الجواب: نجيب من سألنا عن كروية الأرض من الدين بأن الأرض كروية، بدلالة القرآن والواقع وكلام أهل العلم، أما دلالة القرآن فإن الله تعالى يقول: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ [الزمر:5] ، والتكوير جعل الشيء كالكور، مثل كور العمامة، ومن المعلوم أن الليل والنهار يتعاقبان على الأرض، وهذا يقتضي أن تكون الأرض كروية، لأنك إذا كورت شيئاً على شيء، وكانت الأرض هي التي يتكور عليها هذا الأمر، لزم أن تكون الأرض التي يتكور عليها هذا الشيء كروية.
وأما دلالة الواقع فإن هذا قد ثبت؛ فإن الرجل إذا طار من جدة مثلاً متجهاً إلى الغرب خرج إلى جدة من الناحية الشرقية إذا كان على خط مستقيم، وهذا شيء لا يختلف فيه اثنان.
وأما كلام أهل العلم فإنهم ذكروا أنه لو مات رجل بالمشرق عند غروب الشمس، ومات آخر بالمغرب عند غروب الشمس وبينهما مسافة فإن من مات بالمغرب عند غروب الشمس يرث من مات بالمشرق عند غروب الشمس إذا كان من ورثته، فدل هذا على أن الأرض كروية؛ لأنها لو كانت سطحية لزم أن يكون غروب الشمس عنها من جميع الجهات في آن واحد، وإذا تقرر ذلك فإنه لا يمكن لأحد إنكاره، ولا يشكل على هذا قوله تعالى: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ [الغاشية:17-20] ، لأن الأرض كبيرة الحجم، وظهور كرويتها لا يكون في المسافات القريبة، فهي بحسب النظر مسطحة سطحاً لا تجد فيها شيئاً يوجب القلق على السكون عليها، ولا ينافي ذلك أن تكون كروية؛ لأن جسمها كبير جداً، ولكن مع هذا ذكروا أنها ليست كروية متساوية الأطراف، بل إنها منبعجة نحو الشمال والجنوب، فهم يقولون: إنها بيضوية، أي: على شكل البيضة في انبعاجها شمالاً وجنوباً.
الجواب: المشركون لا تحل ذبائحهم وإن ذكروا الله عز وجل؛ لأنهم مشركون، دل على هذا مفهوم قوله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ [المائدة:5] ، فإن مفهومه أن من سوى أهل الكتاب من غير المسلمين لا يحل لنا طعامهم، والمراد بطعامهم ذبائحهم، وقول من زعم أن الذين أوتوا الكتاب لقب، ومفهومه غير معتبر، وحاول بذلك أن يقول: إن ذبائح المشركين حلال، هذا القول المزعوم خطأ؛ لأن الذين أوتوا الكتاب اسم موصول وصلته، واسم موصول وصلته بمنزلة الوصف، أي: بمنزلة الفاعل أو اسم الفاعل، فقوله: الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بمنزلة المؤتون الكتاب، ومن المعلوم أن اسم الفاعل واسم المفعول مفهومه ليس مفهوم لقب، بل مفهوم صفة، ومفهوم الصفة أمر معتبر عند الأصوليين، وعلى هذا فهؤلاء الذين يعبدون القبور ويدعون الموتى مشركون لا تحل ذبائحهم.
وأما تسمية أهل التوحيد منهم بالوهابيين، فهذه التسمية في الواقع اصطنِعت لتشويه دعوة التوحيد، وإلا فإن الوهابية ليست مذهباً مستقلاً خارجاً عن مذاهب المسلمين، بل إن جميع كتب هؤلاء العلماء من رسائل ومؤلفات كبيرة وصغيرة، كلها تدل على أن هؤلاء القوم أخذوا منهجهم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأنهم لم يخرجوا عن ما كان عليه محققو الحنابلة، كشيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم وغيرهما، ولكن نظراً لأن هذه الدعوة قوية بنعمة الله سبحانه وتعالى، ثم بما يسر لها من ملوك آل سعود الذين قاموا بها خير قيام، لما قويت هذه الدعوة دخلت السياسة فيها، وصار علماء الدولة لا علماء الملة يشوهون هذه الدعوة بأنها دعوة وهابية، خارجة عن ما كان عليه المسلمون من المذاهب المشهورة، يقصدون بذلك تنفير الناس عنها، وما مثلهم إلا كمثل قريش حين قالوا في النبي عليه الصلاة والسلام: هذا ساحر كذاب، وإلا فمن نظر إلى هذه الدعوة بعلم وإنصاف تبين له أنها هي حقيقة مذهب الحنابلة وغيرهم من أهل السنة والجماعة، وأنها لا تعدو ما كان عليه المسلمون من سلف هذه الأمة.
الجواب: إن استبدال العملات بعضها ببعض من باب الصرف وليس من باب القرض، وإذا كان من باب الصرف فإنه يشترط فيه أن يكون يداً بيد، فلا يجوز أن تأخذ منه عملة ثم ترد إليه بعد حين عملة أخرى من غيرها؛ لأن هذا معناه الوقوع في الربا، وهو ربا النسيئة، فالعملات النقدية حكمها في التبادل بينها حكم بيع الذهب بالفضة، لابد فيها من التقابض قبل التفرق، وعلى هذا فالواجب عليك أن تستفتي أهل العلم قبل أن تستفتي قلبك، والواجب عليك ألا ترد عليه إلا مثل العملة التي أخذت منه، ولا يجوز أن تبدلها بغيرها، وهذا ينبغي أن يكون طريقك في المستقبل، وإذا أمكن أن ترد العملة التي أعطيتها إياه ثم ترد عليه مثل ما أخذت فهو الواجب عليك.
الجواب: لاشك أن الذي يسافر إلى هذه البلاد مخاطر بدينه؛ لأنها بلاد كفر، والمرء إذا عاش في بيئة فإنه يتأثر بها إلا ما عصم الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل مولود يولد على الفطرة؛ فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)، وكيف تطيب نفس مؤمن أن يعش في بلاد لا يسمع فيها إلا أجراس النواقيس وأصوات الأبواق، ولا يسمع فيها قول: الله أكبر حي على الصلاة، المؤمن ينبغي له أن يبتعد مهما أمكن عن بلاد الكفر، ولكن إذا دعت الحاجة إلى ذلك، وكان عنده علم يدفع به شبهات المنصرين، وكان عنده عبادة تمنعه من الزيغ والميل، بهذه الشروط الثلاثة نرى أنه لا بأس أن يسافر إلى الخارج بالشروط الثلاثة.
أعيدها أولاً: الحاجة إلى ذلك، بأن يكون مسافراً لتخصصات لا توجد في بلاده.
ثانياً: أن يكون لديه علم يدفع به شبهات المضللين المنصرين وغير المنصرين.
ثالثاً: أن يكون عنده عبادة قوية تمنعه من الزيغ والانحلال، فإذا تمت هذه الشروط الثلاثة فلا بأس أن يسافر، وإذا تخلف واحد منها فنرى أنه لا يجوز السفر، لا سيما لصغار السن والنشء، فإنهم على خطر، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع بالدجال أن يقرب منه، وأمره بأن يبعد عنه، وأخبر بأن الرجل يأتي إليه وهو يرى أنه لا يصده، ثم لا يزال به حتى يصده عن دينه، وهذا أمر واقع، فإن الذين يسافرون إلى بلاد الكفر غالبهم يرجع بغير ما سافر به من دين وخلق، نسأل الله السلامة والعافية.
الجواب: نعم، يجوز سجود التلاوة في أوقات النهي، وكل صلاة نافلة لها سبب وجد في أوقات النهي فإنه يجوز أن يصليها من أجل سببها، كما لو دخل المسجد مثلاً بعد العصر ليجلس فيه منتظراً لصلاة المغرب، فإنه لا يجلس حتى يصلي ركعتين، والمنهي عنه في أوقات النهي من النوافل ما لا سبب له؛ لأن الحكمة من النهي هي خوف التشبه بالمشركين الذين يعبدون الشمس حين شروقها وغروبها، وكذلك أيضاً عند الزوال فهو وقتٌ تسجر فيه جهنم، فإذا وجد السبب الذي يبنى عليه العمل، زال خوف التشبه بالمشركين، ثم إن الأحاديث التي تعلق فعل هذه النوافل بأسبابها عامة ما فيها استثناء، والنهي عن الصلاة أيضاً عام مطلق، وخصوص هذه التي تأمر بفعل هذه النوافل في أوقات النهي مقدم على عموم تلك؛ لأن عموم النهي مخصوص بأمور أجمع عليها العلماء.
مداخلة: لكن هذا في كل وقت النهي أو في موسع ومضيق؟
الشيخ: لا. في كل أوقات النهي، الموسع منها والمضيق.
الجواب: نعم كلما مر بسجدة في أول القرآن وفي آخره وفي قصار السور وفي طوالها فإنه يسجد.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر