكه وهبط وأصبح شريراً أو تاركاً للصلاة فنعم! ومن الممكن أن ينفق عليها الأب ويكسوها كل عام ولا حرج.
قال: [وفي شوال من هذه السنة المباركة بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بـعائشة بدار أبيها بالسنح نهاراً وهي بنت تسع سنين] لا تقل: أنا لا أستطيع أن أعطيك ابنتي وهي بنت تسع سنين فما زالت صغيرة، فإن وجدت مثل رسول الله في سلوكه وكماله فلا تتحرج أبداً، أما الصعاليك من أمثالنا فنعم تخاف على ابنتك منهم!
قال: [وكان بعض الناس يتشاءمون بالبناء بين العيدين] عيد رمضان وعيد الأضحى [فردت عليهم عائشة بقولها: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال، فأيّ نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أحظى عنده مني؟!] تفاخر! والآن لا يوجد من يجعل الزواج بالنهار أبداً، على عكس فعل رسول الله، فكل الأعراس الآن بالليل، والرسول صلى الله عليه وسلم تزوج بالنهار، وزينب أم المؤمنين رضي الله عنها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم نهاراً فبعد أن صلوا الظهر فتح الباب وقيل للناس: تعالوا! لتأكلوا طعام العرس!
وأما نحن اليوم فعرسنا لا يكون إلا بالليل، فلا يصلون المغرب ولا العشاء ولا الصبح، فلا إله إلا الله! من صرفنا؟ لا ندري، اللهم إلا أن يكون الجهل وما عرفنا!
وقد كان بعض الناس من العرب يتشاءمون بالبناء بين العيدين، عيد رمضان وعيد الحج، فقالت عائشة : أنا تزوجت في شوال بين العيدين، وبنى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين العيدين ولم يكن أحد أحظى عند رسول الله مني [وهو كما قالت؛ فقد روى البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص قوله] وعمرو بن العاص رجل سياسة، لم تكتحل عين الدنيا بأسيس منه، أما ولده عبد الله فكان من العباد الزهاد يقوم الليل ويصوم النهار؛ حتى أشفق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحمه [سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب نسائه إليه] من هي أحب نسائك إليك يا رسول الله؟! ولِم يتدخل هذا التدخل؟ يريد أن يعرف أحب نسائه إليه فيحبها بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، ويجلها ويقدرها بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لها [فقال: (
فما تقولون فيمن يكفر الصديق ؟! هل يبقى مسلماً؟
من كفر مؤمناً فقد كفر، لو كفرت كناساً في الشارع وهو مؤمن فأنت كافر! خرجت من الإسلام، إلا أن تكون لك بينة على ذلك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا قال المؤمن لأخيه: يا كافر! فقد باء به أحدهما ) لا محالة، إن كان كما قال فنعم، أما إن كذب فهو الكافر!
قال: [وفي دخول الحبيب صلى الله عليه وسلم على عائشة في النهار رد على ما اعتاده الناس اليوم من الدخول بالليل دون النهار] الآن ليس هناك من يدخل على امرأته في النهار أبداً، فالعشاء في الليل والدخول في الليل، من يحيي هذه السنة؟ لا أحد يستطيع. لِم لا تكون الوليمة بعد صلاة الظهر، ثم لا يأتي العصر إلا وقد فرغوا ويدخل العريس على عروسه بعد صلاة العصر؟! لعلنا نخاف من الجيران والأمهات!
أولاً: جواز العقد على البنت قبل بلوغها دون الدخول بها] وهذا لا خلاف فيه بين المسلمين، جواز عقد النكاح على البنت قبل بلوغها -في السادسة أو العاشرة قبل بلوغها- دون الدخول بها. ويعرف بلوغ البنت بثلاث علامات: الحيض، أو الاحتلام، أو إنبات شعر العانة. أو ببلوغها خمس عشرة سنة. وقبل البلوغ لا يُدخل بها؛ لأن الفحل يؤذيها ولا تستطيع.
وعلى كل حال العقد جائز حتى في السنة الأولى، لكن الدخول عليها والخلوة بها لمجامعتها لا بد فيه من البلوغ، أما ما يسن من القوانين عن ثماني عشرة سنة فباطل ومنكر.
[ثانياً: فضل عائشة على سائر النساء بحب الرسول صلى الله عليه وسلم لها أكثر من غيرها.
ثالثاً: جواز الدخول على العروس نهاراً] ليس شرطاً بالليل [ولا معنى لتخصيص ذلك بالليل] أبداً.
[رابعاً: إبطال وهم من توهم شؤم الزواج والبناء بين العيدين الفطر والأضحى] هذا وهم باطل، ليس عندنا أيام فيها تشاؤم أبداً طوال العام.
[خامساً: فضل أبي بكر الصديق لحب الرسول صلى الله عليه وسلم له أكثر من أصحابه].
ولندعو الله في هذه الليلة المباركة مع هذا الجمع المبارك، فادعوا وأمنوا، ونحن شركاء في الدعاء وفي الأجر إن شاء الله!
اللهم يا حي يا قيوم! يا بديع السماوات والأرض! يا مالك الملك! يا ذا الجلال والإكرام! يا من يحيي ويميت وهو حي لا يموت وهو على كل شيء قدير! هذه أكفنا قد رفعناها إليك يا رب العالمين! فلا تردها خائبة يا ولي المؤمنين! ويا متولِّ الصالحين!
اللهم إن بيننا مرضى، وفي بيوتنا مرضى، وفي مشافينا مرضى؛ ولا شافي إلا أنت، فاشفهم يا ألله! اشفهم بشفائك الذي لا يغادر سقماً، اللهم اشفهم يا رب! فإنه لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً يا رب العالمين!
اللهم إنا نسألك لإخواننا من عبادك المؤمنين في الأفغان وفي الديار الجزائرية أن تطفئ نار الفتنة التي بينهم، اللهم أطفئ نار الفتنة التي بينهم، واجمع قلوبهم على تقواك يا رب العالمين! اللهم أطفئ نار هذه الفتنة، ووحد كلمتهم، واجمع -يا ألله!- صفوفهم على عبادتك وعلى طاعتك يا ولي المؤمنين! ويا متول الصالحين!
ربنا إنا نسألك وأنت خير من يسأل، وندعوك وأنت أول وخير من يدعى، فاستجب لنا ربنا!
اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نفسته، ولا حاجة من حوائج الدنيا لك فيها رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين!
اللهم إنا نسألك لهذه البقية الباقية في هذه الديار أن تبقيها يا ألله! وأن تبعد عنها نار الفتن، وأن تبعد عنها كل من يكيد لها ويصرفها عن الحق يا رب العالمين!
وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر