الجواب: الطواف الذي وقع من هذه المرأة لم يصح، وإذا لم يصح الطواف لم يصح السعي، وعلى هذا فهي لا تزال الآن في عمرتها، يجب عليها الآن أن تتجنب جميع محظورات الإحرام، ومنه معاشرة الزوج إن كان لها زوج، ثم تذهب إلى مكة وهي على إحرامها وتطوف وتسعى وتقصر من أجل أن تكمل العمرة، إلا إذا كانت قد اشترطت عند ابتداء الإحرام: إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، فإنها قد تحللت الآن ولكن ليس لها عمرة؛ لأنها تحللت منها.
وإنني بهذه المناسبة أنصح إخواني المسلمين من التهاون في هذه الأمور، فإن من الناس الآن من يسأل عن حجٍ أو عمرة لها سنوات، أخل فيها بركن، وجاء يسأل، سبحان الله! إن الإنسان لو ضاع له شاة لم يبت ليلته حتى يجدها، فكيف بمسائل الدين والعلم، فأقول: إن الإنسان يجب عليه:
أولاً: أن يعلم قبل أن يعمل.
ثانياً: إذا قدر أنه لم يتعلم وحصل الخلل، فالواجب المبادرة لكن بعض الناس يظن أن ما فعله صواب فلا يسأل عنه، وهذا ليس بعذر؛ لأنه إذا فعل ما يخالف الناس فقد خالف، فلا بد أن يسأل، إذ إن الأصل أن مخالفة الناس خطأ، فلو قدر مثلاً: أن إنساناً سعى، وبدأ بالمروة وختم بالصفا فهذا خالف الناس، وإذا خالف الناس فلا بد أن يسأل ولا يسكت حتى يأتي لها ذكر، فهو غير معذورٍ في الواقع ما دام فعل ما يخالف الناس، وليس معذوراً بتأخير السؤال، فعلى المرء أن يسأل، ويبادر بالسؤال، وأحياناً لا يسأل ثم تتزوج المرأة أو الرجل وهو على إحرامه، وحينئذٍ نقول: لا يصح النكاح، ولا بد من إعادته، فهذه المرأة لو فرضنا أنها تزوجت بعد أداء العمرة فالنكاح غير صحيح، يجب أن تذهب وتكمل عمرتها ثم تعود وتجدد العقد؛ لأنها تزوجت وهي على إحرامها، فالمسألة خطيرة خطيرة خطيرة.
الجواب: من الواضح جداً في عهدنا القريب أن الناس كثر فيهم الأوهام والوساوس، فإذا أصيبوا بشيءٍ عادي قالوا: هذا جن، أو هذه عين، أو هذا سحر، ونحن لا ننكر أن الجني قد يسلط على الإنسي ويتلبس به، ولا ننكر أن الإنسان قد يصاب بالعين، ولا ننكر أن الإنسان يسحر، ولكننا نريد أن لا يكون هذا وهماً بين الناس، فإذا قدر أن أحداً أصيب بذلك -نسأل الله لنا ولإخواننا المسلمين العافية- فإنه يبحث عن العلاج، وعلاج السحر أن ينقض بأن يعثر عليه ثم يتلف، وعلاج العين أن يطلب من العائن أن يغتسل، ويؤخذ الماء الذي يتناثر من غسله ويعطى المريض شرباً ورشاً على بدنه، وهذا من العلاج، وعلاج الجن قراءة الآيات التي يطرد بها الجن مثل: آية الكرسي، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ومثل بعض آيات سورة الجن، مع الاستعانة بالله عز وجل، والتوكل عليه والاعتماد عليه، والاعتقاد أن كلامه جل وعلا شفاء لما في الصدور، نسأل الله لنا ولإخواننا السلامة من شر أنفسنا ومن شر ما خلق.
الجواب: لا بأس بذلك إذا كان يعالج مشاكل دينية أو خلقية أو اجتماعية؛ لأن ضرب الأمثال بقصصٍ مفروضة غير واقعة لا بأس به، حتى إن بعض العلماء ذكر ذلك في بعض أمثلة القرآن الكريم أنها ليست واقعة لكن الله ضربها مثلاً، مثل قوله تعالى: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [النحل:76]، فلا أرى في هذا بأساً؛ لأن المقصود هو التحذير، ولكن إن حصل أن يكون عند الإنسان علمٌ من الكتاب والسنة ثم يعرض آيات فيها معالجة مشاكل ويشرحها ويفسرها ويضرب المثل عليها فهو خير، وكذلك يذكر أحاديث فيفسرها، ويضرب المثل عليها فهذا أحسن بلا شك.
الجواب: رأيي أنهما كتابان عظيمان مفيدان، فيهما عبر، وفيهما أحكام فقهية، فهما من خير المؤلفات، وابن القيم رحمه الله كما هو معلوم للجميع رجل واسع الاطلاع، سهل العبارة، سلسها، وأنا أنصح إخواني طلبة العلم بقراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم الذي هو تلميذه، وتربى على يده علماً وعملاً ودعوة، وقد أوصى بهما شيخنا عبد الرحمن بن السعدي ؛ لأنه رحمه الله انتفع بكتب الشيخين انتفاعاً كبيراً، ونحن انتفعنا بهما والحمد لله، فنشير على كل طالب علم أن يقرأهما لينتفع بهما.
الجواب: هذه هي المشكلة فالسيرة النبوية ألفت فيها كتبٌ كثيرة، ولكن بعضها ليس له سند، حيث اشتهرت بين الناس ثم كتبت في الكتب، ومن أحسن ما رأيت وأنا لم أرَ شيئاً كثيراً من كتب التاريخ والسيرة: البداية والنهاية لـابن كثير رحمه الله فإذا قرأت وأشكل عليك شيء فابحث عنه بحثاً خاصاً، مثل أن تروى قصة واقعة منسوبة للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو لغيره من الصحابة فابحث عنها وعن سندها حتى يتبين لك.
المهم أن من خير ما قرأت وأفيده في هذا الموضوع كتاب البداية والنهاية لـابن كثير رحمه الله.
الجواب: هذا السؤال سؤالٌ غريب أن الإنسان يطلب من لا تلد، وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( تزوجوا الودود الولود )، يعني: المعروفة بكثرة الولادة، كأن كانت كان قد تزوجت من قبل وعرف منها كثرة الأولاد، أو من أقاربها اللاتي عرفن بكثرة الأولاد، ولكن مع ذلك لا أرى مانعاً أن يختار الإنسان امرأةً عقيماً للاستمتاع بها، وغير ذلك من مصالحه التي يريد.
الجواب: لا حرج، إذا لم يكن له رغبة فيها وقال لها: إن شئتِ بقيتي عندي بدون قسم أو أطلقك فلا بأس، وقد وهبت سودة بنت زمعة رضي الله عنها أم المؤمنين يومها لـعائشة رضي الله عنها لأنها لها غرضٌ في ذلك، فهذه المرأة أيضاً التي رضيت بأن تسقط حقها من القسم وفضلت إسقاط حقها من القسم على طلاقها ليس عليها حرج ولا على زوجها حرج.
الجواب: ننصحها بأن تطهر لسانها من هذه الأشياء؛ لأنه يُخشى أن تصادف ساعة الإجابة فيقبل منها، وهي بدلاً من أن تدعو عليهم تدعو لهم فتقول مثلاً: افعل هذا أعانك الله، اترك هذا عصمك الله من السوء، أو ما أشبه ذلك بدلاً من التشتيم والتلعين.
الجواب: لا يأثم بهذا؛ لأن الإنسان متى أتى بواجبات الإسلام وأركان الإسلام فلا إثم عليه، لكن ينبغي ما دام الله مَنَّ عليه بحفظ القرآن أن يحرص على تلاوة القرآن؛ لأن تلاوة القرآن فيها ثوابٌ عظيم، الحرف الواحد بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، فمن يحصي الحروف في القرآن، فلا ينبغي أن يحرم نفسه من كثرة قراءة القرآن من أجل احتساب الأجر على الله عز وجل، ومن أجل إمساك القرآن؛ لأن الإنسان إذا لم يتعاهد القرآن نسيه، ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بتعاهد القرآن، وقال: ( فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها )، وهذا من حكمة الله عز وجل أن يكون القرآن ينسى سريعاً؛ لأجل أن يحرص الإنسان على تعاهده وكثرة تلاوته فيحصل له الأجر، ويزداد أجراً، وليكون هذا امتحانٌ واختبارٌ من الله عز وجل هل هو حريصٌ على كتاب الله، أو ليس بحريص، فأوصي إخواني الذين من الله عليهم بحفظ القرآن أن يكثروا من قراءته؛ لما في ذلك من إكثار الأجر والثواب عند الله عز وجل، أسأل الله أن يرزقنا جميعاً تلاوة كتابه حق تلاوته حفظاً وعلماً وعملاً.
الجواب: العلاج الناجع من الغضب ما ذكره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فإذا أحس من نفسه الغضب يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم، فيفور دمه ويتكلم بما لا يعرف، وإذا أصابه الغضب وهو قائم جلس، فإن أصابه وهو جالس اضطجع، وكذلك ينبغي أن يتوضأ ليطفئ حرارة الغضب، وكذلك ( أوصى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجلاً قال: يا رسول الله! أوصني. قال: لا تغضب، قال: أوصني قال: لا تغضب، فردد مراراً قال: لا تغضب )، فليضبط الإنسان نفسه، وليكن حليماً رزيناً.
فالدواء الآن: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، إذا كان قائماً فليقعد، وإن كان قاعداً فليضطجع، ثم أن يتوضأ أيضاً.
هناك شيء آخر -أيضاً- يسلم به الإنسان من آثار الغضب وهو أن يغادر المكان كما لو غاضبته امرأته مثلاً فليخرج ويترك البيت حتى ينطفئ غضبه، وهذا من أجل أن يحفظ نفسه من ترتب آثار الغضب، أما ما ذكره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو يمنع الغضب أصلاً.
الجواب: سلم على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكفى، قل: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم افتح لي أبوب رحمتك، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم.
الجواب: لا تعتبر سترة، لكن من مر من ورائها فلا يضر المصلي شيئاً؛ لأنه من وراء محل سجوده، والإنسان له ثلاث حالات: تارةً يضع سترة ويقرب منها، فالعبرة بما بينه وبين سترته، وتارةً يضع سترة لكن يبعد عنها، فلا حق له في هذه الحال إلا إلى موضع سجوده فقط، وتارةً لا يضع سترة، فإن كان يصلي على الفراش فسترته حد الفراش إذا كان قريباً منها، وإن كان لا يصلي إلى الفراش فحده منتهى سجوده.
الجواب: هذا ينظر أيهما أغلب، هل الأغلب أن يكون إماماً ينفع المسلمين، ويستعينوا بإمامته على أداء الصلاة، أم أنه يغلب عليه طلب المال، فالأعمال بالنيات ولكل امرئٍ ما نوى.
الجواب: أما الجماعة فلا يلزمهم شيء؛ لأنهم معذورون، وأما أنت فعليك أن تتوب إلى الله، وأن تستغفر مما جرى منك، وأن تعيد صلاتك، ويا أخي كيف تستحي من الناس ولا تستحي من الله، كيف تصلي بين يدي الله سبحانه وتعالى صلاةً لا يقبلها منك حياءً من الناس، إن الله تعالى أحق أن يستحيا منه، وأحق أن يخشى، فالواجب على من أحدث وهو إمام، أو تذكر أنه على غير وضوء أن ينصرف من الصلاة، وأن ينيب بعض المصلين ويقول: يا فلان تقدم أكمل بهم الصلاة، فإن لم يفعل، وانصرف من صلاته، وترك الناس فالناس بالخيار بين أمرين: إما أن يقدموا واحداً فيكمل بهم الصلاة، وإما أن يصلوا كل واحدٍ يصلي وحده.
الجواب: ابدأ أولاً بالمسجد النبوي أفضل؛ لأن المسجد النبوي أفضل من قباء، ثم إذا نزلت في بيتك أو في شقةٍ استأجرتها فتطهر واخرج إلى مسجد قباء، فإن من تطهر في بيته، وخرج إلى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان كمن أدى عمرة، فهذه الطريقة الأفضل، وإن بدأت بقباء لأنه على طريقك فلا حرج.
الجواب: يُنظر هل يغلب على ظنها أن الحيض أتى عليها قبل الفجر، أو يغلب على ظنها أن الحيض حصل لها بعد دخول وقت الفجر، فإذا صلت بعد طهرها الفجر احتياطاً فلا حرج.
الجواب: أرى أن تصلي في المسجد؛ لأن الظاهر أنه قريبٌ من هذا السائل، فإذا عرف أن المؤذن أذن فليصلي، وإن صلى في بيته فلا حرج؛ لأنه لم يسمع المؤذن إلا بمكبر الصوت، فلا يكون عاصياً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر ).
الجواب: نعم لا حرج، لا حرج أن الإنسان يقوم ويتهجد، وينتهي من تهجده ووتره قبل آذان الفجر بعشرين دقيقة أو بنصف ساعة أو أكثر، بل إن الأفضل أن ينام نصف الليل، ثم يقوم ثلث الليل، ثم ينام سدس الليل، وهذا هو قيام داود عليه السلام، وهو أفضل القيام كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
الجواب: لمس المرأة لا ينقض الوضوء حتى لو أن الإنسان مس زوجته، وقبلها بشهوة، ولم يحدث مذيٌ ولا مني، فإن وضوءه باقٍ؛ لأن القول الراجح من أقوال العلماء أن مس المرأة لشهوة لا ينقض الوضوء.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر