أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق سمعت أبي يقول: أخبرنا أبو حمزة عن منصور بن زاذان عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يسمعنا قراءة: بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى بنا
يقول النسائي رحمه الله: باب ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. هذه الترجمة معقودة لبيان أن التسمية قبل السورة لا يجهر بها ولكنه يسر بها، أي: أن الإمام عندما يصلي بالناس يأتي بالبسملة سراً، ثم يأتي بالسورة بعدها، وقد أورد النسائي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يسمعنا قراءة: بسم الله الرحمن الرحيم). أي: أنهم ما سمعوه يجهر بها كما سمعوه يجهر بالسورة، وكذلك (صلى
وقد أورد النسائي رحمه الله حديث أنس بن مالك الدال على هذا، يعني: لبيان ترك الجهر، أي: ومعناه أنه يكون الإسرار، وقد حصل أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بهم فلم يسمعوها منه، وكذلك صلى بهم أبو بكر وعمر فلم يسمعوا البسملة منهما رضي الله تعالى عنهما.
محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، وهو المروزي، وهو ثقة، خرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[سمعت أبي يقول].
يروي عن أبيه وهو علي بن الحسن بن شقيق، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا أبو حمزة].
أبو حمزة، وهو: السكري، وهو: محمد بن ميمون السكري المروزي، ويلقب السكري قيل: إن سبب تلقيبه بذلك أنه كان حلو المنطق، وأنه كلامه حلواً ومنطقه حسناً، فكان يقال له: السكري، يعني: أن كلامه مثل السكر، أي: أنه حلو، وليست النسبة إلى السكر إلى بيعه أو إلى عمله، وإنما لكونه حلو المنطق، وكان جميل المنطق، وعذب الكلام، كان يقال له: السكري لهذا السبب، وهو محمد بن ميمون المروزي، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بكنيته، يقال: أبو حمزة.
ومن المعلوم أن من أنواع علوم الحديث معرفة الذين اشتهروا بكناهم، وذلك حتى لا يلتبس الأمر فيما لو ذكروا بأسمائهم، فإن من لا يعرف يظن أن الشخص شخصان، وإنما هو شخص واحد، إذا ذكر بكنيته مرة، ثم ذكر باسمه مرة، فمن لا يعرف يظن أن هذا غير هذا، لكن من يعرف الأسماء والكنى يعلم أن هذا هو هذا، وأنه أحياناً يأتي بالكنية وأحياناً يأتي بالاسم والنسب، ولا لبس على من يعلم ذلك، وأما من يجهل ذلك، فيظن أن الشخص الواحد شخصين، يظن أنه إذا ذكر في الكنية في موضع يكون شخص، وإذا ذكر بالاسم في موضع آخر يكون شخص آخر، لكن من يعلم هذا لا يلتبس عليه الأمر.
وكثير من المحدثين اشتهروا بكناهم، وقد ألف مؤلفات في الكنى، من ذلك كتاب: الكنى للإمام مسلم، وكذلك كتاب: الكنى للدولابي، وغيرهم ممن ألف في الكنى، يعني: الذين اشتهروا بالكنى يذكرونهم ويذكرون أسماءهم، وهذه فائدة في معرفة هذا النوع من أنواع علوم الحديث، فلو جاء في بعض الروايات محمد بن ميمون، وجاء في بعضها أبو حمزة، يظن أن أبا حمزة غير محمد بن ميمون، لكن من يعرف أن هذا هو هذا لا يلتبس عليه الأمر.
[عن منصور بن زاذان].
منصور بن زاذان، وهو ثقة، ثبت، عابد، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أنس].
هو: أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي وفقه الله لخدمة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث خدمه عشر سنين منذ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حتى توفاه الله وهو يخدمه، وكان عمره حين قدم الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات، فخدمه عشر سنين، ودعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بطول العمر، فعمر حتى أدركه التابعون، بل أدركه صغار التابعين الذين رأوا كبار الصحابة، فهو ممن أدركه الصغار، ولقيه الكبار والصغار والمتوسطون؛ لكن لكونه عمر أدركه صغار التابعين فرووا عنه الحديث، ومن أولئك الزهري، فإنه كان يروي عن أنس بن مالك وهو من صغار التابعين.
وحديث أنس بن مالك أخرجه أصحاب الكتب الستة، وكما قلت: هو أحد السبعة الذين هم: أبو هريرة وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك هذا، وعائشة أم المؤمنين، وهم الذين قال فيهم السيوطي في الألفية:
والمكثرون في رواية الأثر أبو هريرة يليه ابن عمر
وأنس والبحر كالخدري وجابر وزوجة النبي
زوجة النبي هي عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وهي الصحابية الوحيدة التي روت الأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبلغ أحد من النساء مثلما بلغت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، فقد روت الأحاديث الكثيرة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهي من أوعية سنته صلى الله عليه وسلم، وخاصة فيما يتعلق بأمور البيت التي لا يطلع عليها إلا النساء، وما يكون بين الأزواج وزوجاتهم، فإنها روت الشيء الكثير رضي الله تعالى عنها وأرضاها.
وهي الصديقة بنت الصديق التي هي أحب زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم إليه، والتي رميت بما رميت به من الإفك، وأنزل الله براءتها في آيات تتلى في أول سورة النور، ومع هذا الإكرام الذي أكرمها الله تعالى به، وأنزل براءتها في آيات تتلى في القرآن الكريم، تتواضع لله عز وجل، وتحتقر نفسها، ولا يحصل منها ما لا ينبغي من الترفع، وما إلى ذلك مما ابتلي به بعض الناس الذين لم يوفقوا، ولم يكرمهم الله عز وجل بالاتصاف بالأخلاق الكريمة، فكانت مع ذلك تتواضع لله عز وجل، وتقول كما جاء في الصحيح: وكنت أتمنى أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه رؤيا يبرئني الله بها، ولشأني في نفسي أهون من أن ينزل الله في آيات تتلى. يعني: أنا ما أستحق أن ينزل في قرآن، وهذا من تواضعها، وهذا من نبلها وكمالها، و( من تواضع لله رفعه الله عز وجل )، فرضي الله تعالى عنها وأرضاها.
ومنه قول أبي بكر: (إني وليت عليكم ولست بخيركم). يقول هذا تواضعاً، وإلا فهو خيرهم وهو أفضلهم رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وكذلك ما جاء في قصة أويس القرني التي جاءت في صحيح مسلم: وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه خير التابعين، أن خير التابعين رجل يقال له: أويس، وذكر شيئاً من صفاته، وقال: (من وجده منكم فليطلب منه أن يستغفر له)، فكان عمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه يسأل في أمداد أهل اليمن الذين يأتون لإمداد الجيوش الإسلامية التي تذهب لقتال الفرس، وللجهاد في سبيل الله، فكانت الأمداد تأتي من اليمن، الأمداد جمع مدد، وهو ما يؤتى لتقوى به الجيوش، وليضاف إلى الجيوش؛ لتقويتها ولكثرة سوادها، فكانت الأمداد تأتي من اليمن، وهذا هو معنى ما جاء في الحديث:(إني أجد نفس الرحمن من جهة اليمن)، فإن المراد بالنفس ليس صفة من صفات الله، وإنما المراد به ما يحصل من التنفيس للمسلمين بهذه الجيوش والأمداد التي تأتي من جهة اليمن، هذا هو النفس، هذا هو نفس الرحمن، فليس في الحديث ما يدل على أن الله تعالى يوصف بأن له نفس، وإنما المراد بالنفس هو هذا التنفيس، وهذا الجند الذي يأتي من جهة اليمن لتمد به الجيوش الإسلامية التي تذهب لقتال الفرس والروم، فكانت الأمداد تأتي من جهة اليمن.
فكان عمر يسأل عن أويس في الأمداد التي تأتي من جهة اليمن، حتى وهم مارين بالمدينة إلى جهة بلاد فارس للجهاد في سبيل الله، فظفر به -وجده- ولما سأله الأسئلة التي أخبر عنها رسول الله عليه الصلاة والسلام، وجدها متوفرة فيه، فأخبره أن الرسول قال كذا وكذا، وأنه قال: (من وجده فليطلب منه أن يستغفر له)، فأنا أطلب منك الاستغفار. ماذا قال أويس؟
أولاً: عمر يتواضع لله عز وجل، هو من أهل الجنة، وأخبره الرسول بأن له قصر في الجنة، رآه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقيل: هذا لـعمر بن الخطاب، وقال: (ذكرت غيرتك فلم أدخله، فقال: أعليك أغار يا رسول الله؟ ثم بكى)، فبشر بالجنة وأخبر بأن له قصر في الجنة، لكن لكون الرسول صلى الله عليه وسلم قال هذه المقالة، صار يبحث عن أويس حتى اهتدى إليه ووجده، وطلب منه أن يستغفر له، ثم هذا عمر من جانبه يطلب من تابعي لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستغفر له؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا، ثم أويس ماذا قال؟
من جانبه قال: أنتم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، أنتم الذين يطلب منكم الاستغفار، فهذا هو النبل، وهذا هو الشرف، وهذا هو الفضل، إن المؤمن يجمع إحساناً وخوفاً، بخلاف المنافق فإنه يجمع بين الإساءة والأمن وعدم الخوف، والله وصف المؤمنين بقوله: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ [المؤمنون:60]، فهم يعملون الأعمال الصالحة ويتقربون إلى الله عز وجل، ومع ذلك يخافون أن لا تقبل منهم، فهم خائفون وجلون، وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [المؤمنون:60].
فـأويس من جانبه يقول ما قال، وعمر بن الخطاب يقول من جانبه ما قال، وكل منهما يتواضع لله عز وجل، وهذا شأن الكمل، وشأن ذوي النبل والشرف، أنهم إذا أكرمهم الله عز وجل لا يتبجحون، ولا يظهرون، ولا يحرصون على إبداء ذلك الذي أكرمهم الله عز وجل به والذي شرفهم به، فهذا شأنهم رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.
فالحاصل: أن ابن القيم رحمه الله في هذا الكتاب العظيم قال لما ذكر ترجمة عائشة، وذكر شيئاً من فضلها، ذكر هذا من تواضعها، وأنها قالت ما قالت، مع أنها عالية المنزلة، وهذا يدل على كمالها، وعلى فضلها ونبلها رضي الله عنها وأرضاها، وكما قلت: هذا كتاب نفيس.
السخاوي المتوفى سنة 902هـ له كتاب اسمه: القول البديع في الصلاة والسلام على الحبيب الشفيع، فإنه ذكر في آخره الكتب التي ألفت في الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام، فذكر جملة منها، فذكرها وذكر الخامس منها كتاب ابن القيم جلاء الأفهام، لما سردها وذكرها قال في آخرها: وبالجملة فأحسنها وأكثرها فوائد خامسها، يعني: كتاب ابن القيم هذا الذي هو جلاء الأفهام، يعني: في آخر كتابه القول البديع، ذكر جملة من المؤلفات، ثم لما فرغ من عدها قال: وبالجملة فأحسنها وأكثرها فوائد خامسها، وخامسها هو: كتاب ابن القيم الذي هو جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام، فلا يستغني عنه طالب العلم.
أورد النسائي حديث أنس بن مالك من طريق أخرى، وهو بمعنى ما تقدم: ( صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، و
عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج، وهو ثقة، خرج له الجماعة، وهو ممن وافقت كنيته اسم أبيه؛ لأنه عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج، فأبوه سعيد وكنيته أبو سعيد، وهذا من النوع الذي ذكرت مراراً وتكراراً أنه من أنواع علوم الحديث، وهو معرفة من وافقت كنيته اسم أبيه، وفائدته دفع توهم التصحيف فيما لو ذكر بنسبه ثم ذكر بكنيته بدون النسب، فإن من لا يعرف يظن أن (أبو) مصحفة من (ابن)، لو قيل: عبد الله بن سعيد الأشج، لو قيل بدلها: عبد الله أبو سعيد الأشج، الذي لا يعرف أن كنيته أبو سعيد يظن أن (أبو) مصحفة من (ابن)؛ لأنه عبد الله بن سعيد، فالذي ما يعرف أنه أبو سعيد يظن أن (أبو) جاءت بدل من (ابن)، وأنه تصحيف، لكن الذي يعرف أن كنيته أبو سعيد، إذا جاء هكذا صواب، وإذا جاء هكذا صواب، إذا قيل: عبد الله بن سعيد الأشج صواب، وإذا قيل: عبد الله أبو سعيد الأشج صواب؛ لأن أبو سعيد، وابن سعيد، فلا إشكال، ولا محذور، ولا تصحيف، بل (أبو) صحيحة، و(ابن) صحيحة، (أبو) إن جاءت قبل سعيد صحيحة، وهي كنية، و(ابن) إن جاءت قبل سعيد فهي صحيحة وهي نسبة، والأشج لقب.
[حدثني عقبة بن خالد].
وهو صدوق صاحب حديث، خرج له أصحاب الكتب الستة، وهو عقبة بن خالد بن عقبة بن خالد، يعني: وافق اسمه واسم أبيه اسم جده وجد أبيه؛ لأنه عقبة بن خالد بن عقبة بن خالد، فالاسم الأول والثاني مكرر؛ لأن اسم جده وافق اسمه، واسم جد أبيه وافق اسم أبيه، فهو عقبة بن خالد بن عقبة بن خالد، وهذا مثل خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط، يأتي اثنان مكرران، وهذا ليس كثيراً عند المتقدمين، أي: أنه يكون هذا التكرار بين الأسماء، أي: بين الاسم، واسم الأب، بحيث أنه يدور اسمان، ويتكرران، وذا قليل.
[حدثنا شعبة وابن أبي عروبة].
شعبة، وهو ابن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو من أعلى صيغ التعديل، وأرفع صيغ التعديل.
وابن أبي عروبة، هو سعيد بن أبي عروبة، وهو ثقة، حافظ، كثير التدليس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة].
وهو ابن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أنس].
هو أنس بن مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تقدم ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.
أورد النسائي حديث عبد الله بن المغفل رضي الله عنه: أنه سمع رجلاً يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلف أبي بكر وخلف عمر، فلم أسمع أحداً منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، معناه: أنه ينكر على من فعل هذا، وأن هذا خلاف ما هو معروف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، وهو بمعنى حديث أنس المتقدم من الطريقتين الماضيتين.
وهو البصري أبو مسعود، وهو ثقة، خرج حديثه النسائي وحده، وهو مثل الذي مر بنا قريباً هذا عبد الله بن سعيد الأشج أبو سعيد، يعني: مما وافقت كنيته اسم أبيه، وإسماعيل بن مسعود أبو مسعود، وعبد الله بن سعيد أبو سعيد، وهناد بن السري أبو السري، والأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو أبو عمرو، فعدد كناهم توافق أسماء آباءهم.
[حدثنا خالد].
هو ابن الحارث البصري، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا عثمان بن غياث].
وهو ثقة، خرج حديثه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
[أخبرني أبو نعامة].
وهو قيس بن عباية، وهو ثقة، نعم خرج له البخاري في جزء القراءة، وأصحاب السنن والأربعة. وهو الحنفي.
[حدثنا ابن عبد الله بن المغفل].
قيل: اسمه يزيد.
هو ذكر أنه مجهول، ورأيت بعض العلماء ذكر أنه تكلم فيه؛ لأنه مجهول، لكن أنا ما وقفت له على ترجمة، وعبد الله بن المغفل أبوه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، والحديث ذكره الألباني في ضعيف سنن أبي داود، وفي ضعيف سنن النسائي، وفي ضعيف سنن ابن ماجه، لكن ما رأيت كلامه عليه، وإنما إشارة إلى ضعفه والإحالة إلى ابن ماجه ، وابن ماجه أحال إلى التعليق على ابن ماجه ، فلا أدري الكلام، لكن المتن هو مثل الذي قبله، وهو دال على ما دل عليه الذي قبله، ليس فيه إثبات حكم جديد، وإنما نفس الحكم الذي في حديث أنس من الطريقين المتقدمتين، هو نفس الكلام الذي جاء عن عبد الله بن المغفل من جهة الإسرار بالبسملة، وعدم الجهر بها.
الجواب: ليس فيه دليل، ترك الجهر لا يدل على أنها ليست من الفاتحة، ولا أيضاً من سور القرآن، أنها ليست منها، وإنما لما جاءت السنة في الإسرار بها، دل على أنه يسر بها، لكن لا يدل على أنها ليست من القرآن؛ لأن إدخال الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم إياها في داخل المصحف، وكتابتها مع المصحف ككتابة المصحف دون أن يشيروا إلى شيء، يدل على أنها من القرآن؛ لأنهم لا يضيفون شيئاً ليس منه.
ثم الذي مر بنا حديث الكوثر: ( أنزل علي سورة: بسم الله الرحمن الرحيم، إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ [الكوثر:1] ) فقرأ السورة من بسم الله الرحمن الرحيم إلى آخرها.
الجواب: هو لا شك أنه يغلظ عليه، ويقسوا عليه، وينكر عليه، ويظهر له عدم الرضا، مثلما حصل من بعض الصحابة، يعني: في قضايا متعددة، منها: ما حصل لـابن عمر في قصة ابنه، أو أحد أبنائه حينما قال: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله)، قال: والله لنمنعهن، فغضب عليه وأنكره وهجره حتى مات، قيل: لعل الفترة كانت وجيزة بين هذا وبين وفاته، وكذلك عبد الله بن المغفل أيضاً ابنه الذي كان يخذف ونهاه قال: الرسول نهى عن الخذف، ثم رآه يخذف بعد ذلك فقال: أقول لك: نهى رسول الله ثم أنت تخذف، لا أكلمك. فهجره وتركه ولم يكلمه.
فالوالد يؤدب الصغير، والكبير أيضاً كذلك يؤدبه بما يناسبه من الإغلاظ عليه، ومن إظهار عدم الرضا، ومن ترك تكليمه، يعني: حتى يزدجر وحتى يرعوي.
من يأتي ويصلي مع المسلمين يحكم بإسلامه، ومن المعلوم أن الشهادتين هي المدخل للإسلام، والصلاة هي بعد المدخل؛ لأنه قال صلى الله عليه وسلم: (إنك تأتي قوماً أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات)، فالذي يصلي مع المسلمين فهو واحد منهم، والشهادتان موجودتان في الصلاة.
الجواب: أطفال المشركين جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الله أعلم بما كانوا عاملين)، يعني: المقصود من ذلك أنهم يمتحنون يوم القيامة، وعلى ضوء نتيجة الامتحان تكون السعادة، أو الشقاوة، يعني: مثل الذين ما بلغتهم الرسالة، هؤلاء يمتحنون، ومثلهم صبيان المشركين أولاد المشركين، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الله أعلم بما كانوا عاملين)، يعني: عندما يمتحنون، الله أعلم بما كانوا عاملين، يعني: يمتحنوا، هل يعملون ما يكونون فيه سعداء أو يعملون ما يكونون فيه أشقياء؟
أما أولاد المسلمين، فجمهور العلماء على أنهم في الجنة، وبعضهم يقول: إنه لا يقطع لهم لكن يرجى لهم ذلك، ولا يقال: أنهم في الجنة، ولكن الجمهور على أنهم من أهل الجنة، الذين هم صبيان المسلمين.
الجواب: هو إذا ثبت الحديث فهو يدل على أنه يجهر بها أحياناً.
الجواب: كما هو معلوم الملاعنة هي تكون من جهة الزوج؛ هو الذي -يعني- بيده الطلاق، فإذا قذف تحصل الملاعنة، وبذلك يفرق بينهما، عندما يكون كل منهما حصل منه الإتيان بالنصوص التي جاءت في الملاعنة، وأما بالنسبة للمرأة إذا قذفت زوجها كما هو معلوم لا تلاعن، ولا شك أن ما قاله الشعبي هذا هو.. إما أن يكون هناك شهود على ما قالت، وإما الحد.
السؤال: قول: اللهم أحسن وقوفنا بين يديك، عند إقامة الصلاة، هل هذا القول مشروع؟
الجواب: ما أعرف، أقول: ما أعرف شيئاً في هذا، لا علم لي.
السؤال: فضيلة الشيخ! وفقه الله، هل هذا الحديث من قبيل الضعيف، وهو دعاء الصباح والمساء: (اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر)؟
الجواب: لا أدري.
الجواب: لا تنافي بينهما، يعني: هذا وعد من الله عز وجل بأنه يعفو، وعفوه كما هو معلوم لمن شاء؛ لأنه يغفر لمن يشاء، ويعذب من يشاء، فمن شاء أن يعفو عنه من هؤلاء فإنه لا يعذب، ومن شاء تعذيبه على ما حصل منه من المعاصي فإنه يعذب؛ لأن ذلك بمشيئته، إن شاء عفا وتجاوز، وإن شاء عذب على مقدار المعصية، ولكنه لا يخلد في النار إذا عذب، بل لا بد وأن يخرج من النار ويدخل الجنة، ولا يبقى في النار أبداً إلا الكفار الذين هم أهلها، والذين لا يخرجون منها أبداً، ولا سبيل لهم إلى دخول الجنة.
الجواب: الحكم في هذا، يعني: بعض العلماء يقول: بأن الرفع في التكبيرات.. قبل التكبيرة التي بعد الأولى أن هذه لم تثبت مرفوعة، وإنما جاءت موقوفة على ابن عمر، فهم لا يرفعون أيديهم، بعض العلماء يقولون: بعدم الرفع، وبعضهم يقول: بالرفع، ويستدل على ذلك بأنه قد جاء في بعض طرق الحديث زيادة الرفع إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام والذي زادها عمر بن شبة وهو ثقة، وقد ذكر هذا الشيخ عبد العزيز بن باز في تعليقه على فتح الباري في الجزء الثالث من كتاب الجنائز، وقال: إن الرفع جاء من طريق عمر بن شبة وهو ثقة، بل زيادته مقبولة، وذكر هذا الحديث المرفوع أنه في علل الدارقطني.
الجواب: ما أدري، ما أدري هل رأى هذا عن علي أو بلغه عن علي -الذي هو أنس-؛ لأن أنس ذكر هؤلاء الثلاثة، ومن المعلوم أن هؤلاء الثلاثة كانوا في المدينة، وأما علي رضي الله عنه فإنه انتقل إلى العراق، وأنس رضي الله عنه انتقل إلى العراق، إلا أنه بالبصرة وعلي بالكوفة، وانتقاله ما أدري متى كان، لكن كونه ما ذكر علياً؛ لعل ذلك ما بلغه، أو ما علم هذا عن علي رضي الله عنه، ولكنه حصل منه الصلاة خلف أبي بكر وعمر وعثمان فلم يرهم يجهرون.
لكن العلماء الذين ذكروا الأحكام، أو أقوال الصحابة، والتابعين ذكروا أن الخلفاء الراشدون على هذا ومنهم علي.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر