الجواب: إن حب المال لا يؤثر على العقيدة ولا على الدين إذا لم يشغل عن واجب أو مستحب، فإن شغل عن واجب كان الاشتغال به حراماً، وإن شغل عن مستحب كان الاشتغال بالمستحب أولى من الاشتغال بالمال، ولابد أن يكون تصرف الإنسان بالمال على وفق الشريعة الإسلامية، فلا يعامل معاملة تشتمل على ظلم، أو ربا أو غش، ولا يعامل الناس بدعوى ما ليس له، أو بإنكار ما هو عليه، وحب المرء للمال أمر طبيعي كما قال الله تبارك وتعالى: وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً * إِنَّ الْإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ [العاديات:1-8]، أي: لحب المال، كما قال تعالى: وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا [الفجر:20]، وإذا كان محبة الإنسان المال من أجل أن ينميه ليعمل به عملاً صالحاً كان ذلك خيراً، فإنه نِعْمَ المال الصالح عند الرجل الصالح، وكم من أناس أغناهم الله فنفع الله تعالى بأموالهم في الجهاد في سبيل الله، في نشر العلم، في إعانة الملهوف، إلى غير ذلك.
الجواب: هذه الصلاة لا تصح، لا للمغرب ولا للعشاء، أما المغرب فلأنه أبطلها وعدل عنها إلى نية العشاء، وأما العشاء فلأنه لم يبتدئها من أول الصلاة، فإن أول الصلاة كان للمغرب، وعلى هذا فيجب على هذا الأخ أن يصلي صلاة المغرب، وأن يصلي صلاة العشاء، وإذا كان في سفر فإنه يقضيها ركعتين، لأنه وجبت عليه ركعتين فيقضيها ركعتين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها )، فقوله: فليصلها. أي: يصلي تلك الصلاة على صفتها، ولهذا قال أهل العلم: إن القضاء يحكي الأداء، فمن قضى صلاة سفر في حضر صلى ركعتين، ومن قضى صلاة حضر في سفر صلى أربعاً، ومن قضى صلاة ليلٍ في النهار جهر بالقراءة، ومن قضى صلاة نهار في الليل لم يجهر بالقراءة لأن العبرة بالقضاء، أي: بالمقضية.
الجواب: نصيحتي للطلبة في أيام الامتحانات وفي غير أيام الامتحانات وفي الإجازة أن يتقوا الله عز وجل، وأن يخلصوا النية له في طلب العلم، وأن يؤدوا الأمانة في الامتحانات، بحيث لا يحاول أحد منهم الغش لا لنفسه ولا لغيره؛ لأنه مؤتمن، ولأن من نجح بالغش فليس بناجح في الحقيقة، ثم إنه يترتب على غشه أنه سينال بشهادته مرتبة لا تحل إلا بالشهادة الحقيقية المبنية على الصدق، والإنسان إذا لم ينجح إلا بالغش فإنه لم ينجح في الحقيقة، ثم إنه سيكون فاشلاً إذا تولى منصباً إذ إنه ليس عنده علم، فيبقى فاشلاً في أداء مهمته، ولا فرق في ذلك بين مادة وأخرى، فجميع المواد لا يجوز فيها الغش، وما اشتهر عند بعضهم من أنه يجوز الغش في بعض المواد، فإنه لا وجه له، ولا علم عنده.
أما الإجازة فإني أرى للطلاب أن يستغلوها بما ينفع أنفسهم وينفع غيرهم، بالانكباب على طلب العلم الذي يهوونه ويستريحون إليه، وإذا كان لابد لهم من أن يرفهوا أنفسهم بعد التعب والكلال، فإن من أحسن شيء يرفهون به أنفسهم أن يسافروا إلى مكة والمدينة ليعملوا عمرة، وزيارة للمسجد النبوي.
الجواب: يتقي ذلك بالأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله تعالى، والعمل الصالح هو الذي جمع شرطين: أولهما: الإخلاص لله عز وجل، بأن لا يقصد الإنسان بعبادته إلا وجه الله والدار الآخرة، لا يقصد بذلك رياء ولا سمعة ولا مدحة عند الناس، ولا شيئاً من الدنيا، ولا يأتي بشيء مبتدعاً من عنده في الدين، فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له موافقاً لشريعته، دليل ذلك هو قوله تعالى في الحديث القدسي: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )؛ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )، ومن أسباب الوقاية من عذاب القبر: أن يستنزه من البول، ويتطهر منه طهارة كاملة، لأنه ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مر بقبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير -أي في أمر شاق بل هو أمر سهل- فقال: أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ).
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( استنزهوا من البول، فإن عامة عذاب القبر منه ).
ومن أسباب الوقاية من عذاب القبر: أن يكثر الإنسان من الاستعاذة بالله من عذاب القبر؛ ولهذا ( أمرنا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا تشهدنا في الصلاة أن نستعيذ بالله من أربع نقول: أعوذ بالله من عذاب جهنم، وعذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال ).
الجواب: أحسن الكتب كتاب الله عز وجل، فإن فيه الهدى والنور والشفاء لما في الصدور، ثم ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ما كتبه أهل العلم، ويختلف هذا باختلاف الناس، فالطالب الصغير المبتدئ تذكر له الأشياء المختصرة المفيدة، والطالب المتوسط يرتقي شيئاً فشيئاً حتى يصل إلى الغاية والنهاية التي يمكن أن يصل إليها البشر، ثم إني أشير على طالب العلم أن يختار له من العلماء الأمناء في دينهم وعلمهم واتجاههم ومنهجهم من يتتلمذ على يديه، فإن القراءة على المشايخ أقرب إلى الصواب، وأسرع في إدراك العلم؛ لأن الشيخ يقدم لطلابه شيئاً قد نضج، وتم اختياره من قبل هذا الشيخ، وقد توفرت ولله الحمد وسائل الإعلام الآن من مسموعة ومقروءة، فالأشرطة متوفرة، والكتب كذلك متوفرة كثيرة، نسأل الله التوفيق لما فيه الخير والصواب.
الجواب: نعم المرأة كالرجل في الحج والعمرة، ولهذا ( سألت أم المؤمنين
الجواب: الشياطين يكونون من الجن والإنس، كما قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا [الأنعام:112]، بل يكون الشيطان من غير العقلاء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الكلب الأسود شيطان )، وأما الجن فإنهم ذرية إبليس، كما قال الله تعالى: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا [الكهف:50].
الجواب: رأينا في هذا أن هذا القانون قانون باطل، لأنه مخالف لشريعة الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن كان مائة شرط )، ولا يجوز للمسلم أن يعمل به، ولا يحل للمرأة أن تطالب به؛ لأن حق المرأة في الميراث إذا كانت من البنات، أو بنات الابن، أو الأخوات الشقيقات، أو الأخوات لأب نصف حق الرجل، قال الله تبارك وتعالى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ [النساء:11].
وقال تعالى: وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ [النساء:176]، والأخت لا تساوي أخاها إلا إذا كانا أخوين من أم كما قال تعالى: وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ [النساء:12]، وإني أنصح كل مؤمن بالله واليوم الآخر إذا كانت القوانين تمكنه من حق ليس مستحقاً له شرعاً، أنصحه أن يرفض هذا القانون، وأن لا يعمل به، لأنه باطل، والأخذ بمقتضاه أكل للمال بالباطل فلا يحل.
الجواب: هذه المعاملة معاملة صحيحة، وهي من المضاربة، والمضاربة أن يعطي الشخص مالاً لشخص آخر ويقول له: اتجر به، ولك من الربح كذا وكذا.. بالنسبة، يعني لك من الربح نصفه، أو ربعه، أو ثلثه، أو أقل أو أكثر، وهي جائزة، ولكن لو قال: أعطني من الربح كل شهر مائة أو ما أشبه ذلك، فهذا لا يحل؛ لأنه لابد أن يكون نصيبه من الربح نصيباً مشاعاً ليشتركا في المغنم والمغرم، ولا فرق بين أن يشتغل العامل الذي أعطي المال يتجر به، لا فرق بين أن يشتغل بالمال منفرداً، أو يضمه إلى مال له ويتجر بهما جميعاً.
الجواب: في هذه الحال لا تسلم عليه لئلا تقطعه من قراءته، إلا إذا خفت أن يترتب على ذلك شر، فلا حرج أن تسلم عليه، ولكن هذا السائل ذكر أن المؤذن يجهر بالقراءة، فإن كان يجهر بالقراءة جهراً يشوش على من صلى، فإنه لا يحل له ذلك، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لأصحابه وهم يصلون ويجهرون، قال: ( كلكم يناجي ربه، فلا يجهرن بعضكم على بعض في القراءة )، وفي حديث آخر: ( فلا يؤذين بعضكم بعضاً في القراءة )، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا إيذاء، ومن المعلوم أنه يحرم على الإنسان أن يؤذي إخوانه المؤمنين، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب:58]، وكان الرجل يأتي إلى المسجد قد أكل بصلاً أو ثوماً أو كراثاً مما له رائحة كريهة، فيخرج من المسجد لئلا يتأذى الناس برائحته.
الجواب: إذا كان قد ترك قضاء رمضان الذي كان عليه لعذر، بحيث كان ضعيفاً بعد العملية لا يستطيع القضاء، فلا حرج عليه، فمتى قدر قضى، وإذا كان تهاوناً منه فإنه آثم، لأنه لا يجوز للإنسان أن يؤخر قضاء رمضان إلى رمضان الذي بعده، كما جاء ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان يكون علي الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم )، فإذا كان تأخيره لغير عذر فعليه التوبة، وعليه أن يبادر الآن بقضائه، وقد ألزمه بعض أهل العلم بكفارة مع كل يوم، لأنه أخر ذلك لغير عذر، فإن فعل فقد أحسن، وإن ترك، أي: لم يطعم، فلا حرج عليه.
الجواب: ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( إذا دخل العشر -يعني عشر ذي الحجة- وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذن من شعره، ولا من ظفره شيئاً )، وفي رواية: ( ولا من بشرته شيئاً )، وهذا نهي، والأصل في النهي التحريم حتى يقوم دليل على أنه لغير التحريم، وعلى هذا فلا يجوز للإنسان الذي يريد أن يضحي إذا دخل شهر ذي الحجة، أن يأخذ شيئاً من شعره أو بشرته أو ظفره حتى يضحي، والمخاطب بذلك المضحي دون المضحى عنه، وعلى هذا فالعائلة لا يحرم عليهم ذلك، لأن العائلة مضحى عنهم وليسوا بمضحين.
فإن قال قائل: ما الحكمة من ترك الأخذ في العشر؟
قلنا: الجواب على ذلك من وجهين:
الوجه الأول: أن الحكمة هو نهي الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا شك أن نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الشيء حكمة، وأن أمره بالشيء حكمة، وهذا كاف لكل مؤمن، ولقوله تعالى: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا [النور:51]، وفي الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن امرأة سألتها: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: كان يصيبنا ذلك، يعني في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة، وهذا الوجه هو الوجه الأَسَدُّ، وهو الوجه الحاسم الذي لا يمكن الاعتراض عليه، وهو أن يقال في الأحكام الشرعية: الحكمة فيها أن الله ورسوله أمر بها.
الوجه الثاني في النهي عن أخذ الشعر والظفر والبشرة في هذه الأيام العشر: فلعله -والله أعلم- من أجل أن يكون للناس في الأمصار نوع من المشاركة مع المحرمين بالحج والعمرة في هذه الأيام، لأن المحرم بحج أو عمرة يشرع له تجنب الأخذ من الشعر والظفر، والله أعلم.
الجواب: ليس عليك إثم بعدم حضورهم في صلاة الفجر مادمت أقمتهم وأيقظتهم، ثم رجعوا فناموا، لأنك أتيت بالواجب الذي أوجب الله عليك وهو إيقاظ النائم، ولكني أنصح أولادك أصلحهم الله بأن يدعوا الكسل، وأن يقوموا بنشاط لأداء الصلاة مع الجماعة، فإن من صلى الصبح في جماعة فهو ذمة الله، أي: في عهد الله عز وجل وأمانه، وليعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيه لأتوهما ولو حبواً ).
الجواب: معناها أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم حين ذكر منته عليه بإعطائه الكوثر، وهو نهر عظيم كثير في الجنة يصب منه ميزابان في الحوض المورود لرسول صلى الله عليه وسلم في القيامة، لما ذكر الله منته عليه بهذا الكوثر، أمره أن يصلي لربه وينحر، والصلاة معروفة هي التعبد لله تعالى بتلك الأقوال والأفعال المفتتحة بالتكبير المختتمة بالتسليم، وأما النحر فهو الذبح لله عز وجل، كالأضاحي والهدي والعقيقة، هذا هو معنى قوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2].
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر