الجواب: يمكن للإنسان أن يجمع بين هذا وهذا, فيقرأ في المدارس والمعاهد والكليات النظامية, ويقرأ على المشايخ في المساجد, ويحفظ القرآن, ولا منافاة. وفي الوقت الحاضر أرى أنه لابد من أن ينال الإنسان الشهادة؛ لأن الوظائف الآن أصبح ميزانها تلك الشهادات, ولا يمكن أن يتوصل الإنسان إلى منزلة ينفع بها المسلمين النفع المطلوب إلا بالشهادات, حتى يتمكن من أن يكون مدرساً في المعاهد والمدارس والجامعات, يتمكن أن يكون قاضياً من القضاة, يتمكن أن يكون عضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, المهم أن المجالات الآن أصبحت مبنية على الشهادة, والإنسان إذا طلب العلم لينال الشهادة لهذا الغرض. أي: لينفع المسلمين بما يحصل له من الوظائف, فإن هذه النية لا تقدح في الإخلاص؛ لأنه اتخذ هذه الشهادة وسيلة وذريعة لنيل أمر مقصود شرعي.
الجواب: إني أظن أن من أتقى الله عز وجل, واتبع هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإرشاده في أمر أولاده من ذكور وإناث في الصلاة لسبع وضربهم عليها لعشر, وسأل الله لهم الهداية, لا أظن أن الله عز وجل يخيبه في أولاده, وأنهم سيستقيمون, لكن المشكل أن بعض الناس يهمل هذه الأمانة, ولا يبالي بها صلى أولاده أم لم يصلوا, صلحوا أم فسدوا, استقاموا أم جاروا, ثم إذا كبروا عوقب بعقوقهم إياه؛ لأنه لم يتق الله فيهم, فلم يتقوا الله فيه, فلا أظن أن أحدا اتقى الله في أولاده, وسلك سبيل الشريعة في توجيههم إلا هدى الله سبحانه وتعالى أولاده.
الجواب: الحديث معناه واضح, يعني: أن الإنسان لا يتكئ على يده اليسرى, وهي خلفه جاعلاً راحته على الأرض.
مداخلة: يقول: إذا قصد الإنسان أيضاً بهذه الجلسة الاستراحة, وعدم تقليد اليهود, هل يأثم بذلك؟
الشيخ: إذا قصد هذا فليجعل اليمنى معها ويزول النهي.
الجواب: اختلف أهل العلم رحمهم الله في هذه المسألة, فمنهم من قال: إنه يحرم عليها أن تزور قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعن زائرات القبور, ومنهم من قال: لا بأس بذلك؛ لأنها وإن وقفت عند الحجرة, فإنها لم تزر القبر, إذ بينها وبين القبر جدران ثلاثة, فهي لم تصل إليه, وغاية ما هنالك أنها وقفت حول القبر, وأرى أن المسألة ما دامت قد اختلف فيها العلماء, ولم يؤثم أحد من العلماء المرأة إذا لم تزر قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, أرى ألا تزور القبر.
أولاً: أن هذا وإن كان بينها وبين القبر هذه الجدران تسمى عند الناس زيارة.
وثانياً: ما دام العلماء مختلفين في هذه المسألة, منهم من يقول: تأثم. ومنهم من يقول: لا تأثم أو تؤجر. فالسلامة أسلم, وهي إذا سلمت على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أي مكان من الأرض, فإن سلامها يبلغ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
الجواب: لا يشترط في الذكر خلف الصلوات أن يكون في المكان. قال الله عز وجل: فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ [النساء:103].
وقال عز وجل: في صلاة الجمعة فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا [الجمعة:10]. لكن أهم شيء أن يكون قلبها حاضراً عند الذكر.
الجواب: هذا ليس بصحيح, طلوع الشمس من مغربها متأخر؛ لأن الدجال , ويأجوج ومأجوج, ونزول عيسى, كلها قبل طلوع الشمس من مغربها.
الجواب: خلاصة هذا السؤال: أن امرأة سألت أخرى عن حكم مسألة شرعية, فقالت: لا أدري. وكان إلى جانبهما امرأة تعرف الحكم الشرعي, فهل تخبر هذه السائلة مع أنها لم تسألها. فالجواب: نعم تخبرها؛ لأنها محتاجة. كما لو أن المرأة سألت أخرى درهماً لتشتري به خبزاً لها. فقالت: ليس معي شيء. والأخرى معها الدرهم فتعطيها، بل هذا أبلغ؛ لأنه علم شرعي. فتقول المرأة الثالثة مثلاً: إني سمعت في نور على الدرب أن هذه المسألة حكمها كذا وكذا وحينئذ تنتفع السائلة والمسئولة.
الجواب: شكي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا, فأمر الشاكي أن يتفل عن يساره ثلاثة مرات, مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم. قال: ففعلت هذا فأذهب الله عني ما أجد. وعلى هذا فنقول للسائل: افعل هذا, إذا أحسست بالاستغراق في الهواجيس فاتفل عن يسارك ثلاثة مرات وقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, وسوف يذهب عنك ما تجد إنشاء الله.
الجواب: الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ( وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشارب والإبط والعانة والأظفار ألا تترك فوق أربعين يوماً أو قال: ليلة ). فالمسألة ليست خاصة بالأظفار, بل هي في الأظفار, وفي الإبط, وفي العانة, وفي الشارب, لا تترك فوق أربعين يوماً, ومن الخطأ أن بعض النساء خاصة تبقي أظفارها تطول, وبعضهن تقص أظفارها إلا ظفر إصبع واحدة, فتبقيه حتى يكون كرأس الحربة, وكل هذا من الجهل, وإلا فأظن أن المسلم إذا علم بحكم الله ورسوله فلن يحيد عنه, المهم ألا تترك هذه الأربعة فوق أربعين يوماً.
الجواب: ليس هنالك شيء مخصص إلا صلاة الليل, فقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستفتحها بقوله: ( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل, فاطر السماوات والأرض, عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون, اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك, إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ). والباقي يستوي فيه الفرض والنفل, فيستفتح إما بقول: ( سبحانك اللهم وبحمدك, وتبارك اسمك, وتعالى جدك, ولا إله غيرك ). وإما بقول: ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب, اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس, اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ).
مداخلة: هل يكرر دعاء الاستفتاح في صلاة الليل في كل ركعتين؟
الشيخ: نعم, دعاء الاستفتاح مشروع عند كل تكبيرة إحرام, فإذا كبرت للإحرام في فريضة أو نفل فاستفتح.
الجواب: صلاة الجنازة قال العلماء: إنه لا يستفتح لها؛ لأنها ليس فيها ركوع, ولا سجود, ولا تشهد, فهي مبنية على التخفيف, وأما صلاة العيدين, وصلاة الاستسقاء, وصلاة الجمعة, فهي كغيرها من الصلوات يستفتح لها.
الجواب: من آداب الدعاء وهو أهمها:
أن يخلص الإنسان في دعائه لله عز وجل, وأن يعلم أن الله على كل شيء قدير, أن الأمر بيده, وأنه إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون.
ثانياً: أن يحسن الظن بالله تبارك وتعالى, وأن الله سيجيب دعاءه, ولا يستحسر فيقول: دعوت ودعوت فلم يستجب لي.
ثالثاً: أن يحرص على الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, فإنها خير الدعاء وأجمعه وأنفعه.
رابعاً: أن يرفع يديه إلى الله عز وجل, في غير المواضع التي وردت السنة بعدم الرفع فيها, فإنه لا يرفع يديه فيها.
خامساً: أن يبدأ بالثناء على الله عز وجل, والصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لأن هذا من أسباب إجابة الدعاء.
أما موانع إجابة الدعاء, فمنها:
أن يدعو الإنسان ربه وهو شاك متردد.
ومنها أن يكون معتدياً في دعائه, فإن الله تعالى لا يحب المعتدين ولا يجيب دعاءهم.
ثالثاً: أن يكون آكلا للحرام لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً, وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين, فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [البقرة:172] وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون:51] ثم ذكر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر, يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب, ومطعمه حرام, وملبسه حرام, وغذي بالحرام, فأنى يستجاب لذلك ).
أما مواطن إجابة الدعاء, فمنها:
السجود, فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:( أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء, فقمن أن يستجاب لكم ). وقال: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ).
ومنها الدعاء في التشهد بعد التشهد الأخير؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما ذكر التشهد. قال: ( ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ).
ومنها الدعاء في آخر الليل, فإن الله تعالي ينزل جل وعلا إلى السماء الدنيا. فيقول: ( من يدعوني فأستجيب له, من يسألني فأعطيه, من يستغفرني فأغفر له ).
ومنها الدعاء بين الأذان والإقامة, فإنه لا يرد.
ومنها الاضطرار فإن الله تبارك وتعالى لا يرد دعوة المضطر. كما قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62].
ومنها الظلم, فإن المظلوم لا ترد دعوته. لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لـمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن, وأمره أن يأخذ الزكاة: ( إياك وكرائم أموالهم, واتق دعوة المظلوم, فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ).
الجواب: اسم الله الأعظم هو الحي القيوم, تقول: يا حي يا قيوم, يا ذا الجلال والإكرام, وقد ذكر هذان الاسمان: الحي القيوم, في ثلاثة مواضع من كتاب الله: ذكر ذلك في آية الكرسي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255]. وذكر في أول سورة آل عمران: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255]. وذكر في سورة طه من قوله تعالى: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ [طه:111].
الجواب: الواجب علينا محبتهم, واحترامهم, والذود عن أعراضهم, والسكوت عما جرى بينهم من القتال, واتهام من سبهم بالنفاق, وذلك بأنه لا أحد يجرؤ على سب الصحابة رضي الله عنهم إلا من غمسه النفاق والعياذ بالله, وإلا فكيف يسب الصحابة, وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( خير الناس قرني, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم ). وقال: ( لا تسبوا أصحابي ). ثم إن سب الصحابة قدح في الصحابة, وقدح في الشريعة, وقدح في الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وقدح في حكمة الله عز وجل, أما كونه قدح للصحابة فواضح, وأما كونه قدح في الشريعة, فلأن الذين نقلوا إلينا الشريعة هم الصحابة, وإذا كان ناقل الشريعة على الوصف الذي يسبهم به من سبهم, لم يبق للناس ثقة بشريعة الله؛ لأن بعضهم والعياذ بالله يصفهم بالفجور والكفر والفسوق, ولا يبالي أن يسب هذا السب على أشرف الصحابة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما, وأما كونه قدح برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, فلأن الصاحب على حسب حال صاحبه بالنسبة لاعتباره ومعرفة قدره, ولذلك تجد الناس إذا رأوا هذا الشخص صاحباً لفاسق, نقص اعتباره عندهم, وفي الحكمة المشهورة بل وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( المرء على دين خليله, فلينظر أحدكم من يخالل ). وفي الحكمة المشهورة المنظومة:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
وأما كونه طعن في حكمة الله, فهل من الحكمة أن يختار الله لأشرف خلقه محمد صلى الله عليه وسلم هؤلاء الأصحاب الفجرة الكفرة الفسقة، والله ليس من الحكمة.
الجواب: لا يمكن الخوض في ذات الله عز وجل؛ لأن الوصول إلى معرفة حقيقة ذات الله عز وجل مستحيلة, ومن رام ذلك فقد يقع في هلاك وشقاء, نعم نفكر ونتأمل في أسماء الله وصفاته كما قال عز وجل: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأعراف:180].
الجواب: هذا لا ينبغي, ينبغي إذا انتهى الإمام من صلاة الفريضة أن يذكر الناس ربهم عز وجل كما أمرهم فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ [النساء:103].
ثانياً: أن يصلي الناس راتبة العشاء, وقول: السائل البعدية لا معنى له؛ لأن المعروف أن صلاة العشاء ليس لها راتبة قبلية, ثم بعد ذلك تقيمون صلاة التراويح هذا هو الذي ينبغي في الترتيب.
الجواب: حكم هذا بدعة؛ لأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, والأمور التعبدية لا تؤخذ إلا من الكتاب والسنة, ما تؤخذ بالرأي ولا بعمل الناس؛ لأن الأصل في العبادات التحريم, حتى يقوم دليل على أنها عبادة مشروعة, كما قال عز وجل لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ [الجاثية:18-19]، ولقول الله تعالى: منكراً على المشركين أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21]، ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )، فالواجب الكف عن هذه البدعة, وأن يشتغل المصلون بالأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وكل منهم يذكر الله وحده.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر