الجواب: أخاطب أولاً الأب، وأقول: إنه لا يحل له أن يمنع أولاده من زيارة أمهم، إذا كان له أن يمنعها من زيارتهم، أي: أن تزورهم هي في بيته فالبيت بيته، لكن ليس له الحق في أن يمنع أولادها أن يزوروها في بيتها، وأخشى أن يعاقب هذا الرجل الذي حال بين الأم وأولادها، بأن يحول الله تعالى بينه وبين أحبته، إما في الدنيا وإما في الآخرة، وماذا يضره إذا زار هؤلاء الأولاد أمهم في الأسبوع مرة يوماً أو يومين، أما بالنسبة للأم فعليها أن تصبر وتحتسب الأجر، وتسأل الله عز وجل أن يسخر زوجها للسماح لهم بزيارتها.
الجواب: حجه صحيح، لكن سؤاله الناس من أجل الحج غلط، ولا يحل له أن يسأل الناس مالاً يحج به، ولو كانت الفريضة، لأن هذا سؤال بلا حاجة، إذ أن العاجز ليس عليه فريضة، وسؤال الناس بلا حاجة أخشى أن يقع السائل للناس بلا حاجة في هذا الوعيد الشديد: ( أن الرجل لا يزال يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم )، والعياذ بالله، لأنه قشر وجهه بسؤال الناس، فكانت العقوبة أن قشر وجهه من أجل هذا السؤال، وليتق الله امرؤٌ في نفسه، فلا يسأل إلا عند الضرورة التي لو لم يسأل لهلك أو تضرر.
الجواب: الدف الذي يسمح به في الأعراس، وفي مناسبة قدوم الغائب، وفي أيام الأعياد، هو الذي ليس له إلا وجه واحد فقط، وأما ذو الوجهين فيسمى طبلاً ولا يجوز، ومن المعلوم أن الدف من آلة اللهو، والأصل في آلة اللهو التحريم، فلا يخرج عن هذا الأصل إلا ما جاءت به السنة، وما جاءت به السنة يجب أن يتقيد الإنسان به، فإذا جاز الدف لم يجز ما هو أعلى منه في الطرب واللهو، كالطبل والطنبور والموسيقى والرباب والعود، وهذا على سبيل التمثيل.
الجواب: لا أرى الرقص من فتاة تفتن النساء برقصها، وقد سمعنا أنه جرى أشياء منكرة إذا قامت الفتاة الشابة تتكسر وتتلوى راقصة، وأن بعض النساء قد تقوم تعتنقها وتضمها وتقبلها، وهذه فتنة، أما المرأة الكبيرة العجوز التي لا يؤبه لها كثيراً، فأرجو ألا حرج عليها إذا قامت ترقص.
الجواب: المراد بالتشبه أن يفعل الإنسان شيئاً خاصاً بالكفار، بمعنى أن من رآه ظن أنه كافر لأن حليته ولباسه حلية الكافر ولباسه، وليس كل ما فعل الكفار يكون تشبهاً إذا فعلناه، وليس كل الأطعمة التي يصنعها الكفار يكون تشبها إذا أكلناها، المراد بالتشبه أن يفعل ما يختص به الكافر، فمن تشبه بقوم فهو منهم، ولهذا لما كان لبس الرجل للبنطلون تشبها بالكفار لأن المسلمين ما كانوا يلبسونه، ثم شاع وانتشر وصار غير خاص بالكفار، صار لبسه جائزاً للرجال، وأما النساء فمعلوم أنه لا يجوز لهن لبس البنطلون، ولو عند الزوج، لأن ذلك من باب التشبه بالرجال.
الجواب: بعض الناس عندهم قسوة قلب، وليس قلبه ليناً، فتجده لا يخشع، وإن أصيب بأعظم المصائب نسأل الله العافية، قلبه متحجر كالحجارة أو أشد قسوة، ومن أسباب لين القلب: قراءة القرآن الكريم، فإنه يلين القلب، إذا قرأه الإنسان بتدبر وتمعن، ألان قلبه، بدليل قول الله تعالى: لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [الحشر:21]، لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [الحشر:21]، هذا وهو جبل حصى، ويقول ابن عبد القوي رحمه الله في داليته المشهورة:
وحافظ على درس القران فإنه يلين قلباً قاسياً مثل جلمد
ومما يلين القلب: قراءة السيرة النبوية على صاحبها أفضل السلام وأتم التحية، أتم التحية للمخلوق، فإن قراءة السيرة لها تأثير عجيب على القلب؛ لأنه يتذكر الإنسان وكأنه مع الصحابة، فيلين قلبه.
ومن أسباب لين القلب: رحمة الأطفال والتلطف معهم، فإن ذلك يلين القلب وله تأثير عجيب، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ).
ومن أسباب لين القلب: سماع المواعظ والقصائد التي تحيي القلب، ولذلك تجد الرجل إذا سمع قصيدة مؤثرة يخشع قلبه، وتدمع عينه.
ومن أسباب لين القلب: حضور القلب في الصلاة، فإن ذلك من أسباب الخشوع ولين القلب، نسأل الله تعالى أن يلين قلوبنا لذكره، وأن يعيذنا من قسوة القلب.
الجواب: هذا الشعور بالرياء من الشيطان، ليصد الإنسان عن طاعة الله عز وجل، والشيطان أعاذنا الله وإياكم منه يشم القلب، فإن وجد منه قوة على الطاعة رماه بهذا السهم، سهم الرياء، وقال: إنك مراءٍ، وإن رأى معه ضعفاً في الطاعة رماه بسهم التهاون والإعراض، حتى يدع العمل، فعلى المرء أن يكون لديه قوة ونشاط، وإذا طرأ عليه أنه يصلي رياء أو يتصدق رياء أو يقرأ رياء، فليقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وليمض ولا يهتم بهذا.
الجواب: هذا الذي ذكره السائل هو حق، وهو الذي عليه أهل العلم، أن ترك السنة لا يوجب الإثم، اللهم إلا إذا تركها كراهة لها، أو زهداً فيها، أو رأى نفسه أنه مستغن عنها أو ما أشبه ذلك فهذا له حكمه، أما مجرد أن يقول: إن الله فرض علي الفرائض والحمد لله الذي هداني لها، وإنني أقمتها على الوجه المطلوب، وأما النوافل فأنا في سعة منها، هذا لا بأس به ولا إثم عليه، لكن قد تكون السنة مؤكدة جداً جداً إلى قريب الوجوب، فهذه كره بعض العلماء أن يدعها خوفاً من الإثم، ومن ذلك ما يذكر عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال: من ترك الوتر فهو رجل سوء لا ينبغي أن تقبل له شهادة، مع أنه يرى أن الوتر سنة وليس بواجب، لكن لتأكد السنية كأن الإمام أحمد رحمه الله رأى أن تهاونه به يدل على عدم مبالاته، ولهذا قال: لا ينبغي أن تقبل له شهادة؛ لأنه إذا كان لا يبالي في الوتر مع أهميته وآكديته، فإنه قد يتهاون بالشهادة أيضاً.
الجواب: أرى أنه لا يفعل، لأن السلام ليس على المؤذن وحده بل على الجميع، لكن لا بد أن يصدر صوت يسمعه الخطيب، ولو من الصف المتقدم يردون عليه، أما أن يسكتوا كلهم فلا يجيبون الخطيب إجابة مسموعة له ففي هذا نظر، أخشى أن يأثموا جميعاً.
الجواب: وضع الساعة في اليد اليمنى أو اليسرى على حد سواء، لأن الساعة أشبه ما تكون بالخاتم، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يختتم بيده اليسرى ويده اليمنى، لكن لو أن الإنسان وضعها في اليمنى إشعاراً بأنه ملتزم -أي: ملتزم بالسنة- فهذا ينهى عنه، لأنه لم ترد السنة بوضع الساعة في اليد اليمنى، ووضعها في اليد اليسرى هو الموافق لأكثر الناس، وهو أسلم للساعة، إذ أن اليد اليمنى هي يد العمل والحركة، ولأنه غالباً أسهل للاطلاع عليها، فإذا كان الإنسان يأكل مثلاً وهي بيده اليمنى قد يكون من الصعب أن ينظر إليها، ولكن من السهل أن ينظر إلى يده اليسرى، وعلى كل حال فالأمر واسع إن شاء وضعها في اليمنى وإن شاء وضعها في اليسرى.
مداخلة: ألا يكون هذا يا فضيلة الشيخ من لباس الشهرة؟
الشيخ: هو الآن منتشر بين الناس لا توجد شهرة، الشهرة أن الإنسان يذكر ويشهر به، أما الآن فهي منتشرة.
الجواب: أعوذ بالله، أبداً، ما في بدعة حسنة، لقد قال أعلم الخلق بالشريعة وأفصح الخلق بالنطق وأنصح الخلق للخلق: ( كل بدعة ضلالة ) و(كل) من ألفاظ صيغ العموم، بل هي أقوى صيغ العموم، قال: ( كل بدعة ضلالة )، ولم يستثن شيئاً، وما فعله الإنسان وظنه بدعة حسنة، فإما ألا يكون بدعة لكنه سماه بدعة، وإما ألا يكون حسنة وهو ظنها حسنة، أما أن يتفق أنها بدعة وحسنة فهذا مستحيل، ولذلك ننكر على أولئك القوم الذين رتبوا أذكاراً معينة يقولونها في الصباح أو المساء فرادى أو جماعة ننكر عليهم، حيث رتبوا أشياء لم ترد بها السنة، مع أنهم يستحسنونها ويرون أنها فاضلة.
الجواب: لو تحرت ليلة القدر لم تنتفع، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً )، والحائض لا تقوم ليلة القدر، لأنها ممنوعة من الصلاة، لكن أرجو إذا دعت في تلك الليلة ربها عز وجل، وتعلقت بفضله ورحمته ألا تخيب.
الجواب: يجوز للمرأة أن تزكي عن حليها من مالها أو من مال زوجها أو مال أبيها أو أخيها، ودفع زكاته دراهم أنفع للفقراء، لأنها لو أخذت قطعة من حليها للفقير فقد تساوي مائة ريال، وإذا باعها الفقير يبيعها بخمسين ريالاً، فالذي نرى أن تقويم ذهب المرأة الذي تلبسه الحلي التي تملك والذي لا تلبسه، نرى أن تقدر قيمته ثم يخرج منها ربع العشر.
الجواب: النفساء كالحائض تماماً تقضي الصوم، لكن إذا طهرت من النفاس وأرادت قضاء الصوم فإن كان عليها أو على رضيعها ضرر فإنها تنتظر حتى يزول ذلك الضرر ثم تقضي، وليس كل مرضع يباح لها أن تفطر، إذا كان لا ضرر عليها ولا نقص على ابنها، فإنه يحرم عليها أن تفطر.
الجواب: لا حرج في هذا، فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أنا ابن عبد المطلب )، وقال في عمه أبي طالب : ( لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار )، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على من استأذن على الإنسان في بيته، فقال له صاحب البيت: من هذا؟ قال: أنا، فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم قول المستأذن: أنا، لأنه إذا قال: أنا لا يدرى من هو فيبقي مجهولاً، لكن المستأذن يقول: أنا فلان بن فلان، حتى يعرف بنفسه قبل أن يؤذن له.
الجواب: هذه ليست جائزة، ولا تقبل منه؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )، وصلاة الجماعة لابد فيها أن يشارك المأموم إمامه في المكان، فإن ضاق المسجد واتصلت الصفوف حتى خرجوا إلى السوق فلا بأس، أما أن يصلي الإنسان في بيته على المذياع أو على التلفاز مع الجماعة فهذا باطل، ولا تصح الصلاة، لكن هذا الرجل الذي فعل ما فعل جاهلاً أرجو الله تعالى أن يكتب له الأجر على نيته.
الجواب: هذه الشجرة شجرة الزيتون، فإنها مباركة، ويخرج منها أيضاً هذا الدهن الزيت، يكون صبغاً للآكلين يعني إداماً لهم.
الجواب: نعم، لا أرى في هذا بأساً، لأن ماء الرقية ليست به كتابة القرآن، وليس به شيء يعتبر محترماً من القرآن، إنما هو ريق القارئ يؤثر بإذن الله عز وجل.
الجواب: المراد بهذا الكفار، كما قال عز وجل في آية أخرى: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [الأنفال:55]، وقال الله تعالى عنهم: إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا [الفرقان:44]، فهم صم لا يسمعون الحق سماع انتفاع به، بكم لا يتكلمون بالحق، عمي لا يرون الحق، فهؤلاء شر الدواب عند الله عز وجل، وهم الكفار عموماً، حتى اليهود والنصارى بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم يدخلون في هذه الآية: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [الأنفال:55].
الجواب: الذي أرى أن المرأة تلتزم الحشمة، وتلبس ثوباً ضافياً واسعاً، وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن لباس نساء الصحابة في البيوت القميص الذي يستر ما بين كف اليد إلى كعب الرجل، وهذا هو الذي يليق بالمرأة المسلمة، أن تكون بعيدة عن التهتك الذي قد يؤدي إلى الفتنة، وقد جاء في الحديث الذي رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وأن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ).
وإنني بهذه المناسبة أنصح أخواتي المسلمات عن تلقي كل موضة ترد من خارج هذه البلاد في اللباس، فإنها إما جاءت من شعوب كافرة، أو من شعوب استعمرها الكفار مدة طويلة وأثروا في عاداتها، ونحن والحمد لله في هذه الجزيرة على أحسن ما يرام من اللباس، فلنقتصر عليه، ولنبتعد عن هذه الموضات، ثم إن بعض الجاهلات من النساء كلما جاءت موضة اشترتها وتركت الأول ولو كان جديداً، وأحذر النساء من مطالعة المجلات التي تعرض هذه الأزياء، فإنه لا خير فيها، يزينها الشيطان في قلب المرأة حتى تصنع مثل ذلك، أو تستأجر من يصنع لها مثل ذلك، وإذا رآها النساء تتابعن على هذه الموضة الجديدة.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر