أولاً: النفس، نفسك جاهدها حتى لا تخضع للأبالسة والشياطين، وحتى تخضع للرحمن الرحيم فقط، فتحب ما يحب الله فقط، وتكره ما يكره الله، ثَمَّ تكون قد حكمتها، وسدتها، وتحكمت فيها، وجهاد النفس من أصعب أنواع الجهاد.
ثانياً: الشيطان الذي يزين أخبث الخبائث لك، كل المحرمات يزينها للناس كأنها الذهب والفضة حتى يقعوا فيها، وإن أردتم مثلاً حياً: اللواط: نزو الذكر على الذكر، هل هذا تقبله الفطرة البشرية والأخلاق الآدمية؟ لا. فكيف إذاً يقع في الأرض، وتوجد أندية في أوروبا للواط؟ الجواب كما يقول الله: وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ [النمل:24].
ثالثاً: الفساق، وهم الذين يتركون الواجبات، ويغشون المحرمات من المؤمنين والمؤمنات.
رابعاً: الكفار والمحاربون.
إذاً: عرفناهم فنجاهدهم بأموالنا وأنفسنا وألسنتنا.
قال: [ لتعلم أيها القارئ الكريم] ونحن نقول: لنعلم أيها المستمع الكريم [ أن جهاد الكفار والمحاربين يتم للمسلمين، ويصح منهم، ويثابون عليه بما أعد الله لمن يجاهد في سبيله من الرضوان والنعيم المقيم، إذ قال تعالى من سورة التوبة: الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [التوبة:20-22] ].
من هؤلاء؟ المجاهدون. فجهاد الكفار والمحاربين يتم للمسلمين، ويصح منهم، ويثابون عليه بما أعد الله لمن يجاهد في سبيله من الرضوان والنعيم المقيم، إذ قال تعالى في بيان ذلك: الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [التوبة:20-22].
عرفتم هذه؟
الوطن! جاهدنا للوطن من إندونيسيا إلى موريتانيا وما أقمنا دولة إسلامية بعد ذلك؛ لأن جهادنا ما كان لله، بل كان للوطن، ووالله لا أقول هذا إلا على علم، أيما إقليم جاهدوا ليقيموا الدولة -والله- يقيموها، فهذا عبد العزيز لما جاهد أقام الدولة، سلوه، سلوا رجالاً كانوا معه -والله- ما أرادوا إلا أن يعبد الله عز وجل، وتنتهي الشركيات والأباطيل.
إذاً: الأمر الأول ما علمنا، وهو: النية الصادقة.
أعلم أن فيكم من سيغضب من هذا القول، ولكنه -والله- كما تسمعون، لا يحل جهاد بدون إمام قائد، بايعته أمته وصلت خلفه، وقادها إلى الإسلام كذا سنة أو كذا عام، فأصبحت أمة قادرة على الجهاد، وحينئذ ترسوا سفنهم على شاطئ بلاد الكفر ويجاهدون، لا أن يكونوا عصابات داخل المسلمين ويجاهدون، لعنة الله عليهم.
إذاً: لا بد أن يكون تحت راية إمام المسلمين الذي بايعته الأمة من قبل أهل الحل والعقد لا بالانتخابات الكاذبة اليهودية، الانتخابات باطلة، وفاجرة، وضلال، وكفر، وليست من الإسلام في شيء، فالإمام يختار بواسطة أهل الحل والعقد من العلماء وقادة الجهاد، وأشراف البلاد، وأهل التلاد من عرب وعجم.
قال: [ والجهاد يكون وراءه إن قاد المعركة هو بنفسه، أو وراء من أنابه عنه في قيادتها] ليس شرطاً دائماً أن يكون إمام المسلمين أمامنا، قد يتأخر، لكن ينيب نائباً عنه، جنرال من الجنرالات.
قال: [ والجهاد يكون وراءه إن قاد المعركة بنفسه، أو وراء من أنابه عنه في قيادتها، وهذا أمر مجمع عليه بين أهل السنة والجماعة مأخوذ من كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم.
فأيما جهاد لقتال الكفار والمحاربين لم يتوفر فيه هذان الركنان فهو جهاد باطل لا أجر فيه من الله تعالى ولا مثوبة، ولا يرجى لمن قام به نصر ولا فوز لا في الدنيا ولا في الآخرة] كصلاة بلا وضوء فهي باطلة، وكصيام بلا نية باطل، وكعبادة مع الشرك باطلة.
وأما كيف تدعو وتقاتل ففي الفصل الثالث إن شاء الله غداً.
وصلى الله على نبينا محمد وآله.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر