إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (995)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم فك السحر بالسحر

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج (نور على الدرب).

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ: عبد العزيز.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: مستمع من الرياض بعث برسالة ضمنها عدداً من الأسئلة في أحدها يقول: هل يصح أن يعالج السحر بسحر؟ أرجو الإفادة، جزاكم الله خيراً.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فالسحر لا يعالج بالسحر؛ لأن السحر إنما يتوصل إليه بعبادة الشياطين، ودعائهم من دون الله، والتقرب إليهم بالعبادات، والسحر من أعظم المحرمات، بل من المحرمات الشركية، فلا يجوز حل السحر بسحر، ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن النشرة قال: (هي من عمل الشيطان)، وهي النشرة التي كان يعتادها أهل الجاهلية، وهي حل السحر بالسحر، فلا يجوز حل السحر بالسحر، بل يجب أن يحل بشيء آخر من الرقية الشرعية والأدوية الشرعية، هكذا نص أهل العلم، ولا يجوز أبداً أن يحل بالسحر الذي هو تقرب إلى الشياطين وعبادة لهم، وعمل يسخط الله عز وجل.

    1.   

    حكم طاعة الوالد إذا نهى ولده عن خطبة امرأة معينة

    السؤال: يقول: أرغب الزواج من ابنة عمي، لكن والدي يرفض هذا الزواج بسبب خلاف بينه وبين والدها نتيجة أمور دنيوية، فهل أوافق والدي أم أتقدم لخطبتها دون أن يدخل ذلك في باب العقوق؟ أرجو النصح والتوجيه، جزاكم الله خيراً.

    الجواب: ننصحك بترك ذلك، فالمرأة تجد بدلها امرأة، والوالد ليس بدله والد، فننصحك بأن تستمع لوالدك وتستجيب لطلبه، وتلتمس امرأة أخرى، والله جل وعلا هو الموفق سبحانه وتعالى، ويرجى لك التوفيق بسبب برك لأبيك وطاعتك لأبيك، فالتمس امرأة أخرى، ودع عنك الشيء الذي يسبب غضب والدك.

    1.   

    نصيحة لمن يقرأ القرآن ويلحن في قراءته

    السؤال: المستمعة: سلوى إبراهيم بعثت برسالة تقول فيها:

    أنا أحب قراءة القرآن الكريم دائماً وخاصة قبل أن أنام، لكنني أشك في صحة قراءتي وفي صحة النطق لبعض الآيات، واتضح لي ذلك عندما بدأت أستمع إلى القرآن الكريم بأصوات عدد من القراء في الإذاعة، وكذلك عندما أدركت من خلال عدد من البرامج أن الخطأ في النطق يدخل في باب التحريف ويغير المعنى الحقيقي، وبما أنني لا أجد من يعلمني القراءة الصحيحة فأنا حائرة، هل أستمر في القراءة رغم احتمال الوقوع في الخطأ غير المقصود طبعاً أم أتركها؟ أرجو النصح والتوجيه، جزاكم الله خيراً.

    الجواب: ننصحك بالقراءة والاجتهاد في إقامة الحروف وأبشري بالخير، اجتهدي ولا تعجلي، وتأملي الحروف وأنت إن شاء الله على خير، وقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق ويتتعتع فيه له أجران) ، فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق لأجل عدم علمه ويتتعتع فيه لأجل عدم علمه أيضاً له أجران، فأنت اصبري واجتهدي وتعلمي ولا تعجلي وأبشري بالخير، وإذا تيسر لك معلمة فاحرصي عليها.

    ويمكن أن تستمعي من إذاعة القرآن ما ينفعك أيضاً، فإن في إذاعة القرآن خيراً كثيراً، فاستمعي حتى تستفيدي من إذاعة القرآن، ولا تعجلي في القراءة، تهجي الآية تأملي الحروف حتى تستفيدي إن شاء الله من ذلك.

    1.   

    حكم من لم يذبح الهدي إلا بعد أربعة أيام من رمي الجمار ثم وزعه على غير الفقراء

    السؤال: من المرج في ليبيا الأخت نوارة سالم محمد بعثت برسالة تقول فيها:

    منذ ثلاث سنوات أديت الحج تطوعاً وقد أحرمت متمتعة، وبعد رمي الجمار بأربعة أيام اشترى لي والدي الهدي، وطلبت منه أن يوزعها على الفقراء المتواجدين عند المجزرة بعد ذبحها، لكنه لم يجد أحداً هناك منهم، فأتى بها إلى الحجرة التي نقيم فيها، وقد تأخر مجيئه، فلم تتمكن والدتي من تقطيعها إلا بعد صلاة العشاء، فأمسكت جزءاً منها، ثم وزعت البقية على الحجاج المقيمين في نفس الطابق الذي نسكن فيه، وهم ليسوا فقراء، فما حكم فعلنا هذا؟ وماذا علي لأرضي ربي سبحانه وتعالى؟

    الجواب: الله جل وعلا يقول: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج:28]، فإذا كان الحجاج ليسوا فقراء فعليك أن تشتري قليلاً من اللحم وتعطي بعض الفقراء احتياطاً؛ لقول الله تعالى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج:28] في الآية الأخرى: وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ [الحج:36]، فإن كان في الحجاج بعض الفقراء كفى والحمد لله.

    ولا يجب إطعامها كلها الفقراء، إنما يعطى الفقراء منها بعض الشيء والحمد لله، فإذا كنت متيقنة أنهم ليسوا فقراء كلهم، فالاحتياط لك أن تشتري شيئاً وتصدقي به على الفقراء في مكة، ولو بواسطة بعض الثقات الوكلاء يكون وكيلاً عنك، يشتري ويتصدق في مكة على الفقراء.

    ويلاحظ قولك: بعد أربعة أيام، فإن الذبح يكون في اليوم الرابع، النهاية في اليوم الرابع، الذبح يكون في أربعة أيام، يوم العيد وثلاثة أيام بعده، ولا يجوز التأخير عن ذلك، فإذا كنتم أخرتم الذبح فقد أسأتم، والذبيحة صحيحة لا بأس، ولو بعد أربعة أيام، لكن ما ينبغي التأخير عن اليوم الرابع، إذا كانت الذبيحة واجبة مثل ذبيحة التمتع يعني هدي التمتع هذا واجب، والواجب أن يذبح في أيام الذبح الأربعة، فإن تأخر أساء من تأخر.. أساء الإنسان وأثم في تأخيره، ولكنه يجزي، والحمد لله.

    1.   

    توجيهات ونصائح لمن أراد الحج أو العمرة

    السؤال: سماحة الشيخ! كما قلنا في غير مرة: إن كثيراً من إخواننا المسلمين يأتون لأداء فريضة الحج أو لأداء مناسك العمرة وهم على غير بصيرة في فقه هاتين الشعيرتين، هل من كلمة توجيهية؟

    الجواب: هذا صحيح، المشروع للمؤمن عند إرادة الحج أو العمرة أن يتعلم ويتفقه، يسأل أهل العلم قبل أن يسافر يتبصر يأخذ معه منسك معتمد حتى يقرأ فيه إذا كان يفهم، ولكن سؤال أهل العلم حتى يتبصر يكون أولى، قبل أن يسافر، حتى يكون على بينة في مناسك الحج ومناسك العمرة، وحتى يؤدي ما شرع الله له على بصيرة، والله يقول جل وعلا: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة).

    فالمؤمن يتعلم والمؤمنة تتعلم هكذا ينبغي، قبل الحج وقبل العمرة، بسؤال أهل العلم في بلاده عن أحكام المناسك عن ماذا يفعل في حجه، ماذا يفعل في عمرته، ويأخذ منسكاً معتبر من المناسك يقرؤه أو يقرؤه بعض رفقته ليتبصرون فيه ويسألون، يسأل بعضهم بعضاً ويتعلمون، إذا كان فيهم قارئ قرأه عليهم وتدارسوا ما في المنسك واستفادوا.

    1.   

    حكم إقامة عيد المعلم وأخذ الهدايا فيه

    السؤال: تقول: في كل عام تأتيني هدايا بمناسبة عيد المعلم من بعض الطالبات، والحقيقة أنني لا أدري عن حكمها، فأرجو إفادتي، بارك الله فيكم.

    الجواب: ليس له أصل، عيد المعلم ليس له أصل، ما للناس إلا أعياد معروفة: عيد الفطر وعيد الأضحى، وأيام منى أيام عيد، ويوم عرفة يوم عيد للمسلمين اجتماع للمسلمين، أما عيد المعلم أو عيد الولد إذا جاء، ولد الإنسان يجعل له عيد مولد على رأس السنة أو على رأس كل سنة، كل هذا لا أصل له، ما فيه أعياد، لا موالد ولا غير موالد، الأعياد الشرعية معروفة: عيد الفطر وعيد الأضحى وما يتبعه من أيام التشريق، ويوم عرفة لأهلها يوم حج عظيم، وفيه مجمع الناس، والعيد ما يعود ويتكرر بالشهر أو بالساعة أو بالأسبوع أو بالسنة، فالمسلمون لهم أعياد معروفة: عيد الفطر وعيد الأضحى وأيام التشريق، وما يكون في ذلك من الأعمال، ويوم عرفة؛ لأنه يوم اجتماع الناس للحج، فهذه أعياد المسلمين، فجعل عيد غير ذلك لمولد ابنه أو عيد للمعلم أو المعلمة هذا لا أصل له، بل تعتبر من البدع.

    المقدم: إذاً الهدايا التي تقدم في هذه المناسبة في مناسبة عيد المعلم هل..؟

    الشيخ: الهدايا لا تقبليها، وقولي لهم: لا يصلح هذا، ولا ينبغي أن يوجد عيد للمعلم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، إذاً الهدايا في مثل هذا تكون بمثابة الرشوة؟

    الشيخ: ما يصلح؛ لأنه إحياء لعيد منكر وتقرير له.

    1.   

    حكم أكل ذبيحة تارك الصلاة

    السؤال: تقول في آخر سؤال لها:

    هل يجوز أكل ذبيحة الشخص الذي لا يصلي، علماً بأنه يذكر اسم الله عليها عند الذبح؟

    الجواب: لا، ما دام لا يصلي لا تقبل ذبيحته على الصحيح؛ لأن الصحيح من أقوال العلماء أن تارك الصلاة يكون كافراً كفراً أكبر، فلا تحل ذبيحته، إذا ذبحها بيده، ولو سمى؛ لأنه يعتبر مرتداً عن الإسلام نسأل الله العافية، والله إنما أباح ذبيحة أهل الكتاب اليهود والنصارى لأنهم عندهم أصل دين، ولكنهم لم يتبعوا محمداً عليه الصلاة والسلام، فجعل الله لهم ميزة خاصة في إباحة ذبائحهم، ونسائهم المحصنات فقط، أما غيرهم من الكفرة فلا تحل ذبيحته، لا المجوسي ولا الوثني ولا تارك الصلاة ولا الذي يسب الدين ويسب الإسلام، كل هؤلاء لا تؤكل ذبائحهم؛ لأنهم كفار مرتدون، نسأل الله العافية.

    1.   

    حكم صلاة من صلى وفي فمه شيء من القات

    السؤال: المستمع (ع. ق. ع)، من اليمن، بعث برسالة يقول فيها:

    كنت أصلي وفي فمي بعض القات خاصة صلاة العصر، وقد سمعت بأن هذا جائز، لكني رأيت في منامي أن والدي كان يصلي وأردت أن أصلي معه وكان في فمي شيء من القات، فتوضأت، وعندما كنت أتمضمض لأتخلص من القات كان ماسكاً في فمي يأبى الخروج رغم محاولاتي المتكررة، فقمت من نومي وأنا على هذه الحالة، ولا أدري هل صلاتي السابقة صحيحة أم لا، وإذا كانت غير صحيحة فماذا يجب علي عمله؟ وجهوني جزاكم الله خيراً.

    الجواب: هذه الرؤيا فيها موعظة، تحذير من القات، والقات فيما بلغنا وعلمنا من الثقات من علماء اليمن وغيرهم أنه لا يجوز استعماله؛ لما فيه من الأضرار الكثيرة والتخدير، فلا يجوز استعمال القات؛ لأن مضاره كثيرة، فالواجب الحذر منه، وعدم استعماله وعدم بيعه وشرائه، وإذا كنت تصلي فلا يكون في فمك منه شيء، لا تبقي في فمك شيء؛ لأنك إذا أبقيته ربما ابتلعت منه شيء، والأكل في الصلاة يبطلها والشرب كذلك، فالواجب عليك أن تلقيه من فمك وقت الصلاة، وإذا كنت فعلت ذلك في بعض الصلوات حتى ابتلعت منه شيء أو ابتلعت طعماً منه، فإنك تعيد تلك الصلاة التي ابتلعت فيها القات.

    وهكذا لو أكلت لحماً أو شربت ماء أو نحو ذلك، الواجب عليك أن تخلي فمك من هذه الأشياء عند الصلاة، حتى تكون متهيئاً للصلاة، ليس في فمك شيء يشغلك عن الصلاة، ولا شيء يسبب ابتلاعك إياه وأكلك إياه وشربك إياه، والقات من أخبث ما يتعاطاه الناس لما فيه من المضرة، وهكذا الدخان، وهكذا جميع المسكرات والمخدرات يجب الحذر منها، فالمؤمن يحذر ما حرم الله عليه ويبتعد عن كل ما يضره، نسأل الله للجميع الهداية.

    1.   

    الزكاة في الأدوات المعدة للبيع وليس للعمل

    السؤال: يقول: أملك معملاً لصناعة الكرتون، وأضع نقودي وحساباتي في البنك بدون فوائد، وأحتسب الزكاة كما يلي: أفترض أن رأس المال عند بداية العمل ستة آلاف دينار، وعند نهاية السنة أصبح مثلاً ستة عشر ألف دينار، فأقوم بحسم رأس المال وأزكي على عشرة آلاف دينار، فهل هذا صحيح أم لا؟

    الجواب: إذا كنت تريد برأس المال الأدوات التي تشتغل فيها وتعمل بها، فهذه لا زكاة فيها، وإنما الزكاة في المال المعد للبيع أو النقود الموجودة، النقود الموجودة والمال المعد للبيع هذا هو محل الزكاة، فإذا كانت النقود الموجودة والأدوات المعدة للبيع بلغت عشرة آلاف، والأدوات التي للعمل لا للبيع قيمتها ستة آلاف هذه لا زكاة فيها، فإذا كنت أردت هذا فلا زكاة في أدوات العمل، من جميع الأدوات التي تستعملها في هذا المعمل؛ لأنها ليست للبيع، وإنما هي للعمل، فما كان للعمل فليس فيه زكاة، وما كان للبيع فهو الذي فيه الزكاة.

    1.   

    حكم الزكاة على المواد الأولية غير المصنعة

    السؤال: يقول: المواد الأولية غير المصنعة هل عليها زكاة، أم أن الزكاة لا تجب عليها إلا بعد تصنيعها وبيعها؟

    الجواب: هذه المواد الأولية ما فهمناها كما ينبغي، المواد الأولية ما مرادك بالمواد الأولية؟

    إذا كنت أرادت بها مواد للبيع وأنها هي الأساس في البيع تباع، فهذه فيها الزكاة، أما إذا كان مواد أولية تبقى في المعمل ويستعان بها في المعمل ولا تباع، فقد تقدم أنها لا زكاة فيها، هذا يحتاج إلى تفسير منك أنت، فالمواد الأولية إن كانت للبيع ففيها الزكاة، فإن كانت للاستعانة بها في عمل المعمل وليست للبيع فلا زكاة فيها.

    المقدم: هي للبيع بعد تصنيعها؟

    الشيخ: إذا صنعها وأعدها للبيع يزكي قيمتها، إذا كانت هكذا فالمواد التي اشتراها ليبيعها ليصنعها مثلاً: قدوم، ليصنعها كذا، يقدر.. يعرف قيمتها عند تمام الحول ويزكيها؛ لأنها معدة للبيع، إذا كان اشتراها سواء كان من حديد أو من أي مادة من المواد، إذا كان أراد بها البيع فإنه يقدر قيمتها عند تمام الحول، ماذا تساوي، ثم يزكيها عند تمام الحول؛ لأنها حينئذ عروض تجارة.

    1.   

    حكم زكاة الدين

    السؤال: الديون هل تدفع عنها الزكاة أم لا؟

    الجواب: الديون فيها تفصيل، إن كانت على معسرين أو ناس مماطلين لا يؤدون الحقوق فلا زكاة فيها حتى يقبضها صاحبها، ثم يستقبلها حولاً جديداً.

    أما إن كان على إنسان مليء باذل لو طلبه أعطاه فإنها تزكى، يجب زكاتها، كالأمانة التي عند زيد أو عمرو، يزكيها إذا كان على مليء باذل، يزكيها إذا حال حولها، أما المعسر فلا، إذا كانت على معسر الصحيح ليس عليه زكاة فيها؛ لأنها مواساة والمال الذي عند المعسر على خطر، ما يدري يحصل أو ما يحصل، وهكذا المليء إذا كان ليس بباذل، مماطل لا يعطي الحق، فهذا مثل المعسر، نسأل الله العافية.

    1.   

    حكم الزكاة على المال المشارك به في تجارة قبل قبض الربح

    السؤال: يقول: لدي مشاركات في معامل ولم أقبض منها أي ربح حتى الآن، فهل أدفع الزكاة عن رأس المال أم لا؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: هذه المشاركة تحتاج نظر، إن كانت مساهمة في المعمل فالزكاة في المعد للبيع، أما إذا كانت مساهمة في المعمل في الأدوات التي تستعمل في المعمل ويستعان بها في المعمل وليست في البيع، فأنت شريك فيما يباع، إذا تمت الشركة بينكما على أنكما مشتركان في الأدوات وفي النتائج وما يباع، فالزكاة عليكما جميعاً فيما يباع، وما كان معداً للبيع من مالك أو مال الشريك الآخر هي كذلك، يقدر عند تمام الحول ويزكى، أما ما كان إلا للمعمل، يبقى في المعمل وليس مما يعد للبيع، منك ومن غيرك، بل هذه أشياء تبقى في المعمل، فهذه أصول وأسس ليس فيها زكاة.

    1.   

    حكم وصية الوالد بحرمان ولده التارك للصلاة من الإرث

    السؤال: المستمع (أ. ع. ع) من جدة، بعث برسالة يقول فيها:

    لي ولد يبلغ التاسعة عشرة من عمره، وهو عاق طائش تارك للصلاة والصوم رغم نصحي ومحاولاتي الكثيرة معه، وأنا أبلغ الخامسة والستين من العمر، وقد يئست منه، فهل يصح لي أن أوصي بحرمانه من الميراث وأن أجعل نصيبه لإخوانه أو لبيوت الله، أو لأي عمل آخر من أعمال البر، أم أن علي إثم في ذلك؟ أرجو النصح والتوجيه، جزاكم الله خيراً.

    الجواب: إذا كان الواقع ما ذكرته فليس له إرث، الإرث لغيره، أما هو فليس له الإرث، وإذا أوصيت بالواقع وأنه ليس بمصلي، أخبرت أنه لا يصلي، وأن الواجب حرمانه من الإرث، فلا بأس بذلك من باب الإخبار، وإذا كان له خصومة يتصل بالمحكمة، أما أنت تبين الذي عندك، تنصح لله وتبين الذي عندك، إذا كان لا يصلي فلا إرث له، ولا مانع من أن توصي بأنه لا يعطى إرثاً لأنه لا يصلي، حتى يكون ذلك تنبيهاً للورثة، وللحاكم إن كان الشخص له خصومة بعد وفاته.

    1.   

    حكم زواج الرجل بامرأة قد رضع من أمها مع أخيها الأكبر

    السؤال: المستمع (ع. س) من محافظة الأنبار في العراق، بعث برسالة يقول فيها:

    أريد الزواج من ابنة خالتي علماً بأنني رضعت مع أخيها الأكبر، وأختي الصغرى رضعت معها، فهل تصح لي أم لا؟

    الجواب: ما دمت رضعت مع أخيها الأكبر من أمها فلا تصح لك، تكون أختاً لك، إذا كان الرضاع خمس رضعات أو أكثر في الحولين.. وأنت في الحولين، فإن خالتك تكون أماً لك بهذا، ويكون أولادها إخوة لك، إذا كان الرضاع خمس رضعات أو أكثر في الحولين.

    1.   

    حكم الغياب عن الزوجة لمدة طويلة بسبب العمل مع رضاها بذلك

    السؤال: المستمع: بشري بعث برسالة يقول فيها:

    أنا متزوج ولي خمسة أطفال، وأعمل في إحدى القطاعات، وظروف هذا العمل تجبرني على ترك زوجتي وأطفالي بصفة دائمة في مدة تزيد على السنة لا أزورهم فيها، علماً بأن زوجتي راضية لارتباط الأطفال بالمدارس، إلا أنني أحس بحرج شديد من هذا التقصير في حقها، فهل علي إثم في هذا؟ أرجو الإفادة، جزاكم الله خيراً.

    الجواب: ليس عليك إثم والحمد لله، ما دامت راضية بذلك، فالحمد لله.

    1.   

    حكم تخفيف المرأة لشعر الحواجب

    السؤال: من بني غازي في ليبيا رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات رمزت إلى اسمها بالحروف: (ح. ر)، تسأل في أحد أسئلتها وتقول:

    هل يجوز تخفيف شعر الحواجب بالنسبة للمرأة؟ وإذا كان لا يجوز فبماذا تنصحون النساء اللائي يفعلن ذلك؟

    الجواب: لا يجوز تخفيف الحواجب؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم (لعن النامصة والمتنمصة)، والنمص: أخذ شعر الحواجب، فلا يجوز للمرأة أن تأخذ شعر الحاجب لا بالنمص، ولا بالقص ولا بالحلق؛ لأن الله جعله زينة لها وجمالاً، فليس للمرأة أن تأخذ شعر الحاجب، ونصيحتي لكل امرأة أن تتقي الله وأن تحذر ذلك.

    1.   

    حكم المرأة إذا طهرت من الحيض واغتسلت وصلت ثم رأت أثراً للحيض

    السؤال: تقول: في أحد الأيام اغتسلت وتطهرت من الدورة وذهبت للصلاة وصليت الظهر،

    وبعد الصلاة لاحظت أن هناك أثراً من النجاسة لا زال موجوداً، فماذا أفعل في صلاتي التي صليتها؟

    الجواب: إذا كنت رأيت الطهارة واغتسلت فالصلاة صحيحة، ثم ما رأيت من الدم بعد ذلك يكون دم تبع للحيض، لا تصلي حتى يزول، ما دام موجوداً فأمسكي عن الصلاة والزوج يمسك عن الجماع إن كان لك زوج حتى تطهري، أما إن كان الذي رأيت صفرة أو كدرة فهذه لا عمل عليها، تعتبر كالبول، توضأي لكل صلاة ما دامت الكدرة معك والصفرة، وصلاتك صحيحة وصيامك صحيح إذا صمت، وتحلي لزوجك، فالصفرة لا تمنع، قالت أم عطية رضي الله عنها الصحابية الجليلة: كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئاً، فما يقع للمرأة بعد الطهر من الصفرة والكدرة لا يعتبر، بل هو كالبول تصوم وتصلي معها وتوضأ لكل صلاة، إلا إذا كانت الصفرة والكدرة في زمن العادة في زمن الحيض في زمن النفاس، فإنها تعتبر، أما إذا كانت بعد الأربعين في النفاس، أو بعد ذهاب العادة بعد الطهر من العادة، فلا تعتبر، بل تعتبر شيئاً لاغياً كالبول.

    1.   

    حكم من أراد صيام شهر يوماً بعد يوم ثم أفطر يوماً أو أكثر

    السؤال: تقول: إنني أريد أن أصوم شهراً كاملاً يوماً بعد يوم، لكن إذا قدر لي أن أفطر هل يكون القضاء على هيئة الصيام أم كيف؟

    الجواب: هذا نافلة ما دام ما هو نذر، فهذا نافلة، إذا أفطرت لحاجة فلا بأس ما هو بلازم، الإنسان إذا عزم على أن يصوم يوم ويفطر يوم أو الإثنين والخميس فليس بلازم، إذا أفطر في بعض الأحيان لا حرج عليه، ولا يلزمه قضاء، أما إذا كان نذر، نذر أن يصوم يوماً ويفطر يوماً، فإنه إذا أفطر أكثر من يوم يقضي، يقضي ما أفطره، حتى يكمل نذره، وهكذا إذا نذر أن يصوم الإثنين والخميس ثم عرض عارض ولم يصم لمرض أو نحوه يقضي ما أفطره، كما يقضي رمضان إذا أفطره.

    المقدم: جزاكم الله خيراً.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نرجو ذلك.

    المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لمتابعتكم وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767956652