إسلام ويب

رسالة الجهاد 1للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الجهاد من أفضل الأعمال، ولهذا يتمنى الشهيد أن يعود إلى الدنيا فيجاهد ويقتل؛ لما يرى من عِظم أجر الشهادة، والجهاد إما أن يكون فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الباقي، أو يكون فرض عين وهذا في حالة ما إذا داهم العدو ديار الإسلام، ثم إن للجهاد معنى عاماً، فلهذا نقول: من يجاهد في سبيل الله أربعة أعداء: النفس الأمارة بالسوء، والشيطان، والفساق، والكفار المحاربون، ولكل نوع طريقة خاصة في جهاده.

    1.   

    الفصل الأول: فيمن يُجاهَد في سبيل الله

    معاشر المستمعين! الجهاد فرض كفاية إذا قام به البعض سقط الواجب عن الباقين، ويكون فرض عين على من عينه عليه إمام المسلمين، أو إذا داهم العدو قرية أو مدينة في الحدود، فعلى أهل القرية أن يقاوموا حتى تأتي جيوش إمام المسلمين، وعرفنا أنه أفضل الأعمال، وأن الشهيد يتمنى أن يحيا في الدنيا ليجاهد فيقتل عشر مرات وهو في الجنة ونعيمها، ومع هذا يتمنى أن لو يعود إلى الدنيا ليقاتل في سبيل الله ويستشهد.

    أيضاً: عرفتم أن أعظم تجارة دل الله تعالى عليها المؤمنين، فقال: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ [الصف:10] أعظم تجارة أن تقدموا أنفسكم وتأخذوا الجنة بكاملها، أنفسكم بضاعة والجنة هي السلعة التي تأخذونها.

    والآن مع الفصل الأول من هذه الرسالة فاسمعوا!.

    قال: [ الفصل الأول: فيمن يُجاهَد في سبيل الله]. من هو الذي يُجاهد في سبيل الله؟[ إن من يُجاهَدُ في سبيل الله أربعة أعداء، وهذا بيانهم:] أي: من يُجاهَد في سبيل الله، من يقاتل في سبيل الله أربعة.

    أولاً: النفس الأمارة بالسوء

    قال: [ أولاً: النفس] النفس تجاهد في سبيل الله؟ إي والله.

    [ النفس الأمارة بالسوء، ويكون جهادها] بماذا؟ [بحملها وهي كارهة على أن تتعلم أمور الدين، عقيدة وعبادة وأحكاماً وآداباً وأخلاقاً، وتعمل بها وافية في حدود قدرتها]. هيا بسم الله. هذا الجهاد ما يريده الناس، كيف أجاهد نفسي؟

    أولاً: النفس تُجاهَد، ويكون جهادها بحملها وهي كارهة على ماذا؟ على أن تأكل البقلاوة وتشرب اللبن؟ لا لا لا، بحملها على ماذا؟ على أن تتعلم أمور الدين: عقيدة، وعبادة، وأحكاماً، وآداباً، وأخلاقاً، وتعمل بها وافية كاملة في حدود قدرتها.

    يا أصحاب النفوس! جاهدوا أنفسكم، قولوا: جاهدناها، وغلبناها، والحمد لله.

    قال: [ في حدود قدرتها. وتعلمها غيرها من المؤمنين والمؤمنات عند حاجتهم لذلك، كما على مجاهدها أن يصرفها عن الهوى، وما يزينه الشيطان لها من ترك الواجبات وفعل المحرمات.

    هذا جهاد النفس وهو الجهاد الأكبر، فلنذكر هذا ولا ننسه؛ فإنه جهاد أكبر الأعداء، وقد ورد: ( رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ) وإن كان الحديث ضعيفاً].

    عرفتم أول من نجاهدهم؟ النفس.

    بم نجاهد النفس؟

    بحملها وهي كارهة على أن تتعلم أمور الدين: عقيدة، عبادة، أحكاماً، آداباً، أخلاقاً، وتعمل بها وافية في حدود قدرتها، وتعلمها غيرها من المؤمنين والمؤمنات عند حاجتهم لذلك التعليم، كما على مجاهدها أي: مجاهد نفسه أن يصرفها عن الهوى وما يزينه الشيطان لها من ترك الواجبات وفعل المحرمات. هذا هو جهاد النفس وهو الجهاد الأكبر، فلنتذكر هذا ولا ننسه، فإنه جهاد أكبر الأعداء وأشدهم. من أكبر الأعداء؟ النفس.

    ثانياً: الشيطان

    قال: [ ثانياً: الشيطان] عليه لعائن الله [ عدو كل إنسان، إذ طُبع على ذلك] طبعه الله على عداوة البشر[ والله تعالى يقرر عداوته فيقول: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا [فاطر:6]].

    فهل تطيع عدوك؟

    كيف إذاً تطيعه وتؤخر الصلاة إلى أن يخرج وقتها؟ من أمرك بذلك؟ هو، فأطعته.

    كل من يرتكب معصية فقد أطاع الشيطان، لأنه هو الذي أمره بها، ويصرفه عن الطاعة.

    قال: [ وجهاد المسلم لهذا العدو يكون بالإعراض عما يوسوس به ويزينه من الذنوب والمعاصي، وعدم الاستجابة له في شيء من ذلك حتى لا يترك المسلم واجباً من واجبات الدين، ولا يفعل محرماً مما حرم الله ورسوله.

    ومما يستعان به على دفع شره وأذاه قولك: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لقول الله تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصلت:36]، فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف:200]].

    عرفتم العدو الثاني؟ الشيطان.

    بم تقاومه؟ بأي سلاح؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم برفض ما يزين ويحسن بحال من الأحوال، لو حسن لك تفاحة كأنها من الجنة محرمة عليك لا تأكلها، ولا تقبلها.

    ثالثاً: الفساق

    قال: [ثالثاً ]أي: ثالث الأعداء: [ الفساق: وهم كل مؤمن يترك واجباً ويستمر على ذلك، أو يفعل محرماً ويديم فعله ولا يتوب ولا يتخلى عنه، وجهادهم بوعظهم وإرشادهم، ثم بالحيلولة دون تركهم الواجب وفعلهم المحرم، وذلك باليد إن أمكن ذلك وإلا يكتفى بإنكار ذلك بالقلب وعدم الرضا به، وهذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ).] هؤلاء ثلاثة أعداء، وبقي الرابع وهو أضعفهم والله.

    رابعاً: الكفار والمحاربون

    قال: [ رابعاً: الكفار والمحاربون، وجهادهم يكون باليد، والمال، واللسان، والقلب] بهذه الأدوات كلها: باليد، والمال، واللسان، والقلب [ وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( جاهدوا المنافقين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) في حديث رواه غير واحد] وفي الفصل الآتي بيان كيفية جهادهم.

    والله تعالى أسأل أن ينفعنا وإياكم بما ندرس ونسمع.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767959474