الجواب: ينبغي للإنسان إذا كان لديه عقار يؤجره، سواء كان عمارة مشتملة على شقق كثيرة أو بيتاً خاصاً، ألا يؤجره إلا لمن يُرضى في دينه وخلقه مساعدة لهذا المستأجر على مهماته وقضاء لحاجاته.
أما إذا كان المستأجر ممن عرف بالشر والفساد وترك الواجبات ولا سيما الصلوات فإنه لا ينبغي أن يؤجره، لكني لا أجزم بالتحريم -أي: بتحريم تأجيره- لأن هذا المستأجر لم يستأجر المكان ليختبئ فيه عن الصلاة، لو كان الأمر كذلك لجزمت بالتحريم، لكنه استأجره ليسكنه سكناً مباحاً، فإذا عصى الله فيه فإن ذلك لا يقتضي تحريم تأجيره.
الجواب: إذا كان أخوك لا يصلي أبداً لا في المسجد ولا في البيت فلا تعطه من زكاتك؛ لأنه مرتد عن الإسلام، إلا إذا اشترطت عليه أن يعود إلى دينه ويصلي فحينئذٍ أعطه أولاً صدقة تأليفاً له على الإسلام وترغيباً له فيه، ثم إذا استقام ومشت أحواله على الوجه المرضي فأعطه من زكاتك، وإن لم يكن له أولاد وأنت وارثه الوحيد فإنه يجب عليك أن توفر له النفقة من مالك لا من الزكاة.
الجواب: نعم إذا أصاب الإنسان جنابة فإنه يكفيه الغسل عن الوضوء، لكن لابد من المضمضة والاستنشاق، ودليل ذلك قوله تبارك وتعالى: (( وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ))[المائدة:6] ولم يذكر صفة معينة، فإن قال قائل: هذا مجمل والسنة بينت أنه لابد من الوضوء قبل الغسل ومن غسل الرأس ثلاثاً قبل غسل بقية البدن حسب ما جاءت به السنة، قلنا: هذا الإيراد وارد، لكن قد ثبت في صحيح البخاري في حديث عمران بن حصين الطويل في قصة الرجل الذي اعتزل قومه ولم يصل، فسأله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك، فقال: ( أصابتني جنابة ولا ماء، فقال: عليك بالصعيد فإنه يكفيك، ثم حضر الماء فأعطى هذا الرجل منه وقال: خذ هذا أفرغه على نفسك )، ولم يبين له صلى الله عليه وسلم كيفية معينة، فدل هذا على أنه متى حصل تطهير جميع البدن ارتفعت الجنابة ويدخل الحدث الأصغر في الحدث الأكبر، كما تدخل العمرة في الحج فيمن حج قارناً.
الجواب: نعم، يجوز للمرأة أن تصلي سنة الفجر ولو بعد أن فرغ الناس من صلاة الجماعة؛ لأنها غير مرتبطة بهم، ومن المعلوم أن سنة الفجر تكون قبلها، فإذا قدر أنها لم تستيقظ إلا بعد أن خرج الناس من صلاة الجماعة فإنها تصلي الراتبة أولاً ثم تصلي الفريضة ثانياً.
الجواب: نعم، يجوز أن تتصدق الزوجة بنصيبها من زوجها على إخوان زوجها إن كانوا فقراء، وإن كانوا أغنياء فيكون ذلك هدية وتبرعاً.
الجواب: الذي يظهر أن علاج هذا الأمر سهل، ما دام هذا السائل على الوصف الذي ذكره، فإنه ينبغي له إذا غضب أن يحبس الغضب وأن يكظمه؛ لأن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: ( أوصني، قال: لا تغضب، فردد مراراً، قال: لا تغضب )، فليعالج نفسه بتهدئة أعصابه، وإذا غضب استعاذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم إن كان قائماً جلس، وإن كان جالساً اضطجع، ولا يلزم أن تأتي الأمور دفعة واحدة وتصح الحال ربما يكون ذلك بعد معالجة طويلة، لكن لا يترك نفسه من العلاج.
ثم إنه يجب أن يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء في أن يعصمه من هذا الخلق الذميم، والله سبحانه وتعالى إذا علم من عبده صدق التوجه إليه والافتقار إليه فإنه يعينه ويثيبه.
الجواب: ليس عليه شيء في هذا إطلاقاً، لا إثم ولا كفارة لأنه لم يتعمد ولم يتقصد.
الجواب: الكلام على نفس الاسم هل فيه محظور فإنه لا يسمى به سواء كان مما جاء في القرآن أم لا، أما إذا لم يكن فيه محظور فلا بأس به سواء كان مما جاء في القرآن أم مما لم يأتي به.
الجواب: المآتم التي تقام للأموات أدنى ما يقال فيها أنها مكروهة؛ لأنها بدعة لم تكن من عادة السلف الصالح، وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( كل بدعة ضلالة )، وما ينفق فيها من الأموال إن كان من تركة الميت وفيهم صغار فإن ذلك جناية على الصغار وأكل لأموالهم بالباطل.
ثم إن ما يقرأ فيها وما يتلى من كتاب الله ليس فيه أجر؛ لأن غالب القراء الذين يقرءون إنما يقرءون بأجرة، والقاري إذا قرأ القرآن بأجرة لم يكن له ثواب عند الله وثوابه ما ناله من أمر الدنيا، وإذا لم يكن له ثواب عند الله لم ينتفع الميت بقراءته؛ لأنه ليس فيها أجر، فصار إعطاؤه الأجرة إتلاف للمال وإضاعة له، وقد نهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن إضاعة المال، وإن قدر أن هذا القارئ متبرع فإن حضوره لهذا المأتم خطأ وإقرار للبدعة.
ثم إن العلماء قد اختلفوا: هل ينتفع الميت بقراءة الحي؟ فمنهم من قال: إنه ينتفع، ومنهم من قال: إنه لا ينتفع، وإن نصيحتي لأخواني الذين يصنعون هذه المآتم أن يتقوا الله عز وجل، وألا يتعدوا منهج السلف الصالح فكله خير. وقد قال جرير بن عبد الله كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنع الطعام من النياحة. والنياحة من كبائر الذنوب؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعن النائحة والمستمعة، بل عليهم أن يصبروا ويحتسبوا الأجر من الله عز وجل ويغلقوا بيوتهم ولا يستقبلوا أحداً من المعزين، اللهم إلا الأقارب الخاصين فيمكن أن يدخلوا ويعزوا أقاربهم، وأما فتح الباب للناس فإن ذلك ليس من هدي السلف الصالح.
الجواب: المحاماة معناها حماية الحقوق، والمحامي إذا كان يريد إثبات الحق وإبطال الباطل فإنه مثاب على ذلك ومأجور عليه، أما إذا كان يريد أن ينجح في محاماته بالحق أو بالباطل فإن هذه المهنة تكون حراماً عليه ولا يحل له أن يمارسها، فالأعمال بالنيات قد يقوم محامي يحامي عن هذا الرجل الضعيف الذي لا يستطيع أن يدافع عن نفسه فيحامي عنه حفظاً لحقه أو استرداداً له فهذا مأجور، لما فيه عن دفع الظلم عن الغير، وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، قالوا: يا رسول الله! هذا المظلوم فكيف نصر الظالم؟ قال: أن تمنعه من الظلم ).
فانظر إلى حال أخيك كيف محاماته فإن كانت من القسم الأول أي من يحامي لإثبات الحق وإبطال الباطل فهو على خير، وما كسبه من الأجر على هذه المحاماة فهو حلال لا إشكال فيه، وإن كان الثاني الذي يحامي لينتصر لنفسه ويغلب بحجته بالحق أو الباطل، فإنك تنظر للمصلحة إن رأيت من المصلحة أن تتجنبه أي أن تتجنب الأكل من ماله وأن ترد هديته فأفعل، وإن لم تر مصلحة في ذلك فلا حرج عليك أن تأكل من ماله وأن تقبل هديته.
الجواب: الواجب عليكم أن تؤدوا زكاة هذه الفضة لما مضى؛ لأن الفضة تجب الزكاة في عينها، وحينئذ لابد أن تعودوا للماضي وتعرفوا كيف تكون قيمة هذه الفضة عند حلول حول الزكاة، فتخرجوا الزكاة بحسب ما تكون قيمتها، فإذا قدرنا أن هذه الفضة تساوي في السنة الأولى عشرة آلاف ريال فأخرجوا زكاة عشرة آلاف ريال، في السنة الثانية نزلت الفضة فصارت تساوي ثمانية آلاف ريال أخرجوا زكاة ثمانية آلاف ريال، في السنة الثالثة زادت الفضة فصارت تساوي خمسة عشرة آلاف ريال أخرجوا زكاة خمسة عشر ألف ريـال، وهلم جراً.. فيقسون على هذا.
وإنني بهذه المناسبة أود أن أحذر إخواني المسلمين من التهاون بأمر الزكاة؛ لأن الله سبحانه وتعالى خوف عباده في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ [التوبة:34-35]، وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها -وفي لفظ: زكاتها- إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار وأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار )، فليحذر الأغنياء من مغبة التهاون لزكاة أموالهم، وليعلموا حق العلم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( ما نقصت صدقة من مال ) بمعنى: أن الصدقة لا تنقص المال، بل تزيده بركة ونمواً وتحميه من الآفات، نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا وأن يقينا شح أنفسنا.
يقول: هذا العذاب الذي عشته مدة أربع عشرة سنة تقريباً سأوجزه لفضيلتكم، آملاً أن أجد الإجابة الشافية الواضحة التي هي مستمدة من شريعتنا السمحة.
الجواب: أرى أن الواجب عليك أن تصبر على هذه الأسئلة التي توردها أمك عليك، لأنه لا يضرك أن تقول لها ذهبت إلى كذا وذهبت إلى كذا، وفي ظني أنها لا تسأل هذه الأسئلة إلا لما في قلبها من محبتها لحالك وكيف تقضي حياتك، وهل يضرك شيئاً إذا قلت فعلت كذا وفعلت كذا وفعلت كذا، ولكن الشيطان يوحي إليك أنك إذا سألتك هذه الأسئلة كأنها نزلت من قيمتك، وكأنها جعلتك في منزلة الصبي، وهذا من وحي الشيطان.
ولو فكرت لرأيت أن سؤالها هذا يعني الشفقة الشديدة عليك.
الجواب: نعم.. وأما النقطة الثانية وهي كونها تغتابه عند الجيران والمعارف والأقارب فإني أوجه إليها النصيحة وأقول لها: إن اغتيابها لولدها من كبائر الذنوب، ويزداد كبيرة إذا كانت الغيبة بولدها؛ لأن ولدها من أقاربها بل هو أقرب الناس إليها، وفي غيبته قطع للرحم، وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( لا يدخل الجنة قاطع، يعني: قاطع رحم )، وقال الله تعالى في كتابه: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22-23].
فنصيحتي لهذه الأم أن تكف عن غيبة ابنها.
أما بالنسبة للابن فعليه أن يصبر ويحتسب ويقابل ذلك بالعفو والسماح عن أمه، حتى لا يأتي اليوم الذي يكون خصيماً لها عند الله عز وجل.
الجواب: وهذا أيضاً نقطة مهمة؛ لأن كونك تجعلها في البيت وحدها ربما يضيق صدرها، ويرد على قلبها تخيلات فاسدة وأوهام لا صحة لها فلا تصبر على ذلك، وربما يكون غيبتها لك عند الأقارب والجيران ربما يكون سببه هذا، أنك تضيق صدرها إذا خرجت عنها وتركتها في البيت وحدها، وأنت تعرف أن الكبيرة ليست كالشابة.
فنصيحتي لك أن تتزوج وأن تجعل امرأتك عند أمك حتى تعيش في حياة سعيدة.
الجواب: لا يعفيك الشرع من بر والدتك، بل عليك أن تبر والدتك بكل ما تستطيع، قال الله تبارك وتعالى: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:23-24] وتذكر أنه إن طال بك زمان فإن سوف تكون على مثل ما كانت عليه من سوء التصرف وقصر النظر، وربما يعاقبك الله في الدنيا قبل الآخرة فيقيض لك من الأولاد من لا يبر بك.
الجواب: الذي يظهر لي أنك تكون آثماً بذلك؛ لأنها إذا كانت في حال تأخرك عن المجيء إليها تضجر وتتألم وتتأذى، فإنك لو استأجرت بيتاً سيكون هذا أشد عليها وأثقل، وبذلك تكون جررت على نفسك إثماً وبعدت عن أمك.
نسأل الله أن يهديك لها وأن يهديها لها، وأن يعيننا وإياك على بر والدينا أحياء وأمواتاً.
الجواب: أما صلاة التسبيح فلا صحة لها عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن حديثها باطل لا يصح، وقال: لم يستحبها أحد من الأئمة.
وأما الخشوع في الصلاة فإن من أكبر أسبابه أن يتفرغ الإنسان من أشغال الدنيا وأن لا تكون منه على بال فيما إذا حان وقت الصلاة، وأن يستحضر عظمة من هو بين يديه وهو الله عز وجل؛ لأن المصلي إذا قام يصلي فإن الله تعالى يكون قبل وجهه وهو سبحانه وتعالى يناجيه، فقد ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين، قال: حمدني عبدي. وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال: أثنى علي عبدي. وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي. وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين. قال الله: هذا بيني وبين عبدي نصفين، وإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم.. إلى آخره قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل )، فأنت ترى أن الرب عز وجل يناجيك في صلاته، فإذا شعرت هذا الشعور فسوف تستحضر ما تقول في صلاتك، وسوف يخشع قلبك بإذن الله؛ لأن الله تعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر