أخبرنا سويد بن نصر أنبأنا عبد الله عن همام بن يحيى عن عامر بن عبد الواحد حدثنا مكحول عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الأذان تسع عشرة كلمة، والإقامة سبع عشرة كلمة، ثم عدها
يقول النسائي رحمه الله: كم الأذان من كلمة. يعني: كم عدد كلمات الأذان، والمراد بالكلمات الجمل، وليس المراد بها الكلمة الواحدة المفردة، وإنما المقصود بها الجملة، مثل: لا إله إلا الله، الله أكبر، وأشهد أن لا إله إلا الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، فكل واحدة منها كلمة، هذا هو المراد بها؛ لأن الكلمة تطلق على اللفظة الواحدة، والتي هي اسم، أو فعل، أو حرف، وتطلق على الجملة، وقد تطلق على الكلام الكثير، كأن يقال: ألقى فلان كلمة، وتكون من عدة صفحات، وقد جاء ذلك في أحاديث عديدة فيها إطلاق الكلمة ويراد بها الكلام، مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم -وهو آخر حديث في صحيح البخاري-: (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)، فالمراد بالكلمتين: سبحان الله وبحمده، وسبحان الله العظيم، وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أصدق كلمة قالها شاعر كلمة ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ
واحده -أي الكلام- كلمة والقول عم وكلمة بها كلام قد يؤم
أي: أن الكلمة قد يقصد بها الكلام، وهنا قول النسائي: كم الأذان من كلمة، المقصود من ذلك الجملة.
وأورد النسائي حديث أبي محذورة؛ وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الأذان تسع عشرة كلمة، والإقامة تسع عشرة كلمة)، ثم عدها تسع عشرة، وسبع عشرة، وهذه التسع عشرة كلمة هي: التكبير أربع؛ الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، والشهادة بالوحدانية أربع؛ لأنه بالترجيع؛ أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، ثم أشهد أن محمداً رسول الله أربع بالترجيع؛ أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، ثم حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، المجموع تسعة عشر، التكبير أربع في الأول، والشهادتان مع الترجيع ثمان؛ لأنها أربع بدون ترجيع، وأربع مع الترجيع، فتصير اثني عشرة، ثم بعد ذلك يكون حي على الصلاة مرتين، فتصبح أربع عشرة، وحي على الفلاح مرتين، فتصبح ست عشرة، والله أكبر الله أكبر مرتين، فتكون ثماني عشرة، ولا إله إلا الله تكملة التسع عشرة كلمة، وقد جاءت مبينة في حديث أبي محذورة من طرق أخرى.
وأما الإقامة فهي سبع عشرة، وهي بتثنية أكثر الألفاظ، وبتربيع التكبير في الأول، وبإفراد كلمة التوحيد في الآخر: الله أكبر أربع مرات في الأول، ثم أشهد أن لا إله إلا الله مرتين، وأشهد أن محمداً مرتين، لا يوجد ترجيع مثل الأذان، ثم حي على الصلاة حي على الصلاة مرتين، وحي على الفلاح حي على الفلاح كذلك، ثم قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، ثم الله أكبر الله أكبر، ثم لا إله إلا الله، فتكون سبع عشرة؛ الله أكبر أربع مرات، والشهادتان أربع مرات فتصير ثمان، وحي على الصلاة مرتين، وحي على الفلاح مرتين، وقد قامت الصلاة مرتين، ولا إله إلا الله مرة واحدة، فيكون المجموع سبع عشرة كلمة، أي: جملة، فهذه ألفاظ الإقامة وألفاظ الأذان كما جاءت في حديث أبي محذورة، وقد جاء في الأحاديث الأخرى أنها بألفاظ أقل، الذي هو خمس عشرة جملة بدون ترجيع كما هو موجود، وكما هو مستعمل كثيراً، مثل ما جاء في حديث أبي محذورة ولكن بدون ترجيع، أربع تكبيرات في الأول، وأشهد أن لا إله إلا الله مرتين، وأشهد أن محمداً رسول الله مرتين، وحي على الصلاة مرتين، وحي على الفلاح مرتين، ثم الله أكبر مرتين، ولا إله إلا الله مرة واحدة، فيكون مجموعها خمس عشرة كلمة، يسقط منها الأربع التي هي الترجيع، فيكون المجموع خمس عشرة كلمة.
وألفاظ الأذان جاءت بصيغ متعددة، وبألفاظ مختلفة، وكل ما ثبت من ذلك فهو حق، والخلاف هو خلاف تنوع، وكون بعض العلماء يقول: الأولى أن يكون كذا، وبعضهم يقول: بل الألفاظ كذا هذا من اختلاف التنوع، وليس من اختلاف التضاد؛ لأن ألفاظ الأذان، وألفاظ الاستفتاح، وألفاظ التشهد، وكل ما ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام الأخذ بأي واحد منه هو حق.
هو المروزي، وهو ثقة، خرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[أنبأنا عبد الله].
وهو ابن المبارك المروزي، وهو ثقة، ثبت، جواد، مجاهد، قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب بعد أن ذكر جملة من صفاته: جمعت فيه خصال الخير، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وسويد بن نصر هو روايته، يعني: الذي يروي عنه كثيراً، وإذا جاء مهملاً، أي: عبد الله ويروي عنه سويد بن نصر، فالمراد به عبد الله بن المبارك .
[عن همام بن يحيى].
وهو ابن دينار العوذي البصري، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عامر بن عبد الواحد].
وهو الأحول، وهو صدوق يخطئ، خرج حديثه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا مكحول].
وهو الشامي أبو عبد الله، وهو ثقة،كثير الإرسال، وحديثه أخرجه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عبد الله بن محيريز].
وهو ثقة، عابد، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي محذورة].
واسمه أوس، وقيل فيه غير ذلك، وهو صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن عامر الأحول عن مكحول عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة أنه قال: (علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان، فقال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله، ثم يعود فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله)].
وهنا أورد النسائي حديث أبي محذورة وفيه بيان كيفية الأذان كما علمه إياه رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو تسع عشرة جملة، وهذا يوضح الإجمال الذي في الرواية السابقة؛ لأن الرواية السابقة يقول: الأذان تسع عشرة كلمة، وهنا فصل هذه الكلمات وبينها وأوضحها، وأنها التكبير أربع مرات، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله مرتين فيكون أربع، ثم يعود فيأتي بها بصوت عال الذي هو الترجيع، فتكون الشهادتان ثمان، ثم حي على الصلاة مرتين، وحي على الفلاح مرتين، الله أكبر مرتين، ولا إله إلا الله مرة واحدة، فيكون المجموع تسع عشرة كلمة، هذه هي عدد ألفاظ الأذان كما جاء في حديث أبي محذورة .
وقد مر بنا طريق من الطرق عن أبي محذورة وفيه أن التكبير الأول مرتان، وعرفنا أن تلك الرواية مخالفة للروايات المختلفة المتعددة عن أبي محذورة التي فيها تربيع الأذان في الأول، وأنه أربع كلمات وليس كلمتين، وهذه هي الصحيحة الثابتة، وتلك منكرة؛ لأنها تخالف الروايات المتعددة التي جاءت عن أبي محذورة، وأن التكبير في الأول أربع مرات.
وهو ابن مخلد المشهور بـابن راهويه، وهو ثقة، فقيه، محدث، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهذه من أعلى الأوصاف، وأرفع صيغ التعديل، وهي أن يقال عن الشخص: أمير المؤمنين في الحديث، وإسحاق بن راهويه ممن وصف بهذا الوصف، ولقب بهذا اللقب الرفيع، وحديث إسحاق بن راهويه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً.
[أخبرنا معاذ بن هشام].
وهو معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، ومعاذ بن هشام صدوق، وربما وهم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[حدثني أبي].
هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عامر الأحول، عن مكحول، عن عبد الله بن محيريز، عن أبي محذورة].
هؤلاء الأربعة مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.
هنا أورد النسائي حديث أبي محذورة من طريق أخرى، وفيه بيان كيفية الأذان، وأنه تسع عشرة كلمة، وذلك باعتبار الترجيع في أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، بحيث تكون ثمان كلمات أو ثمان جمل، وهو بمعنى اللفظ المتقدم، أو بمعنى الرواية المتقدمة قبل هذه، وفي هذا بيان كيف كان بدء أبي محذورة بالأذان، وأيضاً فيه بيان كيف تحمل عبد الله بن محيريز الأذان عن أبي محذورة؛ لأن عبد الله بن محيريز أراد أن يذهب إلى الشام، وعبد الله بن محيريز له صلة بـأبي محذورة ؛ لأنه كان يتيماً في حجره، ولما أراد أن يذهب إلى الشام، وكانت العلاقة بينه وبين أبي محذورة وثيقة، وأنه في حجره، فخشي أن يسأل عن تأذين أبي محذورة ؛ وذلك لصلته به وعلاقته به، فقال: أخشى أن أسأل عن تأذنيك، فأخبرني، فأخبره، وأنهم لما كان الرسول صلى الله عليه وسلم قافلاً من حنين، وكان معه أشخاص خرجوا من مكة، وسمعوا مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم، فجعلوا يحكون أذانه، والنبي عليه الصلاة والسلام سمع حكايتهم للأذان، أي: كونهم يأتون بالأذان على وفق ما يأتي به المؤذن، وكان فيهم شخص ندي الصوت، حسن الصوت، هو أبو محذورة، فدعا بهم وجاءوا فسألهم عن الرجل الذي كان رفيع الصوت؟ فأشاروا إليه، قال: وصدقوا، أي: عندما أشاروا إليه، وأنه هو الذي أذن وكان صوته حسناً، فأرسلهم وحبسه عنده، ولما جاء الأذان أمره بأن يؤذن، وعلمه كيفية الأذان، فعلمه إياه تسع عشرة جملة على نحو ما تقدم: التكبير أربع مرات، والشهادتان مع الترجيع ثمان مرات، وحي على الصلاة مرتين، وحي على الفلاح مرتين، والله أكبر مرتين، ولا إله إلا الله مرة، فالمجموع تسع عشرة جملة.
ثم إنه قال له: ائذن لي أن أؤذن في المسجد الحرام، فأذن له، فذهب إلى أمير مكة، عامل الرسول صلى الله عليه وسلم على مكة، وهو عتاب بن أسيد رضي الله تعالى عنه، فإن النبي عليه الصلاة والسلام لما فتح مكة أمره عليها، وكان صغيراً من صغار الصحابة، قيل: إن عمره في حدود العشرين حين أمره على مكة، وذهب أبو محذورة وجعل يؤذن في المسجد الحرام بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهو المصيصي، وهو ثقة، خرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه في التفسير.
[ويوسف بن سعيد].
وهو المصيصي، وهو ثقة، حافظ، خرج حديثه النسائي وحده.
قوله: (واللفظ له) أي: لـيوسف بن سعيد ؛ لأن النسائي ذكر شيخين في هذا الحديث، هما إبراهيم بن الحسن المصيصي ويوسف بن سعيد المصيصي . وقال: (واللفظ له)، أي: لـيوسف بن سعيد، وليس هذا لفظ إبراهيم بن الحسن، وهذه طريقة النسائي عندما يذكر الحديث عن شيخين يعين من له اللفظ، وغالباً ما يكون الأخير، وأحياناً يجعل ذلك في الآخر؛ بعد ما ينتهي الحديث يقول: واللفظ لفلان، وفي بعضها كما هنا بعد ذكر الشيخ الثاني يقول: واللفظ له، والضمير يرجع إلى أقرب مذكور، وهو يوسف بن سعيد المصيصي .
[حدثنا حجاج].
وهو ابن محمد المصيصي أيضاً، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن جريج].
وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وهو ثقة، فقيه، يرسل ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[حدثني عبد العزيز بن عبد الملك].
وهو عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة وهو مقبول، خرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[أن عبد الله بن محيريز].
وقد عرفنا في الحديث السابق أنه ثقة، عابد، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
أخبرنا إبراهيم بن الحسن حدثنا حجاج عن ابن جريج عن عثمان بن السائب أخبرني أبي وأم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة أنه قال: (لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين، خرجت عاشر عشرة من أهل مكة نطلبهم، فسمعناهم يؤذنون بالصلاة، فقمنا نؤذن نستهزئ بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت، فأرسل إلينا فأذنا رجل رجل، وكنت آخرهم، فقال حين أذنت: تعال، فأجلسني بين يديه، فمسح على ناصيتي، وبرّك علي ثلاث مرات، ثم قال: اذهب، فأذن عند البيت الحرام، قلت: كيف يا رسول الله، فعلمني، قال كما تؤذنون الآن بها: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح، الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم في الأولى من الصبح، قال: وعلمني الإقامة مرتين: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، قال
وهنا أورد النسائي رحمه الله هذا الباب، وهو باب الأذان في السفر، وهو مثل الحضر، لا فرق بين السفر والحضر في الأذان، ولكنه أورده؛ لأن الأذان الذي سمعوه كان في السفر، وتعليم النبي صلى الله عليه وسلم لـأبي محذورة كان في السفر، لهذا ترجم النسائي هذه التراجم وهي: باب الأذان في السفر.
وقد أورد النسائي حديث أبي محذورة من طريق أخرى، وفيه بيان كيفية الأذان والإقامة، وأن الأذان تسع عشرة جملة مع ترجيع الشهادتين فتكون ثمان، والإقامة سبع عشرة جملة كما جاء في الحديث المتقدم؛ التكبير أربع مرات، وأشهد أن لا إله إلا الله مرتين، وأشهد أن محمداً رسول الله مرتين، وحي على الصلاة مرتينو، حي على الفلاح مرتين، والله أكبر مرتين، ولا إله إلا الله مرة واحدة، والإقامة، التكبير أربع مرات، والشهادتان أربع، فهذه ثمان، وحي على الصلاة حي على الصلاة مرتين، وهذه عشر، وحي على الفلاح حي على الفلاح مرتين، وقد قامت الصلاة مرتين، والله أكبر مرتين، ولا إله إلا الله مرة، فيكون المجموع سبع عشرة، وهذا تفصيل الإجمال الذي في الطريق الأولى، وهي قول أبي محذورة: أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه الأذان تسع عشرة كلمة، والإقامة سبع عشرة كلمة، فهذا هو التفصيل في الإقامة لذلك الإجمال الذي تقدم في الرواية السابقة، الأذان تسع عشرة جملة، ويضاف إليها في أذان الصبح: الصلاة خير من النوم مرتان، فيكون العدد واحد وعشرين، بإضافة الصلاة خير من النوم في أذان الصبح، وأما الإقامة فهي سبع عشرة جملة؛ وذلك بإضافة: قد قامت الصلاة مرتين.
وقد مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.
[حدثنا حجاج].
وهو ابن محمد المصيصي، وقد مر ذكره أيضاً.
[عن ابن جريج].
وقد مر ذكره كذلك.
[عن عثمان بن السائب].
وهو الجمحي المكي، وهو مقبول، خرج حديثه أبو داود، والنسائي .
[عن أبي].
وهو السائب الجمحي المكي، وهو مقبول، خرج حديثه أبو داود، والنسائي، أي: كالذين خرجوا لابنه عثمان .
[وأم عبد الملك بن أبي محذورة].
وهي زوجة أبي محذورة، وهي مقبولة، وقد رمز في التقريب بـأبي داود، والترمذي، ومن المعلوم أن النسائي خرج لها، والحديث الذي معنا في النسائي، فلا أدري هل التاء بدل السين، أو أن السين سقطت فيكون أبو داود، والترمذي، والنسائي خرجوا لها.
قوله: [عن أبي محذورة].
وقد مر ذكره.
الجواب: لا، أنا ما ذكرت رؤيا عمر .
فأنا لا أعرف شيئاً عن الرؤيا، الرؤيا لـعبد الله بن زيد، وعبد الله بن عمر قال: نادِ في الصلاة، ولا أدري هل له رؤيا أو ليس له رؤيا؟ وقد يكون في الأحاديث التي ستأتي شيء يوضح شيئاً من ذلك، ولكن كون عمر رأى رؤيا لا أدري.
الجواب: الذهب مطلقاً مباح للنساء، محلق أو غير محلق، وقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ذهباً وحريراً وقال: (هذان حرام على ذكور أمتي حل لإناثها)، وقد جاء في الأحاديث حل الذهب مطلقاً للنساء، وجاء في بعض الأحاديث ما يدل على حل الذهب المحلق؛ وذلك في قصة مجيء الرسول عليه الصلاة والسلام إلى النساء يوم العيد ووعظه إياهن، ومعه بلال، وعبد الله بن عباس، وقال: (تصدقن يا معشر النساء! فإنكن أكثر حطب جهنم، فجعلن يلقين من خواتيمهن وأقراطهن)، ومن المعلوم أن الخواتيم محلقة، فالخواتيم التي يخرجنها من أصابعهن كانت محلقة. ثم صاحبة المسكتين اللتين قال فيهما: (أتؤدين زكاة هذا؟ قالت: لا)، الحديث، وهي محلقة.
فإذاً جاء في النصوص ما يدل على حل الذهب مطلقاً محلقة وغير محلقة، وجاء في بعض النصوص ما يدل على حل المحلقة، فتكون هذه النصوص العامة والخاصة دالة على إباحته، وتلك الأحاديث التي جاءت فيها النهي عن الذهب المحلق تكون مرجوحة، ويكون ذلك الذي جاء فيه العموم، وجاء فيه النصوص الخاصة بالذهب المحلق دالة على إباحته مطلقاً، وأن النساء لا حرج عليهن إذا لبسن أي شيء من الذهب، سواء كان محلقاً أو غير محلق.
الجواب: لا، ما يكون مخالفاً للإجماع، فالمسألة خلافية، والجمهور على أنه مباح، ولكن لا يقال: إنه مخالف للإجماع، مع أنه ما فيه إجماع، وإن كان بعض العلماء حكى الإجماع.
الجواب: أما في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فإن الصلوات النوافل تضاعف كالفرائض؛ لأن قوله عليه الصلاة والسلام: (صلاة في مسجدي)، هذا لفظ يشمل الفرض والنفل، وبالنسبة للمسجد النبوي الصلاة فيه بألف صلاة، الفريضة بألف فريضة، والنافلة بألف نافلة، وأما في مكة فهي بمائة ألف صلاة، والخلاف بين العلماء، هل التضعيف يكون للصلاة في المسجد المحيط بالكعبة، أو أن الصلاة في مكة كلها تضاعف؛ لأن مكة يطلق عليها مسجد حرام كلها، والقول بأن مكة يقال لها: مسجد حرام، هو قول قوي؛ لأنه جاء ما يدل عليه، مثل قول الله عز وجل: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا [التوبة:28]، والمراد بالمسجد الحرام مكة كلها، وليس المقصود المسجد الذي فيه الكعبة، فالكفار يمنعون من دخول مكة كلها، وليس المسجد الذي فيه الكعبة فقط.
ثم أيضاً قول الله عز وجل: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ [الإسراء:1]، والنبي صلى الله عليه وسلم أسري به من بيت من بيوت مكة، وقد أُطلق على الإسراء به أنه من المسجد الحرام، والإسراء به كان من بيت من بيوت مكة.
الحاصل: أن المسجد الحرام يطلق على مكة كلها، ولكن كما هو معلوم، وإن كان هذا القول له وجاهة وقول قوي، وقال به بعض أهل العلم، وألف فيه من العلماء القريبين من عصرنا المعاصرين، وقد توفي يقال له: التباني، ألف رسالة صغيرة فيما يتعلق بالمسجد الحرام، وإطلاق على مكة أنها كلها مسجد حرام، إلا أنه كما هو معلوم ليس سواء من يصلي عند الكعبة، ومن يصلي في أماكن مختلفة من مكة، كما أن الذين يصلون في المسجد يتفاوتون؛ فالصف الأول أفضل من الذي يليه وهكذا، فالذي يصلي عند الكعبة ليس كالذي يصلي في أماكن مختلفة من مكة.
الجواب: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل في بيته أفضل من المكتوبة)، تشمل الحرمين وغيرهما.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر