أخبرنا نصر بن علي أخبرنا عبد الأعلى حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن ابن مخرمة: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (سمعت
الترجمة هي باب جامع ما جاء في القرآن، وهو باب يشتمل على موضوعات مختلفة، سبق أن مر في الدرس الماضي منها؛ ما يتعلق بكيفية نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه كان يعاني الشدة عند نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم.
وفي هذه الأحاديث التي سمعنا أولها ما يتعلق بالأحرف السبعة، ونزول القرآن على سبعة أحرف، وأول هذه الأحاديث حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على حروف لم يقرئه إياها رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقال له: (من أقرأك هذا؟ قال: أقرأني ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقال له: كذبت، لقد أقرأنيها رسول الله عليه الصلاة والسلام وليس فيها شيء مما قلت)، ومراد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه بهذا أنه كان على معرفة تامة، وملازمة تامة للرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكن سمع منه هذه الأحرف، ومن أجل هذا قال: كذبت، وذلك لطول عهده، وسبق إسلامه، وملازمته، ومعرفته للقرآن الذي يسمعه من رسول الله عليه الصلاة والسلام، وليس فيه شيء من هذا الذي سمعه من هشام بن حكيم بن حزام.
وقوله: (كذبت)، يحتمل أمرين:
إما أن يكون هو ضد التصديق، ويكون ذلك بناءً على غالب الظن، والذي دفعه إلى هذا كون عمر متقدم الإسلام، ولم يسمع هذا الشيء، وكون هشام بن حكيم متأخر الإسلام.
وإما أن المراد بـ(كذبت) أخطأت؛ لأن (كذب) تأتي بمعنى أخطأ، فيكون من هذا القبيل، يعني: كذبت بمعنى أخطأت، وقد مر بنا في صحيح البخاري، ولعله في هذه السنن أمثلة من ذلك التي فيها ذكر التكذيب، ويراد بها التخطئة، وليس التكذيب الذي هو ضد التصديق، فيحتمل هذا، ويحتمل هذا.
[قال له: كذبت، ما هكذا أقرأك رسول الله صلى الله عليه وسلم].
قوله: (ما هكذا أقرأك)، يعني: بناءً على غالب ظنه، وأن الذي قرأه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، فغلب على ظنه أنه كان مخطئاً، وأن هذا ليس ما أقرأه إياه رسول الله عليه الصلاة والسلام.
قال: [(فأخذت بيده أقوده..)].
فذهب به إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأخبره بأنه سمعه يقرأ سورة الفرقان على خلاف ما أقرأه إياها رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا الذي فعله عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم، يدل على شدته رضي الله عنه وصلابته وقوته في الأمر بالمعروف رضي الله تعالى عنه وأرضاه، حيث بادر وذهب به إلى الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لأنه رآه أخطأ خطأً بيناً على حسب ظنه، إذ قرأ هذه السورة على خلاف ما كان يقرؤها عمر، والتي أقرأه إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو دال على قوته، وعلى شدته رضي الله عنه، وصلابته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فلما وصل إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأخبره بالذي جاء من أجله، قال لـهشام: (اقرأ، فقرأ سورة الفرقان على النحو الذي سمعه منه
والأحرف السبعة اختلف فيها على أقوال كثيرة، فمن العلماء من توقف وقال: إنها من المتشابه الذي لا يعرف حقيقته، وممن توقف السيوطي، حيث ذكر أن الأقوال بلغت ثلاثين قولاً، وأن الذي اختاره منها هو التوقف، وأن ذلك من المتشابه.
ومن العلماء من فسرها، وتكلم في المراد منها، ورجح ما رجح من الأقوال، وأشهر ما قيل في الأحرف السبعة: أنها سبع لغات من اللغات الفصحى في لغة العرب، من أفصح اللغات في لغة العرب، فالأحرف السبعة إنما هي سبع لغات، وليس المراد من ذلك أن كل كلمة تقرأ على سبع لغات، ولا أن كل جملة تقرأ كذلك، وإنما هذا هو الحد الأقصى؛ أن أقصى ما يبلغ في الكلمة الواحدة أن يكون سبع لغات، فقد يكون في الكلمة الواحدة لغتان، وفي بعض الكلمات ثلاث، وفي بعضها أربع، هذا هو المقصود.
وهذه الأحرف السبعة كانت موجودة ومعروفة بين الصحابة، ولكن عثمان بن عفان رضي الله عنه لما جمع القرآن جمعه على حرف واحد، فصارت الأحرف الآن غير موجودة، والمصحف مشتمل على حرف واحد من الأحرف السبعة، والقراءات الموجودة في المصحف ليست هي الأحرف السبعة، وإنما الأحرف السبعة هي سبع لغات، والموجود في المصحف إنما هو حرف واحد مشتمل على عدة قراءات.
وابن القيم رحمه الله في (إعلام الموقعين) ذكر أدلة كثيرة في سد الذرائع، وأوصلها إلى تسعة وتسعين دليلاً، وختمها بجمع عثمان رضي الله عنه المصحف، وقصره على حرف واحد؛ حتى لا يحصل الاختلاف بين الناس في قراءته، وقال: إن هذا كان، أي: -نزوله على- سبعة أحرف في الوقت الذي كان هناك حاجة إليه، ولكن لما التقى العرب على الإسلام، والتقى بعضهم ببعض، وتذللت ألسنتهم، وعرف بعضهم ما عند بعضهم من اللغات، وكان ذلك رخصة -أي: نزول القرآن على سبعة أحرف رخصة تيسيراً وتسهيلاً- جمع عثمان رضي الله عنه المصحف على حرف واحد.
وفعل عثمان رضي الله عنه من سد الذرائع التي هي الاختلاف الذي يكون بين الناس بسبب تعدد اللغات، مع أن الأمر كان رخصة، ولم يكن الأمر يحتاج إلى الاستمرار، فحصل الاقتصار على حرف واحد من الأحرف السبعة.
فهذا هو أشهر ما قيل: إنها لغات، ومن العلماء من توقف وقال: إنه من المتشابه الذي لم يثبت، ويأتي دليل يدل على بيان المراد منه.
هو نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، واسمه واسم أبيه يوافق اسم جده وجد أبيه؛ لأنه نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، مثل خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط، فهما اسمان؛ اسم الابن والأب متفقان مع الجد وجد الأب، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا عبد الأعلى].
هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا معمر].
معمر بن راشد، وهو البصري، وهو ثقة، حديثه أيضاً عند أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
وهو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، ينتهي نسبه إلى جده زهرة بن كلاب، وهو ثقة، فقيه، إمام، جليل، مكثر من رواية حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو من صغار التابعين، أدرك أنس بن مالك رضي الله عنه وغيره من صغار الصحابة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن عروة].
وهو عروة بن الزبير بن العوام، المحدث، الفقيه، من الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن مخرمة].
وهو المسور بن مخرمة، الصحابي ابن الصحابي رضي الله تعالى عنها وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه].
هو أمير المؤمنين، أبو حفص الفاروق، ذو المناقب الجمة، والصفات الحميدة، الذي جاء عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الأحاديث الكثيرة الدالة على فضله ونبله، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (اقتدوا باللذين من بعدي:
وكان رضي الله تعالى عنه وأرضاه مكث في الخلافة عشر سنوات وأشهراً، حصل فيها الخير الكثير، وفتحت الفتوحات، وقضي على الدولتين العظميين في ذلك الزمان، وهما دولة فارس، والروم، وتحقق بذلك الرؤيا التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أنه رأى أنه على بئر ينزح منها دلواً، فنزح منها ما شاء أن ينزح، ثم أخذها أبو بكر فنزح ذنوباً أو ذنوبين، ثم أخذها ابن الخطاب فاستحالت غرباً، فلم أر عبقرياً يفري فريه، وهذا إشارة إلى ولايته وطولها، وما حصل فيها من الفتوح، وما حصل فيها من انتشار الإسلام، وقوة الإسلام، وعزة الإسلام وأهله، رضي الله تعالى عن عمر وعن الصحابة أجمعين.
والحديث من رواية صحابي عن صحابي؛ لأن المسور بن مخرمة صحابي، وهو يروي عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.
قال: [سمعت هشام بن حكيم يقرأ].
وهشام بن حكيم ليس من رواة الإسناد، وإنما الحديث من مسند عمر، وكان سبب الذي حصل من إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بأن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما حصل بينه وبين هشام بن حكيم الذي سمعه يقرأ سورة الفرقان على خلاف ما أقرأه إياها رسول الله عليه الصلاة والسلام، فكان ذلك سبباً في الذهاب هو وإياه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإخبار عمر للرسول صلى الله عليه وسلم بما حصل، وأن هشاماً قرأ، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (هكذا أنزلت)، وقرأ عمر وقال: (هكذا أنزلت، ثم قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)، فهو ليس من رجال الإسناد، بل هو صحابي من أصحاب رسول الله، ومن مسلمة الفتح، وله رواية في بعض الكتب الستة، ولكن ليس هو من رجال الإسناد الذي معنا.
وهذا أورد النسائي حديث عمر بن الخطاب من طريق أخرى، وهو بمعنى الرواية السابقة المتقدمة قبل هذا مما جرى بينه وبين هشام بن حكيم، وترافعهما إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقراءة كل منهما ما أقرأه رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقوله: إنه هكذا أنزل لكل منهما، ثم قال: (إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه).
قوله: [ أخبرنا محمد بن سلمة].
وهو المرادي المصري، وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وهو -كما ذكرت- محمد بن سلمة المرادي المصري، وهو شيخ النسائي، وأما محمد بن سلمة الباهلي فهذا من طبقة شيوخ شيوخه، فأحياناً يأتي محمد بن سلمة، يروي عنه بواسطة، والمراد به الباهلي، والذي يروي عنه مباشرة هو المرادي المصري.
[والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع].
يعني: أيضاً يروي عنه النسائي قراءة عليه، والنسائي يسمع.
والحارث بن مسكين ثقة، فقيه، أخرج حديثه أبو داود والنسائي.
[واللفظ له].
يعني: أن اللفظ للشيخ الثاني الذي هو الحارث بن مسكين.
[عن ابن القاسم].
وهو عبد الرحمن بن القاسم، صاحب الإمام مالك، وهو ثقة، حديثه أخرجه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي.
[قال: حدثني مالك].
وهو ابن أنس، إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب].
وهو الزهري، وقد تقدم.
[عن عروة بن الزبير].
وقد تقدم أيضاً.
[عن عبد الرحمن بن عبد القاري].
عبد الرحمن بن عبد القاري، يعني: بدون إضافة، والقاري نسبة إلى قبيلة من العرب يقال لهم: القارة أو بني قارة، فهي نسبة نسب، وقيل: إنه ولد في حياة النبي عليه الصلاة والسلام، وهو من كبار التابعين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه].
وقد مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.
وهنا كذلك أورد النسائي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه من طريق أخرى، وهو بمعنى الطريقين السابقتين، وهو مشتمل على المحاورة التي جرت بينه وبين هشام بن حكيم، وترافعهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإخبار الرسول عليه الصلاة والسلام لهما بعد أن سمع قراءتهما أن كلاً منهما قرأ وفقاً لما أنزل عليه عليه الصلاة والسلام، ثم قال: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه).
إذاً: مؤدى هذه الروايات الثلاث من حديث عمر رضي الله عنه واحد.
قوله: [أخبرنا يونس بن عبد الأعلى].
وهو الصدفي المصري، وهو ثقة، خرج حديثه مسلم، والنسائي، وابن ماجه، ثلاثة خرجوا لـيونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري.
[سمعت ابن وهب].
وهو عبد الله بن وهب المصري، الذي تكرر ذكره كثيراً، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[أخبرني يونس].
يونس بن يزيد الأيلي وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[عن ابن شهاب].
ابن شهاب، وقد مر ذكره قريباً.
[أخبرني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة...].
هؤلاء مر ذكرهم، عروة بن الزبير، والمسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن عبد القاري، وعمر بن الخطاب، مر ذكرهم في الإسنادين الماضيين.
وهنا أورد النسائي حديث أبي بن كعب رضي الله عنه: أن جبريل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند أضاة بني غفار وأضاة بني غفار مستنقع في المدينة، بمعنى الغدير، فجاءه وهو هناك، وقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، فقال: أسأل الله معافاته، ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، أي: كان في أول الأمر العرب لغاتهم مختلفة، وكان الشيء له لفظ يؤدي المعنى عند هؤلاء، وغيرهم له لفظ آخر يؤدي معناه، فنزل عليه وقال: (إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين)، ثم فعل في الثالثة كذلك، ثم في الرابعة قال: (إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأي حرف منه قرءوا فقد أصابوا).
والمقصود أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وفي الحديث هنا دليل على أن العدد مقصود، وأنه ليس المقصود منه التكثير، كما يأتي ذكر السبعة، للتكثير في الآحاد، والسبعين في العشرات، والسبعمائة في المئات، فإن هذا الحديث يدل على أن العدد مقصود، وأنه ليس للتكثير؛ لأنه قال: حرف، ثم قال: حرفين، ثم قال: ثلاثة، ثم بعد ذلك قال: سبعة، فدل على أن العدد مقصود، وكما ذكرت: أنه ليس كل كلمة تكون على سبعة أحرف، بل المقصود أن الحد الأعلى الذي يبلغه التكرار الذي عليه الحروف هو سبعة، وقد تكون الكلمة فيها حرفان، وفي بعضها ثلاثة أحرف، وفي بعضها أربعة أحرف، وإنما المقصود الغاية النهائية التي تصل اللغات أو الألفاظ لأداء المعنى الواحد أنه يصل إلى سبع، فالحديث يدل على هذا المعنى الذي أشرت إليه، وهو دال على ما دل عليه حديث عمر المتقدم من أن القرآن أنزل على سبعة أحرف.
وهو الملقب بندار، وهو ثقة، من شيوخ أصحاب الكتب الستة، من صغار شيوخ أصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة، وهو من شيوخهم فهم رووا عنه.
[عن محمد بن جعفر غندر].
هنا ذكر النسب واللقب، محمد بن جعفر غندر، وغندر لقب لـمحمد بن جعفر، فأحياناً يذكر باسمه دون لقبه، وأحياناً بلقبه دون اسمه، وأحياناً باسمه ولقبه كما هنا: محمد بن جعفر غندر، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن شعبة].
شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن الحكم].
وهو ابن عتيبة الكندي الكوفي، وهو ثقة، ثبت، فقيه، ربما دلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن مجاهد].
مجاهد بن جبر المكي، ثقة، عالم بالتفسير، وكذلك في العلم الذي هو غير التفسير، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن أبي ليلى].
وهو عبد الرحمن بن أبي ليلى الكوفي، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي بن كعب].
صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو سيد القراء رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
قال بعد ذلك قال أبو عبد الرحمن: [هذا الحديث خولف فيه الحكم، خالفه منصور بن المعتمر، فرواه عن مجاهد عن عبيد بن عمير مرسلاً]، وهذا الاختلاف لا يؤثر؛ لأن الحديث جاء من طريقين؛ لأن مجاهد يرويهما من طريقين: من طريق موصولة، ومن طريق مرسلة، فلا تؤثر إحدى الطريقين على الأخرى؛ أن مجاهد رواه من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى متصلة، ورواه من طريق عبيد بن عمير مرسلاً، فيكون رواه على الوجهين: سمعه من هذا هكذا، وسمعه من هذا هكذا، فلا تعل إحداهما بالأخرى، بل الطريق المتصلة معتمدة ومعتبرة، والطريق المرسلة تؤيدها الطريق الموصولة التي هي من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، فهذا الخلاف لا يؤثر على صحة الحديث، وعلى ثبوت الحديث.
ومنصور بن المعتمر هو الكوفي، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
وعبيد بن عمير بن قتادة الليثي، ولد في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو من كبار التابعين، متفق على ثقته وعدالته.
الجواب: لا أدري ما المقصود بالدعاء هذا.
الجواب: أبو حامد الغزالي هو صاحب كتاب: (إحياء علوم الدين)، وهو من الأشاعرة، ومن المتمكنين في علم الكلام، ولكنه ذكر في كتابه الإحياء ما يدل على ذم علم الكلام، وكذلك غيره من الذين اشتغلوا بعلم الكلام ذمه جماعة منهم، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في الحموية، وكذلك شارح الطحاوية، ذكرا عدداً من المتكلمين، آل الأمر ببعضهم إلى الحيرة، وبعضهم أظهر الندم، وبعضهم رجع إلى ما كان عليه أهل الحديث والسنة، وأبو حامد الغزالي، ذكر في كتاب الإحياء كلاماً نفيساً في ذم علم الكلام، وقال: إن ما فيه من فائدة ففي الكتاب والسنة ما يغني عنه، وهذه الفائدة على قلتها وضآلتها وعَّر المتكلمون الوصول إليها، فلا يوصل إليها إلا بمشقة، وقال: إنه كلحم جمل غث، على رأس جبل وعر، ليس الجبل سهلاً فيرتقى، ولا الجمل سميناً فينتقى، فعندما يتعب ويوصل إلى رأس الجبل يوجد لحم غث ليس بالسمين، ثم قال: وأنت لو سمعت هذا الكلام من محدث ربما خطر ببالك أن الناس أعداء ما جهلوا؛ لأن المحدثين ليسوا من أهل علم الكلام، ولا يشتغلون به، فإذا ذموه وتكلموا فيه قد يقال: إنهم جهلوا علم الكلام، قال: أنت لو سمعت هذا الكلام من محدث ربما خطر ببالك أن الناس أعداء ما جهلوا، ولكن خذ هذا الكلام ممن خبر علم الكلام، وتوغل فيه إلى نهاية درجة المتكلمين، وتوصل إلى أن تحصيل الهدى من هذا الطريق مسدود، أو من هذا الباب مسدود، يعني: أنه ما يحصل الهدى من هذا الطريق، هذا كلامه في إحياء علوم الدين، وهو موجود فيه، ونقله شارح الطحاوية في كتابه شرح الطحاوية، وفي كتاب الإحياء أمور حسنة، وفيه أمور سيئة، وبعض الكتاب المعاصرين كتبوا عنه، وأبدوا ما فيه وما اشتمل عليه.
وهو من أئمة علم الكلام، أقول: من الأئمة في علم الكلام، وعلم الكلام مذموم.
الجواب: أنا ذكرت مراراً وتكراراً أن الأحاديث في سنن النسائي الضعيفة قليلة جداً، وأكثره صحيح، وأنا إذا جاء الحديث ضعيفاً أشير إليه، وإذا كان ليس فيه ضعف أسكت، فالأحاديث غالبها، وكثرتها الكاثرة صحيحة، وسنن النسائي هو من أقل الكتب الأربعة حديثاً ضعيفاً، والأحاديث التي مررنا بها اليوم كلها صحيحة، وكذلك التي نمر بها، والضعيف أنا سأشير إليه وأنبه عليه، ولكنه قليل، فقد يمر بنا أيام لن يمر بنا حديث ضعيف، وكما قلت في مثال مضى: الكتاب الذي قبل كتاب الاستفتاح -وهو كتاب الإمامة- فيه مائة حديث، تسعة وتسعون صحيحاً وواحد ضعيف.
الجواب: الإنسان لا يأخذ من شعر وجهه إلا الشارب والباقي يتركه.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر