إسلام ويب

مختصر التحرير [21]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • معرفة أدوات الشرط وأشباهها من الأمور المهمة لطالب أصول الفقه، وذلك لكثرة ورودها واستعمالها في الشرعيات، ولأجل اختلاف معانيها واستعمالها كان لابد من معرفتها.

    1.   

    أدوات الشرط وأشباهها

    قال المؤلف رحمه الله: [إذا: تأتي لمفاجأة حرفًا، وظرفًا لمستقبل؛ لا ماض وحال، متضمنةً معنى الشرط غالبًا].

    (إذا) تأتي لمفاجأة وتكون حرفاً، وهو كثير، مر علينا في التفسير: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ [يس:37]، إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ [يس:29] نقول: هي حرف دال على المفاجأة.

    وتأتي أيضاً ظرفاً لمستقبل، وهو كثير، مثل: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ [النصر:1]، إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82].

    ولا تأتي للحال ولا للماضي؛ لأن الحال له (إذاً)، والمستقبل له (إذ).

    وقوله: (متضمنةً معنى الشرط غالبًا)، يعني: أنها تتضمن معنى الشرط، وهذا هو الغالب، وربما يكون المراد بها مجرد الوقت، فتقول: أجيئك إذا جاء زيد، فإن (إذا) هنا غير متضمنة معنى الشرط، بل المعنى: أجيئك وقت مجيء زيد، لكن الغالب أنها تتضمن معنى الشرط ويكون لها فعل شرط وجواب، هذا هو الغالب، لكن قد تأتي مراداً بها مطلق الوقت.

    قال المؤلف: [ إذ: اسم لماض، وفي قول: ومستقبل، ظرفًا، ومفعولًا به وبدلًا منه، ولتعليل ومفاجأة حرفًا].

    يعني (إذ) اسم ظرف لما مضى.

    قوله: (وفي قول) إذا قال المؤلف: (وفي قول) فالقولان متساويان.

    فقوله: (وفي قول: ومستقبل)، يعني: تأتي لمستقبل لكنه قليل، ومنه قوله تعالى: فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ [غافر:70-72] قالوا: إن (إذ) هنا بمعنى (إذا)، أي: فسوف يعلمون إذ الأغلال، يعني: إذا صارت الأغلال في أعناقهم.

    وتأتي أيضاً ظرفاً، وتأتي مفعولاً به، ودائماً في مثل: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ [الزخرف:26]، وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ [البقرة:30] نعربها مفعولاً به، يعني: اذكر إذ.. إلخ.

    قوله: (وتأتي بدلاً منه)، أي: بدلاً من المفعول به، فيُذكر المفعول به أولاً ثم يؤتى بـ (إذ) بدلاً منه، فتقول مثلاً: اذكر زيداً إذ قال كذا وكذا، فتكون بدلاً من المفعول به.

    قوله: (ولتعليل ومفاجأة حرفًا)، يعني: وتأتي للتعليل فتكون حرفاً، وتأتي للمفاجأة أيضاً فتكون حرفاً.

    مثالها للتعليل أن تقول: أكرمتُ زيداً إذ أكرمني، أي: لأنه أكرمني.

    ومثال المفاجأة ما ذكر في الشرح من قول الشاعر:

    فبينما العسر إذ دارت مياسير

    يعني: بينما العسر حاصل فاجأت المياسير.

    معنى (لو) و(لولا)

    قال المؤلف رحمه الله: [لو: حرف امتناع لامتناع، وتأتي شرطًا لماض فيصرف المضارع إليه، ولمستقبل قليلًا فيصرف الماضي إليه، ولتمن وعرض وتحضيض وتقليل ومصدري].

    لو: حرف امتناع لامتناع، تقول: لو زرتني لأكرمتك، ففيه امتناع لامتناع، فإن قيل: ما الذي امتنع؟

    فالجواب: يكون الجزاء هو الذي يمتنع لامتناع الشرط، فقولك: لو زرتني لأكرمتك، امتنع الإكرام لامتناع الزيارة.

    قوله: (وتأتي شرطًا لماض) كالمثال الذي ذكرنا.

    وقوله: (فيصرف المضارع إليه) يعني: لو وليها، فإذا قلت: لو زرتني لأكرمتك فهو ماض، فإذا قلت: لو تزورني لأكرمتك، هذا مضارع لكنه بمعنى الماضي، وهذا معنى أن يصرف المضارع إلى الماضي إذا وليها.

    فقول المؤلف: (وتأتي شرطًا لماض فيصرف المضارع إليه) يعني: لو وليها مضارع فإنه يصرف إلى الماضي، فإذا قلت: لو تزورني لأكرمتك، صار كقولك: لو زرتني لأكرمتك، والاستقبال هنا ليس من الفعل ولكنه من الشرط؛ لأن الشرط يحول الماضي إلى مستقبل.

    قوله: (ولمستقبل قليلًا فيصرف الماضي إليه)، ومثاله: وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ [يوسف:17].

    هذا لا شك أنه ماض، لكن يقول: إنه يُصرف الماضي إلى المستقبل، وهذا في النفس منه شيء، لأن قوله: وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ [يوسف:17] الظاهر أنه فيما مضى.

    قول المؤلف: (ولتمن) يعني: تأتي (لو) للتمني، مثل قوله تعالى: فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الشعراء:102]، يتمنون أن لهم كرة، ولكن لا يحصل هذا!

    قوله: (وعرض)، أي وتأتي لعرض، مثل أن تقول: لو تأتنا اليوم.

    قوله: (وتحضيض) التحضيض هو العرض بشدة.

    قوله: (وتقليل)، مثل حديث ( أولم ولو بشاة ).

    قوله: (ومصدري)، مثل: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ [القلم:9] يعني: ودوا أن تدهن.

    أما (لولا) فيقول: [لولا: حرف يقتضي في جملة اسمية امتناع جوابه لوجود شرط]، ومثاله:

    والله لولا الله ما اهتدينا

    وقوله: (في جملة اسمية) هذه جملة اسمية: لولا الله ما اهتدينا، والذي امتنع انتفاء اهتدائنا لوجود الله عز وجل.

    وتقول: لولا أبوك لأهنتك، هنا امتنعت الإهانة لوجود الأب.

    قال: (وفي مضارعية تحضيضًا) يعني: إذا دخل على جملة فعل مضارع اقتضى التحضيض، ومثاله: قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ [القلم:28]، هذا تحضيض.

    قال: [وفي ماضية] يعني إذا كان على ماض تقتضي [توبيخاً وعرضاً]، مثاله: لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ [النور:13]، هذه للتوبيخ، يعني: يوبخهم أن قالوا ما قالوا بدون أن يأتوا بشهود.

    والعرض مثل: لولا جاء زيد.

    وقوله: لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ [المنافقون:10] .

    هذه يمكن أن تكون للعرض أو للتمني، إن جعلناها للعرض فهي مطابقة للمثال، وإن جعلناها للتمني -بمعنى: تمنى أن الله تعالى يؤخره ليصدق- لم تصح.

    على كل حال! هذه المعاني يعينها السياق، فاللفظ واحد لكن يعينه السياق.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768275358