الجواب: لنا في هذا السؤال نظران:
النظر الأول: في حكم المرور بين يدي المصلي، فالمرور بين يدي المصلي حرام، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه يعني: من الإثم لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه )، وفسرت الأربعين بأنها أربعين سنة، إلا إذا كان المصلي معتدياً بحيث يصلي في مكان يحجز الناس فيه كالذين يصلون في صحن المطاف والناس يطوفون، فهؤلاء ليس لهم حق، فالمرور بين أيديهم جائز؛ لأنه لا حق لهم في أن يصلوا في هذا المكان الخاص بالطائفين، وكذلك من صار يصلي في الممرات التي لابد للناس من العبور منها، كالذين يصلون على أبواب المساجد فهذا لا حرج أن تمر بين يديه إلا أن تجد مناصاً فلا تفعل.
النظر الثاني: بالنسبة للمصلي، هل يمكّن الناس من المرور بين يديه؟ إن كان له سترة فلا يدعن أحداً يمر بين يديه، أي: بينه وبين سترته؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان )، وإن لم يكن له سترة فله إلى منتهى سجوده، أي: إلى موضع جبهته، فيمر فيرد من مر من هذا المكان، فأما ما وراء ذلك فليس له حق فيه.
الجواب: هذا له وجهان:
الوجه الأول: أن تكون الصلوات التي فاتتك تركتها عمداً، فهنا لا تصليها؛ لأنك لو صليتها ألف مرة لم تقبل منك لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )، أي: مردود عليه، ومن تعمد الصلاة خارج وقتها بلا عذر شرعي فقد صلاها على غير أمر الله ورسوله فتكون مردودة عليه.
الثاني: أن يتركها لعذر، كالنسيان والنوم وما أشبه ذلك فيقضيها طالت المدة أم قصرت، لكن إذا أشكل عليه كم عددها فليبن على اليقين، فإذا قدر أنها عشر صلوات أو ثمان صلوات قضى ثمان صلوات فقط؛ لأنه متيقن، وما زاد فمشكوك فيه، والأصل في المسلم أنه يصلي ولا يدع الصلاة.
الجواب: نعم، ينطبق إذا كانت طلبت الطلاق من غير بأس، لكن يبدو من سؤالها أنها إنما سألت الطلاق لبأس، وهو ما ذكره هؤلاء عن هذا الرجل من أنه فيه كذا وكذا من العيوب التي تستوجب أن تفارقه، لكن الشأن في هؤلاء الذين خببوا المرأة على زوجها والعياذ بالله فإن هؤلاء لهم وعيد شديد، عليهم أن يتوبوا إلى الله عز وجل وأن يحاولوا الاتصال بالزوج الذي فرقوا بينه وبين زوجته فيطلبوا منه السماح؛ لأنهم اعتدوا عليه عدواناً ظاهراً.
نسأل الله العافية والسلامة.
الجواب: أحب أن لا يهتم الناس بالأحلام كثيراً؛ لأن الشيطان يمثل للنائم في منامه أشياء كثيرة غريبة مزعجة مؤلمة؛ لأن الشيطان عدو للإنسان، فهو يحدث كل شيء يزعج الإنسان، قال الله تبارك وتعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا [فاطر:6]، وقال تعالى: إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شيئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [المجادلة:10]، فالشيطان يُري الإنسان في منامه أشياء مزعجة في نفسه أو في أهله أو في مجتمعه، ودواء هذا أن يتفل الإنسان عن يساره ثلاث مرات، ويقول: أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت ولا يحدث بذلك أحداً، وإذا كان على فراشه وأراد الاستمرار في النوم فلينقلب على الجانب الآخر وحينئذٍ لا يضره هذا الحلم شيئاً، ولا يتعب في طلب من يعبره له، ينتهي عند هذا الحد الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما إذا رأى ما يسره فإذا رأى ما يسره فليستبشر بالخير وليعبره على ما يطرأ في باله وقلبه ويرجى أن الله سبحانه وتعالى يجعله واقعاً على حسب ما رأى في منامه وعبره في كلامه، فلا ينبغي للإنسان أن ينساب وراء الأحلام، فإنه إن فعل ذلك تسلط عليه الشيطان، ومن هذا أن بعض الناس يرى أمواتاً له ماتوا قديماً أو قريباً يراهم في حال مزعجة مؤلمة فيتألم، وهذا أيضاً من الشيطان، فليتفل عن يساره ثلاث مرات، ويقول: اللهم إني أعوذ بك من شر الشيطان ومن شر ما رأيت ولا يخبر أحداً. أو يرى أحياناً أباه أو أمه يقول: يا بني تصدق لي، حج لي، اعتمر لي، فهذا أيضاً لا عبرة به إطلاقاً ولا تلتفت إليه؛ لأن الإنسان أحياناً يفكر دائماً في أبيه أو أمه الميتة، ومع كثرة التفكير يتصور الشيطان بصورتها أو صورة الأب، ويقول: افعل كذا افعل كذا، والأحكام الشرعية لا تثبت بالمرائي أبداً، نعم إن رأى إنسان رؤيا وقامت القرينة على صدقها فحينئذ يعمل بها من أجل القرينة.
الجواب: نعم، يجوز هذا إذا كان عن ظهر قلب؛ لأن القرآن لا يحرم على المحدث إلا من عليه جنابة، فإنه لا يقرأ القرآن حتى يغتسل، وأما قراءة القرآن على غير وضوء فلا بأس بذلك إذا لم يمس المصحف؛ لأن المصحف بغير وضوء منهي عنه، ففي حديث عمرو بن حزم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( كتب أن لا يمس القرآن إلا طاهر ).
الجواب: هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والصيد جائز ليلاً ونهاراً، إلا أنه في الليل على خطر، لأن الإنسان قد يتجشم شجرة تؤذيه أو حفرة يقع فيها لشفقته على إدراك الصيد، أما من حيث الصيد نفسه فإنه حلال ليلاً ونهاراً، قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا [البقرة:29]، ولم يقيد زمناً دون زمن.
الجواب: إذا بقيت رائحة البخور فلا فرق بين البخور وبين الدهون، أما إذا لم تظهر كما هو الغالب أن البخور لا يظهر إلا لمن دنا جداً من الإنسان وشم لباسه من شم ثيابه، فهو لا شك أدنى من الدهن، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا صلاة العشاء )، ولم يقل: فلا تخرج من بيتها. فالمهم أنه إن كانت رائحة البخور فائحة تشم إذا مرت من عند الرجال فحرام عليها وإلا فلا.
الجواب: نعم في هذا شيء؛ لأن هذا خلاف السنة، السنة إذا سلم الإنسان من صلاة الفريضة أن يستغفر الله ثلاث مرات، فيقول: أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ثلاث مرات في الظهر والعصر والعشاء، وأما المغرب والفجر فيقول: لا إله إلا الله عشر مرات، ثم يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، فيكون المجموع تسعة وتسعين، ثم يختم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، هذا نوع من التسبيح.
نوع آخر أن يقول: سبحان الله سبحان الله ثلاثاً وثلاثين مرة، الحمد لله ثلاثاً وثلاثين مرة، الله أكبر أربعة وثلاثين مرة، هذا نوع ثاني.
أو يقول: سبحان الله عشر مرات، والحمد لله عشر مرات، والله أكبر عشر مرات، هذا نوع ثالث.
أو يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمساً وعشرين مرة، هذا نوع رابع.
ثم إذا انتهى من هذا فليسبح الله ما شاء وليحمد الله ما شاء، لا باعتقاد أنه سنة بل اعتقاد أنه ذكر مشروع غير منهي عنه.
الجواب: التجارة في العملات النقدية لا بأس بها، لكن يجب إذا تعامل بالنقود أن يكون التقابض في المجلس من الطرفين، فإذا أردت أن تصرف دراهم سعودية بدولار أمريكي فلا بأس، لكن بشرط أن يكون التقابض من الجانبين في المجلس قبل التفرق.
الجواب: إذا أحدث الإنسان في أثناء الطواف، فمن قال من العلماء: إن الوضوء شرط لصحة الطواف، قال: يجب عليه أن ينصرف ويتوضأ ويعيد الطواف من أوله؛ لأن الطواف بطل بالحدث. ومن قال: إنه لا يشترط الوضوء وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، قال: إنه يستمر ويتم بقية الطواف ولو كان محدثاً؛ لأنه ليس هناك دليل صريح صحيح في اشتراط الوضوء في الطواف، وإذا لم يكن هناك دليل صحيح صريح فلا ينبغي أن نبطل عبادة شرع فيها الإنسان إلا بدليل شرعي، ثم إننا في هذه العصور المتأخرة لو أوجبنا على هذا الذي أحدث أثناء الطواف في أيام المواسم وقلنا: اذهب وتوضأ وارجع، ثم ذهب وتوضأ ورجع وبدأ من الأول فانتقض وضوءه، نقول: هيا افعل. والمشقة لا يتصورها الإنسان إذا وقع فيها، متى يخرج من صحن الطواف، ثم متى يجد ماءً يسيراً تناوله، الحمامات كلها مملوءة، ثم إذا رجع متى يصل، وإلزام الناس بهذه المشقة الشديدة بغير دليل صحيح صريح يقابل الإنسان به ربه يوم القيامة ليس جيداً.
ولهذا نرى أن الإنسان إذا أحدث في طوافه لا سيما في هذه الأوقات الضنكة أنه يستمر في طوافه وطوافه صحيح، وليس عند الإنسان دليل يلاقي به ربه أن شق على عباده في أمر ليس فيه شيء واضح غاية، ما هنالك: ( الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أباح فيه الكلام )، وهذا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، إنما هو موقوف على ابن عباس رضي الله عنهما، ومعلوم أن الطواف يفارق الصلاة ليس في أن الله أباح فيه الكلام، بل في أشياء كثيرة ليس في أوله تكبير ولا في آخره تسليم ولا فيه قراءة قرآن واجبة، ويجوز فيه الأكل والشرب وأشياء كثيرة يخالف فيها الصلاة.
الجواب: أولاً: يجب أن نعلم أن هذا الحديث الذي يطنطن به من يريد من النساء أن يلبسن ثياباً ليس ثياب حشمة ولا كاسيات، هذا الحديث معناه أنه لا يحل للمرأة أن تنظر إلى عورة أختها، لكن الأخت ماذا عليها من الثياب؟ يجب أن يكون عليها ثياب ساترة، حتى لا تدخل في الحديث الصحيح: ( صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها )، قال أهل العلم: كاسيات عاريات، يعني: عليها كسوة لكنها خفيفة لا تستر، أو عليها كسوة لكنها قصيرة، أو عليها كسوة لكنها ضيقة. فعورة المرأة مع المرأة كعورة الرجل مع الرجل هذا المعروف عند أهل العلم، فلا يحل للمرأة أن تنظر من المرأة الأخرى ما بين السرة والركبة، لكن على الثانية المنظورة أن تلبس الثياب التي يشرع لها لبسها وهي الثياب الساترة؛ لأن ترك النساء يستعملن من الثياب ما شئن ويقلن: إن عورة المرأة مع المرأة كعورة الرجل مع الرجل غير صحيح.
الجواب: إحضار الطعام إلى المساجد ليأكله الفقراء لا بأس به لكن لا على سبيل الدوام؛ لأنه إذا كان على سبيل الدوام فقد يصبح المسجد بيتاً ومقراً، إنما إذا كان لأمر طارئ كالإفطار في رمضان فهذا لا بأس به، بشرط أن لا يتأذى أهل المسجد ولا يتلوث المسجد، وعمل الناس اليوم على هذا، أما أن نجعل المسجد كأنه مقهى أو مطعم فهذا لا يجوز، المساجد ما بنيت لهذا، ففرق بين الأمور العارضة الطارئة وبين الأمور المستمرة الدائمة.
الجواب: القضاء والقدر إذا اجتمعتا فلكل واحد معناه، وأما إذا أفرد أحدهما فإنه يشمل الآخر، فإذا قيل: قضاء وقدر فالقضاء ما قضاه الله تعالى في الأزل وكتبه في اللوح المحفوظ، والقدر ما قدره الله فوقع، فأما إذا قيل: قضاء فقط فإنه يشمل الأمرين جميعاً، أو قيل: قدر فقط فإنه يشمل الأمرين جميعاً.
الجواب: إذا كان قد نفخت فيه الروح وهو الذي بلغ أربعة أشهر فإنه يسمى ويعق عنه، ويغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن مع المسلمين ويبعث يوم القيامة، وإن كان قبل نفخ الروح فيه -أي: قبل أربعة أشهر- فليس عنه عقيقة ولا يسمى ولا يغسل ولا يكفن ولا يدفن في المقابر، وإنما يحفر له حفرة في مكان ما ويدفن.
الجواب: الواجب أن تسلمه لورثته من الأبناء والبنات والأم والأب والزوجة أو الزوجات؛ لأنه لما توفي انتقل ملك ماله إلى ورثته، فإما أن تسلمهم القيمة وإما أن تخبرهم، وإذا سمحوا عنك برأت ذمتك.
الجواب: هذه اختلف فيها العلماء رحمهم الله، منهم من يقول: الأولى إبقاء الحديث على لفظه، فتقول المرأة: وأنا عبدك لأنها حقيقة عبد الله، فهي من عباد الله الصالحين إن كانت من الصالحات، ومنهم من قال: يراعى المعنى، فالمرأة تقول: وأنا أمتك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، وهذا أقرب إلى الصواب لأن إبقاء اللفظ وأنا عبدك يحتاج إلى تأويل، وأما وأنا أمتك فلا يحتاج إلى تأويل؛ لأنها حقيقة أمة الله عز وجل، ولهذا جاء في الحديث الصحيح: ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ).
الجواب: ليس ببدعة، هذا عمل فرح يتبع العادة، لكن لا ينبغي أن يخرج فيه إلى الإسراف والبذخ والزيادة في الإنفاق، لكن لو سأل سائل: هل يجوز أن نجعل العقيقة على هذا الوجه، بمعنى: أن نذبح العقيقة في اليوم السابع وندعو إليها الجيران والأقارب، أو نذبح العقيقة ونتصدق بها؟
الجواب: الجمع بين الصدقة وجمع الأقارب أحسن؛ لأن الصدقة فيها نفع الفقراء ولا بد من أن ينتفع الفقراء مما ذبح تقرباً لله عز وجل، واجتماع الجيران والأقارب فيه خير، فيه صلة وتعارف وتآلف وإظهار لهذه الشعيرة التي هي العقيقة.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر