هذا الثاني الذي يحتمل النقيض عند الذاكر ينقسم إلى ثلاثة أقسام: إما أن يكون الاحتمال راجحاً أو مرجوحاً أو مساوياً، فإن كان راجحاً فهو الظن، وإن كان مرجوحاً فهو الوهم، وإن كان مساوياً فهو الشك.
أنا مثلاً الآن أعتقد بأن فلاناً قدم إلى البلد لكن ما أعتقده جزماً فيه احتمال للنقيض، إلا أنه يترجح عندي أنه قادم، فنسمي هذا ظناً.
ثانياً: يترجح عندي أنه غير قادم، يسمى ظن قدومه وهماً.
ثالثاً: متردد ما عندي ترجيح لا لهذا ولا لهذا، يسمى هذا شكاً.
فصار إذا كان لا يحتمل النقيض بأي وجه علم، وإذا كان يحتمله بحسب تقدير الذاكر، فهو ثلاثة أقسام: ظن ووهم وشك، وإذا كان لا يحتمله عند الذاكر فهو اعتقاد، يعني: يكون الإنسان جازماً به ما عنده شك أو وهم..، إن طابق الواقع فصحيح وإن لم يطابق ففاسد.
قال: [ وقد علمت حدودها ] علمت حدودها بأي طريق؟ بهذا التقسيم.. إما كذا أو لا إما كذا أو لا حتى انتهى، ويمكن الآن لنا جميعاً أن نحدها:
العلم: ما لا يحتمل النقيض بوجه.
الاعتقاد: ما لا يحتمله عند الذاكر.
الاعتقاد الصحيح: ما طابق الواقع.
الاعتقاد غير الصحيح: ما لم يطابق.
الظن: ما يحتمل النقيض عند الذاكر مع الرجحان.
الوهم: ما يحتمله عند الذاكر مع المرجوحية، وليست الأرجحية.
الشك: ما يحتمله عند الذاكر مع التساوي.
هذه حدودها كما قال المؤلف.
الاعتقاد الفاسد يقول: هو تصور الشيء على غير هيئته، وليته قال: على غير ما هو عليه؛ ليشمل الهيئة والذات.
فتصور الشيء على غير ما هو عليه هذا هو الاعتقاد الفاسد، قال المؤلف: (وهو الجهل المركب)؛ لأنه مركب من جهلين: جهل بالواقع، وجهل بأنه جاهل، فالجاهل المركب جاهل بالواقع وجاهل بأنه جاهل، مثال ذلك: رجل سئل: متى كانت غزوة أحد؟ فقال: يا سبحان الله! هل في هذا شك كانت في السنة الخامسة عشرة من الهجرة، فهو جازم بخلاف الواقع، إذاً نقول: هذا جهل مركب، لأنه جهل بالواقع فإن أحداً في السنة الثالثة من الهجرة، وجاهل بأنه جاهل، فكان جهله مركباً من جهلين.
رجل آخر سئل في الأحكام الشرعية قيل له: هذا إنسان في البر ولا عنده ماء وحضرت الصلاة؛ هل يتيمم؟ قال: ما معنى يتيمم؟ قال: يعني يضرب يديه في الأرض ويمسح وجهه وكفيه، قال: لا أبداً، وما الفائدة من هذا؟ إن كان ليس عنده ماء يصل من دون تيمم! فهذا الرجل حكم وعلل لكنه علل بعلة أعلته، ماذا قال؟ قال: لا فائدة من أن يضرب بالتراب ويمسح وجهه وكفيه، إذاً: لا يتيمم؛ لأنه على زعمه ما له فائدة، ماذا يعمل؟
يصلي بدون وضوء ولا تيمم، نقول لهذا الرجل: جاهل جهلاً مركباً؛ لأنه جهل الواقع وجهل أنه جاهل.
والجهل البسيط عدم العلم، أي: أنه لا يكون عند الإنسان علم، فسئل مثلاً: متى كانت غزوة أحد؟ قال: الله أعلم، فهذا في الحقيقة جاهل لكنه عالم في الواقع؛ لأنه علم قدر نفسه فنزلها منزلتها وقال: لا أدري.
سئل عن من عدم الماء هل يتيمم؟ فقال: لا أدري، الله أعلم، نقول: هذا جهل بسيط، لكن في الحقيقة عالم من وجه آخر، جاهل بالحكم عالم بقدر نفسه، ولهذا نزلها منزلتها.
وأيهما أقبح الجهل البسيط أم المركب؟
الجواب: الجهل المركب أقبح؛ لأنه عدوان على الحقائق، حيث ادعى المعرفة وهو لا يعرف، ولهذا يذكر عن حمار توما الحكيم أنه أنشد:
قال حمار الحكيم توما لو أنصف الدهر كنت أركب
لأنني جاهل بسيط وصاحبي جاهل مركب
توما الحكيم هذا رجل يسمى توما ويدعي لنفسه الحكمة والعلم، وكلما سئل عن شيء أجاب بجهل مركب، حتى إنه يقول: إن الرجل إذا تصدق ببناته على الفقراء فإنه قد فعل خيراً كثيراً، ويرجى له الثواب العظيم من الله، وأن يدخله الله الجنة، كلما شاف فقير وعنده بنت قال: تعال، بدل ما أعطيك مثلاً عشرة آلاف ريال مهراً تتزوج به أنا أعطيك بنتي، يذكرون هذا من فتواه، وهذه فتوى مخالفة للحق، تدل على جهل مركب.
ومن رام العلوم بغير شيخ يضل عن الصراط المستقيم
وتلتبس العلوم عليه حتى يكون أضل من توما الحكيم
تصدق بالبنات على رجال يريد بذاك جنات النعيم
يقول المؤلف: [ والبسيط عدم العلم، ومنه سهو وغفلة ونسيان بمعنى واحد، وهو ذهول القلب عن معلوم ].
المؤلف رحمه الله ربما نناقشه فيما قال، يقول: من الجهل البسيط السهو والغفلة والنسيان، وفي هذا القول نظر ظاهر، ويقول: الثلاثة هذه بمعنى واحد، ونحن نناقشه أولاً في كون هذه الثلاث من الجهل، وثانياً: في كون هذه الثلاث بمعنى واحد، فمثلاً: السهو إن كان سهواً عن الشيء بعد علمه فهو نسيان، وإن كان سهواً عنه بمعنى الترك الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون:5] فليس بمعنى النسيان، ولكن نقول: إن المؤلف إنما يريد السهو بالمعنى الأول.
والغفلة إن كانت إعراضاً وعدم مبالاة فليست من النسيان، وإن كانت الغفلة عن الشيء بعد علمه فهنا قد تكون بمعنى النسيان، وعلى كل فهل النسيان جهل أو تغطية بعد علم؟
لا شك أنها تغطية بعد علم، ولهذا فرق الله بينهما في القرآن فقال: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( عفي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )، فبين الجهل والنسيان فرق عظيم، فالجهل عدم العلم بالشيء، والنسيان الذهول عنه بعد علمه؛ لكن صحيح أن هذه الثلاثة يحكم لها بحكم الجهل البسيط؛ لأن الإنسان حال نسيانه بمنزلة الجاهل، إذ إنه لا يذكر، وكذلك حال غفلته هو بمنزلة الجاهل، وكذلك حال سهوه فإنه بمنزلة الجاهل، ولهذا تجد الإنسان في الصلاة إذا سها يصلي خمساً؛ لأنه جاهل بحقيقة الواقع.
الميز: مصدر ماز يميز بمعنى ميَّز، يعني: كل ما يحصل به التمييز بين الأشياء فهو العقل.
وهذا التعريف فيه نظر، انظر تتابع أهل الكلام بعضهم مع بعض، يقال: ماذا يراد بالتمييز؟ هل هو التمييز بين الضار والنافع، أم التمييز بين هذا الشيء وهذا الشيء؟ إن كان الأول فنعم، وإن كان الثاني فلا؛ لأن البهيمة تميز بين الأشياء، تأتي لها بعلفين فتأكل من هذا ولا تأكل من هذا، لو تموت جوعاً لا تأكل من هذا، وهذا تمييز.
كما أنها تميز بين صاحبها وسائسها وبين غيره، فإذا أريد مطلق التمييز فهذا ليس بصواب لدخول البهائم فيه، وإن كان المراد التمييز بين النافع والضار فهذا صحيح، ولهذا يجب أن يقيد فيقال: ما يحصل به الميز بين النافع والضار، لا بين الأعيان بعضها مع بعض، فإن هذا تشارك فيه البهائم.
وهل العقل مكتسب أم غريزة؟
يقول: [ وهو غريزة ]، وهذا صحيح أن العقل غريزة يخلقه الله عز وجل في الإنسان، ولكن مع ذلك يكون بالاكتساب، فالإطلاق بأنه غريزة باعتبار أصله صحيح، أما باعتبار نموه فليس بصحيح؛ لأن العقل بلا شك ينمو بالاكتساب، وكم من إنسان ترقى في العقل حتى وصل إلى درجة لا يبلغها أقرانه بسبب ممارسته وتنمية عقله، وكم من إنسان عاش مع البهائم ويرعى إبله وغنمه لا يكون عنده من العقل مثل ما عند المدنيين، وهذا واضح.
عقول العسكريين ليست كعقول المدنيين، عقول تجار البز ليست كعقول تجار الذهب مثلاً، فالعقل بلا شك أصله غريزة، وما معنى غريزة؟ يعني: جبلة وطبيعة، لكنه ينمو بحسب الحال المحتفة بصاحبه.
يقول: [ وهو غريزة، وبعض العلوم الضرورية ] يعني: وهو بعض العلوم الضرورية، وهذا فيه نظر من وجهين:
الوجه الأول: كلمة (بعض) هل هي مبينة أم غير مبينة؟ الجواب: غير مبينة، لأن البعض كلمة مبهمة، فلو قلت: جاءني بعض الناس، فليس هذا كافياً في تعيينهم.
المؤلف يقول: العقل بعض العلوم الضرورية، فما هو البعض هذا؟ لا ندري، فلا يستقيم هذا التعريف.
الشيء الثاني: أننا لا نسلم أن العلم هو العقل، بل العقل آلة الإدراك الذي هو العلم، وفرق بين العلم وبين ما يحصل به العلم، وإذا كان المؤلف قال في حد العلم فيما سبق أنه لا يدخل فيه إدراك الحواس، وتوصل إلى هذه الدقة، فكيف يقول هنا إنه بعض العلوم الضرورية، مع أن العلم ليس هو العقل بلا شك، فالعلم شيء والعقل شيء آخر، العقل يدرك به الشيء، فهو آلة الإدراك وليس هو الإدراك، والعلم مدرك يحصل بالممارسة وبالنظر في الأشياء كما قال الله تعالى: فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا [الحج:46]، فهي آلة الإدراك، فتبين أن قوله في تعريف العقل بأنه بعض العلوم الضرورية فيه نظر من وجهين:
الوجه الأول: الإبهام في التعريف في كلمة (بعض).
والثاني: دعوى أنه من العلوم، وهذا ليس بصواب؛ لأن العقل ليس هو العلم بل آلة العلم، أي: الآلة التي يحصل بها الإدراك.
أي: محل العقل القلب ولكن له اتصال بالدماغ، وهذه المسألة فيها خلاف بين العلماء:
منهم من قال: إن محل العقل الدماغ.
ومنهم من قال: إن محل العقل القلب وأطلق.
ومنهم من قال: محله القلب وله اتصال بالدماغ.
ومنهم من قال: محله الدماغ لكن القلب هو المصرف المدبر، وإلا فالأصل أن تصور الأشياء وتخيلها في الدماغ، فالدماغ للقلب بمنزلة السكرتير يلخص الأشياء ويزينها ويعدلها ثم يقدمها للملك يقول: ماذا ترى بارك الله فيك؟ فالدماغ آلة التصور والتخيل، والقلب آلة التدبير، يقول: نفذ أو لا تنفذ.
هذا القول الأخير ما ذكره المؤلف لكن هو القول الذي تطمئن إليه النفس من جهة الطب ومن جهة النصوص، يعني: هذا هو القول الذي يجمع بين الطب وبين النصوص، وأما عندكم في الحاشية منسوباً إلى الأطباء فهذا فيه نظر! فالأطباء لا يعترفون أن العقل في القلب، يقولون: إن العقل في الدماغ، وأن الذي يدبر البدن هو المخ الذي في الدماغ، وليس للقلب هذا إلا أنه مضخة للدم، ولكن القول الراجح الذي يجمع بين الطب وبين النصوص هو أن نقول: إن العقل محله القلب، ودليل ذلك من القرآن والسنة قوله تعالى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا [الحج:46]، فجعل العقل بالقلب، فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا [الحج:46]، فكما أن محل السمع الأذن كذلك محل العقل القلب، ثم قال: فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج:46]، فنص على أن العقل بالقلب، وأن القلب في الصدر، وهذا نص صريح واضح.
وأما من السنة فقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ) وهذا نصح صريح بأن المدبر لأركان البدن هو القلب، أما الأطباء فيقولون: إن المخ إذا اختل اختل كل ما في الإنسان، أحياناً يختل الإحساس وأحياناً تختل الحركة وأحياناً يختل العقل، حسب ما يكون موضع الخلل في هذا الدماغ؛ لأن الدماغ -سبحان الله العظيم- عروق متشابكة، إذا رأيت صورته تقول: سبحان أحسن الخالقين، كل شيء من هذه العروق له وظيفة خاصة لا يشاركه فيها الآخر، وهذه الوظائف تعمل مجتمعة ومتفرقة، وتختل مجتمعة ومتفرقة، وعلى هذا فنقول:
نحن نوافقكم أيها الأطباء في أن التصور يكون في المخ، إذا فسد المخ فسد التصور، وحينئذٍ يبقى الملك الذي هو القلب معطلاً ما فيه سكرتير يدفع له الأوراق حتى يسجل عليها تمشي أم تبقى، فمعلوم أنه إذا اختلت هذه الآلة التي هي التصور سيختل التدبير بلا شك، فهذا هو الذي يجمع فيه بين ما جاء في القرآن والسنة وبين أقوال الأطباء اليوم، وقد أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كلامه، وهو أحسن مما قال المؤلف أن محله القلب وله اتصال بالدماغ، إلا أن يراد بالاتصال بالدماغ التصور، فإذا أريد هذا صار موافقاً لما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ، والله أعلم.
وقوله: (كالمدرك به) يعني كالمدرك بالعقل، وهذا اعتراف من المؤلف رحمه الله بأن العقل آلة الإدراك، فلا يكون هو العلم، يعني: كما أن المدرك بالعقول يختلف فالعقول أيضاً تختلف.
على كل حال سواء ذكر هذا من باب التلازم أي: أنه من لازم اختلاف المدرك بالعقل أن تختلف العقول، أو ذكره ليقيس الخفي بالجلي، فإننا نقول: إن المدرك بالعقول يختلف، فعلمي بوجود الخالق وبأن الواحد نصف الاثنين، ليس كعلمي بوجوب النية في الطهارة أو وجوب قراءة الفاتحة على المأموم أو ما أشبه ذلك.
كذلك أيضاً الأمور العقلية التي لا يمكن التخلص منها ليست كالأمور العقلية التي تحتاج إلى مقدمات ونتائج، فقول العرب مثلاً: فلان كثير الرماد، الإنسان العاقل يدرك بهذه العبارة أن الرجل كريم، لكن بعد ذكر لوازم ومقدمات بأن كثرة الرماد يدل على كثرة الإيقاد، وكثرة الإيقاد يدل على كثرة الموقد عليه وهو اللحم والطعام، وكثرة الطعام يدل على كثرة الآكلين، وكثرة الآكلين تدل على كثرة الضيفان، وكثرة الضيفان تدل على الكرم، انظر الآن مقدمات متعددة حتى وصلنا إلى الغاية، بخلاف المعقولات التي يعقلها الإنسان بأول وهلة كقولنا: كل حادث لابد له من محدث، فإدراكنا أن كل حادث لابد له من محدث ليس كإدراكنا أن من كثر رماده كثر ضيفانه وهو دليل على الكرم، فحينئذٍ نقول: هل العقول تختلف؟
الجواب: نعم لا شك.
وهل المدرك بالعقول يختلف أو إدراك الشيء بالعقل سواء؟ نقول: إنه يختلف.
وبعد هذا كله تجدون أن البحث في هذا فائدته أكبر من العقل أو أقل؟
الحقيقة الفائدة الآن ماذا حصلنا منها؟ ما حصلنا شيئاً، فرحمة الله على أهل العلم، يعني: هذه المسائل كما قال شيخ الإسلام لا يحتاج إليها الذكي أبداً، والبليد لا ينتفع منها، لو تشرح لواحد مثلاً الآن أن العقل يختلف والمعقولات تختلف يريد مدة لأجل أن يفهم هذا الشيء، والذكي لا يحتاج إلى هذا ولا ينتفع به.
الجواب: لا، غير صحيح قطعاً، لأن المدرك بالحواس يختلف، فإدراكي للشيء الذي رائحته قبيحة جداً ليس كإدراكي للشيء الذي قبح رائحته خفيفة، ثم الناس أيضاً تختلف إدراكاتهم بحواسهم، إنسان ما شاء الله إذا مر من عند البيت قال: هؤلاء ما شاء الله عندهم لحم مشو، يشم رائحة اللحم المشوي وهو بالسوق وذلك بالبيت، وواحد يمكن لو تقدم له قدراً مغطى لا يدرك أن اللحم مشو.
وهل الإحساس يختلف أم لا يختلف؟ على رأي المؤلف لا يختلف، والصحيح بلا شك أنه يختلف، والخلاف في هذا أمره سهل وهين، نحن نعرف بإحساسنا أن الشيء أحياناً ندركه جيداً ويكون إحساسنا مرهفاً، وأحياناً يكون الأمر بالعكس، الإنسان الذي فيه زكمة هل إحساسه مثلما إذا كان سليماً منها؟ لا، الإنسان الذي أنامله باردة يمكن أن يملس الشيء ولا يحس به، لكن إذا كانت الأنامل حارة يحس بالشيء ويدركه جيداً، فالإحساس إذاً يختلف، والمدرك بالحواس يختلف بلا شك. والله أعلم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر