أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال: (رأيت
يقول النسائي رحمه الله: باب صلاة المغرب وأنها ثلاث ركعات، وقد أورد النسائي حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى بجمع، وهي المزدلفة المغرب ثلاث ركعات: (فقام وصلى المغرب ثلاث ركعات، ثم أقام وصلى العشاء ركعتين)، والمقصود من ذلك: أن الحديث اشتمل على أن المغرب ثلاث ركعات، وذكر سعيد بن جبير -الراوي عن عبد الله بن عمر- أن عبد الله بن عمر فعل في هذا المكان هذه الصلاة التي هي المغرب ثلاثاً، وبعدها العشاء ركعتين جمعاً وقصراً للعشاء، وقال: إن النبي عليه الصلاة والسلام فعل في ذلك المكان، يعني: هذا العمل الذي هو الجمع مع القصر للعشاء، وأن المغرب على ما هي عليه في الحضر والسفر لا تقصر؛ لأنها وتر النهار، ولا يدخلها القصر، بل هي ثلاث ركعات، والرباعية هي التي تقصر وترجع إلى اثنتين بالقصر كما سبق أن مر ذلك في الأحاديث الماضية.
وقبل أن نتكلم على إسناد الحديث نشير إلى رجل سبق أن مر في الأحاديث القريبة، وهو الوليد بن مسلم ذكرت، فيما مضى أنه الوليد بن مسلم الدمشقي، وهذا خطأ، وإنما هو الوليد بن مسلم بن شهاب العنبري البصري، وهو ثقة خرج حديثه البخاري في جزء القراءة، ومسلم وأبو داود والنسائي، هذا هو الراوي في الإسنادين الماضيين اللذين في أحدهما الوليد بن مسلم، وفي ثانيهما الوليد أبي بشر، فهو الوليد بن مسلم وكنيته أبو بشر، وأما الوليد بن مسلم الدمشقي فكنيته أبو العباس وهو ليس هذا، وما قلته فيما مضى هو خطأ، والصواب: أنه الوليد بن مسلم بن شهاب العنبري البصري.
محمد بن عبد الأعلى هو: الصنعاني، الذي يأتي ذكره كثيراً، يروي عن خالد بن الحارث، ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني، ثقة، خرج له مسلم، وأبو داود في كتاب القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه ، ولم يخرج له البخاري، ولا أبو داود في كتاب السنن، وإنما خرج له في كتاب القدر.
[حدثنا خالد بن الحارث].
شيخ محمد الصنعاني الذي يروي عنه في هذا الإسناد وفي أسانيد كثيرة مضت، فهو ثقة أيضاً، وقد خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
وشعبة هو ابن الحجاج، الثقة، الثبت، الذي وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو وصف رفيع، ولقب عال لم يظفر به إلا عدد قليل من المحدثين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن سلمة بن كهيل].
سلمة بن كهيل هو الحضرمي الكوفي، وهو ثقة، خرج حديثه الجماعة؛ أصحاب الكتب الستة.
[رأيت سعيد بن جبير الكوفي].
وهو ثقة، ثبت، فقيه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[أن ابن عمر ].
وهو صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو من صغار الصحابة، وهو أحد العبادلة الأربعة في الصحابة، فإذا قيل العبادلة الأربعة، فالمراد بهم: عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس، وممن يسمى عبد الله في الصحابة كثير، فإذا أطلق لفظ العبادلة فالمراد بهم هؤلاء الأربعة الذين هم من صغار الصحابة، والذين عاشوا واستفاد الناس من علمهم وحديثهم، وعبد الله بن عمر أحد السبعة المكثرين من رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين قال فيهم السيوطي في ألفيته:
والمكثرون في رواية الأثر أبو هريرة يليه ابن عمر
وأنس والبحر كالخدري وجابر وزوجة النبي
أخبرنا نصر بن علي بن نصر عن عبد الأعلى حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعشاء حتى ناداه
أورد النسائي: باب فضل صلاة العشاء، وأورد فيه حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام أعتم بصلاة العشاء، يعني: أخرها عن أول وقتها، وهذا هو الإعتام، ويأتي في بعض الأحاديث إطلاق العتمة عليها؛ لأنها تؤخر، والرسول عليه الصلاة والسلام أخر العشاء حتى ناداه عمر وقال: (نام النساء والصبيان)، وهو يشير بذلك إلى الرغبة في أدائها، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: (ليس أحد يصلي هذه الصلاة غيركم).
وليس أحد يصلي غير أهل المدينة، والمقصود من فضلها أنها إذا أخرت فإن من كان في انتظارها فهو في صلاة ما دام ينتظرها، والرسول عليه الصلاة والسلام بين في بعض الروايات أنه لولا المشقة لأخرها، فدل هذا على فضلها، وأن انتظارها فيه أجر عظيم؛ لأن منتظر الصلاة هو في صلاة ما دام ينتظر الصلاة، وتأخير صلاة العشاء مستحب إذا لم يترتب عليه مضرة، وإلا فإن الصلوات في أول وقتها أفضل، والرسول صلى الله عليه وسلم بين أن تأخير صلاة العشاء أفضل لولا ما يترتب عليه من المضرة بالتأخير على بعض الناس الذين يحتاجون إلى النوم والذين يغلبهم النوم.
اسمه واسم أبيه مكرر مع اسم جده وجد أبيه؛ لأن جده أيضاً هو نصر بن علي، لكن إذا قيل: نصر بن علي بن نصر تبين بأنه الحفيد، وهو ثقة، خرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الأعلى].
هو ابن عبد الأعلى، واسمه مثل اسم أبيه، عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وهو ثقة، وخرج له أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[حدثنا معمر].
هو معمر بن راشد الأزدي، وهو ثقة، خرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، ينسب إلى جده زهرة بن كلاب، وكلاب هو الذي يلتقي نسبه مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقال له: الزهري نسبة إلى جده زهرة بن كلاب، ويقال له: ابن شهاب نسبة إلى جده شهاب، وهنا قال: الزهري، وهو محمد بن مسلم، وهو محدث، فقيه، مكثر من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن عروة].
هو عروة بن الزبير بن العوام، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة المشهورين في عصر التابعين، والذين هم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعروة بن الزبير بن العوام، وسعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: إنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر، وأما عروة بن الزبير فهو أحد الفقهاء السبعة باتفاق؛ لأنه لا خلاف في عده في الفقهاء السبعة.
قوله: [عن عائشة رضي الله عنها].
وهي: خالته؛ لأن عروة بن الزبير هو ابن أسماء بنت أبي بكر، وعائشة خالته، وهو يروي عن خالته رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وهي: الصديقة بنت الصديق التي أنزل الله براءتها في آيات تتلى، وهي من أوعية العلم، وروت الأحاديث الكثيرة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، بل هي الوحيدة من النساء التي هي ضمن السبعة المكثرين من رواية الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ لأنهم ستة رجال وواحدة من النساء، وهم الذين ذكرتهم في بيتي السيوطي عند ذكر ابن عمر.
والمكثرون في رواية الأثر أبو هريرة يليه ابن عمر
وأنس والبحر كالخدري وجابر وزوجة النبي
وزوجة النبي هي: عائشة، فهي الوحيدة من النساء التي عُرفت بكثرة الحديث، وأما الرجال، فالستة الذين ذكرهم السيوطي في البيتين هم من المكثرين من رواية الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
أخبرنا عمرو بن يزيد حدثنا بهز بن أسد حدثنا شعبة أخبرني الحكم قال: (صلى بنا
وهنا ذكر النسائي باب صلاة العشاء في السفر، يعني: وأنها ركعتان تقصر، فقد أورد فيه حديث عبد الله بن عمر الذي مر قريباً، لكنه أورده من طريق أخرى، وفيه: أن ابن عمر صلى المغرب ثلاثاً بإقامة، وصلى بعدها العشاء، فقام وصلى العشاء ركعتين، وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، وهذا يعني: إضافة الحديث إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وابن عمر فعل كما فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام حيث جمع في المزدلفة بأذان واحد وإقامتين، وقصر الرباعية التي هي العشاء، وهذا هو محل الشاهد من إيراد الحديث؛ صلاة العشاء في السفر، أي: أنها ركعتان تقصر، حيث قصر رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الصلاة في المزدلفة وهو مسافر، وصلاها ركعتين قصراً، مع جمعها مع المغرب بأذان واحد وإقامتين.
وهو الجرمي، وهو صدوق، خرج له النسائي وحده.
[حدثنا بهز بن أسد].
وهو بهز بن أسد العمي، وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
وهو ابن الحجاج، وقد مر ذكره قريباً.
[أخبرني الحكم].
وهو ابن عتيبة الكندي الكوفي، وهو ثقة، فقيه، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[صلى بنا سعيد بن جبير ... أن عبد الله بن عمر].
وقد مر ذكرهما.
أورد النسائي حديث عبد الله بن عمر من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله في معناه، وكذلك في إسناده إلا في الحكم بن عتيبة فإنه جاء بدله سلمة بن كهيل، وسلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي هو الذي مر ذكره قريباً، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وأما بقية رجاله فهم رجال الإسناد المتقدم، فـعمرو بن يزيد يروي عن بهز بن أسد العمي عن شعبة، ثم بعد ذلك سعيد بن جبير، وعبد الله بن عمر، والفرق بين الإسنادين إنما هو بـالحكم بن عتيبة في الإسناد الأول، وسلمة بن كهيل في الإسناد الثاني.
أخبرنا قتيبة عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: باب فضل صلاة الجماعة، وفي بعض النسخ باب فضل صلاة الفجر، والأقرب أنها الفجر، وليست الجماعة؛ لأن الجماعة سيأتي لها أبواب تخصها، وهنا في هذا الكتاب الذي معنا، وفي هذه الأبواب ذكر الصلاة كلها إلا صلاة الفجر فإنه بدأ بالظهر، ثم أتى بالعصر، ثم أتى بالمغرب، ثم أتى بالعشاء، ثم الفجر، ولهذا في بعض النسخ: الفجر بدل الجماعة، وهي أقرب؛ لأن هذا مقتضى هذه الأبواب المتعددة التي شملت الصلوات كلها.
فإذاً: الفجر هي واحدة منها.
وإذا لم يكن هذا الباب لصلاة الفجر معناه أنها أهملت صلاة الفجر من بين الصلوات. ثم أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر والعصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم وهو أعلم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون)، وهو يدل على صلاة الجماعة، ويدل على صلاة الفجر؛ لأن قوله: (ويجتمعون في صلاة العصر والفجر) يتعلق بصلاة الفجر، ويدل على فضلها؛ وذلك لأن الملائكة الذين يعرجون والذين ينزلون يجتمعون في هاتين الصلاتين، يلتقي القادمون، والذاهبون، والعارجون، فهذا يدل على فضل صلاة الفجر وعلى عظم شأنها.
قوله: (يتعاقبون)، قيل: إن هذه الواو هي المعروفة بالكلمة المشهورة عند أهل اللغة لغة: أكلوني البراغيث؛ لأنه يجمع بين الضمير والاسم الظاهر، مع أنه إذا جاء الاسم الظاهر يغني عن الضمير، ووجهوا ذلك بعدة توجيهات منها: (يتعاقبون)، ثم جاء البيان بقوله: (ملائكة بالليل وملائكة بالنهار)، وقيل: إن الملائكة بدل من يتعاقبون، وأن الفاعل في يتعاقبون، وقيل: إنها على لغة: أكلوني البراغيث، والتي يجمع فيها بين الضمير وبين الاسم الظاهر.
وجاء في بعض الروايات: (إن لله ملائكة يتعاقبون؛ ملائكة بالليل وملائكة بالنهار)، وعلى هذا يكون كأن فيه رواية بالمعنى.
ومن أمثلة ذلك في القرآن: وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الذين ظلموا [طه:62]، فإن في هذا جمع بين الضمير والاسم الظاهر، وهذا يوضح أن ما جاء في الحديث مطابق لما جاء في الآية من ذكر الضمير والاسم الظاهر.
هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن مالك].
هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، صاحب المذهب المشهور، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي الزناد].
وهو عبد الله بن ذكوان، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة، وأبو الزناد هو لقب له على صيغة الكنية.
[عن الأعرج].
وهو عبد الرحمن بن هرمز، مشهور بلقبه الأعرج، ويأتي ذكره باسمه أحياناً، ولكنه يأتي كثيراً باللقب الذي هو الأعرج؛ لأنه مشتهر به، وسبق أن ذكرت فيما مضى أن فائدة معرفة ألقاب المحدثين حتى لا يظن الشخص الواحد شخصين، فيما لو ذكر مرة بلقبه ومرة باسمه، فإن من لا يعرف يظن أن الأعرج غير عبد الرحمن بن هرمز وذلك إذا جاء هذا في إسناد وهذا في إسناد، ولكن من يعرف لا يلتبس عليه الأمر، يعرف أن هذا هو هذا، ذكر أحياناً بلقبه وأحياناً باسمه ونسبه، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة رضي الله عنه].
صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد السبعة المكثرين من رواية الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو أكثر السبعة حديثاً.
أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي فيه اجتماع الملائكة في صلاة الفجر، وهنا الاقتصار على صلاة الفجر، وتلا الآية: إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [الإسراء:78]، يعني: القراءة في صلاة الفجر، وأنهم يشهدون هذه الصلاة التي تطول فيها القراءة، ونص عليها في القرآن: وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [الإسراء:78]، يعني: تشهده الملائكة، والقرآن المراد به القراءة، والتنصيص على صلاة الفجر وحدها يوضح أن الترجمة معقودة لفضل صلاة الفجر، وإن كان يدل على فضل صلاة الجماعة كما جاء في أوله: (تفضل صلاة الجمع على صلاة المنفرد بخمسة وعشرين جزءاً، ويجتمع ملائكة الليل والنهار في صلاة الفجر، واقرءوا إن شئتم: وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [الإسراء:78])، فهو يدل على أن الترجمة لصلاة الفجر، وليس فيه ذكر العصر، وقد جاء في الرواية الأخرى أن الاجتماع يكون في الفجر وفي العصر.
كثير بن عبيد وهو: الحمصي، وهو ثقة، خرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه ، يعني: خرج له أصحاب السنن إلا الترمذي، ولم يخرج له الشيخان البخاري، ومسلم.
[حدثنا محمد بن حرب].
هو الخولاني الحمصي أيضاً، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزبيدي].
وهو محمد بن الوليد الحمصي أيضاً، وهو ثقة، ثبت، من أكبر أصحاب الزهري، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.
[عن الزهري].
وقد تقدم ذكره.
[عن سعيد بن المسيب].
وهو أحد الفقهاء السبعة المشهورين في عصر التابعين، والذين ذكرتهم قريباً، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة].
وقد تقدم ذكره.
أورد النسائي حديث عمارة بن رويبة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل أن تغرب)، والمقصود من ذلك قوله: (قبل طلوع الشمس) وهي: الفجر، والحديث سبق أن مر في فضل صلاة العصر، وهذا يوضح أن الترجمة هي لصلاة الفجر؛ لأن هذا الحديث نفسه سبق أن مر إيراده للاستدلال به على فضل صلاة العصر، وهنا جاء في فضل صلاة الفجر، والمقصود منه قوله: (قبل طلوع الشمس) التي هي الفجر؛ لأن المقصود بالصلاة قبل غروبها العصر، وقبل طلوعها الفجر، وهو يوضح أيضاً أن الأقرب، والأولى أن الباب هو باب صلاة الفجر كما ذكرته.
عمرو بن علي هو الفلاس، وهو ثقة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، ويعقوب بن إبراهيم، هو الدورقي، وهو ثقة، وحديثه أيضاً عند أصحاب الكتاب الستة.
[قالا: حدثنا يحيى بن سعيد].
يحيى بن سعيد هو القطان، وهو ثقة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن إسماعيل].
إسماعيل هو ابن أبي خالد، وهو ثقة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[حدثني أبو بكر بن عمارة].
هو أبو بكر بن عمارة بن رويبة، وهو مقبول، خرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[عن أبيه].
أبوه عمارة بن رويبة صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، خرج حديثه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، يعني: بالإضافة إلى الذين خرجوا لابنه خرج له الترمذي.
الجواب: نعم، أشار إلى هذا في أول الفتح، أو في المقدمة؛ أن ما يورده للاحتجاج ويسكت عليه فإنه لا يقل عن الحسن.
الجواب: إذا كان الصليب واضحاً فلا يجوز تركه وإبقاؤه، ولكن ليس كل ما يظن أنه صليب هو صليب؛ لأن بعض الناس يظن أن كل خطين متقاطعين -مثل علامة زائد في الحساب- صليب، وهذا ليس بصحيح، يعني: استعمال مثل هذا لا يقال له: صليب، وإنما الصليب له هيئة معينة، وهي: أنه له أطراف أربعة، والطرف الأعلى هو أقصرها، والطرفان الأيمن والأيسر أقصر منه، والأسفل أطول، وأطرافها مدببة، يعني: أطراف هذه الرءوس مدببة.
فليس كل ما يظن أنه صليب هو صليب، وليس كل خطين متقاطعين يقال له: صليب، وإذا كان على هيئة الصليب الواضح البين فلا يجوز إبقاؤه وتركه.
الجواب: ما أدري هل فيه مدح أو ذم، لأنه كما هو معلوم الألقاب بعضها يكرهها صاحبها ويشعر بنقص، وبعضها مدح، وهذا هو لقب على صيغة الكنية وليس بكنية.
الجواب: التشهد الأول يخفف، والتشهد الأخير هو الذي يطول ويصلى فيه على الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن الإنسان إذا تأخر الإمام وأنهى الإنسان التشهد فله أن يصلي على النبي عليه الصلاة والسلام.
الجواب: كانوا يسكنون في المسجد، يعني: في حجرة متصلة بالمسجد، يعني: كحجر الرسول عليه الصلاة والسلام.
وليس الناس في حاجة إلى معرفة هذا المكان وتعيينه.
الجواب: النوم في المسجد جائز، ولكن لا يتخذ مسكناً، وإنما النوم به سائغ، وحديث علي رضي الله عنه في قصة تلقيبه بـأبي تراب دليل على ذلك، وهذا أيضاً لقب، أي: أبو تراب لقبه الرسول بـأبي تراب، وهو بلفظ الكنية، وكنيته أبو الحسن رضي الله تعالى عنه وأرضاه، فكان يحب ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (قم
الجواب: المحارم اللاتي تحل مصافحتهن، وغيرهن لا تحل مصافحتهن، هن من تحرمن عليه على التأبيد: بنسب أو سبب مباح، فهذا هو المحرم.
إذاً: المحرم للمرأة الذي له أن يسافر بها وتكشف له، ويصافحها هي التي تحرم عليه على التأبيد بنسب أو سبب مباح، فإذا كانت الحرمة ليست على التأبيد، وإنما هي مؤقتة، كأخت الزوجة فليس بمحرم لها؛ لأن الرجل لا يجوز له أن ينكح أخت زوجته ما دامت أختها في عصمته، ولو طلقها، وخرجت العدة فله أن يتزوج أختها، فهي حرمة ليست على التأبيد، وإنما هي مؤقتة، وكذلك عمة المرأة وخالتها، يعني: اللاتي لا يجمع بينهن في النكاح فهذه حرمة مؤقتة وليست مؤبدة.
وقولنا: بنسب كأخت وخالة وعمة، وقولنا: أو سبب كالرضاع والمصاهرة، وهن خمس عشرة من النساء، جاء ذكرها في القرآن في آية: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ [النساء:23]، وقبلها: وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ [النساء:22]، والآية التي بعدها: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ [النساء:24]، يعني: هؤلاء هن اللاتي يحرم على الإنسان نكاحهن، ومن المعلوم أن المحصنات من النساء من المحارم التي يحرم على الإنسان أن يتزوجها، وإلا فهي أجنبية، ولكن لا يتزوجها وهي ذات زوج؛ لأن المزوجة لا تتزوج، فيحرم على الإنسان أن يتزوج مزوجة، فهؤلاء المحارم بسبب النسب أو المصاهرة أو الرضاع -الأسباب الثلاثة- ومنها ما هو من المحارم، ومنها ما ليس من المحارم.
الجواب: لا يحتاج إلى أن يصرح بالتصحيح؛ لأنه ما يصرح بالتصحيح، والكتاب اسمه الصحيح، لكنه أحياناً يقول: (إن صح الخبر)، يعني: يتردد، فإذا كان في صحيحه يقال: أخرجه ابن خزيمة في صحيحه.
الجواب: السيوطي جَمّاع، يعني: صاحب جمع وعناية في الجمع، ومؤلفاته كثيرة، وعنده أمور منكرة، يعني: في بعض مؤلفاته، وغالبها فائدتها كبيرة، والذي فيه عليه مؤاخذات وفيه أغلاط من ذلك، ما جاء عنه في كتابه الحاوي للفتاوي -هذا الكتاب الحاوي فيه أشياء طيبة وأشياء غير طيبة، ومن ذلك قوله أو ما جاء عنه- أن الله أحيا أبوي الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنهما آمنا به، فصارا مسلمين، ومعلوم أنه ما ثبت في ذلك شيء أصلاً، وكتبه كثيرة جداً، وغالبها سليمة.
الجواب: لا أعرف، وما أتذكر عنه شيئاً حول مسألة القبور، أو كلامه فيها، أو كونه من الذين عندهم غلو أو مخالفات.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر