إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب التطبيق - (باب نوع آخر من التشهد) إلى (باب ترك التشهد الأول)

شرح سنن النسائي - كتاب التطبيق - (باب نوع آخر من التشهد) إلى (باب ترك التشهد الأول)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • للتشهد صور متعدد، وأصحها رواية ابن مسعود رضي الله عنه، والتشهد الأخير ركن من أركان الصلاة، لا تصح الصلاة إلا به، بخلاف التشهد الأول فإن تركه سهواً لا يبطل الصلاة، وتجبره سجدتا السهو.

    1.   

    نوع آخر من التشهد

    شرح حديث أبي موسى الأشعري في كيفية التشهد

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [نوع آخر من التشهد.

    أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة السرخسي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا هشام حدثني قتادة عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله أن الأشعري رضي الله عنه قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فعلمنا سنتنا وبين لنا صلاتنا، فقال: أقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قال: وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7] فقولوا: آمين يجبكم الله، وإذا كبر الإمام وركع فكبروا، واركعوا فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: فتلك بتلك، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا لك الحمد يسمع الله لكم، فإن الله عز وجل قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: سمع الله لمن حمده، ثم إذا كبر الإمام وسجد فكبروا واسجدوا؛ فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: فتلك بتلك، فإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم أن يقول: التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)].

    هنا أتى نسائي بهذه الترجمة، فهي: (نوع آخر من التشهد) أورد النسائي حديث عبد الله بن مسعود في صفة التشهد في طرق كثيرة عن عبد الله بن مسعود، وقال بعض أهل العلم: أن تشهد ابن مسعود هو أصح التشهدات الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه ورد عن غير ابن مسعود ما هو صحيح، ولكن الذي ورد عن ابن مسعود هو الأصح، وبعد أن أورد النسائي الطرق المتعددة لطرق ابن مسعود عقب بعد ذلك بأنواع أخرى من التشهد جاءت عن غير عبد الله بن مسعود، فبدأ بما جاء عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه، وهو أنه قال: إن النبي عليه الصلاة والسلام خطبنا وعلمنا سنتنا، وبين لنا صلاتنا.

    قوله: خطبنا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وبين لنا سنتنا، وعلمنا صلاتنا فيه بيان ما كان عليه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام من بيان السنن، وإبلاغها على المنابر حتى يكثر السامعون لها، وحتى يكون الآخذون لها كثيرين، وهذا من كمال نصحه عليه الصلاة والسلام، وشفقته على أمته، حيث بين للأمة أمور دينها، وبين لها كل ما تحتاج إليه، وقد جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في صحيح مسلم ضمن حديث طويل: [(ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، ويحذرهم شر ما يعلمه لهم)]، وقد حصل هذا لرسل الله عليهم الصلاة والسلام، ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام بلغ البلاغ المبين، ونصح للأمة غاية النصح، وما ترك أمراً يقرب إلى الله إلا ودل الأمة عليه، وما ترك أمراً يبعد من الله إلا وحذر الأمة منه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وقد جاء عن ابن شهاب الزهري رحمة الله عليه أنه قال: من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم، الله تعالى أرسل الرسل وما ترك الناس هملاً لا يؤمرون، ولا ينهون، بل أرسل الرسل مبشرين، ومنذرين يدلونهم على طرق الخير، ويحذرونهم من طرق الشر، ومن سار على منهاج الرسل وعلى طريقة الرسل هو الذي سعد في دنياه وأخراه، ومن حاد عن طريقهم فإنه خسر الدنيا والآخرة وذلك هو الضلال المبين.

    والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام -كما قال أبو موسى: بين لنا سنتنا، وعلمنا صلاتنا، والمراد بالسنة هنا الطريقة، والمنهج الذي يسلكونه في التعبد وفي عبادة الله عز وجل، يعني: كونهم على سنة وعمل بمنهاج نبوة، وعلى طريقة مستقيمة، والسنة تطلق إطلاقات؛ تطلق إطلاقاً عاماً يشمل كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من كتاب وسنة، فهذا كله يقال له: سنة الرسول؛ لأنه طريقته، ومنهجه؛ أعني: الطريقة والمنهج الذي يوصل إلى الله عز وجل، ولا سبيل للهداية، وبلوغ الغايات الحميدة، والوصول إلى السلامة، والنجاة إلا باتباع الوحي الذي جاء به الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، فالسنة تطلق إطلاقاً عاماً يشمل كل ما جاء في الكتاب والسنة، ومن ذلك قوله: (من رغب عن سنتي فليس مني)، يعني: طريقته، ومنهجه الذي هو الكتاب والسنة.

    وتطلق السنة أيضاً ويراد بها الوحي الغير المتلو؛ لأن الوحي وحيان وحي متلو متعبد بتلاوته معجز، ووحي متعبد بالعمل به كالقرآن، وهو السنة، فإذا قيل: دل عليه الكتاب والسنة فالمراد بذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا إطلاق آخر، يعني: غير الإطلاق الأعم.

    وتطلق السنة أيضاً على ما يقابل البدعة، ومن المعلوم أن طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم هي السنة وما يخالفها هو البدعة، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)، وقال: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).

    وقوله: (وعلمنا صلاتنا) هذا من التخصيص بعد التعميم؛ لأن الصلاة هي من جملة السنة التي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن السنة بيانها يشمل الصلاة، وغير الصلاة، ولكن هذا تخصيص لصلاة، وتنويه بشأنها، ولهذا بين بعد ذلك الكيفية التي علمهم إياها رسول الله عليه الصلاة والسلام فيما يتعلق بالصلاة؛ لأن المقام هو مقام بيان الصلاة ومتابعة الإمام في الصلاة.

    قوله: [(علمنا سنتنا وبين لنا صلاتنا فقال)].

    (فقال) أي: في بيان الصلاة، [(أقيموا صفوفكم)] يعني: الناس الجماعة عندما يصفون للصلاة عليهم أن يقيموا الصفوف، ويتراصوا فيها، وألا يجعلوا فيها عوجاً وفرجاً، وإنما يكملون الصف الأول فالأول، ولا يبدأ الصف الثاني إلا إذا امتلأ الأول، ولا يبدأ الثالث إلا إذا امتلأ الثاني وهكذا، تقام الصفوف وتسوى الأول فالأول.

    قوله: [(ثم ليؤمكم أحدكم)].

    الجماعة لابد لهم من إمام يؤمهم، والمأموم إن كان واحداً فيقف عن يمين الإمام، وإن كان المأموم اثنين فأكثر فإنهم يقفون وراءه وإذا كثروا فإنهم يكونون صفوفاً، فإذا امتلأ الصف الأول يبدأ بالصف الثاني، وإذا امتلأ الثاني يبدأ بالثالث وهكذا.

    متابعة المأمومين لإمامهم في أفعال الصلاة

    قوله: [(فإذا كبر فكبروا)].

    يعني: إذا دخل في الصلاة وقال: الله أكبر فكبروا وراءه ولا تسبقوه، ولا توافقوه، ولا تتأخروا عنه كثيراً، بل تابعوه، يعني: إذا فرغ فابدءوا من حيث ما يفرغ الإمام؛ من حينما يكبر فكبروا، فإذا قال: الله أكبر فقولوا: الله أكبر.

    قوله: [(وإذا قال: ولا الضالين فقولوا: آمين)].

    يعني: وإذا قرأ الفاتحة، وقال: ولا الضالين فقولوا: آمين يجبكم الله؛ لأن آمين معناها: اللهم استجب، هذا هو معنى آمين يعني: هذا الدعاء الذي دعوتم به وقلتم: آمين التي معناها: اللهم استجب فإنه يجبكم الله عز وجل عليه.

    قوله: [(وإذا كبر الإمام ورفع فكبروا واركعوا)].

    يؤتى بالتكبير ويؤتى بالركوع، الفعل والقول، يؤتى بالفعل الذي هو الركوع والهوي إلى الركوع ويؤتى بالقول الذي هو: الله أكبر عند الركوع.

    قوله: [(فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم)].

    فإن الإمام يركع قبلكم، ويرفع قبلكم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هذه بتلك)، يعني: أن اللحظة التي سبقكم بها تعوض عنها اللحظة التي تأخرتم عنه بها، معناه: أن مقدار ركوعكم مقدار ركوعه تماماً إلا أنه يسبقكم هو بالركوع وتتأخرون عنه قليلاً، ويسبقكم في القيام، وأنتم تتأخرون عنه قليلاً، فتأخركم عنه قليلاً يعادل سبقه لكم في الركوع ويساويه، فمقدار ركوعكم هو مقدار ركوعه، لا يزيد عليكم شيئاً، يسبقكم في الركوع، ثم يسبقكم في القيام وأنتم تتأخرون عنه في القيام، فمقابل تأخركم عنه في الركوع صار ركوعكم يساوي مقدار ركوعه، ولهذا قال: (فهذه بتلك).

    قوله: [(وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد يسمع الله لكم)].

    فإذا قال: سمع الله لمن حمده -أي: إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده- فقولوا: ربنا ولك الحمد، فهذا فيه دليل على أن المأموم لا يقول: سمع الله لمن حمده، وإنما يقول: ربنا ولك الحمد، والإمام هو الذي يجمع بين التسميع، والتحميد، فإنه يقول: سمع الله لمن حمده ويقول: ربنا ولك الحمد، وأما المأموم فإنه يقول: ربنا ولك الحمد، وقد ذهب إلى هذا بعض أهل العلم واستدلوا بهذا الحديث وقالوا: إن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [(إذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد)]، فلو كان يشرع لهم أن يقولوا: سمع الله لمن حمده لقال النبي صلى الله عليه وسلم: وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: سمع الله لمن حمده. مثل ما قال: وإذا كبر فكبروا، وإذا فعل كذا افعلوا كذا، فهنا غاير بين ما يفعله المأموم، وما يفعله الإمام، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وهذا هو القول الصحيح في المسألة، وبعض أهل العلم قال: إن المأموم أيضاً يسمع، فيقول: سمع الله لمن حمده، ويستدل على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي)، وهو يقول: سمع الله لمن حمده ويقول: ربنا ولك الحمد، ولكن يرد عليهم بأن هذا العموم مستثنى منه هذه الحالة، وأن المأموم لا يقول: سمع الله لمن حمده، وإنما يقول: ربنا ولك الحمد؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام فصل ذلك حيث قال: [(وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد)]، فلو كان هناك شيء يقوله المأموم قبل هذه الكلمة لقال النبي صلى الله عليه وسلم: فإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: سمع الله لمن حمده.

    قوله: [(سمع الله لمن حمده يسمع الله لكم)]، يعني: يجبكم، لأن سمع بمعنى استجاب، سمع الله لمن حمده استجاب الله لمن حمده، وأما السماع الذي هو سماع الأصوات، والحركات فهذا يكون في كل شيء، فكل صوت مهما خفي، ومهما دق، فإن الله تعالى يسمعه، ولكن سمع هنا بمعنى استجاب، ولهذا قال: يسمع الله لكم، يعني: يجبكم، وليس معنى ذلك أنه يسمع، السماع الذي هو سماع الأصوات فإن الله يسمع كل شيء، لا يخفى عليه خافية في الأرض، ولا في السماء، فدبيب النمل -يعني: صوت دبيب النمل- الله تعالى يسمعه، والله تعالى يقول: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا [المجادلة:1] امرأة تجادل الرسول صلى الله عليه وسلم في زوجها وعائشة قريبة من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن هذه المرأة، وهي لا تسمع ذلك الكلام، ويخفى عليها ذلك الكلام، ولهذا تقول: سبحان من وسع سمعه الأصوات، فالله تعالى يسمع كل شيء لا يخفى عليه شيء أصلاً، ولهذا ليس معنى (يسمع لكم) أنه يسمع كلامكم، الله تعالى يسمع كل شيء، ولكن الذي يخصهم هو الإجابة، والذي يحصل لهم هو الإجابة.

    ومن الكلمات اللطيفة التي تذكر في هذه المناسبة أن بعض سلف هذه الأمة سئل عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وقيل له: ماذا تقول في معاوية ؟ فقال ذلك الرجل من سلف هذه الأمة: ماذا أقول في رجل صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية وراءه: ربنا ولك الحمد؟ ماذا أقول في رجل هذا شأنه وهذه حاله يصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الصلاة: سمع الله لمن حمده، ومعاوية مع المصلين وراءه يقولون: ربنا ولك الحمد، يعني: هذا يدلنا على شرف أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنقبتهم، وفضلهم، ولهذا فإن أي واحد منهم أفضل من أي واحد ممن جاء بعدهم، فالصحابة أفضل من التابعين، وخير القرون القرن الذي بعث فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله تعالى عن الصحابة أجمعين.

    قوله: [(قال: فإن الله عز وجل قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: سمع الله لمن حمده)].

    يعني: معناه: استجاب الله لمن حمده.

    قوله: [(ثم إذا كبر الإمام، وسجد، فكبروا، واسجدوا فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم)].

    هذا يتعلق بالسجود وهو مثلما تقدم في الركوع تماماً، فقال: هذه بتلك، مثلها تماماً.

    قوله: [(قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: فتلك بتلك، فإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم أن يقول: التحيات الطيبات الصلوات لله)].

    (فإذا كان عند القعدة) يعني: التشهد، فليكن من أول قول أحدكم: [(التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)]، هذا التشهد مثل تشهد ابن مسعود إلا أنه يختلف عنه في أوله، تشهد ابن مسعود: (التحيات لله والصلوات والطيبات) وهنا يقول: [(التحيات الطيبات الصلوات لله)]، والباقي مثل تشهد ابن مسعود.

    وقوله: [(فليكن من أول قول أحدكم)] هذا يدل على أنه يقال مع التشهد غيره، يعني: مثل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن قوله: (من أول قول أحدكم)، معناه: يوجد شيء وراءه، وهذا هو محل الشاهد من الترجمة، ذكر ما يقال في التشهد.

    تراجم رجال إسناد حديث أبي موسى الأشعري في كيفية التشهد

    قوله: [أخبرنا عبيد الله].

    هو عبيد الله بن سعيد اليشكري السرخسي، وهو ثقة، مأمون، سني، أخرج له البخاري، ومسلم، والنسائي.

    [حدثنا يحيى بن سعيد].

    يحيى بن سعيد القطان، الثقة، الثبت، المحدث، الناقد، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا هشام].

    هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة، ثبت، حجة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثني قتادة].

    وهو ابن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن يونس بن جبير].

    هو يونس بن جبير البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن حطان بن عبد الله].

    حطان بن عبد الله الرقاشي البصري، وهو ثقة، أخرج له مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [أن الأشعري].

    وهو عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله تعالى عنه، صحابي مشهور، واسمه عبد الله بن قيس، وهو مشهور بكنيته أبي موسى، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    1.   

    نوع آخر من التشهد

    شرح حديث أبي موسى الأشعري في كيفية التشهد من طريق أخرى

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [نوع آخر من التشهد.

    أخبرنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي البصري حدثنا المعتمر سمعت أبي يحدث عن قتادة عن أبي غلاب وهو يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله أنهم صلوا مع أبي موسى رضي الله عنه فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم: التحيات لله الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)].

    هنا أورد النسائي حديث أبي موسى الأشعري من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله تقريباً إلا أن في أوله: [(التحيات لله والصلوات والطيبات لله)] وفي آخره: [(أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له)]، إضافة (وحده لا شريك له)، وهي مؤكدة للا إله إلا الله، يعني: لا إله إلا الله نفي وإثبات، (لا إله) نفي، و(إلا الله) إثبات، (لا إله) نفي عام و(إلا الله) إثبات خاص، ومعنى ذلك أنها تنفي العبادة عن كل من سوى الله، وتثبتها لله وحده لا شريك له، و(وحده لا شريك له) هذه تأكيد لكلمة الإخلاص؛ لأن وحده تأكيد للإثبات في (إلا الله) ولا شريك له تأكيد للنفي في (لا إله) فهي مؤكدة لكلمة الإخلاص، وهي بمعناها تماماً؛ لأنها مشتملة على نفي، وإثبات، وتلك الجملة مؤكدة لكلمة الإخلاص، والحديث فيه دليل على زيادة هذا التأكيد، يعني: في التشهد، وأن فيه: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

    تراجم رجال إسناد حديث أبي موسى الأشعري من طريق أخرى

    قوله: [أخبرنا أبو الأشعث].

    هو أبو الأشعث أحمد بن مقدام العجلي البصري، وهو صدوق، أخرج له البخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، ولم يخرج له مسلم، ولا أبو داود.

    [حدثنا المعتمر].

    هو المعتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [سمعت أبي].

    أبوه سليمان بن طرخان التيمي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن قتادة عن أبي غلاب عن حطان أنهم صلوا مع أبي موسى].

    وقد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.

    حديث ابن عباس: (كان يعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم التشهد) وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا القرآن، وكان يقول: (التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، سلام عليك أيها النبي ورحمة الله، سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)].

    وهنا أورد النسائي: نوعاً آخر من التشهد وهو عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وفيه يقول: إنه علمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، وأنه علمهم أن يقولوا: [(التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، سلام عليك أيها النبي ورحمة الله، سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله ألا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)].

    قوله: [أخبرنا قتيبة].

    هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا الليث بن سعد].

    الليث بن سعد وهو ثقة، ثبت، محدث، فقيه مصر، ومحدثها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي الزبير].

    هو أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس، وهو صدوق، يدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن سعيد بن جبير].

    ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    طاوس].

    هو ابن كيسان اليماني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن ابن عباس].

    ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله تعالى عن الصحابة أجمعين.

    وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وهو من المكثرين عند أصحاب الكتب الستة.

    1.   

    نوع آخر من التشهد

    شرح حديث جابر: (كان رسول الله يعلمنا التشهد بسم الله وبالله ...)

    تراجم رجال إسناد حديث جابر: (كان رسول الله يعلمنا التشهد بسم الله وبالله ...)

    قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى].

    هو محمد بن عبد الأعلى الصنعاني البصري، وهو ثقة، أخرج له مسلم، وأبو داود في كتاب القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه .

    [حدثنا المعتمر].

    هو المعتمر بن سليمان، وقد مر ذكره.

    [سمعت أيمن وهو ابن نابل].

    صدوق، يهم، وحديثه أخرجه البخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه .

    [حدثني أبو الزبير].

    أبو الزبير، قد مر ذكره.

    [عن جابر].

    هو جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه صحابي ابن صحابي وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    1.   

    التخفيف في التشهد الأول

    شرح حديث: (كان النبي في الركعتين كأنه على الرضف...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب التخفيف في التشهد الأول.

    أخبرني الهيثم بن أيوب الطالقاني حدثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف حدثنا أبي عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في الركعتين كأنه على الرضف، قلت: حتى يقوم؟ قال: ذلك يريد].

    وهنا أورد النسائي هذه الترجمة وهي التخفيف في التشهد الأول، يعني: تخفيفه، وعدم تطويله، ولا شك أنه لا يماثل التشهد الأخير، ولكنه لا يخفف كثيراً بل يمكن أن يقتصر على التشهد ويمكن أن يضاف إليه، ولكنه لا يخفف بحيث أنه لا يصلح فيه إلا التخفيف، بل يمكن أن يؤتى مع التشهد بشيء، يعني: من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم أو غير ذلك.

    وأورد النسائي حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في الركعتين يعني: في الجلوس بعد الركعتين أي: في التشهد الأول، أي: في الصلاة التي فيها تشهدان في التشهد الأول منهما يكون كأنه على الرضف، والرضف هي الحجارة المحماة، معناه: أنه يسرع إلى القيام منه، والحديث فيه انقطاع من جهة أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود فهو مرسل، وأما التسوية بينه، وبين التشهد الثاني فلا يسوى بينهما، ولكنه لا يتعين الاقتصار على التشهد فقط، بل يمكن أن يضاف إليه، ولكنه لا يسويه بالتشهد الثاني، يعني: في الإطالة.

    تراجم رجال إسناد حديث: (كان النبي في الركعتين كأنه على الرضف ...)

    قوله: [أخبرني الهيثم بن أيوب].

    هو الهيثم بن أيوب الطالقاني، وهو ثقة، أخرج له النسائي وحده.

    قوله: أخبرني، ما قال: أخبرنا.

    أخبرني يراد بها أنه حدثه، وليس معه أحد عند التحديث، بخلاف أخبرنا فإنه يكون حدثه، ومعه غيره، لكن أخبرني لا تحتمل إلا أن يكون وحده، وأخبرنا تحتمل أن يكون وحده، وذكر ذلك على سبيل أن ما يطلقه الإنسان على نفسه أحياناً وأيضاً تحتمل أن يكون معه غيره، أما أخبرني فلا تحتمل إلا أنه وحده.

    [حدثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم].

    ثقة، حجة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن حدثني أبي].

    وهو سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي عبيدة].

    هو أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وهو مشهور بهذه الكنية وقيل: إنه ليس له غيرها، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبيه].

    هو عبد الله بن مسعود، وهو الصحابي الجليل من المهاجرين، ومن علماء الصحابة، وفقهائهم، وليس هو من الأربعة العبادلة الأربعة.

    1.   

    ترك التشهد الأول

    شرح حديث ابن بحينة في ترك التشهد الأول

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ترك التشهد الأول.

    أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي البصري حدثنا حماد بن زيد عن يحيى عن عبد الرحمن الأعرج عن ابن بحينة (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فقام في الشفع الذي كان يريد أن يجلس فيه فمضى في صلاته، حتى إذا كان في آخر صلاته سجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم)].

    هنا أورد النسائي هذه الترجمة، وهي ترك التشهد الأول، معنى هذا أن التشهد الأول تركه لا يبطل الصلاة، فليس ركناً من أركانها، ولكن الإنسان لا يتعمد تركه، وإن تركه سهواً فإنه يجبره سجود السهو.

    وأورد النسائي حديث عبد الله بن مالك بن بحينة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم ثم قام من الثنتين، ومضى ولما أراد أن يسلم سجد سجدتين ثم سلم، يعني: سجد سجدتين قبل السلام، وهي سجدة السهو؛ لأنه حصل عن نقص، وهو نقص التشهد الأول فسجد قبل السلام.

    والحديث شاهد لما ترجم له النسائي من حيث تركه، ولكن هذا الترك إنما يكون للسهو، ويجبر بشيء يجبره، وهو السجود، وأما التعمد فإنه لا يتعمد تركه، ولكنه إن نسي فإنه لا يؤثر نسيانه على الصلاة من حيث إنه يؤتى به أو أنها تعاد، وإنما يجبر بسجدتين قبل السلام.

    تراجم رجال إسناد حديث ابن بحينة في ترك التشهد الأول

    قوله: [أخبرنا يحيى بن حبيب].

    هو يحيى بن حبيب بن عربي البصري، وهو ثقة، أخرج له مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [حدثنا حماد بن زيد].

    هو حماد بن زيد بن درهم البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن يحيى].

    هو: يحيى بن سعيد الأنصاري المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عبد الرحمن بن الأعرج].

    هو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، والأعرج لقب، فهو عبد الرحمن بن هرمز المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن ابن بحينة].

    وهو عبد الله بن مالك بن بحينة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    حديث ابن بحينة في ترك التشهد الأول من طريق أخرى وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن الأعرج عن ابن بحينة رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فقام في الركعتين فسبحوا فمضى، فلما فرغ من صلاته سجد سجدتين ثم سلم)].

    وهنا أورد النسائي حديث ابن بحينة وهو مثل الذي قبله، إلا أنه قام من السجدتين، ولم يتشهد فسبحوا ومضى؛ لأنه دخل في الركعة الثانية، ولكنه عوض عن ذلك بسجود السهو الذي هو سجدتان قبل السلام.

    قوله: [أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف].

    وهو الحراني وهو ثقة، حافظ، أخرج له النسائي وحده.

    [حدثنا وهب بن جرير].

    هو وهب بن جرير بن حازم، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا شعبة].

    وهو ابن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن الأعرج عن ابن بحينة].

    وقد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.

    1.   

    الأسئلة

    وقفة مع ليلة سبع وعشرين من رجب وما فيها من الأشياء

    السؤال: حدثنا قليلاً عن ليلة سبع وعشرين من رجب، والواجب فعله.

    الجواب: شهر رجب لم يرد فيه شيء يخصه؛ لا لياليه، ولا أيامه، ليس هناك شيء يخص هذا الشهر إلا أنه من الأشهر الحرم الأربعة التي جاء ذكرها في القرآن إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ [التوبة:36] فهي أربعة، واحد فرد، وثلاثة سرد، فرجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم هؤلاء هي الأشهر الحرم، وكان أهل الجاهلية يعظمونها،وقد جاء في حديث وفد عبد القيس لما جاءوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وطلبوا منه أن يوصيهم، وأن يعلمهم شيئاً يبلغونه من وراءهم، وقالوا: بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، ولا نصل إليك إلا في الشهر الحرام؛ لأنهم كانوا يعظمون الأشهر الحرم، وشهر رجب منها، ولكن لم يرد فيه شيء يخصه؛ لا لصيام، ولا في القيام، ولا في أي عبادة تخص ذلك الشهر، وأما فيما يتعلق في ليلة سبع وعشرين فيذكر بعض الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج، وليس هناك شيء يثبت أنها في رجب، ولا أنها في تلك الليلة، بل إن ذلك مجهول، ولو علم بالأسانيد الصحيحة أنها في هذه الليلة المعينة فليس لأحد أن يعمل فيها عملاً خاصاً دون أن يأتي فيه دليل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) ويقول: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) فلا تخصص تلك الليلة بشيء؛ لأنه لم يرد في ذلك عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه شيء يخص هذه الليلة، ولا يخص ليلة الإسراء والمعراج، وأنها في الوقت الفلاني، فإن هذا غير معروف، وغير مجزوم به، ولو كانت تلك الليلة معلومة بالأسانيد الصحيحة أنها في الليلة الفلانية فليس لأحد أن يتعبد بها عبادة خاصة من غير دليل يدل على ذلك عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه؛ لأن العبادات إنما يؤتى بها اتباعاً، وليس ابتداعاً، وكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف.

    السلام على قبر النبي صلى الله عليه وسلم من بعيد

    السؤال: بعض المصلين يقوم ويسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم من التوسعة عن بعد من القبر، فهل هذا جائز؟

    الجواب: ليس للإنسان أن يسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم خلال الزيارة إلا عند القبر، يعني: أمام القبر في المواجهة مستقبلاً القبر مستدبراً القبلة، وأما الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يكون في كل مكان، والملائكة تبلغه، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن لله ملائكة سياحين) وتكرار الزيارة عند القبر الشريف يدل على منعه قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تتخذوا قبري عيداً، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)، وما يفعله بعض الناس من الوقوف في أماكن من المسجد يستقبل القبر، ويضع اليمنى على اليسرى، ويسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم هذا من الأمور المحدثة التي لم تؤثر عن سلف هذه الأمة، ومن المعلوم أن أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم وأرضاهم لما كان النبي صلى الله عليه وسلم موجوداً بين أظهرهم، ويكون في حجرته، ويعلمون أنه في بيته ما كان الواحد منهم يقف في أطراف المسجد، ويتجه إلى الحجرة التي فيها الرسول صلى الله عليه وسلم جالس أو نائم ويسلم عليه، ما كان هذا شأنهم، وما كانت هذه طريقتهم في حياته، وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم عندما دفن في حجرته وفي بيته بيت أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها كذلك ما كانوا يفعلون هذا.

    إذاً: فهذا من الأمور المحدثة ومن الأمور المبتدعة، والإنسان يصلي، ويسلم على رسول الله عليه الصلاة والسلام في أي مكان من المسجد، سواء كان داخل المسجد، أو خارجاً منه، فإنه يشرع للإنسان أن يصلي، ويسلم على رسول الله، ففي أي مسجد في الدنيا يدخله الإنسان يشرع له أن يصلي، ويسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم عند الدخول ويصلي، ويسلم عليه عند الخروج، والإنسان يصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم دائماً، وأبداً، والملائكة تبلغ السلام إلى الرسول عليه الصلاة والسلام.

    وإن قال: إننا نفعل هذا من أجل الزحام.

    نقول: وجود الزحام لا يقتضي أن الإنسان يفعل هذا الفعل، وإنما ينتظر حتى يخف الزحام، ثم أيضاً يشرع له أن يصلي، ويسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم من أي مكان، فيقول: اللهم صل وسلم وبارك عليه، والملائكة تبلغه، ولكن كونه يقف ويستقبل القبر من مكان بعيد فهذا محدث، وهذا شيء جديد لا يعرفه سلف هذه الأمة، بل هو من محدثات الأمور.

    السبب في إخراج البخاري لأيمن بن نابل وعدم إخراج النسائي له

    السؤال: أيمن بن نابل كيف خرج له البخاري، وكيف ضعفه النسائي مع ذلك؟

    الجواب: البخاري خرج له متابعة، ولم يخرج له استقلالاً، يعني: خرج له ومعه غيره.

    الذكر الذي يقال في سجود السهو

    السؤال: هل في سجود السهو قراءة أو ذكر مختص بها؟

    الجواب: ليس لسجود السهو ذكر يخصه، وإنما يفعل الإنسان به مثلما يفعل في سجود الصلاة.

    مدى وجود دليل في ترتيب زمن الرسل

    السؤال: هل ورد دليل في ترتيب زمن الرسل عليهم الصلاة والسلام؟

    الجواب: ما نعلم أدلة تدل على أن فلان بعد فلان، وفلان بعد فلان، وفلان بعد فلان، ولكن يوجد نصوص تدل على أزمان بعض الرسل، يعني: جاء في القرآن أن هذا بعد هذا، مثلما جاء عن نوح أن بعده هود، وبعد هود صالح ويأتي ذكر شعيب كثيراً بعد قصة نوح، وهود، وصالح، ولكن شعيباً بعد زمن إبراهيم، ولوط؛ لأنه جاء في بعض آيات القرآن: وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ [هود:89] يعني: يخاطب قومه، ولوط كان في زمن إبراهيم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767947359