أما بعد:
فننتقل إلى ما وعدت أن أتكلم عليه ألا وهو إخراج المشركين، إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، وكما قلت: إن الأحاديث بذلك صحيحة، وتقدمت معنا عند وصية النبي عليه الصلاة والسلام في حديث الصحيحين وغيرهما من رواية عبد الله بن عباس ، وستأتينا، قال: أوصى عليه الصلاة والسلام قبل موته بثلاث في مرض موته: ( أخرجوا اليهود والنصارى، أخرجوا المشركين من جزيرة العرب )، هذه أولها كما تقدم معنا، والوصية الثانية: ( أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم به )، ولوصية الثالثة سكت عنها من قبل الرواة، وتحتمل أربعة أمور ذكرتها، ثم ذكرت غيرها من الوصايا فيما تقدم في وصية النبي عليه الصلاة والسلام، وقلت: هذه الرواية متواترة ووردت من طرق كثيرة عن صحابة كثيرين رضوان الله عليهم أجمعين، لابد من سردها وبيانها لمعرفة هذا الحكم الشرعي الذي جهله كثير من الناس في هذا الوقت، وتغيرت الأوضاع، ونسأل الله أن يفرج عن المسلمين والمسلمات إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
إخوتي الكرام! أمر نبينا عليه الصلاة والسلام بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، وجزيرة العرب سوف يأتي حدها وبيانها إن شاء الله، فهي تبدأ من عدن أبين، وهي آخر حجر في بلاد اليمن، من عدن إلى حدود العراق طولاً، ومن ساحل جدة إلى بلاد الشام عرضاً، هذه كلها جزيرة العرب، فما ينبغي أن يكون فيها مشرك يهودي ولا نصراني ولا وثني من باب أولى، وقد ذكر أئمتنا هذا التعريف، وهذا لا خلاف فيه في ضبط جزيرة العرب وتحديدها في المذاهب الأربعة المتبعة.
يذكر الحنفية ضبط جزيرة العرب في ثلاثة أبيات من الشعر كما في رد المحتار على الدر المختار للإمام محمد بن عابدين عليه وعلى جميع المسلمين رحمات رب العالمين، انظروا كلامه في الجزء الرابع في صفحة ثلاث ومائتين، وفي صفحة ثمان ومائتين، يقول عليه رحمة الله:
جزيرة هذه الأعراب حدت لحد علمه للحشر باقي
أي: هذا العلم يبقى ثابتاً إلى قيام الساعة.
فأما الطول عند محققيه فمن عدن إلى ربو العراق
إلى بلاد العراق المرتفعة، هذا في الطول.
وساحل جُدة إن سرت عرضاً إلى أرض الشآم بالاتفاق
وجدة تقال كما قال علماء اللغة: بضم الجيم جُدة، أما جَدة وجِدة فهذا خلاف الضبط اللغوي لها في كتب اللغة.
إذاً: على القول الثاني جزيرة العرب خصوص الحجاز، واسمعوا الروايات التي تدل على القولين، ثم بعد ذلك أبين أن المراد من جزيرة العرب الإطلاق والعموم، وليس المراد خصوص الحجاز، ولا ينفي هذا عدم إخراجهم من اليمن؛ لأن إخراجهم يكون مرحلة مرحلة، فكونهم لم يخرجوا في زمن عمر مثلاً من اليمن لا يدل على أنهم لا يخرجون إلا من بلاد الحجاز فقط، فقد أخرجوا من نجران، والنبي عليه الصلاة والسلام أمر بإخراجهم من نجران.
إذاً: ليس هذا خاصاً بمكة والمدينة المنورة ومخاليف وقرى هاتين البلدتين المباركتين، وإن ذهب إلى ذلك إمامان جليلان الشافعي وأحمد عليهم جميعاً رحمة الله، وأما الإمام مالك فقال: أرى أن يُجلوا من جزيرة العرب كلها بالتحديد الذي تقدم معنا، وهو قول الإمام أبي حنيفة .
والأحاديث التي سأسردها عليكم، وكما قلت هي متواترة، وسأسرد عشرة أحاديث، وذلك يصدق عليها وصف التواتر قطعاً وجزماً، تقرر أنه يجب أن يخرج المشركون من يهود ونصارى وغيرهم من جزيرة العرب، ومن بلاد الحجاز، وتخصيص الحجاز لا يعني تخصيص ذلك العموم، إنما هذا مما يدخل في ذلك العموم، والعلم عند الحي القيوم.
وقد قرر أهل المذاهب الأربعة المتبعة أنه يكره مصافحة المشركين؛ لوصف الله لهم بالنجاسة، لكن لا يجب الوضوء من ذلك، لأنه نجس بنص القرآن: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ [التوبة:28]، فكيف يصافح؟ فـالحسن البصري يقول: إذا صافحت مشركاً يجب عليك أن تتوضأ، فحاله أشنع من الخنزير، فلو مسك الخنزير لا يجب عليه أن يتوضأ، والحسن البصري يوجب الوضوء من مسّ المشرك في حال مصافحته، وأئمتنا كما قلت: كرهوا مصافحة المشرك ولم يقولوا: إن ذلك ناقض للوضوء، أو يجب غسل اليد عند مصافحته.
وحقيقة النفس تتقزز منه بعد إخبار الله عنه بأنه نجس، وانتبهوا لهذه البلاغة القرآنية، وهذه الدلالة الربانية، فقوله: (إنما المشركون نجس) مبتدأ وخبر، إنما: كافة ومكفوفة لا عمل لها، المشركون: مبتدأ، نجس: خبر، فقد حصر المشركين في النجاسة، أي أنهم عين النجس، هم حقيقة النجس، لا وصف لهم إلا هذا، (إنما المشركون نجس)، فإذا كانوا كذلك فكيف تطيب نفس الإنسان أن يصافح نجساً؟! وكيف تطيب نفس الإنسان أن يدخل هذا النجس إلى البلدة التي طهرها نبينا عليه الصلاة والسلام، وشع فيها نور الإسلام؟! هذا فيه منقصة لها، فلا يمكن إذن ليهودي ولا لنصراني أن يدخل جزيرة العرب إلا لمصلحة لا تزيد على ثلاثة أيام، وإذا انتهت يقال له: فارقها إلى مِصر آخر وإن كان في جزيرة العرب؛ لئلا تطول مدتك في مِصر واحد ثلاثة أيام، وعليه فلو قدر أنه جاء لمصلحة شرعية إلى بلد في جزيرة العرب وانتهت الأيام الثلاثة فنقول له: انتقل لبلد أخرى، والمفاوضة تكون هناك، أما هذه البلدة فلا يمكن أن تقيم فيها أكثر من ثلاثة أيام؛ لئلا لا تستوطن ونحن قد أمرنا بإخراجك، وهذا الذي نفذ في وقت النبي عليه الصلاة والسلام، وتمم التنفيذ عمر بن الخطاب بعد وفاة نبينا عليه الصلاة والسلام عليه وعلى آله وصحبه صلوات الله وسلامه.
إخوتي الكرام! هذه روايات -كما قلت- تدل على إخراج اليهود والنصارى والمشركين من جزيرة العرب، ولا يخفى عليكم أحوال المسلمين في هذا الحين، والذي ابتلي -وكلنا في بلاء- ويحاول التخلص منهم، فإن شاء الله يرجى له الخير، لكن المشكلة من ابتلي بهم ويستزيد منهم، ولا يرى في ذلك منقصة ولا غضاضة، فأسأل الله أن يحشره معهم، وهو في بلاء، ولا شك أن الأمة الإسلامية في بلاء من شرقها لغربها، لكن إذا عرف الإنسان أنه في بلاء وحاول التخلص منه، فهذه نعمة، لكن إذا قال: هذا البلاء الذي نحن فيه لن نخرج عنه، بل سنستزيد منه، وكل من يريد توعية الأمة ضربناه بيد من حديد، هذا في الحقيقة هو البلاء الذي لا يطاق، فإن أول طريق للخلاص من الضلال أن يشعر الإنسان أنه على ضلال ومتاهة، والأمة الإسلامية في انحطاط لا يعلمه إلا الله، وما أعلم أنه مرّ على الأمة الإسلامية وقت في الشناعة كهذا الوقت الذي نعيش فيه، والصالح فينا الآن الذي يعلم أنه في ضياع، يقول: إن شاء الله نتخلص خطوة خطوة، ومرحلة مرحلة، وأما إذا كان هذا الضياع يريد أن يثبته وأن يستكثر منه، فهذه هي البلية التي لا تطاق، كم يتجرأ السفهاء في هذه الأيام على دين الإسلام! ولا أدري كيف ينشر مثل هذا الكفر والردة في بلاد الإسلام! في مجلة اليمامة مثلاً يكتب أحد الناس وهو محمد جبر الحربي ، يقول أبياتاً لا تحمل إلا على أنها ردة واضحة، يقول:
أرضنا البيد غارقة
طوف الليل أرجاءها
وكساها بعسجدها الهاشمي
فدانت لعاداته معبدا
اخرجوا فالشوارع غارقة
والملوحة في لقمة العيش
والنساء سواسية
منذ تبت وحتى ظهور القناع
تشترى وتباع
وثانية تشترى لتباع
كفر بواح تحت ستار الأدب، والذي يكتب هذا ينتمي إلى مذهب من المذاهب الضالة وهو مذهب الحداثة في هذه الأيام، لكن كيف ينشر مثل هذا الكلام؟!
وكاتبة أخرى حقيرة اسمها فوزية أبو خالد ، تنشر مثل هذا في مجلة عكاظ، بعد أن سئلت: لماذا غاب صوتها الشعري وهي مثقفة واعية؟ تقول:
سؤالك طبيعي في مناخ يخاف مواجهة الطبيعة
ويحتمي منها بالقرابين
ونذر الصبايا وتعاويذ الكهنة
سؤال جميل
كتجريد الأطفال تحت بيت الدرج أو على السطوح
لاستكشاف سر همهمة الليلة السابقة
والود المفاجئ بين الكبار
بعد كل شداد النهار
سفاهة وقلة حياء، هذا هو الذي ينشر في صحفنا! نسأل الله أن يلطف بحالنا، ولذلك كما قلت نحن في متاهة، لكن الذي ضاع ويبحث عن الطريق هذا في نعمة، ولكن الذي ضاع ويقول: أنا على هدى، فهذه هي النقمة، ولن يأوي إلا إلى جهنم بعد ذلك.
أول جامع علم الحديث والأثر ابن شهاب آمر له عمر
ولفظ الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يجتمع دينان في جزيرة العرب )، قال الإمام مالك في الموطأ: قال ابن شهاب يعني الإمام الزهري : ففحص عن ذلك عمر ، أي: تحقق من هذه الرواية وتبينها وطلب الشواهد عليها، وسيأتي في رواية ستأتي أنه من ضمن من رووا هذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، فحص عن ذلك عمر حتى أتاه الثلج واليقين، الثلج: يعني برد القلب واطمئنانه بأن هذا الحديث قاله رسول الله عليه الصلاة والسلام، وليس حوله شك، حتى أتاه الثلج واليقين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يجتمع دينان في جزيرة العرب )، فأجلى يهود خيبر، أجلاهم إلى المكان الذي يمنون علينا به في هذه الأيام، وهو الصلح المزيف الذي تسمعونه في أريحا، أجلى اليهود إلى أريحا، وهذه البلدة عندهم بلدة ملعونة، فيتنازلون لنا عنها لأنهم يقولون: هذه البلدة طردوا من بلادهم التي كانوا بها إليها فهي مشئومة، لذلك سيعطون هذه البلد المشئومة إلى من يرونهم مشئومين، ثم سيستعملوننا بعد ذلك في تلك البلدة لضرب بعضنا بعضاً، لنكون شرطة لهم على أنفسنا، وهذا الذي سيقع، لكن الأمة في ضلال وعمى، ونسأل الله أن يخرجنا من الظلمات إلى النور، أجلاهم إلى تيما وأريحا، وهي البلدة التي سيمن علينا بها، أما بيت المقدس فلا يذكر، لأن عاصمة اليهود لا يتنازلون عنه طرفة عين.
إذاً: فحص حتى أتاه الثلج واليقين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يجتمع دينان في جزيرة العرب )، فأجلى يهود خيبر، والأثر رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة رضي الله عنهم أجمعين، قال: ما زال عمر يبحث حتى وجد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( لا يجتمع بجزيرة العرب دينان )، فقال عمر: من كان له من أهل الكتاب عهد -أي: من النبي عليه الصلاة والسلام- فليأتنا به، فإني مجليكم، إذا كان أحد عنده عهد خاص فليأت به حتى أوفي له به، وإلا فإني مجليكم وسأخرجكم من جزيرة العرب.
وفي بعض روايات الحديث في غير الصحيحين كما في الفتح في شرح الحديث، يقول الحافظ ابن حجر : روينا في مسند أبي يعلى وفوائد البغوي كلاهما عن يعلى بن حماد عن حماد بن سلمة ، ولفظه: قال عمر : من كان له سهم بخيبر فليحضر حتى نقسمها، فقال رئيسهم ابن أبي الحقيق : لا تخرجنا ودعنا كما أقرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ، فقال له عمر : أتراني سقط عليّ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: ضاع مني ونسيت وما حفظت: ( كيف بك إذا رقصت بك راحلتك )، يعني: أسرعت تمشي كأنها ترقص، ( كيف بك إذا رقصت بك راحلتك نحو الشام يوماً ثم يوماً ثم يوماً )، فقسمها عمر بين من كان شهد خيبر من أهل الحديبية.
وقد ثبت في صحيح البخاري وصحيح مسلم أيضاً: أنه أجلاهم إلى تيماء وإلى أريحا، أريحا من بلاد الشام، وتيماء هي من جزيرة العرب، لكنها متطرفة، وكما قلت: هذا يدل على أنهم يخرجون مرحلة مرحلة إلى أن تطهر جزيرة العرب منهم، وقد أجلاهم أيضاً من نجران رضي الله عنه وعن سائر الصحابة الكرام.
إخوتي الكرام! هذه كما قلت عشرة أحاديث تدل على أنه لا ينبغي أن يمكث مشرك من يهودي أو نصراني أو وثني من أي ملة كانت في جزيرة العرب، وما ينبغي أن يبقى أكثر من ثلاثة أيام، ويأتي لمصلحة شرعية، وما عدا هذا فيطرد، وأما الكافر الحربي فله أن يأتي إلى بلاد الإسلام الأخرى بترخيص لا يزيد على ثلاثة أيام، وإذا لم يأت بهذا الترخيص قتل أينما كان؛ لأنه حربي، فلا يأتي إلا بإذن وترخيص، وأما الذمي فلا يقتل، لكن إن جاء لجزيرة العرب لا يمكن أكثر من ثلاثة أيام ثم يرحل بعد ذلك، ويستثنى من ذلك مكة المكرمة، وأحد القولين للإمام أحمد في المدينة المنورة على منورها صلوات الله وسلامه.
إخوتي الكرام! إخراج المشركين من الحجاز هذا محل اتفاق، وما ينبغي أن يستوطنوا فيها، وإخراجهم من جزيرة العرب هو المعتمد عند أبي حنيفة والإمام مالك ، فلا يسمح لهم بالاستيطان، إنما يأتون لمصلحة ويغادرون، هذا في غير الحجاز عند هذين الإمامين، وأما الحجاز فهذا متفق عليه في الحرمين وهكذا مخاليف الحرمين أيضاً، أي: ضواحي الحرمين وما يتبعهم، هذا محل اتفاق، ثم بقية جزيرة العرب من عدن إلى العراق، ومن ساحل جدة إلى بلاد الشام، هذا المعتمد أيضاً، وهو الذي قاله الإمام مالك : أرى أن يجلوا من أرض العرب كلها؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( لا يبقى دينان في جزيرة العرب ).
والإمام ابن القيم ألف كتاباً في مجلدين لعلي ألخص هذين المجلدين في مواعظ آتية إن شاء الله، سمى هذا الكتاب: أحكام أهل الذمة، والكتاب مطبوع، وانظروا هذه المسألة بالذات وإجلاءهم من جزيرة العرب والأماكن التي يحق لهم أن يدخلوها، والتي لا يحق لهم أن يدخلوها، في المجلد الأول صفحة أربع وثمانين وما بعدها، وانظروا هذه المسألة أيضاً في المغني مع الشرح الكبير في الجزء العاشر صفحة ثلاث عشرة وستمائة فما بعدها، وانظروها في فتح القدير للكمال بن الهمام من فقه السادة الحنفية في الجزء السادس صفحة ستين وما بعدها، وفيه أنهم يمنعون أن يتخذوا أرض العرب مسكناً ووطناً مطلقاً، سواء أرض الحجاز أو غيرها.
هذا هو الحكم الشرعي في هذه المسألة التي مرت معنا.
وأما يتعلق بالأمر الثالث من خلق نبينا عليه الصلاة والسلام مع أهله وفي بيته المبارك، ألا وهو طعامه، فسيأينا الكلام عليه في الموعظة الآتية إن أحيانا الله، وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليماً كثيراً، والحمد لله رب العالمين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، اللهم ارحمهم كما ربونا صغاراً، اللهم اغفر لمشايخنا ولمن علمنا وتعلم منا، اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا، اللهم اغفر لم وقف هذا المكان المبارك، اللهم اغفر لمن عبد الله فيه، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليماً كثيراً، والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر