إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب [163]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • السؤال: كثير من الناس يذبحون ذبائحهم باليد الشمال, مع العلم أنهم يذكرون اسم الله عليها, فهل يؤثر ذلك على حلها أم لا يؤثر؟

    الجواب: لا يشترط في الذبح أن يكون باليد اليمنى, بل هو جائز باليد اليمنى وباليد اليسرى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل ). ولم يقيد ذلك بكونه باليد اليمنى, لكن لا ريب أنه باليد اليمنى أولى؛ لأنها أقوى، وإذا كانت أقوى فإنها تكون أريح للذبيحة, والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بإراحة الذبيحة, حيث قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء, فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة, وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة, وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته ). وعلى هذا؛ فقد يكون الذبح باليسرى أولى من الذبح باليمنى, كما لو كان الإنسان أعسر, يعني: يعمل بيده اليسرى ولا يعمل بيده اليمنى, ويسمى في اللغة العامية عندنا الأشدث, فإن الأولى في هذه الحال أن يذبح باليسرى؛ لأنها أقوى, فتكون أريح للحيوان, وعليه؛ فيضجع الحيوان في هذه الحال على الجنب الأيمن ثم يذبحه, والأفضل أن يذبح الحيوان ويضع رجله على عنقه ليتمكن من الذبح, وأما الإمساك بيديه ورجليه فليس هذا من السنة, بل إن العلماء يقولون: الأولى أن تطلق يداه ورجلاه؛ لأن ذلك أريح له؛ ولأنه أبلغ في إخراج الدم, إذ يسير الدم مع الحركة ويندفع ويخرج, وكلما كان أبلغ في إنهار الدم فإنه أولى, وهذا عكس ما يفعله العامة الآن, حيث يربطونه إذا أرادوا ذبحه, ويمسكون بيديه ورجليه, فربما يؤلمونه قبل أن يذبحوه, كذلك بعض العامة يأخذ بيد الحيوان ويلويها على عنقه من الخلف, وهذا أيضاً أقل ما نقول فيه: إنه مكروه؛ لأنه إذا لوى يده على عنقه من الخلف فإن ذلك يؤلمه ويؤذيه بلا شك, وهو خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ( وليرح ذبيحته ).

    وخلاصة الجواب أن نقول: لا بأس أن الإنسان يذبح بيده اليسرى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشترط أن يكون الذبح باليمنى.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087504289

    عدد مرات الحفظ

    772722201