ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز فأهلاً ومرحباً يا سماحة الشيخ!
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم!
====السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء بسؤال للسائل أبو هيثم من إحدى الدول العربية, يقول: سماحة الشيخ! والدي رجل طيب, يؤدي الصلاة في أوقاتها, وأنا أحد أولاده حيث تعلمت أصول الدين, وقرأت عن العقيدة, ورسخت العقيدة في قلبي والحمد لله, ولكن والدي متعلق بالقبور, يذهب إليها في الأسبوع ما يقارب من مرتين, وقد حدث خلاف بيني وبينه بأن هذا شرك أكبر, وهذا أمر لا يجوز, فقال لي والدي بأن هؤلاء رجال صالحون لا بد من زيارتهم, والدعاء عندهم.
وأخيراً عندما علمت أنه لا فائدة من ذلك خرجت من بيت أبي وقاطعت والدي أكثر من خمس سنوات, ولا أكلمه، ولا أقوم بزيارته، ماذا أفعل يا سماحة الشيخ؟ جزاكم الله خيراً!
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالحمد لله الذي وفقك ويسر لك معرفة العقيدة الصحيحة السلفية، فاشكر الله على ذلك، واسأله التوفيق والثبات.
أما ما ذكرت عن والدك، وعن مقاطعتك له فقد أخطأت في المقاطعة، ولا ينبغي لك ولا يجوز لك مقاطعته، بل يجب أن تنصح له وأن تصاحبه بالمعروف، كما قال الله جل وعلا في كتابه الكريم: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ [لقمان:14-15]، هذا الرب جل وعلا يأمر الولد أن يصاحب والديه بالمعروف وهما يأمرانه بالشرك.. يجاهدانه على الشرك، وأنت ما أمرك بالشرك، إنما خالفك وعصاك في الذهاب إلى القبور.
فالواجب عليك الصبر والنصيحة والكلام الطيب مع والدك كما قال ربنا عز وجل: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15]، وهما كافران، فعليك الصبر وأن تنصح له بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، وتأتي له بالكتب المفيدة أو بعض المشايخ الطيبين حتى يسمع منهم ويساعدوك، يسمع منك ومن غيرك؛ حتى يتأكد عنده صحة ما تقوله، تتصل ببعض الناس الطيبين من أهل العلم يحضر عندهم ويسمع منهم، أو يحضرون عنده ويسمعونه وينصحونه حتى يكون التعاون منك ومنهم في هدايته.
ثم التفصيل: إذا زار القبور للدعاء عندها فقط ما هو مو بشرك، هذا بدعة، إن كان الدعاء عندها أو الصلاة عندها هذه بدعة، يعلم أن هذا ما يجوز، وإنما الشرك إذا دعاها قال: يا فلان! انصرني، أو اشفع لي، أو أغثني، أو أنا في جوارك؛ هذا الشرك، أما كونه يصلي عندها أو يقرأ عندها هذا بدعة من وسائل الشرك؛ فالواجب نصيحته في الأمرين: في البدعة وفي الشرك، التي يدعوها.. يستغيث بأهل القبور، وينذر لهم، ويذبح لهم؛ هذا الشرك الأكبر.
أما لو صلى عندهم يحسب أن هذا مستحب أو يحسب أن الصلاة عندهم فيها فائدة، أو يقرأ عندهم يحسب أن هذا طيب؛ هذا بدعة يعلم أن هذا لا يجوز، نسأل الله للجميع الهداية.
الجواب: الواجب على أهل العلم في كل مكان أن يبينوا للناس ما شرع الله لهم وما حرم عليهم، كما قال الله جل وعلا: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ [آل عمران:187]، أخذ الله على أهل الكتاب وهو علينا أيضاً، وإنما أخبرنا لنحذر ونقوم بالواجب، قال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ [البقرة:159]، ثم قال سبحانه: إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:160]، فأخبر سبحانه أنه لا يتوب إلا على من بين، تاب وأصلح وبين.
فالواجب على جميع أهل العلم في كل مكان أن يبينوا للناس دينهم، وأن يحذروهم من الشرك والبدع والمعاصي، في الدروس.. في المحاضرات.. في النصائح في المساجد.. في الاجتماعات.. إلى غير هذا، في أي مكان يناسب؛ في المسجد.. في الاجتماع.. في مناسبة زواج.. أو وليمة أو غير ذلك، عندما يتيسر له المجال يبين في أي مكان، يتحرى الأماكن التي يحصل فيها الاجتماع حتى يبين للناس الحق بالأدلة قال الله قال الرسول، قال الله كذا، قال الرسول كذا، ولا بأس أن ينقل لهم كلام أهل العلم المعروفين؛ حتى يكون ذلك أقرب إلى النجاح.
فدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات هذا من الشرك الأكبر، أو بالأصنام أو بالملائكة أو بالجن هذا الشرك الأكبر، فالذي يأتي البدوي أو الحسين أو الشيخ عبد القادر الجيلاني في العراق، أو يأتي أبا حنيفة أو مالك ، أو يأتي أي قبر يسأله يقول: انصرني أو اشفع لي أو ارزقني أو أنا في جوارك أو في حسبك أو أغثني من هذا الظالم، أو ما أشبه ذلك؛ هذا الشرك الأكبر، هذا فعل المشركين الأولين، وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18]، هذا فعلهم. قال تعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3]، ما قالوا: ليخلقون أو يرزقون أو ينفعون.. لا، يقولون: يشفعون لنا، يقربوننا عند الله، هم يعرفون أن الله هو النافع الضار، ولكن يتقربوا بهم ليشفعوا لهم عند الله، والله جعله شرك، قال: سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [يونس:18]، وقال: إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر:3]، سماهم كذبة كفرة.
فالواجب على كل إنسان أن يتقي الله وأن يراقب الله، فلا يزور القبور للشرك، أما إذا زارها يسلم عليهم وهم مسلمون، يزورهم ويسلم عليهم ويدعو لهم لا بأس، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: (زوروا القبور؛ فإنها تذكركم الآخرة)، فإذا زارهم للذكرى.. ذكرى الموت ليدعو لهم؛ فلا بأس، يسلم عليهم ويدعو لهم ويترحم عليهم هذا مشروع، أما أن يدعوهم من دون الله، يا سيدي فلان! أغثني انصرني، أنا في جوارك أنا في حسبك؛ هذا الشرك الأكبر، أو قال هذا للملك: يا جبريل!.. يا إسرافيل!.. يا جن الظهيرة!.. يا جن محل كذا!.. يا جن محل كذا! هذا هو الشرك الأكبر، أو صنم معظم وصورة معظمة أو شجرة يدعوه ويستغيث به؛ هذا شرك المشركين، قال تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى [النجم:19-20]، هذه آلهتهم، كانوا يدعون اللات وهو رجل كان يلت السويق للحاج، فغلوا فيه لأنه رجل صالح، صاروا يدعونه، وبعضهم عبد الحجر الذي كان يلت عليه، والعزى شجرة كانوا يدعونها ويستغيثون بها، ومناة صخرة بين مكة والمدينة، هذه آلهة المشركين، وأصنام عند الكعبة، كانت ثلاثمائة وستين صنم عند الكعبة يدعونها ويستغيثون بها ويتمسحون بها حتى كسرها النبي يوم الفتح وأزالها عليه الصلاة والسلام.
فالمقصود: أن الواجب على جميع المكلفين من الرجال والنساء والعرب والعجم توحيد الله، والإخلاص له، وتخصيصه بالعبادة، ولا يجوز لأحد أن يدعو الجن أو الملائكة أو الأولياء أو أصحاب القبور أو الأصنام أو الشجر أو الملك؛ كل ذلك شرك أكبر، لا يسأله، لا يستغيث به، لا ينذر له، لا يذبح له، فلو قال: يا جبرائيل! انصرني، أو يا إسرافيل! أو يا مالك خازن النار! أو يا نبي الله محمد! أو يا جبريل! أو يا نوح! أو يا عيسى!؛ كل هذا شرك أكبر، أو يا عبد القادر .. الشيخ عبد القادر! أو يا الحسن! أو يا أيها الصديق! أو يا عمر! أو يا عثمان! كل هذا من الشرك الأكبر.
الجواب: هذا يختلف: إذا أحبه المؤمنون هذا علامة خير، أما إذا أحبه الناس الفساق أو الكفار؛ لأنه يعطيهم فلوس، أو يعطيهم كذا أو كذا، هذا ما هو بدليل على خير، أما إذا أحبوه لله لعبادته وطاعته لله، وهم أهل بصيرة، أهل توحيد، أهل إخلاص يعرفون؛ هذا حبهم يرجى فيه الخير.
والسؤال: هل الشقاوة والسعادة هي شقاوة الآخرة أم شقاوة الدنيا؟ أعني: هل يكتب الإنسان من أهل الجنة أو من أهل النار؟
الجواب: نعم، هذا جاء في الحديث الصحيح.. في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يجمع خلق ابن آدم)، النبي صلى الله عليه وسلم قال في أول المخلوق قال: أنه يكون أولاً في الأربعين الأولى نطفة، ثم في الأربعين الثانية علقة وهي قطعة الدم، ثم في الأربعين الثالثة يكون مضغة قطعة اللحم، وبعد كمال المائة وعشرين ينفخ فيه الروح، ويكتب عمله وأجله ورزقه وشقاوته وسعادته، هكذا جاء في الصحيحين، يكتب رزقه وعمله وشقي أو سعيد، رزقه مكتوب، عمله مكتوب، شقاوته سعادته كل هذا مكتوب، وليس للعبد إلا ما كتب الله له في هذه الدنيا وفي الآخرة كذلك، فالسعيد يوفق لعمل أهل السعادة، والشقي يوفق لعمل أهل الشقاوة.
مثل ما سألوه قالوا: (يا رسول الله! إذا كانت مقاعدنا معلومة من الجنة والنار ففيم العمل؟ قال عليه الصلاة والسلام: اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم تلا قوله سبحانه: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5-10])، فالإنسان على ما كتب الله له ييسر، إن كتب سعيداً يسره الله لأعمال أهل السعادة، وإن كتب شقياً يسره الله لأعمال أهل الشقاوة، وأعطاه الله العقل.. أعطاه البصيرة.. أعطاه السمع والبصر، وكل ميسر لما خلق له، كما قال جل وعلا: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل:78]، فهم قد أعطوا الآلات، السمع والبصر والعقل، وأرسل الله الرسل وأنزل الكتب، فمن سبقت له السعادة؛ يسر الله له قبول العمل الطيب، وسار في طريق السعادة، ومن كان شقياً؛ سار في طريق الشقاوة، نسأل الله العافية.
الجواب: هذا ليس بصحيح، الوقف وغيره لا يجوز الجور فيه، إذا وقف يكون على الذكور والإناث، ما يجوز يخص الذكور ولا الإناث، فيقول: هذا الوقف على المحتاج من أولادي ذكورهم وإناثهم ما تناسلوا، الأقرب فالأقرب، ولا ينبغي يوقف عليهم بأعيانهم، لا، للمحتاج للفقراء منهم، كما فعل الزبير بن العوام الصحابي الجليل، وابن عمر ، يقفه على المحتاج من ذريتي ما تناسلوا، فإن أغناهم الله تصرف غلة الأوقاف في وجوه البر وأعمال الخير.. في الفقراء.. في تعمير المساجد.. في الجهاد في سبيل الله، وأما أن يقول: هذا مال وقف لأولادي وبس لا، ما ينبغي هذا؛ لأن الله أعطاهم إياه ورث، لا يحرمهم إياه بالوقفية، أعطاهم الله، ورث، إذا مات ورثوه وانتفعوا به، لكن إذا أراد البر والخير يقول: وقفي هذا على المحتاج، خاصة الفقير منهم، ومن أغناه الله ما له شيء، إذا أغناهم الله تصرف الغلة في تعمير المساجد.. في الفقراء والمساكين.. في تعليم القرآن وتحفيظ القرآن.. في طلبة العلم الفقراء.. في الجهاد في سبيل الله، وهكذا، لا يوقف على الورثة سواء كانوا أغنياء وإلا فقراء، معنى هذا حرمانهم مما أعطاهم الله من الإرث، ولكن يقول: وقف على المحتاج من ذريتي.. المحتاج من أقاربي.. صلة الرحم من أقاربه الذين ما هم بورثة ما فيه بأس.
المقدم: هل هناك شروط للوقف؟
الشيخ: شرطه أن يكون في بر، على بر ما هو على معصية ولا على شر، على بر على أقاربه، على المحتاج من ذريته، على الفقراء والمساكين.. في تعمير المساجد.. في الجهاد في سبيل الله.. في شراء الكتب النافعة حتى توزع على الفقراء، واسعة.
الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن تمني الموت، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد فليقل: اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي).
وفي الحديث الآخر يقول صلى الله عليه وسلم: (اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي)، أما أن يقول: اللهم ليتني أموت، لا، ما يجوز هذا، ولكن يقول: اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، إذا أحب أن يدعو بهذا لا حرج، يسأل ربه التوفيق والهداية، ويسأل ربه أن الله يشرح صدره للحق، وأن الله يغني فقره، وأن الله يزيل ما حصل له من الكآبة، إن كان من ذرية يقول: اللهم اهدهم، اللهم أصلحهم. إن كان من دين عليه يقول: اللهم اقض ديني، اللهم يسر أمري. إن كان من جار سيئ يقول: اللهم أهد هذا الجار أو ابعده عني أو ابعدني عنه، يعني: يسأل ربه العافية مما كدر حياته.
سماحة الشيخ! هل في مال المتوفى زكاة؟
الجواب: نعم، على الورثة.. إذا مات على الورثة أن يزكوا إذا كان عنده نقود يزكي الورثة، كل واحد يزكي حقه إذا بلغ النصاب، إذا مات وعنده مائة ألف ريال وعنده ولدين؛ كل واحد يزكي خمسين، يبتدئ الحول من موت والدهم، من موت أبيهم إذا تمت السنة بعد الموت لزم كل واحد زكاة الخمسين، وإذا كانوا عشرة كل واحد يزكي عشرة آلاف من المائة الألف، حصته، وهكذا، يعني: عليهم أن يزكون حصصهم، كل واحد يزكي حصته إذا حال عليها الحول من النقود، وإذا مات عن إبل أو غنم أو بقر، زكوها أيضاً إذا كانت ترعى.. سائمة، يزكونها زكاة السائمة، كل واحد يزكي نصيبه، وإذا كانت ترعى الجميع، يزكون زكاة الجميع، عليهم إخراج الزكاة على الجميع، إذا كانت مختلطة.
الجواب: فسرها النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة -وأشار إلى أنفه- واليدين والركبتين وأطراف القدمين)، هذه السبعة: جبهته وأنفه؛ هذا واحد.
كفيه؛ هذه ثلاثة.
ركبتيه؛ هذه خمسة.
قدميه؛ هذه سبعة.
الشيخ: ما تصح صلاته، إذا نقص واحد ما صحت صلاته، إذا تعمد ما صحت صلاته، أما إذا نسي بأن سها ولم يسجد على بعض الأعضاء، ثم تذكر في الحال يسجد، يكمل سجوده، وإن كان ما تذكر إلا بعدما قام من الركعة الثانية تبطل الركعة التي تركه منها، وتقوم الأخرى مقامها، يأتي بركعة بدالها قبل أن يسلم إذا كان ساهي، هكذا لو سجد على يد دون يد، أو رجل دون رجل.
الجواب: ما يجوز لها لبسها حتى لو ما صلت فيها، ليس لها لبس الحلي التي فيها الصور، يجب عليها أن تعمل ما يزيلها.. يزيل الرأس، إما بحك وإلا بشيء يجعل عليه من جهة الصاغة يعرفونه، يعني: ماء تزيل الرأس أو ما أشبه ذلك، المقصود: لا بد من إزالة الرأس أو الصورة كلها، ولا يجوز لها أن تلبس ما عليه صور لا من الملابس ولا من الحلي، ولكن الصلاة صحيحة، لو صلت فيها صحت صلاتها مع الإثم، الصلاة صحيحة مع الإثم.
الجواب: كذلك ما يجوز لها لبس الصليب، الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا وجد صليباً نقضه وأزاله؛ لأنه تشبه بالنصارى، فليس لها أن تصلي في الصليب ولا في غير الصليب من الصور، والصلاة صحيحة لكن تأثم، يأثم الرجل وتأثم المرأة، إذا صلوا في ثياب فيها الصليب أو خمار أو عمامة فيها الصليب.
الجواب: هذه الكلمات ما تصلح، بحق السماء، وترعاك عين السماء ما يصلح، يرعاك الله، يصرح يقول: يرعاك الله.. رعاك الله.. وفقك الله، أو يقول: بالله أو بصفات الله، ما هو بحق السماء، أسأل الله بصفاته العليا، أسأل الله بعلمه، وما أشبه ذلك، أسألك بالله أن تفعل كذا.
الجواب: (فال الله ولا فالك) هذه كلمة عامية تركها أحسن، هذه كلمة عامية، يعني: قل الخير: تكلم بالخير، لا تكلم بالشيء التي ما هو بزين.
مثواه الأخير بالنسبة إلى الدنيا يعني، آخر ما له في الدنيا القبر، ولكن ما هو بالأخير كلياً، سوف يبعث ويجازى، يسمونه الأخير لأنه أخيره من الدنيا يعني، من مجالس الدنيا ومساكن الدنيا، هو مسكنه الأخير ثم يبعث.
الجواب: السبعون الألف هم الذين استقاموا على دين الله، وحافظوا على ما أوجب الله، وعلى ترك محارم الله، أهل التقوى والإيمان، ومن صفاتهم لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون، ولكن مع هذا هم أهل استقامة، قد استقاموا على طاعة الله ورسوله، وتركوا ما نهى الله عنه ورسوله، فهم متقون، وعلاوة على هذا لا يسترقون، والاسترقاء: طلب الرقية، تقول: يا فلان اقرأ علي، وهذا جائز إذا دعت الحاجة إليه، لكن تركه أفضل وإذا دعت الحاجة إليه فلا بأس، النبي صلى الله عليه وسلم أمر عائشة أن تسترقي لما أصابتها العين، وأمر أم أولاد جعفر بن أبي طالب أن تسترقي لأولاد جعفر ، فلا بأس إذا دعت الحاجة إليه، ولا يخرجه ذلك عن كونه من السبعين، السبعين هم المتقون المستقيمون على طاعة الله ورسوله ولو استرقوا، ما هو معناه أنهم ليسوا منهم، لكن هذا من عملهم، مثل من عمل السبعين يصلون الضحى، يتهجدون بالليل، ولكن لو ما صلى الضحى ما عليه شيء هو مؤمن وهو تقي، ولو ما صلى الضحى؛ لأنها نافلة الضحى، ولو ما تهجد بالليل، نافلة، لكن هذه من أعمالهم العظيمة من زيادة الخير، من زيادة الخير والسبق إلى الخير، وهكذا الكي، فالمؤمن قد يكوي إذا احتاج، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وما أحب أن أكتوي)، وقال مع هذا: (الشفاء في ثلاث: شرطة محجم، وكية نار، وشربة عسل)، فجعل كية النار من أسباب الشفاء، فإذا كوى للحاجة فلا بأس، قد كوى بعض الصحابة، وكوى هو صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة، فلا بأس بالكي إذا دعت إليه الحاجة، ولا بأس بالاسترقاء إذا دعت إليه الحاجة.
أما التطير فلا، التطير شرك ما يجوز، التطير بالمرئي أو المسموعات إذا رده عن حاجته؛ هذا يكون شرك لا يجوز، مثل إنسان إذا خرج ليسافر، فصادف إنساناً لا يحبه، أو صادفه كلب أو حمار فتشاءم يقول: ما أنا بمسافر، هذا تطير ما يجوز، أو إنسان خرج يريد يزور واحد من إخوانه فوافقه كلب أو حمار في الطريق، أو إنسان ما يحبه فتشاءم ورجع، هذه الطيرة ما يجوز.
الجواب: هذا لا يجوز، هذا نوع استكبار عن قبول النصيحة، يعني: ما عليكم مني، هذا معنى الكلام، هذا غلط، وهذا قالها النبي صلى الله عليه وسلم للكفار: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون:6]، هذا يقال للكفار، أما المسلم والمسلم دينهم واحد، توحيد الله وطاعة الله، فلا يقال: لكم دينكم ولي دين إلا للكفرة، كما قالها النبي صلى الله عليه وسلم لهم.. لقريش.. وعباد الأوثان: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون:6]، مثلما جاء في أول السورة: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ [الكافرون:1-2]، هم يعبدون الأصنام والنبي صلى الله عليه وسلم يعبد الله، فلا يقل المسلم لأخيه: لك دينك ولي ديني، ديننا واحد، هذا غلط، ولكن إذا نصحه يقول: جزاك الله خير.. الله يوفقني.. الله يعينني.. جزاك الله خير.. ادع الله لي إن الله يهديني، إذا قال له: يا أخي! حافظ على الصلاة في الجماعة.. يا أخي! بر والديك.. يا أخي! احذر الغيبة والنميمة، يقل: جزاك الله خير، الله يعينني.. ادع الله لي، ما يقول: لك دينك ولي ديني، هذا غلط، هذا تكبر، نسأل الله العافية.
والسؤال: هل أنا آثمة؟ وهل هذا ابتلاء من الله؟ وإن صبرت وجاهدت هل ينالني الأجر؟
الجواب: كل ما يقع من الوساوس كلها من الشيطان: مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ [الناس:4]، ويقول جل وعلا: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ [الأعراف:200]، فالشيطان هو الذي ينزغ في الدعوة إلى الباطل، فيقول للرجل أو المرأة: أنت ما أنت بعلى دين، أنت مرائي، أنت كذا أنت كذا، أو يقول له: أين الله؟ الله كذا، الله كذا، والجنة ما هي حقيقة.. النار ما هي بحقيقة، فيأتي له بأشياء.. مشاكل، والرسول صلى الله عليه وسلم لما قال له الصحابة هذا، قالوا: (يا رسول الله! إن أحدنا يجد في نفسه لأن يخر من السماء أحب إليه من أن ينطق بما يقع في نفسه أو كما قالوا، قال عليه الصلاة والسلام: تلك الوسوسة)، وقال: (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة، إذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله وبرسله، آمنت بالله وبرسله، وليستعذ بالله ولينتهي)، هكذا أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجدوا الوساوس التي تشككهم في الله أو في الجنة أو في النار أو ما أشبه ذلك في الدين؛ يقول: آمنت بالله ورسله يكررها، آمنت بالله وبرسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وينتهي؛ إرغاماً للشيطان، وبهذا يسلم له دينه، هكذا أفتى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، لما سألوه عما يقع لهم حتى يقول له: ما هنا رب، ما هنا جنة، ما هنا نار، وأشباهه مما يقول الشيطان للناس، فيقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، آمنت بالله ورسله وينتهي، والحمد لله. ويسلم.
المقدم: أحسن الله إليكم سماحة الشيخ! وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة والأخوات! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، المفتي العام للمملكة العربية السعودية.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر