الجواب: التعمق في السؤال فيما يتعلق بالعقيدة ليس هو من طريق السلف، بل كانوا يحذرون منه غاية التحذير؛ لأن أمور العقيدة أمورٌ غيبية يجب أن يتلقاها الإنسان بالتسليم دون الخوض في كيفياتها وحقيقتها، ولهذا لما سأل رجلٌ الإمام مالك رحمه الله عن قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] كيف استوى؟ فأطرق مالك رحمه الله برأسه حتى علاه الرحض، أي: حتى علاه العرق، ثم رفع رأسه فقال: يا هذا! الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعاً، ثم أمر به فأخرج من المسجد، مسجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وأما البحث عن معاني أسماء الله تعالى وصفاته وإثباتها على الوجه اللائق به جل وعلا من غير تكييفٍ ولا تمثيل، فهذا حق، وهذا منهج السلف الصالح رضي الله عنهم، هذه هي القاعدة والجادة فيما يتعلق بالعقيدة، ولكن إذا ابتليت بشخص أرغمك على أن تبحث معه، وله اصطلاحات خاصة، فعليك أن تبين الحق وألا تسكت أو تسكته، اللهم إلا إذا علمنا أنه معاند فلنا أن نسكته حتى يعرف قدر نفسه.
الجواب: لا حرج في إزالتها، لأنها بهذه الكثرة التي ذكرت تشوه الوجه بلا شك، وتوجب أن ينفر الناس من مشاهدتها، والقاعدة في هذا أن ما كان للتجميل فحرام، وما كان لإزالة العيب فحلال، الدليل الأول: ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعن الواشمة والمستوشمة والواشرة والمستوشرة )، فالوشم تلوين الجلد، والوشر حك الأسنان بالمبرد ونحوه؛ لأن هذا تجميل، ودليل الثاني وهو إزالة العيوب: أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للرجل الذي قطع أنفه أن يتخذ أنفاً من فضة، ففعل فأنتن، فأمره أن يتخذ بدل الفضة ذهباً، لأن هذا من إزالة العيب، فخذ هذه القاعدة وانتفع بها، وعلى هذا فاللاتي يحاولن أن يقلبن سواد وجوههن إلى بياض محاولتهن حرام، لأن هذا من باب تغيير خلق الله للتجميل فقط، فإن قال قائل: ماذا تقولون في تعديل الحول في العين؟ هل هو من باب التحسين أم من باب إزالة العيب؟
فالجواب: أن هذا من باب إزالة العيب فيكون جائزاً، وكذلك أيضاً لو كان في الأسنان نتوء واضح بارز يعد عيباً، فلا بأس بتقويمها حتى تساوي صفوف الأسنان الأخرى.
الجواب: نعم؛ يحرم عليها أن تتعدى الشروط التي كتبت عليها عند منحها الإقامة، فإذا كان من الشروط ألا تعمل وجب عليها ألا تعمل؛ لقول الله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ [المائدة:1]، ولقوله تعالى: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا [الإسراء:34]، وأما العمل اليسير كترقيع ثوبها، وثوب أبيها، وثياب جيرانها، فلا بأس به، لأن هذا لا يدخل في المنع فيما يظهر لنا.
الجواب: نعم؛ القول الراجح في هذه المسألة أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإن كانت الركعة الأولى فاتته دخل معهم في الركعة الثانية وسلم معهم، فيكون صلى ثلاثاً وهم صلوا أربعاً، وإن دخل معهم في الركعة الأولى جلس إذا قام الإمام إلى الرابعة، وتشهد وسلم، ثم قام مع الإمام فيما بقي من صلاة العشاء، هذا أرجح الأقوال عندي، وقيل: يدخل معهم بنية العشاء، فيقدمها على المغرب من أجل حصول الجماعة، وقيل: يصلي المغرب وحده، ثم يدخل مع الإمام فيما بقي من صلاة العشاء، فهذه ثلاثة أقوال أرجحها عندي القول الأول.
الجواب: لا يعيد الوضوء ما دام قد تمضمض واستنشق، وعم بدنه بالغسل، فلا وضوء عليه؛ لقول الله تبارك وتعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا [المائدة:6]، وهو يكفي؛ لأن الآية في سياق القيام إلى الصلاة، يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ [المائدة:6].. إلى قوله: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا [المائدة:6]، فدل ذلك على أن تطهر الجنب -أي: غسله جميع بدنه- كافٍ في رفع الجنابة.
الجواب: الكيفية الصحيحة إذا كانت الأضحية من الغنم الضأن والمعز أن يضجعها على الجانب الأيسر، ويضع رجله على رقبتها، ويمسك بيده اليسرى رأسها حتى يتبين الحلقوم، ثم يمر السكين على الحلقوم والودجين والمريء بقوة، فينهر الدم، ويقول عند الذبح: بسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، اللهم هذه عني وعن أهل بيتي. أما غير الأضحية فيفعل فيها هكذا، لكنه يقول عند الذبح قبل أن يذبح: بسم الله والله أكبر فقط.
الجواب: لا يلزمك أن تخبرهم بأنه مرابي إلا إذا كنت تريد أن تتفق أنت والجيران على نصيحته لعل الله أن يهديه، وأما فيما سوى ذلك فلا يلزمك أن تخبرهم بأنه يتعاطى بالربا، لأن صدقته عليكم مباحة بالنسبة لكم، فما بينكم وبين الصدقة مجرد عن الربا، فتكون جائزة، ورباه على نفسه، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يأكل من طعام اليهود، فأهدت إليه امرأة عام خيبر شاةً وأكل منها، ودعاه يهوديٌ في المدينة إلى خبز شعير وإهالة سنخة.
الجواب: نعم؛ شيخ الإسلام رحمه الله يرى أنه متى رؤي الهلال وجب الصوم، ومتى رؤي هلال شوال وجب الفطر، سواء رؤي في الأماكن الأخرى أم لم ير، ولا يلزم الأماكن الأخرى إذا كانت تخالف بلد الرؤية في مطالع الهلال أن يصوموا إن كان الهلال هلال رمضان، ولا أن يفطروا إن كان الهلال هلال شوال، فهو يقول رحمه الله: مطالع الهلال تختلف باتفاق أهل المعرفة بذلك، فإن اتفقت المطالع وجب اتفاق الجميع، وإن لم تتفق فلكل بلدٍ حكمه، وما قاله رحمه الله هو الصواب.
الجواب: لا يجب عليه قضاء الصلاة والصيام فيما مضى، ولكن عليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى، وأن يكثر من الطاعات؛ الصلاة.. الذكر.. الصدقات.. الصيام.. الحج.. العمرة، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وهذه قاعدة ينبغي على الإنسان أن يعتبرها، كل عبادة مؤقتة بوقت إذا أخرجها الإنسان عن وقتها بدون عذر شرعي فإنه لا يقضيها، لأنه لو قضاها لم تصح منه؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )، أي: مردودٌ عليه، ومن المعلوم أن من أخر العبادة المؤقتة عن وقتها ثم فعلها بعد خروج وقتها، فقد عمل عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله، فيكون مردوداً، وحينئذٍ لا فائدة له من فعل العبادة، بل عليه أن يتوب إلى الله عز وجل، ويرجع إليه، ويتوب الله على من تاب.
الجواب: يستفاد منها ظهور كرامة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فإن عمر بن الخطاب على -ما ذكر في الرواية- كان يخطب الناس يوم الجمعة على المنبر، فكشف له عن سارية وهو في العراق يقود سريةً معه، أن العدو حصرهم، فقال في أثناء الخطبة: يا سارية ! الجبل، يعني: اصعد الجبل لينجو به عن عدوه، فاستغرب الناس هذا القول من أمير المؤمنين عمر في أثناء الخطبة، يقول: يا سارية ! الجبل، فأخبرهم أن القضية كذا وكذا.
فيستفاد من ذلك ثبوت كرامات الأولياء، والكرامات: كل أمرٍ خارقٍ للعادة يجريه الله تبارك وتعالى على يد وليٍ من أوليائه تكريماً له وتصحيحاً لمنهجه الذي يسير عليه، وعلى هذا فتكون كل كرامة ولي آيةً ومعجزةً للرسول الذي اتبعه.
ولكن من هو الولي؟ الولي هو المؤمن التقي، قال الله تبارك وتعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:62-63]، والكرامة قد تكون لتخليص الولي من شدة، وقد تكون إعزازاً لما يدعو إليه من دين الله من جهةٍ أخرى، ويستفاد من قصة سارية أن الإنسان قائد الجيش يجب عليه أن يفعل ما يرى أنه أسلم وأصلح للجيش، فإذا حاصره العدو -وليس له به طاقة- فليلجأ إلى معاذ مغارات، أو جبال رفيعة، يسيطر منها على عدوه، ويتقي شر عدوه.
ويستفاد من ذلك أيضاً أن الخليفة هو القائد الأعلى للجيش، لأنه وجه أمره إلى قائد الجيش، وهو كذلك.
ويستفاد من هذا أيضاً أن الخبر إذا وصل إلى المخبر بأي طريق ثبت حكمه، في وقتنا الحالي قد لا تتأتى هذه الكرامة لكل إنسان، لكن الله أبدل عباده بشيءٍ مشابه وهو الاتصال الهاتفي، وكاميرات الفيديو والفواكس، فإنها ترسل الأخبار إلى المقصود بكل سهولة والحمد لله.
الجواب: ليس لها أن تزوج نفسها؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( لا نكاح إلا بولي )، وعلى وليها أن يزوجها إذا كان الخاطب كفؤاً في دينه وخلقه ورضيته، فإن امتنع انتقلت الولاية إلى من يليه من الأولياء، فإذا امتنع الأب من تزويج ابنته خاطباً كفؤاً في دينه وخلقه وقد رضيته، انتقلت الولاية إلى أبنائها إن كان لها أبناء، فإن لم يكن لها أبناء فلإخوانها الأشقاء أو لأب، فإن لم يكن لها إخوان فلأعمامها الأشقاء أو لأب، فإن لم يكن لها فإلى المعتق إن كانت رقيقة فأعتقت، فإن لم يكن فإلى الحاكم وهو القاضي، وكذلك إن كانوا موجودين وأبوا أن يزوجوا فإنها تنتقل إلى الحاكم.
الجواب: قصته كما روى السائل: (أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع نخلة، فلما صنع له المنبر، وهو أعواد من خشب لها درج، صنع من أثل الغابة، تركه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخطب على المنبر، فجعل هذا الجذع يحن كحنين العشار على أولادها، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر وجعل يسكته فسكت)، نعم، وهذه آية آيات الرسول صلى الله عليه وسلم، وليست هذه أكبر آية ولا آخر آية ولا أول آية.
الجواب: أما قول السائل: إلى يوم القيامة. فهذا لا يمكن لأحد أن يجزم به، فالأعيان مهما كانت لا يمكن للإنسان أن يجزم ببقائها إلى يوم القيامة، لكن الصدقة الجارية هي التي فعلها الميت قبل أن يموت، والمراد الشيء الثابت في المساجد والمدارس والكتب، ومساكن الفقراء وما أشبه ذلك، هذه تبقى للميت وتنفعه بعد موته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: من صدقةٍ جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له )، وأفضل هذه الثلاثة العلم الذي ينتفع به، لأن الصدقة الجارية تفنى، والولد الصالح يموت، والعلم يبقى، وإذا شئت أن تعتبر فاعتبر بالعلماء الذين ماتوا قبل مئات السنين، تجد أن كتبهم بين أيدي الناس اليوم ينتفعون بها، فكأنهم يدرسونهم، ولهذا أحث شبابنا على طلب العلم الشرعي الذي ينفعون به أنفسهم في حياتهم وبعد موتهم، وينفعون به المسلمين، بل وينفعون به الإسلام، والعلم الشرعي لا يعدله شيء، تعلم العلم الشرعي أفضل من الجهاد في سبيل الله، لأن الأمة تحتاج إليه في جميع ميادين الحياة، والجهاد دفاعٌ عن الإسلام، وينتفع به في جهة الجهاد فقط، وربما يكون الانتفاع به عاماً، لكنه ليس كالعلم، قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته. إنني أحث الشباب على تعلم العلم الشرعي المأخوذ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، مع الاستعانة على ذلك بكلام أهل العلم السابقين الذين أفنوا أعمارهم بالبحث والتنقيب في المسائل والدلائل.
الجواب: لا أعلم له أصلاً، وإنما المشروع لمن انتهى من الوضوء أن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين. وكفاية.
الجواب: المراد بالحديث فيما أشارت إليه في الرجل يتوضأ في بيته ويسبغ الوضوء ويخرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة، فإنه لا يخطو خطوة إلا رفع الله له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، تقول: اللهم صل عليه، اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، وليس كل إنسان صلى وجلس في مصلاه ولو في البيت يحصل له هذا الثواب، وعلى هذا فلا يرد ما ذكرته المرأة السائلة من فتح الباب، ومكالمة الهاتف وما أشبهها.
الجواب: نعم، الظاهر أن هذا داخل في قوله صلى الله عليه وسلم: ( انتظار الصلاة بعد الصلاة من الرباط )، لأن هذا معنى الحديث.
الجواب: لا أدري عن صحته.
الجواب: إذا كانت رائحة الزعفران باقية، فإنه لا يجوز لها أن تشرب ذلك، لأنه سيظهر ريحه على فمها، وأما إذا كانت الرائحة قد زالت بطبخه فلا حرج عليها.
الجواب: لا تعمل شيئاً؛ لأنه فات الأوان، لكن لعل هذا الشك الذي يعتريها من باب الوسواس، الإنسان ما دام أنه حين عمله يعتقد أنه أدى العمل على ما ينبغي، لا يهمه مهما حصل من الشك والوسواس بعد ذلك.
الجواب: نعم، يلزم التوبة إلى الله عز وجل، بأن تتوب إلى الله وتصلح حالها، وتحافظ على أداء الوظيفة كما ينبغي.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر