إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب [656]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    عقيدة أهل السنة والجماعة في الحياة البرزخية

    السؤال: ما هو اعتقاد أهل السنة والجماعة في الحياة البرزخية؟

    الجواب: مذهب أهل السنة والجماعة في الحياة البرزخية: أن الإنسان إذا دفن وتولى عنه أصحابه أتاه ملكان فأجلساه وسألاه عن ثلاثة أشياء: من ربك، وما دينك، ومن نبيك. فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة -جعلنا الله وإخواننا المسلمين منهم- فيقول المؤمن: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد.

    وأما المنافق فإنه يقول: ها ها لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته. ثم يبقى المؤمن منعماً في قبره والمنافق معذباً في قبره، والعذاب يكون في الأصل على الروح؛ ولهذا يحس بالعذاب ولو تمزق بدنه وأكلته السباع، وربما تتصل الروح بالبدن ويكون العذاب على الروح والبدن جميعاً.

    ومسائل الآخرة كلها أمور غيب لا نطلع على شيء منها إلا عن طريق الوحي؛ ولهذا لا ينبغي لنا أن نتعمق في السؤال عنها؛ لأننا سنصل إلى باب مسدود، ولن نصل إلى شيء من التفاصيل إلا عن طريق الكتاب والسنة، وقد ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( مر بقبرين فقال إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير )، يعني أنهما لا يعذبان في أمر شاق عليهما بل هو أمر سهل ( أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ) يعني: بنقل الكلام، كلام الناس بعضهم؛ ببعض ليفسد بينهم ويفرق بينهم، ( فقالوا: لم صنعت هذا يا رسول الله؟! قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا )، ففي هذا دليل واضح على ثبوت عذاب القبر، وأنه قد ينقطع وقد يخفف.

    أخذ بعض أهل العلم رحمهم الله من هذا أنه ينبغي أن يوضع على القبر جريدة رطبة كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بهذين القبرين، لكن هذا مأخذ ضعيف جداً؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما كان يضع الجريدة على القبر على كل من قُبر، لكن وَضَعها على هذين القبرين اللذين يعذبان، فوضع شيء من هذا على القبر يبرهن على إساءة الظن بصاحب القبر وأنه الآن يعذب، وثُم هو بدعة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إذا فعل شيئاً لسبب فإنه لا يقتضي أن يكون عاماً في كل شيء بل فيما ثبت في هذا السبب، ثم هذا السبب ليس أمراً معلوماً بحيث نعلم أن هذا الرجل يعذب في قبره فنضع له الجريدة بل هو مجهول عذاب القبر؛ فلهذا ينهى أن يوضع على القبر شيء من الزهور أو شيء من الأغصان أو شيء من الجريد؛ لأن ذلك كله من البدع، ومتى قصد به التخفيف من العذاب عن هذا القبر صار إساءة ظن بصاحبه.

    1.   

    بطلان القول بأن مكة المكرمة بلد الديانات السماوية

    السؤال: بعض الناس يسمي مكة المكرمة ببلد الديانات السماوية. هل هذا التعبير صحيح؟

    الجواب: هذا تعبير باطل؛ لأن أنبياء بني إسرائيل الذين من جملتهم موسى وعيسى إنما كانوا في الشام وليسوا في مكة، لكن مكة بلد مبعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والمدينة مهاجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفيها أسست الدولة الإسلامية، وفيها أقيم علم الجهاد، وفيها توطد الدين الإسلامي.

    فمكة مبتدأ البعث والمدينة منتهى البعث، يعني: منتهى الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم في مكة.

    1.   

    زكاة الذهب إذا بلغ النصاب

    السؤال: ما حكم الشرع في نظركم فضيلة الشيخ! في تركة من ذهب تخص ثلاث بنات، القيمة مبلغها تسعة آلاف ريال سعودي وحال عليها الحول، هل على ذلك زكاة؟ وكم تساوي هذه الزكاة؟ علماً بأنه تم الاحتفاظ بهذا الذهب ولم يلبس، وسوف يلبس مستقبلاً إن شاء الله؟

    الجواب: هذا الذهب فيه زكاة؛ لأنها تقول: البنات ثلاث وهذا يساوي تسعة آلاف، يعني: أن ثلاثة آلاف لكل واحدة، وثلاثة آلاف فيها الزكاة، فيزكى فيدفع ربع عشر القيمة، يعني: أنه يُقَوّم هذا الذهب عند تمام الحول لموت المورث، ثم يخرج ربع العشر ربع عشر القيمة، حتى وإن كان معداً للبس؛ لأن القول الراجح من أقوال العلماء: إن الحلي المعد للبس فيه الزكاة.

    1.   

    مدى وجود دعاء الغائب فيأتيك خبره

    السؤال: هل يوجد ما يسمى بدعاء الغائب، بمعنى: أن يغيب عنك شخص ولا تسمع عنه شيء، فتقول هذا الدعاء فيأتيك عنه الخبر ولو في الرؤيا؟

    الجواب: لا أعلم شيئاً من هذا، ولكن من غاب عنه شيء فليدع الله سبحانه وتعالى أن يرده عليه، مثل أن يقول: اللهم رد علي غائبي أو كلمة بمعناها، أما شيء مأثور فلا أعلم عنه.

    1.   

    مشروعية دعاء الإنسان بما أحب في الصلاة

    السؤال: هل يجوز أثناء الصلاة أن ندعو بالأمور الدنيوية كطلب الزوج الصالح، وهل يجوز أن ندعو بهذا الدعاء: اللهم يا جامع الناس يوم القيامة! اجمع شملي مع فلان كزوج لي؟

    الجواب: لا بأس أن يدعو الإنسان بما أحب في حال الصلاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( ألا وإني نهيت أن اقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم )، وأطلق النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء لم يقيده بشيء معين، وثبت عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في التشهد: أن الإنسان إذا فرغ من التشهد يدعو بما أحب وبما شاء من خيري الدنيا والآخرة، فليدع الله تعالى بأن ييسر له بيتاً فسيحا جديداً أو ييسر الله له زوجة صالحة أو ييسر الله لها زوجا صالحاً أو ييسر له مركوباً جميلاً مريحاً وما أشبه ذلك. المهم أن الدعاء عبادة حتى في أمور الدنيا.

    1.   

    حكم التكبير لسجود التلاوة في الصلاة وخارجها

    السؤال: هل سجود التلاوة أثناء الصلاة يكون بالتكبير أم لا، وكيف يكون ذلك عندما يكون الفرد إماماً في مسجد؟

    الجواب: سجود التلاوة إذا كان في الصلاة وجب أن يكبر له إذا سجد ويكبر له إذا قام؛ لأنه داخل في علم الصلاة، والناقلون لصفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يذكرون أنه يكبر كلما خفض وكلما ركع، ومن جملة خفضه ورفعه سجود التلاوة، فإنه كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقرأ الآية التي فيها السجدة في الصلاة فيسجد، أما إذا كان السجود خارج الصلاة فإنه يكبر إذا سجد ولا يكبر إذا رفع ولا يسلم، هذا هو القول الراجح في سجود التلاوة إذا كان خارج الصلاة.

    1.   

    حكم الإنصات إلى تلاوة القرآن

    السؤال: ما حكم الإنصات إلى تلاوة القرآن هل هو واجب أو مستحب؟ وكيف يعمل من كان يعمل في بقالة أو في محل عمله وهو يستمع إلى القرآن الكريم، ويتحرك ويخاطب الناس ويسير ويرجع؟

    الجواب: الاستماع إلى قراءة القارئ مأمور به إذا كان المستمع تابعاً لهذا القارئ كالمأموم الذي خلف الإمام الذي يصلي صلاة جهرية؛ ولهذا قال الإمام أحمد في قوله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204]، قال: أجمعوا أن هذا في الصلاة، وقد جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إنما جعل الإمام ليؤتم به ) وفيه: ( وإذا قرأ فأنصتوا ).

    أما الذي يقرأ إلى جنبك فلا يلزمك أن تستمع إليه، بل لك أن تقرأ وحدك وأن تذكر الله وحدك وأن تراجع ما بين يديك من الكتب ولو كان القارئ إلى جنبك؛ لأنك لا تريد الاستماع له، وأما ما يصنعه بعض الناس من وضع مسجل في الدكان يقرأ القرآن ورجيج الأصوات من هذا الدكان، وربما يكون اللغو والكلام المحرم فلا أرى هذا. أخشى أن يكون هذا من إهانة القرآن، ويغني عن هذا أن يسجل حكماً مأثورة ثم يستمع إليها؛ لأن القرآن أشرف وأعظم من أن يجعل في مثل هذا المكان الذي يكثر به اللغو والكلام الباطل.

    فننصح إخواننا الذين يستمعون إلى المسجلات في دكاكينهم -وهم يريدون الخير إن شاء الله- ألا يفعلوا؛ لأني أخشى أن يكون هذا من باب امتهان القرآن.

    1.   

    فرضية الصلاة ليلة معراج الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة

    السؤال: متى فرضت الصلاة؟ وكيف كان الصحابة رضي الله عنهم يصلون قبل الهجرة بالرغم من عدم وجود المساجد؟

    الجواب: فرضت الصلاة في ليلة المعراج، ليلة عرج بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد اختلف المؤرخون متى كان ذلك. فقيل: قبل الهجرة بثلاث سنوات، وقيل: بسنة ونصف وقيل: قبل ذلك، وفرضت على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أعلى مكان وصله البشر فيما نعلم في السماء السابعة، وفرضها الله على رسوله خمسين صلاة، ثم نسخها سبحانه وتعالى إلى خمس صلوات بالفعل، لكن هي في الأجر عن خمسين صلاة ولله الحمد، أما كيف الصحابة يصلون وليس فيه مساجد قبل الهجرة؟ فهذا غلط! لأن فيه مساجد -فيه أبو المساجد وأم المساجد- وهو المسجد الحرام الذي يؤمه المسلمون ويصلون فيه.

    1.   

    حكم النذر وحكم اقترانه بالمشيئة

    السؤال: امرأة نذرت بقراءة مصحف إذا شفى الله مريضها، وهي عامية لا تستطيع القراءة فأعطت قيم المسجد مبلغاً من المال على أن يقرأ لها إيفاءً بنذرها، فما حكم أخذ هذا المال وهذا النذر؟ ونرجو الدليل إن وجد وجزاكم الله خيرا.

    الجواب: حكم النذر مكروه أو محرم؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عنه، وأخبر أنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل، وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه لا يرد قضاء، وإنما ما أراده الله فسيكون سواء بنذر أو بغير نذر.

    وذلك -أي: الحكمة من النهي عنه- أنه إلزام للنفس بما لا يلزمها، وأن الإنسان ربما يعجز عن تنفيذه وربما يتكاسل عن تنفيذه، وإذا تكاسل عن تنفيذه فهو الخطر العظيم. قال الله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [التوبة:75-77]، فالنذر خطير، وكم من إنسان نذر ثم جاء يترجى يود الخلاص ولا خلاص.

    هذه المرأة التي نذرت أن تقرأ المصحف ولكنها عاجزة الآن يسقط عنها النذر لعجزها عنه، وعليها كفارة يمين تطعم عشرة مساكين لكل مسكين، كيلو من الرز، ويكون معه ما يؤدمه من لحم دجاج أو غنم أو معز أو غيره، وأما كونها تستأجر من يقرؤه لها فلا وجه له.

    مداخلة: الناذر يا شيخ! لو قرن ذلك بالمشيئة قال: نذرت لله إن شاء الله؟

    الشيخ: إذا نذره بالمشيئة فلا حنث عليه، فإن شاء وفى وإن شاء لم يوف.

    1.   

    الذهاب إلى مسجد في نفس البلد للصلاة والاعتكاف فيه لا يعد من شد الرحال

    السؤال: هناك البعض من الشباب يحبون الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، فيذهبون إلى جامع معين بحجة أن الجمع فيه كثير وأن مقصدهم أن يزيدوا من إيمانهم، رغم أن المساجد الموجودة في القرية كثيرة. فهل هذا الذهاب يعد من شد الرحال؟

    الجواب: لا يعد من شد الرحال ما دام المسجد في البلد، شد الرحال معناه: أن الإنسان يسافر من بلد إلى آخر من أجل المسجد، فليس عليهم بأس إذا اختاروا في البلد مسجداً يجتمعون فيه، له مزية بكثرة الجمع أو بحسن قراءة الإمام أو ما أشبه ذلك.

    1.   

    التحذير من الحسد وبيان أضراره

    السؤال: بعض الناس يتكلم في الآخرين ويحسدهم على ما آتاهم الله من فضله فما توجيهكم لهؤلاء؟

    الجواب: توجيهنا لهؤلاء أن يتقوا الله عز وجل وأن يحذروا الحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والحسد لا يفيد الحاسد إلا هماً وغماً؛ لأنه كلما تجددت نعمة الله على المحسود اشتعلت نار الحسد في قلبه واستحسر وعجز عن أن يحاول أن يكون مثل هذا المحسود.

    ثم إن الحسد اعتراض على قضاء الله وقدره؛ لأنه كره ما أنعم الله به على غيره، ثم إن الحسد عدوان على الآخرين على المحسودين؛ لأن الغالب أن الحاسد يسعى لكتم النعمة عن المحسود وإخفائها وغيبة المحسود والنيل من عرضه، ثم إن الحسد من أخلاق اليهود، قال الله تعالى: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ [البقرة:109] ، وقال الله تعالى أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا [النساء:54] ، وقال الله تعالى وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء:32] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تحاسدوا )، أي: لا يحسد بعضكم بعضاً.

    فالحسد خلق ذميم رذيل لا يحصل إلا من ضعف نفس وسوء ظن بالله عز وجل وحقد على المسلمين.

    1.   

    حكم التعدد في الزوجات في الإسلام وشروطه

    السؤال: بعض النساء يتضجرن من ذكر التعدد في المجالس، بل وتتغير تصرفاتهن عند ذكر التعدد فما نصيحتكم لهؤلاء النساء؟

    الجواب: تعني بالتعدد: تعدد الزوجات، والمرأة بطبيعتها تكره التعدد ويحدث لها من الغيرة ما يصل إلى حد الجنون تقريباً، وهي غير ملومة بذلك؛ لأن هذه طبيعة المرأة، لكن المرأة العاقلة لا تغلب جانب العاطفة والغيرة على جانب الحكمة والشريعة، فالشرع أباح للرجل أن يعدد بشرط أن يأمن نفسه من الجور وأن يكون قادراً على العدل، قال الله تعالى: فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا [النساء:3] يعني: ألا تجوروا، فأوجب الله الإيثار على الواحدة إذا خاف الإنسان ألا يعدل.

    والمرأة لا شك أنها إذا سمعت أن زوجها يريد أن يتزوج تتغير على زوجها، ولكن ينبغي أن توطد نفسها وتطمئنها، وتعلم أن هذا النفور والغيرة التي حصلت ستزول إذا حصل الزواج كما هو مجرب، لكن على الزوج أن يتقي الله عز وجل في إقامة العدل بين الزوجة الأولى والثانية؛ لأن بعض الأزواج إذا رغب في الثانية أجنف عن الأولى ونسي ما كان بينهما من الحياة السعيدة قبل ذلك؛ فيميل إلى الثانية أكثر، ومن كان كذلك فليستعد لهذه العقوبة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل ) والعياذ بالله العالم كلهم يشهدونه وشقه مائل؛ لأنه مال عن العدل فجوزي بمثل ذنبه. نسأل الله العافية.

    السؤال: يا شيخ! العدل في النفقات في المبيت؟

    الجواب: العدل في كل ما يمكن العدل فيه في النفقة في المبيت، حتى في الجماع إذا كان قادراً.

    1.   

    حكم الزكاة في الإسلام والتحذير من التهاون في أدائها

    السؤال: يتهاون البعض في أداء الزكاة وربما لا يؤديها في وقتها، ماذا عن هذا الموضوع؟

    الجواب: الواجب على المسلم أن يؤدي الزكاة في حينها؛ لأن إيتاء الزكاة ركن من أركان الإسلام، وقد ورد الوعيد الشديد على من تهاون بها، فقال الله تعالى: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [آل عمران:180]، وجاء الحديث في مثل هذه الآية عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أن من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة -أي صُوِّر له- شجاعاً أقرع )، قال العلماء: الشجاع هو ذكر الحيات العظيم، والأقرع: هو الذي ليس في رأسه شعر لكثرة سمه قد تمرق شعره ( له زبيبتان ) أي: غدتان كالزبيبة مملوءتان من السم. ( يأخذ بلهزمتيه ) يعني: بلهزمتي صاحب المال، يعني: شدقيه يعضهما، يقول: ( أنا مالك أنا كنزك )، وقال الله تبارك وتعالى: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ [التوبة:34] يعني: لا يؤدون زكاتها وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ [التوبة:34-35] أعوذ بالله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767952157