إسلام ويب

تفسير سورة الصف (3)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال هو التجارة الرابحة، والصفقة التي لا غبن فيها ولا خسارة، فالله عز وجل هو المشتري، والعبد المؤمن هو البائع، والثمن هو الجنة، فأكرم به من ثمن، وقد وعد الله عز وجل عباده المؤمنين مع ما ينتظرهم في الآخرة من الجنة والكرامة الأجر الناجز والثواب الحاضر في الدنيا، والذي يتمثل في نصرهم على عدوهم واغتنامهم لأمواله، وفتح البلاد وقلوب العباد لقبول دين الله عز وجل.
    الحمد لله, نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه, ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: ها نحن ما زلنا مع سورة الصف المدنية، ومع هذه الآيات المباركة، فهيا بنا نصغي مستمعين تلاوتها مجودة مرتلة، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ [الصف:10-14].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ [الصف:10], الآيات, يروى: أن عثمان بن مظعون رضي الله عنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدله على أفضل عمل وأكمله، وهذا بعدما قال: ائذن لي أن أطلق امرأتي .. ائذن لي أن أصوم ولا أفطر, وأن أقوم ولا أنام، فما رضي له الرسول بذلك، فقال له: دلني إذاً على أي عمل عظيم، فنزلت الآية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا [الصف:10]! فيا عثمان بن مظعون! ويا أيها السامعون! ويا كل مؤمن! هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الصف:10]؟ أي: على صفقة تجارية عظيمة لا نظير لها.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086923867

    عدد مرات الحفظ

    769537459